الصفقة

الرجل كان يُدعى ( أبو هيبة ) .. إسم موح فعلا .. قال له مصطفى انه سيجده جالسا هناك في ذلك المقهى في الحادية عشرة ليلا ، و هو يفضل مقعدا هناك في الخلاء بين أغصان الأشجار .. يلتهم طبقا من الحساء و لحم الرأس و الفت .. في كل ليلة يأكل ذات الوجبة مؤكدا أنه يشقى .. يقولها في نوع من الرثاء للنفس .. بعد هذا سيشرب الشاي الكشري ثم تأتي التعميرة .. هذا هو الوقت المُناسب للكلام .. كان ( ممدوح ) من الطراز العصبي الواهن المتوتر للأبد ، لذا لم يستطع المحادثة فورا .. كانت ساقه ترتجف بلا توقف ، و جف ريقه ، كما أن قلبه لم يعد يدق ثلاث ضربات متماثلة .. هكذا اضطر إلى أن يجلس إلى أقرب مقعد مصنوع من الخوص المجدول .. و قبل ان يفهم كان القهوجي غير المبالي قد وضع أمامه كوبا من الماء اتسخ بالشحوم و وقف ينتظر طلبه دون أن ينظر له

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا