الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الخطيب الغادر
Seductive Stranger

الكاتبة : شارلوت لامب
------------
الملخص
------------
الأسمرالوسيم
***
ولم تلبث أن نامت
رأت في المنام أطفالا يحتفلون في قصر "كيللين"، وضاق قلبها بقلق غامض ، وراحت تهيم في الأروقة اللامتناهية للقصر المنيف ، وبعيدا ، بعيدا جداً ، جاءها صدى الحفلة يكتمه الريح . اختفى جميع الأطفال الآخرين وهم يلعبون لعبة الاستخفاء . وفجأة ظهرت يد في الظلام وأمسكت بها وهتفت "برو" : من أنت ؟ يشة أجابها صوت ساخر : أنا العفريت !! وأطبقت شفتان محمومتان على شفتيها
-----
تقديم
-----
في لحظة عاصفة رأته.. كانت السيارة تمضي بها –هي وخطيبها- في لحظة نادرة من السعادة الدافقة… وفجأة رأته، وأول إحساس أحست به نحوه كان الكراهية… لكن هذا الإحساس تبدل شيئاً فشيئاً.. وحل محله الود.. ثم الحب.. لكن.. خطيبها.. حائرة بين خطيبها، وحبيبها الذي ظهر في حياتها بطريقة غير متوقعة وتلعب الأحداث لعبة القدر.. من ستختار؟ وماذا عن ظنون الماضي؟ سوف نعرف الإجابة مع آخر كلمة في هذه الرواية الشيقة
-------------
الفصل الأول
-------------
- - أنت لا تقولين شيئا . .
كلا . لم تقل " برو" شيئا . بل إنها لم تسمع كلمات - دافيد " من فرط استغراقها في تامل المناظر التي تمر امام عينيها . كلما اقتربا من نهاية رحلتهما أحست بالبرودة والحزن يغمرانها . لعله كان يجب ان تعترف لـ دافيد " بما يجول في خاطرها ، ولكن اعترافها ذلك ، وانها لا تزال على قيد الحياة ؛ ما كان إلا ليبدو خيانة لها . والغريب ان ذلك الاعتراف ، بعد مرور ستة أشهر على وفاتها كان يبدو بعيدا عن الوفاء ايضا .
حرك " دافيد" يده أمام عينيها وقال - اوه .... اوه ... انت لست معي - معذرة . كنت أفكر وابتسمت له لكي تطمئنه ، وكانت قد اصرت ، عند الإعداد لهذه الرحلة إلى أوروبا ؛ أن تتوقف في يور كشاير "، لزيارة ابيها . واحترم "دافيد * إرادتها ولم يعترض . ولكن الماضي كان قد مات
بالنسبة له ، والحاضر وحده هو المهم الآن . وفكرت ... هذا ما يستميلني فيه ، فهو يواجه الحياة ببساطة ومرح . وياله من تناقض مع أم " برو" التي قضت حياتها في اجترار احقاد قديمة اما زال المكان بعيدا ؟ يخيل إلي اننا ننطلق منذ أسابيع . - لم يعد هناك غير بضعة كيلومترات . ومرا بعلامة من علامات الطريق ايدت كلمات "برو" . - أنت على حق . ثلاثة كيلومترات - بالضبط - تفصلنا عن "هالوز کروس " يا له من اسم غريب ! - ثم إن فيه تلميحا واحست برو فجاة بانها اكثر مرحا . وسالها : - كيف ذلك ؟
- كانت القرية معروفة في البداية باسم " جالوزكروس · .. أي صليب المشنقة. - لا تقولي لي إنه كانت هناك مشنقة في الميدان بالذات . - بلی . غير أن القرويين ، في العصر الفيكتوري ؛ صمموا على إزالة هذه الذكرى البغيضة ، وغيروا اسم المكان - هذا افضل
لم يسع "برو" إلا أن تطلق ضحكة مرحة ، وابعدت شعرها الأشقر الطويل الذي يتطاير مع الهواء ، وتحولت إلى خطيبها . ما اشد سمرته . فمن فرط حياته تحت شمس استراليا طوال السنة اكتسب تلك السمرة التي تنسجم تماما مع الانعكاسات الذهبية لشعره ، وساعد البلاج والتجديف والسباحة والنزهات في اليخت على رشاقة جسمه الرياضي المشموق تنهدت برو" . كانت استراليا بعيدة . بدأت تشعر بدوار البحر . هناك ، كان الربيع ، فصلها المفضل . وهما يهبطان إنجلترا وجدا المطر ورياح الخريف ، وعلى تلال يوركشاير "، كانت النباتات الشائكة ، لا تزال وليدة ، ولكن السرخسيات كانت قد اتخذت لونا نحاسيا اصفر. كان المنظر يعطي الوانا مختلفة ، على خلفية من القماش الشاحب .
كما لو انها محاطة بضباب تشوبه زرقة وخضرة تتعاقبان . وديان معتمة وتلال رائعة حلوة الألوان ترعى فوقها بعض الخراف في هدوء. لم تر برو" هذا الريف منذ الثالثة عشرة من عمرها . ومع ذلك فقد كان لا يزال ماثلاً في ذهنها . ضاق قلبها من الانفعال ، وحاولت ان تاخذ نفسها بانتظام ، ولكن كلما اقتربا من بيتها القديم جف حلقها . کیف سیستقبلونها ؟ . كانت هذه الفكرة تلح عليها منذ عدة أيام . - فيم تفكرين ؟ تجمدت نظرة "برو" على "دافيد " وقالت :
- اوه .. ليس في شيء مثير وفي حنان ، وضع يده على الفتاة الشابة وقال : - هل تندمين على المجيء يا "برو ؟ وغاصت عيناه شديدتا الزرقة في عيني خطيبته . واستولى عليها حزن فجائي، وهزت كتفيها . شد ما يعرفها ! كان هذا السؤال هو الذي تتوقعه منه بالذات. وانحنى لكي يقبلها
لا تنزعجي . سيمر كل شيء على أحسن ما يكون . هدئي من روعك واقنعي بتقبلك الحياة كما تاتي . __ لم يسعها ، اماما هدوء * دافيد "؛ إلا أن تضحك . واجابها بابتسامة عريضة ، مفارقاً الطريق ببصره لحظة وعندئذ ، فجاة ظهرت أمامها سيارة ، و من كل شيء بسرعة ، حتى ان "برو: لم تدرك شيئا ، ففي لمح البصر رات سيارة حمراء ، وسمعت تنبيها طويلا ، وصرير عجلات ، ولمحت عيناها الزائغتان السائق
الآخر في آخر لحظة . . كان ذا وجه قاس ، في إطار من الشعر الأسود المتطاير . ولحسن الحظ ، كان "دافيد" قد أدار عجلة القيادة وحذا السائق الآخر حذوه . بدا كان الخطر قد ابتعد عندما ادار "دافيد عينيه هلعاً ، وفجاة وقع الاصطدام ، فعلى بضعة امتار امامهما ارتفع جدار صخري ، ولم تستطع السيارة أن تتفاداه ، فتحطمت في عنف في فرقعة من الحديد المحطم والزجاج المنثور صد حزام الأمان · برون ، وإن كانت قد ارتجت من كل ناحية
ارتطمت بالباب وواقية الزجاج ، وبقيت اخيرا جامدة مصدومة . كان الإغراء كبيرا في أن تترك نفسها تغرق في فقدان الشعور ، ولكنها فكرت في "دافيد" ، واعتدلت شاحبة . كان جسد خطيبها الجامد عن الحركة جاثما فوق عجلة القيادة ، وشظايا من الزجاج تلمع فوق ركبتيه ، وخيط من الدم يسيل على خده . - " دافيد " ! تخلصت من حزام الأمان ، ممتقعة الوجه ، وارتعشت يداها . ولكن بينما هي تتحرر وتنحني فوق "دافيد " ، انفتح الباب في عنف واحست بشخص يمسكها من خصرها ويخرجها من السيارة. وتملكها الذعر، وحاولت التخلص من الرجل، ولم تلبث ان وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام قائد السيارة الأخرى ... كان الوجه القاسي الملامح الذي
لمحته قبل الحادث بلحظات على بعد سنتيمترات الآن من وجهها - لا تهتم بي ، فليس بي شئ . احرى بك ان تخرج "دافيد " من السيارة إذ يبدو أنه مصاب بجرح خطير وحاولت التخلص منه بكل قوة ، ولكنها لم تستطع . كان الرجل أقوى منها ، ومن غير ان يعبا بضربات قدميها أو باحتجاجاتها ، رفعها ليبعدها عن السيارة واستطاع أن يحملها بعيدا بعض الشيء - " دعني . إنني استطيع أن أمشي وحدي . ولكن امض وانقذ "دافيد بالله ! ماذا تنتظر ؟
كانت تصرخ بحيث لم يسعه إلا أن يطيعها ، فالقاها دون مراعاة ، فوق ردم من التراب يكسوه نبات الخلنج بحيث خدش يديها وساقيها. واطلقت صرخة ألم ، ولكنه لم يعبا بها ، وتقدم بخطى واسعة نحو السيارة ، وراته "برون ، والخوف يعصف بقلبها ، يرفع أحد معصمي "دافيد " ، ولاريب انه كان يحاول جس نبضه . وبعد بضع لحظات ترك معصم الجريح وابتعد عنه. وبدأ يدور حول السيارة بعد ذلك ، ثم راح يفحص المحرك بكل دقة استشاطت "برو" ، وحاولت أن تنهض ، وهي لا تزال مذهولة : - ماذا تفعل بحق السماء ؟ ... لا خطر على السيارة . صبغ الغضب وجهها ، وكان رده الوحيد هو ان رماها بنظرة سوداء شرسة
- من الأوفق أن تجلسي قبل أن تقعي . وكان صوته أمراً ، فاذعنت وقالت : - الن تخرج "دافيد" من السيارة ؟ اجابها صوت هادئ : إنه فاقد الوعي ، ومن الأوفق الأنحركه مادمنا لا نعرف خطورة حالته - ولكن من الخطر تركه في السيارة ، فقد تنفجر - ليس هناك أي تسرب للبنزين ، فقد فحصت الخزان ولم يصبه شيء . كل ما في الأمر أن الصمام اصيب ببعض التلف ، والمحرك سليم ، ولا اعتقد - وفيم يهمني كل هذا ؟ ... ما مدى إصابة "دافيد " ؟
ومضت عيناها الخضراوان الملتهبتان في وجهها الشاحب المتعب ببريق محموم . ونظر الرجل إليها في برود وقال : " - يبدو أن نبضه عادي . - ولكنه مغمى عليه ، وانت لست طبيبا . واعتقد انه لا بد من نقله إلى المستشفى باسرع وقت . ساعدني في العثور على تليفون ... ارجوك . إننا نضيع وقتا ثمينا ... امض بي إلى اقرب كشك للتليفون. - لقد اخطرت مستشفى المنطقة . وستاتي سيارة الإسعاف ما بين لحظة واخرى . - حد جته "برو" مشدوهة وقالت : _ ولكن متى ... واين ... اتصلت هاتفيا ؟
- عندي تليفون في سيارتي نطق الرجل بعبارته تلك في لهجة طبيعية جدا . ولم يكن هذا الاحتمال قد خطر على بال "برو" . واحست بالارتياح عندئذ . . - الا تجلسين وتهدئين ؟ كان أمرا أكثر منه دعوة ،وانصاعت "برو" ، ومن جديد اقترب الرجل من "دافيد لكي يتحقق من حالته الصحية

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع