الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

خيوط المصير
Threads of Destiny

الكاتبة : سارا وود
------------------------
الملخص
------------
لقد اخطأت في وضع ثقتك بي … والآن أنت تحت سيطرتي أكثر مما كنت قبلاً “. لقد ظهر دون انذار، من روعة جمال ضوء القمر الغامض في ليلة هنغارية، وكانت سوزان منجذبة لهذا الرجل الغريب، ولكن لازلو هوزار كان في ذهنه الانتقام، واستعمال سوزان مخلباً لثأره المحموم. وفجأة، تجد سوزان نفسها سجينة الابتزاز والكراهية. وهو تراث أسرتها القاسي من ماضيها الأسود. فهل بامكانها أن تقطع الخيوط التي تربط مصيرها بمصير لازلو؟
--------------
الفصل الأول
--------------
هتفت سوزان: «انظري ذلك الرجل هناك!» فسألتها ماريان متذمرة: «أي رجل؟ وأين؟» فأجابت سوزان: «ها قد ذهب مرة أخرى. لقد كان يتبعني كيفما اتجهت انه يحدق بي وكأنه... وكأنني أتخذ أنفاً أرجوانياً كرجال السيرك.» وأخذت الشقيقتان تضحكان. وقالت ماريان هازلة: «ربما جذبه مظهرك هذه الليلة يا سوزان. ماذا حدث؟» وألقت سوزان على شقيقتها نظرة ازدراء، ولكن شعورها كان مختلفاً فقد شعرت بنفسها جميلة على غير العادة، ذلك أن شقيقتيها رائعتي الجمال، هما اللتان كانتا دوماً تفوزان بنصيب الأسد من اهتمام الجنس الآخر.
ولكن هذه الليلة كانت مختلفة بالنسبة إلى الطريقة التي اجتذبت بها اهتمام الرجال. وأدركت ان هذا يعود جزئياً إلى الرجل نفسه. فقد أثارت في نفسها عيناه السوداوان اللامعتان بنظراتهما الهادئة مشاعر عنيفة لم تألفها من قبل. ولكنها ما لبثت أن نظرت إلى الأمر من ناحية منطقية، فقالت: «أظن أن الأمر لا يعدو تأثير الاضطراب من جهة، يا ماريان، ومن جهة أخرى الشعور بأن أختي وأخي يتزوجان الآن في نفس الوقت، كما انك أنت ستتزوجين قريباً، كل هذا كفيل بأن يجعل أي شخص يشعر بالدوار... على كل حال، حاولي أن تعرفي من هو هذا الرجل فيما لو رأيته...»
فأجابت ماريان: «يا للبلاهة... ثمة مئات من الرجال في هذا الحشد. صفيه لي.» فاحمر وجه سوزان وأجابت متكلفة عدم الاهتمام: «إنني فقط رأيت رأسه فوق الجموع...» «إنه، إذن طويل القامة، هل يكسو رأسه شعر ما؟» فتجاهلت هذه، سخرية أختها وأجابت قائلة: «إن شعره كثيف أسود ناعم جدا. وله ملامح هنغارية بادية القوة، قد لوحت الشمس بشرته بشكل رائع... إن عينيه، في الحقيقة هما أبرز ما فيه.» فقالت أختها: «عليّ إذن أن أبحث عن رجل له عينان!» فأجابت سوزان بهدوء: «عندما ترين عينيه تلك، تدركين
ما أعني، إنهما... إنك تعرفين مبلغ اتزاني، ومع هذا فقد شعرت بمبلغ سيطرتهما وغموضهما. إنهما حالمتان، ولكنني، أحياناً، أشعر بأنهما تخترقان مني الأعماق...» فربتت ماريان على يدها وهي تقول: «كم من الأعين يملك ذلك المسكين؟» وتنهدت وهي ترمق أختها بعينيها المغوليتين اللتين تشابهان عيني أختها، لتستطرد قائلة: «اشربي ليتر من القهوة ثم استلقي بينما تلفين حول رأسك منشفة مبللة يا سوزان، فأنت مصابة بتشوش بالغ في ذهنك. يجب أن أخبر تانيا... إنني لم أرك خارجة عن طورك بهذا الشكل قبل الآن.»
فضحكت سوزان وهي تحتج قائلة: «هذا سيحدث لك أنت أيضاً إذا حاول شخص غريب أن يتسلل إلى عقلك ليعبث به. أظنه لا بد أن يكون إما منوماً مغناطيسياً يمارس عمله على من هو غير واع لذلك، وإما قصير النظر لدرجة بالغة. وهو في الحالتين... خطر.»
فارتسمت على شفتي ماريان ابتسامة عريضة وهي تقول: «هذا هو النوع الذي يعجبني. اذهبي وابحثي عنه وامضي معه وقتاً ممتعاً.» وعلى الفور، أخذت سوزان تجيل بنظرها، خلسة، في أنحاء قاعة الرقص تفتش عن هذا الغريب المراوغ، مصممة على العثور عليه ومن ثم ترضي فضولها، وعندما خاب أملها إذ لم يقع نظرها عليه في أي مكان، قررت، شاعرة بالقلق، انه من الأفضل أن تنسى ذلك الرجل، وتبدأ بالتفكير في الاجتماع الهام الذي عليها أن تحضره في اليوم التالي. وهكذا، تركت حفلة الزفاف لتتمشى ببطء نحو الحديقة المغمورة بضوء القمر، وشعرت بالنسائم تتلاعب بشعرها
الطويل فرفعت يدها تضغط عليه وتعيد تنظيمه بحركة آلية. وكانت تتألق أمامها البحيرة الكبيرة الممتدة نحو غابات أشجار الزان. وعندما اقتربت منها، إذا بها تشهق وهي ترى أمامها شبح رجل يقف أمام المياه المتألقة في ضوء القمر . وتعالت دقات قلبها، إنه الرجل الذي كانتا تتحدثان عنه. لقد أمكنها تمييز ذلك الرأس القوي المسيطر حتى من الخلف، فقد حفر في ذاكرتها بأحرف لا تمحى. وساورها الانفعال رغم ما في ذلك من سخافة وبعد عن المنطق.
وشعرت بدافع يدفعها إلى عدم الظهور أمامه، فتوارت بسرعة خلف فروع متدلية لشجرة ورد كانت أزهارها البالغة الرقة تتمايل مع النسيم، فأغرقتها بشذاها العبق بينما رفعت وجهها الجميل لترى ما الذي كان ذلك الرجل يقوم به. لا شيء كما يبدو، ولكن كان في ملامح وجهه الجانبية

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع