الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

لمن يسهر القمر

الكاتبة : آن هامبسون
------------
الملخص
------------
في ليلة خطوبتها إلى روجر, تقدم إليها الغريب الأسمر بعرض زواج في ضوء القمر. ولورين التي تجاهلت نداء قلبها اعتبرت عرضه مجرد نزوة عابرة و تناسته. لكن حادثة اختطاف شقيقتها التوأم أجبرها على إعادة حساباتها, فاذا كان دون رمون يعتبرها جارية في قصره الواسع, و إذا كانت لورين تعتبر أنه حطم حياتها. فلماذا إذن تبقى لياليها مسهدة ومن يسهر القمر؟
------------------------------
الفصل الأول : في ضوء القمر
------------------------------
كانت الحفلة في اوج نشاطها, و الناس من علية المجتمع يرقصون. و كانت لورين واربي و روجر بوردن يحتفلان بخطوبتهما في عشاء راقص قدمته لهما والدة روجر و زوجها في منزلهما الفاخر. لورين كانت تلبس ثياب سهرة من الطراز الإدواردي من الشيفون و الدانتيلا, و في إصبعها خاتم خطبة ماسي لم تتخيل نفسها أن تلبس مثله مثلما لم تتخيل أن تصبح يوما زوجة لرجل ثري و مشهور ومن ذوي الألقاب
والد لورين كان يقول أكثر من مرة: -لو أن فيليس تستطيع تدبر نفسها. لا أستطيع أن أفهم لماذا اختارك روجر في تلك الحفلة الساهرة, مع أن فيليس كانت هناك أيضا! فيليس هي شقيقة لورين التوأم, و أكبر منها باثنتي عشر دقيقة وكانت المفضلة لدى أبيها . وترد عليه لورين بجدية: -عندما أتزوج, ستلتقي فيليس بالعديد من الرجال أمثال روجر, و تسارع فيليس بالقول: -لا تلقي بالا لما يقوله والدي, فأنا سعيدة مع ادوين. فيليس و ادوين كانا في الحفلة طبعا, و على طاولة العشاء جلس الأربعة مع بعضهم و تبادلوا الحديث بسعادة. و كان ادوين يرسل نظراته الحميمة إلى فيليس, وروجر و لورين يبادلان نفس النظرات من وقت لآخر. وسألها روجر بنعومة: -هل تشعرين بالسعادة مثلي يا عزيزتي ؟ واجتذب السؤال عقل لورين من التفكير بشقيقتها و بخيبة أمل والدها لأن فيليس ليست من تحتفل بخطوبتها الليلة. كان والدها يعمل في مكان بعيد, وعلى الرغم من أن لورين كانت تشك بأنه قادر على الحضور إلى المنزل لهذه المناسبة الخاصة إلا أنه أبلغها أن حضوره مستحيل
وردت على السؤال وهي تلتصق أكثر بروجر: -طبعا يا أعز الناس... -بماذا تفكرين إذا... وما أبعدك عني؟ -كنت افكر بوالدي, وأتمنى لو أنه هنا! -من سوء الحظ طبعا. وتوقف لحظة, وبلمحة قصيرة رأت لورين تقطيبه خفيفة وقد استقرت على وجهه الجميل, ثم تابع: -بعض الأحيان يا عزيزتي يساورني بعض الشك عن رضاه. على زواجك مني. ولم تقل لورين شيئا, و أصغت إلى الالحان الناعمة الحلوة لموسيقى الدانوب الأزرق التي كانت تعزفها الأوركسترا في آخر القاعة الذهبية و العاجية الواسعة. كانت تفكر مليا بما قاله روجر. وتتساءل عما إذا كانت في الحقيقة قد لاحظت لمحة من الغطرسة والكبرياء في صوته, أم أن الأمر محض خيال منها. ودارت الأفكار, و أصبحت تفكر بالعلاقة بين روجر ووالدها, فالاثنان ليس بينهما شيء مشترك و النتيجة كانت ان روجر كان نادرا ما يزور المنزل الشبه منعزل الذي تعيش فيه لورين لأنه لم يلاق الترحيب اللائق من الرجل الذي سيصبح عمه
اشعر بالحرارة يا روجر, هل نخرج لنتنشق بعض الهواء النقي؟ وتحول صوتها إلى صمت مفاجئ عندما ادارت رأسها لتجد نفسها تحدق في وجه أسمر داكن لرجل من الواضح أنه من أصل اسباني. وقد دخل لتوه الصالة وكان من الواضح انه يبحث عن شخص ما. ووجدت نفسها تحدق في الوجه ذو السحر الذي لا يمكن سبر غوره. وكأنما فجأة شد اهتمامها به انتباهه. فأدار رأسه في اتجاهها وبدت عيناه, السوداء الحالكة, عبر تلك المسافة, وكأنها شقت طريقها إلى داخل روحها. مع أنها حاولت سحب نظرها عنه, إلا أن عيناها كانتا مسمرتين عليه, و كأنهما بفعل قطب مغناطيسي. ولاحظت تماما أن الوجه الأسمر الطويل, والتجويف العميق تحت عظام الخدين, والخط البارز للذقن والأنف المدبب الطويل بفتحته البارزة, كانت كلها قسمات مميزة كرسومات آل غريكو وتنفست قائلة: -و...من هذا؟ وكانت مذهولة بالرعشة غير المريحة بداخلها و الرنين المنطلق في مشاعرها, و أحست بالشعر الذهبي في مقدمة رأسها يقف و كأنه ينذر بالخطر.. وأجابها روجر وهو ما يزال يمسك بيدها: -إنه صديق اخي. لقد نسيت ان أقول لك أنني اتوقع وصوله إلى العشاء. سآخذك للتعرف عليه
وبدأ يشق طريقه بين الراقصين. -ولكن... وتوقفت, وبدا الامر لا يصدق, فقد كانت على وشك أن تعترض, لعدم رغبتها في لقاء هذا الأسمر الغريب الذي لاتزال عيناه الجالية للإرباك تحتجزان عيناها بنظرة هادئة مغناطيسية, و ألقى عليها روجر نظرة سريعة متسائلة: -هل هناك شيء؟ -لا شيء أبدا. ومع ذلك فلم تكن قادرة على سحب نظرها عن الرجل وترك روجر يدها قائلا: -تعالي إذا. وأمسك بذراعها بينما كان يقترب من صديق أخيه وقال: -لورين أقدم لك دون رامون ادوارد كابريرا مولينا. وقال الرجل : -خطيبتك؟ وسكت لحظة قبل أن يضيف: -أنا سعيد بلقائك, سنيوريتا! وكان صوته الذي يحمل شيئا من اللكنة مهذبا قليل التعجرف بوجهه مثير للاهتمام. وأضاف: -أهنئكما بالخطوبة
لكن, وبطريقة ما, شعرت لورين بنقص في الصدق في كلماته, وخاصة لدلالتها على التوتر, و للقسمات غير المبتسمة لهذا الرجل الطويل الذي يرتفع أطول من روجر بإنشين أو ثلاثة, وبدا أطول من روجر بإنشين أو ثلاثة, و بدا أطول منها بطريقة ملفتة للنظر. و أشار روجر بيده قائلا: -أخي موجود هناك. يرقص مع الآنسة الشابة ذات الثوب الأخضر. التي هي في الواقع الشقيقة التوأم لخطيبتي. -شقيقتها التوأم؟ إذا هناك اثنتان منكما. كم هذا مثير للاهتمام , يجب ان أقابل شقيقتك سنيوريتا. وقطبت لورين ورمقت روجر, الذي بدا غير ملاحظ لأي شيء غير طبيعي عن الرجل. وقال: -سوف أحضر بول و فيليس. وابتسم مستأذنا وترك لورين مع دون رامون ووجدت نفسها تبتلع ريقها بصعوبة, محاولة إزالة شيء غير محدد يمنعها من الكلام. و تكلم دون رامون على الفور و سألها عن المدة التي عرفت بها خطيبها, فأجابت وهي تتساءل عما إذا كان هذا صوتها حقيقة: -منذ ستة أشهر. -ستة أشهر؟
قالها مكررا, بعد برهة فاصلة من التفكير. و علمت دون شك أنه كان يحسب شيئا, و كأنما يحاول تذكر ما كان يفعله في الوقت الذي تقابلت فيه مع روجر, و تعجبت من هذا الانطباع الغريب الذي تملكها! والأغرب, كانت تلك الرعشة غير المريحة التي مرت مرة أخرى خلال جسدها عندما رأت تلك الومضة غير المريحة في عينيه عندما سألها: -ومتى سيتم الزفاف؟ وكانت عيناه تجولان على وجهها تتفحصان قسماته الكلاسيكية وجمال شعرها الذهبي الداكن و عيناها الرماديتين. وارتعش فمها الدقيق قليلا بسبب العصبية التي أثرت بها وكان ثوبها الذي يتناسب مع ثنايا جسدها الممتع تماما, يكشف عن العنق, و بحركة مفاجئة من عينيه! ارتفع الدم بالحمرة إلى خديها. وارتفع حاجباه بابتسامة مربكة وهو يقول: -هل انت خجلة سنيوريتا؟ كم هذا مبهج فاتن. ونظرت نحو الماكن الذي رأت فيه آخر مرة شقيقتها ترقص مع بول نظرة مضطربة. وكان روجر معهما, كما لاحظت بارتياح, وستقابل فيليس هذا الرجل الإسباني بعد قليل. وراقبت شقيقتها, وكان عليها أن تبتسم عندما لاحظت أن الرجل قد اجتذب فيليس كما حصل معها تماما

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع