الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حقائب الحزن
Take What You Want

---------------------- الكاتبة : آن ميثر ---------------------- الملخص ---------------------- تحمل حقائب حزن ملأى تعاسة بلا حدود…عادت جولي إلى بريطانيا مع طفلتها إيما بعد ما انهدم صرح الحياة بوفاة زوجها الذي عاشت معه سنوات في ظروف استوائية صعبة…ومنذ تلك اللحظة توجت حياتها ضبابات معتمة من الأسى …وشعور مفعم باليأس والاحباط. واجهت جولي حياة صعبة قاسية بعد ذلك…كانت أشبه بقارب بلا دفة أو شاطئ يرسو عليه…وفقدت بذلك أي طعم للأمان أو الاستقرار…لكن روبرت…شقيق زوجها…ظهر كنجم في الظلام…يرسل شعاعات تحمل بريق أمل…ووهج دفء لطيف!! ---------------------- الفصل الأول : إلى متى؟ ---------------------- بدأ مطار لندن رتيب الحركة، كئيبا، بعد أضواء كوالا لمبور وتلونها والحياة المتدفقة فيها. أبنيته يغشاها رذاذ مطر خفيف. وبدا للتأمل فيه انه يفتقد ذلك النمط الاستوائي الذي يطبع الحياة في كوالالمبور. حتى تلك النظرات المشتاقـة المعذبة لمسـافـر عائد، بين زحمة الناس المندفعة للقاء أقارب وأصدقاء هم في انتظار. وبدا المكان باردا، غريبا، بمقدار ما بدت ماليزيا لستة أعوام خلت. هكذا تراءى لجولي وهي في اكتئاب، تضم كتفيها الهزيلتين تحت معطف ناعم ذي لون مثل لون رمال الشاطئ، كانت اشترته على نصيحة صديقتها باربارة لترتديه خلال رحلة العودة الى الوطن. وها هي الآن في انجلترا. وكان عليها أن تتقبل، بطريقة أو بأخرى، حقيقة كون منزلها المتواضع في مدينة راتون لم يعد مأواها الذي كان، وان تتكيف مع المستجدات والمتغيرات الطارئة كي لا يكون لها وقع أليم في نفس إيما . كانت مضيفة الطيران جذابة تدفع المسافرين ليتقدموا نحو مراكز الجمارك وبوابات الخروج وهي تلوح لهم مبتسمة، مودعة، وتخص طفلة صغيرة، تمسكت بيد جولي، بالتفاتة لطيفة. - وداعا، إيما! قالت لها وهي تنحنى امـامـهـا لتمسك يدها»... وشكرا لك، لمساعدك ايانا في أثناء الرحلة. ليست أدري ماذا كان في مقدورنا أن نفعل لو لم تكوني معنا في هذه الرحلة؟ رفعت ايما عينين متسائلتين ناحية جولى، ونظراتها في دوامة. ثم تحولت ثانية نحو المضيفة قائلة: - أحقا ما تقولين؟ اظنني كنت، بحسب ما قالت لي والدتي، مصدر ازعاج اكثر منى مصدر مساعدة؟ اتسعت ابتسامة المضيفة. - بل على العكس. ومن كان سيوزع كل تلك المجلات على المسافرين في الطائرة لو لم تكوني موجودة؟ تدخلت جولي، وملامح ابتسابة عند طرفي شفتيها . - كانت بادرة لطيفة منك أن تفسحي لها مجال مساعدتكم، فذلك ما خفف من وطأة مشقة السفر عليها. اشارت المضيفة قائلة : - لا بأس، سيدة بمبرتون، فقد سرنا وجودها . - شكرا لك ثانية «قالت جولي وهي تعض على شفتيها، والتفتت الى ايما، ودعى الآنسة حبيبتي، فنحن لن نلتقيها ثانية. - وداعاء أنسة فوريست. قالت ايما بنبرة مهذبة. ثم انطلقتا وابتسامة جولي، محيية، تنهى اللقاء. كانت حقيبتاهما قد اخرجتا من دائرة الجمارك، وصودق على تأشيرة الدخول لهما . وبدا الجميع مهذبين ودودين حيال تلك السيدة الفتية التي ترافقها طفلتها ذات الخمس سنوات. فجأة احست جولی بيد ايما تشد على يدها وكلمات االطفلة تنطلق بحماسة. - أين جدتي، هل يمكنك رؤيتها، امی؟ لم المحها بعد، حبيبتي، ارتعدت لدى سـمـاعـهـا نبـرة خشنة، وكادت تـقـفـز من مكانها . ثم استدارت مـتـرددة لـتـواجـه صاحب الصـوت مع ادراكهـا سـلفـا هـوية صاحبه. احست ان اعصابها تكاد تنهار، اذ هي لم تكن استعدت بعد لتواجه ربوبرت بمبرتون خصوصا انها متعبة وقد انهكها السفر، بعد سنوات طويلة من الفراق. - مرحبا، روبرت، كيف حالك؟ - انا في خير، شكرا، كيف حالك انت؟ - في خير، في خير.. تأملها روبرت فترة غير قصيرة ظنت خلالها انه على وشك أن يأتي على ذكر مايكل، لكنه لم يفعل. ثم جلس القرفصاء قبالة ايما، وبادرها : - مرحبا، ايما، هل تتذكرينني؟ حدقت فيه ايما مليا ثم اجابت: - انك تشبه والدي الى حد ما، وافترض ان تكون عمي روبرت. - انا هو اجاب روبرت مبتسما

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع