الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : ماري كورتيس
------------
الملخص
------------
من جهة، حياة هادئة في مدينة بوسطن، ومهنة التدريس اغنتها، وخالة عجوز لذيذة ” بريندا”، وخطيب ” بريان” جدي متوازن….ومن جهة أخرى، كاليفورنيا فخمة مهيبة ومتوحشة، جد مجنون قليلا، وغريب الأطوار نهائيا، ” وايريا واغنر: بنظراته الغامضة، وهو ساحر…
كاسندرا تميز بين العقل والإدراك والآلام والهوى….
ولكن هل يمكن أن تقاوم قدرها طويلا؟!
------------
الفصل الأول
------------
بعـد أن جلست على بر الأمان ، ظلت « كـاسنـدرا »
ساكنة لا تتحرك تتأمـل حركة الموج المستمرة ، بعدها ،
وبحـذر راحت تمشي على طول الكورنيش . بعد بضعة
امتـار ، جلست على الأرض ، وأسندت ظهـرهـا على
الصخر ، وراحت تتأمل هذا المنظر الرائع المعروض تحت
نظرها هذه السنة ، اصبح اجمل على الجهة الشمالية من
كاليفورنيا » ، وخاصة في نهاية شهر تشرين الثاني
والقمم مغطاة بالأعشاب الناعمة والكثيفة : فجأة اصبـح
الصخر يعيق تقدم « كـاسنـدرا ».. لا شيء يحجب النظر
نحو الشاطيء الرملي الناعم المبعثـر بالصخور التي راحت
تظهر عليها رزم كبيرة من الرغوة البيضاء .
بغض النظر ، تحت سماء زرقاء ، تمتد مياه الهادي
متبسمة ، رفعت المرأة رجليها ، وكتفت يـديهـا ووضعت
عليها ذقنها . قريب من هنا ، ونحن نتابع الطريق ، نجد
د كليفهانجي » منزل جدها ، « جايك »
« جايك » ، رددت وهي متنهدة
كـان يجب عليه ان ينتظرها في هذا الوقت ، مليئـاً
بالسحر والنشاط والمرح كالعادة . وبعد ان يتـأكـد بـأنـهـا
توفقت في سفرها ، وينشغل فكره ويظطرب لصحة الخالة
و بيرنا » ، فينتهي بصحتها وضعفها ، وينصحها بالاستفادة
من الهواء والشمس لتغيير لونها
الصـداقـة
واختفت الابتسامة عن وجهها : هذه المـرة ستعلن
الاخبـار بصعـوبـة . متصلب الرأي ، عنيد ، مخلص في
من دون شك ، لن يعبـر « جـابـك » أو يهتم
بـمـوضـوع حفيدته مع « ايريك واغنر » ، رفيقهـا دائماً
بالنسبة لـ « كاسي ، فهذا الأخير يظهر لها في بعض الأحيان
بـالغشـاش ، وفي البعض الآخـر ولـهـان ، وعـلى كـل
الأحوال ، كانت قد قررت باطلاع جـدها بمشاريعها الغيـر
مؤكدة والمشكوك في أمـرهـا !! اقفلت عينيهـا وتنفست
الصعداء ، مستلذة بلذعات الهواء على وجهها . تعـودت ،
دائماً ، عند عودتها ان تتوقف في هذا المكان
بهدوء ، غيرت اتجاهها ، من مواجهتها لمنظر العاطلين
الممددين على الشاطيء إلى الأسفل . سهو بسيط ،
وغلط صغير بوضع اقدامها ، كاف ليجعلها تهوى
ظلت جالسة لمدة ربع ساعة ، ضائعة أفكـارها ،
محاولة نسيـان « بـوسـطن ، وحيـاتهـا المضـطـربـة لتصبح
العاشقة المتوحشة لهذا المكان ، بعـد ، وبتنهيدة اختلط
معها شعورهـا بـالفـرح لـعـودتـهـا ، وخـوفـهـا من
بمشاريعها مع « جايك » ، فقامت ووقفت . فوضعت قدمها
باعوجاج ، وراحت تلتقط حزمة حشيش ، عندهـا احست
بقبضة يد تلتقطها
ـ « يبدو انك مجنونة ! ! صـرخ بصوت عـال . ما فكـرة
مغامرتك الى هنا !! بالحقيقية ، السواح ليست لديهم فكرة
مماثلة . ماذا سيحصل لو كان عميقاً ؟؟ »
و انا من هنا ، واعلم جيـدا هـذه الـزاويـة » صـرحت
مأكدة ، و كاس » عندما تفاجأت بهذا المجنون الذي تمكن
من سحب يدها ، ودفعها لتقع وتتمزق على الصخور .
محاولة تمالك خوفها فرددت قائلة :
ـ ( يظهر لي أن الكورنيش صلب ويتحمل وزني »
ـ و المظاهر تخدع دائماً ، تعالي ! سأساعدك
و استطيع ان اتدبر نفسي
بالطبع ، يمكنك ان تقعي وتموتي . تعالى ، الآن ،
بدل ان نتنـاقـش فتبعتـه « كاسندرا » . فجأة ، انخسفت
رجلها بين الصخور . من شدة خوفها ، صرخت
و لا تنظري إلى الأسفل !! اعـطـنـي يـدك وتعـالي إلى
هنا » .
حاولت « كاسندرا ، التخفيف من تفكرهـا بالـوقـوع ،
واطاعت اوامر هذا المجهول
ـ كـل شيء على مـا يـرام ؟؟ سـألـهـا عنـدمـا انضمت
إليه »
كـانت كل أعضاء « كاسي ، ترتجف ، مدركـة مـا كـان
سيحصل لها . فرفعت نظرهـا وراحت تتأمـل هـذا الـذي
حاول مساعدتها
كان نظره حاد وأسود مثـل شعره ، ولمعـان نظرة شرسة
ظاهرة على وجهه . جسد فعـال متناسق ، كجسد رياضي
متمرن . ويتقاطيع وجهه المحمـر بحرارة الشمس ، نقرأ
ونحدد طبعه المستقيم والثابت
ـو أنـا . . . أنا أشكـرك . ادين لـك بحيـاتي ، يتهيا
لي » .
وارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة انارت وجهه
ـ « الدين والذمة مهمين جداً . سأفكر بالمكافأة التي
سوف أطلبها »
ودون زيادة أي كلمة ، عـاد أدراجه إلى جيب قـديم
قبـل أن يختفي . دون ان تنـظر إلى المحيط ، ركبت
ه کاسی » سيارة « الفورد » .
وصلت إلى أول المفرق المؤدي إلى « كليفهانجي »
فسارعت وأوقفت السيارة وراء المنزل . قبل أن تنزل ذهبت
ووقفت امام السياج ، فأقفلت عينيها ، متأملة نهدته دقات
قلبها الغير منتظمة
رغم كل الجهود ، لم تتمكن من نسيان صورة منقذها
بتنهيدة متقطعة ، نزلت من السيارة واقفلت الباب بقـوة
مـاذا يحصل لهـا ؟؟ الخوف اخفق كل أفكارها . أحست
بنفسها غير متوازية . في كل الأحوال ، « كليفهانجي » لها
تأثير فعال عليها ، عـادت ، وتوقفت أمام الباب ، واضعة
يديها على مصراع الباب الثقيـل ، ومتكـأة برأسهـا على
الخشب
وبـأصـابـع مـرتجفة ، دارت مسكـة البـاب ، ودخلت
الردهة .
- « جايك ؟؟ ..