الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

شيء بالمقابل
Something In Return

الكاتبة : كارين فان ديرزي
------------
الملخص
------------
لقد تعلمت سامنتا بسرعة رغم عدم تعودها الاختلاط بالأثرياء والمشهورين، ذلك أن مقدار الهبة المالية التي قدمها رامساي ماكميلان إلى مؤسستها الخيرية، جعلتها تصمم على أن تبرع في دورها ذاك، فتحضر الحفلات الباذخة وترد عنه هجوم النساء الطامحات إلى وسامته البالغة وثروته الواسعة. لقد أدركت سامنتا أن وراء مظهره البارد الهاديء ذاك،كان يكمن رجل وحيد…رجل سرعان ما وقعت في غرامه، ولكن هل بإمكانها أن تقنع رامساي الذي يعتقد بأن لكل شيء ثمنا،بأن الحب يأتي مجانا إذا رغب القلب في ذلك؟
****
لقد احبت اوليفيا الطريقة التي كان يعاملها بها كلينت حين يحضران معاً المناسبات المتنوعة... والطريقة التي يبتسم فيها لها. ولكن، كان عليها ان تذكر نفسها على الدوام، بأن كل ذلك لم يكن سوى تمثيل ليبعد النسور عنه. ولكن ذلك كان يبدو لها أحياناً حقيقة إلى حد كان يعجبها التفكير في انه لا يخرج عن كونه مجرد ادعاء
------------
الفصل الأول
------------
«اوليفيا، هنالك سيارة فيراري في الخارج، سيارة فخمة يجلس في داخلها سائق خاص.» خطت اوليفيا فوق صندوق يحتوي على حساء معلب، وهي تفتش عن وليام الأصلع النحيل. وكانت كافيتيريا المدرسة، ليلة الجمعة هذه، مزدحمة بالمتطوعين للعمل الذين احضروا صناديق طعام، موائد طعام، اكياس طعام، كل ذلك مما جمعوه من المواطنين الذين تبرعوا به لجيرانهم.
«اوليفيا؟ هل سمعت ما قلته؟ هنالك سيارة فيراري عملاقة في الخارج.» نظرت اوليفيا إلى وجه سيليا المنفعل، ثم قطبت حاجبيها قائلة: «نعم، لقد سمعتك.» وابعدت خصلة من شعرها الداكن إلى ما خلف أذنها وهي تتابع قائلة: «انني لا اعرف شيئاً عن تلك السيارة، وأظنها تخص ذلك الرجل الواقف هناك.» وأشارت إلى نهاية الغرفة، حيث كان يقف رجل اسمر طويل القامة يرتدي بذلة من ثلاث قطع وكانت قد لاحظته منذ حوالي العشر دقائق، متسائلة عما يفعله هنا، ولكنها كانت مشغولة جداً عن البحث في أمره. ونظرت سيليا إلى الرجل وهي تسأل وقد تملكها العجب: «أوه... من أين أتى يا ترى؟» فأجابت اوليفيا: «لا أدري، ولا يهمني ذلك في الوقت
شيء بالمقابل الحاضر. انني بحاجة إلى وليام. هل تعرفين أين هو؟» أجابت سيليا: «كلا، لماذا؟» مرکز قالت اوليفيا: «ان القائمة عنده. لقد اتصل الخدمات الاجتماعية بشأن امرأة لديها طفلين. هرب منها زوجها بسيارتهم الوحيدة، ودفتر شيكاتهم وكل مدخراتهم من النقود، والكلب والتلفزيون. آه، ها هو ذا.» واجتازت الغرفة تنقض عليه تقبض على ذراعه النحيلة قائلة وهي تدفع إليه بقطعة ورق: «وليام. ان عندي هنا اسماً آخر.» فأخذها منها قائلاً: «شكراً.» وألقي نظرة عبر الغرفة وهو يسأل: «من هو ذلك الرجل ذو الشخصية المميزة؟» فعادت تنظر إلى ذلك الرجل الطويل القامة المهيب الشكل الذي يقف قرب الباب، يستعرض ما يجري أمامه بعينين
قائمتين حادتين. لقد بداء بشكل عام، في غير مكانه المناسب، في بذلته ذات الثلاث قطع تلك وقميصه الأبيض وربطة عنقه. وخلفه كان معطفه القاتم ملقى على كرسي هناك. ولم تشك اوليفيا في أنه صاحب الفيراري التي تساءلت سيليا عنها أو أنه وصل فيها على الأقل.
أجابت وليام قائلة: «ليس لدي فكرة.» ذلك انها لم يسبق لها أن رأته من قبل، كما أنه لم يكن يبدو عليه أنه احد اولئك المتطوعين الذين اقبلوا للمساعدة. لقد كان أنيقاً خالياً من كل عيب. كان شخصاً من عالم آخر، عالم الغني والثراء. ونفضت عن قميصها أثراً من دقيق كان عالقاً وكانت ترتدي بنطالاً يناسب قميصها ذاك، وحذاء قديماً مريحاً يصلح للركض. وكان شعرها قد أفلت من الشريط
المطاطي الذي كان يمسك به، فسحبت الشريط وأعادت ربطه به مرة أخرى. ولكن بالنسبة إلى الأناقة، لم يكن في مظهرها العام ما يؤهلها لنيل أي جائزة. إنما بالنسبة إلى البشاشة فقد كانت افضل كثيرا من ذلك الرجل الواقف عند الباب. لم تكن ذات خبرة بملابس الرجال ولا طرازها او نسيجها... ولكن، حتى من هذه المسافة البعيدة، لم تكن بذلته تبدو لها رخيصة عادية، فقد كان بالغ الأناقة والرشاقة، كما كانت شخصيته توحي بالسلطة والتحفظ ما وجدت معه صعوبة في عدم التأثر بتلك الرجولة الرائعة البادية أمامها. ما الذي كان يفعله هنا؟
كانت هناك طريقة واحدة لمعرفة هذا، وسكبت لنفسها فنجاناً من القهوة اضافت إليها السكر والقشدة، ثم اتجهت نحو ذلك الغريب. ومدت يدها اليمني تحييه قائلة: «مرحباً. إنني اوليفيا بل، وقد رأيتك واقفاً هنا، فتساءلت عما إذا كنت استطيع مساعدتك بشيء.» مد يده لها مصافحاً وعيناه البنيتان العميقتان تنظران في عينيها قائلاً: «إنني كلينت مورغان. وأنا هنا لمراقبة ما يجري.» كان ذا أنف دقيق، وذقن مربعة بارزة، كما كانت قسمات وجهه نحيلة بارزة، المعالم. كان وجهه ملفتاً للنظر اكثر منه وسيماً. فقالت: «لا أظنني فهمت شيئاً.» أجاب: «ولا أنا.»
ابتسمت قائلة: «آه، انني اعشق الغموض. أظن سيارة الفيراري التي تقف في الخارج تخصك.» فأجاب: «نعم.» سألته: «وكيف جئت إلى هنا؟ أعني من طلب منك الحضور إلى هنا؟» فأجاب: «ابنة عمي باميلا.» وأشار باختصار إلى حيث تجلس باميلا مرتدية بنطال جينز وكنزة وهي تفتح أكياس بقالة مملؤة بالأطعمة قائلاً: «لقد سحبتني من واشنطن بدعوى زائفة.»
فقالت: «دعوی زائفة؟ كم هذا مثير.» ذلك ان باميلا كانت تمثل رئيسة المنطقة، وكانت ثرية رائعة الجمال وذات ارتباطات طيبة. كما انها كانت مخلصة كذلك، ومتحمسة وماهرة جداً في إيجاد حلول المشكلات. وتابعت اوليفيا تسأله: «ما الذي اخبرتك به؟» فأجاب: «قالت انها ستحضرني معها إلى العشاء هنا لنتحدث في أمور مالية جادة.» وعضت اوليفيا شفتها تغالب ضحكة كادت تنفجر من بين شفتيها، وهي تسأله: «هل فعلت ذلك حقاً؟» فقد كانت باميلا تملك روحاً مرحة بشكل غريب. تابعت تقول: «فهمت. حسناً. ان العشاء يقدم هناك.» وأشارت إلى مائدة قريبة من المطبخ حيث مجموعة من الأطباق الساخنة والسلطة والخبز قد وضعت عليها لمن يشاء أن يأكل، أشارت إليها قائلة: «إنه طعام رائع. حاول أن تتناول شيئاً.» وألقت على بذلته الأنيقة نظرة متفحصة. ربما لم يكن متوقعاً أن يأكل سمك التونة المعلب المطبوخ بالشعيرية، وذلك في كافيتيرتا
مدرسة ابتدائية وضيعة المظهر هي من نعم ولاية دالاس. وهي نفسها لم تكن قد تناولت طعامها بعد إذ كان عليها ان تنتظر إنهاء بعض الأعمال. لكن الرجل لم يتقدم نحو المائدة، وإنما قال وهو يتفحص المكان: «ما الذي يجري هنا؟» رأته اوليفيا رجلاً قيادياً يربو أن يعرف كل شيء. أجابت: «إننا نعد صناديق الأطعمة لتوزيعها على الأسر المحتاجة. فالجمعية مازالت تجمع الأطعمة منذ اسابيع، وكذلك المؤسسات الأخرى. ونحن نقوم بنفس هذا العمل في كل مناسبة.» قال وهو ينظر إليها: «فهمت. كم يبلغ عدد الأسر المحتاجة تلك؟» -
أجابت: «ثمان وسبعون.» لم يبد على ملامحه أية ردة فعل. ولاحظت أن وجهه قد لوحته الشمس. ولا يبدو مطلقاً أنه كان يمضي وقته، مؤخراً في نيويورك. بل من الواضح أنه كان في نيويورك. كانت الأطعمة المعلبة الآن قد فرزت أنواعها، واصطف المتطوعون ليأخذوا الصناديق المرقمة لملئها، تحضيراً لتوزيعها على الأسر المحتاجة. وعندما رأته يقف صامتاً، عادت تسأله: «لماذا إذن احضرتك باميلا إلى هنا؟»
أجاب: «لا شك أنها تريد نقودي.» أومأت أوليفيا برأسها قائلة: «آه، بإمكاننا استعمال تلك النقود.» _ قال: «وكذلك بإمكان أي شخص آخر.»

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع