الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

القمر الأزرق

الملخص
------------
جيرمى هاريس مهندس شاب يدير مكتبا هندسيا، يتفانى جيرمى في العمل بعد موت صديقه وشريكه جيف كوبر فى حادثة سيارة. يصاب جيرمى بارتفاع الضغط بسبب المجهود الكبير الذي يبذله في العمل فينصحه د. بيل كوبر والد الراحل جيف بأن يذهب لزيارة دكتورة كلويه بارلو الأخصائية النفسية حيث تنشأ بينهما علاقة عاطفية رومانسية
-------
مقدمة
-------
ضغط چیرمی هاريس بقبضة يده على ظهره وهو ينتصب فوق المقعد ويلتف يمينا ويساراً . تأثرت عضلاته المتيبسة فقطب وجهد عدل جيرمي عن تلك الحركة وهو يتنهد ، وشبك ذراعيه فوق منضدة الرسم ناظراً عبر النافذة في هذه الأمسية الصيفية ، كانت الشمس الغائبة تنفذ أشعتها عبر سماء كاليفورنيا في مجموعة ألوان متذبذبة من الأحمر القاني البرتقالي ، الأصفر والوردي في تلك المنطقة الحيوية من لوس أنجليوس ، كان هذا هو موعد عودة الناس إلى بيوتهم وتساءل چبرمي كم من هؤلاء الناس سيلاحظون هذا المشهد البديع - قال محدثاً نفسه قليلون ، بالتأكيد هو نفسه لم يكن ليتوقف عن العمل عمداً ليتأمل مغيب الشمس كيف يستطيع أن يبدد الدقائق الغالية ليتأمل تلك الهية الطبيعية في حين أنه بحاجة للوقت
اليوم مثل الأمس أو المستقبل تساءل چیف متى بدأ إذن هذا السباق الجنوني مع الساعة "؟ منذ متى كان لديه الشعور أن ليس في اليوم ساعات كافية لإتمام كل مهامه ؟ متى كان قد بدأ تعديل أولوياته ؟ كان الآن يركز بشكل شبه فريد على عمله ليترك جانباً مظاهر حياته الأخرى كم من الوقت قد مضى على استعداده للتوقف عن العمل لهدف واحد هو تأمل مغيب الشمس؟
أوما برأسه وهو مشمئز فمن كان يلاحظه بدقة يقرأ القدم في الحركة لم يكن هناك ندم ، فلو كان يعمل بجد ، فذلك كان باختياره إذا كان يتعدى قدراته الشخصية فكان هذا بقصد الوصول إلى الأهداف التي حددها لنفسه منذ زمن بعيد كانت تلك الأهداف حقيقة لأن "هاريس وكوبر المهندسين كان حقيقة إلا أن "كوبر" لم يعد هناك كان چيف قد مات منذ حوالي سنتين تحدث بصوت مرتفع إني أراك مازلت تعمل انتفض چیرمی دهشا كان رجل يقف أمام بابه المفتوح في المدخل ضعيف الإضاءة خلال لحظة وجيزة . بدا له الشبح المبهم مألوفاً بشكل غريب كما لو أن استدعاء چيف في خاطره قد تسبب في ظهوره ثم دلف الرجل إلى المكتب وأفلت تأوه من بين شفتي چيرمي خجلاً من حماقته.
القی چیرمي بالتحية على ذلك الشخص الأشيب - مساء الخير يا بيل" نعم . أنا هنا ، لكن السؤال الوجيه سيكون على الجانب الآخر ، لماذا أنت هنا ؟ من المفترض أنك شبه متقاعد ! يجب أن تكون بمنزلك ، في مثل هذه الساعة مر الرجل ببطء خلال المكتب ذي الأثاث الفاخر لينظر عبر النافذة من خلف الزجاج . كانت الأشعة الأخيرة للشمس تختفي وكانت الألوان تمتزج كالزبد الذائب قال بيل وهو يلتفت نحو "چیرمی - تلك المدينة تعمل بإيقاع مختلف في المساء
إيقاع يوقظ مافي الإنسان من ألم ، ويعتمد على ضعف البريء في أن يتسبب له في حدوث ماهو في غنى عنه هو ... كفى أنت لست بحاجة لسماع وعظ من خطيب رديء مثلي - أفهم ما تقصده يا "بيل" لكن كن عادلاً . إني أخرج في المساء مثلك تماماً . فكل إنسان مسؤول عن اختياراته . لقد شرب "چيف كثيراً في الليلة التي مات فيها وكان يقود سيارته الرياضية بسرعة أكبر من المسموح بها على هذا الطريق الساحلي لم تكن هناك أية قوة غير مرئية قد دفعت به هو وسوزان من أعلى ذلك الجرف
تنهد بيل قائلاً لقد مات ابني يا چيرمي أحيانا لا أستطيع أن أصدق لو عاش لأصبح طبيباً كما تنبأنا له منذ سنوات ، لو كان تدرب وأخذ على عائقه مسؤولية حياة أناس آخرين لمـا جازف بحيائه استطرد بيل وهو يشير بيده – إني أعرف ، أعرف كان چيف قد أخبرني منذ زمن بعيد أنه لم يكن يريد أن يحذو حذوي ، لكن حتى ذلك اليوم كنت أعتقد بشدة أنه إذا كان قد فعل ، لبقي على قيد الحياة حتى الآن - لا تستطيع أن تكون متأكداً لهذا الحد أسمع ، لتغير الموضوع فلن تعيده إلى الحياة تلك القائمة من ربما و إذا ما لو
- أنت على حق ، أرجو المعذرة نادراً ما أتباكي بهذا الشكل ، ليس من عادتي أن أشفق على نفسي لفقدي طفلي الوحيد - فبفضلك أصبح لي هدف في الحياة عند موت زوجتي كرست حياتي لـ جيف ، لقد كان صغيراً جداً إذن إيه حسناً ، باختفائه
لم أجد الرغبة في مواصلة مزاولة مهنة الطب فما فائدة الإرث إذا لم يستطع المرء أن يورثه لكنك انتشلتني من ذلك منذ عام أجاب جيرمي وهو ينزل من فوق المقعد - نعم ادار رأسه في اتجاه ثم في الآخر أملاً في إرخاء عضلاته المتألمة هل تريد بعض القهوة »

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع