الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

عودة الحب
Runaway Wife

الكاتبة : شارلوت لامب
-------------------
الملخص
------------
كان عيد زواجهما العاشر يوماً للمواجهة، لم تعد “فرانشيسكا” قادرة على الاستمرار في زواجها الوهمي، ولا على السماح للأمور أن تذهب إلى أبعد من ذلك. كانت بالنسبة للعالم الخارجي تحوز كل شيء، زوج جذاب ناجح، وابن بهي الطلعة، ومنزل ريفي جميل. ولكن “أوليفر” كان يعيش متفرغاً لعمله، ومن المحتمل طبقاً لشكوك فرانشيسكا، لسكرتيرته المبهرجة. وأخذت الأمور بين يديها بلا مبالات، كيف سيتصرف “أوليفر” حينما يواجه خطر فقد زوجته؟ والأهم من ذلك، ماذا كانت تأمل “فرانشيسكا” أن يكون رد فعله
***
مقدمة
--------
كيف يمكن لعلاقة الحب بين الزوجين أن تستمر وارفة مزهرة ؟ حول هذا التساؤل تدور احداث روايتنا هذه . لنصل من خلالها إلى بعض المعاني الإنسانية العميقة كي يدوم الحب . لابد اولا ان يظل كل طرف محور اهتمام الطرف الآخر ، حتى لاتتباعد الأرواح بتباعد الأجساد ، او باختلاف الاهتمامات . ولابد ثانيا من المكاشفة والمصارحة . فرب مشكلة تبدو داخل أعماقنا ضخمة كؤودا، وإذا بها - حين نخرجها للضوء - وهم وخيال . حسنا فعلت بطلتنا في هذه القصة ، حين وضعت الرابطة الزوجية بينها وبين زوجها موضع الامتحان القاسي ، لتخرج من هذا الامتحان أكثر قوة ، واكثر عمقا ونضجا
***
تقديم
--------
أعلنت "فرانسيسكاإننا لم نعد نرى بعضنا البتة . إنك ماهر في تقديم الأعذار عن عدم حضورك للمنزل في المواعيد التي تحددها. ماجدوى معيشتي في الريف ومعيشتك انت في لندن ؟ · وعبس "اوليفر" ، وبدت الصرامة في عينيه : " ولهذا لجات إلى "مات بحثا عن الصحبة ، أهذا ماتريدين قوله ؟ * . - " ليس بيني وبين "مات" أية علاقة ، فاخرجه من هذا الموضوع - - كيف يمكنني تصديق ذلك بحق السماء ؟ إنه كان دائما متيما بك ، ولكن لم يدر بخلدي انه يلعب معك من وراء ظهري " . - لم يفعل "مات" أي شيء . حينما لم تحضر في عطلة هذا الأسبوع قررت ان ارحل . اريد ان اعيش بمفردي ، وان تكون لي حياتي ، أريت ان اعيش في لندن ، واردت أن يكون لي عمل شيق يستغرق وقتي كشانك تماماً " .
-------------
الفصل الأول
-------------
خطت "فرانسيسكا" إلى الوراء مبتعدة عن المائدة ، مبتسمة للمعان ما عليها من فضيات وللمحارات المروحية المزينة لها ، وللأزهار الحمراء الداكنة في إنائها الكريستال الذي تتوسطه. - وقالت لها مسز "هاين" وهي تنس مريلة المطبخ في حقيبتها : " يبدو الجو رومانسياً حقاً ، اليس كذلك ؟ - فردت عليها : بلى الجورائع ، وعيناها الزرقاوان تتحولان إليها: نعم ، شكرا لتأخرك معي إلى هذا الوقت لتجهيز كل شيء - * لا عليك ياعزيزتي ، لقد كان هذا مدعاة لسروري ، اتمنى لكما سهرة ممتعة . فالرائحة المنبعثة من البطة تبين أنها لذيذة المذاق فعلا وقد تركت حلوى الكريز جاهزة لاتحتاج إلا إلى التدفئة في فرن الميكروويف ، أما عصائر البرتقال ففي الثلاجة . اظن ان هذا كل شيء .. ياإلهي ، لقد كدت انسى " ويست يدها في حقيبتها لتخرج ظرفا كبيرا قائلة : - " عيد زواج سعيد ، ياسيدة رانسوم
واخرجت "فرانسيسكا" الكارت اللامع وهي تبتسم في تاثر قائلة : - " اوه .. شكرا لك .. لكم أنت طيبة " . وراقبت مسز "هاين تعبيرات وجهها في رضا . - " انا سعيدة لأنه أعجبك . والآن ، أواثقة انت انك لاتريدين مني البقاء لأقدم العشاء واغسل الأواني بعده . فالمفترض ألا تكوني مشغولة في ليلة متميزة كهذه .. ضحكت "فرانسيسكا" في رقة وخبث وقالت : - " ياسيدة "هاين" ، حينما كنا حديثي العهد بالزواج ، لم يكن بمقدروي استئجار من يطبخ لنا ويقوم بالتنظيف ، وكان علي ان اقوم بكل ذلك ، ولكم كنت أستمتع بذلك . شكرا لعرضك البقاء ، وإني مقدرة لك معاونتك لي ، ولكني أريد أن يكون زوجي لي كلية هذه الليلة ، بل الغد .. إني لن اهتم بغسيل الأواني هذه الليلة ، فهذا أمر يمكن تأجيله إلى
وغمزت لها السيدة "هاين بعينها قائلة : - " فهمتك ، فالسيد "رانسوم" مشغول دائما ، وسيكون امرا رائعا أن تحتفظي به لنفسك كلية ليلة ما . حسنا ، اتمنى لكما ليلة ممتعة · وهرعت إلى الخارج صافقة الباب وراءها . وما إن خلت "فرانسيسكا إلى نفسها حتى وضعت البطاقة وسط المجموعة الصغيرة التي وصلت بالفعل ، وقد رتبتها بعناية على الرف الرخامي الأبيض فوق المدفاة .
لقد ارسل لهما عدد قليل من الناس بطاقات التهنئة ، إذ إن عددا قليلا يعلمون بهذه المناسبة . وكان هذا مصدر سعادة لها ، فالذين ارسلوا تلك البطاقات اناس تحبهم وتعلم انهم يحبونها . فهي لاتريد ذلك الفيض من التهاني التي تصلهما رأس كل سنة ، من رجال الأعمال المتعاملين مع "أوليفر"، عملاء او موردين ، ممن يعملون له أو يشترون منه، او قابلوه في مناسبات اجتماعية ، أو يودون ذلك - هذا الحشد من المعارف الذين يعرفون زوجها . فمن الواضح ان زوجها يعرف المئات من الناس الذين لم تقابل "فرانسيسكا أغلبهم . وتقوم سكرتيرته بالرد على التهاني التي تصل إلى مكتبه في لندن مباشرة،
ولكن هناك الكثيرون ممن يريدون أن يدعوا أن العلاقة ليست شخصية فحسب ، ومن ثم يرسلون بطاقاتهم إلى المنزل الريفي الذي يملكه السيد "رانسوم وتتفحصها دون انفعال . ويبدو أن عددهم يتزايد كل عام ، ويفقدونها بالتالي قدرا أكبر من معنى عيد الميلاد . ولم تكن هناك بطاقة من "أوليفر نفسه ، ولكنه أرسل الازهار التي نسقتها بسرور وبيدين حانيتين على المائدة ، فهي وإن كانت تتسلم منه كثيرا باقات من الأزهار ، فهي متأكدة أن الباقة هذه المرة من اختيار زوجها نفسه ، وليس من اختيار سكرتيرته النشطة الأنسة سيلفستر . فـ أوليفر" فقط هو الذي يعرف أن اول باقة ازهار ارسلها لها كانت حمراء داكنة ، وقد كلفته أكثر مما كان يطيق في تلك الأيام . وقد وبخته يومها ودموع السعادة تملأ عينيها ، إذ كانا في حاجة إلى كل بنس من مرتبه لأمور أهم من الأزهار . وقد قبلها يومها وقال : - - سياتي اليوم الذي سارسل لك من الأزهار ماتختنقین به " .
وحملقت في رف المدفاة دون ان تراه وهي مستغرقة في ذكرياتها ثم ركزت فجاة عينيها على الساعة ذات الطراز الفيكتوري بين مجموعة البطاقات وصرخت على التو من الفزع ، فـ أوليفر قد يصل في اية لحظة وهي لم ترتد ملابسها بعد ! وطارت صاعدة الدرج وهي تفك ازرار بلوزتها ، واتجهت إلى الحمام وهي تتخلص من بقية قطع الملابس . ثم وضعت على شعرها الأصفر قلنسوة حمام وتركت مياه الدش الدافئة تنساب فوق جسدها . لقد رتبت العملية كلها ترتيبا زمنيا رائعا ، ولكنها مع ذلك تاخرت وعليها أن تكون في عجلة طوال هذه الفترة المهمة من الأمسية .. اللعنة ! وتصلب جسدها حينما سمعت رنين الهاتف ، من عساه يكون ياترى؟ لقد عزمت ان تحول الهاتف إلى جهاز الرد . وستفعل ذلك بمجرد ان يقف رنينه . حمدا لله أن "اوليفر" لم يعد بعد ، فالمكالمة اغلب الظن له ، فمعظم مكالمات نهايات الأسبوع تكون له . وهي لاتريد أي شيء يشغله عن أمسيتها . وخطت خارج الدش ، وخلعت القلنسوة البلاستيك ، أرسلت شعرها ، ولفت نفسها في روب من قماش المناشف، متجاهلة رنين الهاتف الذي لم ينقطع حتى توقف ، ثم
هرولت إلى أسفل وحولته إلى الة الرد . فكل مكالمة يمكن ان تنتظر إلى الغد. _ وعادت صاعدة إلى غرفة النوم وجففت نفسها برفق بالمنشفة ، وارتدت طاقما من الملابس التحتية البيضاء الحريرية كانت قد وضعته على السرير . أما هي فقد كانت فارعة الطول بارزة عظام الوجنتين ، ذات عينين واسعتين داكنتي الزرقة ، وفم دقيق التحديد . والقت نظرة على جسدها في المرأة قبل أن تدخل في ردائها ، وتنهدت على افتقار جسدها لتلك الانثناءات الأنثوية ، فقد كانت نحيفة ، صغيرة النهدين وإن كانا جميلي التكوين ، وعلى العموم فقد كانت تفتقر إلى ما كانت تتوق إليه من جاذبية أنثوية .
وإذا كان الناس يرددون أن الشقراوات يتمتعن بالجانبية ، فإن ذلك لا ينطبق عليها كشقراء ، فشعرها فاتح اللون إلى درجة تجعله اقرب إلى الفضة ، وكانت تطيله لأن "اوليفر" يردد دائما انه يفضله هكذا . وكانت تجعله مصففا في تسريحة " شنيون متقنة التصفيف ، لأن "اوليفر" يقول إنه يجعلها انيقة ، وإذا عز عليها أن تكون جذابة ، فلا اقل من ان تبدو انيقة لناظريه . وبدت الصورة التي تنظر إليها في المرأة مالوفة إلى حد كبير ، فهذا ماتبدو عليه منذ سنوات طويلة ، فهي لاتكاد تتذكر آخر مرة أجرت فيها تعديلا ما على هيئتها ، وكان نوق "اوليفر" هو الذي يحدد مايكون عليه مظهرها ، وإن كان قد مضى زمن بعيد منذ أن علق على مظهرها أو أسمعها كلمة إطراء عنه هل كان هذا هو ما يعيب زواجهما ؟ الافتقار إلى الإثارة أم كان عليها ان تقص شعرها في تسريحة جديدة ؟ أم أن تشتري ملابس مختلفة تغير من صورتها ؟ وادارت راسها للناحيتين تحاول ان تتخيل نفسها في شعر قصير ، وملابس صارخة الألوان.. ثم ضحكت والتقطت رداعها الأبيض وانزلقت فيه . لقد كان هذا الرداء أنيقا ايضا ، ذا تفصيلة كلاسيكية يكسب قوامها الممشوق جمالا إغريقيا ويتناسق مع تسريحة شعرها تناسقا رائعا ، ولم يكن "اوليفر هو الذي انتقاه في الواقع ، ولكنها كانت واضعة ذوقه نصب عينيها وهي تختاره ، عالمة بأنه سيرضي ذوقه
ثم بدأت تفكر في الأمر بشيء من الضيق . إنها في الواقع لن تثير الدنيا او تجعل الرجال يشهقون بالرغبة لمنظرها هذا ، ولكنه كان مناسبا تماما لزوجة رجل اعمال مهم وغاية في الثراء ، ولكن ، اهذا ماتود أن يراها "اوليفر عليه هذه الليلة ؟ وامالت راسها جانبا وهي تعبس ربما كان عليها أن تخلع ذلك الرداء ولاتضع على جسدها سوی ماترتديه تحته من ملابس داخلية ؟ فعلى الأقل تبدو عليها أكثر فتنة ! وتخيلت منظر "اوليفر لوفتحت له الباب على تلك الصورة ! بمقدورها ان تواجهه قائلة ، وهي تطوق رقبته بذراعيها : _ - كل عام وانت بخير ياحبيبي ، بمرور عشر سنوات على زواجنا " . وتذكرت عيد زواجهما الأول ، حين وجدها في غرفة النوم ترتدي ملابسها ، والقي نظرة على ماكانت ترتديه من ملابس تحتية سوداء شفافة ، وكيف أقبل عليها يحملها بين ذراعيه، ولم يعنهما العشاء ليلتها ، بل اكتفيا بعشاء خفيف من لحم الدجاج البارد والسلطة ، تناولاه في منتصف الليل ، ولكنها كانت تدرك تماما ان هذا لن يتكرر هذه الليلة ، لقد اختفى اللهيب في علاقتهما منذ زمن ، حسنا ، إن عشر سنوات مدة طويلة، ونظرت إلى ساعتها وعبست .
كان المفروض أن يكون "اوليفر هنا ؛ لعل المرور في لندن أكثر زحاما عن المعتاد " إنه سياتي قائدا السيارة بنفسه ، فهو في المدينة يتخذ لنفسه سائقا يعفيه من عناء البحث عن مكان لانتظار السيارة ، أما في عودته إلى منزله فهو يسافر عادة بسيارته الجاجوار المحببة له ، قديمة الطراز ولكنها في حالة ممتازة بما يوليها من عناية تدل على الإعزاز . وجلست لتضع زينتها من مساحيق وأصباغ ، معطية جفنيها لونا احمر قانيا وشفتيها صبغة وردية ، ثم ألقت نظرة فاحصة مرة أخرى قبل ان تضع بعضا من الحلي والجواهر ، طوقا ذهبيا حول جيدها .
واسورة متناسقة معه حول معصمها ، وقرطا ذهبيا يتدلى في أذنيها، حسنا ، إنها أكثر إلفاتا للنظر الآن وغمرت نفسها بالعطر الفرنسي المحبب لـ أوليفر الذي كان دائما يشتريه لها كلما سافر إلى الخارج

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع