الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

عينان لا تكذبان

الكاتبة : دوريس هولت
------------
الملخص
------------
حب أم شفقة؟ سؤال عذّب “كاسي” طويلاً وكاد يفقدها الحب الكبير الذي تحلم به. كانت تعلم بأن هناك فرقاً كبيراً بين الحقيقة والأحلام، وبأن الأحلام نادراً ما تتحقق ولكن ستثبت لها الحياة أنها عادلة، وأن لكل إنسان فرصة ذهبية للسعادة يجب أن يغتنمها وإلا فلن يكون هناك مجال للندم
----------------
الغلاف الأمامي
----------------
أثناء حديثهما التليفونى كان يحدثها بلطف . يجيب عن أسئلتها ولا يطرح عليها أى سؤال . هل هو مهتم بها ؟ هل يشعر بالذنب ؟جزء منها تمنى لو لم يتصل مرة أخرى ،وآخر كان يترقب رنين التليفون .
------------
الفصل الأول
------------
هناك من يبكى . كان الصوت واضحا تماما حتى ظنت كاسى فى البداية أنها تحلم . هل هناك شخص ما ؟ هل هذا صوتها ؟ لكنه صوت مختنق بشكل غريب . ازداد سيل الدموع ، وجاهدت كاسى حتى تستعيد صفاء ذهنها . حل الفزع مكان الفضول عندما تحققت أن الدموع تسيل من عينيها . وضعت يدها على وجهه . لم يكن تشعر بالألم فمها جاف . ولسانها ملتصق فى حلقها . حاولت أن تدير رأسها لكن بدت لها هذه الحركة مستحيلة . لماذا لا تستطيع أن ترى بينما هى مستيقظة ؟
سألت بعناء حيث خرجت الكلمات من فمها بصعوبة : - هل عيناى مفتوحتان ؟ أنا لا أرى شيئا ! تملكها الخوف . ثم تحول خوفها إلى رعب شديد . أمرها صوت رجل : - صه لا تتحركى .لا تفزعى . إذا كنت ترين ظلاما . فذلك لأنك معصوبة العينين . جنبها الصوت المطمئن ألا تستسلم لصدمة عصبية . - أنت فى المستشفى . كل شئ بخير .
- لكنى لا أرى شيئا . قال الطبيب إنه سيخلصك من هذه الأربطة قريبا .أنت مصابة بارتجاج فى المخ ولا يجب أن تحركى رأسك . ولا ذراعيك أيضا . أنت تتعرضين لحقن متواصل . ثم أمسكت يديها يد مجهولة : - لماذا ؟ ما هذا ؟ - لقد تعرضت لحادث . سيكون الطبيب هنا حالا . سيطمئنك على حالة جروحك . لا تقلقى . ابتعد الصوت : - لا تتركنى . حاولت السيدة الشابة أن ترفع ذراعها لكنه أجبرها على أن تخفضها : - لن أتركك . انظرى . إنى ممسك يدك . وهكذا تعرفين أننى بجانبك . - أوه ! تذكرت لقد كنت فى الشارع الضباب .
- لا تفكرى فى شئ الآن . لقد استعادت ذاكرتها إنها تسمع صوتها يصرخ فى أذنيها . وهذه الضوضاء للزجاج المحطم . أقمشة تتمزق وفجأة ثقب أسود : - يا إلهى هل هناك وفيات . انتهت كلماتها ببكاء جديد - لا ليس هناك وفيات كان صوت الرجل هادئا وعذبا . شعرت به يمسح أنفها أضاف بلمحة سخرية : - إنى أمنعك من البكاء حتى تستطيعى مسح أنفك بنفسك . - إنى عطشى . - سأحضر لك الماء . هل ستخافين إذا تركتك لحظة ؟ أمسكت يدها ذراع الرجل الغريب: - لا ترحل - لن أغيب وقتا طويلا . الوقت الذى تعدين فيه حتى عشرين .أعدك بذلك . تركت ذراعه . أطرقت كاسى منتظرة أن يفتح الباب لكن لم تسمع شيئا لابد أن الباب قد فتح . واحد . اثنان . ثلاثة . أربعة . خمسة . ثم جاءها صوت قاس . نسيت أن تكمل العد . سألت الممرضة فى عصبية : - لماذا تركتها بمفردها بحق السماء ؟ - أسف . كانت عطشى . - يجب أن تشرب بالتقطير . - سأهتم بذلك بينما تستدعين الطبيب يا سيدتى . تبعت كلماته فترة صمت . ثم شعرت كاسى من جديد بيـد الرجـل الغريـب علـى ذراعها : - كاسندرا ؟
- كاسى . الجميع يدعوننى كاسى . - حسن جدا . كاسى تستطيعين أن تشربى . سأعطيك الماء بينما تستدعى الممرضة الطبيب . سأضع الأنبوبة فى فمك . خذى جرعة وراقبى إذا كنت تستطعين البلع . احتفظ الرجل بصوته الهادئ . كان الماء باردا ولكن كان على كاسى أن تبذل جهدا كبرا لكى تستطيع البلع . نزع من فمها الأنبوبة .لعقت شفتيها : - هل تريدين امتصاص قطعة ثلج ؟ همست مجهدة : - نعم من فضلك . - احترسى حتى لا تبتلعيها . فتحت فمها قليلا .ووضع قطعة الثلج فى فمها . شعرت بالرطوبة فى فمها : - هل أنت طبيب - لا أنا دان ماردوك .
شعرت كاسى بخيبة أمل عندما سمعت هذه الإجابة . جاءها صوت غريب آخر : - صباح الخير يا أنسة فارو . أنا الدكتور ماسترس . صاحت كاسى : - أرجوك .انزع هذا الرباط من فوق عينى . أجاب الطبيب بهدوء : - ليس قبل غد . هناك قطع على جبينك . وجفناك متورمان . لا بد أن تبقى ممددة أربعا وعشرين ساعة . سأعطيك شيئا لتنامى . - لا ! ماذا بى ؟ يداى أيضا مربوطتان .ولا أشعر بساقى يا إلهى ! هل ما زال لى ساقان ؟ كان الفزع يملأ صوتها : - بالتأكيد . لا تقلقى ، أنت بخير . - أود أن أصدقك . أين الرجل ؟ أين أنت ؟ - أنا هنا يا كاسى جاءها الصوت من الجانب الأخر من السرير . أمسكت ذراعه . - الطبيب يقول الحقيقة . كانت جراحك كثيرة . ولكن ساقيك موجودتان . سألها الطبيب : - هل تتألمين .
قالت فى توسل والدموع فى صوتها : - لا .إنى أشعر بالغثيان ، أريد أن أرى وجهى . قال دان : - أخبرها إذن يا دكتور ، من حقها أن تعرف . دمعت عينا كاسى من جديد قال الطبيب بصوت جاد وفى نفس الوقت مطمئن : - أنسة فارو ، أنسة فارو اهدئى ، وإلا سأضطر أن أعطيك مهدئا . لا أنوى إخفاء الحقيقة عنك . هناك قطع غائر فى وجهك . ولكننا سنبذل قصارى جهدنا حتى لا يظهر هذا القطع إلا بصعوبة .هناكأيضا أضلع مكسورة وارتجاج فى المخ . - لكن ....لماذا كل هذه الأربطة ؟ حاولت أن تمد يدها إلى الرجل الذى يدعى دان - اصطدمت سيارتك بشاحنة كانت تنقل ألواحا زجاجية . طار واقى سيارتك بفعل الحادث بضعة أمتار أخرى . وكنت الآن فى عدادالموتى . أمسكت يد دان بيدها بقوة . مما جعلها تشعر بالاطمئنان استطرد الطبيب : - أفضل ما تفعلينه هو أن تنامى . ابتعد ليترك المكان لممرضة وفى يدها حقنة . أمسكت الممرضة ذراع كاسى ورفعت الرباط وأدخلت بسرعة سن الحقنة فى الوريد .
قال الطبيب : - أعتقد أننا سنرفع الرباط الذى يغطى عينيك غدا . على الفور فحص القطوع المنتشرة بفخذيها وساقيها . واستغرق فى انتزاع قطع الزجاج الغارزة فى جسدها . كيف ستتصرف عندما تكتشف كل هذا ؟ هز الطبيب ذو الشعر الرمادى رأسه . هذه السيدة الشابة لديها قدر كبير من الحظ لأنها نجت بحياتها . تمتمت كاسى وهى تفكر فى الشاحنة التى داهمتها : - سيدى . هل أنت هنا ؟ أجاب نفس الصوت الهادئ بالقرب منها : - لن تكونى بمفردك يا كاسى . نامى الآن . - منذ .... متى ... وأنا هنا ؟ - أربع وعشرون ساعة . أخبرت والدك. سيأتى لزيارتك خلال أيام - كيف ...؟ - وجدت اسمه وعنوانه فى الدفتر الخاص بك . ربت برفق على جبين كاسى - لكن من أنت ؟ جاهدت كاسى لتظل متيقظة لتسمع الإجابة . ولكن جاء فعل المهدئ سريعا . وغاصت فى نوم عميق . استيقظت فجأة عندما شعرت بشئ ما فى مواجهة فمها .كانت تشعر كأن مئات الأبر تخترق جسدها . انفلتت من فمها صرخة ألم . شعرت أن جفنيها ملتصقان . قامت بمجهود كبير حتى تفتحهما . ورأت إطار النافذة وستارة منخفضة .عادت إلى البكاء . خلال دموعها لاحظت كاسى زجاجة بها سائل معلقة فوق سريرها . وأنابيب مخترقة ذراعها .وأدارت رأسها ببطء . كانت ممرضة واقفة مائلة نحوها . حدثتها بصوت مرح : - ها قد استيقظت ! هل حلقك جاف ؟ سأبلل شفتيك بقطعة قطن مبللة .
فتحت كاسى فمها لتتحدث . ولكن لم يخرج من فمها أى صوت .وأخيرا تمكنت من ان تقول : - ماء وضعت الممرضة أنبوبة فى فمها . كان الماء لذيذا ومنعشا ! شعرت كاسى أنه ينتشر فى كل جسدها . سحبت منها الأنبوبة ، فتحت عينيها .ابتسمت إليها الممرضة .إنها جميلة . جميلة جدا .
سألت كاسى : - ما الساعة ؟ حركت يدها لتنظر فى ساعة معصمها ولكنها رأت أن يدها قد تحولت إلى يد شوهاء مليئة بالجروح والخطوط السوداء . لا يمكن أن تكون هى يدها : قصت أظافرها الملونة بقسوة ، وأصابعها مقوسة كأنها ممسكة بشئ غير مرئى . تنهدت فى ألم : - أوه ! حاولت أن تحرك يدها الأخرى ولكن أسرعت الممرضة ومنعتها : - الساعة الثانية . سأنتهى من عملى حالا . نظرت كاسى إلى الممرضة بدهشة .لقد تملكها الفزع : يداها تشوهت إلى الأبد . يداها الجميلتان اللتان تقدمان زجاجات العطور فى إعلانات التليفزيون . الأصابع الطويلة الرقيقة التى تفرد الكريم على وجوه الموديلات الحسان تشبه الآن أصابع ساحرة شريرة . على الفور تبهت كاسى إلى جسدها العارى تحت الملاءة .بآهة ألم حاولت أن ترفع عن نفسها الغطاء . -أريد أن أرى . أرجوك قالت الممرضة بصوت هادئ : - بالتأكيد .لكن لاتتحركى . لقد قام الجراح بعمل رائع . رفعت الغطاء . لم تسمع كاسى شرح الممرضة نظرت إلى الأربطة على صدرها والقطوع العديدة فى كل أنحاء جسدها .رجف قلبها بشدة فى صدرها . رفعت عينيها فى تضرع إلى السيدة ذات الملابس البيضاء تأوهت : - إننى ... مغطاة بالجروح . رفعت يدها إلى وجهها حيث شعرت برباط آخر . وهمست : - هل الأمر خطير ؟ أجابت الممرضة : - اشتهر الجراحون بعمل الكثير من الأربطة باستثناء جرح واحد فى الجانب الأيسر من وجهك فإن وجهك سليم وليس به خدش واحد .
اهتز صوت كاسى من شدة الفزع : - لاأصدقك . أريد أن أرى . - ليس لدى مرآة . لا بد أن تصدقينى . الدكتور ماسترس لن يتأخر فى المجئ ليراك . وسيرافقه السيد ماردوك . هل تريدين المزيد من الماء ؟ أغلقت كاسى عينيها .وأدارت رأسها على الوسادة .سالت الدموع من جفنيها المتورمتين على خديها فبللت الوسادة

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع