الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

سر القلادة
Viking Magic

الكاتبة : انجيلا ويلز
------------
الملخص
------------
الوجهة: إلى الدانمارك الذي يجذب فيها: قصر السينور، حديقة تيفولي…ورون كريستانسن. ذهبت جينا إلى كوبنهاجن في مهمة للبحث عن شقيقتها المتمردة. ولكنها لم تتوقع أن يساعدها في هذه المهمة رجل ينحدر من سلالة الفايكينغ، خصوصا عندنا اتهمها بأنها تحاول أن تسرق شيئاً يفخر لامتلاكه
****
اننا في الدول السكندنافية نعتقد بأن هذا النوع من المرطبات يمنح القوة والنشاط. كما كان اسلافنا الفايكينغ يتمتعون بالقوة والنشاط. قول يثير الاهتمام، اليس كذلك؟» مال نحوها وتابع يقول هامساً: «لذلك اعتقد، أننا، أنت وأنا، نشكل اتحاداً قوياً، الا ترين ذلك معي؟» «لا يمكنك ان تقول شيئاً مثل انت وانا، كما وانه لن يحدث شيء من ذلك.»
«الا تثقين بالروايات والقصص؟» «بالطبع لا، وهل هناك من يصدق أوهامها؟» «ربما عليك ان ترتاحي وتهوني الأمر على نفسك، ومن يدري، فقد تصلين إلى نهاية سعيدة لوضعك هذا.»
------------
الفصل الأول
------------
لولا نزوة شقيقتها الصغرى، لما كانت إيفا الآن تستقل سيارة الأجرة هذه التي تقطع جسر جزيرة نويلاند باتجاه مدينة ألبورغ.
تنهدت إيفا مستسلمة وقد جلست على المقعد الجلدي المريح لسيارة الأجرة هذه، وتذكرت انه لولا زيارة روزا المروعة لها منذ اربعة ايام، لكانت الآن تنغمس في عملها في لندن في هذا الوقت. كانت تعتقد انه ربما قد تتمكن من ان تنزع صورة إريك وايت من مخيلتها كلياً فيما لو أنها تمنح كل اوقاتها للعمل
المرهق وحده. انه لمن المستغرب جدا ان تنادي والدتها باسمها المجرد روزا! ولكن التعليمات كانت واضحة وموجهة اليها من والدتها بالذات حتى تناديها باسمها المجرد. وقد احرجها الأمر في طفولتها خاصة عندما كانت معلماتها واصدقاؤها ينظرون إليها مستنكرين كلما نادت والدتها باسمها المجرد. ويالهول المصيبة تنصب على رأسها فيما لو زل لسانها ونادتها بماما. ويبدو الآن أن والدتها لا تريد ان تقتنع بأنه قد اصبح لها ابنة ناضجة، فكأنها بذلك لا تريد ان تعترف بأنها كبرت هي الأخرى. والمؤسف أيضاً في الأمر، ان والدها كان نادراً ما يجتمع بعائلته، فكان يمضى اوقات فراغه برفقة اصدقائه.
ولكنها شعرت الآن، وبالرغم من شعورها الأول بعدم الاكتراث لهذا البلد الغريب والذي جاءت إليه سعياً وراء شقيقتها، وجدت نفسها تنظر إلى الخارج بفضول لتتعرف اكثر عليه.
لفت نظرها الابنية القديمة المتلاصقة بانسجام وجمال، وتلك الفنادق الفخمة التي تتوج مخازن الحلى والحجارة الكريمة المتلألئة، ومخازن معاطف الفرو الغالية الثمن، والمحلات التي تعرض اجمل الأدوات المنزلية من الزجاج والبورسلين. توقف سائق السيارة بعد مضي فترة من الوقت، امـام مـحل للأزياء في أحد شوارع المدينة، واشار لها انها وصلت إلى المكان الذي تقصده. اخذت تنظر حولها متسائلة اين يقع الفندق الذي حجزت فيه غرفة، ثم نقدت السائق ما يتوجب عليها دفعه كما اشار العداد.
اشار لها السائق بعد ذلك، ان الفندق الذي تقصده يقع في نهاية الممر الضيق والذي يتفرع من هذا الشارع بالذات. حملت إيفا حقيبتها ونزلت من السيارة، ومشت في الاتجاه الذي أشار إليه السائق، لتجد نفسها اخيراً في ساحة مستطيلة تحيط بالفندق القديم والذي يعود بناؤه إلى القرن التاسع عشر، وقد كان سقفه من القرميد وكذلك الإطار الذي يحيط بنوافذه.
نظرت إلى يمينها فرأت مبنى آخر يعلو بأبهة وعظمة، وعند اسفله توزعت الطاولات التي وضعت عليها اغطية زهرية اللون ومظلات واسعة لتحمي الزبائن من اشعة الشمس، وكانت الأشجار تحيط بالمقهى التي شحلت على
شكل دوائر لتضيف البهجة والسعادة على رواد المقهى. دخلت الفندق وتوجهت إلى غرفتها في الطابق الخامس بعد ان انهت معاملاتها في قسم الاستعلامات. كانت الغرفة قد فرشت بأثاث بسيط انما بعناية وذوق اشتهر بها اهل المدينة، فتذكرت تلك القصص الخرافية التاريخية التي كانت تقرؤها متسائلة كيف ان هذه المدينة المتحضرة مازالت تتأثر بجمال وروعة تاريخها القديم! تقدمت من النافذة وفتحتها، ثم أطلت منها إلى الباحة الخارجية للفندق والمقهى الذي رأته قبل دخولها إلى الفندق، ولم يعكر صفاء وهدوء المكان شيء، بالرغم من انه لا يبعد كثيراً ضوضاء ضجيج الشارع الرئيسي، وذلك لأن زجاج النوافذ قد صنع بطبقة مضاعفة وبذلك يقي من قساوة وبرودة فصل عن فتحت حقيبتها وتناولت ملابسهالتعلقها في الخزانة، ثم وضعت قميص النوم على السرير، وهي لا تدري اي نوع من الطقس ينتظرها، مع انها كانت قد علمت قبل وصولها إلى ألبورغ بأن حرارة الطقس فيها شبيهة بحرارة طقس بريطانيا. وتذكرت المهمة التي دعتها إلى المجيء إلى هذا البلد، وأملت ان تجد شقيقتها بروك في غضون ستة ايام، وان تتمكن من اقناعها بالتوقف عما تقوم به.
بقيت إيفا مرتدية ثوب السفر المريح البني اللون والذي وصلت به، ثم اخذت تسرح خصلات شعرها الداكن الطويل إلى ما وراء اذنيها، قبل ان تضع احمر الشفاه على شفتيها. لقد اعتادت في عملها المهني ان تعتني بكامل اناقتها وحسن مظهرها، الأمر الذي يتوقعه الآخرون منها، خاصة
إريك. كما انها كانت تعتني عناية خاصة بأهداب عينيها الطويلة، الأمر الذي لا يعجب إريك كثيراً ووصف ذلك بالمظاهر الغشاشة، وهذا ما جعله ينظر إليها بصورة مختلفة. انها حقاً تلام على هذا التصرف، فلا يمكن للمرء ان يزيل المعالم الطبيعية التي وهبها الخالق له ويستبدلها بتلك المظاهر المخادعة والغشاشة، وكان عليها ولا خيار لها في ذلك، ان تتقبل كل ما صدر من إريك تجاهها. تنهدت بعمق، واخذت تتفرس بخريطة ألبورغ التي اشترتها في بريطانيا سابقاً، ووجدت الشارع الذي كانت شقيقتها بروك تعيش فيه مؤخراً. قطبت حاجبيها مندهشة من تصرف شقيقتها الشاذ، كما ان العلاقة الشاذة التي كانت تربطهما بالوالدة لا تجيز لها بمثل هذا التصرف، كان يمكنها على الأقل ان تولي تلك الوالدة المسكينة بعض الاهتمام وتعلمها بحقيقة نواياها.
وتذكرت إيفا ما قالته لها والدتها روزا بروس ليلة مجيئها اليها، والذي قالته: «لقد ارادت بروك ان تسافر إلى اسكندنافيا لتحضر ذلك الاحتفال في سورلكد، وقد اعتقدت ان الأمور ستتحسن فيما بيننالو اننا ابتعدنا عن بعضنا ولو لبعض الوقت، لذا وافقت على طلبها، خاصة عندما عرفت الفتاتين اللتين سترافقانها، وقد تهيأ لي أن الأمر في غاية البساطة.» لكن الأمر لم يكن بتلك البساطة التي اعتقدتها روزا، خاصة عندما عادت الفتاتان مارغو وساندي برسالة شفهية من بروك تقول فيها بأنها قد تعرفت إلى شاب اسكندنافي ولا نية لها بالعودة إلى بريطانيا لتنهي علومها.
اضافت روزا تقول: «اسم الشاب جيم، انه تلميذ وفي الثانية والعشرين من عمره، وقد أعطتني مارغو عنوان المبنى في ألبورغ حيث كانوا يعيشون فيها هم الثلاثة مع ثلاثة شبان آخرين ومن بينهم ذلك الشاب جيم. خذي يا إيفا عنوان بروك الذي اعطتني اياه مارغو، يبدو أن الشقة تخص جيم، لأنه هو الذي اقترح على الجميع ان ينتقلوا إلى ألبورغ عندما انتهى الاحتفال في سورلكد... والمشكلة انني لا استطيع الذهاب بنفسي إلى هناك خاصة وأن بروك تكرهني... فقد كنا بالكاد نتكلم مع بعضنا قبل سفرها باسبوع، وكانت تشيح بوجهها عني كلما وقعت عيناها علي... لكنني اعتقدت...»
تابعت إيفا تنظر إلى الخريطة بين يديها ورأسها مشغول بتأثير ذلك المشهد الكلامي الذي دار بينها وبين والدتها في شقتها، ولم يكن من الصعب عليها ان تدرك ما كان يجول في رأس والدتها في ذلك الوقت، فقد اعتقدت ان إيفا لا تفكر حالياً بأية سفرة سياحية، وقد يسرها ان تسافر سعياً وراء بروك. لكن ما لم تعرفه والدتها عن حقيقة ونشاط انغماسها في العمل والذي يعود إلى سببين: أحدهما كي تتمكن من نزع صورة إريك الذي تخلى عنها من رأسها، والسبب الثاني لمساعدة وكالة الاعلان التي تعمل لديها لتتجاوز الانهيار الاقتصادي الذي طرأ عليها.
لذا، فالوالدة كانت على حق عندما طلبت المساعدة من إيفا لأجل بروك الفاتنة والمرحة والمشعة بالحيوية والنشاط والتي قد تكون في بعض الأحيان متصلبة وعنيدة. وكان فقدان العاطفة بينها وبين شقيقتها، مرده
إلى فارق العمر بينهما، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، بسبب افتراقهما القصري عن بعضهما في الطفولة، ولكنهما ومنذ سنتين فقط أخذتا تتقربان من بعضهما.
كما ان سفرها اثبت لها صعوبة مهمتها اكثر مما توقعت، فلبساطة قلبها اعتقدت ان معظم الرحلات تتوجه إلى الأماكن التي تنعم في هذا الوقت بفصل الصيف وشمسه الدافئة. وتذكرت ما قالته لها الموظفة في وكالة السفر: «انما في هذا الوقت تقام الاحتفالات الموسيقية.» قالت إيفا: «آه، لقد اعتقدت ان الاحتفالات انتهت الآن.» فابتسمت الموظفة وقالت: «تقصدين ذلك الاحتفال الموسيقي في سورلكد؟ لقد انتهى بالفعل، لكن هناك احتفالات اخرى، الموسيقى الجاز. على أية حال، سأبذل ما في لأؤمن لك مكاناً في الطائرة لكثرة المسافرين إلى - في ألبورغ.» لقد استطاعت ان تجد لها مكاناً في الطائرة، انما في الدرجة الأولى حيث انه لم يكن من مكان لها في الدرجة السياحية. وها انها قد أصبحت في غرفة انيقة في أحد فنادق ألبورغ، لكن وفي ظروفها هذه، عليها ان تعثر على بروك في اسرع وقت ممكن. طوت الخريطة بعناية ووضعتها في جيب سترتها.
شعرت بنوع من الطمأنينة لم تدر سببه، أهو عائد إلى الجو المريح للمدينة، أم بسبب هوائها العليل، بينما كانت في طريقها إلى دوبلاسكن في قلب المدينة النابض؟ وشعرت ايضاً بالجوع فجأة، مع انها كانت قد تناولت فطوراً مشبعاً على متن الطائرة.
بعد ان قطعت على قدميها مسافة لا بأس بها، وجدت نفسها أمام مطعم أنيق تفوح عن جانبيه رائحة النباتات المتنوعة والفريدة، وقد جهز المطعم بطاولات صفت بتناسق وانسجام، بينما كان يعزف أحد الشبان على البيانو الموسيقى الكلاسيكية الرائعة.
لم يكن المطبخ الاسكندنافي بالمطبخ الذي يثير اهتمامها عادة، لكنها وقد اصبحت في هذه البلاد الآن، فلا مانع لديها في ان تتذوقه وبالاخص وان رائحة الطعام الذكية قد فاحت من المطعم. فقررت ان تتناول طبق اللحم بالخضار، مع انه لا يساعد من يرغب في التخفيف من وزنه، وقررت أن تتناوله بالرغم من ذلك وقد وجدت لنفسها عذراً، انها وفي الاسابيع المنصرمة، قد نقص وزنها بضعة كيلوغرامات وذلك بسبب خروج إريك من حياتها. كانت الساعة تشير في هذا الوقت إلى الثانية بعد الظهر وهي تتابع طريقها في اتجاه القسم القديم من المدينة.
وجدت الطرقات في هذا الجزء ضيقة تحيط بها ابنية قديمة يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، كل منها تنم عن ذوق ذلك العصر. تساءلت: هل بروك تعلق قلبها بهذه المدينة التاريخية الجميلة ام انها تعلقت بذلك الشاب جيم؟
وشعرت بنوع من الأسف لتجاهلها لحقيقة مشاعر شقيقتها الوحيدة. وعادت تتساءل هل كان من الممكن أن يكون الحال افضل لو لم يكن هناك فارق الثماني سنوات بينهما؟ او ربما لو انها بقيت في البيت مع عائلتها ولم تتركه بعد ان تخرجت... هزت برأسها بعصبية وقالت لنفسها ان التمادي بالعاطفة لن يفيدها شيئاً

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع