الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

وداعا للأحزان
Hard Hat and Lace

الكاتبة : غايل كاي
-------------------
الملخص
------------
لدى تريش دار أزياء عملت على انجاحه بعد مرور سنوات من التعب والاجهاد المتواصل. لكنها كانت خائفة من أمر حصل معها في الماضي ولم تستطع نسيانه حتى بعد ما كبرت. لكن مع دخول رويس وابنه داني في حياتها تخلصت من أحزان الماضي
***
تعتبر تريشا نجاح تجارتها اهم شيء في حياتها، فهي بالنسبة اليها بمثابة تعويض عن الفشل المعنوي الذريع الذي منيت به في صغرها والذي كاد يقضي عليها. عملها في التجارة لا يعني بالضرورة انها قد نسيت صدمتها. ولكن الايام علمتها أن تمضي قدماً تاركة وراءها كل ما من شأنه اعاقة مسيرتها
------------
الفصل الأول
------------
«تعالي إلى والدك يا ابنتي!»
تجاهلت تريشا وينرايت كلام الرجل الذي افسد صباحها المبهج. اكملت سیرها دون تلكؤ، فيما راح حذاؤها ذو الكعب العالي يترك اثراً فوق الرصيف المؤدي إلى مدخل متجرها دار الإزياء. فتحت الباب واجتازت عتبته بسرعة كالرياح التي تهب فجأة، ولم تكن قد مرت بفرشاة التجميل فوق بشرتها لتضفي عليها البريق المعتاد. «مللت عواء هذين المسخين.» قالت لمساعدتها لوسي المنشغلة بتوضيب عدد من المناديل الباهظة الثمن. ثم تابعت: «کم ستطول معاناتنا؟»
قذفت بحقيبتها السوداء تحت الطاولة قبل ان تسمع رد لوسي. «أووه، ما اجمله!» هتفت ساخرة تعيد كلام احدهم وتابعت: «لا اعلم ان كان يقصد وجهي أو ثوبي.» توجهت تريشا بنظرها والغضب يتملكها عبر النافذة فلمحت رجلين ضخمين يعالجان بضعة قضبان حديدية. اجابت لوسي وهي توضب مناديل الحرير فوق احدى الرفوف الزجاجية: «اعلم، فقد سبق لي وتلقيت الترحيب عينه وهو يكفي لإضفاء حمرة الخجل على وجه أية فتاة.» اردفت تریشا محدقة بالورشة المواجهة لمتجرها: «لا
تسلم اية فتاة من تعليق اولئك الأوغاد، سنفقد زبائننا ان بقينا على هذا الحال.» «لست ادري يا تريش. يبدو ان السيدة ابرنات قد سرت عندما دعاها احدهم بذلك.» «لا!» هتفت تریشا وقد مرت بيدها فوق شعرها الداكن واضافت وقد جحظت عيناها من فرط الدهشة: «قولي ان هذا لم يحدث!» جزمت لوسي: «أجل، يا لحظنا الكبير.» «ليس حظنا الكبير هو بيت القصيد.» قد تكون السيدة ابرناتي قد سرت لسماعها تعليقات كهذه، انما بقية زبائن تريشا المحترمات لن يسعدن حتماً، كانت تخشى فقدان زبونة واحدة. لقد عملت جاهدة وضحت بالكثير لإنجاح تجارتها. امضت سنوات ثلاث طوال، بينما كان طعامها عبارة عن طبق من المعكرونة مع زبدة البندق، اما مسكنها فمتواضع للغاية، وهذا ما اوصلها للنجاح. برأسمال زهيد جدأ تمكنت من الوصول إلى ما هي عليه اليوم، اختارت موقعاً جيداً في
ضاحية شهيرة من ضواحي دنفر. وبما ان هذه الضاحية كانت شهيرة، فهذا يؤدي الى انشاء ابنية حديثة، والابنية الحديثة جلبت هذين الوغدين ذين يتحرشان بزبائنها. صممت تريشا بعزم على منعهم من افساد ما وصلت إليه بتضحيات جمة وجهد كبير. «اسهري على المتجر لفترة وجيزة يا لوسي.» قالت وهي تشعر بالغضب الشديد: «سأجري محادثة بسيطة مع رئيس
عمال شیش وشونغ على امل ان تكون اخلاقه افضل من اخلاق رجاله.» «كما تريدين يا تریش!» هتفت لوسي وراءها. كان الجو يشتد حرارة فيما راحت تريشا تجتاز الشارع، وكانت السترة المخططة التي ارتدتها لا تتناسب مع الجو الحار بتاتاً. عزمت على انهاء المسألة وبسرعة مع رئيس العمال، وتعود بعدها إلى متجرها مرتاحة البال على ان يعود عملها إلى سابق عهده. «یا حلوتي، ما اجملك!» ظلت محدقة امامها دون ان تنظر إلى هذا الرجل، مدركة انها لو التفتت إلى فوق، سيقع نظرها على الرافعة الفولاذية. عظیم! دخل زميل له على الخط الآن، وسمعتهما يتحاوران بشكل مبتذل. اجتازت تريشا مدخل الورشة،
وكلها امل بأن يكون رئيس العمال رجلا متزناً. لفت نظرها وجود يافطة على جانب المكتب كتب عليها ماكنزي للبناء، على بعد خطوات من مدخل المكتب، وإذ به يفتح فجأة ليطل منه رجل عريض المنكبين حاملا بيده خريطة هندسية. لا بد انه رئيس العمال لأنه يحمل هذه الخريطة بينما هذين الرجلين فوق الرافعة يجهلان القراءة على ما بيدو. شعرت بالثقة التامة عندما رأته، فذاك الرجل سيساعدها حتماً، وسيكون قادراً على تأمين المساعدة لها. قالت: «ايمكنني محادثتك؟» لقد تخلل صوتها بعض الاضطراب.
ابعد قبعته الصفراء عن جبينه ورمقها بنظرة جعلتها تشهق اذ شعرت بالقسوة التي تتخللها. راحت عيناه الداكنتان تتفحصانها بدقة فائقة، ثم قال: «ايمكنني مساعدتك؟» بادرها بالسؤال. جاءت عبارته وكأنها تعاني نوعاً من فقدان شيء ما، ربما فقدان الاوكسيجين، فقد كانت تتنفس بصعوبة، وحاولت تجاهل تسارع نبضات قلبها من شدة الخوف. «اتیت اشكو اليك رجالك.... لقد قالوا اشياء...» علت شفتيه ابتسامة ساخرة، وادار لها ظهره ثم تواری داخل القاطرة.
ادرکت تريشا انه لن يصغي اليها، هكذا وبكل سهولة انسحب من امامها! سارت في اثره وقد اجتاحتها موجة من الاستياء. «لا تظن انك ستنجو مني بسهولة.» قالت و ذلك وهي إلى الداخل. «صدقيني، الابتعاد عنك كان آخر أمر افكر به.» تناهی صوته إلى اذنها اشبه بهمس خافت. ثم اضاف: «انما لو تودين متابعة المناقشة خارجاً فسيكون عليك ان تعتمري هذه.» وألبسها قبعة كالتي يعتمرها. كانت القبعة كبيرة الحجم فغطت جبينها، فبادرت إلى تصحيح وضعها فوق رأسها. تابع: «والآن ما الذي ذكرته بخصوص رجالي.» كانت نظراته الباردة تشعرها بالخجل، لقد جاءت وبها عزم على انهاء المسألة معه، ولكنها الآن تؤثر القيام بذلك خارج مكتبه
«بما انني بالزي الرسمي الآن.» قالت وهي تبعد القبعة بعض الشيء. «يسرني ان اخبرك، في الخارج.» اضافت مشيرة إلى الباب. ابتسم لها وقال: «تفضلي.» في الخارج، حيث قيظ الصيف، خامر تريشا شك حول صوابية اختيارها مكان المواجهة، القاطرة كانت اكثر برودة. «انني تريشا ويزايت واملك متجر الملبوسات المواجه، كان رجالك...» بادرها بالقول: «يقولون اشياء.» صحيح.» قالت أملة «هذا محو الابتسامة الهازئة عن ثغره، كانت رائحة الغبار وآثار العمل الشاق تفوح منه. «اي نوع من الكلمات؟»
«ماذا؟» «أي نوع من الاشياء كان يرددها رجالي؟» لم تتوقع ان تكون بمثل هذه الصراحة، ولكنها راحت تسرد باسهاب تعليقات الرجال، منتهية بالعرض الذي قدموه للسيدة ابرناتي. نظرت اليه تريشا بانتظار ان تتلقى منه اعتذاراً ما، أو وعد بعدم تكرار ما حصل، ولكنها لم تحظ سوی بابتسامته الساخرة.
قالت غاضبة: «ليس في الأمر ما يضحك. اريدك ان تضع حداً لتعليقات رجالك... فهي تزعجني وتزعج زبائني.» أجاب ببرود: «ماذا تتوقعين ان افعل؟» «انت رئيس العمال، اليس كذلك؟»

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع