الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

عودة الغائب
Tug Of Love

الكاتبة : بيني جوردان
------------------------
الملخص
------------
هل عاد لأجلها…أم لأجل ابنهما؟ لم تكن الحياة سهلة على أم تربي ابنها بمفردها. لكن وين وبطريقة من الطرق تمكنت أن تربي ولدا تفتخر بتربيته أي أم أخرى. الآن، عاد والد شارلي ليظهر على الملأ…طالبا حضانة ابنه. لكن هل كان ذلك كل ما يريده؟ أو هل أن زوجها السابق عاد ليأخذ منها شارلي؟ تمكن جايمس وفي أيام قليلة ان يقلب حياتها وثقتها بنفسها إلى عذاب لا يحتمل ولا يطاق. لكن هل الذي يقلقها الآن مستقبلها هي شخصيا أم مستقبل شارلي؟
***
يجب ألا يحدث ذلك، يجب ألا تكون معه. انه عمل خاطىء وخطر، لأنه سيؤذيها مرة اخرى وبالطريقة التي اذاها بها سابقاً. اخذت هذه التحذيرات تدور في رأس وين كالمقطع الذي يتردد في كل اغنية، لكن قلبها ابي أن يصغي الى نداءات عقلها. وبجزع شديد، اتضحت لها الحقيقة كاملة والتي كانت قد حجبتها عنها منذ سنوات طويلة
------------
الفصل الأول
------------
«وین، ماذا هناك؟» رفعت وینتر نظرها عن فنجان القهوة وشعرت بالخجل لعدم اصغائها وانتباهها لحديث صديقتها. انها وصديقتها هيزر قد مضى على تعارفهما عشر سنوات. لقد تعرفت اليها في اليوم الأول عندما بدأ طفليهما يخطوان أولى خطواتهما في احد الملاعب، والسبب الرئيسي للقائهما هذا اليوم للتحدث في كيفية القيام ببعض التحضيرات ومما قالته هيز حقال بالعيد العاشر لتعارفهما ببعض.
ومما قالته هيزر: «سنذهب إلى مكان خاص جدأ، انما ليس إلى الفندق، خاصة لأنك تعملين فيه.» فهمت وينتر من التغير في نبرة صوت هيزر بأن القصد من كلامها لم يكن فقط لأنها تعمل في الفندق كمسؤولة عن الموظفين وعلى نظام سير قسم الاستعلامات، بل قصدت أيضاً علاقتها بتوم لونغتون صاحب الفندق. وتابعت هيزر تسألها مستوضحة: «ليس توم، اليس كذلك؟... اعتقد انك وهو...» قاطعتها وينتر تحسم الموقف: «لا، ليس توم.» انما لا يوجد سبب يدعوها لتكتم ما حصل معها عن هيزر. على أية حال، آنها تعلم جيداً ان إبنها شارلي لن يضيع الفرصة وسيسرع ليخبر داني ابن هيزر، بالخبر المفرح. انه مفرح
بالنسبة لشارلي اكثر مما هو لها، وتراه بعيداً من ان يكون مفرحاً، لا بل تعتقد انه اسوأ خبر تلقاه منذ فترة طويلة. ثم قالت بكآبة: «ان جايمس عائد.» ولما لاحظت علامة الاستفهام على وجه هیزر، تابعت تضيف: «والد شارلي.» بدت الصدمة على وجه هيزر، فابتسمت وينتر بكآبة وألم. فالصدمة التي تلقتها هيزر لم تكن شيئاً بالنسبة للصدمة التي تلقتها هي نفسها عندما ابلغها شارلي بالخبر بينما كانا يتناولان طعام الفطور منذ اربعة ايام. وكان قد ابلغها الخبر بطريقة قاسية ولاذعة، وهي الطريقة التي بات يستعملها دائماً هذه الأيام.
ربما كان عليها ان تتوقع هذا التغيير المفاجيء فيه، خاصة وانه قد بلغ الثالثة عشرة الآن، ولم يعد طفلاً. ولكن الذي آلمها، ان تبادر إلى هذه المعاملة بعد ان حضنته وهو طفلاً رضيعاً إلى ان بدأ خطواته الأولى، فكان حنانها وعطفها يحوطانه من كل صوب، وها هي الآن تراه يرفض منها معاملة من هذا النوع. تذكرت كيف انه لم يكن من السهل عليها تربيته والسهر عليه بمفردها بعد طلاقها لكنها كانت تطمئن دائماً انه سعيد معها، وأنها قد تمكنت من ان تعوض له حنان الأب، وبالأخص أب مثل جايمس، الذي اظهر استياءه وغضبه من ابنه اكثر من المحبة والعطف. قالت هيزر اخيراً: «ولكنني اعتقدت انه في استراليا، وقد ملأ الحسد قلوب اصدقاء شارلي عندما سافر ليمضي اجازته هناك منذ سنتين.» تنهدت وينتر: «نعم... حسناً. يبدو الآن انه قرر العودة
وليست لدي اية فكرة عن سبب عودته، حتى انني لا اعرف لماذا اختار في ان يعود إلى هنا... ولطالما كان طموحاً وناجحاً جداً. والاعمال الالكترونية التي ابتدأها في استراليا تبدو مثمرة. ولا انکر ابدأ كرمه المادي معي. وكما فهمت من شارلي، انه يريد ان ينهي أعماله كلياً في سيدني ويعود إلى هنا.» سألتها هيزر: «نهائياً؟» تنهدت وين من جديد: «لا فكرة لدي، فنحن لا نتصل ببعضنا البعض ولا لأي سبب. وعلى أية حال، لا ادري سبباً يخولنا لذلك،» اشارت هيزر قائلة: «لكنه يتصل بشارلي... انه مولع بأبيه، أليس كذلك؟»
ارتجف قلب وين لما قالته صديقتها. فهيزر لم تتعرف بجايمس، ذلك لأن وين لـم تبدأ ترافق طفلها إلى الملعب الا بعد طلاقها، حيث ان طبيبها كان قد نصحها بذلك بعد ان رأى مدى تعلقها الشديد والغريب بحب ابنها الصغير. «يبدو عليه ذلك.» وافقت دون تفكير وربما ذلك لأنها ما زالت متأثرة بالخبر المؤلم الذي انبأها به شارلي. ثم انفجرت غاضبة لا تستطيع كبح جماح عواطفها: «مع انني لا اعلم لماذا، خاصة عندما بلغ سن السادسة، كان جايمس يتجاهل الأمر، ولا يعترف بوجود شارلي.» نظرت هيزر اليها بعطف. فمع ان وينتر لم تكن من النوع الذي يقول ما في قلبه بسهولة، ولكن ما ان توطدت الصداقة بينهما، حتى فتحت وينتر قلبها فعلمت صديقتها بالظروف المؤسفة التي تحيط بها وقصة الزواج الذي لم يدم وانتهى وبكل أسف بالطلاق
والذي اعتقدته هيزر ومازالت تعتقد به الآن، ان اكثر الأمور التي تؤلم المرأة وتجرحها في الصميم، عندما تكتشف بأن زوجها لم يكن صادقاً ومخلصاً لها بمشاعره، خاصة بعد ان تستعيد نشاطها من عملية ولادة عسيرة وتلد له طفلهما الأول، وخاصة ايضاً عندما تجد ان الطفل ولد ضعيفاً ومريضاً ويحتاج إلى رعاية صحية دائمة، وفوق كل ذلك لم تبلغ الأم بعد سن العشرين من عمرها والتي كانا والديها يمانعان زواجها المبكر هذا. انه حقاً أمر صعب للغاية. لكن وينتر لم تستدر عطف أو شفقة أحد من الناس، وذلك لأنها لم تكن من هذا النوع. كانت متمسكة باستقلاليتها بعناد. وكانت قوية العزم والارادة لتقف على قدميها دون ان تطلب أية مساعدة من أي كان، وصبرت وتحملت الصعاب لتواجه أيامها المقبلة بتحد وثقة.
من المعروف ان وينتر لها شخصية خاصة، ومنعزلة بعض الشيء، وتصرفاتها متحفظة... ولكن وبعد ما تأذت في الصميم، فلا عجب من ان تتبدل تصرفاتها. لم تندهش هيزر وهي التي تعرفها جيداً، لعدم زواجها مرة ثانية، بالرغم من انها جذابة جداً. فالعديد من الرجال ابدوا اهتمامهم بها، ولكنها لم تأبه لذلك، بل قررت متابعة مع توم لونغتون. دراستها حتى النهاية، ومن ثم حصلت على وظيفتها الحالية كما انه لم يندهش احد اكثر من اندهاش هيزر، عندما وافقت على مرافقة توم لأول مرة. فهي تخرج معه منذ اشهر عديدة وقرابة السنة في الواقع
في البداية وعندما اشترى توم ذلك البناء الجورجي المتهدم في ضواحي البلدة قائلاً بأنه عازم على ان يحوله إلى فندق من الدرجة الأولى، يتضمن ناب تتوفر فيه كل اسباب الراحة، سخر منه الجميع، مدعين بأنه ليس بالمكان المناسب لمثل هذا المشروع. لقد كانوا على خطأ فيما اعتقدوه، حتى ان توم نفسه لم يفكر بأن سكة للحديد ستمر امام فندقه والذي جعل الحركة مستمرة ووفود الزبائن مستمر بطريقة سهلة ومريحة. وها هو توم الآن يتحدث عن بناء غرف اضافية وشراء قطعة ارض قريبة من الفندق تمهيداً للعبة الغولف. نادراً ما كانت وينتر تتكلم عن مشاريع توم حتى مع الصديقة الأقرب اليها. وتتساءل هيزر احيانا، هل من
الممكن ان تتزوج توم؟ انهما مناسبان لبعضهما، مع أن توم يبدو احياناً عدوانياً، متقلب المزاج، أو ربما متغطرس بعض الشيء بالطريقة التي يقارن بها نفسه بنجاحه، مع من كانوا اقل منه نجاحاً. لكنه ومع كل ذلك، كان يظهر اهتماماً نادرا لوينتر. لكن ليس لشارلي؟ لطالما تساءلت هيزر فيما لو لاحظت وينتر الاستياء والكره بين ابنها ومدير عملها الصديق. انها لو لاحظت شيئاً
من هذا، فلماذا لم تذكره امامها، ومن الصعب على هيزر ان تفاتحها بمثل هذا الموضوع. في البداية وعندما رأت الشحوب على وجه صديقتها وعدم تركيزها واصغائها للذي كانت تحدثها به، اعتقدت بأن بعض المشاكل حصلت بين شارلي وتوم

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع