الجحيـــم ج1

تطلَّع الثاني إلى الأدخنة الكثيفة بدوره، ثم هز كتفيه، قائلاً: ـ لن يدهشني هذا في الواقع؛ فتلك المنظمة، التي يواجهها (أدهم) بمفرده حتى هذه اللحظة تعد أخطر وأقوى منظمة جاسوسية إجرامية، عرفها التاريخ الحديث.. إنها تمتلك من القوة والتكنولوجيا، ما يفوق بألف مرة كل ما واجهناه من قبل، وكل ما واجهه هو نفسه من أجهزة مخابرات عالمية، أو منظمات تجسس قوية. وافقه الأوَّل بإيماءة من رأسه، وقال : ـ اختيار وكرهم وحده، يشف عن مدى خطورتهم وبأسهم، ومقدار ما يتمتعون به من تكنولوجيا متطورة، وإمكانيات لا حدود لها. ثم هزَّ رأسه، وهو يضيف متوترا ً: - من يصدق اختيارهم لوكر كهذا، وتزويده بأحدث الأجهزة، والمعدات، وأسلحة الدفاع والهجوم، دون أن يشعر بهم أحد.أشار الثاني بيده، قائلاً: - بل ومن يصدِّق أن (أدهم) قد كشف أمرهم، ويواجههم وحده الآن، داخل مقرهم المنيع.. وصمت لحظة، قبل أن يضيف، في لهجة جمعت بين الصرامة، والحزم، ومقدار لا محدود من التوتر: - تحت هذا البركان الثائر. وتنهد مستطرداً: - والذي يمكن أن ينفجر في أية لحظة.ولم ينطق الأوَّل ببنت شفة، وهو يستعيد منظاره المقرِّب، ويعاود التطلُّع إلى البركان.. ولكن حاجباه انعقدا في شدة.. فعلى الرغم من غرابة الأمر وخطورته، كان يعلم أن (أدهم صبري) هناك الآن بالفعل.. تحت ذلك البركان الثائر.. وأنه يواجه، في تلك اللحظة بالذات، أكبر خطر عرفه، في حياته كلها..

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا