الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

زفاف للذكرى
A Wedding to Remember

الكاتبة : ايما دارسي
------------
الملخص
------------
بقدر ما كانت عائلتها معنية بالأمر، فان أسوأ شيء فعلته جوانا كان زواجها من روري غرايسن. كمان أن أفضل شيء فعلته كان انفصالها عنه، وبقدر ما كان الأمر يعني جوانا فهي لم تكن تريد رؤيته مجدداً. ولكن ان رأته ثانية ولم تشعر حياله بشيء، فان جوانا ستعرف بأنها تستطيع الزواج مجدداً بقلب خال من دون ندم أو أية مشاعر قد تفسد سعادتها. أما روري فان مشاعره بالطبع مختلفة وكذلك…خططه.
-------------
الفصل الأول
-------------
أحصت جوانا هاردنغ الأيام في عقلها بينما كانت تُعد فنجان قهوتها الصباحي الأول، لقد مضت اربعة أيام وبقي تسعة منها. اليوم هو الجمعة، والموعد الأخير بعد أسبوع ابتداء من الغد. كان عليها ان تقرر إن كانت ستتزوج من براد أم لا قبل ان يعود إلى سيدني من مؤتمره في بريسبن.
جلست جوانا حول الطاولة في مطبخ والدتها وانحنت فوق ابريق القهوة وهي تعنف نفسها، إذ لم تستطع بعد تكوين فكرة واضحة بشأن المستقبل الذي كان يقدمه لها. لم يكن هناك أي اعتراض حول ما كانت تريده. لقد كان مختلفاً تماماً عن روري غرايسن، ورغم ان فشل زواجها منه قد مضى عليه وقت طويل الا ان آثاره التي لازمتها لم تزل تؤثر فيها.
لم تكن غلطتها في فشل ذلك الزواج، فاللوم يقع مباشرة لقد كان من السخف ومن المعيب لها ان تدع على روري. فشل هذا الزواج يعتم على مستقبلها.
لقد مضت ثلاث سنوات منذ ان انفصلت عن روري. اكدت لزوجها السابق في اليوم الذي انفصلا فيه منذ سنتين، كما أكدت لنفسها أيضاً انها لن تراه مجدداً، لم تكن ترغب ان يستحوذ على ثانية أخرى من حياتها. ولكن الرغبة شيء والحقيقة شيء آخر. كان يبدو وكأن روري معها في كل خطوة، ليجعل جاذبية أي رجل تقابله
تبهت، أو يذكرها بالحفر السوداء التي قد تقودها إليها أية علاقة. لم يكن يبدو ان حبها له قد انسحق تحت وطأة ما حدث. كانت اثاره لا تزال ملتصقة بقلبها. سألتها والدتها وهي تحمل فطورها المعتاد، المؤلف من بيضة مسلوقة وبعض التوست نحو الطاولة: «ألديك أية خطط لليوم، يا جوانا؟» كان هذا اليوم الذي قررت فيه جوانا ازالة آثار روري غرايسن من قلبها. لقد اتخذت قرارها. كانت تحتاج إلى ان تخلص نفسها من هذا. يجب على روري ان يذهب إلى مكان نهائي مريح. فقط، لو تراه مجدداً ولا تشعر بشيء. لو يشعرها بالبرودة التامة، عندها
فقط لكانت انطلقت وقبلت بطلب براد بالزواج منه، ولكانت تزوجته بقلب خال بدون آثار من الماضي، بدون ندم وبدون أي شيء قد يفسد سعادتها. أجابت جوانا: «قد اتصل ببوبي دالتون. سأرى ان كانت تريد الذهاب إلى السينما أو التجول في أسواق المدينة.» لقد كانت اجابة آمنة، فقد تمضي فعلاً جزءاً من النهار مع
صديقتها ومعلمتها. كما ان هذه الاجابة جنبتها ذكر كل ما قد يتعلق بروري. لم تكن لتكسب شيئاً في ابراز مشهد غير سار وغير مهم مطلقاً مع والدتها. بقدر ما كان الأمر يعني فاي هاردنغ فان أسوأ شيء فعلته جوانا كان زواجها من روري غرايسن، كما ان أفضل شيء فعلته كان انفصالها عنه، مبررة رفضها العميق والدائم له. ومنذ البداية كان روري يقابل هذا الرفض باستخفاف، ساخراً من القوانين التي كانت تضعها فاي، الأمر الذي كان يعجب جوانا بالطبع والتي كانت تعاني منه طوال حياتها.
هل كان العصيان هو ما جعلها تربط حياتها بحياة روري؟ ام شعور متهور بالتحرر من كل عوائق التقاليد؟ لقد كانت واثقة من أنها وجدت شريكها الحقيقي في روري، ولكن الأمر لم ينته على هذا النحو. بالنسبة لجوانا وبغض النظر عن الضغوطات والتوتر في أي زواج فان هذا لا يبرر مطلقاً الخيانة، وبالذات حين تكون هذه الخيانة مؤكدة بحيث لم يفسح حمل المرأة الأخرى المجال لروري بانكار الأمر. ولم يغير في الوضع
كون هذا الحمل انتهى باجهاض المرأة. لقد أثرت هذه الخيانة في جوانا حتى العمق بحيث لم تستطع ان تتقبل عودته إليها كزوج، علقت والدتها بصوت حنون: «لا شك انك تفتقدين براد.» كان براد لاثام بالنسبة لفاي هاردنغ النجمة الذهبية التي نالت استحسانها. أضافت الأم: «من المؤسف ان عليه ان يكون بعيداً في عطلة منتصف السنة.»
أجابت جوانا وهي تهز كتفيها مستسلمة ومدافعة عن قراره بينما تجنبت الحديث عن مشاعرها الخاصة تجاه براد: «انه مؤتمر مهم للغاية، يا أمي.» علقت والدتها بحزن: «لقد ظننت انه قد طلب منك مرافقته.» أجابت جوانا: «ليس هذا ملائماً.»
بعكس روري الذي كان محكوما عليه بانه رديء، فان براد لم يكن ليتصرف أي تصرف يحمل الآخرين على انتقاده. لقد كانت حياة براد بأكملها محكومة بكتاب قانون. لقد جعلته السنوات العشر التي امضاها في البحرية نموذجاً
للانضباط. كان من الذين يمكن الاعتماد عليهم كلياً، ومن الذين يعدون بالكثير. كان كل هذا مهماً ويشعرها بالامان. هذا ما كانت جوانا تؤكده لنفسها. - قالت والدتها وهي مستاءة من النبرة المتقطعة في إجابة ابنتها: «حسناً، إذن أنت في صفه؟» أجابت: «المؤتمر يتعلق بقوانين المدارس الخاصة يا أمي وليس المعلمات. سيكون مشغولاً طيلة الوقت بنقاشات
مطولة. تعلمين انهم يريدون أن يضغطوا على الحكومة من أجل اعانات أكبر للسنة القادمة.» قالت والدتها وهي تجادلها: «نعم، ولكن من المؤكد ان لديهم بعض الوقت الحر لحياتهم الاجتماعية.» شرحت لها جوانا: «لن يناسب براد ان اكون معه هناك. لست زوجته، كما انه حريص جداً على الا يتصرف أي تصرف خاطیء.»
كان براد يتوق إلى منصب المدير لاكثر من مدرسة خاصة هامة في الجانب الآخر من سيدني. كان شاباً، في الثامنة والثلاثين، مليء بالحيوية والديناميكية، مدير محبوب للتلاميذ ولاولياء الأمور على حد سواء. لقد كان يملك فرصة كبرى في كسب المركز الذي سيكون شاغراً مع نهاية العام المقبل
قالت والدتها: «ليس هناك أي خطأ في اصطحابك معه.» حدقت بوالدتها عند سماعها النبرة المهذبة في صوتها. تلاقت عيونهما لدقيقة بدون حذر فادركت ان والدتها كانت تفكر بروري وفقدان ابنتها المحزن له. اجابت برقة: «لم اقل ان في هذا خطأ يا أمي.»
انتهى الجدال، ان كنا نستطيع ان نسميه جدالاً، لصالح السلام بينهما. لم يذكر اسم روري، وكانت جوانا قد جعلت هذا قانوناً عندما عادت إلى المنزل. كانت والدتها الأرملة تحتاج إلى المساعدة في ذاك الوقت، إذ كان شفاؤها من عملية في صمام قلبها بطيئاً، كما كانت ابنتها المفضلة جيسيكا مشغولة دوماً بطفلتها الحديثة الولادة. ومنذ ان
جوانا عن روري كان من الأسهل لها ان تأتي للعيش مع والدتها، وبالتالي ان تبقى حتى بعد ان استعادت والدتها عافيتها الكاملة واصبحت قادرة تماماً على التغلب على انفصلت مشاكلها بمفردها
كان الانتقال إلى مكان آخر يخصها يتطلب مجهوداً وتفكيراً، ولم تكن جوانا ترغب في ازعاج أحد. لم يعد يهمها شيء بعد انفصالها عن روري، فبعيداً عنه كان منزل والدتها في بوروود قريباً من المدرسة التي درست فيها في ستراتفيلد
كان من الأسهل ان تعيش يوماً بيوم في روتين غير متطلب نسبياً، وتغرق في سجن عاطفي بحيث لم تستطع حتى مواقف والدتها الصغيرة ان تغضبها. فبعد صدع السبع سنوات الذي سببه لها زواجها من روري، فان المصالحة مع والدتها أتت مريحة بان انهت وحدتها
كان براد هو من اخرجها من الاستسلام الذي وقعت فيه، وقد اعطاها رغبة فعلية في الحياة. نظرت إليه بايجابية فوجدت انه ملائم لها. لقد كانا يتشاركان الأيام. يوماً بعد يوم، معاً في المدرسة، يلعبان التنس في عطلة نهاية الأسبوع، يذهبان إلى الحفلات الموسيقية والمسرحيات سويا

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع