الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الخوف من الحقيقة
Roarke’s Kingdom

الكاتبة : ساندرا مارتون
------------
الملخص
------------
أرادت فيكتوريا أن تلقي نظرة خاطفة على الزوجين اللذين حضنا طفلتها…وأن تلقي ايضا نظرة غالية على طفلتها وذلك ان حالفها الحظ. لم تكن تتوقع أن تقودها تحرياتها الخاصة حول الشخص الذي رعا وحضن ابنتها، إلى جزيرة تبعد كثيراً عن سان جوان، وأن تتعقب خطوات روكي كامبل…وتكشف الحقيقة المذهلة
------
تمهيد
------
خرج من مياه البحر الأزرق الذي يميل إلى الأخضر بتألق ولمعان يلفتان النظر. وكانت مياه البحر تتساقط من جسده البرونزي بقطرات اخذت تلمع كالنجوم المتألقة في الليل على شعره الداكن الكثيف فوق صدره والذي نحف عند خاصرتيه. كانت الشمس تسطع بحرارة على بشرته، ثم رفع رأسه اليها ببطء وتكاسل وهو يغمض عينيه، اتقاء من اشعتها اللاهبة والمضيئة، وكأنه يزيل عنه ارهاق تراکم اعمال
شعر بعد فترة بأن عضلات جسده المتين قد أخذت ترتاح وتسترخي، وذلك لأنه كان يعتقد بأن الشمس والسباحة هما العلاجان الشافيان لجميع الامراض، كما وانه لم يكن ذلك السبب الوحيد الذي جعله يقطع المسافات إلى هذا المكان البدائي من حيث موقعه الطبيعي.
جاء إلى هذا المكان البدائي لأنه يعرف تماماً بأنه لن يواجه وجوه المتطفلين، ولا شيء يذكره فيه بعالمه الذي يسيطر عليه. ما من أحد هنا يستعجله على انهاء واجباته، او يتلقى ابتسامات مزيفة ومنافقة لكل نكتة يقولها او بكلمة يتمسكون بها ويمتدحونها بتزلف واضح وصريح. كان لهدوء ذلك المكان رفاهية وراحة كاملة، يقطعه هدير الأمواج التي تتواكب باستمرار لتتكسر عند شاطيء الرمل
الأبيض الذي يحيطه ويحدد حدود جزيرته. فلم يكن هناك أي صوت آخر، مثل هدير المراكب حتى ولا صوت مذياع يسمع، ولا حتى أي شاشة تلفاز في كل الجزيرة بأسرها. لكن الضرورة فرضت تجهيز وتمديد خط هاتفي، والبعض القليل من الذين تواجدوا في الجزيرة لا يستعملونه الا في الحالات القصوى والضرورية.
كان هذا المكان، بصخوره الصغيرة التي تظهر هنا وهناك، وبشاطئه الرملي الأبيض، وبأشجار النخيل التي علت حول شاطيء بورتوريكو، كانت ملكاً خاصاً لروركي كامبل. كانت له، وليس فيها اية قوانين عدا التي يرغبها ويريدها. كان لامتلاكه هذه الجزيرة امر صعب ومتعب، ولم يكن يتوقع ابدأ ان يحصل عليها.
«نعم سينيور، نعلم جيداً بأنك ترغب في شراء جزيرة دولابانتيرا.» وكان هذا ما يقوله كل موظف حكومي بصبر واناة. ثم يختم كلامه قائلاً: «لكن الجزيرة ليست للبيع.» كانت من حقه في النهاية، وكما هو معروف، لكل شيء ثمنه، وكان هذا ما يعتقده روركي دائماً وفي كل الأحوال، بأنك تستطيع شراء أي شيء، لكن وبشرط واحد، إذا كنت تملك المال الكافي لذلك.
«سینیور کامبل؟» فتح روركي عيناه ومال برأسه نحو الشاطيء، وانبهر نظره لشدة الوهج والنور للحظات، فغطى عينيه بيده. وابتسم قليلاً عندما رأى سيدة تقف على الرمال، وتحمل طفلة تتحرك بمرح بين ذراعيها.
قالت بلغة اسبانية: «لقد استيقظت ابنتك. وكنت قد قلت لها ان والدك هنا، لكنها أرادت أن تتأكد من ذلك بنفسها.» اتسعت ابتسامته بحنان، ولطفت قليلاً من ملامح وجهه القاسية، واسرع يعدو نحوهـا على الشاطيء، وأخذت الطفلة تضحك بمرح وهي تثب نحوه بحماس وإلى ذراعيه الممدودتين.
«والدي هنا، والدي هنا.» وكان روركي قد وصل اليها وشدها برفق إلى صدره. «انني دائما هنا، يا عزيزتي.» وللحظة قصيرة عادت الحدة الحالكة إلى عينيه، وتابع يهمس لها بعطف: «انني دائماً موجود، يا حبيبة قلبي.» أخذت الطفلة تصرخ بمرح عندما حملها والدها ووضعها على كتفيه. وشعر بمرارة عذبة في داخله وهي تتمسك بشعره الداكن المبلل. كيف يمكنه ان ينسى امرأ كهذا؟ فهناك اشياء لا يستطيع ابدأ شرائها.
انه الحب لهذه الطفلة. الحب لابنته. فترت ابتسامة روركي وتلاشت. وتذكر بأنه أي شيء آخر يحبه ويريده هو على قدر وافر وجاهز ليشتريه بماله، تماماً مثل جزيرة دولا بانتيرا. عرف ذلك وفي الدرجة الأولى، كان درساً له وقد حفظه جيداً.
-------------
الفصل الأول
-------------
حلقت الطائرة التي تقل فيكتوريا على متنها، في سماء شيكاغو كعاصفة في منتصف الشتاء زحفت إليها من كندا. نظرت نظرة أخيرة إلى العالم الذي اكتسى بوشاح أبيض من الثلوج المتراكمة، وبعد ذلك حجبت الغيوم الكثيفة الرؤية من النافذة التي جلست إلى جانبها. وتحول كل شيء حولها إلى لون رمادي قاتم، وكأن يد عملاق لفت فجأة الطائرة، بغطاء قطني سميك.
عقدت فكتوريا أصابع يديها ببعضها وهي تفكر، في هذا اليوم العاصف والذي يصادف بالنسبة إليها، المرة الأولى التي تسافر في حياتها كلها. كانت الطائرة قد تأخر موعد اقلاعها مرة بعد أخرى، إلى أن أقلعت أخيراً بعد أن صفا الجو قليلا وخفت العواصف. «ان الطقس ردىء جدا في الخارج، اليس كذلك؟»
اجفلت فيكتوريا عندما سمعت صوت الرجل اللطيف. وحولت نظرها إلى مصدر الصوت، رأت ان صاحب الصوت يجلس بارتياح على المقعد إلى جانبها. كان في مقتبل العمر، وسيم وبهي
الطلعة، وكانت ابتسامته تكشف عن صف اسنان بيضاء متساوية الشكل، وتكمن في داخله روح وفتنة الشباب الواثق من نفسه. استراح باستقرار إلى جانبها ومال برأسه نحوها قائلاً: «عندما رأيت فراغ هذا المقعد فكرت، لماذا أكون أنا هناك

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع