الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

لعبة بين يديه
Spell of the Mountains

الكاتبة : ليندا بريستون
------------
الملخص
------------
صوفي ويلتون" امرأة شابة تكرس وقتها كله لإدارة "شاليهاتها المشيدة في منطقة الجبال التي تغطيها الثلوج والتي يؤمها عشاق التزحلق على الجليد إنها سعيدة بعملها ... سعيدة بحياتها حتى شاء القدر أن تقع في براثن "جوناثان روبرتس المعروف في دنيا المال والأعمال بملك الفنادق ... لقد أعجبه موقع "الشاليهات" وقرر إقامة مجمع فندقي متطور في المنطقة لإمكاناتها السياحية المتعددة ... ويبدأ الصراع المرير بينه وبين "صوفي ... صراع يكشف لنا ما يجري في كواليس دنيا الأعمال من دسائس ومناورات ... ولكن يتدخل الحب لينهي هذا الصراع غير المتكافئ ويصبح "حوت" دنيا الأعمال عاشقا محبا ينبض قلبه بالعواطف النبيلة
------------
الغلاف الخلفي
------------
سيقدم طعام العشاء خلال عشر دقائق يا سيد روبرتس. هذا ما قالته صوفي وهي تفتح باب غرفة المكتب. كانت قد أبدلت ملابسها ووضعت مكياجا خفيفا زاد من جمالها. ورفع جوناثان عينيه عن الدوسيه الذي أمامه ولم يستطع أن يخفي إعجابه بمضيفته: – إن العاصفة الثلجية…ستضطرني لتناول طعام العشاء…مع ملكة الثلوج هذا المساء!!
------------
الفصل الأول
------------
يا لها من نظرة متسلطة !
****
تقابلت نظرات "صوفي" بنظرة عينيه الزرقاوين الثاقبتين وكفت عن تصفح المجلة التي كانت تحملها بين يديها وراحت تدرس ، للحظات . صورة الرجل الذي يتحدث عنه المقال : كانت الكلمات التي تزيل الصورة تقول : "ملك الفنادق الجديد : جوناثان روبرتس ... لابد أنه طاغية ... نعم ... اعتاد أن يطيعه
الجميع فهذا يبدو واضحا على تعبير وجهه المتجهم . وقالت المرأة الشابة بصوت مرتفع - لا أحب أن أقابل هذا الرجل ... أراهن على أنه يحطم كل شيء في طريقه ! اسان است ودفعها حب الاستطلاع إلى قراءة وصف "أعزب الشهر : يحتل جوناثان روبرتس" مقدمة مسرح دنيا المال والأعمال منذ عدة أسابيع . وقد جعل "البورصة" تلهث وراء عملياته ، إن شهرته تطبق الأفاق في عالم الفندقة بسلسلة فنادقه التي تقع في جزر الشمال... سلسلة فنادق "رويال" ... وقد امتد نشاطه الأن إلى جزر الجنوب حيث سيتم
افتتاح فندقين على أعلى مستوى خلال العام القادم ، ولكن ، ما سبب نجاحه ؟ عبقرية "جوناثان الخاصة! فلا احد يملك موهبته في التنظيم والإدارة واختيار المواقع الساحرة التي يشيد فيها مؤسساته الفندقية... والعميل يعتبر ملكا في فندقه إذ يجد كل الرعاية والاهتمام وكل وسائل الراحة والرفاهية التي تجعله يمضي إجازة مثالية هذه هي القاعدة المعمول بها في فنادق "رويال" والتي يعرفها المواطنون والسياح الأجانب على حد سواء ، من لم يحلم أن يعامل كمليونير ؟ إن مثل هذا الشخص فقط هو الذي لا يتردد على "قصور" "جوناثان روبرتس .
***
وارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي "صوفي" وهي تعيد النظر إلى الصورة المنشورة على صفحة كاملة . هل ستجعل "نيوزيلندا من هذا الثري الجديد بطلها القومي ؟ إذا صدق المرء ما يقوله المقال فإنه أصبح من الميسور معالجة عجز ميزان المدفوعات بفضل تدفق السياح الاستراليين والأمريكيين على مؤسسات "رويال" الفندقية التي يديرها جوناثان روبرتس" . من الواضح أنه ليس "الموتيل" المتواضع الذي تريده المرأة الشابة هو الذي يمكن أن يحقق مثل هذه النتائج وعلى الرغم من شعورها بالغيظ اضطرت "صوفي" أن تعترف أن
للرجل جاذبية قوية . أن وجهه فقط بمعالمه الدقيقة المتناسقة يكشف عن شخصيته القوية المتسلطة ... كانت المجلة قد نشرت له صورة أخرى على الصفحة التالية ... صورة كاملة هذه المرة تبرز قوامه المتناسق وكأنه بطل من أبطال الرياضة وهو يرتدي حلة رمادية أنيقة لابد أنها باهظة الثمن : لابد ان "جوناثان روبرتس" يختار دائما أجود ما يعرضه السوق ! وقالت صوفي" وهي تحدث نفسها دائما : - إن كل هذا الجمال لا يوحي بالأمانة ! وكانت المجلة قد نشرت أيضا ملخصا لصفات الرجل النفسية... أه ! ترى ما هو ذوق وميول السيد "روبرتس ؟ وراحت "صوفي تقرأ وقد دفعها حب الاستطلاع : الاسم : "جوناثان أرثر روبرتس
السن : ثلاثون عاما . " الحالة الاجتماعية : أعزب المهنة : الفندقة الثروة الشخصية : تتبع تقلبات البورصة الهوايات : الاستثمار ثم الاستثمار ... ودائما الاستثمار . . ذوقه بالنسبة للجنس اللطيف : يفضل ذوات الشعر الأسود ثم الأحمر وهو على خلاف معظم بني جنسه لا يفضل الشقراوات وقالت "صوفي" : - ياله من إنسان غريب ... إنه رجل فظ من غير شك ! وانتابتها رغبة في إغلاق المجلة ولكنها تابعت القراءة على الرغم من ذلك : لقد كان حب استطلاعها هو الأقوى مكان استرخائه المفضل : مشرب "رويال" بطبيعة الحال النصف الآخر : لابد أنه يوجد في مكان ما ... لابد أن يكون شخصا يحب الأطفال "فانا أحب أن أكون رب أسرة ... بل إمبراطورية كبيرة ... للأسف أن "نيوزيلندا" لا تقر نظام تعدد الزوجات ... ألقت المرأة الشابة بالمجلة على المنضدة وهي حانقة كيف يسمح بنشر مثل هذه المقالات السخيفة عن أشخاص على مثل هذه الدرجة من التكبر والتفاخر ؟ خاصة في مجلة معروفة بمستواها الرفيع ... يجب على كل حال نسيان هذا الرجل وسلسلة فنادقه التي يؤمها المتحذلقون من البشر ...
وتراجعت صوفي خطوة إلى الوراء وراحت تلقي بنظرة متأنية على أرجاء الغرفة : عظيم كل شيء في مكانه الصحيح : خداديات المقاعد ... صور الجبال في إطاراتها الخشبية معلقة على الجدران في تناسق تام... باقات الورد الجاف الموضوعة على المناضد المنتشرة فوقها مختلف الصحف والمجلات والمعدة للقراءة من جانب النزلاء ... وبعد أن ألقت نظرة أخيرة على صالة الحمام عدلت من وضع أحد الستائر... أه ! هناك بقعة على إطار النافذة ... وأخرجت المرأة الشابة قطعة من القماش من جيبها ومسحتها وعكس زجاج النافذة اللامع النظيف
صورتها : عيناها البنيتان الواسعتان وشعرها الأشقر الطويل الذي جمعته في "ضفيرة على الجانب الأيمن من الرأس ... كانت هذه التسريحة تضيف عدة سنتيمترات إلى طول قامتها ... ولكن ماذا ؟ هل نتخلى عنها لتبدو أقل طولا ! - لم تكن معتادة أن تتأمل نفسها في المرأة ولهذا ابتسمت ابتسامة ساخرة قبل أن تعود إلى الغرفة . إن كل شيء الآن على خير ما يرام ... حتى السيد "روبرتس" المستبد نفسه لن يجد شيئا ليقوله : إنه يراعي معاملة النزيل معاملة ملكية ... ولكنه ليس الوحيد الذي يفعل ذلك . إن ملك الفنادق هذا يشترك معها على الأقل في نقطة ما ، فبالإضافة إلى مهنتهما فهما الاثنان يريدان تحقيق الكمال
إلى هنا تتوقف المقارنة ... هذا ما دار في ذهن المرأة الشابة وهي تمعن التفكير فيما قرأت ، فإذا كان السيد "جوناثان روبرتس قد جمع ثروة من نشاطه الفندقي فإن "صوفي" لا تهدف في الوقت الراهن غير تسديد ما عليها من ديون . لقد كان من حسن الحظ أن حصل والدها على هذا القرض من البنك منذ ثلاث سنوات مضت لتمويل بناء جناح الموتيل" ومنذ ذلك الوقت و صوفي" تدير العملية بمفردها : فهي المديرة وهي مسؤولة الاستقبال وهي السكرتيرة وهي خادمة الغرف ... إنها تحتكر جميع الوظائف ... بينما السيد روبرتس" يكتفي بإصدار الأوامر...
وقالت "صوفي" لنفسها في فلسفة : على الأقل أنا أعلم أن العمل يتم على خير وجه ... وابتسمت وغادرت الغرفة وهي تدفع أمامها عربة صغيرة بها الملاءات وأدوات النظافة . حقيقة إن تنازلها عن بعض الأعمال لشخص ما سوف يريحها بعض الشيء فمن المجهد حقا ، في ليلة كهذه أن تقوم بترتيب كل الغرف بعد قضاء عطلة نهاية أسبوع مثقلة بالعمل ... ولكن من حسن الحظ هناك ما يعوضها عن ذلك : فهل يمكن تخيل إطار أجمل من هذا يستطيع أن يعيش فيه المرء ؟ ورفعت صوفي رأسها وراحت تتأمل قمم الجبال القريبة . وكان هذا المنظر ، كعادتها دائما ، يثيرها ويبهجها إلى درجة كبيرة : يا له من غذاء روحي ذلك الذي تتمتع به عند مشاهدتها هذه اللوحة الرائعة
... فالحقول ، بالقرب من المبنى تترك مكانها للسهول الخضراء وتصبح النباتات بعد ذلك غزيرة كثيفة تلون المنحدرات باللون الأخضر الزيتوني ثم يسود فجأة اللون الأبيض الناصع ، فالجليد يتوج أكثر قمم الجبال ارتفاعا ويتاخى هذا اللون بطريقة مبهرة مع لون السماء الأزرق الصافي . إن البعض يرضى بأن يقبع حبيسا بين جدران المكاتب ولهذا فإن صوفي" تهنئ نفسها كل يوم لأنها تعيش داخل هذا الإطار الساحر . ففي القرب تقع الجبال التي تغطيها الثلوج وفي الشرق المحيط الهادي الذي لا يمكن رؤيته من "الموتيل" ولكنه لا يبعد ، مع ذلك ، عن "ميتفين بأكثر من نصف الساعة بالسيارة . وأغلقت المرأة الشابة عينيها وراحت تستنشق هواء منتصف شهر مايو (أيار) بعمق ... عما قليل سوف يحل فصل الشتاء ... وأصابتها حصاة في ساقها قذفتها عجلة إحدى العربات المحملة بالتبن والتي كانت تمر بالقرب من المكان وقالت "صوفي" لنفسها : هذا ما يحدث عندما يتنزه المرء دون أن ينظر إلى موقع قدميه وزوت ما بين حاجبيها وخفضت عينيها في حرص . لقد كانت تمر بالحديقة المتاخمة للطريق وتذكرت أن عليها القيام بمهام عاجلة ... يجب نسوية
الحشائش وتقليم أشجار الورد : ما أسخف أن يملك المرء حديقة كبيرة عندما لا يستطيع استئجار خدمات "الجنايني". كان المخزن يقع في مؤخـر المبنى فألقت بالملاءات والمناشف المستعملة في سلة كبيرة هناك كان على كل ذلك أن ينتظر في الوقت الراهن فالمهم الآن هو أخذ حمام ساخن . . وبعد ربع الساعة نزلت صوفي منتعشة إلى المطبخ وراحت تنورتها المصنوعة من الصوف الرمادي اللون تتراقص حول ساقيها الطويلتين ... أه ! ما أحلى مسرات الحياة الهادئة ! الـتـعـرض للماء الجاري وارتداء الملابس اللينة الجـيـدة التفصيل... ماذا يمكن أن يطلب المرء أكثر من ذلك ؟ كان ثبـو ويلتون جالسا على المنضدة المصنوعة من خشب الصفصاف وكان قد جهز قدحين من الشاي وهو يبتسم .. قدم أحدهما
لابنته : - خذي يا عزيزتي لابد انك في أشد الحاجة إلى شراب ساخن - - شكرا يا أبي ... لقد أمضيت وقتا في ترتيب المكان ، لقد كانت جميع الغرف مشغولة في عطلة نهاية الأسبوع وهذا يحل مشاكلي المالية لهذا الشهر يجب أن ينظم نادي الجولف مباريات أكثر إذا اردت رأيي.
- بمناسبة الجولف منذ متى لم تضعي قدميك في النادي ... إنني أشعر بالأسف أحيانا لأنني ساعدتك في بناء هذا "الموتيل"... فأنت لا تكفين عن العمل أبدا ...... - لا تقلق من أجلي يا أبي ... فأنا أشعر بالسعادة عندما يروج العمل . سيكون من الأفضل بالتأكيد إذا استطعت استئجار خدمات امرأة تقوم بالعناية بغرف النزلاء . ولكن السرور الذي يجلبه "الموتيل" للزبائن هو خير تعويض لي فانا أشعر بالفخر حينما يأتون إلى هنا او يرسلون اصدقاءهم وقال والدها مداعبا : - خير مؤسسة فندقية في جزيرة الجنوب ! ولم لا ؟ أه لو استطعت فقط جذب النزلاء على مدار السنة . إنني في حاجة إلى غرف أكثر خلال فصلي الشتاء والربيع للاستجابة لجميع الطلبات ولكن بعد انقضاء موسم التزحلق على الجليد لا نجد نزيلا واحدا . - إن الناس مجانين ... فـ متيقين" أجمل بكثير في فصل الصيف ... فالجبال لا تزال في مكانها ببحيراتها ومساقطها المائية ويمكن للسائح أن يتنزه ويصيد الأسماك وينام في البراري وسط الازهار البرية ... إن مشكلتك يا عزيزتي هو تعريف نزلائك بكل هذه الكنوز
- معك كل الحق يا أبي ، ولكن كيف يمكننا تمويل حملة دعاية وأنا ما زلت مدينة للبنك ؟ - لا أحد يرغمك أن تدفعي كل المبلغ بهذه السرعة . إن المحامي نفسه يجدك تبالغين في الحرص ويقول إنه يمكنك إنقاص قيمة الأقساط والحصول على أجر أكبر مقابل عملك

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع