الله يعطيك

دعــا ( جحا ) بعــض أصدقائــه و جلــس معهــم يتسامــرون فــوق سطــح منزلــه .. و بينما كان ( جحا ) و أصدقاؤه يتسامرون و يأكلون و يشربون .. سمع ( جحا ) فجأة طرقا شديدا على باب منزله فأسرع و نظر من أعلى فوجد رجلا غريبا .. فصاح به ( جحا ) : لم تطرق الباب بعنف هكذا ؟ ماذا تريد ؟ فأجابه الرجل : لا تؤاخذني يا سيدي ، و لكن الأمر هام .. فانزل لأحدثك .. فصاح به ( جحا ) : أولا تستطيع أن تقول لي ما المسألة من مكانك هذا .. فإن بيني و بينك ستين درجة .. فقال الرجل .. إنه أمر هام جدا ، و لابد من نزولك .. اسأذن ( جحا ) من أصدقائه قائلا : هناك أمر هام يستدعي ذهابي و لكني لن أغيب عنكم .. فقال أحدهم : قد تكون هناك مشكلة كبيرة ، و قد أرسل إليك للأخذ برأيك فيها أسرع ( جحا ) بالنزول درجة درجة حتى اجتاز الستين درجة ، بعد أن تعب تعبا شديدا .. و ما إن وصل ( جحا ) إلى حيث الطارق حتى ارتمى على الأرض قائلا بصوت لاهث ؟ ماذا تريد يا هذا ؟ .. فأجابه الرجل : أنا فقير الحال ، و أريد حسنة يا سيدي .. فاغتاظ ( جحا ) من الرجل ، و لكنه كظم غيظه ، و قال له : اتبعني أيها المسكين .. و صعد ( جحا ) الدرجات الستين ، و السائل يصعد وراءه و هو يتصبب عرقا ، حتى وصلا إلى سطح الدار .. و هنا التفت ( جحا ) إلى الرجل و قال له : يعطيك الله .. فصاح به الرجل : و لماذا جعلتني أصعد ستين درجة قبل أن تجيبني ؟ .. فأجابه ( جحا ) : و لماذا جعلتني أنزل ستين درجة قبل أن تسألني ؟

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا