الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

بالحب وحده
Cimarron Knight

الكاتبة :بيبر آدمز
-----------------
الملخص
------------
قصة مثيرة رتبها القدر بحادث عادي هو اتصال بطلة الرواية عن طريق رقم هاتفي خطأ بشخص غريب ما إن التقى بها بدافع منع جريمة محتملة الوقوع حتى تطورت الأحداث في تسلسل منطقي شيق. تعكس هذه الرواية جانباً من الحياة في ولاية أكلاهوما عاصمة الأفراس الربيعية الشهيرة على مستوى العالم كله. وقد تضمنت معلومات مستقاة من مصادرها الأولى عن صناعة الخيل استيلادا وتربية وترويضا وسباقا ما يكفي كمقومات بحث متكامل في هذا المجال
--------------
الفصل الأول
--------------
استيقظ "برودي سوير" من عميق نـومـه بعد يوم طويل جدا من العمل المضني على رنين الهاتف . فقد استقر ذلك الرنين في مكان ما من ذهنه المشوش حتى اختلط بأحلامه إذ لم يكن قادرا على أن ينهض جسده المنهك ليسكت تلك الضجة . أخفى رأسه تحت الوسادة أملا ألا يصل الرنين إلى مسمعه . وأمل أن يكف طالب رقمه عن الإزعاج ، أو أن يؤجل تلك المكالمة إلى وقت لاحق .. لاحق جدا حتى يكون قد تهيأ لإجابته . لم يكن الطالب على هذا المستوى من كرم الأخلاق ، فلم ينقطع الرنين . لا مغر إذن .. استجمع "برودي" قواه واندفع ليمسك بالسماعة ويجيب بصوت أجش زاده عدم الرضا والاجهاد خشونة . - "نعم ؟ " - أيها المنحط الحقير كيف تجرؤ أن تظل نائما هكذا ؟ أيها الأناني الأحمق أليس عليك حقوق يجب أن تراعيها ؟ " هكذا جاء صوت نسائي مهاجم . ماذا ؟ " فتح "برودي" عينيه ولم يزل شبه مترنح ، لم يكن متأهبا بعد لتلقى مثل هذه الإهانات .. يالها من مفاجأة يستهل بها يوما جديدا سعيدا .. فهل يضمر له باقي النهار ماهو أسوأ ؟ لم يكن من ذلك النوع المغضب للنساء .فأخذ يكد ذهنه المتعب عساه أن يتعرف على شخصية تلك المتكلمة . وجاءت تعليماتها اللفظية المثيرة على نحو موصول حتى بدأت أذنا "برودي تؤلمانه من هول ما سمع ومن كثرته . - "هل تسمعني ؟ " سألت أخيرا - "من الصعب جدا ألا أفعل يا سيدتي . نصف ولاية "أوكلاهوما" على الأقل تسمعك . على أي حال من أنت ؟ " - "أنت تعلم جيدا من أكون أيها التافه عديم القيمة . كيف تجرؤ أن تخل بوعدك مرة أخرى ؟ * كانت هذه اللمحة هي الخيط الأول الذي أنبأه بأن تلك السيدة كانت تعوي في غير الغابة المعنية . كان "برودي" منذ بدء حياته قد انتهج سياسة مؤداها ألا يقطع عهودا ، وبالتالي كان أقل نقضا للعهود . في معاملاته المتعلقة بالعمل فقط ،كان يعد ويحترم ويفي .. ولكنه لم يعرض نفسه لأي من تلك الوعود الخاوية التي كان يمقتها . فقد أنزلت بطفولته وطفولة أخيه الأصغر "رايلي" أذى باقيا . - "فعلتها مرة أخرى أيها الوضيع ؟ "قالت بصوت محكم التوجيه "هل لديك أدنى فكرة عن مدى ضيق ولديك الصغيرين في هذه اللحظة؟ هل لديك ؟ أولاد ! - والآن انتظري لحظة واحدة – بدأ "برودي" ، فقد اتضح له أنها قد أخفقت في أن تتصل بـ "الفلان" الصحيح . ومع ذلك لم تتح له الفرصة لأن يخبرها .. "انتظر ! مقلب جميل جدا " أطلقت ضحكة ساخرة عرف منها "برودي" أنها لم تكن حتى تبتسم . " أنا والأولاد لم يسعنا إلا الانتظار ، وانتظار من ! " - حسنا . إني - "لاتكلف نفسك عناء الإجابة ، بل لا تتكلم على الإطلاق اصغ مرة واحدة خلال حياتك التافهة المخيبة للآمال . ألا تنفق على أطفالك ؟ أمر رديء بما يكفي ، فأي شخص له ذرة من احـتـرام الذات، أو لمحة مـن التهذيب يفعل ذلك . إلا أن الموجب للتوبيخ حالا هـو أنك من الأنانية والبلادة بحيث لا تبذل أية محاولة لتراهما على نحو منظم . فهل هذا المطلب بعيد المثال ؟ - "سيدتي ! " - "قلت لا تتكلم أبدا ابتسم "برودي" وصمت . فقد كانت في نوبة تدفق كلامي إيقاعي متصل . كان بإمكانه أن يضع حدا لهذا الفيض من التقريع بأن ينهي المكالمة ولكن شيئا ما جعله لا يفعل . و رغم جهده في سبيل ألا يتأثر بذلك الحديث ، إلا أنه قد أسر بالأدب الجم الذي أفصحت عنه تلك الغاضبة . - "هل أنت مصغ إلي ؟ " - نعم يا سيدتي . أنا .." قلت لا تتكلم . كل ما أريده أن تنتزع الآن جثتك من فراشك اللعين وتديرها صوب حديقة الحيوان كما وعدت "داستي" و"داني" . سنكون في انتظارك أمام بيت الغوريلات خلال ساعة واحدة . وإذا لم توجد هناك ، فلا تحاول إذن النوم ثانية لأنني لن أكون مسؤولة عما قد يحدث لك ." وبذلك التهديد المشؤوم أنهت المتحدثة غير المعروفة المكالمة بعد أن استقبلت أننا "برودي" كل ما انطوت عليه من ثورة غضب أعاد سماعة الهاتف إلى موضعها واسترخي على فراشه مرة أخرى متمتما امرأة مجنونة " وبنظرة سريعة إلى الأرقام المضيئة للساعة المجاورة لفراشه تبين "برودي أنها كانت العاشرة والنصف . لقد نام ما يقل عن ساعتين عما يحتاج إليه فقد أمضى الليل كله يرافق فرسا مصابا بالمغص سيرا على قدميه . ولم يأو إلى فراشه إلا بعد شروق الشمس بـوقـت طـويـل بـعدما اطمأن إلى أن ذلك الحيوان الثمين قد تجاوز مرحلة الخطر وعهد إلى أحد معاونيه بالعناية به . توهجت أشعة شمس "أوكلاهوما المشرتة بالخارج ، فقد كان الجو شديد الحرارة رغم أن ذلك كان اليوم الأول من شهر مايو ، لم يكن "برودي" مهيأ من الناحية المعنوية لأن يتذوق أو يقدر هبات الطبيعة ، فاتجهت نيته إلى العودة إلى النوم ونسيان ذلك الحادث كلية . فقد كان أسوأ حالات المكالمات الهاتفية الخاطئة التي سمع عنها وعبثا حاول .. فقد لازمه ذلك الصوت المرتعد .. صوت تلك السيدة شديدة الغضب . قد تصورها من الأشخاص الذين يمكن إثارة غضبهم

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع