الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

فارس النجدة
Knight of the Rescue

الكاتبة : ميراندا لي
------------
الملخص
------------
احتاجت أودري إلى من يقف بجانبها مرة، فخف إليوت نايت إلى نجدتها. ولكن تمثيل دور المنقذ الشهم كان أكثر صعوبة مما كان يبدو، خصوصا بالنسبة إلى فتاة ضعيفة مثل أودري. كانت أودري تدرك أنها انما كانت تستغل عطف إليوت. ولكنها لا تستطيع أن تدعه يخرج من حياتها، وقد نجحت في ذلك، وبطريقة ما استطاعت أن تقنع بطلها الغامض بأن ما حصل لم يكن حكاية خرافية، وانما حقيقة واقعة
------
***
------
«هيا، قوليها بصراحة.» لم يكن يريد أن يسمح لها بتجنب الحديث، فتابع يقول: «وإلا ظننت بأنك لم تقرري بعد استلام مقاليد حياتك. قالت بصوت أجش: «نعم.» قال: «نعم ماذا؟ أجابت: «نعم، إنني أخشى الوقوع في حبك.» كان سرورها كبيرا وهي ترى نفسها تتكلم بصوت ثابت واثق. اشتبكت نظراتهما لحظة طويلة وقد ساد الصمت، وأخيراً، قال بصوت منخفض الغضب: إنني لست واثقاً من انك مازلت حمقاء يا أودري فارنسوورت، أو انك أكثر الفتيات اللاتي عرفت، مراوغة.»
--------------
الفصل الأول
--------------
وقفت أودري على الرصيف خارج المقهى، تنظر إلى الشارع، من الناحيتين، عابسة. لقد تأخر راسل، كعادته. وأخذت تتنفس بعمق وبطء، تريد بذلك أن تهدىء من اعصابها، وهي تحدث نفسها قائلة: ليس لي أن أهتم به سواء تأخر أم لا، بعد اليوم، فان راسل لن يستمر جزءأ من حياتي الشخصية
ولكن، لا شيء استطاع أن يذهب بالألم من اعماقها، وكذلك لوم النفس. تساءلت، بألم بالغ، عما عاها إلى التعرف به؟ ولكن أودري علمت السبب لمحته يجتاز الشارع قادماً نحوها، بادي الرشاقة والكي في بذلته الرمادية الأنيقة. لقد كان راسل يتصف بكل ما شأنه لفت أنظار معين ما الناس, هذا عدا عن
جعله بائعاً ممتازاً. منذ ابتدأ بالعمل كمندوب مبيعات في شركة العصرية وذلك منذ اشهر. كان له موقعاً عند مو موظفي الشر وفي خلال أيام معدودات، كان قد خصها هي باهته أمه یانه ای لقد تشككت في البداية. فقد كان هناك في العمل، فتيات اكثر منها جاذبية، ولكنه كان من الالحاح ما جعله يبدو مخلصاً في محاولاته. وطبعاً جعلها هذا تشعر بالغرور والرضى، فيا لحماقتها وسذاجتها
ألقت أودري نظرة جانبية على نفسها في زجاج واجهة محل بجانبها، فكادت تجفل من هيأتها. ان نظرة واحدة في المرأة, إلى صورتها كانت كفيلة بأن تخبرها أن ليس من المعقول لراسل أن يقع في غرام فتاة عادية الشكل مثلها، بهذه السرعة لشد ما كرهت منظرها، بلون بشرتها الناصع البياض وعينيها الكبيرتين البنيتين أما بالنسبة إلى شعرها... فقد كان دوما أشبه بكارثة، فقد ولدت بشعر بني ناعم، لكنه أصبح الآن جعداً كثيفا يميل إلى الاحمرار . كانت زوجة أبيها لافينيا قالت انه يناسبها ولكنها لم تكن واثقة من ذلك. وكذلك، عندما اهدتها زوجة أبيها هذه، ثوباً صوفيا احمر قائلة ان هذا اللون يليق بها، لم تصدق أن ثمة لوناً يليق بها على الاطلاق
وعادت تحول اهتمامها إلى راسل شاعرة باضطرا وهي تراه يرسم على فمه ابتسامة اعتذار. قال لها بلهجة ناعمة انني آسف لتأخري يا عزيزتي.. فتملك أودري الذعر لش ما اسعدتها هذه الكلمة عندما سمعته يخاطبها بها لأول مرة، ولكنها الآن، بعد ما اكتشف تلاعبه، أحست بها كمثل طعنة خنجر في قلبها. حاول أن يضحك. وهو يرى وجهها المتوتر الشاحب، قائلاً: «آه، لا شك انك تأخذين علي خطأ اقترفته، ما جعلك تطلبين الاجتماع بي في هذا المقهى في هذا الوقت. أم أن عبوسك هذا سببه تأخري البسيط هذا؟. كان يسألها ذلك وفي صوته سخرية لاذعة. وعجبت أودري إذ تجد، فجأة، انها لم تعد تراه وسيماً ولا جذاباً. فقالت ببرود: لقد تأخرت نصف ساعة، يا راسل... وهذا
ليس تأخيراً بسيطاً. لقد طلبت لقاءك الساعة الثالثة الظهر، وهي الآن الثالثة والنصف تقريباً.. لم تنفع ابتسامته في اذابة الثلج المتراكم حول قلبها, وهز كتفيه دون اكترات وهو يجيب قائلاً: نعم. ولكنني استحق أن تنتظريني، أليس كذلك؟ اتكمشت أودري. هل حقاً مضى عليها زمن كانت تتقبل فيه مثل هذا التصرف؟ انها لا تستطيع أن تتصور مبلغ ما كانت عليه من سذاجة. قالت بحدة: «ألا تظن أنه من الأفضل أن ندخل المقهى لنجلس قليلا؟ أجاب: موسأطلب قهوة ايطالية أثناء دخولنا.» كان هذا التنهي واحداً من ألوف مثله يجدها المرء في ضواحي سيدني، فهو عبارة عن قاعة مستطيلة الشكل تقوم على طول
جانب منها طاولات صغيرة، وفي مقابلها تمتد منضدة البائع. كانت جميع الطاولات مشغولة ما عدا اثنتين في . وهكذا مشت أودري قاصدة ابعدهما، بينما يزداد ها مع كل خطوة، ذلك أن ساعة المواجهة قد حانت أخيراً. ذلك، فقد كانت احدى الطاولات قد شغلها رجل كان حيفة, وعندما مرت به، رفع عينيه إليها بنظرة مختصرة عاد بعدها إلى صحيفته. الطاولة الأخيرة وهي تتنهد بضعف، ثم أخذت تنظر إلى راسل، وقد كسا ملامحها الحزن، وهو يكلم البائعة، وكيف اخذت عينا الفتاة تتبعانه بلهفة أثناء اتجاهه نحو الطاولة وقد كست ملامحه ابتسامة عريضة وبدأ التأمل في عيني أودري. هل هذا ما يجلب البهجة إلى نفسه؟ لفت نظر الفتيات قدر استطاعته؟
جلس على المقعد الأخضر قبالتها، ثم نظر إليها مستطلعاً، وقال: «حسناً؟ اتراك سترضين فضولي باخباري عما عندك؟ قالت بتوتر: «نعم.» ثم تنفست بعمق وقد أخذت خفقات قلبها تعلو. وعندما أخذت تتكلم، كانت الكلمات تخرج مرتجفة من بين شفتيها وهي تقول: «لقد اخبرتني ديانا اليوم انك خرجت معها ليلة السبت الماضي. تلك الليلة التي كنت اخبرتني انك مدعو فيها إلى عشاء عمل.» فقد مانجهم وجه راسل السريع كل جمال ملامحه ضاقت عيناه، وتقلصت شفته العليا بلوم وهو إذن، فهذا سبب وجودي هنا! لأجيب عن هذه الاتهامات السخيفة. لقد كنت اظنك اكثر تعقلاً من أن تصدقي كلام سافلة مثل ديانا .» قالت بلهجة محطمة وقد تملكها الأسى وهي ترى راسل الحقيقي. فهو لم يعتد التفوه بكلمات بذيئة أمامها، من قبل، إذ كان دوماً يحاول الظهور أمامها بمظهر السيد المهذب. قالت: «إنها ليست كاذبة.
فقال ساخراً: «بل كاذبة. انها تغار منك ولو كان لديك عقل لكنت أدركت ذلك.. ابتلعت أودري هذه الإهانة الأخرى، ولكن ألمها لذلك لم يزدها الا تصميما على وضع نهاية لها مع هذا الرجل، قالت وهي ترتجف: «أن لديها الوصل الذي كنت أنت وقعته حين تناولتها العشاء في فندق استراحة المسافرين بالبر... وأنا... أنا أعرف توقيعك.. سادت فترة صمت قصيرة، ما لبث بعدهـا أن تنهد بضيق
ثم ابتدأ يقـول بلهجـة تـنـم عـن فـروغ صـبر: «أودري...» قاطعته محاولة أن تهديء من ارتجاف صوتها: «لا فائدة من الكذب علي، ياراسل, فقد انتهى كل شيء بيننا على كل حال.. قال: «أنك لا تعنين ذلك.. أجابت: «بل اعنيه، فأنا... أصدق ديانا، وسأصدقها رغم كل ما تقوله أنت.. تمتم قائلاً بلوم: «هكذا إذن؟ حسناً، مادام الأمر كذلك، فاعلمي أن الأمر صحيح... فماذا تراك فاعلة؟» قالت بصوت متهدج: «كنت قد أخبرتني انك تحبني... و... تريد ان تتزوجني...» قال هازئاً: «حسناً، لقد قلت ذلك طبعاً. فأنت ابنة الرئيس، أليس كذلك؟ ابنته الوحيدة، في الواقع. هل علي ان أوضح اكثر من ذلك؟
أجاب قالت بصوت مختنق: «ألم تكن تعني أيأ مما قلته؟ هل كان ذلك لأجل... لأجل أموالي فقط؟» ضاحكاً بقسوة: سما هي المشكلة؟ هل ظننت حقاً أن جم الك وجاذبيتك قد صرعاني حقاً؟ ان شكلك ليس دميماً تماماً إذا أنت خلعت عنك ثيابك الفظيعة هذه. آه، ليس لديك فكرة عن مبلغ الضجر الذي يشعر به الرجل معك، يا عزيزتي. لقد كنت أسدي اليك فضلاً كبيراً إذ اخرج معك واهتم بك، ولكنني لا اخـالك ترين الأمر بهذه الصورة، وانما ستركضين
إلى بيتك لتخبري الأب العزيز أن موظفاً رديئاً عنده قد ضحك على ابنته الصغيرة الغالية.. كان توترها يزداد كلما زاد سماعها لكلماته القاسية هذه، فقالت وهي ترتجف: «لا تقلق فأنا لن أخبر أبي..

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع