الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

أسرة جاهزة
Family In the Making

الكاتبة : داني كريس
------------------------
الملخص
------------
كانت ميغان ماكليستر تريد أن تبدأ من جديد..من دون ارتباطات. ولكن جارها الجديد سام أرمسترونغ كان مميزا…وكذلك الطفلين الصغيرين اللذين كان يربيهما. بالرغم من نواياها الحسنة، فقد وجدت نفسها منساقة إلى التدخل في حياة سام الفوضوية الذي كان يتولى مهمة أب أعزب…وإلى حبه أيضا. ولكن ميغان كانت تعلم أن سعادتها هذه لا يمكن أن تدوم، فهي لن يكون بإمكانها أن تستعيد أسرتها المفقودة، أو أن تخاطر بقلبها بعد الآن، حتى ولو كان ذلك يعني أنها لن تصبح أبدا زوجة أو أما مرة أخرى
***
حين رأت ميغان وجه طفل رضيع يحبو على يديه وركبتيه وقد تطلخ وجهه بالشوكولا، تلاشت المناظر بأجمعها من امام عينيها. كانت بيكا تقول شيئاً لم تفهمه ميغان. ذلك ان ذاكرتها قد عادت بها إلى الماضي. ايام كلفتها كل ما في طاقتها لكي تستطيع تجاوزها... لقد خسرت الكثير
------------
الفصل الأول
------------
أخذت ميغان ماكليستر تتأمل، من حيث كانت تقف في الطريق القصير المؤدي إلى منزلها الجديد، ذلك الرجل الذي كان يسير متجهاً نحو الشارع. وتنهدت جوان جاكوبس تاجرة العقارات والتي كانت تقف بجانبها، وهي تقول: «يا له من رجل. إنه أشهر رجل اعزب في المدينة. وهو يعيش هناك.» وأشارت إلى المنزل القائم في نهاية المرج الأخضر. وتملك ميغان الذعر وهي تدرك أنه سيكون جارها المباشر هذا بينما تابعت جوانا قائلة عندما اقترب الرجل من الطريق المؤدي إلى بيتها. «سأعرفك عليه. مرحباً، يا سام.»
تباطأت خطواته، فانتظرت ميغان بينما كان هو يلوح بيده إلى جوان محيياً، ثم ينقل بصره بين السيارة المحملة وميغان، ليخرج بعد ذلك، منديلا من جيبه، فيمسح به جبينه ورقبته، بينما كان يتقدم نحوهما وابتسامة عريضة تكسو وجهه فتبدو غمازتان عمیقتان في وجنتيه وغضون الضحك تحيط بعينين لم ترميغان بعمق زرقتهما من قبل، وكذلك جاذبيتهما غير العادية، كانت ابتسامته جميلة وقد وجهها نحوها مباشرة. قالت جوان: «أقدم إليك ميغان ماكليستر.» فمد يده إلى ميغان يعرف بنفسه دون أن يحول نظره عنها: «سام آرمسترونغ.» وأشار إلى السيارة المحملة. «يبدو أنك بحاجة إلى بعض المساعدة لنقل اشيائك تلك.»
«سيستقر بي الأمر حالما أستعيد يدي.» وكانت تشير بذلك إلى يدها التي كانت ماتزال في قبضته، فاتسعت ابتسامته، وبدا الهزل في نظراته وهو يترك يدها بينما يقول مخاطباً جوان: «انك لم تذكري، يا جوان، أن لجارتك روحاً فكاهية رائعة.»
كما أن جوان لم تذكر أن ميغان كانت بالغة الجاذبية، لم تكن تقاطيع وجهها، متفرقة، ذات جمال غير عادي ولكنها، مجتمعة، كانت تبدو جميلة، كان شعرها البني القاتم، يبرز جمال وجنتيها واستقامة أنفها وعينيها الواسعتين البنيتين، ما استحوذ على اهتمامه. واعجبته لهجتها، فسألها قائلاً: «ان لصوتك وقعاً مميزاً. هل أنت من الساحل الشرقي، إيست كوست؟» فأومأت قائلة: «نعم، من بوسطن.» «وما الذي جعلك تحضرين إلى وسط الغرب، میدوست؟» فقالت: «وظيفة جديدة.» وشعرت بأنها تريد أن تخبره عن نفسها اكثر من ذلك... عن الأسباب التي جعلتها تهجر بيتها واصدقاءها، ولماذا كان عليها أن تبدأ من جديد، كان فيه شيء أنبأها بأنه من ذلك النوع الذي بإمكان المرء ان يتخذه موضعاً لثقته.
ولكنها لم تستطع، لقد حذرها قلبها من ذلك، ليس بإمكانها ان تضع ثقتها، مرة أخرى، لافيه ولا في أي رجل آخر ... ليس بعد كل ما حصل لها، لقد تغيرت الأمور الآن بعد أن اصبحت في مدينة جديدة، وبيت جديد، وشركة جديدة تعمل فيها... ثم شخصية جديدة لها... نعم، لقد كانت عاهدت نفسها على هذا منذ اللحظة التي ابتدأت تحزم فيها
أمتعتها، ذلك أنها أصبحت الآن امرأة مختلفة تماماً عن تلك المرأة الخالية البال السريعة الثقة بالآخرين، والتي كانتها منذ تسعة أشهر. قالت: «الأفضل أن أفتح باب المنزل. فالشاحنة التي تنقل أمتعتي ستكون هنا في أية لحظة، لقد سررت بمعرفتك يا سید آرمسترونغ.» فقال: «سام.»
«لا بأس يا سام. وأشكرك لعرض المساعدة.» وابتسمت له، سامحة لنفسها بشيء من اللين والتجاوز عن بعض حذرها، ولكن لفترة قصيرة جداً إذ عاد إليها الحذر، إن عليها أن تبقي نفسها بعيدة عنه، رغم أنها أحست بصعوبة ذلك بالنسبة إلى هذا الرجل، وسارت إلى الباب الأمامي والمفاتيح في يدها، ففتحته ثم دخلت، تاركة إياه واقفاً في شمس الربيع الدافئة. تمتم يقول وهو يراها تسير من نافذة إلى أخرى: «انها امرأة غامضة، ما الذي تعرفينه عنها يا جوان؟» «كل ما اعرفه عنها، بجانب ما اخبرتك هي به، هو أنها عزباء.» «أهذا كل ما تعرفينه؟» اجابت: «نعم.»
فألح عليها يقول: «هيا، تكلمي، انك افضل تاجرة عقارات في المنطقة، وبإمكانك أن تستخلصي المعلومات من أي شخص دون أن يشعر بذلك.» فقالت: «ان هذه السيدة بالغة التحفظ، انني آسفة، ولكن عليك أن تعثر على ما تريد معرفته، بنفسك.»
واتجهت نحو سيارتها تاركة سام يمعن التفكير فيما يجب عليه ان يقوم به. انه يريد أن يعلم المزيد عن جارته الجديدة هذه، فقد أثار تحفظها فضوله، واخيراً، صمم على أن يبدأ بأن يقدم لها المساعدة. فتوجه نحو صندوق سيارتها، ثم انزل أول صندوق. أخذت ميغان تجيل النظر من نافذة المطبخ، حيث كانت واقفة أمام حوض الغسيل، إلى المروج الخضراء التي تحيط بمنزلها. كانت المنطقة حسنة بتلك المنازل التي كانت بنيت في السبعينات.
لقد أوحت إليها النظرة الأولى التي ألقتها على المنطقة هذه، شعوراً بالأمن والهدوء، وحسب قول تاجرة العقارات، كانت ميغان في سنيها الثماني والعشرين، أصغر مالكة لمنزل في هذه النواحي، ولا بد أن سام آرمسترونغ هو التالي في هذا، فهو لا يبدو اكبر منا بأكثر من ثلاث أو أربع سنوات، ولكنها سرعان ما تحولت عن التفكير به إلى الجار خلف منزلها..
كان الرجل يغرس قسماً من فنائه جاعلاً منه حديقة للخضار المنزلية، ربما بإمكانها هي أن تقوم بعمل كهذا فلا تلقي بنفسها كلياً في العمل، هذه المرة، ربما بإمكانها، هذه المرة، وفي هذا المكان، أن تستعيد اتزانها النفسي، وبالتالي تجد في حياتها شيئاً من السعادة. ولكن ماذا بإمكانها بالنسبة إلى سام آرمسترونغ؟ ذلك أنه كان في الطريقة التي خفق بها قلبها لابتسامته، كان في ذلك إشارة صريحة إلى أنها ستقع في غرامه، تماماً كما كان حدث معها بالنسبة إلى راندي، قائد فرقة كرة القدم في
المدرسة الثانوية، وبالنسبة إلى مارك، سمسار البورصة ذي الكلام المعسول والقلب الحجري. ثم بعد ذلك أليكس، كان الأسوأ بين كل الرجال الذين أساءت اختيارهم، وعقدت ذراعيها فوق صدرها، لقد كان الألم في نفسها مازال حياً. وجاءها صوت رجل يقول من عند عتبة الباب: «إن هذا الصندوق مكتوب عليه أنه يحتوي على الأشياء المتعلقة بفن الرسم.» فاستدارت لتری سام آرمسترونغ يحمل صندوقاً أحضره من سيارتها، لقد كانت تركت باب صندوق السيارة مفتوحاً ما جعله يعتبر ذلك دعوة منها له. وعاد يقول: «أين تريدينني أن أضعه؟» فأشارت إلى المنضدة، ثم قالت بعد أن وضعه عليها: «أشكرك...»
وقبل أن تتلفظ بكلمة أخرى، سألها: «هل تحسنين الرسم؟» وجدت نفسها تجيبه قائلة: «نعم، بعض الرسوم التخطيطية، وبالألوان المائية.» «هل بعت منها شيئاً؟» فهزت رأسها نفياً، كيف بإمكانها أن تشرح له أنها تجد في الرسم أمراً خاصاً بها، تجد فيه السلوي والمتعة والراحة؟ وألح عليها قائلاً: «هل سبق وحاولت؟»
فضحكت في نفسها لحماسه هذا وقالت: «كلا، ولكنني، عبر السنوات، وضعت بعضها في إطارات.» فأومأ وكأنه يوافق على هذه الفكرة، وأدهشها الدفء

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع