الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حب ذات صيف

الكاتبة : شانون ويفرلي
------------------------
الملخص
------------
صممت جوانا انفاكز على قضاء صيف هادىء بصحبة إبنهـا كـيـزي البالغ من الـعـمـر خـمس سنوات، ولكنهـمـا لـم يكونا وحـدهـمـا. لقـد كـان ميتشيل مالون هناك، وهو آخر شخص توقعت جـوانا رؤيتـه ذلك انه منذ ست سنوات، كانا هي وميتشيل، يجمعهما حب فريد من نوعه، ولكن ليتحطم ذات ليلة هائلة من ليالي الصيف. كان افتراقهما بناء على اختياره هو .. فلماذا إذن، مازال ميتشيل يشعر بنفس الآلام منذ ذلك الصيف، وبنفس العمق الذي تعانيه هي؟
***
«ما الذي تفعله هنا؟» وكان صوت جوانا يرتجف. اجاب ميتشيل: «ما الذي افعله هنا؟ كلا، ان السؤال هو، ما الذي أنت هنا؟» للمكو هنا لمراقبة البيت. «لقد دعاني والدي انه، وفيف، سيمضيان هذا الصيف في ويست ضاقت عيني ميتشيل: «حسنا، لمعلوماتك الخاصة، لقد دعتني أمي، هي أيضاً، ولنفس السبب.» وكان في عينيه برود لم تعتده، وكذلك سخرية... «ولكن هذا غير ممكن.»
-------------
الفصل الأول
-------------
من مؤخرة عابرة القنال، أخذت جوانا تراقب رصيف الميناء وهو يبتعد شيئاً فشيئاً. كان عصر ذلك اليوم الـحـار مفعماد أ برائحة البحر، والسمك، وزيت المحرك أيضاً. تنفست بعمق محاولة ان توحي إلى نفسها، بأن لا لزوم للقلق، وان كل شيء على مايرام. ولكن محاولاتها تلك باءت بالفشل. كانت متكئة على حاجز السفينة تحدق في أمواج البحر، بينما تعالى فجأة صوت البوق العالي معلنا الشروع في الابحار، ما جعل كيزي ابن الخامسة والذي يقف بجانبها، يقفز مجفلا ولكن سرعان ما تلاشی خوفه وهو يحول انتباهه إلى - النورس وهي تطير حول المركب. كانت جوانا ترى الحماس في عيني طفلها الزرقاوين البراقتين، وفي وجهه المتوهج الذي لوحته الشمس. فابتسمت وهي تتذكر شعورها المشابه عندما قامت بأول رحلة لها إلى فينيارد والتي تبعد ستة أميال، وذلك منذ ثماني سنوات.
لكن ذلك الشعور المثير كان بالنسبة إليها، قد أصبح مجرد ذكرى بعيدة جافة. وتمنت لو تستطيع استعادة بعضاً من مشاعرها تلك... ربما بإمكانها ذلك في الأيام الهادئة المقبلة حين تبدأ في استعادة قواها، ولكنها حالياً، كانت تحدق في انعكاس أشعة الشمس على المياه، بإحساس معدوم، ولكنها اعتادت ذلك الاحساس الجامد... فهي لا
تشعر بلذة الطعام، ولا بتفاعل مع الموسيقى أو مع بزوغ الفجر. لم يكن هناك سوى كيزي والذي كان نور حياتها، والسبب الوحيد الذي يحملها على أن تستيقظ باكراً، هذه الأيام. كانت قد اقترفت اخطاء عديدة في حياتها، ولكن كيزي لم يكن معدوداً من بينها. كان هو في هذه الأثناء، يمد يده بنصف كعكة وعينيه مركزتين على إحدى طيور النورس الذي كان يحوم امامه، قالت له أمه بلطف: «انتبه إلى اصابعك يا كيزي، الأحسن أن تلقي بها إليه.» استدارت تفتش عن كرسي لتجلس عليه، ولكن حيث أن الوقت كان في أوائل شهر تموز (يوليو)، فقد كانت العابرة تحتشد بالمتوجهين إلى الجزيرة لتمضية إجازاتهم السنوية، كان هنالك عائلات من كل الطبقات والأعمار، وشبان يحملون حقائبهم على ظهورهم، وبعض العرسان لقضاء شهر العسل.
تنهدت جوانا بضجر. كانت تشعر بأن ما من شيء يجمع بينها وبين كل هؤلاء. شعرت بالعزلة، والإرهاق، وبأنها طاعنة في السن. هل من الممكن انها ماتزال في الرابعة والعشرين؟ وتملكها شعور بالخوف. أتراها على صواب في ما تقوم به؟ ذلك انها كانت قد قررت منذ ست سنوات، بأنها لن تعود أبدأ إلى فينيارد مرة أخرى. لكن دعوة والدها كانت تحمل تشجيعاً كبيراً... عزيزتي جوانا. كيف حال فتاتي هذه الأيام؟ إننا فيف وأنا، بأتم خير ما عدا
ان حياتنا قد اصبحت قلقة مؤخراً، لقد افتتحت شركتي فرعاً في سان فرانسيسكو، وفي الأسبوع الماضي ابلغوني انهم بحاجة إلي هناك في قسم المحاسبة. وهكذا سأترك بوسطن في آخر اسبوع من تموز (يوليو) والذي سيحين، مع الأسف، بعد أسبوع واحد. لقد استقلت فيف الطائرة إلى شقيقتها في بالوآلتو حالما سمعت بالخبر وأرجو أن تجهز لنا شقة في مكان ما. ربما سنتغيب لأربعة أشهر، وهذا سيسبب لنا مشكلة... بالنسبة إلى بيتنا في فينيارد. لقد فكرنا في تأجيره، انما لم تعجبنا فكرة سكن الأغراب فيه. ولكن المكان الخالي أثناء الصيف يجعل من السهل اقتحامه من قبل الغير، وهكذا أعرضه عليك، ورغم انني لم اجد الوقت للتحدث بشأن هذا لمشروع مع فيف، فأنا متأكد من أنها ستشعر بنفس ما اشعر به من ارتياح إذ تعلم بأن هناك من يحرس المكان.
هذا إلى أنني اظن ان كيزي سيكون مسروراً جداً فيه، ان حفيدي الصغير لم يسبق له ان رأى البحر، أليس كذلك؟ ولكن أهم من ذلك كله هو أنه سيكون بالنسبة إليك، فرصة للاستجمام. فإن مرض فيل الطويل وموته في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كان أمراً محزناً لك ربما اكثر مما تدركين. ذلك لأن مظهرك لم يعجبني عندما رأيتك في شهر آذار (مارس). انك بحاجة إلى راحة وتغيير في الأجواء. إذ لا يحسن بك البقاء في نفس المنزل الذي شاركك سكناه، وتستقبلين نفس الأصدقاء الذين كانوا يترددون عليكما. وهذا، كما أرى، يطيل من احزانك التي عليك نسيانها. فكري في الأمر ياجوانا واعلميني بقرارك في أقرب وقت، وأرجو ان يكون بالموافقة
ملاحظة: لقد قطع خط هاتفنا، ولهذا عليك ان تكتبي الجواب، أسرعي، والدك المحب. وصلت هذه الرسالة في نفس الوقت الذي كانت هي فيه تفكر في مثل هذا الأمر. ذلك أنه بالرغم من وفاة فيل، إلا أن اسلوب حياتها لم يتغير إلا قليلا، فهي ما زالت تسكن في نفس الشقة التي انتقلا اليها عندما كانا عروسين، وما زالت تنزل إلى متجر الثياب في الطابق الأسفل، والتابع لحموها، وذلك للعمل فيه، والذي كانت تديره مع فيل. كما ما زال نفس الأصدقاء والعائلات يزورونها. لقد اعتبرت، في البداية، ان استمرار كل هذا هو شيء حسن، إذ يطمئنها إلى أن حياتها مازالت كما هي وأن كيزي لن يتأثر كثيراً بالذي طرأ عليهما، ولكنها ابتدأت مؤخراً ترى الأمر من ناحية مختلفة، لقد اصبح كل شيء وكل شخص يذكرها بأن فيل مات، في المتجر، في البيت، وفي الأيام التي تجتمع فيها مع والديه حول مائدة الطعام، كان مكانه فارغاً.
لقد أرهقها هذا كله. فرغم أنها استطاعت تجاوز الألم الهائل الذي انتابها عند موته، الا انها الآن كانت تخشى من ان يستمر في نفسها ذلك الحزن الهادىء الذي احتل مكانه فلا يفارقها أبداً. وتمنت لو كانت تستطيع ان تبتعد ولو لفترة قليلة عن هذا كله، عن كل ما يذكرها بفيل، كانت تأمل في أن يكون ابنها أكثر مرونة، ولكنه كان شديد الشغف بوالده. كان العادة، طفلاً ثرثاراً سعيداً، ولكنه، هذه الأيام، أصبح يكتنفه حزن هاديء. وكان يبكي أحياناً بمرارة لأشياء تافهة، وكذلك كان أحياناً أخرى يتحدث عن والده وكأنه ما
زال حياً، فهو يقول مثلاً: «عندما يعود والدي... أو اسألي والدي أن كان بإمكاننا أن... هي وكانت تحاول أن تأخذ الأمر ببساطة، مقنعة نفسها أن كل هذا سيطويه النسيان مع الوقت. ولكن كانت تمضي الليالي قلقة إلى حد ذرف الدموع. كيف بامكانها مساعدة طفلها في محنته هذه؟ وكيف يمكنها التأكد من ان هذه المحنة العاطفية، لن تترك في مشاعره أثراً دائماً؟ وفي هذه الأثناء، وصلت رسالة والدها. فكانت دهشتها اكبر من ان تخفى، وكانت أمها تزورها في ذلك الحين، فوجدت جوانا نفسها مرغمة على أن تطلعها عليها. قالت والدتها: «حسناً، هل أنت ذاهبة؟» أجابت جوانا: «هل أنت جادة في سؤالك؟ وكيف أترك الآن والمصطافين قد ابتدأوا بالتوافد؟ جميل جداً المتجر أن أذهب، ولا تتأمل الأمر طويلاً، قبل ان تقول: «ان بإمكان حميك أن يستغني عنك لعدة أسابيع.»
«ربما هذا صحيح. ولكن ليس بإمكاني تحمل النفقات.» «وماذا بالنسبة إلى مبلغ شركة التأمين الذي تركه لك فيل؟ أليس بإمكانك ان تأخذي منه قسماً؟ فأنت لن تنفقي منه سوى على الطعام.» كانت دوروتي امرأة حازمة لا تتعب، تعلمت جوانا منها كيف تكون قوية مستقلة، ولكن كان
. من الواضح أنها حتى هي كانت تعتقد بأن ابنتها بحاجة إلى بعض الراحة، خاصة بعد أن رأت كيف كانت يدي ابنتها ترتجفان بينما كانت تمسك بفنجان الشاي الذي اخذ يهتز بدوره

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع