السجينة الحسناء

السجينة الحسناء
الملخص
الحب ........... والمستحيل
مستبد رهيب ..... يحكم جزيرة " مازاردى" فى قلب بحيرة " ماجور" ..... - ان هذا الرجل لخطير ايتها الأخت الصغيرة احضرى سريعا قبل ان يفوت الأوان ...... طارت "ليا" الرقيقة الى "ايطاليا" كانت تملك تلك البراءة وهاتين العينين الصادقتين لفتاة شابة لم تجرب الحياة ، هل ستستطيع التغلب على سيد البحيرة وحاكمها ؟ لم يكن شئ مستحيل فى تلك الجزر الساحرة ...........
*********************
الفصل الأول
عندما همت ليا ان تلقى نظرة على جدول مواعيدها الخاص وقعت عيناها على الخطاب الاخير الذى ارسلته سيلينا حيث كتبت اختها "المكان فى غاية الجمال غايى فى الجمال ........"ثم قامت ليا لترد على الهاتف رفعت السماعة وباقصى جدية راحت تجيب : -دار المسنين بحى بلفيو هل من خدمة ؟ -ليا هناك بعض المشاكل انا فى حاجة اليك -المسكينة سيلينا وقعت فى احدى المشاكل التى لا تنتهى اهدئى اخذت تقول لاختها من امها : -لا تصرخى فى اذنى اين انت الان؟ - ما زلت فى ايطاليا عند بحيرة ماجور الم تصلك رسالتى الاخيرة؟ -بلى وصلتنى وكنت تصفين لى جنة الله فى ارضه و.... -حسبا ان هذا لم يدم انى فى حاجة الى المال يا ليا الكثير من المال . -الا بمكنك طلب سلفة بضمان مرتبك من المدير ؟ -هل تسخرين؟ ان ماسيمو مازاردى لا يقرض جدته مليما فما بالك بموظفيه التعساء اننى فى حاجة الى هذا المال على الفور استحلفك بالله المور بدات تاخذ طريقها الى التعقد يجب ان تاتى فورا . انسيلينا تعلم تماما ان رحيل ليا عن بلفيو شئ يشبه المستحيل اذن فالحالة خطيرة -ما الذى يخيفك يا سيلينا ؟ ليس فى الامر تهديد بالفضيحة او نوع من الاحتيال اليس كذلك؟ -بلى ان الامر كذلك بالفعل كانت ليا تقوم بدور المسئولة والحامية التى تاخذ اختها من امها تحت جناحها منذ ان ولدت -لا عليك ساتولى كل شئ اعطينى عنوان هذا الذى يدعى مازاردى ساكتب له واؤكد لم انه ان يسم شعرة منك بعد الان صرخت سيلينا بصوت حاد: -لا يجب ان تاتى انى انتظرك غدا مساء فى فندق بوروميو عند بسكاتورى وبهدوء بدات ليا تقوم ببعض الاتصالات فى النهاية استطاعت ان تجد من يحل محلها عن طريق مكتب الخدمة العامة وهرعت الى البنك تسحب ما لها فيه ثم راحت تبتاع التذكرة من مكتب الطيران وبعد ذلك يجب ان تجد قصة مقنعة ترويها لامها واخيرا وفى فترة ما بعد الظهر دخلت ليا الصالون ومعها اكواب الشاى والشطائر الخفيفة -لدى ما اخبركم به تعلمون ان عيد ميلادى لم يبقى عليه سوى بضعة اسابيعلقد وجهت الى سيلينا الدعوة كى ازورها فى ايطاليا ردت امها: -يا ليها من فكرة رائعة يا عزيزتى انها هكذا تقدم لكى هدية غاية فى الجمال -نعم هذا هو الامر يجب ان ارحل غدا وقف رونزو مازاردى ينتظر اخاه ظل اخوه قابعا فى مكتبه يرشف كاسا من الشراب منفعلا يتلك الاحداث الاخيرة ترك ماسيمو اخاه منتظرا بسنما لم يدهش رونزو لذلك كان يعلم ان ما يحدث هو تعبير من اخيه وتذكير بقدرته وسطوته على الجميع . اخيرا انفتح الباب وتنفس رونزو الصعداء ولما رأى ماسيمو اخاه اخذ يغوص اكثر فى كرسيه كان يبدو مستغرقا تماما فى الامر اذن فالامر كما اعتقد تماما وها هو ذا اخوه لا يلقاه بالترحاب الواجب مؤكد انه سيعمد الى توبيخه على انفاق المال باسراف ..... ابتلع رونزو ريقه واخذ يقوى نفسه ان ماسيمو منذ ان كان صغيرا اعتاد ان يخيف الجميع ويرهبهم كان يبدو قويا لا يمكن مجابهته . اخذ ماسيمو يحكم اغلاق الباب الغليظ بالسلاسل . -لقد تعمدت ان اطيل انتظارك . هذا هو اخوه الذى يعرفه تماما لا يعتذر بل يقرر واقعا يعرفه كل منهما بكل ثقة بصوته الجبار هذا الذى طالما اوقع بالنساء تحت قدميه . -اننى لست بصبى صغير حتى تستدعينى بهذا الشكل كما لو كنت ساعرض على مدير المدرسة المتحكم فيها . -فى الحقيقة انك انسان بالغ تتحمل مسؤوليات البالغين . -لقد اعتقدت ان هناك ما هو اهم منى يسبب لك مثل هذا الكدر . -انت تعلم تماما كل المشاكل التى وجدتها لدى وصولى هنا ولا تطلب منى ان اعفو عنك مرة اخرى مع كل لقد عدت اليك فور اتصالك بى تركت مسؤولية ادارة شركتى العملاقة التى كافحت فى انشائها وتقويتها حتى يسير العمل فيها بدونى على اكمل وجه ودون ايه مشاكل من اى نوع كى اعينك على ادارة وتنظيم نجاح ابى . -ولكن كلانا يرث ايزولا مازاردى ولا اعلم اماذا يتحتم ان اقوم انا بالعمل لتجنى وحدك الاموال فى النهاية؟ -الامر على النقيض وانك لتدرك ذلك تماما يخيل الى اننى انا الذى يقوم بالعمل كله بينما انت الذى يجنى الثمار . -انك تغالط. -كلا اننى اوضح فقط فبسبب نزواتك اصبحت مدينا فهل انا الذى يدان؟ -لقد قمت بتجميد حسابى فى البنك ورفضت اعتماد توقيعى على اى مستندات وها انت ذا لا تتورع عن ان تهاجمنى مباشرة ولكن لا انك قد اعتدت التخفى والتحفز خلف الناس حتى توقع بهم . -لكنى لا ارى طريقة اخرى للتعامل معك يكفينى ما لوثت به سمعتنا بديونك هذه . -انك لم تكلف نفسك التفكير حتى فيما قيل بعد رحيلك منذ سنوات من انك حطمت قلب ابيك وارقت ماء وجه العائلة باكملها ... -تراجع رونزو الى الوراء لما راى تحفز اخيه للتقدم نحوه وتحرك ماسيمو بسرعة ليصبح امام رونزو الذى كان يحاول النجاة بنفسه لم يجد الفرصة للإفلات كانت ذراعاه قد امسك بهما اخوه بالفعل قبض عليهما ماسيمو واخذ يقوده متغلبا عليه بتلك القامة الجبارة التى كان يحظى بها . -صه من الخير لك ان تشرح لى قصة تلك الشقراء الطائشة . -لا تتحدث عن سيلينا هكذا انها فتاة ذكية ..... -انها لا تاتى فى موعدها ابدا .كان ماسيمو يتحدث صارخا متوعدا -انها لا تستطيع الحفاظ على المواعيد هذا لا يعنى انها غبية بالضرورة . -لكنها تصر على ذلك رغم علمها ان هذا يثيرنى غضبا . -ان لمست شعرة واحدة منها فسوف ينالك منى ما ينالك ؟ -اننى ان اياس من اسماعك صوت العقل . اخذ رونزو يتحدث باشمئزاز : -بلا شك تتزوج امرأة بريئة اما صالحة للابناء الذين ستنجبهم لك فهم سيحملون اسم عائلتنا الموقر اننا لسنا ياناس عاديين يا رونزو اننا ننتمى لعائلة مازاردى ..... -كف عن هذا لقد اخبرتك اننى انوى الزواج بها سوف ترى كما ان جدتى ايضا تحبها . -هذا لانها لا تدرك انك تنوى صنع مستقبل خاص لتلك الفتاة الجميلة البريئة الا ترى انها لا تهتم الا بالمال؟ وانه لا يمكننا الاعتماد عليها ابدا لنها لا تتحمل المسؤولية قط لمرة واحدة لن تنفذ الذى يدور برأسك لقد اتمثلنا كثيرا لنزواتك لكن الوضع سيتغير الان سترى كيف ستكون نظرة سيلينا اليك عندما تدرك انك اصبحت لا تملك سنتيما واحدا . -سيكون الامر سيان لديها اننا متحابان فلا تقحم نفسك بيننا انها حياتى الخاصة وانا حر فيها . -رونزو ينبغى ان يفكلر احدنا بتعقل وروية انى اريد لك السعادة ساحاول ان اوفر لك زيجة رائعة اما تلك الفتاة فانها تسعى وراء مكاسبها ومطامعها فقط بدون اى وازع اخلاقى انظر كيف ترتدى ملابسا انها تكاد لا ترتدى شيئا لقد رايت بنفسككيف قامت بتقبيل عابر سبيل تشكره ان صحبها معه فى قاربهانها تشبه احدى فتيات الجيشا وانت لست الا احد ضحاياها . -هذا غير صحيح . -كلا انه صحيح انك لا تستعمل عقلك منذ مدة طويلة انك فى حاجة الى من يرشدك وياخذ بيدك الا ترى ان امرك يهمنى؟ انى احذرك سوف افعل اى شئ حتى اجعلها ترحل اتفقنا؟ -فهمت.... كان رونزو يعلم ما يجب ان يفعلى لم يبق امامه طريق اخر يجب ان يحصل على المال حتى يهرب مع تلك الفتاة التى احبها فيتزوجها سوف تصل اخت سيلينا هذا المساء لتساعدهما ليس امامهما خيار اخر الان وعليعا هى ان تدفع ثمن ما سيقدمان عليه عليها ان تدفع ثمن اخطائهما ********* الفصل الثانى
-لقد وصلنا الى استريزا . افاقت ليا من افكارها وراحت تنظر من النافذة كانت السيارة تسير بجوار بحيرة زرقاء صافية انتابتها رعشة من الخوف لما تبين لها انها قد وصلت بالفعل الى بحيرة ماجور ، قال لها سائق التاكسى القابع على كرسيه وهو يتطلع اليها بدهشة : -هل ستذهبين الى بسكاتورى ؟ القت ليا نظرة على الورقة: نعم عند فندق بوروميو . -اذن تفضلى بالنزول هنا . -ولكن هنا ..... اننا فى استريزا. -نعم استريزا اقتربى ساشرح لك الطريق . ومال على حقيبتها الصغيرة فحملها وبدا معها المسير بالطريق امتلا وجه ليا بالبشر ماخوذة بتلك النشاهد الخلابة ولاحظت ان السائق قد وضع حقيبتها بجوارها ثم اخذ يقترب منها : -القارب ..... اصعدى الى القارب اخذت تنظر الى القوارب المتراصة امام الرصيف البحرى . -انا؟ ايجب ان استقل قاربا ؟ تركزت عيناها على تلك الجزر البعيدة انها بلا شك بسكاتورى واخذت تحدث نفسها كم هى جميلة خلابة! -نعم بسكاتورى تصلين اليها بالقارب اجازة سعيدة . -الى اللقاء اشكرك. اخذت ليا حقيبتها فحملتها ثم اقتربت من القوارب التى ترقد فوق الماء الصافى كان جميع من بالقوارب نائمين .... على البعد منها تحرك احد تلك القوارب اسرعت ليا بالاقتراب من القارب . -صباح الخير . قالتها بنبرة رقيقة كان هناك رجل يرتدى قبعة يقف فوق الحاجز الخشبى بدا كانه لم يسمعها اخذ يدير محرك القارب فخشيت ان يرحل بدونها : -الا تسمعنى يا رجل ؟ لم يرفع الرجل حتى راسه من مكانه اخذت ليا تتساءل : لابد ان هذا الرجل ينقصه الادب الا يعيرها انتباه كعميلة تريد استعمال قاربه ؟ هبطت الى ذلك الحاجز من الرصيف ووقفت بجوار القارب الذى كان يهتز وقد اعتزمت ان تتخذ طريقة زوج امها وباعلى صوت تمتلكه صاحت فى الرجل : -بسكاتورى من فضلك . نظر اليها الرجل برهة ثم عاد الى الاهتمام بمحرك القارب الذى كان قد بدا ينفث دخانا وضعت ليا حقيبتها وقد انتابها الضيق والعصبية ، ادار لها راسه قليلا عندما وضعت يدها تستند الى حافة القارب لتحفظ توازنها حدثت حركة فجائية ففقدت اتزانها وسقطت فى الماء فى غمضة عين اطفأ الرجل المحرك والتقطها من الماء . وجدت ليا نفسها فى القارب وقد ضمها الرجل الى صدره ووضع يده بنعومة فوق شعرها فابتعدت عنه وهى ترتجف : -ما فعلته لا يتصف بالفطنة ابدا . كان يحدثها وصوته الحاد ونظراته العميقة تجعلها ترتجف . -لقد كنت احاول فقط ان ادخل الى القارب . -ولكنى لم ادعك للصعود الى القارب. شيئا ما فى هذا الرجل اخاف ليا فعلى الرغم من انه بحار على قارب صغير كهذا الا انه يتقن اللغة الانجليزية بطلاقة كل ما هنالك انه تشوب لسانه لكنة ايطالية خفيفة . -كان فى امكانك ان تلقى نظرة على تلك التى تحاول اعتلاء الجسر الخشبى لتدخل الى قاربك؟ -لم اكن اتخيل ان تحاول مجنونة مثلك الانتحار بطرقة قفزك هذة الى قاربى . -اوصلنى الى بسكاتورى لن اطالبك بشئ اخر . بيد انه لم يحرك ساكناواخذ يثبت نظراته المكتسحة عليها فكان تاثير نظراته غريبا وذه ايحاء خاص : -لا شئ يجبرنى على ذلك . -اننى فى غاية الاجهاد حرارتى مرتفعة واكاد اتضور جوعا اريد ان اخذ حماما واتناول وجبة الغداء . واصل البحار النظر اليها وتعبير غامض يكسو وجهه كان يبدو مترددا ثم فجاة اخذ يبتسم اليها كاشفا عن اسنانه الحادة ثم انتهى بالانفجار فى نوبة من الضحك ذلك الايطالى العجيب لا يشعر باى ثقة فى ليا ولم تكن هى بدورها تشاركه فيما يفكر فيه فاخذت تنظر اليه دون ان يرمش لها جفن : -فلتغفرى لى . اخذ يحدثها بصوت قد تحول الى الرقة . -ساقوم بتسخين المحرك واكون فى خدمتك يا انستى . جلست والريبة تملؤها بينما ذهب هو لاحضار حقيبتها ثم اخذ يستعد للتحرك بالقارب جلست ليا مشدودة الى مكانها كطير صغير يستعد للطيران شعرت بانها مقدمة على فعل شئ غير مباح لها ان تقوم به استقرت عيناها على البحار بدات تلاحظ حركات عضلاته المفتولة تحت جلده البرونزى وهاتين الكتفين العريضتين اللتين تبدوان تحت فانلته السوداء ثم راحت نظراتها تفحص ساقيه الطويلتين الممدودتين امامها وانتابها الخجل لما رات انه قد ادار بصره اليهاانتابتها رجفة ورفعت عينيها اليه فرات انه كان يتاملها من جانب وجهه ويلاحظها وبدون اى عناء اخذ يتفحصها من راسها حتى قدميها توقفت نظراتهعلى رد فعلها عندما راى النعل الردئ الذى تنتعله ثم ارخى اهدابه الطويلة واستغرق فى الصمت احمر وجه ليا اذ كانت تظن انه يجدها جميلة لكن لا لقد كان يقيم حسابها فى البنك مسترشدا بما كانت ترتديه . -لا تشغل بالك لدى ما يكفى من النقود كى انقدك اجرك . لم يرد عليها واخذ يواصل تقييمه لها مع نفسه الى ان انتهى عند كتفيها النحيلتين اللتين قد اعتادتا العملوتلك الاظافر غير المطلية المتقصفة القصيرة . رفعت ليا راسها لم يصبها الخجل رغم كل ذلك . -امتاكدة انت من ذلك ؟ -لدى ما يكفى وزيادة لادفع لك الاجرة . حركت راسها بحركة سريعة فانقك الرباط الذى يربط شعرها محررا جدائله البنية تمرح فوق كتفيها . -حان وقت الرحيل . كان يحدثها بصوت اصابته البحة اخذت تجمع شعرها ثانية ثم ضمته مرة اخرى برباطه . -خذى راحتك . كان يتكلم كالساخر منها . -وانت هيا فلتقلع بهذا القارب . لم تكن تشعر ابدا انها على راحتها . هل يمتلك جميع البحارة الايطالين مثل هذا التاثير الاسر ؟ -تحت امرك يا انستى . اخذ يشرح لها فجاة : -يجب ان اخبرك انى لم اتعود القيام بمثل هذا من قبل . فهمت ليا فى النهاية انه حديث العهد بالمهنة وبدا لها عاطفيا جذابا بددون سبب واضح فابتسمت لم برقة : -هل هذه هى اول مرة ؟ -الاولى تماما . -اتمنى لك الفوز فيما تسعين لتحقيقه . اصابتها الدهشة من تلك اللفتة الكريمة التى بدت منه لكنها كانت بطبيعتها متحفظة .... اجابته بابتسامة براقة :- اشكرك اتمنى لك التوفيق والنجتح ايضا فى حياتك . -اننى فى حاجة الى قدر من الحظ . كان ينظر اليها من خلال اهدابه الطويلة السوداء واستطرد : -ان فتاة صغيرة مثلك لا تبدى مثل هذا الاكتراث بالغير . -حقا ؟ اذن لو كانم الاهتمام بالغير يتضاعف مع تقدم العمر لما كان لى ان انشغل باى شئ . اعاد قبعته الى الخلف ليكشف عن خصلات من الشعر الاسود الفاحم : -بسكاتورى ستجعلك تنسين كل ذلك . كانا قد ابتعدا عن استريزا وكان القارب يواصل تقدمه ببطءيكاد ينحرف عن الطريق . لقد كانت توصيلة تشبه السحر لحظات ستظل تذكرها الى الابد تذكرت انه لم يحول ناظريه عنها وعندما بدأ يتحدث كان صوته حادا لدرجة ان ليا اصابها شئ من الصدمة تتغلغل فى داخلها . -جميلة للغاية ..... -نعم انها جميلة ويمكنك القول اننى لم اكن اعلم حتى بوجود مثل هذه الجزر . -اه ، الجزر ؟ رد عليها وشبه ابتسامة ترتسم على وجهه : -الم تسمعى ابدا عن جزر بوروميو ؟ -فى الحقيقة لم اسمع بها ابدا . -انها اجمل من ان تكون واقعا ملموسا . وظهر على البحار تعبير غامض يشبه الصخر . -ولكنها واقع ملموس بالفعل هنا نعيش ، هنا نموت ، نتحدث نتجادل ، نكره بعضنا البعض او نحب بعضنا البعض ، مكان طبيعى كاى مكان اخر . -وانت هل تاتين الى هنا لتلحقى بحبيبك على ما اعتقد ؟ ام لتبحثى عن حبيب ؟ -نطق الكلمة الاخيرة بصوته ذى البحة الغريبة وكانما قد قبل شفتيها . -اظن اننى ابحث عن حبيبة . كان يراقبها بشئ من السخرية . -لا اظن انك تخرجين من احدى الاساطير القديمة ، جنية من تلك الجنيات الساحرة انك تشبهين ملاكا صغيراياخذ قرص الشمسويجلس بين لبسحلب هل استطيع ان القى عليك سؤالا بهذا الخصوص ؟ كان كلامه قد جمدها تماما فى مكانها ان للايطالين حقا رومانسية لا تقاوم . -هل هذا هو لون شعرك الطبيعى ؟ اخذ يواصل كانها لن تجيب : انه لضرب من الجنون ان تصبغى شعرك بهذا اللون البرتقالى . -البرتقالى ؟ -جزر شعر كزغب الجزرة لقد سمعت بتلك الاسطورة مرارا عندما كنت فى المدرسة لا عنبر الكترون كما قال الاغريق القدماء العنبر باقصى درجات جاذبيته خاصة ان مررنا ايدينا عليه كالمحبين . ها هو ذا يخلب لبها كيف يمكنها ان تقاوم تلك النشوة التى اجتاحتها مما سمعته منه الان ؟ عنبر كم يكون هذا رائعا جميلا واخذ يكمل برقة : -هذا العنبر ياسر غالبا تلك المخلوقات التعسة التى تسقط فى شراكه ..... لابد انها هى التى اشعلت نظراته بهذه الدرجة اخذ يكلمها وهو ياسرها بعينيه انه يقتنصها ولا يدعها تفلت بعد ذلك ابدا واختارت ليا ان تعيده بحزم الى جادة الصواب . -ان هذا يشعرنى انى محاطة بالخطر ويجب عدم التطرق لمثل هذه المواضيع . -بالعكس فى امكاننا ان نحب الخطر كما لو كنا ندمنه ونبحث عنه ... -بل الافضل ان تنظر امامك الى الطريق . كانت تقاطعه بسرعة فاعادته الى طبيعته . -هذا هو ما اقوم به الان . كان يرد عليها بابتسامة طويلة مجنونة تدفعها ان ترد عليها بالمثل . -لا ليس الامر كذلك اؤكد لم ان القارب قد حاد عن طريقه . استدارت حتى لا تتمكن من رؤيته واخذت تثبت ناظريها على الطريق لابد ان سيلينا تعمل فى احدى تلك الجزر جزيرة عائلة مازاردى . -------------------------------------------------------------------------------- ببطء واجهته وسألته بنبرة حاولت ان تبديها طبيعية : -كم من الوقت بقى لنا حتى نبلغ بسكاتورى ؟ اخذ الرجل يدرسها بنظراته لبرهة طالت دون ان يرد على تساؤلها وقد اختلطت فى عينيه نظرات الاعجاب بها والتطلع اليها فاهتز جسده من فرط انفعاله شعرت ليا انه على دراية كبيرة بالتعامل مع النساء وبانه قد اعتاد ان يأسرهن بقدرته الفاتنة شعرت ليا انها لا تستطيع ان تقاومه بسبب جسده هذا الذى لا يقهر اخذت تردد سؤالها بصوت مرتعش : -ب..... بسكاتورى ؟ -لم تعد الجزيرة بعيدة . اخذ يجيبها بهدوء كأنما ظن ان الخوف سيصيبها : -انها هنا انظرى . -تلك الجزيرة فقطهذه؟ -نعم هذه هى جزيرة بسكاتورى جزيرة الصيادين انها هى المكان الذى تقصدينه . -هذا لا يصدق تصور اننى لم اكن اعلم اننى ذاهبة الى جزيرة وانا التى كنت معجبة بمنظر القرية من بعيد لقد كنت ابعد من ان اتبين هذا يا له من جمال وروعة . ابتسمت ليا بوجه امتلأ بالبشر وقد التمعت عيناها بكل البراءة . -اعتقد ان بسكاتورى توافق كل احلامك وانك ستجدين فيها الكثير من المتعة . -اننى قد اتيت الى هنا للاسف لانجاز بعض الشؤون الخاصة . -فى بسكاتورى ؟ -نعم للاسف. -هذا غريب انك لا تعلمين حتى الى اين انت ذاهبة . وفجاة توقف صوت المحرك تماما واصبح الصمت يلفهما ، همس اليها : -انستى ... كانت تلك الكلمة لها رنة السحر فقد كان تعبيرهعميقا دافقا فسالته بصوت متهدج : -لماذا وقفنا ؟ -ربما لان القارب قد اصابه مس من السحر مثلما اصابنى هل سبق لك ان احسست بمثل هذا الشعور ؟ هل سبق لك الاحساس بانك اصبحت اسيرة فجاة ؟ -لا بالتاكيد لا .... -انا ايضا لم اصادف ذلك من قبل وهل سبق ان رغبت ان يحدث لك ذلك ؟ -احبانا . -وانا كذلك ولكننى لم اترك لنفسى العنان اطلاقا دائما كنت افكر قبل اى تصرف ومع ذلك مرة واحدة ليس اكثر من مرة واحدة فى الحياة كلها تلك الضربة المباغتة التى تهدم الحائل وتدك الحصون اتفهميننى ؟ -انك تتحدث بسرعة كبيرة .... -نعم اعلم لكن ها هو ذا ما حدث لى اليوم اليس كذلك ؟ -بلى اتعتقد ذلك ؟ -يجب علينا ان نتلاقى هل ستذهبين الى فندق بوروميو ؟ هل يمكن ان نتناول عشاءنا معا هذا المساء ؟ كان يسالها والرقة تملأ نبرات صوته والخوف يبدو على نظراته ردت عليه بصوت متهدج : -هذا مستحيل ساكون بصحبة شخص ما . -كانت تشعر بالاسى ان ترفض طلبه . -يا للاسف اهو حبيبك ؟ يبدو عليك مظهر امراة لها محب عاشق سعيدة لا تطيقين صبرا حتى تلاقيه لكن ربما كان هذا مسلكك الطبيعى . -ارجوك دع القارب يواصل المسير . -اواثقة انت من ذلك ؟ الا يكون من الافضل ان نلبث ها هنا الى الابد والا تطا اقدامنا الارض ؟ -ولكننا سنموت جوعا . -ليس فى الامر كله مشكلة سياتى الينا الصيادين بما ناكله سيكون فى الامر مزايا اكثر مما فيه من عيوب . -ايه مزايا ؟ -سيكون لنا مطلق الحرية ان نفعل ما نشاء سيصبح لدى الوقت لاتعرف اليك قبل ان يفسد هذا العلم نقاءك الرائع . كان يتحدث اليها باخلاص شديد وشعرت ليا بالانجذاب نحوه !معجزة حقيقية يخيل اليها انها تعرفه طوال حياتها انها تستطيع البقاء الى جانبه ابدا . -حسنا ما رايك ؟ -واخرجت ليا تنهيدة عميقة . -هأنت تتوهين منى مع الافكار وترخين تلك الاهداب البديعة وانا اهيم بك تعلقا وصرت اهتم بامرك . -ولكن لماذا ؟ -يبدو ان هناك ما يشغل بالك دعينى اساعدك انا على ثقة انى استطيع ان افعل شيئا . -لا اننى لست فى حاجة الى مساعدتك . -اتظنين انى لا اكتم السر ؟ من الواضح ان راسك مشغول بشئ ما صعب شاق ينظرك انك مشتتة الذهن انك حتى لم تلاحظى اننى لست بحارا لاحد القوارب الاجرة التى تقوم بالتوصيل لم تلاحظى انك صعدت الى قارب خاص ليس للابحار . فوجئت ليا وفتحت عينيها عن اخرهما . -فلتغفر لى لم اكن اعلم .... -لا تهتمى بالامر . كان يحدثها وهو يقترب منها وكانت عيناه تلمعان بتعبير جديد راحت ليا تتراجع على مقعدها . -ل..... لماذا ؟ لا ..... وبدون ان يتعجلها وقف فى مواجهتها ونظراته تقطر عذوبة ورقة لكن تلك تلرقة التى بدت منه لم تزل بعد مخاوفها امام كل هذه العذوبة كيف تجد القدرة لتصده عنها ؟ قال لها : -لا تتردى . واخذت ليا تشعر ان فمه يسحرها ويخلب لبها حاولت ان تجيبه ولم تستطع ان تنطق بحرف واحد راحت تنظر الى اهدابه الطويلة السوداء الى شفتيه المرطبتين شبه المفتوحتين مرر لسانه بين اسنانه البيضاء فاخذت ليا تقلده بدون تفكير واخوذة بالسحر المنبعث من هذا الرجل . غاصت فى دوار ناعم لذيذ من عطره الجذاب الذى فاح من جسده ومع ذلك يجب ان تقاوم ذلك الاحساس فالحياة ليست هكذا الحقيقة الوحيدة هى سيلينا التى يجب ان تساعدها وهؤلاء المسنين السؤولة عنهم وقررت المقاومة وفجاة قطع الصمت بحديثه : -هل انت مضطربة ؟ -نعم اخشى ان اصل متاخرة الى الفندق انا مرتبطة بموعد لقد هالنى ان زلت قدمى وانا اصعد الى قاربك بسهولة كنت تستطيع ان تمنع وقوعى والان وقد اصطحبتنى معك فانه يتحتم عليك ان توصانى الى البر لقد اعيانى التعب . -ما هذا الخليط العجيب الذى يربكنى حقا انك حالمة ومضطربة تمتلئين حيوية ونعومة على استعداد للتقبيل وفى غاية البراءة كل فى ان واحد . لم يعجبها ابدا ذلك التلخيص لشخصيتها هى التى كانت تريد ان تبدو فى نظره امراة مجربة . -فلتحتفظ بانطباعك لنفسك اشكرك انك سخيف بامانة لقد جعلتنى اتقزز . كان ابعد ما يكون عن الغضب ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه . -ينصحون الناس بالمجئ الى هنا لينالوا قسطا من التحرر البعض يعتقد ان تلك البحيرات تؤدى الى لم شمل المحبين اما العلماء فلهم رائ مختلف انهم يرون ان الماء يحمل فى طياته ايحاء جنسيا ؟ -ارى انك قد تخطيت حدودك تماما وانك تستحق صفعة على وجهك . -وانا لا ارغب فى افضل من ذلك فاى نوع من الملامسة مع يدك سيكون متعة لى .... سحبت يدها لتصفع ذلك الخد البرونزى ثم اخذت تعتذر عن تصرفها . -اوه اغفر لى ... افقدته الصفعة توازنه بدت علامات اصابعها الحمراء على وجهه . انستى المسكينة لقد وصلت الى قمة انفعالك لك كل الحق يجب ان اقلك فورا الى الفندق ومن يعلم قد تشعرين بتغير فى رغباتك من يدرى ؟ وادار المحرك بسرعة بعد لحظات كان قاربهما يصطدم برفق بحجارة الرصيف كانت لاحلة عبور مشحونة ذات عواطف متأججة . -كم اجرتك ؟ -لا شئ . -مستحيل يجب ان ادفع لك . همس اليها : -اذن قبلة . -فى هذه الحالة لن تحصل على اى شئ . بدا كما لو لم يكن يفهم اجابتها . -سوف احصل على اجرى فى وقت لاحق . -هذا لن يحدث ابدا . -ستجدين الفندق فى اخر هذا الدرب على اليمين وعندما تكونين فى حوض الاستحمام تاكدى انى ساكون افكر فيك حينئذ . كان اسلوبه يوحى بالابتسام -يبدو انك فى غاية الجد والحزم كما تشائين لكن لا تنسى ان تنظرى الى البحيرة . لقد اسرت عيناه عينى ليا شعرت الفتاة الصغيرة بالرغبة فى ان تبقى هنا لا تجد القوة للابتعاد عنه . -الى اللقاء قريبا جدا . القى اليها الرجل بالتحية من قاربه . -بالتاكيد لن يحدث ساتجنب حدوثه ان استطعت . وبدات ليا تتخذ طريقها الى الفندق . *************************** الفصل الثالث
-سيلينا . وضعت ليا حقيبتها على الارض وفتحت ذراعيها لتستقبل اختها وقد جاءت تجرى نحوها احتضنتها : -انى انتظرك بفارغ الصبر . -ولكنك قلت لى ان اتى هذا المساء . -لقد تغير كل شئ خذى مفتاحك سنتحدث فى حجرتك . -الا ينبغى ان تكونى الان فى عملك ؟ -لقد اخبرتهم اننى مريضة او شئ من هذا القبيل فقد احسست اننى سالقاك ساعة الغداء ولكن ها انت ذى تصلين متاخرة ما الذى اخرك ؟ فالظروف لا تسمح بالتاكيد ان تقومى ببعض الجولات السياحية وانك لتدركين ذلك . -لم اكن ادرى انك تنتظرينى من الان لقد اخبرتنى ان لقاءنا سيكون على العشاء . -اننى لا اطيق صبرا يجب ان يتصرفوا وحدهم تعالى بسرعة فليس امامنا وقت طويل . -استمعى الى يجب ان تعودى الى عملك قبل ان يلاحظوا غيابك وعلى كل حال انا الان فى غاية التعب لنؤجل حديثنا الى وقت لاحق فلدى الكثير لافعله . -ومتذت عنى انا لو تعلمين ما مر بى انه يهدد بالقائى فى السجن . قادت سيلينا اختها على درجات السلم وهى تصيح فى طريقها باحد العاملين : -كاسين من الشراب كمية مضاعفة كاسين كبيرتين اتقهم ؟ ابتسم العامل اليها محاولا الا تخطئ عيناه النظر الى الفتحة العريضة على صدر ثوب سيلينا . -انها كارثة هل تتصورين ما كنت .... -لحظة من فضلك انى لم اكل شيئا منذ الصباح اننى لا اريد شرابا بل اريد .... -لا عليك ساقوم انا بالكاسين ها هى ذى غرفتك افرغى حقائبك بينما تحدث اليك . خرجت ليا الى الشرفة . -كم هى رائعة الجمال جزيرتك هذه . -جميلة لكنها سامة . -ما هذا الذى تقولين ؟ -لا تنظرى الى هكذا افعلى شيئا افرغى حقائبك اشغلى نفسك باى شئ لا استطيع التحدث اليك بينما تركزين بصرك على بهذا الشكل انهم يسمونها جزيرة مازاردى الرهيبة . -حسنا احكى لى . قالت لها ذلك وهى تعلق فى الصوان ثوبها الاخر والقميص والتنورة الجديدين . -هل هذا هو كل ما احضرته معك ؟ -لا تشغلى بالك ان كنت تشعرين بالخجل منى فبامكانك عدم رؤيتى اطلاقا ولتتوقفى عن انتقاد ملابسى. اليس لديك ملابس اكثر اناقة ؟ -نعم ليس لدى ملابس انيقة لم اكن مستعدة لتلقى دعوة من مازاردى هذا حتى اجهز ثوبا ملكيا ان ما تنظرين اليه باحتقار هو افضل ما لدى . لا تقولى انك تلبسين مثل هذه الملابس للذهاب الى العمل فلا يمكن ان تمرى بمكان دون لفت جميع الانظار . -لا ان هذا ليس صحيحا لقد ابدلت ملابسى قبل ان اركب السفينة لان زى العمل الذى سلموه لى كان ذا رائحة لا تطاق لم اعترض بقيت ساكنة حتى بلغت الذروة فما ان اهم بفتح فمى باى كلمة حتى يكشر لى مازاردى عن انيابه . -حسنا ما الذى تقومين به فى عملك غير كل هذا ؟ اخرجت سيلينا زفيرا عميقا ثم راحت ترتمى بين ذراعى اختها تحتضنها . -لكم انا سعيدة برؤيتك انك تفهميننى على الاقل الجميع يعاملوننى كما لو كنت دمية غبية . -نعم انا اعلم انه رد الفعل الطبيعى امام ذلك الزى الذى ترتديه . -العمل ... حسنا انه يعجبك بالتاكيد ويناسبك انت لد عينت كمرشدة اقود جولات زيارة قصر مازاردى للسياح الانجليز انه لعمل مضجر قاتل انك تقدسين مثل هذا النوع من الاعمال لم اكن لاظل يوكين لولا ان قابلت رونزو . واضطرت ليا ان تنتظر باقى الرواية فقد دخل عامل الغرف يحمل اليهما الشراب قالت له سيلينا : -اضف هذا الى حسابى اشكرك . ابتلعت سيلينا دفعة من الشراب وكانت يداها ترتجفان بعض الشئ . -هذا الشراب يشعرنى بالقوة حسنا الجزيرة يملكها مازاردى واخوه الاصغر رونزو انها عائلة قديمة جدا تمتد جذورها عميقا ويبدو ان القصر وما به من منقولات ومقروشات يساوى ثروة لا باس بها . -ورونزو ؟ -انى احبه لا داعى لهذا الخوف اعلم ان الامر يبدو متسرعا بعض الشئ لكنى اؤكد لك ان خفقة القلب حقيقية . مدت سيلينا يدها برقة كان بنصرها يتحلى بخاتم به ماسة كبيرة . -انظرى لقد اعطانى هذا الخاتم . -هل عقدتما الخطبة ؟ انكما لم تكادا تعرفان بعضكما تمام المعرفة فكرى قليلا يا عزيزتى لقد انجرفت لطيشك مرة اخرى ويجب ان تعلمى ان الانجذاب اللحظى اليه لا يعنى وجوب نجتح العشرة بينكما هل انت واثقة انك تريدين العيش معه الى الابد ؟ -ارجوك لا تسدى الى النصائح ففى قائمة الاعتراضات ايضا نختلف عن بعضنا كليا لا تنسى ذلك . -الحق معك ان كنتما متحابين فعلا فلا اعتقد ان يكون لكلامى اى تاثير لكن فكرى فيما هو ات واخوه ما هو دوره فى كل ذلك ؟ -انه وحش جبار ماسيمو دائما يغار من رونزو حبيبتى الصغيرة لولو انك انت التى ستساعدينا باسليبك الجميلة وتصرفاتك التى تنم عن فتاة بالغة كاملة العقل ستستطيعين اقناعه . -انك دائما ودود . قالتها ليا من بين اسنانها . -انه يكرهنى يعتبرنى فتاة مغامرات وهو المسيطر على كل ثروة العائلة يتحكم فى كل شئ ان عارض الزواج لن يجد رونزو سنتيما واحدا ولا مكان يؤويه لدرجة اننى قد عرضت عليه ان يلوث شرفى حتى يجبر اخاه على قبول الزيجة بيد انه صدم بشدة لعرضى هذا انه يريد لزوجته ان تكون عذراء الى يوم الزفاف . -حسنا لان .... ل ..... -اننى فى حاجة الى شئ من التسرية رغم كل ذلك ولهذا السبب بالذات كابدت عدة مشاكل مع الشبان كان رفضى يثير جنونهم اننى عذراء وهذا شئ حسن لكن الان انا ورونزو اننا نريد الزواج باسرع ما يكون. رايى انه يتحتم عليك ان توقفى عرى الصلة بينكما ان الناس لا يتزوجون هكذا بعد ثلاثة ايام غجا ساذهب معك الى الجزيرة وساتحدث الى مازاردى . -لا ان لم نتزوج على الفور فان مازاردى سينيفنى من الوجود هذا مؤكد . -اخدئى يا عزيزتى واتركينى اتصرف كما ارى اننى اشعر بالاسى لما انت فيه كما نى لا ارى انه يستطيع فعل اى شئ مما تقولين . ارتمت سيلينا غلى الفراش تنتحب وجلست ليا الى جوارها . -انه كريه لا اخلاق لديه انه يعاملنى كاحدى ال****** كل ذلك لانه رانى ذات يوم مع بحار كان ياخذنى فى جولة فى ارجاء البحيرة لم يكن خطا منى ان حاول التهجم على اليس كذلك يا لولو ؟ لقد كدت اجن من مضايقته لى وبلغ بى الحنق درجة كبيرة بعد ذلك لكن ملزاردى بالتاكيد لم يكن يريد تصديق اى كلمة ادافع بها عن نفسى . حسنا لسوف يستمع الى انا اؤكد لك انه سيغير من لهجته ان ظن ان .... -نعم نعم وقد تصلين معه الى نتيجة ولكن بانتظار ان يتحقق ذلك لعلك تفهمين لماذا نحن فى حاجة الى النقود اننا لا نستطيع الفرار لنتزوج ونحن لا نمتلك شيئا وعندما نعود سيكون ماسيمو مجبرا على ان يتقبلنى . -لا اننى لا استريح لهذا الحل انه اسلوب غير امين . -ليس لدينا خيار اخر انه مستبد انك لا تعلمين معنى ان تتقربى من شخص مثله او ان تجعليه يتقبلك اننى اصبحت لا انام . -هل يمكن ان يكون اخو رونزو قد احبك هو ايضا ؟ -اتسخرين ؟ انه بلا قلب لو رايته كما رايته انا للمرة الاولى ان حتى لم يعر اى التفاته الى الغمزة التى غمزت بها له . -سيلينا ! لكن هذا لم يعد له اى اهمية الان اما رونزو فانه فتى رقيق وليس من النستغرب ان الجميع يفضلونه لقد طردت العائلة ماسيمو من قبل . -حسنا فلنلخص كل هذا لقد طلبت منى الحضور كى اتيك بالنقود التى تلزمك للهرب مع ذلك الايطالى وتريدين ان تلقى بى امام الثعلب للدفاع عنك حيث يجب على ان اسوى الامور مع هذا الثور الجبار الذى يشهد له الجميع بالسطوة والقسوة . -نعم ان ضخمنا الامور ستصبح على هذا النحو . -شكرا جزيلا . همت ليا ان تاخذ حماما منعشا وبعد فترة كانت ترتدى ثوبا مريحا وجلست بجوار اختها على الفراش . -حاولى اقناعه كونى لطيفة فى معاملته كونى جذابة انا على ثقة ان مازاردى سينتهى به الامر للاذعان لصوت العقل ذلك انتحدثت معه بذكاء . -انك لا تفهمين شيئا لقد اوضح لى رونزو ان ماسيمو لا يتاثر بكلام الاخرين انه يكره ان يضغط عليه احد ان رونزو خائف لاجلى نحن مجبران على الرحيل سرا . -يا مسكينة يبدو ان هذا الرجل نمر ارقط . -اننى لم اصادف فى حياتى انسانا رهيبا مثله . -انى اصدقك ولكن انتظرى اصبرى فترة اخرى حتى ..... وقفزت الفتاتان من مكانهما عندما سمعتا طرقا على الباب كانت لفافة من اجل ليا اصابتها الدهشة واخذت تحل رباط اللفافة وجدت بداخلها علبة من المخمل . -لابد ان فى الامر خطا ما . احمر وجهها وهى تقرا الكلمات التى سطرت على البطاقة فتناولت سيلينا البطاقة من يدها لتقرا : -يجب ان اراك مرة اخرى ساترك نفسى لاقع فى الفخ . فى هذه الاثناء كانت ليا تفتح العلبة فوجدت فى داخلها بروش انيق من الكهرمان ودق جرس الهاتف فقفزت من مكانها مرة اخرى . -رعب . همست سيلينا وواصلت لابد انه ماسيمو . -حسنا هذا سيحل المسالة سيضطر الى سماعى رفعت السماعة وردت بصوت متحفز : -نعم ؟ -هذا رائع تعجبنى النساء اللاتى يجبن حتى قبل ان يوجه اليهن السؤال . -اوه لا حسنا انى ..... -انا موجود بالطابق السفلى لقد حجزت مائدة لشخصين تعالى لتنضمى الى انى فى انتظارك والشراب معى لتقضى ليلتك الاولى بصحبتى فى مشاهدة القمر لقد رايته يبدو فى عينيك . -لا استطيع فاننى لست وحيدة . -فهمت . -لنك لا تفهم اى شئ ليس الامر كما تظن استمع الى انا لا استطيع ان اقبل هديتك . -تعالى لتقولى هذا الكلام فى مواجهتى . اقتربت سيلينا لتستمع الى الحوار وسالتها باهتمام : ما الامر ؟ -سانزل لارد لك البروش ولكننى لن اتناول العشاء معك . اقفلت الخط بيد مرتجفة واستدارت جهة اختها : -لن اغيب طويلا .ارجعت البروش الى العلبة ةاخذت تبحث عن حقيبتها ، قالت سيلينا : -لا داعى للعجلة فلتتناولى عشاءك مع صديقك الصغير انى افضل النوم لا استطيع مواصلة الحديث اكثثر ممن ذلك . -هل شاهدت حقيبتى ؟ -لا فلتبقى على هدوئك كونى رقيقة وقبل ان تهبطى اغلقى الستائر واطفئى النور سيكون من الخير لى ان استريح وحيدة مدة ساعة اننى فى حاجةالى ترتيب افكارى . -حسنا وانا ساتصرف مع هذا الدخيل ثم ساكل شيئا من الطعام وقد اذهب بعد ذلك لاقوم بجولة قصيرة . -هيا اذن يا لولو لا تتباطئى هكذا . -عزيزتى لا يمكن ان اتركك وانت فى هذه الحالة . -ارجوك اننى فى حاجة الى ان انفرد بنفسى . اطفئت النور وفتحت باب الحجرة فوصلها صوت سيلينا : -هل ستتركيننى بلا مساعدة ؟ -بالتاكيد لا ايتها الغبية انت تعلمين تماما انه يجب ان تثقى بى كل شئ سيكون على ما يرام سترين . هبطت درجات السلم ببطء كان ينتظرها فى البهو بهى الطلعة كانه احد الهة الاساطير ما ان ظهرت فى المكان حتى ركز ناظريه على جسد الفتاة الصغيرة التقت عيناه بعينى ليا اخذ يسرع الخطوات المتبقية بينهما حتى واجهها ثم مد لها يده اعطته يدها وقد غشاها احساس عاطفى عميق وتركته يقودها عبر البهو وفجاة افاقت وتذكرت ما كانت تنويه . -انتظر . قالتها وهى تضع العلبة فى يده ، لا استطيع ان اقبل هديتك ولا اريد ان اتناول العشاء معك . تملكته دهشة قوية فاخذ منها العلبة دون اعتراض . -هل هذا لا يعجب عشاقك ؟ -الا تفكر الا فى هذا حاول ان تفهم الوضع انى اعالج احدى المشاكل العائلية مع اختى . تناول يدها مرة اخرى برقة كما لو كانت احدى الاميرات كان قد قادها الى الشرفة . -مائدتنا هنا الى جوار حاجز الشرفة حيث تكون البحيرة تحت قدميك . غمرتها السعادة وغاصت فى المقعد ، قال لها مبتسما : -لن اظل اناديك بانستى اليس كذلك ؟ -اسمى ليا . -وانا ماكس فى نخب عينيك البديعتين يا ليا . قالها رافعا كاسه اخذت رشفة ضئيلة من الشراب ، همس اليها : -انتبهى . سالته بشئ من الخوف : -انتبه لاى شئ ؟؟ -انتبهى فقد تصيبنى عيناك الجميلتان فلتغليقيهما سريعا قبل ان اذوب فى تعبيراتهما الاخاذة . تنفجرت ضاحكة : -انك بلا شك مجنون . -اعلم ذلك لو رانى الناس الذين يعرفوننى لانكرونى انك قد جمعت كل نجوم السماء فى عينيك . -يجب ان اتركك على الفور . -يمكنك ان تدعى اختك لتشاركنا ان كنت ترغبين فى ذلك . -لا فهى تريد ان ترتاح . قالتها ليا بشئ من السخرية ثم ندمت لم يعد لديها عذر لتتخلص من صحبته رفع ذقنها بطرف اصبعه يجبرها على النظر فى عينيه . -هل ابدو فى نظرك منفرا الى هذه الدرجة يا ليا ؟ هزت راسها بالنفى فنادى على الساقى . -فلتلقى نظرة على قائمة الطعام . -يكفينى احد الاطباق الخفيفة . -اريدك ان تطلبى شيئا اخر فاننى اليوم احتفل بحدث عارض من نوع خاص . -هل اليوم عيد ميلادك فان عيد ميلادى قد اقترب ايضا ؟ -لا ربما فى الحقيقة اننى قد اكتشفت او بالاصح اعدت اكتشاف شئ خاص جدا ونادر للغاية . -بعض ذكريات العائلة ؟ -نعم شئ مشابه لذلك . -حسنا فى هذه الحالة .... قاطعتها تلك النظرة الملتهبة التى رماها بها اخذ يمسك بيدها . -انستى الناعمة الم تواتك الرغبة ابدا فى الصعود الى النجوم ؟ خفق قلب ليا بشددة : -توقف كمن فضلك . اخذت تتضرع اليه فسحب يده نادما وقال بصوته الناعم : -للاسف انى اعلم تماما ما الذى ابحث عنه بينما انت لا تعلمين اقل القيل عما تريدين ... -لننى بلا شك اعلم ما اريد احد اطباق فاتحات الشهية كبداية ثم طبقا من السمك على ما اعتقد . لم يستطع ماكس ان يمنع نفسه من الابتسام لقد نجحت هذه المرة فى كسر التعويذة . فجاة النتشر صوت مدو عبر البحيرة كانت اجراس قصر مازاردى تعزف السلام الملائكى اخذت ليا تتامل تلك الجزيرة الصغيرة وظل ماكس يراقبها دون ان يحرك طرفا واحدا من اطرافه ثم مال عليها وتناول يدها النحيلة يتحسسها وابقى يدها فى يده حتى جاءت اطباق الطعام قالت له : -لن تتركنى هكذا اموت جوعا ؟ سحب يده وقد ارتسمت على وجهه شبه ابتسامة . -لابد انك كثيرا ما تقومين بغسل الصحون . اخذت تنظر الى يديها وكفيها الخشنتين . -نعم تلال من الصحون . -اهذا هو عملك ؟ -اننى مسؤولة عن دار للمسنين اننى اهب حياتى لوالدى ولثمانى نسوة مسنات . -لكن لا يبدو ان والديك قد كبرا فى السن الى هذه الدرجة . -لقد توفى والدى فى حادث قطار قبل مولدى وتزوجت امى ثانية عندما صار عمرى عاما واحدا وانا احب ليونيل للغاية انه زوج امى كان قد بلغ الخمسين عندما تزوجها واليوم اصبح فى مرحلة متاخرة من الشيخوخة اما امى فهى مصابة بالتواء فى المفاصل . سالها ماكس بصوت قد ملأه الاحترام : -وبالتاكيد انت واختك مسؤولتان عن كل شئ ؟ -لا انا اقوم بهذا بمفردى تعاوننى احدى السيدات فى العمل . -واستطعت الرحيل انها لمسؤولية ثقيلة . -معك حق . -اتمنى الا يكون الموقف فى غاية الخطورة ؟ -لا كنت اريد الرحيل لبضعة ايام فقط . -انى افهمك تماما فذلك النوع من العمل لابد ان يكون مرهقا للنفس كما هو مرهق للبدن ولكن لماذا لا تقدم لك اختك يد المساعدة ؟ -انه عمل لا يتوافق معها بالمرة انها كالزهرة البضة الخلابة بينما انا فواحدة من نباتات الحقل . -بل انت زهرة برية انك تخفين جمالك الرقيق وراء الظلال هل شاهدت يوما احدى الارهار البرية ؟ الساق رفيعة نحيلة البراعم تلمع كالاصداف والقلب من الذهب الخالص . -لن تقول ذلك ان رايتنى اقوم بتقشير البطاطس او بمسح ارضية المطبخ . -ولم لا؟ ان عملك شاق وهذا لا يدعو الى الخجل لن يديك هاتين رمز لقلبك الكبير تقولين ان اختك لا تساعدك الم تطلبى منها ان تفعل ذلك ابدا ؟ -نعم فهى لم تخلق لذلك . -لكن الم ترغبى ابدا فى القيام بعمل اخر ؟ طيرت التفاتتها خصلة من شعرها البرونزى فاعادت ليا بسرعة احكام شعرها اخذ ماكس يراقبها باهتمام . -بلى لقد بدات اتلقى دروسا فى علم البساتين اتعلم شيئا عن هذا العلم ؟ -نعم . -انه لشئ غريب حقا انك تبدو كالايطالين بينما تتحدث الانجليزية بطلاقة لا تشوبها الا لكنة خفيفة لا تكاد تلاحظ . -كما قلت لك لقد عدت من الخارج من زمن قصير لقد عشت فى بريطانيا منذ كنت فى الثامنة عشرة . -اذن فالامر صحيحانك لست بحارا ؟ -وهل يدهشك ذلك ؟ -لا لا يهمنى كثيرا هذا الامر ولم عدت الى ايطاليا ؟ -لان ابى قد مات . لمست يده برقة فرفع عينيه اليها واخذ يواصل حديثه : -ما الذى منعك من مواصلة دراسة علم البساتين ؟ -لقد كنت اقوم بالدراسة فى مدينة اخرى وفى احد الايام عندما عدت فى اجازة دراسية علمت ان الالم قد اشتد على امى ووان داء مفاصلها قد اصبح يقعدها تماما عن الحركة وارتبك المنزل كانت امى فى حاجة الى فبقيت الى جوارها . -دون اى تردد ؟ -بالمرة اننى احب اسرتى الا ترى انه من الطبيعى جدا ان نهتم باهلنا وان نرعاهم ؟ -ولكن كان من واجبهم ايضا ان يسمحوا لك انها تضحية كبيرة من جانبك . -لا مطلقا كان فى منزلنا العديد من الغرف فواتتنى الفكرة بتاسيس دار للمسنين حتى تسد حاجتنا اننى احب جدا نزلاءنا وهم كذلك يحبوننى اننى لا انسجم تماما مع من هم فى مثل سنى بعكس اختى انها تشبه احد المذنبات الصغيرة . -انت تملكين شفافية الكهرمان ونقاء الذهب ان الحياة المرفهة الرغدة لا تساوى شيئا هناك من الرجال من يفضلون صفاتك وكمثال رجل يائس من اخطاء الاخرين رجل اذهله ما وجده فيك من رقة نادرة لا تتوافر الا للملائكة . -هذا الرجل المسكين سيصبح اكثر ياسا عندما يكتشف هؤلاء المسنين العشرة الذين اقوم برعايتهم . -ليس هكذا ان كان يتمسك بك كما انك قد استطعت تحرير نفسك عندما اردت ان تاتى الى هنا . -لم اكن لفعل ذلك فى ظروف اخرى لقد جئت الى هنا من اجل اختى لامى انها هنا منذ اسبوعيت لقد التقت شاب لكن عائلته لا ترغب فى ان يتزوجها . -اذن فالامر كذلك ؟ كانت نبرته غريبة لاحظت ليا ذلك بدا فجاة وكانه يشعر بوخزة الم كحيوان قد وقع فى الفخ . -انها عائلة واسعة الثراء تخشى ان تكون اختى لا تسعى الا وراء المال لكن سيلينا ورونزو متحابان للغاية هى على الاقل تخلص له الحب انى على ثقة من هذا . -لكنها هنا منذ اسبوعين فقط ؟ كان يسالها فى غموض احست ليا ان كل كلمة تنطق بها تبعده عنها دون ان تدرى السبب فى ذلك . -لا ادرى ان كان هذا الحب سيدوم لكننى ارى ان من حقهما الحصول على فرصة سيكون هذا اكثر عدلا وانسانية . -ولكن هل اختك اعتادت معرفة الرجال حتى تاخذ قرارها بمثل هذه السرعة ؟ -نعم لقد تعرفت على العديد من الرجال . -ربما يكون ثراء الرجل هو ما جعلها تشعر بحبه ؟ -لا اعتقد ذلك فقد صادفت رجالا اكثر ثراء ولكنها كانت تصدهم جميعا انها غارقة فى حبه الا تظن ان الحب اقوى من اى شئ ؟ -لا هناك اشياء مهمة اخرى يجب اخذها فى الاعتبار . بدا فجاة كانما قد اصبح بعيدا عنها . -انى اعلم ان ذلك لن يكون سهلا وانهما لا ينتميان الى نفس البيئة والوسط لكنهما يتبادلان الحب وفى ايامنا هذه يمكننا التغاضى عما يختلفان فيه . -بلا شك لا يمكن ذلك . قال ذلك صارخا وهو يضع كاسه على المائدة : -لم اكن ابدا اكثر اقتناعا برايى مثل هذه اللحظة بالذات لا يمكننا ابدا الانتقال هكذا من وسط الى اخر من عالم الى عالم مختلف تمام الاختلاف . -لم اكن اتصور ان العائلات النبيلة من هذا النوع تبدى كل هذه الغيرة وهذا الاهتمام لحصر الزيجات فيها فى اطار العائلة ان كانوا لا يريدون لابنائهم ان يكونوا اغبياء فعليهم ان يتقبلوا منان الى اخر الزواج باخريات من طبقة مختلفة . -على الاقل سيحفظهم هذا من المغامرين الذين لا يسعون الا وراء المال . -انك لا تعرف اختى ولا اعرف لماذا تتخذ هذا الموقف العدائى منها اتمنى الا يكون جميع الايطالين مثلك يقتلون حرصا على ارثهم عميانا ويحكمون على الامور بلا تبصر . قامت من مقعدها واطرافها تضطرب بشدة ثم قالت بازدراء : -سوف اضيف هذا العشاء الى حسابى فلا اريد ان تتهمنى انا ايضا باننى اهتم بك سعيا وراء المال . -كوميديا لطيفة احسنت . -لقد خاب ظنى للغاية لا يفيد الجدال معك ابدا على كل حال ماذا يفيد ذلك لقد اخطات فى الحكم على اختى اما انا فسافعل كل شئ لاساعدها . جرت فى الفندق حتى وصلت الى درجات السلم كى تبتعد سريعا عنه وصلت فى ثوان الى حجرتها كان الباب شبه مفتوح لابد ان سيلينا نائمة وجدت ليا زر النور فاضاءت المصباح وفوجئت بالمنظر الذى بدا عليه المكان كان كل شئ مبعثرا بطريقة لا تصدق بحثت عن حقيبتها فلم تجد غير جواز سفرها وقد القى فى احد الاركان لا يمكن ان تكون هذه سرقة عادية اعترتها فكرة ان تكون اختها قد اختطفت لقد نفذ ماسيمو تهديداته بنسفها من الوجود تماما . **************************** الفصل الرابع
رات ليا رسالة قد تركت لها بالحجرة التقطتها بيد ترتعش هذا خط سيلينا كتبت " اننى لم اخبرك بكل شئ فالامر اخطر من ان ادعك تعرفينه انتظرى اتصالا هاتفيا منى انا التى اخذت ملابسك وحاجاتك لا تتصلى بالشرطة ولا تحيطى ادارة الفندق علما بما حدث ان رايت مازاردى فلا تقولى له شيئا لا تتحركى من عندك والا سادخل السجن مباشرة ثقى بى سيلينا " اثق بها هذا فى غاية الصعوبة راحت ترتب الحجرة لتشغل نفسها وقد اصابها الرعب من الموقف الذى وضعتها سيلينا فيه اخيرا رن جرس التليفون سمعت صوت سيلينا : -اه انت هنا الحمد لله . -انك لمجنونة . -انتظرى ساشرح لك لم يكن لدى من الوقت لاكتب لك المزيد كان يجب ان يتم كل شئ بسرعة كان الموقف فى غاية الخطورة لم يعد امامى اى خيار اخر لم يكن بمقدورى مغادرة الجزيرة فى سرية ومعى ملابسى وحاجياتى كان يتحتم على ان اخذ ما جئت به معك . -سيلينا . -ارجوك كان يتحتم تضيق الوقت على مازاردى قبل ان يهرع لمطاردتنا يجب ان نغادر البلدة كلها انى اتضرع اليك يا لولو اعدك بان تكون هذه اخر خدمة اطلبها منك اذهبى الى الجزيرة وخذى مكانى لن يكلفك الامر سوى البقاء فى حجرتى تغلقين بابها عليك مدعية انك مريضة . -ماذا ؟ لكنهم سيكتشفون هذه الخدعة على الفور . -لا لن يكتشفوا شيئا اغلقى الستائر ابقى فى الظلام يتحتم عليك الذهاب استقلى قاربا حتى القصر ستدخلين من الباب الصغير الاصفر الموجود بالجهة الجانبية حجرتى بالدور الاعلى فى مخزن الغلال انها تشبه حجرة الفئران . -ولكن .... -سيكون الامر سهلا اتفهمين لقد اعتاد رونزو على السفر عدة ايام من ان الى اخر لكن ماسيمو ان راى انى قد رحلت انا ايضا فسوف يدرك حقيقة الامر كله لو تعلمين كم انا خائفة يا ليا كان على رونزو ان ياخذ النقود التى بالخزانة المصفحة الموجودة بمكتب مازاردى فابوه لم يترك له ما يكفى من المال وبالتاكيد لن يحصل على اى اموال بعد الان من ماسيمو هو بالتاكيد لم يعرف بعد ان الخزانة قد اصبحت خاوية وسيحاول بالقطع البحث عنى والامساك بى سنختفى بضعة ايام سامحينا لكنه قد ادخل فى قلب كل منا الرعب والهلع . -هل كان المبلغ كبيرا ؟ -مهول ضربة العمر ارحمنى يارب . قطعت سيلينا الخط لم يكن امام ليا اى خيار ستدهب الى هناك مضحية بنفسها . اخذت ليا تحسب النقود التى وجدتها على الارض فوجدتها الف ومائة ليرة هبطت بسرعة الى بهو الفندق وتركت مفتاحها فى الاستقبال ثم اخذت تسير فى الدرب الضيق المؤدى الى مرسى القوارب واخذت تذكرة للذهاب فقط حيث ان النقود لا تكفى للذهاب والعودة الى جزيرة مازاردى املت ان تكون سيلينا قد تركت بعض النقود فى غرفتها . افاقت ليا من نومها فزعة على صوت المذياع وحاولت ان تغلقه ولكنها لم تستطيع فى النهاية فصلت الكهرباء عنه خرجت الى النافذة ورات رجلا انيقا يرتدى اللون الاسود دفع مقعده واتجه صوب الدار فجاة سمعت طرقات شديدة على الباب لقد اتوا للبحث عن سيلينا . -افتحى الباب والا ساحطمه . -لكننى لم ارتد ملابسى بعد . -افتحى فى الحال . -لماذا ؟ -لا تتصنعى السذاجة ؟ شعرت ليا فجاة بالخوف احست فى هذا الصوت بالريبة والعنف اخذ الرجل يرتمى على الباب بجسمه محاولا فتحه بالقوة ومع اخر دفعة قوية انفتح الباب ما ان لمحت ليا الراس ذا الشعر الفاحم حتى قذفته بالمذياع بكل قوة سقط الرجل على الارض بلا حراك كان فاقدا الوعى والدماء تنساب من بين خصلات شعره الاسود جرت كالمجنونة الى الحمام احضرت المنشفة وغمستها فى الماء البارد عندما عادت وجدته جالسا على الارض ومالت رقبته الى الاسفل تجمدت من الرعب انه هو تركزت عيناع على قدمى الفتاة ثم صعدتا بطول جسمها الذى غطاه ذلك الثوب من الساتان الاسود ومرتا بذلك الانحناء الناعم لبطنها لتصلا الى الصدر الابيض الذى انكشف نصفه وتغطى نصفه ثم اخيرا راى وجهها التمعت عيناه بالدهشة همس ماكس : -ليا . راحت تبحث عن شئ تستر به جسدها فجذبت ملاءة السرير ولفتها حول نفسها جلست على ركبتيها الى جواره وقالت له بصوت رقيق : -سوف اعالجك . -لقد اصبت بشدة . -ليس الامر فى غاية الخطورة جروح فروة الراس تشفى بسرعة لقد نجوت من الهلاك بمعجزة . لامست اصابعها مكان الجرح فافلتت منه صرخة قصيرة واحاط خصرها بذراعيه فاحست بانفاسه تلفح رقبتها انزلقت اصابعه بطول رقبتها من الخلف ولم يستطع انتزاع يده من تلك الحرارة البضة الناعمة وادركت ما كان يفتنه كان صدرها الذى يعلو ويهبط من شدة الانفعال كان يرتجف واخذت ليا تتنهد بخفة كان كلاهما ضاءع فى عالم من الاحاسيس النابضة همس اليها : -ليا . رفعت راسها ببطء اشتدت رغبة ليا ان ياخذها بين ذراعيه اخذت عيناه الداكنتان تلتهمانها احمرت وجنتاها جذبت نفسها مبتعدة عنه اخيرا اصبحت تمتلك جسدها . -انك تثير اشمئزازى لقد كنت تستحق تلك الضربة اخرج من هنا والا صرخت . وقف بسرعة على قدميه : -اى هراء هذا اتقولين انك انت التى ستلقى بى الى الخارج ؟ -ماذا تظن اذن ؟ هذا حسن جدا اى تحول هذا من الامس الى اليوم لقد تغيرت اساليبك وملابسك اين اذن قد ذهبن الانسة الصغيرة المهذبة ؟ -قد اكون تجاوبت معك برقة ولكنى لا اترك نفسى بهذه السهولة استطيع ان اكون قوية عند الازوم . -انستى اذن كانت سرابا انك مثل اختك تماما شئ ضئيل بلا اخلاق . -لقد اصبحت تهذى تماما . -على الاقل سيلينا تلعب على المكشوف اما انت فلا تستحقين سوى صفعة على تمثيل دور البراءة والقداسة .اخذ يتقدم تجاهها جاعلا اياها تتقهقر الى الحائط امتدت ذراعه تلف خصرها واحنى راسها الى الوراء بشدة ولما استجابت له اخذ يخنق تنهداتها وصيحاتها بقبله . -وحش كاسر ان لمستنى مرة اخرى ساجعلك تندم . -لقد فات الاوان يا انستى انا فعلا نادم اخبرينى ماذا تفعلين فى غرفة سيلينا ؟ -وانت ماذا تفعل هنا ؟ -لدى اسبابى الخاصة . -نعم لقد رايت ذلك بوضوح . -لا داعى لتسيئى فهمى لدينا ما يكفى من الوقت انت الان اسيرتى . -ما الذى تريد ان تعرفه ؟ -ما تفعلينه هنا ؟ -لقد خاب ظنك حين لم تجد سياينا هنا . -نعم بكل تاكيد . -لقد خرجت سياينا . -انى ارى ذلم بوضوح الى اين ذهبت ؟ -ليست لدى ادنى فكرة . -لا تاعبى معى لعبة القط والفار انكما مبتدئتان لا اكثر اخبرينى اين هى ؟ -سبق ان قلت لك لا اعلم هل كنت تعتزم التهجم عليها كما فعلت معى ؟ اصيب بدهشة كبيرة : -لا اكنى اريدها ان تحضر الى عملها فى الوقت المحدد مرة واحدة . -هذا هو الامر اذن وما ذخلك انت بذلك ؟ -انك تعلمين جيدا انها تعمل لدى ارتدى ملابسك . اذن اخرج من الحجرة . -ان لم ترتدى ملابسك فورا فساقوم بالباسك اياها بنفسى الخيار لك . -حسنا انتظرنى فى الخارج . لن تغيبى عن عينى لحظة . -لا تلمسنى حسنا لقد فزت . ارتدت فستان احمر مفتوح الظهر له رباط خلف الرقبة اضطرت ان تستدير ليربطه لها لكنه شعر بسعادة غامرة ولم يضيع الفرصة ليلامسها ثانية اخذت تحاول ضبط الثوب . -دعى ذلك عنك لا تحاولى اضاعة الوقت . من نبرة صوته التى زادت بحتها فهمت ان الفستان برغم كل محاولاتها لم يتغير شكله المثير انحنت لترتدى حذائها لم يدر بخلدها ان شعرها الغزير عندما سقط لفت نظره الى صدرها التقط ماكس انفاسه بصعوبة وجذبها بسرعة الى الاعلى . -صغيرتى الفاتنة انك تبحثين عن المتاعب . -دعنى انى لا احاول ان اثير فتنتك . -هيا تقدمى لنهبط الى الاسفل . -انتظر ساربط شعرى . امسك بذراعيها وانزلهما بعنف . -انك تؤلمنى ايها الحيوان ثم انك تغالط جدا . -اغالط لقد ادركت اخيرا انه لا يمكننى الثقة باحد ز -استمع الى جيدا لدى شيئان صغيران اريد ان اخبرك بهما وعندما انتهى ساذهب الى الشرطة للابلاغ عن تهجمك وعنفك . فتح باب الحجرة واومألها ان تتبعه . -هل تقتادنى لرؤية مازاردى ؟ هل هو يتكلم الانجليزية ؟ -لا تثيرينى اكثر من ذلك فقد وصلت الى قمة غضبى . -انا افضل التعامل مع صاحب المكان نفسه . -ستعيدين الكرة ثانية دعى عنك تلك البراءة المصطنعة انك تدركين تماما ان مازاردى هو انا . *************************** الفصل الخامس
التمعت عينا ليا بالدهشة لقد صارت حقا فى موقف مستحيل . -لا تحاولى اقناعى بانك لم ترتابى فى شئ انى اعلم تماما انكما قد رتبتما كل شئ معا انت وسيلينا لقد نصبت لى الفخ الذى لم اتوقعه بان تلقى امامى بفتاةساذجة ترتدى ثيابا عادية فى غاية البراءة ضربة معلم بحق ووقعت فى الفخ كالاحمق . -اخرس اقسم لك انى لم اكن اعلم من تكون لقد كنت اظنك بحارا عاديا كالاخرين . -نعم اى نوع من المصادفة انه من دون القوارب التى كانت ترسو على الرصيف اخترت قاربى بالذات ذلك القارب الفخم ابعد القوارب عن مكانك الذى كنت تقفين فيه ايتها الكاذبة . لما راى ذهول ليا اخذ يحاول تقليدها متحدثا بلكنة ساخرة . -اوه ماكس لقد اصيبت امى يالتواء فى المفاصل ان المسنين يحبوننى حبا جما لم اعتد التعامل مع من هم فى مثل سنى لننى زهرة من ازهار الحقل . اهذت تسد اذنيها بيديها فاقترب منها وراح يجذب يديها بقسوة . -من كان يظن ان الامر سيكون على هذا القدر من السخرية لقد رايت ما كنت اتوق دوما لتصديقه امراة تختلف عن كل الاخريات رقيقة لا غرض لها لكن لا لقد تقابلت اخيرا مع من تطابقنى تماما من تمتلك القسوة وعدم الرحمة تحت قناع الملاك . انسابت الدموع من عينى ليا . -انك مخطئ لنى لا استحق اتهاماتك هذه انت الذى كذبت على انك لا تدعى ماكس با ماسيمو مازاردى . -ان كل اصدقائى يدعوننى ماكس . -فكر كما تشاء لكن صدقنىعندما اقول لك انه عند وصولى الى استريزا لو اكن اهتم الا لسيلينا لقد ارتكبت خطا باختيارى قاربك واننى لنادمة على ذلك . -لن تبدئى ثانية اعلم تمام العلم اننى قد اخلصت لك مشاعرى الدفينة وانى قد صرت ابدو كالاحمق الاخرق وهذا هو ما ان اسامحك عليه ابدا . -كل مل قلته لك حقيقى وما عليك الا ان تتاكد بنفسك من ذلك وسوف تستعيد الثقة بى . اخذت قدماها تضعفان عن حملها واكن عليها ان تتكئ على المكتب حتى لا تقع . -اتحاولين استمالتى واضعاف عزمى ؟ -لا ولكنى لم اتناول اى طعام . تناول ماكس سماعة الهاتف وراح يلقى ببعض الاوامر الموجزة ثم راح يذرع الغرفة جيئة وذهابا دخل شاب كان يحكل صينية عليها اقداح القهوة والشطائر الدافئة والعسل وبعض الفاكهة ترك الصينية فوق المائدة وخرج . -تناولى طعامك سوف تتحدثين بعد ذلك ستدلين باعترافات كاملة لكن اثناء تناول طعامك فكرى جيدا انك اسيرتى وستظلين هكذا حتى تعود سيلينا . -بلا شك لكنك لا تخيفنى يا سيد مازاردى لنها ليست المرة الاولى التى ارى فيها اشخاص مثلك . -صحيح ؟ -انك لم تعرفنى بنفسك بالامس كنت تستطيع اخبارى باننى قد اخطات حين سالتك ان استقل قاربك . -اننى نادم الان انى لم افعل ذلك . -لم يكن هناك داع لان تدعونى الى العشاء هل كنت تخشى ان تقضى الليل وحيدا ؟ -لم يكن لدى شئ اخر اقوم به افضل من ذلك . -انك لوقح للغاية . -ليا .هانذا اضيع وقتى معك انك تعمدين الى اضاعة الوقت . -لا افهم شيئا . -ان اختك اختفت اخبرينى اين هى يجب ان نعيدهما قبل ان يرتكبا ايه حماقة . -كان يتزوجا مثلا ؟ -اسمعينى زواجهما لن يكون الا مصيبة . -لقد اوضحت لى سيلينا انك متكبر عنيد . -انك لا تعلمين شيئا انك تثيرين جنونى بهدوئك هذا انى امنحك فرصة اخيرة ثم ساستدعى الشرطة لن ادع اخى يتزوج من لصة . -اختى ليست لصة . -لقد استولت على محتويات الخزانة . -ليس لديك اى دليل ضد سيلينا كيف تتمكن هى من فتح الخزانة ؟ -رونزو لديه المفتاح لقد تمكنت من اقناعه من مساعدتها . -وهل تظن ان رونزو ليس قادر على الاستيلاء على النقود بمفرده . -وهل تستطيعين اخبارى بما حدث لجواهر جدتى ؟ -انك تكذب . -انظرى الى جيدا انك تنطرين الى رجل قد اعمته ثورة الغضب . -اقسم لك انى لا اعلم اين هى الان . -انك صادقة تماما لا استطيع ان اقول العكس سنرى كم من الوقت ستتحملين فى الدفاع عن عائلتك ستبقين هنا حتى تعود اختك ستقومين بعملها . -لا تستطيع ان تجبرنى . -لا ولكن باستطاعتى استدعاء الشرطة اختك مهددة بالسجن هل تعتقدين انها فكرة سديدة ؟ -لا معك كل الحق فيما تقول . ستعملين من العاشرة حتى السادسة سبعة ايام فى الاسبوع . -وماذا عن مرتبى ؟ -المرتب جيد ولكنى ساحتجزه .لقد سرق منى مال كثير انت ضمانى الوحيد . -ولكنى لن استطيع ان ارده لك حتى لو عملت عمرى كله . -زى العمل الخاص بك على المقعد اريد ان تكونى هنا فى ظرف ربع ساعة اذهبى عن طريق سلم الخدم يجب ان تسلكى نفس طريق التسلل المسائى . -اسفة يا سيدى اننى لم اعتد فعل مثل هذه الامور . تلك الطريقة التى تتحدث بها تذكره بطريقة حديثها اليه على القارب . -لا تلقى الى بتلك النكتة السخيفة . -اسفة يا سيدى ساكون اكثر موظفيك تواضعا طالما تريد ذلك انك تحتجزنى هنا مهددا اياى بالفضيحة ولكنك لن تستطيع ان تحطمنى . وابتعدت مسرعة تفخر بنفسها كانت خصلات شعرها البنى تنسدل على ظهرها دون ان تدرى ان ثوبها الفاتن يضفى على مشيتها شيئا من السحر . راح ماكس يتابعها بعينيه ماخوذا حتى اختفت عند زاوية المبنى . *************************** الفصل السادس
ارتدت ليا زى العمل يجب ان تسرع فمازاردى ينتظرها فى الاسفل ما ان بلغت جدار القصر حتى رات ماكس كان غارقا فى افكار غامضة اقتربت ليا بنشاط بالغ . -الزى جميل جدا لديك ذوق رائع . -انه انبى الذى اختار هذا الزى . -هل عدت الى هنا لحضور جنازته ؟ -لم يخبرونى فى حينه لم يستدعونى الا عندما اصبح رونزو غير قادر على ادارة اعمالنا هيا بنا . مشيا بخطوات سريعة دون ان يترك لليا الوقت المعتاد لتعتاد المكان . -قف لا اعلم ان تفعل ذلك عن عمد ولكنى لا افهم شيئا هكذا . -لا عليك اننى لا اتوقع الحصول على مساعدة افضل من الاولى اننى فى الوقت الحالى احيطك علما بالمكان فقط بعد ذلك سوف تتابعينى فى الجولات مع السياح وسترين كيف يكون التعامل معهم تاريخ القصر كله تم اعداد نسخة مصورة منه تستطيعين دراسته اثناء ساعة الراحة . -حسنا ساحصل على ساعة للراحة ؟ -على الا تكون ساعة كلا منا مع الاخر .بلا شك اثناء ساعة الغداء بامكانك التوجه الى بسكاتورى لتحضرى ملابسك من الفندق . -حسنا انها فكرة جيدة . -لا تتباطئى هكذا اننى فى عجلة من امرى . -انا ..... انا ...... -ما الذى يحدث ؟ -اننى اجاهد حتى امنع نفسى من البكاء هذا لن يفيد بشئ اعلم ذلك . -قد يفيد بعض الشئ . قالها وهو يتنهد ممسكا بكتفيها يحاول تهدئتها . -انت ترفض ان تصدقنى بالامس لم اتمكن من الاتصال باهلى ان والدى سيقلقان اشد القلق . -سامحينى قالها ببعض الصعوبة اتصلى بهم فورا . -لكن الاتصال الان تعريفته باهظة الثمن . -قلت لك اتصلى فورا قبل ان اغير رايى . ظل ماكس مع ليا طول المكالمة تحدثت ليا اليهم واخبرتهم بانها ستمد الاجازة عدة ايام اخرى . -اذن الامر حقيقى انك مسؤولة عن دار المسنين . علق ماكس بعد ان انهت المكالمة . -بالتاكيد . -ربما اكون قد اسات الحكم عليك فمن الجائز انك غير مذنبة الا ذنبا واحدا هو عدم الفطنة الاحداث ستثبت لنا ذلك لقد حان الوقت لبدأ الجولة السياحية الاولى لك . بعد ان انتهت الجولة قال لها ماكس : -اتشعرين بالتعب ؟ -هل حان وقت الغداء ؟ -نعم اسرعى الى بسكاتورى لتنهى شؤونك المعلقة هناك . ذهبت بسرعة ثم استدارت فجأة ماكس انطلق يعدو اليها كالسهم جذبها نحوه بهدوء ورفع راسها اليه بحنان الرسالة التى قراتها فى عينيه كانت تمتلئ بالحنان والفئ اقتربت شفاهما . -ليس معى اى نقود لا وقت لدى لاصعد الى حجرتى مرة اخرى هل يمكن ان تقرضنى المال ؟ وضع يديه اسفل ظهرها وضغط الفتاة الشابة اليه وقد امتلأ بالرغبة اشتعل جسدها كله لملامسته . -وما الذى ستعطيننى بالمقابل هذا يساوى قبلة لا داعى ان تبدو عليك اثار الصدمة هذا هو الثمن الذى عرضته على اختك مرة لنفس الطلب هيا اذن فالوقت ضيق اريد ان ارى اى تضحية انت مستعدة لتقديمها لتحافظى على طهارتك التى تتظاهرين بالحفاظ عليها . -انك رجل فاسد كل ما تسعر اليه هو قبلة . -لكنى افوز دائما . ثم انحنى براسه الفاحم نحو وجه الفتاة الشابة . ************************* الفصل السابع
-خذى النقود ارحلى الان . فرت من امامه تاكدت الان انها فقدت كل احترامه وهى التى كادت تقنعه ببرائتها . -نهارك سعيد يا انسة ليا . القى موظف الفندق التحية اليها . -لقد ظننا انك رحلت فلم نجد ايا من حاجاتك . اسرعت تفسر الامر . -انى اعمل لدى السيد مازاردى واستطعت الانتقال هناك بالامس ان جائتنى اى رسائل هل بامكانك ارسالها لى او اخبارى بها فى الجزيرة . تعرف الموظف على الزى فصدقها . -نعم حسن هل اعد الفاتورة ؟ -لا اعنى .... لا استطيع ان ادفع لك الان فليس معى نقود . -يجب ان تدفعى الان . -نعم بالتاكيد يجب ان تثق بى كل ما فى الامر ان النقود التى انتظر ان تصلتى لم تصل بعد . -ساثق بكلامك ان هذا لجنون ولكنى اشعر انك صادقة هذه يدى ممدودة اليك شدى عليها وليكن هذا عهدا بيننا اتفقنا ؟ -يكمننى ان ارد لك النقود بطريقة اسرع هل من الممكن ان ترتب لى عملا معكم فى الفندق ؟ لا ليس لدينا عمل لكن يمكنك الذهاب الى هناك حيث توجد المقاهى على ضفاف البحيرة . وجدت عملا فى مطعم كان عليها خدمة الزبائن وغسل الصحون . وصلت ليا الى الجزيرة متاخرة عن موعدها فقال لها ماكس : -انى انتظر منك تفسيرا ؟ -اؤكد لك ان ان ما حدث اليوم هو عارض طارئ فقط . -هذا العذر كانت سيلينا تقدمه كل مرة ولكن مع اصطناع شئ من البراءة والسذاجة . -حسنا اتركنى اذن على الاقل ساجد حريتى السليبة . اختاج جسده لسماع هذه الكلمات . -لا لن ادعك تذهبين اننى لم اسمح حتى لسيلينا بالذهاب وهذا هو فصل الخطاب . -نعم لقد تساءلت كثيرا عن السبب . -ااتركها تذهب فيتمسك بها رونزو اننى لست بمثل هذا الغباء لقد اردت ان ادفعها لترحل بنفسها لقد جعلت حياتها مستحيلة . -حتى استطاعت ان تنجو بنفسها . -ما لم اعمل له حساب هو ان تحرض رونزو على اللحاق بها .هيا بنا لنعد الى العمل غدا ستقودين المجموعات وحدك وساتابعك طوال اليوم . بعد ان انهت عملها ذهبت لتدرس المذكرة التى اعطاها لها ماكس عن تاريخ القصر وجدت سيدة مسنة تمد يدها بالطعام لزوجين من الطاووس . -ان هذه حديقة خاصة . -اعلم انها فى غاية الروعة اليس كذلك ؟ -تعالى ساصحبك الى مكان اخر . -لكن لماذا ؟ من انت ؟ -انا ليا احد المرشدين فى القصر . جاء الخادم وقال للسيدة . -السيد مازاردى يسالك الانضمام اليه فى الصالون . -لا تقلقى انه مالك المكان لابد انه راك تدخلين الى الحديقة انه لن يجرؤ على معاملتك بطريقة غير لائقة . -انك رقيقة للغاية . ما ان رات ليا ماكس لم تعطيه الفرصة للكلام . كن لطيفا معها ارجوك . -انها لا تستحق ذلك لقد جعلت الطاووس بدينا . -لاتسخر منها . -لا اجرؤ على ذلك . -انى لا ارى اى شراب هنا صبى لى قدحا صغيرا انك لملاك . -نظرت ليا الى ماكس فاسكتها باشارة من يده : -الشاى افضل لصحتك انك تعلمين تماما ان الطبيب منعك من الكحوليات يا جدتى . قفزت ليا من مكانها ابتسم ماكس لما راى الحالة التى هى فيها . -حسنا يجب ان اذهب الان . عندما حان موعد العشاء ارتدت احد فساتين سيلينا وكان ملتصقا جدا بجسمها سمعت طرقا على الباب . -ليا هل انت جاهزة لقد ارسلونى للبحث عنك ؟ -صباح الخير اقدم لك نفسى انا جيد وايت . وصلوا الى قاعة الطعام وبعد انتهاء الطعام اقتربت من جيد وهمست فى اذنه : -جيد . -نعم . -هل يمكنك اقراضى بعض المال لاستقل القارب سوف ارد لك النقود فى الصباح . -لا مشكلة فى ذلك الا يلزمك اى شى اخر ؟ -لا شكرا الف شكر . وضع جيد النقود فى يدها تحت المائدة .اخذت تعبر البهو بسرعة فى اللحظة التى ارادت فيها فتح الباب امسك ماكس يدها . -لا تسرعى هكذا حسنا قل قمت الان بغواية جيد ؟ -معذرة . -جيد لم ينزل عينيه عنك اغلب الظن لقد بدات الاعيب اختك اريد ان اعرف لماذا كان يضع يده اسفل المائدة ؟ -لا افهم لقد كنا نتحدث . -ووجهك على كتفه . -انه لم يكن يريد ان يستمع احد الى حديثنا . ليخبرك مكان حجرته ؟ -هذا لا يطاق . -لى الحق فى معرفة كل ما يدور تحت سقف منزلى . -بلا شك انا ذاهبة الى بسكاتورى . -انى معجب بنشاطاتط وطاقتك . نظرت اليه بعينين متالمتين . -لا تنظرى الى هكذا . خرجت وصفق ماكس ورائها الباب بشدة . *********************** -------------------------------------------------------------------------------- الفصل الثامن
بلغت الساعة الثالثة صبحا عندما عادت ليا الى جزيرة مازاردى بدا الطريق حتى حجرتها اشبه بصعود جبل رفعت ثوب سيلينا الذى ترتديه الى ما فوق ركبتيها فكت رباط شعرها وخللت بيديها خصلات الشعر ثم واصلت سيرها فى الظلام عندما رفعت راسها رات شبحا اسود يقف بلا حراك ينتظرها عند مدخل السلم . -مازاردى .... هذا كثير . تثنت ساقاها من تحتها انزلقت ببطء على الارض لبث يتاملها فى مكانها طويلا . -هل كان حبيبك هذه المرة اكثر نهما وانهاكا وعنفا عن المرات السابقة ؟ اخترقتها كلماته بقيت جالسة مكانها وجسدها يرتجف من التعب . -هيا ...... رفعت ليا راسها لما احست بالامان فى صوته مد لها يده اخذ يسندها وهو يبقى على مسافة بينهما فجاة توقفت ليا . -انتظر تفضل هذه هى النقود التى قد اقترضتها منك . ضرب يدها بحركة عنيفة فطارت النقود وتناثرت على الارض فجاة فهمت ليا والتمعت عيناها بالخوف انه يظن انها حصلت على المال لانها كانت مع احد الرجال فغشى عليها وعندما استعادت وعيها كانت فى سريرها كان هناك شبح يقف بجوار الفراش افلتت منها صرخة . -صه انه انا . -هذا يشعرنى بعدم الامان . -انك مخطئة تماما . -من صعد بى الى هنا ؟ -انا . -كيف تجرؤ على ان تخلع عنى ملابسى ؟ -لم اتعد حدود الادب صدقينى والان استمعى الى ساعطيك نصيحة كثيرا ما نصحت بها سيلينا . -احتفظ بنصائحك لنفسك سانام . -لا ستستمعين لى انك تبخسين من نفسك يا ليا كل رجل جديد تقابلينه تفقدين معه جزء من نفسك انى اتوسل اليك ان تمتنعى عن هذه اللعبة الحقيرة قبل فوات الاوان . -اخرج من هنا . اخذ يجذبها من ذراعها لتعتدل جالسة ناسيا انها عارية انزلقت الملاءة فانكشف جسدها الابيض ترك ذراعها كانما قد لحرقه ملمسها كا كل منهما ينظر الى الاخر وقد اشتعلا بنفس الرغبة غادر الحجرة صافقا الباب خلفه لم يدركها النوم الا فى الخامسة صباحا اخذت قرار بان تخبر ماكس كل شئ فى الصباح ولكنها لم تجده عندما نزلت الى الشرفة انتظرت جيد وسالته : -اين ماكس ؟ -لقد رحا الى ميلانو يبدو انها رحلة عمل . مر اليوم ببطء حتى انهت عملها فى المطعم وهى عائدة الى القصر رات اضواء قارب صغير قادم من البحيرة استمعت الى صوت ماكس الحديدى من خلفها : -حسنا ليلة شاقى اخرى من العمل ؟ امتعبة ؟ لم تستطع الجدال معه وقررت ان تنهى هذه المهزلة فى اقرب وقت خلال ثلاثة ايام منهكة كان يتجنبها ولم يظهر اى اثر لسيلينا بمرور الوقت اضعف ايقاع العمل المتواصل مقاومتها ففى اليوم الرابع لم تستيقظ فى الموعد المحدد وليعاقبها امر ماكس ان تقوم باقتلاع الاعشاب الموجودة اسفل النخيل وجدها جيد فاخذ يساعدها حتى جاء ماكس وطلب منه الانصراف ليتحدث مع ليا . -انى لا افهم انك تمتلئين بالمتناقضات تؤدين عملك باتقان تبدين ملتزمة اثناء النهار ثم فى المساء تلبسين ثوب الشؤم فتبدين كامراءة ليل ولا تعودين الا مع الخيوط الاولى للفجر فلتفسرى لى ما يحدث ؟ -حسنا لا سانصرف لا تهتم بالامر . انصرفت مسرعة واثناء عملها فى المطعم اصطدمت بشخص ما بقوة فامسكها ليمنعها من السقوط كان هو ماكس اخذ قلبها يخفق بشدة . -متى ستنتهين من عملك ؟ -عندما ينتهى غسل الصحون . انتهى العمل اخيرا تستطيع الانصراف لكن فى الطريق خرج شبح من تحت احدى الاشجار ليقطع عليها مسيرها كان ماكس . -تعالى . كانت متعبة جدا فاطاعته اخذ ماكس يقود القارب ثم اوقف المحرك فى منتصف الطريق . -ها انا ذا استمع اليك لنبدا من البداية انك تعملين فى المطعم منذ اول يوم ؟ -بلى . -اذن هذا هة سبب عودتك متاخرة كل ليلة ؟ هزت راسها بالموافقة . -ولم بالله عليك لم تخبرينى بشئ ؟ -لم تدع لى الوقت لاخبرك كنت قد كونت رايا بالفعل يجيب عن تساؤلاتك . -كنت قد فجعت فى الليلة الاولى كنت تبدين ثملة تماما . -من الانهاك والتعب . -ايتها الحمقاء الصغيرة لم التحقت بهذا العمل ؟ - لم يكن معى نقود وكان يجب ان ادفع فاتورة الفندق . -لابد انه كان بحوزتك نقود عند حضورك ؟ -نعم لكن سيلينا .... حاول ان تفهمها كانت فى غاية الخوف بينما كنت اتناول العشاء معك فى الليلة الاولى رحلت واخذت معها ملابسى ونقودى وكل شئ . -رباه ان هذا مريع . اخذها بين ذراعيه ودفنت ليا راسها فى صدره العريض تتالم انها غدرت باختها راحت تبكى وهو يمسح على شعرها اصبح صوته رقيقا راح يطبع قبلات صغيرة بطول رقبتها واخذ يتحول دون ان يشعر من الحنان والربت الى عناق ملتهب مستعر ابتعدت ليا عنه . -توقف . -ليا .... -ماكس لم نخلق ليكون كل منا للاخر . -لا لقد خلقنا لبعضنا . -لا هذا مستحيل فى الحقيقة انا لا احبك . -هذا ما لا يخبرنى به صوتك .. كان يهمس بهذه الكلمات الاخيرة وباصبعه راح يمسح ذراعها العارى ردت بصوت خفيض كالهمس : -لانك تعرف كيف تكون فاتنا خلابا ولاننى لا خبرة لى بمثل هذه الامور . -هذا ما ظننته بالفعل . -هذا لا يعطيك اى حق على . -انك منهكة الان لنعود الى القصر وغدا سابعث احد ليدفع فاتورة الفندق لا داعى ان تذهبى للعمل بالمطعم مرة اخرى . -لا يمكننى ان اسالك هذا . -وانا لا استطيع ان اراك تضحين بنفسك من اجل اختك انها معرضة لسجن عشرة اعوام . -اننى سافعل اى شئ لامنعك من ان تزج اختى فى السجن . -سيلينا مسؤولة عن افعالها . -استحلفك الا تشرك الشرطة فى هذا الامر سافعل كل ما تريد . -انى اعلم تماما ما اريده ما يجعلنى انسى كل شئ اريد ان اكون اول من يعلمك الحب اريد ان ارى على وجهك بريق السعادة ان اتعرف عليك لا اريد ان يطغى اى شئ على هذه السعادة . -انى متعبه للغاية ولا استطيع رؤية الامور بوضوح الان . -فلنبق معا بعض الوقت . -الرحمة . بدون ان ينطق بكلمة قام من جوارها عندما وصلا قال لها بصوت بخرج بصعوبة : -فلتصعدى الى حجرتك وحيدة ساتالم بشدة الا اتبعك . فى اليوم التالى اتاها باولو حاملا رسالة من ماكس يدعوها لتناول العشاء فى الصالون فى السابعة عندما فتحت الباب وجدته امامها كم هو فاتن . -مساء الخير ماكس . -مساء الخير ماذا تشربين ؟ -بعض من الشراب العادى . -ستاتى جدتى فى غضون دقائق . -ماكس ... -نعم ؟ -اننى ارجوك ان تنتظر عودة سيلينا ورونزو قبل ان تبلغ الشرطة رسميا . -هناك شئ واحد فقط يجعلنى اغير رايى . -ان يتم تغير عقلك بعقل جديد . -لديك ردود بارعة . قالها بابتسامة حزينة وضع كاسه راح يتناول يديها بين كفيه . -انه انت يا ليا من يستطيع ان يجعلنى ارى الامور بصورة مختلفة وانت تعلمين جيدا كيف يمكنك ذلك . -هذه هى طريقتك لغوايتى لكن حبك هذا لن يدوم فى مثل هذه الظروف التى تفرضها . -انك لمخطئة اننى دائما ما احظى بعلاقات وطيدة تدوم طويلا . -صه ... كانت لا تريد ان تعلم شيئا وخاصة ان تتخيله فى احضان نساء اخريات جثا على ركبتيه فى مواجهتها وراح يقبل يدها برقة . -ليا كفى عن المقاومة انى اشعر من نبضات جسدك انه يمكن ان نتفاهم وانه ان تركتنى افعل فسيصير كل شئ صافيا رائقا . اخذ يطبع قبلاته على ركبتيها . -لا يا ماكس انا لست دمية تلهو بها ثم تلقيها لسوف اهب عذريتى لزوجى . اخذ يرجوها كثيرا ثم قام فى نفس اللحظة التى دخلت فيها جدته الى الغرفة . ********************* -------------------------------------------------------------------------------- الفصل التاسع
بعد العشاء تركتهما ليا ولكن ما ان ابتعدت حتى سمعت ماكس يناديها . -انتظرى اريد ان انبهك انه قد تم تغيير مكان حجرتك. -ولكنى لم اطلب شيئا . -لا يمكن تركك فى الحجرة العلوية بعد الان . -اشكرك ليلة سعيدة . دعينى ادخل اريد الحديث معك . -الحديث فى اى شئ ؟ -انت تعلمين تماما ما اريد ان اطلبه منك . ما ان اقترب منها حتى تقهقرت بعيدا عنه . -ليا اننى لا افهم لما تعذبيننى هكذا انا اعلم انك لا تختلفين عنى فى احاسيسك . -انا لا اختلف عنك فى شئ واحد ان كلا منا له مسؤولياته كل حياتى كانت لدار المسنين وانت لديك مؤسستك . -ولكننى فى حاجة اليك كل دقيقة بدونك هى عذاب لى اننى لا استطيع انك سترحلين من هنا وكأن شيئا لم يحدث . هذه هى المرة الاولى التى تجد فيها من يرفضك ولهذا لا تستطيع ان تصدق . -اتفضلين عشرة المسنين على الحياة معى ؟ -نعم . الجمه الجواب برهة من الوقت . -اذن ارحلى غدا لا استطيع ان اراك اكثر من ذلك . نظر اليها مرة اخيرة بيأس ثم خرج من الغرفة وبقيت ليا وحدها واستحال عليها النوم وقفت فى النافذة روات شبحان يسيران فى اتجاه القصر انهما سيلينا ورونزو جرت على درحات السلم لتقابل اختها فاحتضنتها . -لولو عزيزتى ما الذى حدث اننى لم ارك بهذه الحالة من قبل . قطع عليهما فجأة صوت بارد كالثلج : -لا اريد ان ازعجكم لكنك مدين لى ببعض التوضيحات يل رونزو اتبعنى الى مكتبى . سالت سيلينا ليا : -هل اذاك ؟ -نعم ولا . -هذا رد عجيب . تكلم ماكس : -حسنا من الذى اخذ النقود . رد رونزو : -انا لقد كنت مدينا وكان على ان اخذ من الخزانة ثم اقوم بتزوير الحسابات انا الان نادم اشد الندم ولن اطالبك بغير العدل فسيلينا ستنتظرنى الى ان اخرج من السجن . اخذ ماكس ينظر الى سيلينا : -لم يبق معه سنتيما واحدا لم يبق له سواك . -ليس لذلك اهمية سنبنى حياتنا معا .. قال رونزو : -ماسيمو اؤكد لك اننى كنت الرجل الاول فى حياة سيلينا . -حسن لقد اسات الظن اقدم لك اعتذارى . صاحت ليا : -اهذا سهل لقد اصبت اختى بالخوف الداهم واحلت حياتها الى جحيما . -ليا . اقترب ماكس نحوها يريد ان يضمها بين ذراعيه لكنه تجمد مكانه امام نظراتها الملتهبة قال رونزو : -اننا لم نبعثر نقودك انها كما هى ارجو ان تغفرى لنا . -بالتأكيد . سأل ماكس : -اذن ليا لم تكن تعلم شيئا ؟ فصرخت فيه سيلينا : -بالتأكيد هذا واضح . -وماذا بشأن الجواهر ؟ -ايه جواهر ؟ -جواهر جدتنا لقد كانت فى الخزانة ثم اختفت منها . -اخر مرة رايتها كانت فى الصوان فى حجرة والدى ابحث هناك ستجدها . اندفع ماكس من الحجرة وهو يسب ويلعن صعدت ليا الى حجرتها وكان ماكس ينتظرها فى الطريق امسك ذراعها ليمنعها . -دعنى . قولى اى شئ اصرخى اشتبكى معى لاتهامى اختك ظلما لاجبارك على العيش هنا فى عذاب . -اريد ان اعود الى بلدى . -وانا كذلك . -ولكنك فى بلدك هنا . -لا بل فى انجلترا اريد الحديث معك . -ليس هناك ما تبقى لنتحدث بشأنه اتركنى . -اريد ان تجيبى على سؤال واحد . -لا لن امنحك نفسى ابدا . ابتسم واخذ يرفع ذقنها لتنظر اليه . -اريد ان ارى على وجهك ابتسامة انستى التى عرفتها والان استمعى الى اننى احبك واريد الزواج منك كونى امينة صادقة هل تحبيننى ؟ اجيبى . -نعم نعم يا ماكس انى احبك . -يجب ان نقفز من الرح لم نعانى المزيد من الاحزان ؟ -لانه ليس بامكاننا ان نعيش حبنا فى انجلترا لديك مؤسستك ولدى دار المسنين . -ولكن تخيلى ان عدت بدونى ان لم يعد احدنا يرى الاخر ستكونين من الحزن والمعاناة حتى سيشعر الاخرون هل تظنين ان هذا ما يريدونه لك ؟ -لكن ... -ما الذى سينصحونك بفعله ؟ -سيطلبون منى ان اكون انانية لكنى احذرك ان تذهب للحديث معهم . -اننى مستعد للتعاون معك لكن اخبرينى اولا بانك تريدين ان تعيشى حياتك معى بان زوجك وابناءك سيكون لهم الاولوية قبل اى شئ . جال بخاطرها هذا المشهد الاطفال اطفال ماكس . -لا هذا فى غاية القسوة . -لماذا ؟ -لانى اريد ان اعيش معك اريد اطفالا منك لكن كيف ؟ -هذا سهل سانقل مقر مؤسستى الى جوار داركم ولكننا لن نعيش فى دار المسنين سنجد افضل امراة فى البلد لتحل محلك وسيكون باستطاعتك البقاء معهم وقتما تشائين على ان تكون الاولوية لى انا طوال الوقت تقريبا مفهوم ؟ -مفهوم . -اقتربى اريد ان اقدم لك عربونا يعبر عن حبى . اخرج من جيبه البروش الذى كانت قد ردته له . -ان عمر هذا البروش اربعمائة عام انه تقليد عائلى ان يهدى رجال العائلة البروش الى محبوباتهم اقتربت ليا من ماكس واضطربت اصابعه وهو يثبت البروش على صدر فستانها واخيرا فى خضم هذا الليل المنسدل ستره منحته نفسها .
تمت

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا