الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حبيبي الخائن
Dearest Traitor

الكاتبة : سارة كريفن
------------
الملخص
------------
لقد سبق ستيفن تمبليـتـون أن حطم حياة جورجينا مرة، والآن، وقد عاد إلى منزله، کیلیر دیل هال، فقد بدا واصحاً انه سيجهز على بقية الحطام. لقد كان جليـا انه لا يريدها في المكان كـمـديرة للممتلكات. ولكن جورجينا أعلنت الحرب، بعد أن اقنعت نفسها بأن سلوك ستيفن يماثل سـمـعـتـه بـالسـوء. ألم يسرق خطيـبـة أخـيـه، ويطرد انثـى عـاجـزة في وسط الليل؟
*****
لـم يعاملها أحد هكذا قط من قبل
*****
وعندما رفع رأسه قليلاً، قالت متوسلة: «أرجوك يا ستيفن.» فنظر إليها ساخراً وهو يقول: «لقد سبق وقلت هذا من قبل، ولكنك لم تكوني تتوسلين إلي بأن أطلق سراحك.» لقد أعاد قوله هذا إلى ذاكرتها، كل المذلة والشعور البالغ بالعار، فقالت بحدة: «إنني أكرهك.» فقال بقسوة: «كلا. هذا غير صحيح، ذلك لأنك كما كنت على الدوام، متعلقة بي وما زلت كذلك منذ أن كنت طفلة إلى أن أصبحت إمرأة.»
-----------
الفصل الأول
-----------
شدت جورجينا الزمام عند قمة التل، وهي تمر بيدها على عنق ستاردست الأملس. وانتصبت الأذنان المخمليتان تجاوباً مع لمساتها لتحرك المهرة رأسها بخفة. كانتا متفاهمتين، الحيوان والفارسة، فقد كانت هذه هذه مهرة جورجينا الخاصة مذ كانت مهرة صغيرة. ليس هناك من امتطى ظهرها سوى جورجينا، أو حتى فكر في ذلك. جورجينا الخاصة من المشهد الحيوي. قدت
وشعرت للحظة رائعة بالرضى، وعيناها تكتسحان ذلك المشهد الحيوي. قد تأتي المحن وتذهب، حتى المآسي الصغيرة المؤلمة، ولكن هذه ذهبت إلى الأبد، ليبقى حبها الحقيقي الوحيد، والذي هو بلدتها كيليرديل. أمام الفرس والفارسة، ترامي على امتداد النظر، الوادي المكسو بالغابات الخضراء ليرتفع بسرعة نحو التلال. وعلى امتداد النظر أيضاً انبسطت الأراضي التابعة للمنزل كيليرديل هـال، وهي أملاك أسرة آل تمبليتون الواسعة منذ زمن النورمان. وذات يوم، كانت الأملاك أكثر اتساعاً، ولكن حتى الآن، كانت جورجينا تعلم أن بامكانها أن تسير بفرسها طيلة النهار في أملاك آل تمبليتون دون توقف.
لقد كانت تمنحها الكثير من الشعور بالسلام والسكين لأنها كانت دوماً الجزء المتمم لكل شيء... للأرض، للأسرة، للقاعة القديمة الرائعة ذات النوافذ المتلألئة، والحجارة المكسوة بنبات اللبلاب المتعرش، والمداخن الطويلة،
والفدادين من الحدائق. أما جورجينا، فقد كانت جزءاً من كل ذلك وفي الوقت نفسه لم تكن كذلك، وانما كان هذا فقط موطنها الذي أحبته من أعماق قلبها. وجعلتها الريح تضيق عينيها، كما توتر ثغرها الجميل، كل شيء سيبقى على ما هو عليه هنا، انما ظاهراً فقط. ذلك أن مشكلة قد نشأت الآن، هي عبارة عن امرأة شقراء فارعة القامة
باقية معهم. إنها تعلم أن ليس هناك ما يمكن أن يزحزح اورييل ديلافيلد، إذ ان مالكولم سيتزوجها. إنها عامل جديد يضاف إلى ما سبق اكتماله، وعنصر مزعج يكذر هدوء الأيام. لقد سبق وكان هناك نزاعات مهذبة. وتمنت لو بامكانها التدخل وإصلاح الأمور، ولكن هذا لم يكن بامكانها، فقد كانت مجرد فتاة دخيلة رغم انها أحبتهم بكل مشاعرها.
تنهدت جورجينا في الوقت الذي صهلت فيه الفرس ما بدا معه انسجام تام بينهما. كانت مجرد صدفة، ولكنها ربتت على عنق المهرة بحزم، وقد تأكدت من أنها هي أيضاً لاحظت الاستياء الخفيف والاستنكار الذي ساد بين أفراد الأسرة، لو أن هذا الأمر قد حدث قبل الآن بزمن طويل، لكان من الممكن أن تتحدث عنه مع ستيفن... ولكن ذلك كان منذ زمن طويل. فهي لا تفكر الآن في ستيفن، لقد أبعدته عن ذهنها. أبعدته منذ أربع سنوات وإلى الأبد.
يكن بامكانها، فقد - وصعدت سيليا تمبليتون بفرسها إلى قمة التل، هي الأخرى، لتقف بجانب جورجينا، كانت سيليا شقراء هي أيضاً، وكانت عيناها زرقاوين كبقية أفراد أسرة تمبليتون. كانت الفتاتان متناقضتي المنظر إلى حد مذهل، فقد كانت عينا جورجينا بلون العسل، وأهدابها طويلة سوداء،
وشعرها أحمر قاتم جعلته ضفيرة كادت تصل إلى خصرها. وكان يتألق في أشعة الشمس تبعاً لاختلاف الضوء، فهو أحمر حيناً، وذهبي حيناً آخر أو بني محمر. وبدت جورجينا ضئيلة الجسم، بجانب سيليا الممشوقة القوام، كانت بالغة الحيوية والنشاط. وكانت ابتسامتها ترتسم بسهولة على وجهها، وطباعها كالزئبق في عدم ثباتها. ولكنها كانت هذا النهار مسيطرة على طباعها تلك.
ذلك أنها من الآن فصاعداً، عليها أن تكون ذات شخصية ثابتة مستقرة، وتقدم المساعدة قدر إمكانها وتلتزم الهدوء بقية الوقت. ويبدو أن هذا سيكون بشكل دائم. ولكن هذه المرة، بلغ غضب سيليا درجة الغليان، وقد أدركت جورجينا ذلك. فقد كانت الفتاتان صديقتي العمر بالرغم من اختلاف وضعهما الاجتماعي.
قالت سيليا: «أليست هي فظيعة؟ لا بد ان مالكولم مجنون. واسمها أيضاً اورييل؟» فتمتمت جورجينا: «لا بد أن مالكولم يحبها، فقد جاء إلى المنزل عاقداً خطبته عليها.» وأخذت عيناها الشبيهتان بعيني الغزلان تتفرسان في الغابات المحدقة بالمنزل، وكانت هناك شجرة مائلة للسقوط، بحاجة إلى عدة رجال.
قالت لها سيليا بحدة: «ياه؟ ألم تسمعي ما قلته لك يا جورجينا؟» فأجابت جورجينا بهدوء دون أن تنظر حولها: «نعم، لقد قلت ياه، ولا يقول أحد هذه الكلمة إلا في التمثيليات الهزلية. وقد لا تكون كلمة حقيقية. وعلى كل حال، فالمرأة هي مشكلة مالكولم الخاصة.» فقالت سيليا: «كلا، بل هي مشكلة الأسرة. فأمي قد
أصبحت تصرفاتها غامضة. وأنا، وأنت أيضاً، نعرف على ما يدل هذا. فهذه هي الطريقة التي تتصرف بها أمي عندما يصبح الوضع مخيفاً.» ابتسمت جورجينا في أعماقها، وما زالت عيناها الخبيرتان تتفرسان في الغابات والحقول القريبة. فقد لاحظت فعلاً اللايدي ايفلين وهي تعتزل الآخرين بشكل غامض، وقد بدت على ملامحها الرقيقة الارستقراطية مسحة خفيفة من الألم. ومرة أو اثنتين، خلال الاسبوع
الماضي، تعلقت عيناها بعيني جورجينا وقد بدا عليها وكأنها ترفض التخلي عن تعقلها، وقد صممت شيئاً. كانت جورجينا تحبهم، تحبهم جميعاً، ولكن الأفعى السامة قد قالت سيليا وهي تنظر إلى صديقتها حانقة: «جورجينا، إلى متى يظل ذهنك مشغولاً؟ علينا أن نقوم بشيء قبل أن يفوت الأوان؟»
أجابت جورجينا بحزم: «ولكن الأوان قد فات. إن أخاك عقد خطبته على الأنسة ديلافيلد، وما دام ليس في امكاننا دفع شخص لاختطافها، فليس هناك ما يمكننا عمله. إن ذهني ليس مشغولاً. ضعي خطة وأنا مستعدة لتنفيذها.» أطلقت سيليا آهة أسى طويلة وهي تقول: «أعرف هذا يا جورجينا. ولكن المشكلة أنني لا أستطيع التفكير في شيء. لا يمكنني أن أفكر بشيء مطلقاً يخرجنا من هذا الوضع. هيا بنا نتابع السير نحو التلال.» وعندما شرعتا في السير، تمتمت جورجينا: «يجب أن تقطع تلك الشجرة.»
نظرت إليها سيليا بعينيها الزرقاوين المتألقتين وهي تقول بلهجة الانتصار: «كنت أعلم أن ذهنك كان مشغولاً. إنه لا يتوقف عن العمل أبداً.» أجابت جورجينا: «إن إدارة الاملاك هي عملي وأنا أحبه. فأنا لم أولد وفي فمي ملعقة من فضة.» «يمكنك أن تأخذي ملعقتي، فهي حالياً تكاد تخنقني.» تابعتا السير بصمت، وهما تهبطان بالفرسين إلى قعر
الوادي لتعودا فتتسلقا التلال المرتفعة. كان الوقت في أواخر شهر آذار (مارس) بارداً، ولكنهما لم تشعرا به. لقد اعتادتا الركوب معاً في أراضي تمبليتون سنوات. فقد ولدت سيليا في كيليرديل هال كما أن جونجينا هي ابنة مدير الأملاك، وعندما جاءت كانت في الخامسة من عمرها، وكانت ضئيلة الحجم ذات شعر لامع وعينين كبيرتين، تتعلق دوماً بيد أمها، بينما أبوها كان مسؤولا عن المنزل الذي كان يدعى داور هاوس والذي أصبح منزلها منذ ذلك الحين.
منذ ذلك الوقت، عاشت جورجينا ملاصقة لآل تمبليتون. وعندما يتقاعد أبوها، سيمكنها استلام إدارة الأملاك بنفسها، بعد أن تدربت على ذلك العمل وأحبته. قالت سيليا فجأة: «سيفكر ستيفن في تدبير ما. فهو سيأتي هذا الاسبوع وسيحل مشكلاتنا، كعادته، على الدوام.
لماذا لم أفكر في ذلك قبل الآن؟» تصلب جسد جورجينا لحظة، وسرت في أوصالها البرودة التي لم تشعر بها من قبل. ستيفن! لا يمكن له أن يعود! لقد نفته من ذهنها، طردت بعيداً ذلك الخائن! واندفعت

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع