الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الحب المقدر
Fated Attraction

الكاتبة : كارول مورتيمر
------------
الملخص
------------
تملك ريا جين شعور بالوحدة والعجز وهي ترى نفسها ملقاة على رصيف الشارع تملؤها الرضوض ككلب تائه، بالرغم من ثيابها الثمينة المبعثرة على الرصيف. ولم يدهشها نظرا إلى حظها الشيء على الدوام، أن تجد أن الشخص الذي مد لها يد العون، هو رجل متغطرس يدعى راف كوينلان. ولم يصدق راف اسمها المستعار جين سميث، وهذا ما سبب له الضيق وملأه فضولا لمعرفة ماضي ضيفته الغامض. ولكنه، أيضا، كانت له مشكلاته الخاصة، كما كان لجين تماماً. ولم يمض وقت طويل حتى ادركت جين أنه، كلما طال بها الوقت في هذا المنزل. ازداد التجاذب بينهما، مما يشكل وضعاً خطيراً مبنياً على الكذب
------
تمهيد
------
هذا غير معقول. هي التي كانت إلى عهد قريب جدا، تعيش بين أحضان الرفاهية والدلال، تستلقي الآن في قناة الرصيف، بين الأوراق القذرة المتراكمة والعلب الفارغة التي تجرفها مياه الأمطار في طريقها إلى مصرف المياه المحاذي للرصيف على بعد عدة اقدام. هذا، بينما المطر يتابع هطوله بغزارة في ذلك الشارع المعتم
لقد حاولت أن تنهض فلم تستطع، ذلك أن الألـم فـي وركها الذي سقطت عليه، كان شديداً، وعندما استطاعت الوقوف بدأ الألـم فـي كاحلها، لهذا فضلت أن تبقى مستلقية حيث هي. لا شك أن جوردان كان سيضحك ملء شدقيه وهو يراها هكذا، كسيرة القلب ملقاة في قناة الشارع بينما المطر ينهمر عليها بغزارة. هذا لا يعني أنه رجل قاسي القلب، وإنما لأن ما
سبق وحذرها منه من أنها ستسقط على أم رأسها يوماً ما، قد تحقق هذه اللحظة، حتى أن حقيبة ثيابها قد انفتحت عندما سقطت من يدها، لتتناثر ثيابها الجميلة التي طالما انتقدها جوردان لأجلها، قائلاً بأنها تنفق كثيراً من النقود عليها، تتناثر الآن على الطريق في الأوحال ومياه المطر
وارتفع صوت خشن يقول بعصبية: «لم يكن ينقصني سوى امرأة مصابة بنوبة هستيرية. انهضي يا امرأة قبل أن تأتي سيارة أخرى تنهي ما بدأته أنا.» كانت قد نسيت، في غمرة التعاسة التي تملكتها، تلك السيارة التي
برزت فجأة من وراء المنعطف، مما جعلها تتراجع فجأة على الرصيف فتتعثر وتقع بسبب سير عجلات السيارة في مستنقع ماء موحل، فتفقد توازنها وتقع على وركها ويلتوي كاحلها. كانت السيارة قد وقفت على بعد أمتار قليلة منها وقد أخذت أضواؤها الخلفية تلتمع كعيون حمراء في ذلك الظلام، كما أن المحرك بقي يعمل
ردت عليه بحدة: «لو كان بإمكاني النهوض، لفعلت، ولكن يبدو أنك تسببت في جعلي عاجزة عن الحركة.» «ولكن سيارتي لم تمسك، وإنما أنت نزلت عن الرصيف بدون أن تنظري أمامك، فتزحلقت أثناء محاولتك تجنبها.» حتى الآن، لم يكن كلامه بعيداً عن الحقيقة، ولكن، حتى ولو كان هذا صحيحاً، ما الذي يدفعه إلى التحدث إليها
بمثل هذه الغطرسة؟ وارتفع صوت يقول له: «لقد ضربتها سيارتك. هذا واضح لأي كان.» من الغريب أن هذا الشارع الخلفي في لندن، والذي كان خالياً تماماً منذ ثوان قليلة فقط، قد أصبح الآن مأهولاً بجماعة من المارة أحاطوا بها يتفرجون على ما يجري
وحدق سائق السيارة في المتكلم وهو يقول: «لا أظن أن بإمكانك أن تدلي بأي رأي في هذا الشأن حيث أنك لم تكن موجوداً أثناء الحادث.» وكان وجهه غير واضح في تلك الظلال التي تكسوه، ولكن عينيه كانتا تلمعان من الغضب. تحركت بحذر، إذ كان الألم في كاحلها يخزها، هذا إلى جانب تلك الآلام الرهيبة في وركها. ولهثت من الألم وهي تقول: «لا أظنني استطيع النهوض.»
وعاد صوت الرجل الأول يقول: «لا بد أن ثمة كسراً أصابها. لا أظن أن عليك أن تتحركي، ومن الأفضل أن تنتظري حضور الشرطة لكي...» فرد عليه السائق بازدراء: «الشرطة؟ ليس هناك حاجة إلى إدخال الشرطة في الموضوع.» فعاد الرجل يقول: «طبعاً هناك حاجة للشرطة. فقد صدمت أنت هذه السيدة الشابة فأوقعتها...»
فقاطعه السائق: «إنني لم أفعل ذلك .» قال الرجل: «بل إنك فعلت.» رد عليه قائلاً: «كلا، إنني...» مد ذراعيه ليمسكها برفق وهو يقول: «تعالي. إنني آسف.» قال ذلك عندما تأوهت متألمة، ثم تابع مخاطبا الجمع: «إنني سأقدم العناية إلى هذه السيدة الشابة.»
نقلها برشاقة ليضعها في مقعد سيارته قديمة الطراز من نوع جاكوار، وقبل أن يصفق الباب قالت بلهفة: «ثيابي.» عبس مرة ثانية وهو ينظر إلى الخلف حيث كانت الحقيبة المفتوحة، ولكنه عاد إليها حيث جمع ثيابها ليدسها، كيفما اتفق، في الحقيبة
ولكنها ما لبثت أن شعرت بالإرتياح إذ تفرق ذلك الجمع، ولكن، ما ان ارتفع غطاء صندوق السيارة، ليغلق مرة أخرى بعد وضع حقيبتها، حتى انتبهت إلى أي حد أصبحت بمفردها مع هذا الرجل... وأدركت أنها لن تستطيع الهرب
منه وذلك للألم الذي في وركها، وكذلك الذي في كاحلها. وإذا ظهر، فيما بعد، أنه خاطف، فهي لا تظن أن أحداً سيدفع فديتها التي سيطالب بها. فهي تشك كثيراً فيما إذا كان جوردان سيهتم بدفعها لكي تعود إليه.
--------------
الفصل الأول
--------------
«جین سمیت!» كانت رافعة رأسها قليلاً، شاعرة بالاحمرار يلون وجنتيها وهي تعطي هذا الاسم للممرضة التي وقفت إلى جانبها تأخذ افادتها قبل ان يأتي الطبيب. لقد شعرت، عند ذاك، بسخرية ذلك الرجل الجالس بجانبها، ولكنه، لحسن الحظ، انتظر الى ان خرجت الممرضة لكي يعبر عن سخريته هذه
وتساءلت عما كان سيشعر به لو انها اعطت الممرضة اسمها الكامل. وهذا ما ليس في نيتها ان تفعله لسببين: الأول ان اسمها طويل، أما السبب الثاني، فهو يعتمد على ما اذا كان قد سبق وسمع باسم اسرتها من قبل. فاذا لم يكن ذلك، فالاسم لن يعني له شيئاً. كذلك تعلمت، خلال الأسبوع
الماضي، ان استعمال اسمها الكامل، في ظروف معينة، لن يفيدها في شيء. وكان عليها ان تعترف بأنها شعرت بشيء من الارتياح عندما اخذها، مباشرة، الى قسم الطوارىء في مستشفى مشهور، رغم انها كانت تعلم، حتى قبل ان يراها الطبيب بأن
ليس ثمة كسور في جسمها، وانما مجرد رضوض سيئة مما كان يسبب لها كل تلك الأوجاع. لقد شعرت بالراحة الآن بعد ان تأكدت من زوال خطر الخطف الذي خافت منه، اذ، على العكس، كان يبدو على هذا

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع