الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

البحث عن المتاعب
Askingss For Trouble

الكاتبة : ميراندا لي
-------------------
الملخص
------------
سيرينا لم تر آرون كينغسلي منذ احدى عشر سنة، لكنها لم تنسه. عندما التقيا مجددا، بدا واضحا أن ما بدأ كافتتان تلميذة مدرسة قد ازهر وأصبح حب راشدة ناضج. لقد كان منجذبا إليها، لكن كل ما كان يقدمه هو صداقة عابرة. أكثر ما أغضبها هو أنها أجبرت نفسها على الموافقة. وما كانت لتدير ظهرها لأية فرصة تجعلها تحقق أحلامها. لكن لسوء الحظ أن الرجل الذي يدفع دفعا إلى الزواج، لن يكون ذاك الزوج المثالي
***
«أرى أنه على أن اراقبك دائما.. وتابع قائلاً: «أنت عنيدة جداً.» -نظرت إليه باحتقار، ونفت كلامه، محاولة أن تبقي صوتها هادئاً: «لا، لست كذلك.» «لا اجرؤ على القول إنك لست كذلك، فأنت لا تعاندین، انما أنت تخططين لكل حركة تقومين بها.»
-------------
الفصل الأول
-------------
عرفته سيرينا منذ اللحظة التي خطى بها إلى قاعة الطعام، فخفق قلبها بشدة للحظة قبل أن يعود لحالته الطبيعية. آرون كينغسلي... بعد كل هذه السنين. كانت تتوقع أن تلتقي به يوماً ما، خاصة وأنها قد عادت إلى ساحل المتوسط كي تعيش وقد كانت غوسفورد، هي المدينة التي يقطن فيها أيضاً. لكن هذه ليست غوسفورد، فهي الآن تبعد عدة اميال، في مطعم لنزل على خليج توون حيث تعمل نادلة منذ عدة أشهر. اضطرارها لمقابلة آرون في مكان عملها، وفي ظل ظروف حيث لا مجال للهرب بعد سلام سريع، كان امرأ مربكاً ومحيراً.
توترت عندما جال بنظراته حول الغرفة، ولحسن الحظ لم يلاحظ وجودها خلف الطاولة الكبيرة على يساره. عرفت سيرينا، انه ما زال من المضحك أن تشعر بالأمان لأنه تأخر في الانتباه لوجودها. لا بد بعد ان يجلس ويتناول غداءه، ان تذهب اليه وتسأله ان كان يريد تناول أي شراب. وتمنت سيرينا ألا يعرفها. لم تكن واثقة تماماً. فهي لم تتغير، ليس في الشكل
الخارجي، فهي لا زالت تملك الطول الفارغ ذاته والمظهر الجميل منذ أن كانت في الثالثة عشرة من عمرها، نفس الشعر الأشقر الطويل، والعينين الزرقاوين كعيون الأطفال، والفم المميز کفم بريجيت باردو. تنهدت سيرينا وبدأت تخطو وراء الحانة، لقد خفق قلبها بتوتر. لحسن الحظ، أن آرون كان قد أحضر معه صحيفة نفضها وفتحها ثم بدأ بقراءتها. وبقليل من الحظ، ربما لن يرفع نظره عندما يطلب ما يريد، ويتابع قراءة الاخبار، عندها لن يعرفها. اتجهت سيرينا بتردد نحو آرون، الجالس هناك في بذلة رسمية، يطالع صحيفة سيدني مورننغ هيرالد وهو على وشك تناول غداء رجال اعمال ولكن بمفرده. لقد كان غريباً جدا لما تذكره عنه، للحظة، نسيت كل قلقها الكامن. وبدأت تتساءل عما اصبح عليه بعد تلك الليلة المشؤومة منذ احدى عشر عاماً
فور وقوع بصرها عليه، خطر لها جواب واضح. ما زال وسيماً كما كان دائماً، ولا يبدو أن شعره البني الكثيف الذي يكسو كل فروة رأسه قد تساقطت منه شعرة واحدة. لم يكن متقدماً في السن. هو فقط... ماذا؟ ايضاً قد اتمت الثامنة والعشرين الشهر الماضي. وقد كان يكبرها بخمس سنوات في المدرسة. مما يعني أنه في الثالثة والثلاثين الآن. لا، ربما اربعة وثلاثين. فقد كانت صغيرة بالنسبة لصفها. كانت في الثانية عشرة فقط عندما دخلت المدرسة الثانوية، وفي العام نفسه تخرج آرون. كانت سيرينا اكثر تلميذة تحطمت بسببه طوال ذلك العام
لم يكن شيئاً غير عادي. هكذا كانت معظم الفتيات الأخريات. كان آرون قائداً للمدرسة، كان قائداً لفرق كرة القدم والعاب الكريكيت، قائداً لفريق المناقشة، رئيساً لمجلس المدرسة، بالاضافة إلى انه بطل رياضي وحامل لقب الضابط العام للمركز الاوسترالي للإنقاذ. كل هذا، بالإضافة إلى لياقته البدنية وعينيه الزرقاوتين المثيرتين، جعله هدفاً لكل فتاة من حوله. لكنه لم يلتفت إلا لناومي، صديقته، في صفه، السمراء الفائقة الجمال. لقد كانا ثنائياً منذ أن كانا في السادسة عشرة، كل واحد منهما مجنون بحب الآخر بشكل ظاهر. لقد كان متوقعاً حصول الزفاف بعد تخرج آرون بفترة قصيرة. لكن العاشقين الصغيرين فاجأ الجميع بالإنتظار عاماً ثانياً قبل عقد القرآن. في السنوات القليلة التي تلت، أصبح آرون ذا منزلة رفيعة في ذلك الوسط، محلياً وشعبياً، ربح الكثير من مباريات انقاذ الحياة. كان يدعى الرجل الحديدي، كان من الطبيعي أن تبدو المباريات التي نافس فيها شاقة جداً. فلقد تضمنت احياناً السباحة لأميال عدة داخل المحيط، التجذيف والركض على الشاطيء.
تابعت سيرينا سيرة اعماله باهتمام بالغ، قصت كل الصور والمقالات عنه واحتفظت بها في درجها السفلي، بعيداً عن مرأى والدها. لكن بعدما تركت سيرينا البيت، اختفى اسمه عن صفحات الرياضة. سألت والدتها عنه منذ حوالي سنة، لكنها لم تحصل على جواب، سوى أنه يعمل في مكان ما في سيدني.
تساءلت مرة ثانية، مثل ماذا؟ فيما هي تدنو من المائدة أجابها صوت المنطق بأن هناك طريقة واحدة لتعرف. لكن الارتباك كان أقوى من الفضول، والأولوية بالنسبة إليها أن تبقى مجهولة. سألته بلطف آملة أن لا ينظر إليها: «هل تريد أن تشرب شيئاً من الحانة، يا سيدي؟» لكنه رفع عينيه، حدق في وجهها، وعرفها. أجابها: «حسناً... إذا لم تكوني سيرينا مارشمونت.» تحرك طاوياً صحيفته ووضعها على طرف الطاولة. لم تستطع أن تستمر بالتحديق به عندما نظر إليها مجدداً. بدا على وجهه عن كثب علامات الإرهاق، والتعب من خلال الآثار الداكنة تحت عينيه التي تعطي انطباعاً عن حياة يائسة. مع ذلك، الغريب في الأمران هذا لم يغير من وسامته بل اضاف صورة مضللة مزعجة وجذابة في الوقت نفسه.
هتف قائلاً وكأنه غير مصدق: «لا تقولي أنك لم تعرفيني! لم أتغير إلى هذه الدرجة. وأنت لم تتغيري قط، اری...» ضاقت عيناه الزرقاوان الرائعتان عندما نظرنا إليها من رأسها إلى قدميها ببطء، وبإمعان ساخر. بقيت سيرينا تقول لنفسها انها في زي العمل، التنورة السوداء الرخيصة، القميص الأبيض، وربطة العنق السوداء، من دون زينة، وشعرها مشدود إلى الوراء على شكل ذيل مهر، بدت في ابسط حالاتها. وشعرت كأن آرون يخجلها بنظراته. الغضب القديم المألوف أطبق على صدرها. لماذا، أوه،
لماذا لا يستطيع الرجال الاحساس بروحها بدلاً من النظر إلى مظهرها الخارجي؟ مهما يكن، فالإنزعاج لم يظهر على وجهها، لقد علمتها الأيام أن لا تكون ردة فعلها ظاهرة، حتى يبدو مظهرها متجاهلاً، حاجباً خوفها وألمها. قالت بدهشة باردة: «آرون؟ رائع، أنا لم اعرفك وأنت ترتدي هذه البدلة. تبدو وكأنك على وشك الخروج من مصرف سيدني.» عاد يضحك وكأنه قرر شيئاً ما، وقال: «معك حق بواحدة، لقد كنت هناك عندما فتح أبوابه هذا الصباح وكنت سعيداً لأنني خرجت.» حاولت اخفاء صدمتها، إلا أنها فشلت تماماً.
أجاب ساخراً، وهو يختلس نظرة إلى الجريدة المطوية على صفحة الأعمال: «نعم، أحياناً أنا نفسي لا أصدق بأنني آرون كينغسلي، محاسب الضرائب ومستشار استثمار الأموال. على الأقل، هذا ما تقوله بطاقة عملي.» نظر الى وجهها من جديد وقال: «طريق طويل من العذاب، أليس كذلك؟ حسناً، يا سيرينا؟ أنت البصر لعيون متألمة ولطالما كنت كذلك. هل تستطيعين الجلوس والتحدث معي لبرهة؟ اخبريني ماذا فعلت بنفسك منذ ...» تلعثم، لكنه تابع: «... منذ أن رأينا بعضنا لآخر مرة.»
لم يكن عند سيرينا اي شك عما خطر في ذهن آرون. صورة ساطعةلما حصل في تلك الليلة المشؤومة منذ احدى عشر عاماً كانت في عمر السابعة عشر من العمر في ذلك الوقت

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع