الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حب في الطائرة
Mother On the Wing

الكاتبة : ماري فيراريلاي
-------------------
الملخص
------------
حصل فرانك هاريغن على عطلة مخيفة، فلقد أضاع تذكرة السفر، واضطر للهبوط ولفقدان الاتصال بالجميع. لكن عندما تعرفت صاحبة الطائرة الجميلة دونا ماكلوف عليه نسى كل حظه العاثر. كانت دونا أرملة ولديها ولدين، وترفض أن تقيم أي صداقة مع ذلك، لم تستطع أن تترك فرانك ينام في المطار، لذلك أصطحبته إلى بيتها. ولقد شاءت الظروف أن ضيفها الوسيم لم يغادر لا في اليوم التالي… ولا في الأيام القادمة
***
عليك الخروج اكثر معي
قال فرانك مازحاً. شعرت دونا بحلقها يجف. كان يجلس قريباً منها، حاولت ان تتذكر الوعود التي قطعتها على نفسها. «لا أريدك ان تكون فكرة خاطئة. «لم أكون آية فكرة بعد، لكنني اعمل على ذلك.» شعر بالشوق كما لم يشعر بذلك من قبل، كان ذلك شيئاً مميزاً، فكر انها هي بلا شك انسانة مميزة. حاولت دونا السيطرة على نفسها، وبتصميم قوي ابتعدت عنه أكثر ما تستطيع على المقعد الوثير الذي كانت تجلس عليه. لم تتمكن الا من الابتعاد عدة سنتيمترات، لم تكن مسافة كافية لتحميها من عواطفها
-------------
الفصل الأول
-------------
كانت الرحلة تتعثر في كثير من المطبات الهوائية، كما وأن الطائرة ليست من نوع طائرات ٧٤٧، بل طائرة من نوع «أت ر ٤٢» تعود إلى خطوط طيران غريبة تدعى واندسونغ، أحس أنه محظوظ جداً بالحصول على مقعد في داخلها، وإلا، كان عليه تأجيل رحلته إلى سيتل. لم يكن فرانك هاريغاين على عجلة من أمره. فللمرة الأولى ومنذ سنوات عديدة يحصل على عطلة. فعادة لا وقت لديه لأخذ عطل. لكنه لم يستطع مقاومة الاحساس الذي انتابه من تلك الدعوة الطارئة. لم يكن يفكر أبدأ في الابتعاد عن عمله لولا رسالة غريغ، التي وصلت إليه وكأنها تلبية لنداء داخلي منه.
منذ ثلاثة أيام، وصلته رسالة من غريغ والترز، صديق قديم فقد كل اتصال به منذ أن تخرج وعاد للعمل في العيادة في ويلمنغتون فولز. تدعوه الرسالة للذهاب على جناح السرعة لسيتل في زيارة، لرؤية تلك المنطقة ولاعادة احياء الصداقة القديمة. كانت الرسالة مليئة بالذكريات وكأنه لم يمر خمس سنوات على آخر لقاء لهما. لم يكن لفرانك أية فكرة عن الموضوع، لكن ما ان أمسك برسالة غريغ في يده، حتى شعر فجأة بالرغبة في السفر إلى سيتل. كان الامر فوق توقعاته وكأنه مجبر بقوة لا يستطيع دفعها لدرجة علم أنه لا يستطيع الرفض
علم أيضاً أنه لن يجد الامان في فكره قبل أن يذهب. وانه سيندم لو لم يفعل. وكأنه يجبر للقيام بتلك الرحلة رغماً عن ارادته. اهتم بالأمر بجدية، عندما بدأ بأخذ التدابير للقيام برحلته إلى سيتل. اتصل بغريغ، الذي فرح جدأ بسماع صوته. فوضعا الخطط معاً. فبإمكان فرانك السفر إلى سان فرنسيسكو وأن ينتقل إلى طائرة ثانية تقله إلى سيتل. كما أن غريغ سينتظره في المطار. لقد بدا الأمر بسيطاً جداً. كما هو سريعاً كذلك. انتظر فرانك حتى غادر آخر مريض العيادة عند المساء قبل أن يخبر شقيقته بأمر سفره. نقل الاخبار إليها وكأنه يحدثها عن شراء زوج من الاحذية له.
تفاجأت جاين ووضعت يديها في جيب معطفها وأخذت تنظر إلى شقيقها بصمت لفترة قصيرة. كان يكبرها بثلاث سنوات، قوي وثابت كالجبل، ولديه مفاجآت غير متوقعة، ومنها هذه اللحظات. مع أنه، يعمل منذ وقت طويل وبجد وهي تعلم أنه يستحق بعض الوقت للراحة. بالنسبة لهما، إنهما الشخصان الوحيدان اللذان يؤمنان الخدمات الصحية في مساحة تزيد عن عشرين ميلاً وكل شخص في ويلمنغتون فولز يأتي إليهما أن أصابه أي مكروه. «لقد كنت أفكر، انه يمكنك الذهاب إلى لاس فيغاس، التي تمتاز بجمال ورشاقة فتياتها.»
ضحك فرانك: «يبدو الأمر مغرياً، لكنني لا أعرف أحداً في لاس فيغاس.» كان شقيقها اجتماعياً، قالت جانين وهي تضع يديها على طاولة المكتب: «اذن، قل لي، هل أنا قابلت يوماً ذلك الشخص غريغ؟» «لا أعتقد ذلك، لقد كان شخص أعرفه عندما كنت في الثانوية. ولقد شاركت معه غرفة في الجامعة.» ضحكت جانين قبل أن تقول: «كما أنكما تشاركتما بعدة نشاطات أخرى، على ما أعتقد.» هز كتفيه، محاولا أن يرتاح بعد يوم عمل متعب، قال: «لا أستطيع عدم الرد عليه، بعد أن فقدنا أي اتصال ببعض منذ خمس سنوات. كما أعتقد أنني بحاجة إلى عطلة.» هزت جانين رأسها: «لا شك بذلك.»
وماذا هناك أكثر، فقد كان دائماً يعتمد على مساعدة شقيقته: «متی تريد المغادرة؟» «نهار الجمعة.» لاحظ علامات الدهشة على وجهها مرة ثانية: «قريباً جدا؟ لما كل هذه السرعة؟»
قال بصدق: «لا أعرف، فقط أشعر أنني أريد الذهاب.» فكرت جانين، انه يبدو غامضاً جداً، وهذا ليس من عادته، فهناك دائماً قواعد لتصرفاته، وهذا جزء هام من شخصيته الساحرة، عقدت ذراعيها أمامها. لا بد من وجود سبب لذلك. فحتى عندما كان طفلاً، كانت هناك أسباب لأي عمل يقوم به. «لم أفهم شيئاً.»
خلع فرانك المعطف الأبيض وعلقه في الخزانة الصغيرة في مكتب جانين. التقط قطعة الخشب التي حفر عليها اسم شقيقته بنفسه عندما تخرجت من جامعة الطب. جانين هاريفين ماجستير في الطب. حاول أن يجد الكلمات ليشرح أحاسيسه وأفكاره لها وكذلك لنفسه: «هل تعلمين كيف أن الانسان يشعر باحساس داخلي حول بعض الامور؟» أثرت كلمة الاحساس الداخلي بجانين بشكل قوي ـ كان ذلك نداء عاجل ـ احساس قوي، سيطر على كل تفكيرها ودفعها للذهاب إلى البحيرة ذلك الصباح حيث التقت بزوجها، شاين للمرة الأولى.
لقد مر أكثر من سنتين على ذلك اليوم، لكنها لا تزال تذكر احساسها بوضوح وكأنه حدث معها في هذا الصباح. لقد شعرت وكأن لا ارادة لها بذلك. من حسن حظها انها استجابت لذلك الاحساس. فلقد حظت ابنتها مولي بوالد، وهي لديها الآن أفضل زوج وطفل صغير يحبونه جميعاً. لقد اطلقوا عليه اسم جوناثان، نسبة لعم شاين جوني. قالت بنعومة: «نعم، اعلم.» كان فرانك غارقاً في افكاره فلم يلاحظ تغير لهجة شقيقته. «حسناً، هذا هو الأمر، وكأنه هناك من يقول لك، اذهب أنت إلى هناك وهي ستأتي إليك.» رفعت جانین رأسها إليه: «هي؟» نظر فرانك إليها بغموض: «هي؟ هل قلت هي؟»
«بالتأكيد قلت ذلك.» هز رأسه، كان ضائعاً في تفكيره، قال بسرعة: «لقد قصدت هو. غريغ من يمكن أن اعني غيره؟» ابتسمت جانين له بحب: «إنك تتعب كثيراً.» اقتربت منه وقبلت جبينه: «اذهب. اذهب إلى سيتل مع كل تمنياتي بالتوفيق والسعادة.» فكر فرانك، هذا ما قام به وهو يجلس براحة في المقعد. لقد استقل الطائرة من مطار ريفردايل وسافر إلى سان فرانسيسكو بدون أن يواجه أية صعوبة. لكن بعد ذلك فقد تذكرة السفر لرحلته التالية كما وأن الموظف المسؤول لم يستطع الحصول له على حجز آخر وبذلك غادرت الطائرة من دونه.
وقف محبطاً في المطار، وبصورة غير متوقعة لاحظ على لوحة الوصول والمغادرة، أن هناك رحلة إلى سيتل في غضون نصف ساعة. لم يصدق ضربة الحظ هذه. نظر فرانك إلى جانبه، لم يكن هناك أحد بجانبه، فأخذ ينظر من النافذة الصغيرة الى الفضاء الواسع خارجاً. لاحظ أن الظلام يهبط وأن الغيوم تأخذ أشكالاً غريبة وتذكره بالاشجار الصغيرة.
فكر أنهم بلا شك يسافرون على علو شاهق، ابتسم لنفسه. وفي اللحظة التالية، لاحظ أن الغيوم قد اختفت. كان بإمكانها الاحساس بالاعاصير قبل حدوثها بلحظات

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع