البحر
البحر یا سندباد . .«
نطق صفوان ، صدیق سندباد ، ومساعده الأول هذه
العبارة ، في وجد واضح ، وهو يشیر بیده إلى البحر الممتد
أمامه ، وإلى الشمس التي مالت إلى الغروب ، فبدت وكأنها
تذوب في الأفق ، وتسيل كنهر من الذهب يشق البحر ، ثم
استطرد في حماس :
- كيف تصورنا يوما أننا نستطيع الابتعاد عنه . . صدقنی
یا صـدیقى . أنني أحلم به في كل ليلة ، منذُ مـغـامرتنا
الأخيرة
ابتسم سندباد وهو يقول
- أصدقك بسهولة يا رجل ، فأنا أيضا لم أحتمل الابتعادً
عن البحر طويلاً. إنه عالمنا الحقیقي ، ولا جدال في هذا ..
ارتكن صفوان بمرفقيه إلى حاجز السفينة ، وتعلقت
عيناه طويلا .بقرص الشمس ، حتى اكتمل ذوبانه في البحر،
وغاب في الأفق ، ثم التفت إلى سندباد ، وسأله :
- هل تعتقد أن قصة الوزیر حقیقية یا سندباد ؟
أوما سندباد برأسه إيجابا ، وهو يقول
- على الأقل ، فهو يعتقد أنها حقيقية ، ومما لا شك فيه
أنه ورجال السفينة ، قد رأوا شيئا عجيبا ، أثار دهشتهم و ذعرهم
إلى حد كبير ، ولكن السؤال الحقيقى هو :
ما طبيعة ذلك الشيء بالضبط