الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

غريب الروح

تأليف : خالد مرون
------------------------
الملخص
----------
امراة حسناء جميلة مثل البدر المنير يفارقها زوجها في أوج شبابها و عنفوانها .. تاركا لها ثروة طائلة بعد وفاته لكنها مقرونة بشرط غريب جدا .. أن تتزوج و تقطن مع الزوج الجديد لمدة خمس سنوات في نفس المسكن !!! كيف يمكنها تنفيذ هذا الشرط و هي تحب زوجها المتوفي بجنون و لا تستطيع التخلي عن ذكراه بسهولة .. و هل يمكن للمال أن يعوض الإنسان عن فقد من يحب

------------------------------------
الفصل الأول : الوصية الغريبة
------------------------------------
كان فقد زوجها و حبيب روحها ثقيلا جدا على نفسها .. لم يستوعب عقلها تلك الحقيقة المرة .. حقيقة خسارة أغلى ما يملك قلبها .. الحب الوحيد الذي هفت إليه روحها و حرك أمواج الأنوثة في أعماق كيانها الهادئ .. الحب الذي جعلها تشعر لأول مرة كونها أنثى جامحة.. متعطشة إلى الحب و الحياة .. مقبلة على الحياة غير مدبرة .. لكنها أصبحت الآن مدبرة تماماً على الحياة .. فقدت الحياة بريقها في عينيها .. فقدت الشغف إلى الغد و أصبح مذاق الدنيا الحلو علقما لجوجا في لسانها .. تلك الأفكار و الخواطر هي ما جال في بالها و هي تنظر إلي أعضاء أسرة الفقيد الجالسين أمام محامي الأسرة ينتظرون فتح الوصية التي تركها المرحوم و عيونهم و قلوبهم معلقة بالأمل في أن يذكرهم العزيز في وصيته و يغدق عليهم من المال الوفير الذي تركه بعد وفاته .. فتح المحامي مظروفا كبيرا خطف عقول و ألباب الناظرين مخرجا ورقة أخذ يقرأ منها : أسرتي الطيبة الحبيبة .. عندما تقرؤون وصيتي هذه أكون قد فارقت عالمكم الضيق إلى عالم أوسع و أرحب .. أكون قد انتقلت من عالم الماديات إلى عالم الروحانيات .. من عالم الفناء و الإنتهاء إلى عالم الخلود و البقاء .. من عالم السراب و الوهم إلى عالم الحقيقة و العلم .. لكن دعوني أرقد في سلام و أنعم بحياتي الهنيئة بعد أن تركت دنياكم الشقية الحبلى بالألم و العذاب .. النور الوحيد الذي سطع في ظلام حياتي السابقة كان زوجتي الحبيبة وفاء .. تلك الهمسة الحانية التي نفختها الحياة في روعي و غمرت كياني بالحرارة الدافئة هذا هو العزاء الوحيد الذي يخلد ذكرى حياتي المجيدة فوق الأرض .. و الآن حان موعد تقسيم التركة .. أخذ المحامي يسرد تفاصيل الوصية محددا لكل فرد نصيبه إلى أن بلغ نصيب الزوجة وفاء .. لقد خصص لها مبلغا ماليا كبيراً جداً أكبر من جميع باقي أفراد العائلة .. كافيا لها و لأجيال من بعدها .. لكن الفقيد اشترط أمرا خطيرا بدونه لا تتمكن الزوجة من الحصول على نصيبها من الوصية .. اشترط عليها الزواج .. و إتمام العقد .. بعد ذلك يمكنها استلام حقها بشكل قانوني .. لم تمنع المناسبة الأليمة عيون الحاقدين من النظر بغيرة شديدة إلى الزوجة التي فازت بالنصيب الأكبر من الثروة .. لكن الزوجة وفاء كان لها رأي مغاير في الموضوع .. لقد حزنت حزنا شديدا لهذا الشرط الظالم .. كيف يضعها في هذا الموقف العصيب و هو يعلم مدى حبها و وفائها له .. كيف يمكن لرأسها أن يستكين على صدر شخص آخر غريب عن نفسها و قلبها و جوارحها .. لا يمكن أن يحدث هذا أبداً .. بعد انتهاء مراسيم تلاوة مضامين الوصية على الورثة قابلت وفاء المحامي حيث بادرته بالقول ألا يوجد حل آخر لكي آخذ نصيبي من الميراث دون تنفيذ شرط الزواج ؟
رد عليها المحامي قائلا
لا يوجد حل آخر .. هذا هو الشرط الوحيد المتضمن في الوصية
: وفاء
هذا الأمر غير عادل .. لا يمكن أن أنفذ هذا الشرط مطلقا .. مستحيل حتى مجرد التفكير فيه .. لا يمكن أن أتخلى عن ذكرى المرحوم ( جواد ) أبداً
: المحامي
المرحوم ( جواد ) غال على قلوبنا جميعاً .. لكن هذه سنة الحياة .. الموت حقيقة من حقائق الوجود .. لا يجب أن تتوقف حياة الآخرين بعدها لكن لدي اقتراح لك .. ربما يكون مناسبا لمثل حالتك
: وفاء
تفضل أرجوك .. هات كل ما لديك - : المحامي
شرط الزواج يتمضن أن يستمر لمدة خمس سنوات و إلا تسحب منك الثروة و كذلك يجب أن تقطني مع زوجك الجديد في نفس المسكن -
.اقتراحي هو أن تتزوجي زواجا شكليا و صوريا فقط لمدة خمس سنوات ثم تحصلين على الطلاق بعد ذلك .. ما رأيك ؟ -
: وفاء
سوف أفكر في الأمر و أرد عليك قريباً

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع