الكاتبة : فلورا كيد
------------------------
الملخص
------------
منذ أربع سنوات، عاشت قصة حب جارفة، ترك نيل دايسارت بعدها كرستي دون كلمة توضيح. وظهر مجددا وهو يتوقع اعادة كل شيء إلى ما كان عليه كما تركه. واكتشفت كريستي ان كل الحب والهيام من جانبها لا يزال موجودا،وفي الوقت نفسه، عرفت أن نيل متزوجا من امرأة أخرى. فأي حق لديه لإعادة الماضي؟
--------------
الفصل الأول
--------------
تحت السمـاء الحـارة، التي تتخللهـا بعض الغـيـوم البيضاء، سخنت مياه نهر لوش لانـاش من جراء الحرارة المرتفعة، وفوق منحدر تلة اوثنوش نمشى اربعة اشخاص، ثلاثة رجال وامرأة . سبقت الرجال المرأة في الوصول الى ممر ينحدر باتجاه واد صغيـر كـونـه نهر اللاناش وتحيط به احجـار البـازالت والاحجار الرملية، وعندما وصلت الى الممر دارت المـرأة باتجاه النهر، كانت تلبس بنطلوناً أحمـراً وبلوزة نـاعـمـة خضراء ربطت فوقها اكمام كنزة على رقبتها . مشت بخطى ثابتة بالقرب من الجدول المائي واشعة الشمس تنعكس على شعرها الأسـود اللامع الذي ربطته حيث بدا وجهها المستدير جميلا، وكانت عيناها الزرقاوان تعكسان الذكاء والمتعة بكل ما يحيط بها من اشجار. وكلما لحقت بـالـرجـال الى اعلى، كلما خفت ميـاه الجدول فالهواء كان دافئاً يتخلله اصوات الحشرات والنحل مما اشعرها بالامان والسكينة . صرخة الرجل الذي يتقدم المجموعة جعلتها تبتعد عن صخرة كبيرة تحرس اكبر واعمق بركة في النهر. وعندما وصلت الى الشاطىء الضيق المكسو بالحصى المحاذي للبركة، لاحظت حركة على الشاطيء المقابـل اهتزت لها الاغصان والاوراق وكأن الريح دخلت خلالها هذا اليوم الهادىء المشمس . واللعنة عليك، اخرج من هناك!» صرخ هاميش تاغارت حارس المزرعة . في لم يجب احد ولم يظهر احد على صرخته في الجانب المقابل من البركة ولم يرد عليه الا الصدى . هذا؟، سأل الرجال هاميش الذي كان نحيلا يلبس بذلة انيقة وشعره الاسود اللامع مسرحاً بعناية وقال بسرعة . وهناك دخليل في هذه الممتلكات» . من قالها بطريقة ساخرة رد عليه شخص طويل القامة عريض المنكبين بني الشعر اما عيناه فكانت زرقاء تلمع بـوميض المنعـة، وقـال عـنـدمـا وصلوا الى شجـرة القضبـان في الشاطيء المقابل . كيف عرفت؟» . القـد ترك سلاحه خلفـه قـال هـاميش وهـو ينظر الى المجموعة ثم تابع قوله . والا تراه؟» اشار الى قطعة خشبية في نهايتهـا شـريط حديدي ومن هو الدخيل؟، سأل الرجل النحيـل الاسود والـذي يتكلم الانكليزية بلكنة اجنبية دانه شخص لا يحق له اصطياد السمك في المزرعة، وهذا يعني بأن احـدهم دخل واصطاد السلمون بـآلة غيـر شرعية، حيث يمسك السمكة من ذنبهـا بواسطة السلك، لكنه هرب عندما سمع اصواتنا. وللاسف كـل مـا شـاهـدتـه وميض فضي لسمك السلمون، وقدمين عاريتين عند هروبه الى الضفة المقابلة» . اجاب هاميش والغضب باد في عينيه . وهكذا، يعتبر مجرماً لانه لا يملك الحق في اصطياد الاسماك في المزرعة، ولكن ما اسوأ الاشياء التي تستطيع فعلها بحقه؟ . . سأل الرجل الاسود النحيل وعيناه تلمعان بالاثارة . «سأجعله يدفع غرامة مالية، واذا لم يفعل سأضعه في السجن، قال هاميش ثم تابع يقول . ولكني اشك في ان افعل هذا الآن لانه سيهرب اذا بقينا هنا . ثم نـظر الى المرأة التي مشت بـاتـجـاه الضـفـة والتي سمعت صوت هاميش يشرح للرجلان عن حقوق الصيد في الاراضي العالية الاسكتلندية . وفي الحال قطعت الضفة ومرت تحت اغصان الاشجار وبدأت بتسلق ممر ضيق يتعرج بين صخور مكسورة حتى وصلت الى مرتفع يظهر لها المكان . وخلف الصخرة رأت رجلا مستلقياً على بـطـنـه يـراقب الرجال الذين يعبرون النهـر وعندما رأته، شغلت نفسها بمراقبته . كان طويل القامة عريض المنكبين يلبس بنطلوناً رمـادياً وقميصاً ملونا، اما شعره البني فمقصـوص بشكل جـذاب وبشرته بلون الكستناء، كان مستلقياً بهدوء كي لا يسمع الرجال . وفجـأة وقف على قدميه ووضع زوجين من الاحـذيـة وزوجين من الجوارب في كيس الصيد . وبيما كان يربط الكيس، انتبه الى وجـود المرأة التي فاجأه وجـودها ورفع عيناه البنيات نحوهـا وكانت تحمـل سؤالاً بحاجة الى اجابة ففهمت ما يريده وقالت بسخرية . كنت انظر الى حـذائـك يـا نيـل دايسارت، ولكن الا تخجل من سرقة السلمون في وضح النهـار خـاصـة وان البركة ليست عميقة وان اي انسان باستطاعته التقاط سمكة كهذه . رد عليها ببرود وقال . وانا لم اسرق شيئاً» . واذا من هو السارق؟ فأنا لا ارى احـداً هنا، قالت هذا وهي تنظر حولها لتأكيد كلامها «لقد ذهبوا، واعلمي بأني لن اخون اصدقائي». قال هذا بقسوة . واظن بأنهم لن يرتـاحـوا من المشي من دون احذيتهم وجواربهم، قالت هذا وهي تنظر الى الكيس ثم نظرت اليه مبتسمة واكملت كلامها