الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

امرأة متهمة
A Woman Accused

الكاتبة : ساندرا مارتون
------------------------
الملخص
------------
كانت اوليفيا هاريس في منتهى اليأس، فقد كانت بحاجو إلى مال…وبسرعة. والمشكلة هي أن الشخص الوحيد الذي بإمكانها التماس المساعدة منهن هو آخر رجل ممكن أن يقدمها إليها، ذلك أن إدوارد آرتشر كان يريد أن يعلم حقيقة العلاقة التي كانت بين أوليفيا وزوج أمه. ولكنها كانت مصممة على الاحتفاظ بسرها، وهكذا، عندما استلم اددوار قيادة حياة اوليفيا، تملكها القلق
***
تملكها شعور هو مزيج من الاضطراب والاشمئزاز من نفسها، حاولت اللجوء إلى ما سبق وأعطاها من انطباع بأنه شحيح بخيل، فقالت بلهجة لاذعة: «ربما لأنك تعلم أن هذا خارج عن مقدرتك.» استعاد بعدها تمالك أعصابه، كما رأت من برودة ابتسامته ونظراته. «إياك أن تتحديني يا أوليفيا، وإلا وجدت أنني قد ى ذلك.»
------------
الفصل الأول
------------
أخذت أوليفيا تركض بعد أن تأخرت عن موعدها. لم يكن في ذلك شيء غير عادي، إذ يبدو أن كل إنسان بانتهاء فصل الصيف ودخول فصل الخريف خطر بباله ذات يوم وجوب إعادة طلاء وتزيين غرفة الجلوس أو الشقة، فيهرع إلى محل بيار حيث تعمل ليحمل عينات من القماش وشرائح من الدهان. لقد كان بيار في غاية السرور، بسبب إقبال الزبائن على محله، ولكنه أحدث فوضى في مواعيد أوليفيا. وها هي الآن تصل متأخرة إلى موعدها مع رايا. اجتازت مسرعة شارع فيفث افينيو وهي تفكر بأسى بأن هذا ليس غداء عادياً، وإنما كان غداء ذكرى مولدها السنوي، وكانت أوليفيا قد أقسمت بأنها لن تتأخر. حسناً، لقد حاولت جهدها ويبدو أنها لم تنجح، رغم أن رايا لن تفاجأ بذلك. كانت رايا قد قالت: «إننا نحن الاثنتين، نعلم أنك ستتأخرين يا أوليفيا. إن ذلك الرجل يحملك من العمل ما لا طاقة لك به، رغم أنه يعلم أنك الشخص الوحيد الذي يجلب الزبائن إليه، صدقيني أن الوقت قد حان لكي تتخذي عملاً خاصاً بك، يا أوليفيا.» ابتسمت أوليفيا وهي تتذكر تلك الكلمات، لقد كان عملها شاقاً عند بيار. كان بيار يكره الاعتراف بموهبتها، إلا أنه كان سبب انتقالها من العمل كبائعة في حانوت، إلى مركز مساعدة في التصميم، خلال ثلاث سنوات فقط، أما بالنسبة إلى اتخاذها محلاً خاصاً بها، فليس بامكانها استدانة نقود كافية كما أن ليس لديها ما ترهنه. لم تتوقع اوليفيا أن تفهمها صديقتها. فقد ولدت رايا لأسرة ثرية. وكان كل ما تعرفه عن مشاق العمل هو التواجد في معرض للفنون من الظهر حتى السادسة مساءً وهذا ماجعل سهلاً عليها القدوم إلى الغداء في الوقت المحدد. قالت ضاحكة وكأنها مازالت في العاشرة من عمرها وليس على وشك دخولها سن السادسة والعشرين: «انك لن تتأخري هذه المرة لو انك عرفت فقط ما هي هديتك.» فكرت أوليفيا في الشال الحريري الذي احضرته هي لرايا. فقالت محذرة: «اتذكرين ما اتفقنا عليه؟ لا اريد هدايا غالية، لقد كانت الساعة التي اهديتها لي في المرة الماضية رائعة، ولكن...» «كم انت غبية. ما فائدة امتلاكي للمال إذا أنا لم انفقه على الناس الذين أحبهم.» وتنهدت أوليفيا وهي تسرع نحو مطعم لويجي. وألقت نظرة على الساعة الثمينة المرصعة بالذهب والماس والتي تحيط برسغها النحيل هدية رايا السنة الماضية والتي كانت نادراً ما تلبسها... انفرجت أسارير وجهها. من المؤكد انها لن تصل في الموعد المحدد. آه، ها هوذا المطعم وهذه لوحته السوداء تحمل اسمه بأحرف ذهبية. لقد وصلت متأخرة ثلث ساعة فتح لها الباب بواب في بزة رسمية وهو ينحني أمامها، باحترام كلي وكأنها من الأسرة المالكة. نظرت إلى ساعتها مرة أخرى، ربما كانت رايا قد سبقتها. فتقدمت خطوات إلى حيث المقهى، وهي تحدق في الغرفة الرئيسية، وتتابعت خطواتها إلى الأمام... تراجع رجل إلى الخلف في نفس اللحظة، فأمكن لأوليفيا أن تلاحظ السترة الصوفية الرمادية اللون، وبريق كوب عصير البرتقال في يده، وذلك قبل ان يندفع الشراب محدثاً رشاشاً لوث سترتها وتنورتها. وجدت نفسها تحدق أولاً في ربطة العنق الحريرية القاتمة التي لطخها السائل، ثم في وجه ارتسمت على ملامحه البرودة والعدوانية. «تبأ لك يا امرأة، لم لا تنظرين امامك؟» فتحت أوليفيا فاها مذهولة وقالت: «أنا؟ انك الذي...» «انظري. لقد اتلفت ربطة عنقي.» واخرج من جيبه منديلاً أبيض أخذ يمسح به البقع عن ربطة عنقه. فحدقت إليه وهي تلامس قماش سترتها الحريري الناعم. لقد اصابه التلف هو أيضاً. وشعرت بالتعاسة. ما وجه المقارنة بين ربطة عنق وسترة حريرية؟ إرتسمت على وجهه ابتسامة طفيفة، بينما توقفت أنفاس أوليفيا وهي تفكر بشكل غبي في مقدار وسامة هذا الرجل. قال بسرور: «لا بأس. ان الاصطدامات تحدث على الدوام.» ازدردت ريقها قائلة: «نعم.. اظن هذا.» انه ليس وسيماً فقط، بل ثرياً أيضاً. لقد أدركت ذلك من بذلته الغالية التفصيل ومن طريقته في الحديث. توردت وجنتاها وهي ترى كيف أخذ ينظر إليها. «سيدتي، سيدي؟ هل هناك مشكلة؟» استدارت لترى رئيس الخدم واقفاً وقد قطب جبينه، فابتسم الرجل قائلاً: «ليس ثمة مشكلة أبدأ.» فنظر رئيس الخدم إلى ثوبها ثم إلى ربطة عنقه: «هل أحضر شيئاً لتنظيف ملابسكما؟ أو ربما...» فقاطعه الرجل: «مائدة.» وأمسك بمرفق أوليفيا، ولكنها جذبت ذراعها منه بعنف وقالت: «انني جئت لمقابلة شخص هنا.» فضحك برقة قائلاً: «وكذلك انا. ولكن لم يفت الوقت لتغيير خطتينا، أليس كذلك؟» تجاهلته قائلة لرئيس الخدم: «ربما هي هنا الآن. ان اسمها هو...» فتمتم الرجل: «ان ما يهمني هو اسمك انت. إذا كنت لا تريدين تناول طعام الغداء معي، فاعطني اسمك ورقم هاتفك على الأقل...» فتنحنح رئيس الخدم قائلاً: «الافضل ان اذهب. سأعود بعد دقائق.» هزت أوليفيا رأسها قائلة: «كلا، بل اريدك ان تأخذني إلى مائدتي سواء كانت صديقتي هنا أم لا.» «كما تريدين يا سيدتي.» همس الرجل خلفها ساخراً وهي تتركه لتسير خلف رئيس الخدم: «قولي وداعاً، على الأقل.» ولكنها لم ترد عليه، وقالت لرئيس الخدم: «ان الحجز هو باسم رايا باسكومب.» انحنى رئيس الخدم قائلاً: «طبعاً، اتبعيني من فضلك.» وأشار إلى مائدة قائلاً: «هذه هي المائدة يا سيدتي.» «شكراً، انني...» وسكتت أوليفيا وقد تملكتها الدهشة، نعم، كان هنالك من ينتظرها، ولكن ليس رايا، كان بدلاً منها، رجل أبيض الشعر وسيم الوجه وقد وقف يبتسم لها. فقالت وهي تستدير إلى رئيس الخدم: «عفواً، اظن هناك خطأ ما.» C فابتسم الرجل وهو يصرف الرجل بيده قائلاً: «لا بأس يا جيوفري، ان هذه هي مائدة الآنسة هاريس حقاً.» فقالت ببطء: «انني آسفة، ولكنني لا...» وسكتت. كانت تريد ان تقول انها لا تعرفه، ولكنها اكتشفت انها تعرفه. فوجهه كان مألوفاً لديها، وكذلك صوته. این تراها قابلته من قبل؟ قال وكأنه قرأ افكارها: «تشارلز رايت، لقد تقابلنا منذ عدة شهور، في المتجر حيث تعملين، وذلك للاستعلام عن امكانية وضع ستائر في شقتي.» فابتسمت أوليفيا وهي تصافحه: «وانتهيت بالموافقة على طلاء الشقة بأكملها. المعذرة إذا لم اتذكرك يا سيد رایت.» فازدادت ابتسامته دفئاً وهو يقول: «لا بأس. فأنا لا اتوقع من شابة رائعة الجمال مثلك ان تتذكر رجلاً عجوزاً مثلي.» فقالت: «ولكنك لست عجوزاً

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع