الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الأب المخدوع
A Father Betrayed

الكاتبة : فيل ويزيناند
------------------------
الملخص
------------
لقد عاد كلاي اليس. وبدت له سامنتا ادامسون بنفس جمالها الرائع الذي كانت تتحلى به عندما خانت عهد الحب بينهما، ولكن كان ثمة شيء قد تغير، وهو أنه قد أصبح لديها طفل. انه يريد ابنه… لقد أوشكت مخاوف سامنتا أن تتحقق، وهي أن كلاي عندما يكتشف خداعها له، سيكافح في سبيل الحصول على وصاية ابنه. وهي بذلك لن تخسر فقط الطفل الذي تربيه،وانما ستخسر مرة أخرى الرجل الذي أحبته
***
قالت لـه، إنما بينها وبين نفسها، إذهب وإلعب مع إبنك، فربما هذه آخر فرصة تحصل عليها. وإذ أخذت تنظر إلى كلاي يجلس القرفصاء مبدياً إعجابه بلعبة جيس، شعرت بغصة في حلقها، بينما اغرورقت عيناها بدموع لـم تنهمر. رباه، ما اجملهما، وكم هما متلائمان، رجل وصبي، أب وابنه. ولكنها ما لبثت أن أشاحت بوجهها، هذه ستكون آخر ليلة تسمح فيها بمثل هذه الحماقة. قد يكون كلاي وجيس قد أحب الواحد منهما الآخر حقاً، يشبعان بذلك حاجة لهما مشتركة، ولكنها لن تطيق رؤيتهما معاً بعد الآن، لقد كان حقهما في ذلك بالغ الايلام لها
-------------
الفصل الأول
-------------
همست سامنتا لنفسها وهي تحدق من خلال ثقب في باب منزلها، فترى زائراً غير متوقع، ولا يتزحزح أبدأ. همست: «ابتعد من هنا.» ذلك ان آخر من كانت تحب التحر. 2 من بين كل شخصیات ماضيها، هو كلاي إليس. ألقت نظرة متوجسة نحو الطابق العلوي حيث غرفة إبنها، ان هذا الطرق المتواصل من كلاي لا بد ان يوقظ جيس الذي اكمل لتوه العامين من عمره، وإذا ما استيقظ جيس وكلاي مايزال هنا...
تخللت شعرها الأشقر باصابعها شاعرة بالإحباط، ثم فتحت الباب وكانت يد كلاي مرفوعة ليتابع الطرق على الباب. حملقت سامنتا به. حتى في بنطلون الجينز الباهت اللون والقميص بكميه المرفوعين، خطف منها الأنفاس، هذا الرجل الطويل القامة العريض الكتفين والذي تعرفه جيداً. رفع احد حاجبيه القاتمين دون ان يبتسم، وقال: «لم اجد رقم هاتفك فـي الدليل، وإلا لاتصلت بك أولاً. لقد خطر لي انك ربما عدت الى هذا المنزل. اتراني جئت في وقت غير مناسب؟» حاولت سامنتا ان تحفظ توازنها بعد ان شعرت بالدوار لرؤيته، ولكنها رفضت بعناد أن تظهر له ما اعتراها من اضطراب لذلك وهي تقول بفتور: «لقد كنت اعمل.»
«آه، نعم، عملك ذاك في الصحيفة، رأيت، لحسن الحظ، مقالتك في عدد الأسبوع الماضي من صحيفة إمباير اكسبرس فـادهشتني.» «ما الذي تريده؟» وعجبت للهجتها الجافة غير الودود، ورأت العينين البنيتين اللتين تعرفهما دافئتين، رأتهما قد اصبحتا قاتمتين جافتين وهو يقول: «لن اعيقك عن عملك، فقد سبق لك ان أوضحت منذ زمن طويل أنه لم تعد لك علاقة بي. كل ما أريده هو أن تعلميني عن مكان زوجتي السابقة، وبعد ذلك أدعك وشأنك.» فقالت: «فيكي؟»
أجاب ساخراً: «حتى هذه اللحظة، ليس لي زوجة سابقة سواها. انك تذكرينها طبعاً تلك الفتاة القصيرة القامة، المرحة، الرائعة المظهر، ذات الشعر الذي يماثل لونه لو . شعرك إنما اطول، إنما معدومة الضمير .» «كم هذا مضحك!» فقال وقد عقد ذراعيه فوق صدره: «انني لا أحاول اضحاكك. كل ما أريده هو العثور على فيكي. وبما انك شقيقتها، فاظنك تعلمين مكانها.» «انني لست الوصية عليها.» «لقد كنت الوصية عليها سابقاً ولم تعودي كذلك الآن، ولكنك قريبتها الوحيدة. والآن، اين هي؟» «لا أدري.» وكانت هذه كذبة صريحة أوشكت ان تخنقها. فقطب جبينه قائلاً: «تباً لانكارك هذا.» فأمسكت بالباب تحاول صفقه في وجهه، ولكنه كان
أسرع منها إذ اندفعت ذراعه تسند الباب الخشبي السميك وهو يحدق قائلاً: «اتركي الباب.» اختلست سامنتا نظرة من فوق كتفها إلى السلم الفارغ، ذلك أنه إذا استيقظ جيس وجاء يبحث عنها، فإن عليها، حينئذ، أن تجيب على مجموعة من الأسئلة اكثر من مجرد الاستعلام عن مكان أختها الصغرى. تراجعت إلى الخلف قائلة وهي تنظر إلى غرفة الجلوس:. «لا بأس. لا يحسن بنا الجدل ونحن هنا.» مضى أمامها تاركاً خلفه رائحة عطره المألوف الذي يستعمله بعد الحلاقة، باعثاً في ذلك ذكريات كانت سامنتا قد سبق واقنعت نفسها بأنها قد دفنتها إلى غير عودة، وتبعته تقول: «اجلس.» أجاب: «بل افضل الوقوف.»
«اخفض من صوتك، إذن.» نظر إلى خلفها متسائلاً: «لماذا؟ هل فيكي هنا؟ هل هذا هو السبب؟» «کلا، أقسم على هذا.» «أين هي إذن؟» «لقد سبق واخبرتك انني لا أعلم.» جلس فجأة على الأريكة مشبكاً يديه خلف رأسه وهو يسألها: «متى سمعت أخباراً عن شقيقتك لآخر مرة؟» أجابت: «لماذا؟» وكانت قد جلست، دون وعي منها، بين كلاي والطريق إلى السلم الذي يؤدي إلى غرفة جيس. أجاب بابتسامة خفيفة: «انني أتساءل فقط. انني لا اريد ان اسبب لها أي مضايقات. فالأمر مجرد عمل.»
سألته قائلة: «وما نوع العمل الذي بينك وبين فيكي؟ ظننت ان الطلاق بينكما قد تم.» قال: «وهو كذلك.» حملت جلسته هذه من الذكريات إلى نفس سامنتا ما جعل عينيها تغرورقان بالدموع. كم من المرات كانت ترى كلاي في وضع جلوسه هذا وفي هذه الغرفة بالذات، مئة مرة؟ ألف؟ واكتسحها الماضي بذكرياته المؤلمة الحلوة ما جعلها تحول نظراتها بعيداً كيلا تفضح مشاعرها هذه.
وهكذا سارت نحو النافذة تنظر منها إلى الشارع الهادىء الذي تحف به الأشجار على جانبيه، وقالت دون أن تنظر إليه: «لا بأس. افرض انني صدقتك، ما هو نوع عملك مع أختي؟» «أما زلت تقومين بحمايتها؟» وابدى بصوته إشارة اشمئزاز وهو يتابع قائلاً: «لقد كبرت فيكي ولم تعد بحاجة إلى الرعاية.» تنهدت سامنتا وهي تستدير ببطء إلى الرجل الذي أحبت وقالت: «ان فيكي هي من نوع الأشخاص الذين يبقون على الدوام بحاجة إلى أم ترعاهم، فلو كنت أنا موجودة، لما كنتما وقعتما في خطأ الزواج.» «لو كنت قبلت الزواج مني، بدلاً من نبذي والهرب إلى سان فرنسيسكو، إذن لما وقع هذا الخطأ.» رفعت ذقنها متحدية: «لقد تكلمنا عن كل هذا من قبل. لقد سبق واخبرتك أنني لن اتزوج مطلقاً، انني أحب حياة العزوبية هذه.» «نعم، هذا ما قلته.» وتوتر شاعراً بالضيق لتحول
موضوع الحديث بينهما، وإذ لم يعد يستطيع التظاهر بعدم الاهتمام كما كان مصمماً، نهض عن الأريكة وتقدم نحو سامنتا، حيث وقف على بعد عدة أقدام منها وهو يحدق في وجهها بإمعان، ليقول بعد لحظة: «ولكن الشيء الذي لم تقومي به هو أن تخبريني بالسبب في ذلك.» «انه سبب معقد وقد أصبح الآن من الماضي وليس في نيتي ان احدثك عنه سواء الآن أم فيما بعد.» أخذ يكافح شعوراً يدفعه إلى أن يذكرها بالسعادة التي كانت تشملهما لو أنهما تزوجا، ويريها مبلغ خسارتها في سبيل الاحتفاظ بوظيفتها. فهو يعتقد ان ليس ثمة وظيفة تستحق أن يضحي الشخص بسعادته لأجلها. لماذا لا تستطيع سامنتا أن تدرك هذه الحقيقة؟ تراجع إلى الخلف، قائلاً: «انك لم تتغيري قط.» «انا لا أعتبر ذلك عيباً.
فقال بفتور: «كلا. لا اظنك تعتبرينه كذلك. اسمعي، انني ساترك لك بطاقتي. اعطي فيكي رقم هاتفي. دعيها فقط من فضلك، وأنا اعدك بأنها ستكون مسرورة لذلك.» ومد يده إلى جيبه حيث أخرج منه محفظته ثم أخرج منها بطاقته.
قالت له: «ضعها على المنضدة في الردهة أثناء خروجك.» لم تكن واثقة من قدرتها على احتمال الاقتراب منه مرة أخرى وهي في حالتها هذه من عدم التوازن. مشي نحو الباب، ليتوقف هنيهة وكأنه يفكر في جواب ولكنه مالبث ان امتثل لما قالت له، فخرج واغلق الباب خلفه بهدوء.

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع