سلسلة المكتب رقم 19

تعتبر سلسلة المكتب رقم (19) إحدى أقدم السلاسل التي عرفتها روايات مصرية للجيب، اذ أن انطلاقتها جاءت في منتصف الثمانينات وفي نفس الفترة التي بدأت فيها سلسلتا رجل المستحيل و ملف المستقبل الشهيرتان . ومع انطلاق هذه السلسلة ، قد يكون الأمر اختلط على البعض في تحديد نوعيتها والاتجاه الذي تسير فيه ومدى تقاربها من كلا السلسلتين السابقتين. ولكن هوية السلسلة كانت واضحة بالفعل منذ البداية ، إذ يمكننا أن نقول أنها كانت مزيجاً متجانساً من الخيال العلمي ومغامرات أجهزة الإستخبارات الخاصة كاتب السلسلة هو الدكتور شريف شوقي ، والذي اشتهر أيضاً بتوقيعه على معظم اصدارات سلسلة زهور الرومانسية الشهيرة ، فأثبت الكاتب قدرته على الإبداع في أكثر من نوع ، متجاوزاً بسلسلة المكتب رقم (19) أعدادها الثمانين هي الأخرى ولكن مع هذا، وللأسف الشديد ، فقد توقف الدكتور شريف شوقي عن كتابة هذه السلسلة الناجحة فسلّم لواء كتابتها للمؤلف الشاب الكاتب محمد سليمان عبد المالك، والذي كتب العدد رقم 84 منها تحت سلسلة المكتب 17، قبل أن ينطلق بالسلسلة الجديدة وبشكل مسستقل عن سابقتها . وبالعودة إلى سلسلة المكتب رقم (19)، يقوم ببطولة هذه السلسلة المقدم (ممدوح عبد الوهاب) ، والذي يتبع مكتباً سرياً خاصاً توكل إليه مهمة التحقيق في العديد من الحوادث والقضايا والجرائم والتي تكون غالباً على قدر بالغ من الغموض والسرية ولا يستعصي على القارىء المتابع ملاحظة طبيعة الخيال العلمي الذي يطغى على العديد من هذه القضايا والتي يواجهها البطل بالتالي بأساليب حديثة مبتكرة ووسط مطاردات وأحداث مثيرة تمزج ما بين الواقع والخيال ، إنما بأسلوب لا يخلو أبداً من المتعة والخيال العلمي في السلسلة يحافظ على مستوى معتدل لا يصل في مداه الى نوعية الخيال المستقبلي في سلسلة ملف المستقبل، وفي نفس الوقت يختلف عالم المكتب رقم (19) عن عالم أجهزة المخابرات الجدية والحقيقية التي نعيشها في سلسلة رجل المستحيل نظراً لاعتماد السلسلة الأخيرة على حوادث وخبرات واقعية ، وبالتالي نجح الكاتب في رسم هوية فريدة لسلسلة المكتب رقم (19) ، فلم يقلد أو يتشبه في قصصه وكان لأسلوبه هذا نجاح فريد جذب العديد من محبي هذا النوع بالتحديد من الأدب، وهم كثيرون. برغم أن انتهاء هذه السلسلة كان أليماً بالنسبة للكثيرين من قرائها ومتابعيها الحقيقيين، إلا أن الكاتب شريف شوقي قدم لنا في النهاية عملاً كبيراً يستحق الشكر والتقدير عليه. ولا يسعنا سوى متابعة السلسلة الجديدة المكتب رقم (17) ، لنرى الموقع الذي ستقف عليه ويبدو أن الأعداد الأولى منها استقلت بشكل واضح عن سابقتها، فطبعت بصمة خاصة بها، ولتبقى سلسلة المكتب رقم (19) بالتالي مستقلة هي الأخرى بحد ذاتها ، وشاهداً على نوعية مميزة من السلاسل التي عرفتها يوماً روايات مصرية للجيب