بلا رؤوس


هل ستتأخر الليلة أيضا ؟ .. توقفت يد مقدم المباحث عابد شوقي قبل أن تبلغ أكرة باب منزله ، و التقط نفسا عميقا ، ملأ به صدره في محاولة للسيطرة على توتر أعصابه ، و هو يرسم على شفتيه ، في صعوبة ، ابتسامة مصطنعة ، ملتفتا إلى زوجته ( جميلة ) ، قائلا : ــ ليس هذا بإرادتي يا حبيبتي .. إنه عملي مطت شفتيها قائلة في تحفز : ــ كل أزواج صديقاتي يعملون ، و لكنهم يقضون لياليهم في منازلهم ، مع زوجاتهم و أولادهم مرة أخرى حاول كتمان توتره ، و هو يجيب : ــ لا أحد منهم يعمل في إدارة البحث الجنائي مثلي .. و ليس منهم من واجه جريمة قتل ، تحتاج إلى وقته كله لكشفها بدت و كأنها تزمجر ، و هي تقول : ــ جرائم القتل لا تحدث كل يوم أجاب و قد بدأت نبرة صارمة تتسلل إلى صوته : ــ و أنا لا أمضي كل ليلة خارج المنزل .. ثلاثة أيام في الأسبوع فحسب هزت كتفيها ، و أشاحت بوجهها عنه ، قائلة : ــ و ماذا عن يوم الجمعة السابق ؟ التقط نفسا عميق آخر ، و قال ، في شيء من الحدة : ــ كنا منشغلين بالتحري عن حالة الزوجة ، التي تم العثور عليها مذبوحة في منزلها ، و ... قاطعته في لهجة مستفزة : ــ و ماذا عن يوم الجمعة الذي قبله ؟ فقد قدرته على التحكم في أعصابه ، و هو يصيح بها : ــ ماذا تريدين بالضبط يا ( جميلة ) : ؟ صرخت فيه : ــ أريد زوجا مقيما ، و ليس ... قبل أن تتم عبارتها ، كان قد فتح الباب ، و وثب عبره ، و يغلقه خلفه في قوة
***
من أين ينشأ الخوف ؟؟ أمما نواجهه في حياتنا ؟ أم مما تمليه علينا كوابيسنا ؟؟ أم مما توحي به أوهامنا ؟؟ سؤال أيا كان جوابه فكل ما تشعر به من خوف أو رعب إنما يأتي من أعمق أعماق أقوى عضو في جسدك .. رأسك .. فماذا إذا ما ! واجهت خصوما بلارؤوس

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا