امرأة و رجلان

الفصل الاول
المرة الأولى كان هذا افتنانا. مارسنا الحب في الاصطبل على رائحة الكلأ بجانب الخيول والتراب. كان اتحادا صاخبا وملتهبا،بقينا متمددين وأذرعنا وسيقاننا متشابكة.تسربت أشعة الشمس من خلال شقوق الجدار ورسمت على صدره الكبير أشعة من الظل والنور. كان لا بد أن يحذث هذا لكنه هو بمفرده قد اختار هذه اللحظة. رأيت لدى عودتي الى الاصطبل من نزهتي اليومية على جواد والدي الاصيل - السائس مستند الى جانب المبنى كان بمفرده في الحوش وبدأ قلبي ينبض بقوة. بسبب التعاظم الراجع الى تربيتي الأرستقراطية نظرت اليه بكبرياء،تقدم نحوي دون أن يتعجل وابتسامة متعاضمة تعلو شفتيه،وأمسكني من خصري يساعدني في النزول من على الحصان لكي أزعزع ثقته بنفسه وبكبرياء تركت جسدي يلمس عن عمد جسده حتى تلمس قدماي الأرض.تكدرت عيناه لكن استمر انتصاري فترة قصيرة. متعديا الأعراف وآداب السلوك استمرفي امساكي بجانبه،ان كونه مجرد عامل لدى أبي ومن طبقة اجتماعية أدنى من طبقتي زادت رغبتي،كانت أي علاقة حميمية بيني وبين السائس ممنوعة،لكنها كانت مغرية بشكل لذيذ. أضف الى ذلك أنه من أصل ايرلني وأنا انجليزية،لما كان وحشيا و غير منظم فانه فاض مثل بحر ايرلندا،لقد هدهد طفولتي الجو الليز والمثير،تعلمت الفرنسيةواللاتينية،أما هو فليس لديه الا بدائيات الانجليزية ويستخدم في أغلب الأوقات كلمات بذيئة لا أفهم منها كلمة واحدة..يسمح لي في بعض الأحيان بتناول شراب قبل العشاء،ان يدي طاهرتان أما يداه فلا،لكن ليس له أهمية عندما يضعهما حول خصري ليجذبني اليه أكثر. خفض رأسهوقبلني كما لو كان له الحق في ذلك في حين أنه خطأ كبير.داعبت خصلة شعره الطويل الأشعت جبهتي الرقيقة عندما ضغط بفمه على فمي. على الرغم من أنه تصرف هكذا لما رأى الرغبة في عيني الا أن جرأته أغضبتني. حاولت ابعاده.لكنها كانت معركة خاسرة مقدماليس فقط بسبب تفوقه الجسماني ولكن أيضا بسبب الغليان المحتدم لدمي.أعترف أنني لم أقاوم حقيقة لكي أفلت من عناقه عندما أطبق بشفتيه على فمي. في هذه اللحظة كاد يغشى علي. تبعته وأنا ضعيفة لاهثة النفس وأترنح عندما جذبني الى الجانب المظلم في اصطبل أبي.ألم يكن هذا ما أرغبه؟ألم ينبغي أن تقودنا النظرات الملتهبة التي تبادلناها منذ أسابيع الى هذا الموقف؟ألم تكن مداعباتي المفاجئة ومواقفي المثيرة دعوة خافية الى هذا الموقف؟هناك أسرار ستتكشف لي.ألن أموت من الرغبة في معرفة ما يهمس به الخدم؟ حتى وان غيرت رأيي فلن يتقبله،جذبني أمام رفادة أحد مرابط الخيول،خاضت أقدامنا حتى الركبتين في الكلأ المبلل ذي الرائحة وكان الجو حارا ومظلما. تراقصت ذرات التراب بجنون في الهواء الذي يشبه عاصفة حواسي- مال علي- وشفتاه ملتصقتان بشفتي دائما - بطريقة أحسست منها برغبته.هذا الجسم القوي الذي أعجبت به - في هدوء من خلف ستائر حجرتي - يضمني اليه بألفة مزعجة. سقطت رابطة عنقي على الكلأ سقطت أيضا أزرار بلوزتي اللؤلئية دون أن أشعر. جعلني لمس يده لضهري العاري أرتجف،غمرتني أحاسيس غامضة وأغمضت جفني،صرخت بأسمه حينذاك،لكنه همس بالنغمة التي أحبها " صه ياحبي" هدأني بكلماته المطمئنة وارتفعت -بعد قليل - تأوهاتنا في الاصطبل المظلم،دسست أصابعي في شعره من فرط الرغبة ثم قبلني قبلة محتدمة،لم أتصور قط أن تؤثر في هذه القبلة هذا التأثير. ضمني اليه بقوة وبقوة أكثر حتى.. * * * -اليزابيث أخرج صوت أختها الساخط اليزابيث بركلي من حلم اليقظة. تركزت عيناها الزرقاوان على الفتاة الشابة التي تقف على مدخل البوتيك. هزت" شدو" التي تصغرها بسنتين رأسها وهي تبدو متعجلة ومرحة في نفس الوقت. - أرى أنك بدأت من جديد - ماذا اذن - لا تتظاهري بالبراءة معي يا اليزابيث كنت بعيدة عن هنا بعدة كيلومترات كنت تحلمين وأنت مستيقظة. - أبدا أنا..آه..كنت أفكر في الطلبية التي أوشك أن أطلبها. لكي تظيف الى كذبتها بعض المصداقية لملمت الاوراق المبعثرة أمامها وقد احمر خداها. لاحقتها شدو وهي تترك نفسها تسقط على أحد المقاعد العالية المخصصة لزبائن البوتيك الذي تديره اليزابيث. - أحمر خداك أحكي بما أنه حلم جميل. -تمزحين،لم أكن أفكر الا في رنين الخزانة المسجل،مارأيك في قوارير العطر هذه؟انها آتية من ألمانيا الشرقية. - ليست سيئة بالفعل خصوصا أن زبنائك من فندق كافنوخ - أعتقد أن زبنائي يأتون لشراء هدايا لأجواجهن،اللاتي يفتقدونهن ويشعرون بالسعادة للعودة اليهن. -تفكرين دائما في حكايات الأساطير.عودي -ولو قليلا- الى عالم الواقع. - عالم الواقع بمفهومك -غير جذاب.ماضرر التفكير في الحب؟ -لا شيىء،لا أحب الزواج ومابعد ذلك لكنني لم أنتقد قط التجاذب الجسماني. ارتجفت اليزابيث ساخطة - وأنا كذلك لكن تحدثي بصوت منخفض يمكن أن يسمعنا أحد. قالت شدو دون أن تضع في حسبانها نضرة أختها الثاقبة. - وحينذاك؟أنت الوحيدة التي لا تتكلم عن هذا الموضوع،ألا تشعرين بالانعزال؟ تذمرت اليزابيث - أريدك أن تنصرفي الآن. كانت تعرف ما سيحذث،مهما طالت محادثتهما فانها ستنتهي بهما الى منقاشةحياتها العاطفية ..أو افتقادها اليها. كان شكل كل واحدة منهما يعكس شخصيتها وفلسفتها في الحياة. كانت الاثنتان شقراوين لكن شعر اليزابيث كان ناعما وجذابا عن شعر أختها،كانت قسماتها ظريفة بينما قسمات أختها مثيرة،كانت عينا الاثنين زرقاوين لكن عيني الكبيرة هادئة مثل البركة بينما عينا الصغيرة ثائرة كالمحيط. بينما كانت اليزابيث ملابس على غرار الملكة فيكتوريا كانت شدو تملأ دولاب ملابسها بأفضل الملابس العصرية.كانت الفتاة الأولى الحذرة ومجدة وتزن الأمور بايجابياتها وسلبياتها بأنها حرة في التقاش الصريح عن حياة أختها الخاصة. - رأيت الأرض الخصبة التي تعملين بها.أطلعيني على أخبارك. أجابتها اليزابيث وهي تتظاهر بعدم الفهم. - أليس لديك موعد بعد الظهر؟. كانت شدو مدلكة طبية. -ليس قبل الرابعة والنصف وكفي عن تغيير الموضوع.اذا جذب أحد الرجال انتباهك فضعي يدك فوقه.ماذا لديك لتفقديه؟ -شرفي ليس مثلك ياشدو.بالنسبة لي لايعتبر الحب لعبة انه التزام. - اسمعي.أعلم أنك كنت تحبين جون،انه حب تلاميذ كان حبك جذابا جدا ومملا أيظا لكنه مات يا ليزي عندما نادت شدو أختها باسم التدليل فانهما قد وصلتا الى لب المناقشة،أمسكت يد اليزابيث وضمتها بين يديها. -مرت سنتان على موته،لم تخلقي لتصبحي هكذا،لماذا تعيشين مثلما كنت تعيشين من قبل؟ - غير صحيح،لدي هذا البوتيك،لو جلست في المنزل أرثي لحالي لما وصلت لما أنا عليه،أنني أكتسب قوت يومي م أجل الطفلين وأشارك في أنشطتهما. - وأين أنشطتك أنت عندما لا تعملين والطفلين في السريربالليل؟ماذا تفعل الأرملة بركلي؟ -الأرملة بركلي متعبة جدا حتى لايمكنها فعل أي شيىء آخر سوى النوم بمفردها. أوضحت تنهيدة اليزابيث الطويلة اضطرابها أمام هذه النوعية من النقاشات لكن شدو لا تعيرها اهتماما. - متى تضيفين بعض المتعة الى حياتك بدلا من أحلام اليقظة هذه التي تعيشينها؟ - أنني لا أحلم. قهقهت شدو انك رومانسية متأصلة.عندما كنا صغيرتين كنت تتنكرين في زي الأميرة و أنا تابعتك وكنت تنتظرين الأمير الساحر،أتنتظرين أمير آخر يا اليزابيث؟متأسفة لأنني خيبت أملك،لكن هؤلاء الأمراء غير موجودين. - أعلم هذا تماما. - أكتفي -اذن - برجل عادي يرتدي بنطلونا. ثم اضافت وهي تبتسم بخبث. - واجدبيه بنفس الطريقة. عادت اليزابيث الى حلمها،لم يخلع السائس المتعجل بنطلونه.أعادتها ضربات قلبها الى أرض الواقع،لابد عليها حتما أن تضع نهاية لهذا الهذيان الرومانسي،انه خطأ أختها التي تحدتها دوما عن العلاقات العاطفية المحتدمة. -الرجال العاديون يصعب العثور عليهم أيضا ولا أريد أن أبحث عنهم بين زبائني. - حسنا لنبحث عن شخص قريب منك،جارك مثلا. سألتها اليزابيث وهي منشغلة في تنظيف القارورة. - أي جار؟. - كم عدد العزاب الذين يعيشون بجانب منزلك؟انه الرجا الكبير ذو الشعر الأبيض والكتفين العريضيتين. - السيد تاد؟ كررت شدو على نفس طريقة أختها - السيد تاد.لا تتظاهري بالبراءة معي،لقد لاحظته آه.. وضعت اليزابيث المتضايقة القارورة وأرجعت خصلة شعرها للوراء. - انه الاعزب الوحيد في الحي كله. - لماذا لاتدعيه لتناول العشاء معك في سهرة؟ - لماذا تهتمين بما لا يعنيك؟ - يمكنك أيضا أن ترتدي شيئا فاضحا،في المرة القادمة التي تروين فيها الحديقة،لباس البحر مثلا. - شدو أتتكلمين بجدية؟ثم ان الصيف قد انتهى،الجو باردا جدالأخد حمام شمسي. - أطلبي منه حينذاك أن يصلح لك صنبور المياه. - لم ينكسر - أكسريه أنت نهضت شدو الساخطة لتقف أمام أختها. - تظاهري بالتأمل في اللحظة التي يراك فيها. - هل تفعلين هذا؟ - أنا كلا،لكنني مختلفة عنك،انك لاتشعرين بالمتعة الا في أحلامك يا اليزابيث. - عجيب أن تسخري من أحلامي،أليست فكرة تسمية محلي ب"الخيال المبدع" هي فكرتك. - اني لا أسخر منك،انه جزء من شخصيتك مثل بصمات يديك. كانت ضحكتها مغرية،ولم تستطع اليزابيث أن تمنع نفسها من مواصلة مزاحها. -يالك من ماكرة. اعترفت أختها صراحة - نعم - وأعلم أنك تهتمين بي. - ستبلغين الثلاثين عما قريب،لا أود أن أرى اليوم الذي تستطيعين فيه بعد عشر سنوات وتجدين نفسك وحيدة،سيكبر طفلاك.حينداك لن يأتي الأمير الساحر ليطرق بابك،لا بد أن تتخدي المبادرة. لما كانت مدركة صحة كلام أختها أرادت اليزابيث عينيها،وقعت عيناها على الجريدة التي لم تقرأها بعد. قالت وهي تشير الى صورة الرجل الموجود في الصفحة الأولى. - ربما سيقع اختياري عليه. قرأت شدو - آدم كافنوخ" صاحب الفندق على ما أعتقد.؟ - نعم،سيحضر الى هنا هذا الأسبوع،للقيام بجولة تفقدية،كل الادارة والمديرين ل "بوتيكات الفندق سيكونون متيقظين. - ليس سيئا،لكن أنظري الى حقيقة الأمر.انه غني جدا وجذاب جدا وبالطبع يغري كيرا من النساء.ستكون فضيحة عالمية.لوكنت مكانك لبحتث عن شخص سهل المنال. - قبل أن يهرب كل زبنائي بسبب كلامكهذا ألا يحسن بك الخروج من هنا ياشدو لو سمحت؟ قالت بكبرياء - سأنصرف في التو انسلت -وهي تشير بيدها- بين رجلين معجبين قد عادا لرؤيتها قبل أن يدخلا الى بوتيك أختها. اختار أحد الرجلين سوارا فضيا لزوجته كما كان قد قال. لقد أعطتها شدو اذن وعودا كاذبة... أخد الرجل الثاني وقتا طويلا قبل أن يقرر شراء علبة شوكولاتةمزينة برباط وردي. -------------------------------------------------------------------------------- كانت اليزابيث تقدر مزاياه وهي تلف العلبة.له ذقن جميل يدان جميلتان.لكنه لا يصفف شعره جيدا،كان كما بذلته طويلين الى حد ما. ونهاية بنطاله يكون جيبا.قالت اليزابيث في نفسها عندما غادر الرجل المحل تبا لك بدأت أنصت الى شدو.ليحمني الله من متابعة نصائحها. كانت اليزابيث تحب الاستمتاع الى الهدوء في هذه الليلة الا أنه كانت هناك فوضى كبيرة تسود المنزل عندما وصلت اليه. كانت ماجي ابنتها ذات الثامنية أعوام ومارك ابنها ذو الأعوام الستة في الفناء مع مربيتهما مدام ألدر كان الثلاثة عصبيين.لما كانت متأكدة أن المنزل ملتهب نزلت بسرعة من سيارتها. -ماذا هناك ؟ماذا حذث؟هل جرح أحد؟ قالت ماجي وهي تبكي بلا داع "بابي" على الشجرة. - ناديناه ولكنه لايريد النزول. - انه معلق بأعلى والليل سيحل عن قريب. - أنزليه يا أمي. ارتفع صوت المربية أكثر من صيحات الطفلين - لم أستطع يا مدام بركلي والا كنت فعلت. لما هدأت عندما علمت أن هذه الجلبة من أجل قط صغير طمأنت المرأة الطفلين. - اهدآ.فعلتما ضجة من أجل لاشيىء. - لكنه ليس الا قطا صغيرا.. - لكنه خائف..اسمعيه وهو يبكي. بدأت شفتا مارك ترتعدان. - سننزل "بابي" وقبل حلول الليل.مدام ألدر اذا كنت تودين... - كنت أحب المساعدة يا مدام بركلي لكني أخشى أن أتأخر أن أتأخر عن عملي التالي لهذا المساء،لابد أولا أن أتوقف في بيتي. قالت اليزابيث بعد أن ألقت نظرة على القط الذي يموء شاكيا - أوه انصرفي يا مدام ألدر سأنزله من هناك. - كنت أحب مساعدتك لكن... -أفهم لا تقلقي الى اللقاء غدا. شاهدت اليزابيث للأسف المربية تبتعد،لم تكن مساعدتها ستجدي على أي حال. اذا كان الترمل له متاعبه النفسية والاجتماعية فان عدم وجود رجل في البيت يعتبر-أحيانا-عبئا حقيقيا،في مثل هذه اللحظات تأسفت لأن جون تركها وحيدة مع مسؤليات هذه الاسرة..صرت على أسنانها كما كانت تفعل دائما وتناولت المشكلة بشكل عملي.لن يطير هذا القط الجهنمي من على الشجرة بناء على طلبها كعصفور الكناري. سألتها ماجي - كيف ستصعدين يا أمي؟ أجابها مارم بحزن -أعتقد أنه يمكنها. أجابته اليزابيث بابتسامة واثقة -بالتأكيد سأصعد كنت أنا وشدو نتسلق الأشجار في كل وقت. - خالتي شدو قالت أنك تخافين دائما. - غير صحيح..وخالتك لا تعرف شيئا.اذهب وأحضر السلم من الجراج. كان طفلاها يعتبرانها جبانة. - يجدر بي أن أغير ملابسي.. توسلت ماجي اليها وهي تجذبها من كمها - أوه لا يا أمي هدأ"بابي" عندما رآك.اذا عدت الى المنزل فسيبكي مرة أخرى ولايمكنني تحمل ذلك. أظلمت سحابة من الدموع عيني البنت الصغيرة التي لم تستطع اليزابيث مقاومتها.علاوة على أن مارك عاد لاهثا وهو يحمل السلم. - انه ليس بعاليا يا أمي. - لابد أن يفي بالغرض. وضعت السلم تحت الشجرة وصعدت حتى آخر الشجرة ولم يرفعها هذا السلم الا مترا من على الارض.وقفت على أطراف قدميها وأمسكت الفرع المنخفض الذي ظلت متعلقة به لحظة قبل أن تستطيع وضع قدمها على مفرق الأغصان. صفق مارك وهو يقفز فرحا من مكانه -عظيم يا أمي.انك مثل رامبو. قالت وهي منزعجة -شكرا. أسوأ ما في الأمر هو تفكيرها في أن شدو كانت ستصعد الشجرة دون أي ألم وستنزل الى الارض والقط بين ذراعيها بينما واقع الحال الآن أن القط كان معلقا بأعلى الشجرة وهي لاتزال في طريقها قالت ماجي ملاحظة -أرى تنورتك الداخلية. - متأسفة لكن لا يمكنني أن أفعل شيىء. لما كانت لاهثة حاولت أن تتسلق الفرع تمكنت من الوصول في النهاية ثم توقفت لتستريح.بدأ القط يتذمر. -أسرعي يا أمي. قالت متضايقة -أسرع لما كانت معنية بالاتنظر الى الاسفل وواصلت صعودها شعرت بالدوار.ثم وصلت -أخيرا- الى القط.حدثته بهدوء ثم مررت يدها على بطنه ورفعته من أعلى الشجرة.ان النزول بمساعدة ذراع واحدة صعب جدا.قالت بعد أن وصلت الى منتصف الطريق -سأتركه هنا.لابد أن تمسكيه يا ماجي مستعدة؟ -هل أنت متأكدة؟ -متأكدة لكن هل أنت مستعدة؟ - مستعدة. دون أن تضع في حسبانها الرفض الواضح في عيون طفليها تركت القط يرسو على الارض تحت قدمي الفتاة الصغيرة.مالت لتمسكه لكن القط المرعوب قفز عبر السور ومر بين قدمي تاد راندولف.أطلق الطفلان صرخات صياح وهرولا في أعقابه دون أن ينصتا الى أمهما.استسلمت اليزابيث وهي تسند خدها الى جذع الشجرة- الى العيش مع هذه الحكاية من البداية الى النهاية.وصل صوتالطفلين الى مسامعها وهما يفسران الموقف للرجل الذي يعيش بمفرده في المنزل خلفهما. - ولآن أمي هي المعلقة بأعلى الشجرة. أغمضت المرأة الخائفة عينيها.لقد كانت تأمل أن يمل قصتهما ويربث على رأسيهما ثم يعود الى منزله وهو يحمل حقيبة حاجياته من البقالة تحت ذراعه.لكن عندما فتحت عينيها رأت من خلال فروع الشجرة أنه وضع حقيبته على غطاء سيارته الجيب وأمسك "بابي" بين يديه. - أهي أمك التي أنقدته؟ - نعم لكنها لاتزال فوق الشجرة... ثم صاح مارك عبر الفناء - أمي ..أمي..أعتقد أنه لا يمكنها النزول. كانت اليزابيث دائما فخورة بحدس ماجي.لكنها هذه المرة ستخنقها. -حس..حسنا.- قالت. مدت رجلها الى الفرع الأسفل.كانت شدو قد نصحتها بأن تبدو بلاحيلة أمام جارها العزب.لكن هذا الأمر مثير حقا...ناول جارها ماجي القط،نظر الى أعللى الشجرة كما لو كان يحاول تحديد مكان المرأة الشابة عبر فروعها.عبر الثلاثة الأرض الخظراء ثم توجهو نحوها. قال مارك -انها أمي.أعتقد أنها تعرف جيدا الصعود الى الأشجار. -أجابته ماجي مدافعة -لقد شبهتها برامبو. سأل راندولف تاد -مدام بركلي؟ - نهارك سعيد ياسيد تاد كيف حالك؟ حبس الرجل-بصعوبة-ابتسامته.-بخير وأنت؟ قالت وهي تبعد -بلا اكترات-خصلة شعر عن عينيها -بخير أيضا. - هل تحتاجين الى مساعدة؟ - لقد وصلت،شكرا.أنا متأسفة لأن طفلي أزعجاك. - لا عليك.هل أنت متيقنة أنك بخير؟ ألقت نظرة سريعة على الأرض التي تتمايل بزاوية غير محددة -نعم...متأكدة تماما. ظل صامتا لحظة ثم قال.-أمسكي هذا الفرع،لا،الفرع الآخر،بيدك اليمنى..تماما هكذا،والآن حركي قدمك اليسرى..هناك. أرشدها بصوته الرجولي،الذي أثار الرعد بعيدا وساعدها على النزول،كانت اليزابيث قد وصلت تقريبا عندما سمع صوت تمزق فستانها.وصلت الى الفرع الأسفل وتأهبت الى وضع قدمها على السلم ثم توقفت فورا..سألها راندولف -ماهذا؟ - انه ...آه...أعتقد أن شيئا ما اشتبك بغصن صغير. - ماذا؟ أخبره مارك - انها احدى الخدع، أمي ترتدي أشياء من الدانتيلا تحت ملابسها. - مارك احمر خداها،ربما يرجع جارها احمرار وجهها الى مجهودتهاتها-غير المجدية حتى الآن - التي تقوم بها من أجل تخليص تنورتها الداخلية من فرع الشجرة. - انتظري سأقوم أنا بذلك. صعد الى أعلى السلم -يجدر بك أن تمسكي بكلتا يديك أخشلى أن تسقطي. أطاعته لما رأت أن الأرض تبدو بعيدة عنها.رفع لها جارها المجهول العزب ذو الوجنتين المتوردتين والكتفين العريضين تنورتها ودس يديه في عدة أمثار من الدانتيلا باحثا عن الجزء المتمزق.وقد أخد وقتا طويلا في العثور عليه. فقال أخيرا - هاهو.انه ليس كبيرا.ربما يمكن اصلاحه. قالت اليزابيث وهي تشد برقة على طرف تنورتها- نعم شكرا- كان الرجل واقفا في السلم ويكاد يكون وجهه في مستوى وجهها.شعرت بأنها قريبة جدا منه.فرأت عينيه الزرقاوين وأدركت أن شعره رمادي.وشمت رائحة سترته التي جعلتها تستحضر جلد السروج.ثم أحست فجأة بجفاف فمها. قال وعيناه مركزتان على عينيها. - انني في خدمتك انك ترتعدين.دعيني أساعدك. نزل الرجل على الأرض ودفع السلم ورفع ذراعيه نحوها.أطبقت أصابعه على خصرها. -ضعي يديك على كتفي.ثم ميلي.سأقوم أنا بالباقي. أطاعته المرأة تماما.هدأ لمس قميصه التهاب راحتي يديها المقروحتين.ثم أمسكها من خصرها ورفعها من على فرع الشجرة،عندما نزلت أمامه فقد توازنه بعض الشيىء واحتضنها...كان صدره جامدا مثل الحائط،لكنها في المقابل أحست بضعفها وهشاشتها.ثم شعرت بالدوار.طبعا..لا بد أنه بسبب الارتفاع،لكن لما لم تشعر بشيىء من حولها؟لأنه لم يلمسها صراحة،كان لا يزال ممسكا بها أنزلها - ببطء- حتى لمست قدماها الأرض وتخبط صدرها بجذعه. اجتاحتها موجة من الدفء -هل أنت بخير؟ قالت في نفسها وهي تذعن لما قاله "بخير بخلاف تأثيرك علي". أطلقتها ياه ثم تراجعت اليزابيث.عندما خاطرت برفع رأسها لتنظر اليه رأت في عينيه انعكاسا لامرأة احمر خداها من الاثارة. هذه المرأة كانت اليزابيث نفسها...
الفصل الثاني
-أوه أمي عيناك عجيبتان. قضى الصوت المتناغم لمارك على الفرحة المؤقتة لاليزابيث أسندت يديها بعصبية الى صدره الذي يدق قلبه بداخله بشدة. - آه أعتقد أن تسلق الاشجار أصعب مما كنت أعتقده كيف حال "بابي"؟ أجابتها البنت الصغيرة التي كانت تمسكه -بخير حال انه يموء. لم يكن القط بمفرده الذي يفعل ذلك اليزابيث هناك كانت دهشة.منذ متى لم تشعر بمثل هذا الاحساس؟منذ وقت طويل لم يلمسها رجل..رفعت عينيها من جديد نحو راندولف تاد.كانت عيناه الزرقاوان الثاقبتان عند الغسق.ابتلعت ريقها بصعوبة. -شكرا على مساعدتك يا سيد تاد. كشفت ابتسامته على أسنانه البيضاء.-أنا في خدمتك. لكن نايني راندولف. عكست عيناه-منجديد-منظرها.كان شعرها أشعت وبلوزتها متسخة وبقعة سوداء تزين ذقنها.انها-حقيقة_تثير الضحك.انه سيحي لكل رفاقه قصة هذه المرأة الارملة الغريبة التي تسكن خلف منزله وعندما يصل الى مشهد التنورة الذاخلية فانه سيبتسم ابتسامة ايحائية تثير الأقاويل بأكثر مما كان سيقوله هو.. -هيا ياطفلي لقد أقبل الليل وحان وقت الرجوع.مارك هلا أرجعت السلم الى الجراج؟ -لماذا أنا؟لقد أحضرته وعلى ماجي ارجاعه. اعترضت أخته -انني أعتني ب"بابي" -انه دوري في الاعتناء به.انه ليس قطك. -كلا انه يخصني. -انه يخصنا نحن الاثنين ياأمي؟ توصلت اليزابيث-كالعادة-الى تهدئة مناقشتهما. -هلا توقفتما عن التشاجر وأطعتماني؟ وهل كان ينبغي عليهما التصرف بهذا الشكل أمام الجار؟ - قبل أن تعودوا كنت أحب أن أريكم شيئا. استدار ثلاتتهم نحو مصدر الصوت الهادىء،قال مفسرا لأمهما. - في الجراج الخاص بي،شيىء ما سيروق الطفلين. صاحت ماجي -الصغار؟هل ولدت؟ -الليلة الماضية،أربع جراء. -أوه أمي هل يمكننا رؤيتها؟ اغتاظت اليزابيث من تدخله في هذا النزاع العائلي،لكنها قدرت سلوكه المتسامح.لكن كيف أمكنها أن ترفض طلب الطفلين برؤية صغار الكلاب؟لايمكن أن تبدو الأم قاسية جدا؟ - نعم اذا أرجعت السلم أولا انها لن تذهب-هكذا -دون شروط. أسرع مارك وهو يجذب السلم ومعه ماجي التي فتحت له الباب. -ألم يزعجك هذا؟ ردت اليزابيث وهي تستدير نحو جارها -بالتأكيد لم يزعجني.لقد حكيا لي أن كلبتك ستلد. قالت في نفسها "كم هو طويل انني أكاد أصل الى ذقنه. -كلبتي "بيني" تعشق طفليك. ضمت يديها بعصبية -آمل ألا يكونا قد أزعجاك.انني أراهما دائما في حديقتك.لقد حاولت -عبثا-أن أمنعهما... -أبدا.انني أحب رؤيتهما وهما يلعبان. هل لديه أطفال؟وان لم يكن هكذا فلماذا...؟هل يعيش أطفاله مع زوجته السابقة؟هل هو أرمل مثلي؟ حتى لو كانت استطاعت أن تطرح عليه هذه الاسئلة الشخصية جدا فان عودة الطفلين ستمنعها من ذلك.قالت ماجي -وضعت "بابي"في المنزل حتى لايخيف الجراء. -هيا بنا..قال راندواف. صاحت اليزابيث في الطفلين اللذين هرولا -لاتلمسا الصغار وعودا في الحال. تعجب راندولف -ألن تأتي؟ -أنا هل تريدني أن آتي؟ -بالتأكيد..من يمكنه مقاومة الصغار؟ تساءلت وهي تسير بمحاذاته "من المرأة التي يمكنها مقاومة عينيه؟اتخد المشهد منعطفا غريبا.مشت اليزابيث حافية على العشب المبلل والبارد محطمة -أثناء مرورها-الأوراق الميتة.كانت الشمس قد اختفت وراء الأفق وغطت الأشعة البنفسجية المنازل المحيطة بها.وصل الجميع أخيرا الى الجراج.لما أخد راندولف جانبا ليفسح لها لكي تدخل لمسته لدى مرورها.داعب ذيل التنورة بنطاله.اقترب النسيجان من بعضهما البعض مثل العاصفة المترددة في ترك الشاطىء. كان الظلام حالكا بداخل الجراج.كانت هناك لمبة كهربائية فقط موجودة بأعلى السرير الذي أقامه راندولف من أجل الكلاب ذكرت رائحة البلل اليزابيث بحبها للاصطبل.. على الرغم من تحذيرها من لمس الصغار الاأن الطفلين داعبا الكلبة الأم وصغارها. قالت ماجي متوسلة -هل يمكنني ملامسة واحد يا أمي؟ أجابتها غير متأكدة من ردة فعل الكلبة -لا أعلم. قال راندولف -لا أعتقد أن "بيني"ستغضب اذا ما انتبهت جيدا. أعطى الرجل -برقة- لكل من ماجي ومارك جروا وفرحا به جدا.لقد كان محقا من يمكنه مقاومة هذه الجراء؟..همست وهي تجثو على ركبتيها لتنظر جيدا - آه ..يالها من جراء ظريفة. سعدت "بيني"بهم ولايبدو أنها متضايقة أبدا من الطفلين - أتريدين أن تمسكي واحدا؟ جثا راندولف على ركبتيه على الجانب الآخر من السرير.كان المصباح يضيىء جانبا واحدا من وجهه وخصلات شعره الفضية..كان الرجل يانعا وقويا وجذابا.تكشف هيئته عن نزاهة متأصلة ومبادىء راسخة.تنم قسماته أيضا عن بعض المعاناة والحساسية والجاذبية وخصوصا حول فمه المرسوم بشكل رائع.أما بقية شخصيته فتنم عن الرجولة الشديدة. أحست اليزابيث بجفاف في حلقها.هزت رأسها ردا على سؤاله.أمسك في يده الكبيرة أحد الجراء والذي اعترض باطلاق صرخة حادة ضحك على أثرها الجميع. همست -انه لطيف جدا. سأل مارك - هل أحببتها يا أمي؟ - بالتأكيد انها رائعة. - هل يمكن أن نأخذ واحدا؟ - مارك. قالت ماجي متسائلة -هل يمكننا يا أمي؟ - لا. -لماذا؟ -لدينا "بابي"وهذا يكفي. - سنعتني بهما.نعدك. - قلت لا. قاطعهم راندولف -اسمع يامارك.كل الصغار محجوزة من قبل. حزن الصبي الصغير..-كلها؟ - نعم أنا متأسف. همس الطفل وقد أخفض رأسه - ياله من حظ سيىء. - في الرة القادمة التي ستلد فيها"بيني" ربما يمكننا أن نقنع أمك بأن تأخذ واحدا. أشرق الطفل وقال دهشا وهو يضع الجرو - عظيم سأقول ل"تيم" انني رأيت الصغار وانني في المرة القادمة التي ستلد فيها "بيني" سآخد واحدا. كم كان مستحيلا أن ينتظر فترة أطول ليحكي هذا الى خيرأصدقائه. صاحت ماجي وهي تضع الجرو بالقرب من أمها - انتظرني. قالت اليزابيث - انتبها في أثناء مروركما وائتيا الى المنزل في غضون خمس دقائق من أجل العشاء. - اتفقنا يا أمي. انغلق الباب عليهما. قال راندولف -انهما محبوبان ومليئان بالطاقة. ساد الصمت المطبق في أنحاء الجراج.هذا الهدوء جعلها تشعر بالضيق.لقد قابلت هذا الرجل منذ لحظات بسيطة بعد أن تبادلا بعض الكلمات.كانت فكرة وجودها معه تجعلها تضطرب.قالت وهي تميل لتعيد الصغير لأمه. - لا بد أن أنصرف لأعد العشاء. عندما سحبت يديها من على السرير فاجئها بامساكهما.أدار راحتي يديها نحو الضوء. - ماذا جرى لهما؟ كادت أن تفقد القدرة على الكلام من جراء صدمة هذا اللمس. -انها الشجرة.تقرحت يداي عند الصعود عليها. - عندما تعودين الى منزلك اغسليهما بالصابون المطهر وضعي مرهما عليهما. - سأفعل. ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتييه..-من أنا حتى أعطي أم طفلين هذه النصائح؟ حررت يديها من يده وهي تعيد اليه ابتسامته دون أن تبدو متعجلة لفعل ذلك.ان الخذر الذي أحست به لا يرجع سببه كلية الى خدوشها.عندما نهضت واقفة اصطحبها الى الباب.قالت ملاحظة وهي تمر أمام الدراجة البخارية وسعيدة بقطع حاجز الصمت بينهما. - لم أكن أعرف أن لديك دراجة بخارية. - نعم.اشتريتها عندما عدت من الفيتنام أستخدمها بصفة خاصة في عطلة نهاية الاسبوع. تسائلت "من فيتنام؟هل كان جنذيا؟ - يبدو عليك أنك لست من النوعية التي تركب دراجة بخارية. توقف الرجل ويده على مقبض الباب - لست من تلك النوعية؟ألا يبدو عليك أيضا أنك من هؤلاء الذين يعتقدون أن المنحطين فقط من يركبون الدراجات البخارية؟ - بالتأكيد لست منهم. -حسنا..سأصطحبك في جولة اذا رغبت في ذلك. - لا أعتقد.لا أضن أنني أحب وضع الجلوس على الدراجة البخارية. بدا في عينيها بعض الفضول.تلاقت نظراتهما لحظة. - لا تحكمي قبل أن تجربي.. تفحصت وجهه وتسائلت عما اذا كان كلامه ذا مغزى؟ قالت متضايقة -الطفلان ينتظراني. بمجرد أن فتح الباب خرجت في الهواء الطلق.تلقت-سعيدة- هذا الهواء المشط الذي أضاء أفكارها. ولكي تدفىء نفسها لفت ذراعيها حول نفسها وكذلك حتى لا ينظر الى صدرها البارز.اذا لاحظه فانه قد يعتقد أن... - انك ترتدين دائما ملابس لائقة. قال وهو يجول ببصره عليها. أجابته بعد أن مررت لسانها على شفتيه لكي تبللهما. - شكرا. أحب دائما ارتداء الملابس المناسبة لعملي. - هذا صحيح.تبيعين الملابس أليس كذلك؟ قال مفسرا لما رآها دهشة - كنت يوما في فندق كافنوخ ورأيتك خلف واجهة عرض محلك. - آه. كان هذا رد فعلها الأول والذي يرجع الى أنه عرف عملها.أما الثاني فهو تساؤلها عما كان يفعله في الفندق؟وأما الثلث فهو توبيخ نفسها على سداجتها. تقام علاقات عديدة في هذا الفندق.لماذا يمر رجل جذاب مثل تاد راندوف على معرض الفندق في وضح النهار؟لابد أنه كان هناك بالنهار لأنها تغلق المحل مبكرا.هل دفع للمرأة التي صاحبته الى الفندق كافنوخ؟هل هذه المرأة تحبه؟أم أنها سيدة أعمال تبحث عن مغامرات لتسلي نفسها بعد متاعبها من العمل؟ لما كانت متضايقة من فضولها قالت - في المرة القادمة التي تكون فيها بالفندق مر علي لالقاء التحية. - شكرا..ربما أشتري منك شيئا فبضاعتك تبدو...مدهشة. هل هذا احساسه أم أن عينيه مركزتان على صدرها؟ - حسنا شكرا على مساعدتك وتصبح على خير ياسيد تاد. - تصبحين على خير يا اليزابيث. لقد ناداها باسمها الأول عمدا.عبرت الحوش بسرعة وهي تهز رأسها بخفة.أمسكت حذائها الذي كانت قد تركته تحت الشجرة دون أن تلبسه.بمجرد أن وصلت الى بيتها أطلقت تنهيدة الاحساس بالراحة.لكن ذلك الاحساس استمر لفترة بسيطة لأن طفليها قد أتيا. سألت ماجي لدى ذخولها المطبخ حيث تتواجد - ماذا سنأكل؟ - هامبورغر. قال مارك راجيا - هل يمكنني اشعال المشواة. -لا سأستعمل الموقد. -أوه يا أمي انه أفضل على المشواة. - ليس هذا المساء - لماذا؟ أيضا.ان لديها قدارا كافيا من هذا السؤال ..لماذا؟ - لأنني أمك وقلت لك لا.الآن اذهبا لغسل أيديكما وضعا غطاء المائدة. خرج الصغيران من الحجرة وهما يهمسان بتعسفها.ان فكرة شي اللحم على الفحم تضايق اليزابيث لكنها لن تخرج هذه الليلة.لقد تضايقت من وجود راندولف تاد جالسا في شرفته يشاهد التلفزيون طوال الصيف. هل لابد عليها في كل مرة تخرج فيها لاشعال الموقد أن تحييه مثلما تفعل مع بقية جيرانها؟أو تشير اليه؟ان عدم معرفتها التصرفالصحيح يثير أعصابها.لكنها قد عزمت على أن تتجاهله. كان تصرفها طفوليا.لكن لايمكن لأرملة أن تغامر بسمعتها.لما كانت خائفة من أن تبدو قبيحو ظلت اليزابيث ممتنعة عن الزواج منذ أن مات زوجها قبل سنتين. في صباح ذلك اليوم المشؤوم أشارت اليزابيث الى جون لكي تودعه،دون أن تعرف أنها تودعه للمرة الأخيرة.لما كانت شاردة الذهن بسبب ماجي لم تلاحظ القميص الذي ارتداه.لقد كان يلزمها عدة أيام لتتذكر آخر حوار بينهما والقبلة ال\ىخيرة والمرة الآخيرة التي مارسا الحب فيها. مالم تنساه أبدا هو ضحكاته وابتساماته وكرمه وحبه ومشروعاته المستقبلية. لقد ترك موته في قلبها فراغا يصعب ملؤه الى الأبد.. في هذا المساء آلمها هذا الجرح على غير عادة.لقد أحست اليزابيث عندما احتضنت طفليها أن احساسها ضايقهما وتحررا من عناقها لهما. كشف هذا العناق عن حاجتها الملحة للاختلاط بالناس.انها تفتقد الحب والعطف .حب الرجل وعطفه. بمجرد أن أطفأت الأنوار دخلت حجرتها وأشعلت قنديل السرير.لقد غيرت ديكور الحجرة التي تحوي كثيرا من الذكريات المؤلمة بعد موت جون بعدة شهور.لقد نظمت الغرفة على مزاجها لكنها لا تجد فيها أي سعادة.شدو كانت محقة في أنها تعيش حياة مملة.انها تفتقد لمس الجسد الحار لجسدها حتى يمكنها النوم.ولكن ماذا يمكنها أن تفعل هذه المرأة العزبة التي لديها طفلان أمامهذا الرجل العزب؟لاشيىء. وفقا للتحليل الرديىء الخاص بشدو فانها تصرفت مثل الحمقاء أمام رانولف...السيد تاد...من المحتمل أنه قد سخر من اضطرابها عندما أنزلها من على الشجرة.لما كانت متضايقة لكونها تصرفت مثل الفتاة السادجة أمام عينيه الزرقاوين أطفأت النور ونامت.لكنها مع ذلك لم تستطع أن تقاوم محاولة النظر عبر ثقب المصراع حيث يبدو الضوء من منزله..نعم..انها تراه في الشرفة جالسا على كرسي أمام التلفزيون.كان بمفرده.هو الآخر وتسائلت هل هذا باختياره أم أنه يكره الوحدة مثلها؟
* * *
- وبعد ذلك ماذا حدث؟ - أخذها بين ذراعيه لينزلها من على الشجرة. - نعم لكنها مزقت - في البداية - تنورتها.- هذا صحيح نسيت هذا. -مزقت تنورتها؟احكيا لي بسرعة. - صباح الخير. استدار الثلاثة الى صوت اليزابيث الناعس. ربطت حزام مئزرها ورمقت أختها بنظرة قاتلة وتوجهت ناحية الكافتيريا. - لماذا لم توقظوني؟ أجابتها شدو بابتسامة رشيقة - لأنه يقال "انك كنت تحتاجين الى ليلة هادئة من الراحة. - أرى أنكم أكلتم فطوركم.. انها كانت ستعرف - في الأوقات العادية - بجميل شدو لمجيئها من أجل اعداد الفطور للطفلين حتى يمكنها أن تستريح. ان يوم السبت هو اليوم الذي لاتفتح فيه المحل الا من الظهر حتى الخامسة مساء.انه اليوم الذي تستيقظ فيه بعد السادسة والنصف. قالت آمرة بجفاء. - اذهبا لترتيب سريركما. - هل يمكنني بعدها اللعب بالخارج؟ - نعم. ربتت اليزابيث رأس مارك وداعبت كتفي ماجي ثم ابتسمت . قالت شدو عندما أصبحا بمفردهما. - انهما ظريفان. - وثرثاران خصوصا عندما يسألهما أحد. - كنت أسألهما فقط عن الأخبار وهما يرويان لي.هل ساعدك تاد - الساحر حقا- في النزول من على الشجرة مساء أمس؟ أشارت برأسها حيث بدا مستحيلا أن تنكر صاحت شدو وهي تضم يديها - عظيم. - انه ليس عملا... - ماذا حدث لتنورتك..؟ - لا شيىء..لقد تعلقت بأحد الأغصان. قالت شدو بابتسامة خبيثة - وهو قد خلصها؟ - نعم ولكن كم كان هذا مخجلا. - كيف كان يبدو؟ماذا قال؟ - لا تفكري فيه شدو. انه..كبير في السن. - كبير السن؟ - لا حظت بنفسك فوذيه الفضيين..انه عجوز بالنسبة الي. - ألا تعرفين كم عمره؟انها البداية على الأقل جذبت اتباهه. - لم أفعل ذلك عن عمد. - النتيجة واحدة اعترضت أختها - لاتوجد نتيجة - كفي عن الصياح ان ماحدث لصالحك..انك أيظا مثل الدب العجوز أتعرفين ما أفكر فيه؟انك ستتمتعين اذا ظل وقتا طويلا يخلص تنورتك. - شدو.. مدت يدها- وهي مضطربة قليلا - بمجلة أختها.كانت مجلة نسائية محترمة جدا. - امسكي اقرئي هذه..افتحي الصفحة العاشرة. بعد أن قرأت المقال رمقت اليزابيث أختها بنظرة فضلت شدو أن تتجاهلها. بعدما انتهت شدو من تنظيف المائدة عادت ثم جلست أمام أختها الكبرى.ثم قالت - مارأيك اذن في هذه الفكرة؟ - انك لست جادة. تأملين أن أكتب قصصي العاطفية حتى ينشروها؟أنت مريضة. - أنا طبيعية،وأنت أيضا،وخيالك أيضا،ما الضرر الذي سيقع اذا كتبت أخبارك وخضعت للناشر الذي يتمنى أن يعمل منها كتابا؟ - الضرر؟لدي طفلان كما أنني أرملة. - أنت امرأة شابة وجميلة توفي زوجها باكرا. قالت اليزابيث وعيناها تنظران نحو السماء - لايمكنني انني أتساءل كيف وردت هذه الفكرة المجنونة بخاطرك؟ - اسمعي ستكتبين القصص التي تريدينها وسأهتم أنا بالباقي.سأرسلها تحت اسم مستعار.وستبقين أنت بعيدة الصلة عن هذا الاسم.سأفعل كل سيىء عدا قبض الشيك الذي سيرسله الناشر من أجل القصص التي سينتقيها. - الشيك؟ - ألم تقرئي هذه الفقرة؟ انهم سيدفعون 1500 فرنك عن كل قصة يختارونها مهما كانت طويلة أو قصيرة أو معاصرة أو تاريخية. تيققظ الاهتمام ذاخل اليزابيث رغما عنها.لكنها قلقت بشأن دراسات طفليها في المستقبل.من ناحية أخرى فان اكتساب المال بكتابة رغباتها الخفية التي تمر بخيالها شيىء مهين. - لست كاتبة. ماذا تعرفين عن الكتابة؟هل جربتها من قبل؟ - ان تسعين في المائة من حرفة الكاتبة مصدرها وحي الخيال وأنت لاتفتقدين اليه يا ليزي.ليس هناك ما هو أفضل منك يحلم وهو مستيقظ.حان الوقت لأن تصبح هذه اللعبة حقيقية. - لايمكنني. - سيصبح هذا سرنا. تنهدت اليزابيث وهي تعرف شدو لاتحتفظ بالاسرار أبدا. قالت وهي تنهض - لن يكون لدي وقت للكتابة حتى لو أردت. - ماذا تفعلين في المساء؟ - سأتضايق من قرائة قصصي. - حسنا لكن لابد أن تكون لذيذة وهذا مايريدونه،ألاترين؟ حكايات محتشمة لكن لذيذة..؟ - لا أعلم لماذا لا تفعلينه أنت؟ - لا أمتلك مثل خيالك الواسع.كنت دائما تكتبين السيناريو وأنا أجسد الدور فقط. أحست اليزابيث داخلها بالضعف. ان الكتابة ستكون وسيلة لاطلاق مكبوتات احباطها.انه شيىء ستفعله للتخلص من احباطها.لقد كانت تحس بعدم الرضى عن نفسها كثيرا. قالت مترددة وغير قادرة على الخضوع التام. - لا أعلم يبدو لي... رأت شيىء في الحوش وتوقفت عن الكلام.كان راندولف تاد يجمع ألواحا خشبية ليكون ما يشبه ملجأ ومارك يساعده أما ماجي فكانت جالسة على الأرجوحة -التي تركها المستأجر القديم- تعطي "بابي" بعض النصائح. لكن ما استرعى انتباهها هو ذلك الرجل - كشف عن قميصه المفتوح عند الصدر - عن شعرهه الأسمر كانت عضلات ذراعيه وكتفيه تتحرك مع كل حركة منه.سقطت خصلة من شعره على جبينه.عندما نهض لم تستطع أن تمنع نفسها من ملاحظة الى أي مدى يبرز بنطلونه الجينز فخديه. سألت شدو عندما نهضت لتنضر عبر النافدة. - ماذا هناك؟ تفرست المرأتان-عدة لحظات- في الرجل حتى دخل الى جراجه وتبعه الطفلان. صبت اليزابيث قدحا من القهوة لنفسها وهي تدير ضهرها الى أختها. قالت شدو بتكشيرة -كبير السن؟اليزابيث الرجال الذين يشبهونه لايشخون أبدا بل ينضجون.أنضري الى منظره ما أهمية أن يكون في الخمسين؟أو الخامسة والخمسين من عمره؟ - بالنسبة لي لايوجد أي فرق هذه نقطة أساسية يبدو أنها غابت عنك - ما لون عيناه -زرقاوان -ماهي مهنته - آه أعتقد أن لديه مشروعا خاصا بصناعة الاسمنت هذا ما قاله لي الجار السابق قبل أن يرحل منذ ستة أشهر كان اسمه مكتوبا على سيارته الجيب فرقعت شدو أصابعها بالتأكيد انها مؤسسة تاد اننا نرى شاحناته في كل الساحات ثم أضافت وهي تنظر من النافدة آملة أن تلمحه -لا بد أنه يكسب الكثير - اسمعي يا شدو انه لطيف صبور مع الطفلين انني أدين له بالفضل بسبب عنايته بمارك الذي يحتاج الى تأثير رجل عليه الى هنا يتوقف كل شيىء.لن يجذبني أبدا رجل مثل السيد تاد انه ليس من النمط الذين أفضلهم انه ...قوي جدا وكبير جدا. قالت شدو وهي تكبت ضحكتها - آه آه قالت غاضبة - أوه حسنا يمكنك أن تنسي قصصي. علاوة على أنني لا أمتلك أي خيال وأي رغبة في الكتابة.
-------------------------------------------------------------------------------- الفصل الثالث
لما كانت غير مركزة في كتب الخيال وضعت اليزابيث قلمها.كان اليوم يوم اثنين وكان المحل مفتوحا منذ ساعة مبكرة ولم يآت أي زبون اليه.لابد أن يصل السيد "آدم كافنوخ" الى الفندق بعد قليل. في كل مرة تحاول أن تنكب على الكتب كان خيالها يسرح بها ان البذرة التي غرستها شدو في ذهنها يوم السبت الماضي بدأت تنمو على الرغم من أنها تأمل في رؤيتها تموت. حتى تحت التعذيب لن يمكنها الكتابة عن خبرها مع السائس في مساء السبت.لقد لاحقتها الفكرة الى السنما حيث اصطحبت طفليها لرؤية فيلم ل"ديزني" حتى لا تخاطر بمقابلة "راندولف تاد" تنزهت معهما لكنها غضبت في طريق العودة لأن عربته الجيب لم تكن موجودة.عندما كانت بمفردها في غرفتها أخدت اليزابيث دفترا وقلما وبدأت تصور الأحداث التي يصورها لها عقلها. بدا أن الكلمات تولد دون أي مجهود كما لو كان ذلك يتم بفعل السحر. كان المشهد واضحا في عقلها حتى ان وصف الشخصيات و ملابسها جالت في ذهنها بشكل طبيعي.لكنها وجدت صعوبة مع الكلمات التي لاتنطقها أبدا بصوت عال مثل الأجزاء التشريحية أو العبارات التي تتضمن كلمات الحب.عندما انتهت كا جسدها رطبا وقلبها ينبض بقوة.بعد أن قرأت مرة أخرى النص من أوله لآخره دفعت الغطاء من عليها ومزقت النص وألقت به في سلة المهملات. كانت قصتها حمقاء شدو مجنونة وهي أيضا مجنونة لأنها استمتعت اليها.غطت نفسها وهي مغتاضة وحاولت النوم وأغمضت جفنيها ببطء لأنها تشعر بألم في رأسها. ظلت تتقلب وتتقلب في السرير وحاولت اقناع نفسها أن قصتها تافهة ولا تستحق للقرائة لا انه خطأ لقد مزقت النص لأنها خجولة. منذ تسعة وعشرين عاما عاشتها مع نفسها لم تشك أبدا في أن خيالها فاسد أيضا.كان المحل مغلق يوم الأحد واصطحبت اليزابيث طفليها في نزهة. عندما خرج الثلاثة من المنزل وجدت "راندولف" يقلم أشجاره سأل مارك وهو يصعد الى السيارة - هل يمكن أن يأتي راندولف معنا؟ - انه مشغول. - يمكن أن نطلب منه. - لدينا ما يكفينا من الطعام. اعترضت ماجي - سأتقاسم معه نصيبي. انطلقت بالسيارة بسرعة لتضع حدا لهذا النقاش كانت النزهة ناجحةبينما الطفلين يلعبان كانت المرأة تفكر فيما كنبته ليلة البارحة حتى يمكنها أن تحسن نصها. ثم تدكرت أنها قطعته وحاولت ألا تفكر فيه مرة ثانية. كان اليوم هو الاثنين وصل صاحب مجموعة الفنادق في ميعاده تماما لكن مازالت قصتها وجارها المزعج يستحوذان على تفكيرها.في الحقيقة لم يكن جارها مزعجا بل انه جاد ومتكامل،كان يمكنه استقبال النساء واقامة الحفلات ولا يشكو الفوضى التي يفعلها الطفلان وهما يلعبان في الحوش،حتى لو لم يكن ملاكا فانها لم تشكوه أبدا. كان واضحا انه كان يمكنه أن يغلق أزرار قميصه عند عمله بفناء بيته لكنه كان يستطيع أيضا ألا يرتديه على الاطلاق _ واذا حدث هذا في أثناء الحادثة التي تسبب بها 'بابي' فماذا كان سيحدث عندما أمسكها من خصرها وكانت ذراعاه عاريتين؟واذا كانت قد لمست كتفيه العاريتين وجذبها الى صدره العريض؟واذا.... - مدام بركلي؟ انتفضت كما لو أن أحد قد أطلق عليها الرصاص واستدارت ورأت أمامها مجموعة من الاشخاص يقفون على عتبة محلها،بما أنهم نظروا بفضول اليها تسائلت كم عدد المرات التي نادوها فيها قبل أن تنتبه؟ سألت متضايقة - نعم؟ - صباح الخير أنا آدم كافنوخ. تقدم الرجل ذو الشعر الأسود والعينين السوداوين نحوها وهو يمد يدة،كان جدابا جدا،كان يبدو عليه كأنه قرصان من قراصنة الكاريبي،كانت ابتسامته ودية وعينياه تتلألآن من الفرحة،كما لو كان قد عرف أنه باغتها في منتصف حلم خليع،شد الرجل على يدها قالت وهي سعيدة لأنها لم تتلعثم - السيد كافنوخ مسرورة بمعرفتك. - وأنا أيضا. ترك يدها ونظر حوله قبل أن يستدير نحو مجموعة المتملقين الذين يتحركون نحوه باحترام.قال لها وهو يحملق فيها بعينيه.- الصور التي حصلت عليها لم تف بحق محلك. - شكرا - من منحك فكرة انشاء هذا المحل؟ هزت كتفيها بضيق -انني ذائما أحب الأشياء الجميلة خصوصا الأشياء النسائية،عندما قررت الدخول الى عالم التجارة حاولت العثور على المكان المناسب للبوتيك،على الطراز حيث يأتي الرجال لشراء هدايا ل..زوجاتهم.كان فندق كافنوخ في هذا الوقت مازال يشيد،كان هذا واضحا في ذهني. - حدسك عظيم. - أنا سعيدة أنك رأيت ما بذاخلي وقبلت اقتراحي. - لست أنا من يجب أن يشكرك.لدي مديرون يهتمون بهذا وأنا سعيد لأنهم اتخدو قرارا لصالحك. أخافتها سداجته كان آدام كافنوخ شخصية مهمة جدا ومشغولة جدا لكي يهتم بنفسه كافة تفاصيل العمل. - أنا متأكد أن تكوينك الجسماني خير دعاية عن مبيعاتك يامدام بركلي. تفرس في وجهها وفي شعرها بشدة.كانت الضفيرة أسفل رقبتها مشعتة قليلا...كما لو كانت يد رجل قد داعبتها.أحست بالاضطراب تحت نظرات الاستحسان البادية في عينيه. قالت على أمل أن تبعد انتباهه.- سأعد الشاي. استدارت نحو براد الشاي الفضي والاقداح الصينية الموضوعة على مائدة مستديرة صغيرة مغطاة بمفرش من الدانتيلا. -أترغب في تذوق الشوكولاتة التي أبيعها؟ قال كافنوخ بابتسامة مضيئة وشبه طفولية. - سأتناول الشاي وعدرا على الشوكولاته. لم يكن هذا الرجل جذاب فقط بل محبوب أيضا.بينما كان المحيطون به يشربون الشاي ويلتهمون الشوكولاتة كان الرجل يتناقش معها. بدا اهتمامه صادقا فلقد سألها باهتمام عندما ذكرت طفليها.ليس مثيرا للدهشة اذن أن يحقق الرجل كل هذا النجاح.انه يستمع الى الناس ويعطي محدثه انطباعا بأنه يقول أشياء مهمة ومؤثرة. سألها وهو يقبض على يدها. - سأكون في المدينة خلال الاسابيع القادمة.أحب أن أراك على انفراد هل هذا ممكن؟ أجابته بهدوء واضح..- بالتأكيد. كانت لمساته لمسات رجل يداعب النساء دائما وهو يستمتع بذلك. - الى الملتقى قريبا اذن. أمسك يدها بيديه لثوان ثم توجه نحو الباب.أوقفه رؤية امرأة على العتبة،كانت ملرتدية بنطال من الجلد الاسود وترتدي حذاءا عاليا وتضع عليها شالا على البلوفر الاسود ذي الياقة المستديرة وأسطوانتان حالمتان من الذهب تدوران في أدنيها. انها شدو انقبض قلبها أمام الوميض الماكر في عينيها كانت غير ضاهرة حتى لم يعرف أحد ما ستقوله أو ما ستفعله.قالت شدو بابتسامة متلألئة.-صباح الخير يا آدم.. تذمر المحيطون به عندما سمعوها تناديه باسمه على الفور. - أعرفك من الصور المنشورة في الجريدة. على الرغم من أنها كانت تفضل أن تصمت اليزابيت عرفتهما على بعضهما. - هذه أختي شدو يا سيد كاقنوخ - كيف حالك يا آنسة ماسون؟ أجابته بصوت فاتر وهي تستند _ بلا اكثرات_الى نافذة الباب. - بخير وأنت؟ استشاط أحد أتباع كافنوخ غضبا. وجهت اليزابيث الى أختها من خلف ضهر آدم تهديدا صامتا لكن شدو لم تخشها.- ستخرج ولن يمكنني حبسك. هز رأسه نحو اليزابيث كوداع ثم مر أمام شدو يتبعه فريقه. همست المرأة بمجرد أن ابتعدت المجموعة. -شدو كيف أمكنك هذا؟ - هدوء،لقد شاهدتك من خلال واجهة العرض،تصرفت بهذا الشكل بعدما رأيتك تبدين ملاكا.أسديت لك خدمة عظيمة. - لقد تضايقت كثيرا. رفعت شالها بحركة رفيعة الشأن قالت وهي ترفع قطعة الحلوى الى فمها.- هل يمكنني تناول آخر قطعة الشوكولاته؟أعتقد أن هؤلاء المتوحشين لم يتركوا الا هذه. ثم استطردت في حديثها -ماذا حدث قبل وصولي؟يبدو ان كل شيىء يسير على مايرام. - لقد كان كافنوخ ساحر بالفعل. - أنا أيضا يمكنني ان أكون ساحرة اذا امتلكت ملايينه. فضلت اليزابيث ان تتفادى تعقيبها. - لم اتوقع قط ان يكون صادقا الى هذا الحد وعطوفا جدا كنت اعتقد انه عنيف. - حقا يا اليزابيث لقد ابتلعت الطعم،انه ماهر بالفعل في تجسيد الكوميديا الم تدركي؟يمكنك ان تقدري سحره ولكن لا تسقطي فريسة له. - انني احبه. - هذا هو ما يأمله - طلب مني ان اقابله في القريب العاجل. - صحيح؟ - لا تقولي صحيح بهذه اللهجة.انه مجرد موعد عمل لا اكثر. أجابتها بصوت ينم على أنها لا تصدقها..- انني متأكدة من ذلك. -لا أرى سببا في ان ترتابي في هذا. - ساقول لك انه جذاب اتفقنا على ذلك لكنني حذرة دائما مع الرجال اللطفاء لا أثق بهم. اضطربت اليزابيث من هذا الموضوع لم يحدثها آدم كثيرا ربما يسحب منها التوكيل بعد تصرف أختها. - ماذا تفعلين هنا في البداية؟ليس لديك عملاء اليوم؟وهل هذا زي المدلكة الطبية؟ قهقهت وهي تمر امام اختها بدلال. - هذا يرجع الى مدى العناية التي يوليني الآخرون اياها كانت هذه الاخيرة تعرف بأنها جميلة ومدهشة سألت شدو - هل كتبت لي قصة؟ - لا لم تصدق شدو كذبة أختها قط.لكن قبل أن تتمكن من مناقشتها دخل عميل الى المحل وبدى شاردا وتائها. عرفت اليزابيث حالته هذه لأنه كان يشعر بالضيق في مثل هذا المحل الخاص بمبيعات النساء. - هل يمكنني مساعدتك؟ - أبحث عن شيىء لزوجتي،هدية عيد ميلاد. - لدي أنواع كثيرة من قوارير الروائح البلورية أتريد أن تراها؟ أعادت شدو شالها على كتفها ومشت بدلال نحو الباب لما مرت بالقرب من العميل العصبي والأصلع همست في أدنه. - أترك قوارير الروائح،اذا أردت أت تأخد شيئا قديما فمن الاحرى أن تختار حاملة الجورب من الستان الأحمر. - الى الاحتفال في مساء السبت عبرت الكلمات الاخيرة لحديث مارك رأس أمه التي أوقفت حركة الشوكة في منتصف الطريق بين طبقها وفمها - احتفال؟ قالت ماجي بأناة - حفلة المدرسة يا أمي. كانت ماجي مثل والدها منظمة دوما في مواعيدها ولاتنسى أي شيىء على عكس أمها. - آه صحيح انها في مساء السبت؟ - من 7 حتى9.30 وسنبقى حتى النهاية يا مارك؟ - نعم لن تبدأ فترة اليناصيب الخيري قبل التاسعة والربع،لن يمكننا الانصراف قبلها راندولف موافق. - راندولف ما علاقة راندولف بالحفلة؟ - لقد دعوته للمجيىء معنا. سقطت شوكة اليزابيث سألت ابنها عندما استعادت صوتها - لا.متى حدث هذا؟ هز الصبي رأسه - بعد ظهر اليوم - وبما أجاب - وافق استطردت اليزابيث وقد كتمت السباب الذي وقف على شفتيها - كيف أمكنك أن تفعل هذا دون استشارتي أولا؟ - لقد قالت انه يمكنني - من هذه اذن؟ - مدرستي الانسة بلنشارد الاطفال الاخرون لديهم آباء و أمهات بما أنه ليس لدي أب فقد سألتها ان كان بامكاني دعوة شخص آخر؟وقد وافقت هي على ذلك. بدأت شفتها السفلى ترتعد"لكنك لا تريدين لا يمكننا أن نفعل شيىء غريبا..أنت شريرة" ترك الصبي المائدة وهو يبكي وانقلب كوب اللبن اثناء جريه.تركته اليزابيث يدهب ورأسها بين يديها. نظرت الى كوب اللبن وهو يتساقط نقطة نقطة دون أن تتحرك. كان مارك يجد صعوبة في أن يتقبل أن يكون لدى الاطفال الاخرين أباء حتى لو كان الوالدين منفصلين.عند موت جون كان صغيرا وجلست اليزابيث ساعات كثيرة تفسر له رحيل والده عن عالم الاحياء لكن بالنسبة لطفل لم يتجاوز عمره السنوات الخمس كان الامر يعد صعبا في ادراك حقيقته. - أمي اللبن يسيل تريدين أن أجففه؟ رفعت رأسها ومررت يدها على شعر ماجي الاشقر - لا يا عزيزتي سأتكفل أنا بالامر شكرا لك.. - قلت لمارك انه كان لا بد عليه أن يحدثك عن هذا الامر. - سأتناقش معه عندما يهدأ. - اترركين راندولف ياتي معنا؟ أدهشتها لهجة الحث والترغيب التي تتكلم بها ابنتها المحتاجة ايضا الى اب يرعاها. أجابتها بابتسامة مقتضبه - بالتأكيد. بعد أن غسلت الاطباق ذهبت اليزابيث لتبخث عن ابنها ووجدته ممدا على سريره ويضم دميته الى صدره تركت الدموع على خديه أثارا مملحة ومالت عليه لتقبله.- أنا متأسفة ياحبيبي لأنني صرخت عليك لقد فوجئت بلأمر هذا كل ما في الموضوع دون ان يجيبها ابتلع نحيبه وشرحت له كيف أنه كان من الضروري استشارتها قبل ان يدعوه -لكنني اعتقد ان الامور على خير مايرام الان. لمعت عيناه المغرورقتان بالدموع - هل يمكنه المجيىء - اذا كان يرغب بذلك - نعم..عظيم بعد ان أنامت الطفلين فكرت في أن راندولف كان لا ينبغي أن يتحمس لفكرة حضور حفلة المدرسة.لابد أنه قبل الدعوة بوازع من الشفقة ولابد عليها أن تتيح له الفرصة لكي ينسحب...وضعت احمر الشفاه على شفتيها وعبرت الارض الخضراء.في أثناء العطله الاسبوعية أحاط شرفته بحاجز من الزجاج وها هو جالس بها الان.رأت اليزابيث الى جانبه على ضوء جهاز التلفاز صينية العشاء المكون من اللحم المشوي والشراب بدلا من ان ينضر الى التلفاز كان يقرأ مجلة وتسائلت عما اذا كان هاويا لهذه المجلات المليئة بصور النساء المثيرات؟في مثل هاته الحالة فليست اللحظة المناسبة لازعاجه لكنها ارادت ان تنتهي من هذا بسرعة قدر الامكان. رفع عينيه نحوها وتفرست فيها عيناه بشدة مثل أشعة الليزر. أطفأ جهاز التلفزيون قبل ان يفتح لها الباب قالت والضيق يبدو عليها..- مساء الخير - مساء الخير ادخلي - لا لن...لن ابقى الالحظة فالطفلان نائمان. انها لن تدخل الى منزله وحدها ماذا سيحدث ان رآها الجيران؟ خرج على عتبة الباب وجدب الباب خلفه. - ماذا هناك؟ - لاشيىء خطير هذا ما آمله على الاقل انها لا تستطيع صراحة ان تحدثه بطريقة متلاابطة،لابد انه سيعتبرها حمقاء لماذا تشعر بالعصبية؟انه مجرد رجل تبا له..لكن ياله من رجل. - اخبرني مارك انه دعاك الى حفل المدرسة - صحيح - هل ستدهب - هذا ما اخبرته به - اعلم لكن لااريد ان تحس بانك مضطر للدهاب بحجة انه طلب منك هذا تفرس فيها لحظة - لاتريدينني ان اذهب.أليس كذلك؟ - كلا،أه أقصد...لن يكون هناك مشاكل اذا أردت الحضور حقا حفلة اخرى...انها حفلة المدرسة الابتدائية سيحضرها آلاف الاطفال الذين سيجرون في كل مكان مثل الهنود ويضطر آبائهم الى تعقبهم هذا صخب وغير منظم و..في رأيي انك لا تحب كل هذا. - لأنني أعزب عجوز وجاف؟ قالت اليزابيث عندما أدار ضهره اليها واتجه الى عربته الجيب 'ها قد اسائت اليه' - ليس هذا هو السبب سيد...راندولف أردت ان اعرض عليك احتمال عدم الذهاب اليها.سأتدبر الامور بنفسي مع مارك. بعد ان فتح قفل السيارة اخرج راندولف منها صندوقا كبيرا وحمله على كتفه وعاد اليها لكي يضع حمله على الارض. - لم يكن لدي اطفال قط لكنني لست عجوزا جدا حتى لا اتدكر طفولتي يا اليزابيث. كان غريبا جدا عليها ان تسمه ينطق باسمها.انه نطق باسمها كما لو كان قد داعبها - لا أقصد أن... - أدكر أيضا بعض الاحتفالات وصخبي فيها ايضا.كنت محظوظا بان يكون لي اب وام. تنهدت اليزابيث وهي مستندة على أقرب شجرة منها. - انك مثل مارك تشعرني بانني مذنبة.لقد نهرته عندما اخبرني انه دعاك كنت متذمرة لم اشا ان تشعر بانك مضطر للذهاب كما قلت لك..لقد لقبني'بأسوء ام في العالم' قال مبتسما - هذا ..هذا يدهشني لم اشعر بانني مضطر للذهاب بل أعتقد بأن الفكرة أعجبتني كثيرا ولا أحاول ان اشعرك بالذنب حسنا هلا غيرنا الموضوع..؟أخبريني ما رأيك في هذا؟ مال نحو الصندوق الكبير وجثت اليزابيث على ركبتيها بجانبه لتتفرس في الصورة المرسومة على جانب الصندوق. - سرسر معلق،انه رائع. - أهذا رأيك؟ - نعم كنت أحلم دوما بامتلاك واحد مماثل. قال وهو يشير بيده - وأنا أيضا.أضن بأنني سأعلقه بين هاتين الشجرتين. - نعم سيكون رائعا في فصل الصيف ان... ثم توقفت عن تكملة حديثها. سألها برقة وهو يتفحص وجهها - أن تفعلي ماذا؟ بما انها لم تواصل حديثها استطرد هو -أن أنام عليه؟ - الهذا الغرض يستعمل السرير المعلق؟ - نعم،يمكنك استخدامه وقتما تشائين. - شكرا - لكنك لن تفعلي على ما أظن دهشت من صدق حدسه فلرفعت عينيها نحوه - من المحتمل لا. لماذا؟ - لا ارغب بان اشط بعيدا - ليس هذا هو السبب،انك لا تريدين أن تنامي على سريري المعلق كي تبتعدي عن ثرثرة الجيران.فربما يعتقدون أيضا أنم تنامين في سريري. ارتجفت بشدة -لن امنحهم هذه الفرصة. - وتحرصين على هذا دوما - أتلومني على هذا؟ قال وهو يقطب جبينه -ألومك؟ليست هذه الكلمة التي كنت سأستخدمها،أجد فقط أنه من الغباء ان تتجنبينني. لما كانت لاتعرف ما تقول أحست اليزابيث بأنها مازالت حمقاء. - أقدر انك تحمين سمعتك،فالناس تترقب خطواتك دوما. - هناك اعتقاد سائد بأن النساء الارامل.. أكمل جملتها بلاخجل - فاسدات.لكنني اعزب واعيش بمفردي،اذا اتيت لاقتراض السكر مني فانهم سيثرثرون بخصوص علاقتنا المفترضة،لكن مثل هذه الامور لاتهمني،انها مثل طلقات الرصاص في الهواء،لابد ان تتمتعي بوقتك وتستفيدي منه بأكبر قدر.. سكتت اليزابيث وهي تحس بقوة ضربات قلبها داخل صدرها حتى صارت مقتنعة انه يسمعها. قال وهو يلمس دراعها - انك ترتعدين. - أشعر بالبرد كان لابد ان أرتدي معطفا. - هيا ساصحبك. امام نظراته المستمرة استسلمت الفتاة.لقد تركت المطبخ مضاءا ودهشت _ وهي تتقدم في الظلام_ حينما ايقنت انه يمكنه رؤيتها داخل المنزلها. قالت مفكرة هل يرى راندولف منزلها من شرفته؟لم أكن لأهتم بالمجيلىء الى المطبخ في المساء وأنا مرتدية قميص نومي.سألها وهو يقف على عتبة بابها - متى ستبدأحفلة السبت؟ - أخبراني أنها في السابعة - سآتي للبحث عنكم منعتها النذبة المحدودة في ذقنه من الاعتراض - مفهوم تصبح على خير يا راندولف قال وهو يمد يده - اليزابيث هل الامر على ما يرام؟ لمس ابهامه برقة ابهامها،أثارت هذه المداعبة تيارا كهربائيا في ذراعها. - يداي؟نعم..آه. لم يبال فرفع ذراعها ليتأملها - اذا احتجت الى لسبب أو لآخر فلا تترددي،فليدهب الجيران الى الجحيم. عندما رفع عينيه نحوها أحست المرأة بأنفاسها تلهث قبل أن تتمكن من تدبر أمرها لكي تجيبه كان قد ترك دراعها واختفى في ظلمة الليل.. --------------------------------------------------------------------------------
الفصل الرابع
ظهرالرجل المجهول من وسط الظلام لأجده امامي.كان رجلا طويلا وكانت كتفاه عريضتين وجذعه قويا. لم استطع تبين وجهه تماما لكنني عرفت على الفور من هو.كانت قسماته غير واضحة لكنني تعرفت عليه ولهذا لم يخفني ظهوره المفاجىء. لقد جعلني اضطرب لكنه ادهشني بالتاكيد لكنه لم يخفني. لم ينطق لاهو ولا أنا بأي كلمة.الكلمات لم تكن مجدية. كلانا يعرف ماينتظره الآخر لايهم المستقبل أو الماضي.الحاضر فقط هو المهم. مد يده نحوي وداعب شعري شد ببطىء المشبك الوحيد الذي يمسكه وتناثر شعري بين أصابعه.كنت اعرف أنه يحب لمسه.على الرغم من انني لم أستطع تمييز وجهه الاأنني تبينت انه كان يبتسم عندما ضغط على خصلات شعري. وضعت يدي على جذعه فلم يكن للخوف اي مكان في هذه المملكة الناعمة فلن يراني احد او يسمعني.كانت الظلمة صديقتي لقد منعت أي تحفض لم يعد هناك أي مراعاة للسلوك فكل الرغبات السرية يمكن اشباعها. اتحدت شفاهنا في قبلة حارة.اضطرمت عواطفنا.أرجعني الى الحائط الموجود خلفي ثم اطبق على فمي ونزع مني تأوها لااراديا.عرفت بأحاسيسي الطبيعية انه اغمض عينيه ليستسلم لهذه الرغبة التي تشتعل في ذاخله. أمسكت يداه خصري برفق.لكنني لم انطق بأي كلمة رغبة مني في عيش هذه اللحظة السعيدة..ملأت حرارة جسده جسدي لم يكن يفكر الافي ارضائي.ان السعادة التي احسست بها تجاوزت كل ما كنت اعرفه قبل ذلك. لما كنت مرتعبة واتصبب عرقا تمسكت به.داعب شعري برفق وحنان ثم تركني يغشى علي ورحل من حيث أتي. لم ار قط وجه الرجل الذي أحبني ولم أسمع نبرة صوته.لكن اذا رجع الي فانني سأعرفه.
* * *
لم يختفي الطنين المستمر الذي يطارد رأسها الامع هذا الرجل المختفي وجهه.لما كانت مضطربة وضعيفة فتحت اليزابيث عينيها انها تحس بلاجهاد يبدو ان جسمها ثقيل.يستحيل عليها ان تستجمع قواها.ارتمت على سريرها وهي ترتدي قميص نومها وتشعر بالدفىء لكنها كانت سابحة في بحار الرغبة. رمشت بعينيها فجأة لم يكن طنين رأسها رد فعل حلمها الغير معقول.انه بسبب آلة تقطيع الخشبالموجودة في جزء من الحي.لم يكن ليوجد أي شخصية عجيبة بجانبها كانت موجودة بمفردها على سريرها والشمس تسطع من خلال شقوق الشباك. كان يوم السبت انها ستخرج هذا المساء مع راندولف. جلست على السرير وهي تتنهد تنهيدة محمومة كان المنبه الموجود على منضدة صغيرة بجانببها يشير الى التاسعة.نهضت وارتدت مئزرها.لايمكن تصنيف هذه المقابلة التي لاتتضمن أي اسم او وجه أو صوت تأنيب -ضمن المقابلات المغضوب عليهاانه حلم سري لأي امرأة لأن كل شيىء مسموح به.انها مقابلة بلا أي نتائج قد تظهر في المستقبل.انها مريضة حكمت على نفسها بأنها مريضة.اذا علمت شؤون الاجتماعية بما تحلم به فستحرمها من حضانة طفليها. بعد ان اخدت حماما باردا وجدت الطفلين في المطبخ قبلتهما واعدت الفطور.قال مارك -الحفلة مساء اليوم يا امي. - صحيح على الرغم مما حاولت الضهور به الا ان اجابتها كانت تفتقد الحماس،لقد تجنبت-طوال الأسبوع-التفكير في هاته السهرة خوفا من أن تعطيها أهمية خاصة.منذ الاثنين السابق لم تر جارها،كان الطفلان يرويان لها كل يوم عن التقدم الذي تحرزه جراء "بيني" لكنها لم تكن تسأل عن صاحبها،لحسن الحظ أنه أتى اليوم الذي تخشاه وغدا سينتهي كل شيىء. قالت لها ماجي - لاتتأخري راندولف قال بأنه سيأتي لأصطحابنا قبل السابعة بقليل. - أعدك ألا أتأخر. لما كانت نبرتها جافة قليلا استطردت -سأعود قبل السيابعة حتى اتمكن من تغيير ملابسيلتستعدا أنتما سأترك قائمة التعليمات مع مدام ألدر. مرت ساعات يوم السبت عادية،ان عدم معرفة وجود طفليها المدرسة وأنهما يقضيان جزءا من عطلتهما الأسبوعية في البيت جعلاها تشعر بالذنب،لكن الوقت يمر بسرعة مدهشة هذه المرة.أغلقت اليزابيث المحل في الخامسة وانصرفت. أحست لدى وصولها بأن الطفلين ثائرين لأنها كادت تضييع موعد الحفل. - راندولف اتصل تلفونيا سيكون هنا في السابعة الاربع.أسرعي يا أمي. - أمامي ساعة ونصف لأستعد أعدك بأن أكون جاهزة. لكنها لم تفعل ذلك. وضع 'بابي' على الاريكة شيىء يشبه الجبن الذي يلزم تنظيفه على الفور.كان الطفلان يتنازعان على مكان وضع الهاتف.في أثناء الشجار ارتطم رأس الصغير بجانب المائدة المنخفضة وانفتح رأسه.بسبب الدم الذي سال كان لابد أن يغسل شعره وينظف السجادة. لما كانت تحاول اصلاح ظفر يدها الذي انكسر لما ارتطمت بالدرج تخبطت يديها كلها في الدرج.عندما استعدت لوضع المساحيق على عينيها كانت عصبية جدا حتى انها فعلت ذلك بصعوبة.ثم ضلت متحيرة بخصوص ماسترتديه. دخل مارك رآها لم ترتدي ملابسها بعد ثم قال حينذاك.- أوه يا أمي. لكن مضهر ابنها جعلها مذهولة - مارك بنطلونك الجينز مقطوع عند الركبة.اذهب وارتدي البنطلون الجديد. تسائلت وهي تقف أمام دولاب ملابسها.هل ارتدي تنورتي الزرقاء ام بنطلوني الأسود. - أريد ان ارتدي هذا البنطلون الجينز انني أحبه كثيرا. "الثنورة الزرقاء" - بنطلونك الجينز الآخر لو سمحت.وهذا البلوفر كبير عليك ارتد البلوفر الأخضر لن تخرج اذا... رن الجرس. صاح مارك- هاهو. قالت اليزابيث- عد سأفتح أنا لكنه كان قد نزل السلم مسرعا ليفتح الباب قبل اخته قال صوتان في آن واحد - انه أنا. دون ان تعرف من كسب سمعت المرأة راندولف يتكلم - مساء الخير ارى أنكما مستعدان للرحيل. قالت ماجي -نحن مستعدا معا. ثم أضاف مارك-لكن امي لم تستعد بعد انها دائما متأخرة لأنها تأخد وقتا طويلا في ارتداء ملابسها. - تعلم اننا لسنا مستعجلين هيا ننتظرها في الصالون. لما كانت أذنها مسندة الى الباب حتى لاتفوتها كلمة واحدة رأت اليزابيث رد فعلها -فجأة- باديا على وجهها في المرآة. حزنت لموقفها الساخر ارتدت جيبها وبلوفر أبيظ ظريفا.بعد أن صففت شعرها على هيئة ذيل حصان تعطرت وخرجت من حجرتها.لما كانت خائفة من أن يعتقد راندولف من أنها تتجمل من أجله كمراهقة نزلت السلم والضيق باد عليها لكنها توقفت قبل أن تدخل الصالون. كان ظهرالسيد تاد لها وهو يستمع الى حكاية مارك عن عقدة السفينة التي رسمها. - مساء الخير. استدار راندولف لدى سماعه صوتها.كان يرتدي بنطلون جينزوقميصا قطنيا وسترة جلدية.كان يبدو مثل الفارس.بل أكثر من مدهش.أحست أن يديها أصبحتا رطبتين. قال وهو يتفرس فيها من أعلى الى أسفل حتى حذائها الجلدي- آمل ألا أكون قد أزعجتك. سألت قبل أن ترسا مارك لاحضار جاكيتته - لا..لكن هل الجميع مستعد. ذهب الصبي وعاد في زمن قياسي وخرج الجميع. ياله من احساس غريب أحست به اليزابيث لأن تجلس في المقدمة بجانب راندولف والطفلان خلفهما.لايهم ان يراهم احد ويعتبرهم كأسرة واحدة.جعلتها هذه الفكرة عصبية جدا وارتعدت عندما وجه اليها رفيقها الكلام. - انك رائعة هذا المساء. -شكرا.. أنت أيضا جذاب..أقصد.. تباذلا ابتسامة تحت نظرات اعجابه.أحست اليزابيث برجفة.لحسن الحظ لم يكن مارك يلاحظهما. كان النشاط الذي يملأ جو المدرسة يجعلها توشك أن تسقط.كان المكان يعج بالاطفال الذين يحاول آبائهم عبثا أن يجعلوهم قريبين منهم. كانت اول دهشة تتلقاها المرأة هي شراء راندولف أوراق يانصيب. بما انها كانت تعرف الشخص الذي يبيعها كان لابد عليها ان تقدم له رفيقها.كان فضول هذه السيدة كبيرا جدا حتى انها أخطأت مرتين قبل أن تعيد اليه المال المضبوط. لفرط دهشتها تأثر رفيقها بجو الحفلة.بفضل نصائحه في لعبة الصيد كسبت ماجي زجاجة عطر.لكي يتيح لمارك ان يحسن نتيجته في كرة السلة حمله بين ذراعيه.تأثر قلب اليزابيث لما رات ابتسامة ابنها ونظرات الرضى التي يلقيها على أصحابه.لما كان والده غير موجود ليفتخر به اغتنم مارك كثيرا وجود راندولف. سألت بعد ان توقفوا عند العديد من المنصات..- هل هنلك من يشعر بالجوع؟ ثم اعتذرت لضيفهم -انها مكرونة السباجيتي وسندويتشات. - عظيم انني اموت من الجوع. بمجرد ما ان انتهت من اخر لقمة وآخر نقطة مياه سألت ماجي -هل يمكنهم الذهاب لدهان وجهها؟كان مارك يقفز الى جانبها على قدميه. - آه أريد رسم رأس مسخ. قهقهت أمه وهي تقرص خده برقة - هذا فعلا مايلزمك. - هل يمكنني الذهاب يا أمي؟ - لم ننته انا وراندولف من طعامنا بعد. تذمرت ماجي -هذا سيستغرق ساعات ثم ستجلسان لتناول القهوة. اقترح راندولف -ربما يمكنهما الذهاب بمفردهما؟ - حسنا لكن اذا وعدتماني بأن تعودا فور الانتهاء من عمل الرسم.اذا ضللتما طريقكما بين الموجودين فلن نعثر عليكما أبدا.وابقيا معا. أمسك مارك بيد اخته وشقا طريقهما بين زبائن الكافيتيريا. - يالها من طاقة. هزت اليزابيث رأسها وضميرها يؤنبها - حاولت ان انبهك..ستشعر بالتعب لدى عودتك. - انني أتسلى. أكثر مافي الأمر دهشة انه يبدو صريحا.أبدى تاد اهتمامه بهذه الحفلة مثلما أبدى الآباء الاهتمام بمرافق اليزابيث بركلي.سألها بعدما رآى شيىء غامض في عينيها. - اتسم بالفضول.أليس كذلك؟كل الناس تنظر الي.أم ان هذا نتاج خيالي؟ - انهم ينظرون الينا.الجميع يعلم انني أعيش بمفردي. - منذ متى وانت تعيشين بمفردك؟ هل عندما قتل زوجك؟ نظرت اليه بدهشة -أخبرني أحد الجيران بنبأ مقتله عندما انتقلت الى العيش بمنزلي هذا.لم أسأل عن اي شيىء،لقد علمت بالصدفة. كان صدقه واضحا جداحتى انها لم تتضايق عند حديثه عن موت جون. - مات جون منذ سنتين في حادثة سيارة.لقد مات على الفور. - هل كنت والطفلان معه. - لا. - الحمد لله.. - كان جون ذاهبا الى عمله.أتى ضابطان في صباح ذلك اليوم وطلبا مني أن أصطحبهما الى المستشفى.كنت أوشك على تغيير ورق رفوف المطبخ،لم انسه أبدا. - لابد أن هذا الموقف كان شاقا. - كان العالم انهار من حولي.هل فقدت شخصا عزيزا عليك من قبل؟ أجابها باختصار -لاليس بهذه الطريقة.هل تريدين قهوة؟ رأته اليزابيث يتجه نحو طاولة الشراب.لقد فقد شخصا عزيزا عليه لكن هذا الشخص العزيز لم يمت.من هذا الشخص؟كيف فقده؟هل تركته الانسانة التي أحبها؟ كان تاد يستحوذ على اعجاب كل النساء تقريبا.انه يمتلك جسدا قويا وسحرا رهيبا لكن شخصيته الرقيقة والعاقلة لاتتناسب مع مظهره. لم تر اليزابيث أي نساء بمنزله لكن يبدو واضحا أنه لايعيش مثل الراهب. دون أن يبدو عليه التردد أمسك بمرفقها ليرشدها بين الناس المتجمعين.لقد أحست بيده على ظهرها مرات عديدة ليدفعها الى الأمام برقة.هذه المداعبات البسيطة لم احساسها بالرعدة. لماذا يعيش راندولف تاد بمفرده؟هل عاش تجربة زواج فاشلة والتي تبعها طلاق مؤثر عليه؟هل منعته الظروف المادية من الزواج مرة أخرى؟ أو أنه فضل حياة العزوبية؟لماذا لم تر أي امرأة بمنزله؟ سألها وهو يعود ممسكا بقدحيهما - سكرا؟لبنا؟ - سكرا لوسمحت. قبلت مشروبها وهي شاردة - هل كنت متزوجا ياراندولف؟ أجابها وهو ينظر اليها من خلال البخار المتصاعد من القدح -لا لكنه لم يضف اي تفاصيل أخرى - أنا شخصي طبيعي اذا كان هذا ماتودين السؤال عنه. لسعت لسانها بالقهوة الساخنة وتورد خداها - ليس هذا ما أسعى اليه. - بالتأكيد قالت وهي تدير عينيها عن نظراته الساخرة - انه أمر خاص - لايوجد أي ضرر في هذا.لكن اذا اردت الدليل على كوني شخصا طبيعيا وعاديا فانني سأكون سعيدا لأن أثبته لك. ان الاحمرار الذي اجتاح خديها من قبل لايمكن مقارنته بالاحمرار الذي تشعر به الآن تبينت نبرة صوتها المضطربة. - أصدقك سألت لأنني أعرف ان الرجال الذين في مثل عمرك متزوجون أو سبق لهم الزواج. - أتيحت لي أكثر من فرصة للزواج.بعض علاقاتي كانت جادة وتصلح للزواج لكن لم تسر الأمور كما ينبغي.لماذا لم تتزوجي مرة أخرى؟ بما أنها كانت تفكر في كلمة 'علاقات جادة' مرت لحظة عليها قبل أن تدرك السؤال - كنت احب جون.زواجنا كان مثاليا.بعد موته مررت بحالة فراغ عاطفي.ثم انهمكت في الاهتمام بمحلي.تعرف ماذا تعني ادارة محل بمفردك.كل هذا لم يترك لي الوقت أو الطاقة لكي أعيش حياتي الشخصية كما ينبغي.ولم أحب أحد قط غير جون. - هدا أساس كل شيىء.أليس كذلك؟ - تقصد أنك لم تحب قط؟ - عرفت كثيرا من النساء.أحببت العيش العيش الى جوارهن. ومما يشعرني بالسعادة أن أستقيظ وأجد بعضهن بجواري. على الرغم من ضجيج الحاضرين سمعته يضيف بصوت منخفض - ربما هذا هو العامل المحدد.سأعلم أنني احب عندما أستيقظ فرحا حينما أجد نفس المرأة الى جانبي كل صباح. تلاقت نظراتهما لحظة ثم قطع مارك سحر اللحظة. - ايه أنظر ياراندولف. ايه أنظر ياراندولف. رسم على وجه الصبي قناع باللونين الأحمر والأسود تقطعه ابتسامة عريضة.أما ماجي فقد رسم على وجهها حمامة ودمعة على خدها وفم قرمزي على شكل قلب. - ماجي انت رائعة.ولكن اين المسخ يامارك؟ القى الطفل بنفسهعلى صدر أمه وهو ينفجر في الضحك. سألت ماجي عندما هدأالمزاح -هل انتهيتما من قهوتكما؟؟ قال راندولف وهو يهز كتفيه وكأنه يعتدر لأليزابيث - نعم ساعدها وهو يضحك على النهوض ومرر ذراعه حول كتفيها في عناق قصير.كانت الحركة ودية وعادية.لم يكن هناك أي داع اذن كي يضطرم قلبها حقيقة لم يكن هناك أي سبب.لم يتحدث الرجل عن مغامراته الى المراة التي يريد اغرائها.اذا كان لابد أن تتطور علاقتهما فانها ستتطور في اطار من الصداقة وليس الحب. بما انها كانت تتعثر على ارض الحوش الغير مستويةأمسك يدها وقبض على ذراعها الى جانبه كانت ذراعه تخبط بصدرها من وقت لآخر. - يمكننا ان نقوم بجولة في عربة يجرها الحصان يا أمي؟ قالت بصوت رقيق - لامانع صعد الطفلان الى العربة الصغيرة التي يجرها حصان.قال سائق العربة - متأسف لأنه لابد ان يصطحب الطفلين أحد أقاربهما على الأقل. قال راندولف - لاتوجد مشكلة.سندهب جميعنا. صعد الى العربة ومد يده الى اليزابيث دون ان تعرف متى او كيف فقدت السيطرة على الموقف. مدت يدها اليه بعد ان أطمأن ان ماجي ومارك يجلسان في أمان عثر على مكان لكي تجلس فيه اليزابيث. وضع راندولف ذراعه خلفها على المسند المقعد.اذا مالت اليزابيث الى الخلف قليلا فانها ستجد نفسها بين منحنى ذراعه.انها لم تجلس أبدا في مثل هذا الوضع الجامد. ملأالسائق عربته الى أقصى حد ممكن ثم قال مقترحا - ضموا الى بعضكم البعض قليلا..مدام..يمكنك الجلوس على ركبتي زوجك لتخلي مكانا لو سمحت؟ أدركت اليزابيث المرعوبة انه يوجه الكلام اليها وظلت مرعوبة.استدار الجميع نحو مكدرة الصفو هذه التي تؤخر انطلاق السيارة. - اليزابيث؟ كان همس راندولف في أذنها بمثابة المداعبة.دون أن تنظر اليه نهضت دون أي مقاومة عندما أجلسها على ركبتيه.أرخى الرجل لجام الحصان وانطلق بالعربة. - تمسكوا جيدا..انه الرحيل. تأرجحت العربة.فقدت اليزابيث توازنها وارتطمت بجذع رفيقها الذي تأوه بصوت رقيق وتسائلت" هل كان تأوها من الألم أم السعادة؟" صاحت ماجي فيها- أفهميني ما قاله السائق يا أمي لقد اعتبر راندولف زوجك. قال مارك - هذا شيىء يستحق الاعجاب.أشعر بأنني حصلت على أب حقيقي بدلا من والدي الحقيقي. آه لو لم يتمكن الآخرون من رؤيتها...لحسن حظها بدأ أحد الأشخاص يغني مما أدار انتباه الحاضرين عنها. تمكنت من سماع ضحكة راندولف الخافتة همست - ذكرني بأن أقتلهما.أنا متأسفة ياراندولف. - علام؟ -لأنني وضعتك في هذا الموقف المحرج. - انه أنت من شعرت بالحرج وليس أنا. - وكوني جالسة على ركبتيك.أمل الايضايقك هذا كثيرا. تلاقت نظراتهما -مطلقا.بالمناسبة لابد ان نسترخي ونغتنم هذه الفرصة...أقصد فرصة النزهة بالطبع. كان يبدو طوال السهرة ساحرا.في العربة الصغيرة كان يمكنه أن يغتنم الفرصة لكنه لم يفعل شيئا. كرجل متحضر عرض عليها سترته عندما زادت برودة الجو.داعبت نسمته الرطبة عنقها ورغبت في وضع رأسها على كتفه.بدى الرجل ودودا ولطيفا باستمرار. عند السحب على ورق اليناصيب تعاطف مع الولدين اللذين لم يكسبا شيئا.شكرهما كثيرا على هذه الحفلة ثم اصطحبهم الى باب منزلهم.ظلت ابتسامته بشوشة عندما تمنى لها ليلة هادئة ل"اليزابيث" وهو يكرر شكره لها. كان سلوكه طيبا جدا. لماذا شعرت بالاحباط اذن؟ كان يمكنه في العربة أن يمنحها قبلة بسيطة على عنقها ليتبث لها أنه يعرف أنهما موجودان هنا وأنهما متحابان. كان يمكنه أن يضمها اليه ثانية او ثانيتين أو اكثر عندما ساعدها في النزول.كان يمكنه أن يمنحها قبلة ودية على خدها وهو يتمنى لها ليلة هادئة.كان يمكنه أن يتصرف مع قليل من التحفظ والعاطفة. كانت السهرة ممتعة اكثر مما كانت اليزابيث تأمله.كان راندولف جذابا أكثر مما اعتقدته.أي نوع من النساء يمكن ان تجذبه انتباهه؟ رجل مثله لايبقر عازبا فترة طويلة. انه يتصرف بمنهى الرقة كما انه حساس جدا.في كل مرة كانت أي هزة تجعلها ترتطم به عندما كانا في العربة..لا.انه حساس. قالت لنفسها "انني مثيرة للضحك" لما كانت متضايقة من حماقتها شدت الغطاء على نفسها حتى ذقنها. انتهى الفصل الرابع
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الخامس
بعد ظهر اليوم التالي كانت اليزابيث لاتزال ساخطة وهي تقوم بجولتها الشرائية.بما انها لن تغيب فترة طويلة فقد تركت ماجي ومارك في المنزل.ان الجولة الشرائية بدونهما دائما تكون سهلة. كانت ممرات المتجر خاوية بسبب مبارة كرة القدم المذاعة في نفس الوقت.أخدت المرأة كل ماتحتاج اليه وتوجهت نحو الخزانة عندما رأته يدخل المتجر.اذا كان لم ينتبه اليها في نفس الوقت فانها ستتجنبه. هزت رأسها مع ابتسامة باهثة وأدارت عربة التسوق الصغيرة في الاتجاه المعاكس.لما كانت متأكدة أنها ناورته بذكاء توقفت عندما وجدته أمامها في جانب من القسم التالي. - صباح الخير. - صباح الخير ياراندولف. -عربتك مليئة. - في اثناء اجازتي أقوم بجولة شرائية لأسبوع بأكمله.لكنني دائما انسى شيئا.لابد ان اتوقف بالمحل مرة واحدة على الأقل أسبوعيا. - كنت اعتقد انك تشاهد المباراة في التلفزيون مثل كل المتهمين بها. قال وهو يشير الى علبة من بطاطس الشيبسي والشراب - انه وقت الراحة بين الشوطين.أتيت للبحث عن وسيلة للتسلية. قالت وهي تدفع عربتها الى الأمام - حسنا لا أريد ان أؤخرك - اذا كنت قد انتهيت يمكنني السير معك حتى منزلك وأحمل حاجياتك. - لا. فوجىء الاثنان بدهشتها. - أقصد أنني لا أريد تأخيرك عن المباراة. - لاتوجد مشكلة. قبل ان تتمكن من منعه وضع راندولف حاجياته في عربتها وابعدها واقتاد العربة مثلما يقود القبطان سفينته. في نهاية الممر تقابلا وجها لوجه مع ام أحد ى صديقات ماجي في المدرسة - نهارك سعيد أجابتها اليزابيث وهي متضايقة - نهارك سعيد. - لقد رأيتكما في حفلة ليلة البارحة. ثم سألتهما وهي تتنقل بنظراتها بينه وبينها. - هل استمتعتما بأوقاتكما قال راندولف - قضيت وقتا ممتعا. - وأنا كذلك. مرت عدة ثوان عليهم في صمت مطبق - حسنا الى اللقاء. همست اليزابيث وهي مدركة أن أعضاء مجلس اآباء قد ادركوا ان رفيق الحفلة كان أكثر من كونه صديقا. - الى اللقاء لقد شوهدا وهما يقومان بجولة بعد ظهر الأحد.هذا يعني...ربما يتصور من يراهما كل شيىء. بمجر ان استعادت صوتها أخرجت حاجيات راندولف واعطته اياها في يده. - تذكرت حالا أنني نسيت شيئا.شكرا على عرضك لكن يجدر بك ان تعود.لا بد ان وقت الاستراحة قد انتهى الآن.الى اللقاء. قبل ان يجد الفرصة للرد كانت قد ذهبت الى قسم الفاكهة.انها ستتجول به حتى يرحل. - ماذا يعني هذا؟ تركت اليزابيث البرتقالة التي تمسكها واستدارت.على بعد سنتيمترات منها كان راندولف ينظر اليها ساخطا مقطبا جبينه. - ماذا تريد أن تقول؟ -لما تصرفت هكذا؟ لما رأيتك.. - ماذا؟ - لا...تذك..تذكرت أنني وعدت الطفلين بشراء قرع. أوضحت النظرة التي ألقاها على البرتقالة كذبتها. لن يقام الاحتفال الا في خلال عدة أسابيع.أعتاد الطفلان في هذه المناسبة أن يفرغا القرع من الذاخل ليضعاه على رأس الدمية ويغرسا به شمعة.عندما يأتي المساء يضهر في كل نافذه من الحي القناديل المكونة من القرع. تحت نظرات راندولف المعنية تفحصت المعروضات بعناية. لحسن الحظ كانت ترتدي الانسامبل القديم الوردي ومن ثم لن تبدو أنها تحاول اغراء جارها. أما هو فقد كان جذابا على الرغم من انه يرتدي بنطلون جنز باهت اللون وبلوفر قديما لايمكن وصف حالته. ان مضهره يوحي الى انه مستيقظ لتوه وقد ارتدى اول شيىء وقع في متناول يده وأثارت هذه الفكرة اليزابيث.ليس مجديا ان تلاحظ زيه المضحك أو عطره أو شعره المشعث.لقد نذمت ايضا على انه لم يمنحها المقدمات ليلة أمس.فعلى الرغم من الفرص التي سنحت فانه ظل ساكنا لايتحرك.بالتأكيد كانت ستدفعه لكن يجدر به أن يحاول. سألت نفسها"هل انت مرعوبة" استيقظت هذا الصباح على رؤية المجهول الذي لاتعرف اسمه لكن قسماته تشبه بشكل كبير قسمات الرجل الذي يتفرس فيها الآن بعينيه الزرقاوين المدهشتين. - راندولف لن تلحق المباراة. تفرس فيها لحظة بعناية ثم قال ممتثلا لكلامها. - حسا اذا لم يكن لديك مانع فسأمر في المساء لأساعدكم في تفريغها. - يمكنني فعل ذلك شكرا على أية حال. - ربما تكون خطيرة.اذا لم تعرفي كيف تستخدمين المقص... - انني قادرة تماما على تفريغ القرع من أجل طفلي. كانت نبرة صوتها بغيضة وادركت من خلال منظره أنه لايحب هذا على الاطلاق.لم يعترف الرجل بهزيمته وهذا ماكانت تخشاه.مال عليها بحيث اقترب وجهاهما. - حسنا لننس هذا ونتحدث عن شيىء آخر.عن الناموس الذي يقرصك منذ ليلة أمس على سبيل المثال. لما كانت مضطربة بسبب لهجته تراجعت اليزابيث قالت كاذبة - لا أعلم عما تتكلم. - ماذا حدث بين ليلة أمس واليوم جعلني غير مرغوب؟ - لاشيىء. - هذا ماضننته لما لم نعد صديقين اذن؟من هذه الثرثارة التي قابلتنا منذ لحظات؟هل تخشين الآقاويل اذا مارآنا أحد معا؟ مرر يده في شعره الملبد - اسمعي ياليزابيث ستصبحين مثار الأقاويل فقط لأنك أرملة جميلة شابة واذا حدث بيننا غرام. - لن يحدث هذا. جحظت عيناه.وبحركة مفاجئة أمسك حقيبة تسوقها -انك محقة الحرباء دائما ما تثير اشمئزازي.
* *- *
-انها ستكون رخوة حتى موعد الاحتفال. أجابته المرأة. -سنضع واحدة أخرى -لماذا وضعتها على النافذة الخلفية يا أمي؟ ألا تروق لك؟ - بلى لكن لايراها أحد غيرنا. قالت في نفسها لتصحح قولها"غيرنا وجارنا" لهذا وضعت المرأة أكبر شمعة في الفانوس قبل أن تضعه على نافذه المطبخ.لكن للأسف كان المنزل المجاور مضلما ولم تكن السيارة الجيب مركونة أمام المنزل وهذا ما أفسد انتصارها بعض الشيىء. قالت وهي تتضاهر بالابتسامة - هذه من أجل سعادتنا.عندما يجف هذا القرع سأشتري واحدة أخرى.والآن ساعداني في تنظيف كل شيىء ثماذهبا الى سريركما. بعد مرور ساعة طوى الطفلان غطاء السرير.دهشت كثيرا عندما وجدت ان الطفلين أضاقا اسم راندولف الى قائمة الأشخاص الذين يطلبان من السماء ان تباركهم..وهم الأم والأب والخالة شدو والجدان من ناحية الأم والأب.وأحيانا ما يكتب اسم مدام ألدر أيضا.هل سيبقى راندولف في المقدمة؟ عندما أطفأت الشمعة كانت سيارة راندولف الجيب ماتزال بالخارج.حاولت اليزابيث المتمددة على السرير أن تعطي كل تركيزها على رواية لكي يمكنها النوم. كيف تجرأعلى محادثتها بهذا الشكل؟ماذا كان ينبغي عليها أن تفعل عندما دخل المحل؟ هل كان عليها ان تهز رموشها وتشكره على اصطحابهم الى الحفل؟ لقد عاملها مثل الحرباء؟كان الرجل ينتقل بين ثانية وأخرى من الود الخالص الى الخشونة.الى هنا وتتوقف صداقتهما الناشئة.لقد كان غريب الأطوار.كان ينبغي أن تتوقف الأمور عندما أنزلت بابي من على الشجرة.السيد راندولف يبدو جارا متحفظا وغامضا بعض الشيىء. أطفأت النور بمجرد ان سمعت صوت محر السيارة.لما كانت مقتنعة أن النوم الذي تحس به مجرد مصادفة لاعلاقة لها بعودة راندولف تكورت تحت الغطاء.بعد مرور عدة لحظات رمته وهي تطلق سبابا خافتا عندما تذكرت أنها لم تغلق الصنبور.عبرت المنزل الساكن بخطوات حذرة..شعرت بالبرد بسبب هواء الليل.رفعت قميص نومها الطويل واتجهت نحو الصنبور الموجود خلف المنزل.بعد أن أغلقته عادت أدراجها. اختنقت صرخة دهشتها في حلقها.لما كانت واضعة يدها على صدرها حاولت ان تتحكم في نبضات قلبها عندما تعرفت على راندولف الواقف في الظلام.كانت قسماته غير واضحة بسبب الليل لكن القمر أضاء شعره الفضي. كان سؤال ماذا تفعل هنا؟غير مجدي فهي تعرف اجابته. دون أن تدهش رأته يرفع يده ليمررها على شعرها.ثم شد أصابعه على حلقها عندما أمالت رأسها. أطبقت شفتاه على منحنى عنقها في قبلة طويلة.ثم حدد وجهها.ورسم بابهامه محيط شفتيها.فتحت اليزابيث تحت تأثير هذه المداعبة شفتيها قليلا. وضعت يديها -وهي دهشة- على جذعه القوي ورفعت قميصه المفتوح وداعبت جلده العاري.أرجعها الى الحائط بحركة مفاجئة أقترب فمها من فمه.أغمضت جفنيها وأحست بفمه على فمها. لما كانت سعيدة بكون الحائط سندا لها استسلمت اليزابيث لتأثير راندولف العظيم.لم يقبلها احد أبدا بمثل هذه الرقة حتى ولو في أحلامها.بدت قبلته تتطلع الى الحياة التي بذاخلها وتلهبها في نفس الوقت بنار جديدة. تقطعت أنفاسها على اثر قبلته.لقد تفجر قلبها وجسدها وروحها. نزل فمه-برفق-على طول عنقها ثم شدت أذنيها التي عضها. انهمرت قبلاته على حلقها وصدرها.ثم أمسك خصرها واحتفظ بها في مكانها بثبات.لما كان جسمه أمام جسمها أحست برغبته الواضحة.أمسك وجهها بين يديه ليقبلها بقوة. أختفى بعدها بلحظة وكأن الظلام قد أختطفه. رنت في أذن اليزابيث-فقط- ضربات قلبها الشديدة وصوت أنفاسها اللاهثة. ان نقط المياه التي تتساقط واحدة تلو الأخرى لتكون بركة موحلة هي الصلة الوحيدة التي تربطها بالواقع وكانت بمثابة الدليل الوحيد على ما قد حدث. عادت الى منزلها وهي تترنح.بمجرد أن دخلت حجرتها استندت الى الباب ووضعت اصبعها على شفتيها اللتين مازالتا متأثرتين ورطبتين. لقد حدث اذن في الحقيقة.لكن كيف؟ لماذا سمحت له؟ لأنها انانة.لم تمت مشاعرها مع موت جون بركلي. ان مشاعرها في حد ذاتها ليست مخجلة لكن الطريقة التي اختارتهاللتعبير عن هذه المشاعر هي المخجلة.ان الالتقاء مع جارها في منتصف الليل وفي الحوش ليس الوسيلة المناسبة لتهدئة هذه المشاعر.اذا كانت درجة حرارتها مرتفعة فلابد أن تجد لها حلا. سجلت اليزابيث في بضع كلمات صورة الرجل المجهول الاسم وصورة الأصطبل. غرقت بعد ذلك في النوم دون أن ترى أي حلم.في صباح اليوم التالي اتصلت بشدو قبل أن تغير رئيها.
* * *
اجتاحتها الشكوك بعد عدة ساعات لما كانت مدركة تماما وسعيدة بقرارها أتت شدو لترى ماكتبته أختها سألتها شدو - لن أترك لك الوقت حتى لاتغيري رأيك.مالذي عزمت على فعله؟ لحسن الحظ لم يسمح النظام المعتاد لصباح يوم الأثنين بعمل مناقشات طويلة.على أية حال لن تخبرها اليزابيث بما قد حدث بالليل.سيتبعها سرها حتى القبر. قالت مفسرة - أحتاج الى المال.اذا وجدت انها تصلح للنشر فارسليها. قالت شدو بفضول - اني أتلهف لقرائتها. ظلت اليزابيث طوال الفترة الصباحية منتظرة مكالمة أختها. في ساعة الغداء ظنت أن شدو تبحث بالضرورة عن وسيلة مثلى لتخبرها عن سوء ماكتبته. بعد ان أكلت الجبن وثمرة فاكهة أخدت تبحث في كتالوج كان عدد الزبائن قليلا عندما دوى صوت الباب رفعت رأسها نحوه.تجمدت الابتسامة على شفتيها عندما رأت راندولف أمامها وكادت تسقط من فوق مقعدها.لقد تفرس كل منهما في الآخر في أثناء العناق. - صباح الخير. نهضت اليزابيث وساقاها ترتعدان ومسحت يديها المبللتين في تنورتها. أجابته وقد تورد خداها - صباح الخير. بعد فترة من الصمتت طويلة نظر راندولف من حوله - لم أدخل الى هنا أبدا.انه محل رائع. -شكرا - انه رائع بالفعل قالت وهي تشير الى سلة مليئة بباقات الورد الجاف - أبيع أشياء كثيرة هنا. ثم قالت في نفسها"هل كنت حقا بين ذراعي هذا الرجل ليلة أمس؟ان وجودي بين ذراعيه مرتدية قميص نومي يصيبني بالدوار. والآن يتناقش الاثنان عن بضاعتها.في أمسية السبت بدا الرجل لطيفا لكنه لم يكن هكذا ليلة أمس-وبدلا من أن توبخ المرأة نفسها على ذلك أحست بالاضطراب. استمر الرجل في تفحصه للمحل ببطء مع ان اهتمامه بدا متفاوتا.قالت لتقضي على حالة الصمت التي يعيشانها. - يمكنك تذوق الشوكولاتة. - لا شكرا. استرعت علب الدبابيس البلورية انتباهه بعد ذلك ثم قوارير العطر وأقمشة الساتان وكتب الشعر. دهشة من طريقته في أخد تناول الأشياء نظرت اليزابيث الى يديه الكبيرتين اللتين أمسكتا-دون تردد-مفتاحا. - فيم يستخدم هذا المفتاح؟ قالت وهي دهشة من سؤاله المفاجىء - آه..انه مع البطاقة. أدخل راندولف بمهارة المفتاح الذهبي الصغير في قفل المفكرة المغطاة بالساتان.ثم أعاد كل شيىء الى الرف.استدار نحوها لكنه ضل صامتا. - أهناك...؟اتريد....؟ أتبحث عن شيىء؟ قال موضحا بنبرة صوته - نعم..أريد شيئا ساحرا. كادت ان تسأله..من أجل من؟ -لأي مناسبة بالتحديد؟ - آه..نعم..أتمنى اعادة علاقة سابقة وكما كان ذلك أسرع كا أفضل.والاسيستلزم ذلك في المرة القادمة أكثر من قبلة. ركزت عينيها على ذقنه وانتظرت أن يواصل حديثه.لكن فيما يبدو أنه كان يأمل في رؤية رد فعلها.رفعت عينيها نحوه ببطء. كررت - يستلزم أكثر من قبلة؟ - هل ينبغي علي أن أعتدر ياليزابيث؟ - كنت أفضل ألا أتحدث عن ذلك أبدا. - ألاتريدين تفسيرا. قالت مع اشارة تنم عن عجزها - لايوجد تفسير.لقد حدث ماحدث.هذا كل مافي الأمر. - لم أكن لأتوقعه. - أعلم -لاتصدقي أنني أتيت الى حوشك وأنا أحمل سوء نية. - لا. بقيا صامتين لحظة ثم استطرد - لماذا كنت عدوانية بلأمس في المتجر؟ - كنت متضايقة - مالسبب؟ - لا أعرف بالضبط.لأنني-دون شك- أريد اختيار الناس الذين أخرج معهم بنفسي ودون تدخل طفلي.أردت أ أفهمك أنني لا أنتظر دعوة من جانبك.كان لابد على أن أشط بذهني الى بعيد. - بالفعل. - كنت مدركة هذا..سامحني. - لاداعي للاعتذارك.لقد جعلتني مجنونا وساخطا وكان لابد على ألا أكلمك بالطريقة التي حدتثك بها. - أقدر هذا. - على أية حال لقد قررت- لدى عودتي مساء أمس عندما رأيت صنبور الماء الخالص بك يعمل.- اسداء خدمة اليك باغلاقه.لم أتوقع أن أراك في هذا المكان مرتدية قميص نومك. جحظت عيناها - لقد صدمني هذا. -ألا تعتقدين أيضا انني خرجت هكذا من أجل جذب انتباهك؟ - نعم لا أعتقد ذلك. - لأن هذا لم يكن قصدي..اذا لم أكن سمعت خرير الماء لما عزمت على الخروج. - أفهم هذا اذا كان قد فهم فمن الأفظل أن يصمت الآن.ان الموقف لايحتمل كلمة أخرى - ماذا يدور في رأسك - لدي رغبة في تقبيلك.أقسم أنه لاشيىء غير ذلك.لكنك أعدت الي ققبلتي كم كان هذا رائعا..أنا...ماذا هناللك؟ - كنت أقصد مايدور في رأسك بشأن الهدية التي ستقدمها الى صديقتك. - لنر هذا بعد قليل.. وضع يديه في جيبيه.كان يرتدي قميصا يظهر صدره العريض انها المرة الأولى التي تراه مرتديا رباطة عنق هل يلبس دائما هكذا من أجل مواعيده النتأنقة؟ - بماذا تنصحينني؟ لم تخطر أي فكرة ببالها.تجولت اليزابيث بعينيها على محلها كما لو كانت تراه للمرة الأولى.يستحيل أن تتدكر اسم السلعة أو سعرها.لملمت - أخيرا- بعض الكلمات لتكون جملة متماسكة لكن لم يعجبه أي شيىء من اقتراحاتها. أجابها عندما اقترحت عليه قصائد شكسبير - لا انها ليست قارئة. قالت في نفسها "لا بالتأكيد فالمحظية ليست كذلك" الرجل لايزور صديقته بهدف ثقافي خصوصا ان لم يكن قد رآها منذ فترة طويلة. سأل وهو يبحث عن الملابس الذاخلية - مارأيك في هذه الزخارف النسائية؟أتسعد النساء عند ارتداء مثل هذه النوعية من الأشياء؟ أجتاحها الغضب مرة أخرى.لماذا يعرض عليها هذه الأشياء الوقحة؟اذا كان يرغب في شراء قميص نوم مثير لمحظيته يمكنه أن يفعل ذلك في مكان آخر. تلعثمت - بعض النساء..نعم. ان التشدق الذي شددت به على الكلمة الأولى يعني أن هؤلاء النسوة لا يتسمن بالفضيلة كثيرا. - وأنت؟ أظهرت عينيها تحديا أعلنت عنه.لقد أخبرها ابنها عن ذلك من قبل. - أحيانا..تبعا لمزاجي - هل مزاجك متأهب لذلك في أغلب الأحيان؟ أحست برعدة خفيفة تجتاحها - هذا يختلف من امرأة لأخرى توجه مرة اخرى نحو الملابس وأمسك المشجب وقال وهو يمسك سلعة. - انه ظريف ماذا يسمى هذا؟ أجابته وهي تتأهب لأنتزاعه من يديه - قميص نوم.ستأخده أم لا؟يصل ثمنه الى 850 فرنكا. أطلق صفيرا بسيطا قالت وهي لاترى الجدية واضحة عليه - ألن تريده؟ - بلى أريده بالفعل. دوت نبرة صوته داخل أعماق نفسها - أينبغي أن أحضر علبة هدايا؟ - ليس بهذه السرعة.لم أقرر بعد شرائه.اشرحي لي مميزاته. زادت حدة تقلب اليزابيث هل يريد قميص النوم أم لا؟لكن لما كانت تعلم أن حيله لن تسمح لها بضياع فرصة البيع أمسكت اليزابيث السلعة وبدأت تعدد مزاياها. - انه من الحرير الطبيعي. أمسك قميص النوم بين أصبعين بيده-برقة- كما فعل الليلة الماضية بشعرها. - رائع جدا..انه شفاف تقريبا.هل توجد مشكلة في ذلك - عفوا؟ - هل تظهر ملامح الجسد من تحته؟ - أوه ليست هناك مشكلة. - مفهوم.وبالنسبة للخصر؟ - مامقاس خصرها؟ قالت اليزابيث في نفسها لابد انه متر. - نفس مقاس خصرك تقريبا.ضعيه عليك ترددت اليزابيث لحظة.لكن خوفا من أن تبدو متصنعة الحياء وضعته عليها.تركزت عينا راندولف على هذا الملبس الداخلي الذي يناسبها تماما. سألته - مارأيك؟ - عظيم..سآخده وأضيفي اليه جوربين من الدانتيلا. لما كانت متضايقة الى أقصى حد أدخلت اليزابيث بصعوبة بطاقة ائتمانه في الماكينة. تلعثمت وهي تلف السلعتين - أتحتاج الى حقيبة هدية؟ - لا مانع عندي أقسم انه سيدهب فورا اليها.هذا سيستغرق وقتا ثمينا في فك هديته. قال وهو يمسك الحقيبة المكتوب عليها اسم المحل" خيال مبدع" - شكرا - أنا في خدمتك - الى اللقاء في المساء. قالت مفكرة أتمنى ألايحدث هذا. أدارت رأسها بضيق قبل أن يجتاز الباب.لكنها استرقت نظرة من خلال الواجهة عرض للمحل لتراه يغادر معرض الفندق بخطوات أعتبرتها خطوات متعاظمة.لن يتم التصالح مع محظيته- على الأقل - في فندق كافنوخ.ربما سيتم في فندق على الطريق. عندما رن جرس الباب مرة أخرى أدارت اليزابيث ظهرها. ظنت أنه عاد من أجل لاشيىء.أدارت عقبيها والحزن يبدو عليها. تعجبت وقد شعرت بالغيظ - صباح الخير.
الفصل السادس
سأل آدم كافنوخ - هل أزعجك؟ -كلا على الاطلاق ياسيدي كنت فقط... للمرة الثانية يفاجئها هذا الرجل الذي تود أن تأخد انطباعا طيبا عنه وهي توشك ان تحلم. - كنت أشاهد الكاتلوج. - كنت تبدين هائمة في أفكارك. - هذا صحيح هيا اجلس من فظلك. كان الرجل بمفرده هذه المرة. - لن أمكث الادقيقة واحدة. أمسك الشوكولاتة ولعق أصابعه. - أتيت الى هنا في الفترة الفاصلة بين موعدين.مررت باكرا ولكندفتر مواعيدي كان ممتلئا. - أخشى أن تكون مشغولا للغاية. - هل يمكننا تناول العشاء معا مساء السبت؟ كررت بحماقة -العشاء؟- أتناول العشاء مع آدم كافنوخ ذلك الرجل الجذاب العالمي وأحد العزاب الطامعين فيهم؟أنا؟ - هل انت منشغلة في هذا اليوم؟والاسيكون هذا العشاء لاوجود له. - لا انني غير منشغلة يوم السبت. - حسنا أفضل مناقشة الأعمال على العشاء وخصوصا مع امرأة جميلة. سأمر عليك في منزلك في 7.30 مساءا. قالت مقترحة حتى لاتزعجه - يمكنني مقابلتك في أي مكان تحدده. -أفضل أن أصحبك من منزلك.مفهوم؟ - نعم.مفهوم جدا. - الى اللقاء يا اليزابيث في خلال الدقائق الخمس التي تلت رحيله فكرت اليزابيث فيما اذا كان قد اتى حقيقة لدعوتها على العشاء ام انه كان حلما؟هذا الرجل الجذاب جدا والساحر جدا والذي يلبس بطريقة جيدة دعا الأرملة بركلي الى تناول العشاء؟ "ماذا سأرتدي؟" كان يوم الأثنين هادئا وبلا عمل تقريبا لكن اتى يوم الثلاثاء المربح جدا فقد ذهب زبائن كثيرون الى محلها في أعقاب مؤتمرعقد في فندق كافنوخ للأخصائيين البيطريين وعاد عليها بعمل كثير حتى ظهر يوم الأربعاء. كان لابد على اليزابيث ان تنظم الرفوف بعد ذلك وكانت هذه المهمة تتطلب بعض التركيز.كان الجو ممطرا وكان المحل مظلما بذاخله وأضائت الشموع لتمنح المحل بعض الدفء والجاذبية أمام الزبائن المحتمل وصولهم. انه الوقت المناسب للوقوف أمام نار المدفئة مع كتاب جيد او الراحة في فترة القيلولة.اجتاحها الخمول وبدأ ذهنها يسترخي... كان السلم الحلزوني الخشبي مظلما ودرجاته غير مستوية.تقدمت بحرص حتى لاتقع اللوحة التي أحملها. أضاء وميض رمادي خافت منتشر عبر النافذة درجات السلم.سالت قطرات المطر على طول البلاط.طرقت الباب الموجود في نهاية الدهليز بعد أن ألصقت اللوحة على ساقي.سمح لي بالدخول.لما أبعدت اللوحة الخشبية الثقيلة كان قلبي ينبض بقوة كلما دخلت هذه الحجرة التي كان ضيفنا فيها طريح الفراش. انه يقيم بمنزلنا منذ أسبوعين مازلت أذكر ظهر هذا اليوم الذي تقوم فيه طائرته ذات المحركين بعمل دوائر من خلال دخان الطائرة بأعلى السطح.خرجت في الحال ورأيت الطائرة مشتعلة.لقد نجح في الهبوط بها وخلص نفسه قبل أن تحترق الطائرة بأكملها. لقد رأى والدي الذي يعمل في الحقل هذه الحادتة أيضا. جرح الطيار وكان ينبغي علينا أن ننقله الى هذه الحجرة. كان أمريكيا .لما كان فكه متقلصا من الألم طلب من والدي اطفاء النار خوفا من أن ينتبه الألمان الى مكانه.كان لديه معرفة بسيطة بالفرنسية ونحن لانتحدث الانجليزية.لكننا تفاهمنا قبل أن يفقد وعيه.بادر والدي بعمل ما طلبه منه وتركني بمفردي للاعتناء بالجريح. كان أمريكيا .لما كان فكه متقلصا من الألم طلب من والدي اطفاء النار خوفا من أن ينتبه الألمان الى مكانه.كان لديه معرفة بسيطة بالفرنسية ونحن لانتحدث الانجليزية.لكننا تفاهمنا قبل أن يفقد وعيه.بادر والدي بعمل ما طلبه منه وتركني بمفردي للاعتناء بالجريح. بعد ان خلعت عنه نظارته وغسلت وجهه بدأ قلبي يختلج.كان جذابا للغاية وخصوصا مع شعره الأسود الكثيف الذي يسقط على جبهته.ثم خلعت قميصه وكنت مضطرة الى ذلك لما رأيت بقعا حمراء من تحت الملاءة. علمت بعد ذلك أن الألمان صوبوا عليه في أثناء معركة جوية.أصابته القذيفة فوق خصره بالضبط.بكيت عندما سمعت تأوهاته الساكنة. مر الوقت حتى استعاد بعض نشاطه.بما أن والدي كان يعمل من الفجر حتى مغيب الشمس فقد ألقى علي بمسؤولية علاج الأمريكي. لما دخلت الحجرة وجدته متكئا على الوسائد.حولت عيني عن صدره العاري الذي يثير بداخلي-كل مرة- حمى.كانت ملابسه مليئة بالدماء فكان لابد ان أتخلص منها عدا الوشاح الحريري الأبيض الذي كان يضعه حول عنقه والذي أخفيته تحت وسادتي.كنت أعلم حال جسده لأنني جففته من العرق عندما كان ينتفض من الحمى والهذيان. لما سألته ان كان جائعا أم لا أجابني بلايجاب.وضعت اللوحة على المائدة ثم جلست على حافة السرير وأنا حذرة حتى لا ألمس فخذه التي ارتسم محيطها من تحت الملاءة. بيد مرتعدة حملت ملعقة الحساء حتى فمه ثم شكرني عليها.كنت أجفف شفتيه بعد كل ملعقة. انتهت وجبته وأضأت الشمعدان لأنهي الظلمة التي سببتها الأمطار.كنت واقفة الى جانب سريره وكانت يداي مضمومتين وسألته بعصبية اذا ما كان يمكنني أن أفعل من أجله شيئا آخر؟ دون ان يقول شيئا وضع يده على خصري.على الرغم من الملابس التي أرتديها الا ان هذه اللمسة أصابتني برجفة ملتهبة.كنت منومة مغناطيسيا بسبب عينيه الداكنتين ومن ثم لم أقاوم ضغط يده وتركني أسقط الى جانبه.داعب بأصابعه خدي وخصلات شعري التي أفلتت من الضفيرة. عندما أمسك كتفي بيديه بدأ قلبي ينتفض بشدة ودهشت لتصرفه.ثم أمسك عنقي ليجذبه نحو فمه.قبلني.لم أتخيل أبدا أن ينبض القلب بهذه السرعة أو أن يندفع الدم في عروقي بهذه القوة.كيف ارتبت في السعادة التي تكمن في هذه المداعبات؟؟ لقد علموني أن لمس جسدي من قبل أي شخص عيب. لكنني هذه المرة لم أفكر الا في الأمريكي والمشاعر العجيبة التي تثيرها أصابعه في جسدي. سمعته يتأوه.طلب مني بصوت أجش أن ألمسه وأرشد يدي ليفهمني مايريده.بدا طلبه غريبا لي حيث انني أهتم بجسده منذ أيام.لكن عندما لمسته أدركت الفارق. كان محموما ولكنها حمى من نوع آخر. جذبني نحوه ووضع فمه على فمي.لما كنت غير قادرة على التحدث أو المقاومة....
* * *
ارتجفت اليزابيث لدى سماعها رنين التليفون.ولكي تهدىء نبضات قلبها تنفست بعمق قبل أن ترفع السماعة بيد مرتعدة. - آلو؟ - صباح الخير انه أنها.هل الأمور على خير مايرام؟ كانت شدو هي التي تتحدث في التلفون. - نعم. - صوتك غريب. - كنت مشغولة. - آمل أن تكوني مشغولة بكتابة قصص أخرى.ليزي انها فظيعة. بما ان ثلاثة أيام انقضت دون ان تتصل شدو بها فقد ظنت اليزابيث أن قصصها سيئة ولاتصلح للنشر. استطردت شدو - يالهي ياليزي.لم أكن لأعرف أن خيالك مجنون.لقد قرأت قصتيك أكثر من اثنتي عشرة مرة وكانتا تشغفاني في كل مرة. - انك أختي وتحبينني.من الطبيعي أن... - اتفقنا.ولهذا جعلت أربعة أشخاص غيري يقرءونهما. - لا. - اهدئي لم أخبر باسم مؤلفهما.لكن الرجال والنساء الذين قرءوهما.. - هل أعطيتها للرجال؟ - تعلمين أن القصص العاطفية ليست حكرا على النساء.فكرت في أن يكون ذلك شيئا حسنا لو نالتا اعجاب الرجال.وهذا ماحدث بالفعل.قصتاك في طريقهما الى نيويورك. - هل أرسلتهما؟ - نعم حتى أضمن ألا تغيري رأيك.لقد كتبتهما على الآلة الكاتبةبنفسي كانت يداي رطبتان حتى أنني ارتكبت مئات الأخطاء لدى الضرب على الآلة..متى ستعطيني قصصا أخرى؟ - أخرى؟ من قال ان هناك قصصا أخرى؟ - أنا..موهبة مثل موهبتك لا تتوقف بعد كتابة قصتين. - لست متأكدة من امتلاكي لهذه الموهبة كما لا أعلم متى ستتاح لي الفرصة لكتابة قصص أخرى. ثم أنهت بخجل - لدي موعد مساء السبت. - انك تمزحين.مع من؟ - انه يدعى راندولف تاد..لا..ليس هو. خوفا من أن تستنتج أختها استنتاجات خاطئة لم تحك اليزابيث لها ماحدث في سهرة السبت في حفلة المدرسة. استطردت - آدم كافنوخ دعاني للعشاء. - حقا؟ لا بد انه سيوحي اليك بقصتك الفديمة.تدكري جيدا كافة التفاصيل. - شدو انه مجرد عشاء. - اذا أديت دورك جيدا فربما يمتد حتى الفطور. لكن عندما أحست شدو بمدى تجاوزها طمأنتها. - لاتكوني سريعة الغضب.لقد حان الوقت لأن تتمتعي بحياتك قليلا.لكن لاتقعي في حب كافنوخ. تأكدت اليزابيث بعد أن وضعت السماعة أنه انقضى خمسين دقيقة على الموعد المحدد لاغلاقها المحل.أسرعت لأن السيدة ألدر ستغضب بشدة لأنها تأخرت.كانت المسافة كابوسا حقيقيا بسبب المطر.خرجت بمشقة من سيارتها لكي تعود الى منزلها.كانت لا تحتمل أن يثقلها مارك أو ماجي بأية مشكلة. - أمي شيىء ما فضيع أصاب راندولف. قالت اليزابيث للمرأة الراحلة - الى اللقاء ياسيدة ألدر. سألت الأم - ماذا حدث ؟ماذا تقصدان بهذا الشيىء الفضيع؟ - نعتقد أنه مات. بدأ مارك كئيب جدا لدرجة ان اليزابيث أخفت ضحكتها خلف صوت سعالها - من أخبركما بهذه الفكرة؟ - ان سيارته موجودة هنا،كما أنه لا يجيب عندما نطرق على بابه. - ربما ركب دراجته البخارية؟ - انها في الجراج. - ربما لم يرد أيه صحبة. ثم قالت في نفسها " أو ربما يكون بصحبة شخص ما" منذ أن غادر محلها مع هديته لم تره مرة أخرى. قالت ماجي - رأينا صينيه الفطور على مائدة المطبخ.وهو لايحب الاهمال كما قال لي قبل ذلك. - ربما لم تكن لديه الرغبة في غسل الصينية اليوم. - على الأقل لم يمت لكن ربما قتله أحد.وهذا سيكون خطئنا لأننا لم نذهب لرؤيته. تسائلت من أين جاء مارك بهذه الفكرة المأساوية؟. توسل الطفلان اليها وكل واحد منهما يمسك يد ها ليجرها الى الحوش. - هيا يا أمي نذهب الى رؤيته. كان الصغيران قلقين للغاية،اذا لم تطمئنهما اليزابيث فانها غير مستعدة لأن تراهما قلقين. ترددت في قرارها عندما طرقت الباب.لكن بمجرد القاء نظرة على مارك وماجي تشجعها وطرقت الباب مرة أخرى بشدة. انتظرت عدة ثوان بلاجدوى ثم عاودت الطرق. - أترين يا أمي لقد مات. - لم يمت أنا متيقنة بأنه بخير. نظرت اليزابيث من النافذة،كانت الصينية المتسخة موجودة بالفعل كما هي حسبما قال الطفلان. - اذخلي.الباب غير مغلق بالمفتاح. - ماجي لايمكنني الدخول هكدا عند أي شخص.ليس من الأدب أن نفعل هذا. كيف يمكنها أن توضح للطفلين أن السيد تاد -لايرغب بالتأكيد- في أن يزعجه أحد اذا كان مع صديقته أو أنه عاد بعد اتمام مراسم الزواج. لكنها كانت متحيرة. - واذا كان راندولف مريضا ولايجد من يساعده؟ - نعم.ربما يموت وهذا سيصبح خطأك. صاحت اليزابيث - مفهوم. فتحت باب الشرفة ثم باب الدخول وولجت الى المنزل والطفلان ورائها. - لا..ابقيا أنتما الاثنان هنا ليس مجديا أن يرى الطفلان مثلهما الأعلى في وضع مشين مع هذه المرأة. لكي تتجنب عدم اطاعتهما للأوامر جذبت اليزابيث ورائها المزلاج ودخلت المطبخ وهي تنادي راندولف.دوى صوتها في المنزل الخاوي من المحتمل أن يكون قد خرج مع صديق ومن ثمفلابد ايجاد تفسير لهجومها على منزله.لكن هذا لن يكون بسبب الصينية المتسخة.لن يترك السيد تاد مطبخه في مثل هذه الحالة دون سبب. لما كانت لاتعرف وضع الحجرات تقدمت وهي حائرة مستمرة في مناداته.كان الصالون مؤثتا على الطراز المعاصر وبشكل ينم عن الذوق العالي.كانت هناك مجلات كثيرة على منضدة منخفضة. خيم الظلام على المنزل بفعل المطر،انها لم تضىء النور وكانت الحجرات مظلمة،يعطي المنزل على حالته هذه انطباعا بأنه منزل تسكنه الأشباح. - يا سيد تاد؟راندولف؟ لم تتلق أي رد،وعادت الى المطبخ عندما سمعت تأوها خفيفا.توقفت واسترقت السمع.عاد التأوه مرة أخرى لكن بصوت عال في هذه المرة. اضطرم قلبها،هل هذه تأوهات المعاناة أو الحب؟هل هي آهة الرغبة أو سكرة الموت؟ربما الاثنان.لابد عليها أن تتحرى الأمر من أجل الطفلين.عادت الى الدهليز في الاتجاه المضاد واقتربت من الباب المفتوح الذي أتى منه الصوت.هناك ملاءات بالتأكيد.تسائلت "هل هناك جسد واحد أو جسدان؟بعد تنهيذة عميقة ألقت نظرة سريعة وتراجعت بعد أن شاهدت المشهد. انه حجرة راندولف.كان هناك أمام الحائط المواجه للسرير وكان راندولف متمددا عليه.انه بمفرده لحسن الحظ،لكن هناك شيئا ما،في أقل من ثانية التي منحت نفسها اتياها للنظر تمكنت اليزابيث من التأكد أنه مريض.كانت ذراعاه وساقاه تتحرك باستمرار ورأسه يتحرك من جانب لآخر. جمعت قواها مثل الجندي الدي يتأهب للمعركة في المرة الأولى ودخلت حجرة الرجل العازب.كان لابد عليها القيام بواجبها. - راندولف؟ لم يسمعها والتأوه الذي أطلقه وهو يدفع الملاءة غطى كل همسه كان نصف عار. حولت أنظارها لكنها لمحت شعره الذي يملأ صدره. تقدمت نحو السرير بخطوات حذرة،كا جفناه مغمضين وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة. تعاطفت معه ووضعت ركبتها على السرير لتميل ناحيته. - راندولف هل أنت مريض؟ كانت ذراعاه قريبتين من صدر اليزابيث،أخرجه هذا بدوره من حالة النعاس.لما كان دهشا من وجودها الى جانبه حملق فيها بشدة وجذب الملاءة عليه. - ماذا تفعلين هنا؟ كان صوته أبح وحاول أن يرطب شفتيه الجافتين بلسانه. مرت عدة ثوان قبل أن تتلعثم في ردها. - أنا..أنا..الطفلان...هل أنت مريض؟ همس ويداه تحكان عينيه. - انني بخير. ان الاعتراف بأنه بخير جعلها ساخطة. - هل أنت مريض أم لا؟ همس - نعم انها الانفلونزا على ما أعتقد،يجدر بك أن ترحلي قبل أن تصيبك ثم تنقلينها الى الطفلين. - هل تشكو من الحمى؟ - لا أعلم مارأيك؟ خفض ذراعه،ترددت لحظة ثم وضعت يدها على جبهته. - أعتقد ذلك فعلا.هل لديك ترمومتر للحرارة؟ - انه موجود في الحمام. لما كانت سعيدة لأنها وجدت عذرا لتبتعد عنه نهضت اليزابيث لتعود بالترموميتر وقرص أسبرين. تغطي الملائة الآن نصفه السفلي لكن صدره مازال عاريا.مالت عليه بطريق حذرة لكي تضع الترمومتر تحت لسانه. سألته وهي تعطيه قرص الأسبرين. - هل تناولت منه قبل ذلك؟ بما أنه هز رأسه بدت ساخطة. - أحتفظ بالترمومتر.سأعود حالا. كان مارك وماجي قلقين جدا عندما لحقتهما أمهما،قبل أن يسألاها مزيدا من الأسئلة أخبرتهما. - كنتما على حق.راندولف مريض. - هل يمكننا رؤيته؟. - لا. - لابد دائما أن نزور الأصدقاء المرضى.لقد تعلمنا هدا منك. - لكن ليس عندما يكون هذا الصديق مصابا بمرض معد.ستصاب بلانفلونزا. - وأنت أيضا..لماذا يمكنك رؤيته ونحن لانستطيع؟ - لأنني أم والأمهات لاتصاب بالمرض مثل الأطفال. - لكن يا أمي.. قالت بحدة - لامجال للمناقشة.سأنظف المطبخ وأحضر له حساء.اذهبا لرؤية بيني وصغارها.أعطياها ماء باردا. بعد أم ملأت كوبا بالماء عادت الى الحجرة.مد راندولف يده اليها بالترمومتر. - درجة حرارتك أربعون.خذ قرصين. امتثل الرجل على الفور - تذكر أن تتناول أثنين آخرين نحو الساعة العاشرة. - سأحاول. سقط رأسه-بثقل- على الوسادة،لاحظت اليزابيث أنه مبلل بالعرق. - أتريد أن أغير لك ملاءات السرير؟ - لا. - ربما الوسادة؟. رفع رأسه وتركها تغيرها له. - هل لديك أغطية أخرى؟ - انها في الدولاب لكنني أشعر بالحر. - اذا لم تغط نفسك فستشعر بالبرد. كانت الملاءات والمناشف مرتبة بدقة على الرفوف. عادت اليزابيث مع غطاء وضعته عليه. - استرح حتى أعد اليك الحساء.لا بد أن تتناوله. اعترض قائلا - يكفي ما قمت به ياليزابيث،سأنام وغدا سأعود الى عملي. قالت وهي تهدده بأصبعها. - وبعد غد ستكون بالمستشفى،لا تتحرك سأعود. بينما كان الحساء يسخن غسلت الصحون ونظفت المائدة،ثم وضعت طبق الحساء على صينية ومعه كوب من عصير البرتقال وملعقة. على عتبة الحجرة تذكرت حلمها الأخير،انها لم تكن ابنة المزارع الفرنسي وراندولف لم يكن الطيار الجريح،لكن وجه التشابه بين الموقفين جعلها ترتجف. بعد أن وضعت الصينية على المائدة أضائت قنديل السرير. أضاء نوره القوي- المشابه الى حد ما لنور الشمعدان- وجه راندولف لقد نعس. نطقت باسمه برقة شديدة.فتح عينيه لينظر اليها بطريقة شبه جذابة. - أتريد أن تأخد أي شيىء؟ ارتشف عصير البرتقال الذي أعطته اياه. - كنت عطشان لكن لم تكن لدي القدرة على النهوض. - مارك وماجي سيعتنيان ب"بيني" - شكرا كنت أعلم أن الصغار لن تموت من الجوع لكنني كنت قلقا على الكلبة الأم.انني على هذه الحالة منذ صباح أمس. قالت في نفسها"لابد أنه ذهب الى موعده بعد ظهر الأثنين" توقفت المرأة عندما كادت تسأله"هل أعجبت صديقتك بقميص النوم؟" - أيمكنك أن تأكل بمفردك؟ - لابد أن أحاول ذلك. أتكأ على مرفقه وابتلع قدرا طيبا من الحساء قبل أن يضع الملعقة - هذا يكفي انه طيب شكرا يا اليزابيث. وضعت الصينية على المائدة عندما أحست بيده على خصرها تجذبها نحوه.وضعت يدها -بلاادراك- على خده المضطرم.وداعبت باليد الأخرى خصلات شعره الفضي. بعد لحظات رفع رأسه نحوها وهو يزفر - هل كنت أحلم أم أنني بالفعل قد قبلتك الآن؟ - لابد أنك كنت تحلم. - ألم ألمس شفتيك؟لقد داعبتهما في حلمي،وأنت داعبتني. قالت وهي دهشة - يجدر بي أن أنصرف.سيتساءل الطفلان... سقط رأسه مرة أخرى على الوسادة،أمسكت اليزابيث الصينية بيد مرتعدة حتى عادت بابريق ماء وكوب.دون أن تنظر الى راندولف وضعتهما الى جانب الوسادة. - لاتنس أن تتناول الأسبرين وتشرب الكثير من الماء. ضمت يديها بعصبية وتراجعت. - حسنا الى اللقاء. في هذه اللحظة أمسك راندولف يدها. - اليزابيث انني سعيد بقدومك.شكرا جزيلا على كل شيىء،لكنني متأسف لأنك أيقظتني.كنت أحب أن أعرف كيف انتهى حلمي. انتهى الفصل.
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السابع
لما كان يقف مرتجفا أمامي خشيت أن يحدث سوء لفضيلتي وليس لحياتي.الموت هو أفضل حل.لن أصبح أسيرة محبة القرصان فهذا لن يحدث. داهم رجال أفظاظ ذوو رائحة حيوانية غرفتي ليصطحبوني.على الرغم من وجود عصابة على عيني الا أنني أدركت أننا موجودون الآن في عرض البحر.كانت السفينة تتمايل وسمعت صوت الشراع بأعلى. أسقطت ريح عنيفة قبعة رأسي وألصقت بجسدي العاري قميص نومي الأبيض.ارتجفت.ليس من البرد لكن من معرفتي البديهية أن قائد عصابة قطاع الطرق هذه يتفرس في وهو ليس بعيدا عني كما لوكانت قطة تتفرس في فأر.لكي أبدو شجاعة رفعت ذقني قليلا.يمكنه أن يسيىء الي.أن يقتلني لكنني مع ذلك لن أستسلم.اختلطت ضحكته الوحشية مع هبوب الريح.سمعت صوت قدميه اللتين تتقدمان نحوي.دق قلبي من الخوف لكنني احتفظت بموقفي المتعاضم الذي رسخه أساتدتي بداخلي منذ الطفولة. نزع عني عصابة عيني بوحشية.أرجعت شعري الى الوراء وأنا ساخطة ثم نظرت اليه.لكن تحولت عدوانيتي الى دهشة.تعرفت على قائد القراصنة انني كنت أعرفه.لم ينطق باسمه الا نادرا وبصوت منخفض.انه مختطفي اذن. ضحك لما رأى دهشتي.أخبرني بصوت مفعم بلهجة التهديد بانه انتقم هكذا من الحطأ الذي ارتكبه والدي في حقه.استل القرصان- وهو يضحك هازئا- سيفه من غمده الملفوف حول خصره.اعتقدت في هذه اللحظة أنه سيقتلني وتراجعت. لما أدركت أنني مازلت على قيد الحياة فتحت عيني لأتأكد من أنه قد قطع بسلاحه الوثاق الذي كان يربط قدمي حتى الآن.كشف له قميص نومي الخفيف عن جسدي الشبه العاري. تفرست عيناه الثاقبتان في وتوقفتا باصرار على صدري ثم كتفي العاريتين.ارتعدت من الخوف.ان ما حاولت - على الأقل - ارغام نفسي على تصديقه هو رفضي للاعتراف بأن الرعدة التي أشعر بها ترجع في الحقيقة الى سبب مختلف. هذا الجار الذي كنت أعرفه شابا ممشوقا أراه الآن في كامل نضجه.كان بنيانه الجسماني مدهشا.يكشف قميصه الأبيض-ذو الكميين الطويلين والمفتوح حتى خصره- عن صدره العريض المغطى بالشعر الكثيف.وهناك حزام جلدي عريض يحدد محيط خصره.جذب حذاؤه الكبير انتباهي.كما أثار انتباهي فخداه الملتصقتان وكأن فخديه والبنطلون شيىء واحد. لما رأى اتجاه نظراتي قهقه بتعاظم.قبل أن أتمكن من ادراك أي اهانة من اهاناته كان قد رفعني أمام صدره العريض. سألته عن المكان الذي سيقتادني اليه.لم تفلح جهوذي الا في اثارة الضحك رجاله الذين هتفوا له وأجزلوا له نصائحهم بشأن الطريقة التي سيخضعني بها. بضربة قوية من قدمه فتح باب كبينته وأغلقه علينا بنفس الطريقة.دون أي احتفال ألقى بي على السرير.كانت الغرفة مؤثثة على طراز فاخر لم أكن أتصوره. لما كنت مستندة الى وسائد من الحرير رأيته- وأنا مرعوبة ودهشة في الوقت نفسه- يخلع قميصه ويلقي به على الأرض. كانت عضلاته قوية. ابتسم عندما رأى رجفة خوفي وتقدم نحوي.في أثناء تقدمه التقط من على المائدة سكينا حادا وقطع وثاق يدي.لم يقاوم الوثاق السكين تفرس مقطبا حاجبيه في اآثار التي تركها الحبل على يدي وداعبها بابهامه ثم تفرس فيها. كنت مخطئة لأنني اعتقدت بأنه أصبح رحيما بحركة نشيطة أوقفني أمامه.ترنحت أمامه وأنا أبحث عن العون وأطلق زفرة رضا جعلت جسمي كله ينتفض.أمسك شعري بكلتا يديه ليرجع رأسي الى الوراء.مال علي وابتسامة انتصار تعلو شفتيه وغطى شفتي بشفتيه. أدهشني الدفء الذي سرى في أوصالي وأرجعته الى كوني متعلقة به.لكنني أدركت تماما أن شفتيه هما المسؤولتان عما حدث.داعب ظهري العاري بيده.بعد قبلة أخرى قطعت أنفاسي ونثرت الاضطراب داخلي رفع رأسه ليتجول بنظراته على جسدي الواقف أمامه. كان التغير الذي طرأ عليه فجأة كاملا.وجدت في وجهه المظلم رجلا شابا غير منشغل وغير مبال.ان المقرنة الظالمة التي أقامها أبوه بينه وبين أولاده جعلت منه هذا الشرير. فقدت عيناه وميضهما البارد والشرس لكي ينظر الي برقة.قال لي بصوت حزين'أنني جميلة ولطيفة وان برائتي تدهشه' ان التنهيدة الملتهبة التي زفرها وهو يضع يده على حلقي جعلتني أشعر بالعطف نحوه. أطلق معصمي مررت ذراعي حول عنقه لكي أخضع لمداعبات فمه. جذبني اليه بقوة مما دلني على رغبته.تركت يدي تنزل على طول صدره حتى....
* * *
- السيدة بركلي؟ رفعت اليزابيث عينيها من تحت مجفف الشعر. قالت المانيكير - هل أخفتك؟ كانت فكرة الذهاب الى محل الكوافير من وحي شدو - انه أول موعد رسمي لك منذ أمد طويل. - نسيت نقطة مهمة.المحل سيكون مفتوحا بعد ظهر السبت.الوقت سيصبح متأخرا بعد اغلاقه. اقترحت شدو الجالسة معها. سأحل محلك.. لم تتحمس اليزابيث للفكرة.ان بنطلونات أختها الجلدية السوداء ومعاطفها المخططة بألوان زاهية لاتتلائم مع الوجود في وسط السلع الرقيقة والرومانسية التي تباع في المحل.لكن لن يكون جميلا من ناحية اليزابيث أن ترفض مثل هذا العرض السخي ولهذا تشعر بالهدوء وتجلس سعيدة بهذه الراحة حينما تكون المانيكير تعتني بأضافرها. كلما تدكرت فكرة السهرة القادمة شعرت بالتوتر.انها لم تر آدم كافنوخ منذ أن دعاها.لماذا لم يمر عليها الالقاء التحية.؟صحيح أن هذا العشاء لايمثل له قدرا من الأهمية مثلما يمثل لها. هناك عدة أسباب تجعل هذه السهرة خاصة.انها أول سهرة رسمية منذ وفاة زوجها المفاجئة.ان رفيقها هو الصورة العصرية للأمير الساحر.انها وسيلة أيضا لنسيان الرجل الذي يقطن في منزل مجاور لمنزلها.لقد أصبح راندولف تاد عامل قلق في حياتها بشكل سريع على غير المتوقع. لم تود اليزابيث أن تتدكر ماحدث عندما رأته مريضا في حجرته.في كل مرة تتذكر فيها نصف جسده العاري تجتاحها الرغبة كانت كلماته الأخيرة يرن صداها في رأسها. حاولت اليزابيث -طوال بقية الأسبوع - أن تتحاشى النظر الى منزله لكنها مع ذلك أرسلت مارك وماجي لمعرفة أخباره. استعاد المريض صحته.لماذا اذن لايمكنها نسيان الحادثة؟ كل ما أمكنها أن تفعله في كل مساء بحجرتها هو أن تخرج دفترها وقلمها.لكي ترضي أختها النهمة وتسلي نفسها بدأت اليزابيث في الكتابة.أصبح كل رجال قصصها يشبهون راندولف. كان من الأحرى أن يشبهو آدم الذي كان سحره غير طبيعي. غيرت اليزابيث قسمات وجوه شخصياتها ولون شعرهم حتى تتجنب هذا التشابه - لكن في قصتها الأخيرة بدا القرصان مثل البطل المجدد شبابه مثل جارها. بعد أن انتهت المانيكير أعتنى الكوافير بها.لفرط دهشتها طلب منها امالة رأسها الى الأمام.عندما اعتدلت وجدت شعرها هائجا حول وجهها لكن بشكل ظريف.كان مختلفا حقا عن ذي قبل.ومن ثم فقد دهش طفلاها عندما دخلت عليهم. - أوه أمي انك تشبهين مغنية الروك. قالت متعجبة - يالهي. أخبرتها السيدة ألدر قبل رحيلها بأن هناك من اتصل بها من المغسلة ليخبرها بوجود مشكلة بخصوص فستانها سألتها - أي مشكلة؟ - لم يوضح لي بالضبط ماهيتها لكن لابد أنها مشكلة هينة.أتمنى لك سهرة سعيدة. حتى وان كانت غير هينة فالأمر سواء أرسلت عاملة جديدة بالمغسلة فستانها الأنيق الى سيدة أخرى تدعى أيضا السيدة بركلي. في الطرف الآخر من المدينة- حاولت طوال فترة الظهر- أن تلحق هذه المرأة بلاجدوى. - أخشى ألا يمكنك استعادة فستانك قبال يوم الأثنين. لما وضعت السماعة كانت اليزابيث كئيبة جدا حتى أنها قررت أن تتصل بآدم كافنوخ لتخبره بأنها -للأسف- لايمكنها الخروج معه هذا المساء لأسباب خارجة عن ارادتها.كانت في طريقها للاتصال به عندما رن جرس التلفون انها شدو - تحياتي انه أنا لقد بعت لك ب2230 فرنكا بعد ظهر اليوم... - شدو... روت لأختها ماحدث بعد ان ألقت بنفسها على أقرب مقعد بجانبها. - صدقيني لم يحدث لك أكثر من ذلك.هذا الفستان يجعلك تشبهين الجدة.سأحضر لك فستانا يناسبك - فستان من دولابك؟ - لاداعي لأن تتمسكي بهذه النبرة المخيفة ندمت اليزابيث على أنها قد جرحتها بكلامها. - ملابسك تناسبك بشكل رائع لكن أذواقنا ليست واحدة - سأحضر لك أسوء فستان لدي - شكرا جزيلا. - أخيرا جعلتك تضحكين اسمعي لاتقلقي ستسير الأمور على مايرام استرخي حتى أصل اليك. بعد أن منحت مارك وماجي الأذن بتجهيز الحلوى صعدت اليزابيث لتأخد حماما لتهدىء نفسها.تمددت في البانيو وكتبت قصة القرصان التي كانت تتخيلها بعد الظهر- ستروق هذه القصة شدو بالتأكيد حتى لو لم ترسلها الى النشر.انها تدين بهذا الى أختها. وصلت رائحة الحلوى المحتررقة اليها في اللحظة التي فتحت فيها باب الحمام نزلت وهي تحمل دفترها في يدها وهرولت لتخرج الحلوى المحترقة من الموقد.لما كانا نتأثرين بالفيلم الذي يشاهدانه في التلفزيون نسي الطفلان الحلوى تماما.دخلا الى المطبخ ليطردا الدخان حتى وصلت شدو. قالت متعجبة حيث رأت اليزابيث - انك رائعة ياليزابيث تشبهين مغنية الروك دهشت شدو عندما رأت الطفلان يقهقهان من الضحك. - هل قلت شيئا غريبا؟ قالت اليزابيث وهي ترفع عينيها نحو السماء - لا في الحقيقة. أمسكت أختها من يدها وجذبتها الى حجرتها لكي ترى الملابس التي أحضرتها لها. ان اختلاف لون بشرتهما كاد يبدو غير ملحوض لكن في حين أن الألوان الزاهية تناسب شدو فانها تعطي اليزابيث سحنة شاحبة.اختارت اليزابيث- من بين الفساتين- انسامبل من الحرير المكون من ثنورة متموجة وجاكث بكتفين مزود بياقة كبيرة.كان هذا الطراز الفخم والرائع يناسب دعوة عشاء بالفعل.ان لونه الوردي لم يسىء الى سحنة المرأة.نظرت الى نفسها في كل الزوايا في المرآة المتحركة. - انه يناسب مع الحذاء الرمادي الذي أريد ارتدائه.على أي حال لم يكن لدي الاختيار.سيحضر آدم الى هنا في خلال ربع ساعة بالمناسبة أين مربية الطفلين؟لابد أن تكون هنا في السابعة. - سأدهب لأرى ربما أدخلها الطفلان. بعد أن ألقت نظرة أخيرة على صوتها في المرآة أطفأت اليزابيث نور حجرتها ونزلت.كان الطفلان يتناقشان مع خالتهما في المطبخكانت متوجهة الى المطبخ حتى رن جرس الباب. رسمت ابتسامة مرحبة على شفتيها وتنهدت بعمق لكن دون أن تهدأ عصبيتها وذهبت لتفتح الباب. طرحت على الطارق أول كلمات خطرت ببالها - ماذا تفعل هنا؟ كان راندولف واقفا على عتبة الباب ممسكا بباقة ورد.لن يصدق أحد أبدا انه كان مريضا.لقد استعاد صحته بشكل ملحوظ انه يجسد الصحة والرجولة في أبهى صورة لهما.على الرغم من وقاحة سؤالها الا انه ظل مبتسما.- أتيت لأشكرك على اعتنائك بي عندما كنت مريضا.انك جارة رائعة - هذا أمر طبيعي... ساد صمت غريب.في المرة الأخيرة التي كانا فيها معا أظهرت اليزابيث ابتسامة عصبية أما هو فقد كان نصف عار وتذكر الاثنان ما قاله بشأن نهاية حلمه. - هل يمكنني الدخول - بالتأكيد قبل ان تغلق الباب ألقت نضرة على الشارع لكن لم تأت أ عربة. استطردت - سيسعد الطفلان لرؤيتك - لم آت لرؤية الطفلين ياليزابيث كان معنى كلامه واضحا اذا لم تكن تريد فهمه فان طريقته في النظر اليها توضح الأمور. - هذه الزهور جميلة.هل هي من أجلي؟ قال وهو يعطيها باقة الزهور - لا أعرف اذا ما كنت تحبين الزهور |أم لا - انني أعشقها. - لونها جميل وأنثوي حتى انها جعلتني أفكر فيك. شمت رائحة الزهور وهي متضايقة - شكرا راندولف لما رفعت رأسها رأت الدهشة بادية على وجهه. - انك أنيقة جدا هل ستخرجين؟ - في الحقيقة نعم أنا... - راندولف - راندولف دخل مارك وماجي الى الصالون ومن خلفهما شدو التي دهشت لرؤية أختها تتحاور مع راندولف. قالت شدو بتمتمة رقيقة - سعيدة جدا بمعرفتك ثم أضافت وهي ترمق أختها بنضرة دهشة - أحضرت زهورا هذه لفتة طيبة منك. - أنا..آه..راندولف كان مريضا منذ بضعة أيام.لقد أتى ليشكرني على...على... - على ذهابك للاعتناء به - نعم لكننا لم ندخل حتى لايصاب أحدنا بالانفلونزا. - نعم انها هي الوحيدة التي دخلت بمفردها و.. - كان نائما.. - وأكلته بنفسها.. - وقد شفي الآن. ترك شرح الطفلين- المستفيض تقريبا- لدى شدو فراغات التي تخيلها ذهنها. كانت اليزابيث تود الاختباء في أي جحر. لكن بما أن هذا لن يحدث فقد ذهبت الى المطبخ - سأضع الزهور في الماء - ليزي هناك مشكلة مشكلة أخرى؟ - لكنها خطيرة هذه المرة المربية لم تأت - ماذا؟ - أتى أخوها الصغير على دراجة وأخبرنا أنها مصابة بالانفلونزا. همس راندولف السعيد بتفسير الطفلين والضيق باد على أمهما - لا بد أنها تأثرت بالهواء. قالت في نفسها "اذا كان فقط يعود الى منزله" لما اختار اللية عن أي ليلة أخرى ليقوم بزيارتها وهو يحمل باقة من الزهور؟لماذا أتى وشدو موجودة هنا وآدم على وشك الوصول بين لحظة وأخرى.عضت على شفتها لما أحست بالضيق. سأتصل بالسيدة ألدر قاطعتها شدو - اتصلت بها.انها ملازمة الفراش هذه الليلة. لاحظ راندولف - أليس هناك أي شيىء يحترق؟ - الحلوى نطقت شدو وماجي ومارك في نفس واحدة وهم يجرون الى المطبخ وفي أعقابهم اليزابيث وراندولف.خرج دخان كثيف من الفرن حيث وضع الطفلان صينية حلوى أخرى بعد انتهاء الأولى. - لما تجهزين حلوى أخرى؟ قالت شدو مفسرة - الطفلان لايعرفان ما يفعلانه في أثناء استعدادك لسهرتك الكبرى. سأل راندولف وهو يخرج من الفرن بقايا حلوى محترقة - سهرة الكبرى.؟ من خلال سحابة الدخان عثرت عيناه المستفهمتان على اليزابيث رفعت ذقنها وكأنها تدافع عن نفسا.انها لاتدين له بأي تفسير.على أي حال كانت السهرة مشكوكا فيها. قالت وهي مقطبة الجبين - الوقت متأخر ولن يسمح بالعثور على مربية أخرى.لايمكنني الخروج. لكن... استدارت الى أختها وقد أفعمهما الأمل - متأسفة يا ليزي لا يمكنني. - أرجوك ياشدو أسديت لي اليوم خدمة لكنك تعرفين أهمية هذه السهرة. - لكن لا يمكنني حقا.أحد مرضاي دعاني الى حفلة عيد ميلاده ووعدته بالحضور.سيصيبه الاحباط اذا ما تغيبت. أجابتها وهي تعرف الى أي مدى تهتم شدو بمرضاها - لابد ان تفعلي بالفعل قال راندولف تاد - سأبقى أنا مع الطفلين. كان لوقع هذه الكلمات أثر مختلف على الموجودين.ألقت شدو عليه نظرة استحسان وانفتحت شفتا اليزابيث من الدهشة وجرى الطفلان نحوه - عظيم راندولف - هل يمكننا أن نعطي بابي حماما؟أمي لا تريد ذلك أبدا لأننا نغرقة بالماء. - هل ستلعب معنا؟ - هل يمكننا النوم متأخرا؟ رد راندولف على كل تساؤلاتهما دون أن يحول نظراته عن اليزابيث.لما كان يجب على شدو أن تلعب دورا دبلوماسيا لأول مرة في حياتها أمسكت الأشياء في يدها.كان واضحا أنه يلزم أن تبقى أختها وراندولف لحظة معا. - هيا أيها الطفلان.ساعداني في البحث عن الملابس التي تركتها بالطابق الأعلى. سألته ماجي بتوسل - هل ستبقى معنا ياراندولف؟ - نعم أعدك ترك الصغيران الحجرة وهما يطلقان صيحات الفرح متبعين خالتهما بينما استمر البطلان في النظر الى بعضهما البعض في صمت.سألته أخيرا - هل أنت متأكد أن هذا لن يسبب لك أي ضيق ياراندولف؟ أخبرتها عيناه بعدم احساسه بالضيق.لا ليست فكرة مكوثه التي لاتروق له ولكنها فكرة السهرة الكبرى لكنه ظل متحكما في صوته لكي يجيبها - أعتقد أنك مدينة لي بجميل - انني معترفة بجميلك.بحركة مفاجئة من رأسه أشار الى السلم - هيا انتهي من تزين نفسك حتى تكوني مستعدة عندما يأتي - انني مستعدة ما ان انتهت من كلامها حتى رن جرس الباب - انه هو استدارت على عقبيها وتوجهت نحو الباب وهي تأمل أن يكون راندولف مجاملا حتى يظل مختفيا في المطبخ كانت ابتسامة آدم العريضة بريئة جدا عندما فتحت له الباب - مساء الخير يا آدم أدخل. - متأسف للتأخير.كدت أضل طريقي عن المنزل و.. لما رأى راندولف مستندا الى درابزين الصالون توقف آدم عن الكلام.عقد تاد ذراعيه على صدره وبدا مثل المنقب عن الذهب والمدافع عن منجمه.كان منذ ربع ساعة يطأ المنزل بقدميه أول مرة والآن يبدو كأنه في منزله. لما كانت متضايقة حكت رأسها بينما واجه الرجلان بعضهما البعض بالنظرات - آدم أقدم لك جاري راندولف تاد ابتعد هذا الأخير -بلااكتراث- عن الحائط بينما كان آدم يتقدم نحوه تصافحا كأنه فرض عليهما. - راندولف سيعتني بالطفلين - آدم أقدم لك جاري راندولف تاد ابتعد هذا الأخير -بلااكتراث- عن الحائط بينما كان آدم يتقدم نحوه تصافحا كأنه فرض عليهما. - راندولف سيعتني بالطفلين أعتذرت المربية في اخر لحظة و... كانت اليزابيث تأمل ان يتفهم رفيقها الموقف ومن ثم توقفت عن الكلام قال آدم بابتسامة تذيب الجبل الثلج على بعد عشرين مترا - أوه أقدر هذا شكرا جزيلا أجابه بصوت رقيق - أنا في خدمتك استطرد آدم وهو يمد يده لايليزابيث بباقة زهور - انها لك - شكرا انها...رائعة في هذه اللحظة نزل الطفلان من على السلم كما لو كانا من ضمن أفراد عصابة متخفية صدمت برؤية آدم كافنوخ اقتربا بشكل مهذب وتولت أمهما تقديمهما قالت ماجي بأذب - مساء الخير يا سيدي كرر أخوها في أعقابها -مساء الخير تنهذت اليزابيث تنهيدة احساس بالالرتياح لأن طفليها تصرفا بشكل جيد - انها من نفس الزهور التي أحضرها راندولف يا أمي لابد أنهما اشترياها من نفس المكان.
* * *
سأقتله من السهل الآن أن تفهم ماقاله مارك منذ ساعات وتضحك عليه لكن هذا الكلام في وقتها لم يكن غريبا اذذا كانت الأرض انشقت فقط لتبتلع أمهما ابتسم آدم لها وهما جالسان الى المائدة التي تضيئها الشموع - أعلم انك متضايقة لكن هذا جعلني أضحك.لايمكننا أن نقول نفس الكلام عن السيد تاد انه حتى لم يبتسم أجابته اليزابيث - لا تعره اهتماما انه يشعر أحيانا ببعض التعاظم الشديد بالمناسبة انه لطيف للغاية مع الطفلين - فقط مع الطفلين؟ أجابته وقد أخفضت عينيها - راندولف وأنا مجرد صديقين هذا كل ما في الأمر هل كان هذا صحيحا؟واذا كان هكذا فلماذا أحست بالاضطراب وهي ترافق آدم حتى سيارته تاركة راندولف يعتني بطفليها من أجلها؟ ليس هناك منطق في هذا.انه هو الذي اقترح أن يؤدي دور المربية. كان آدم كافنوخ رجلا متسما باللياقة حينما ابتعد عن هذا الموضوع وطلب من الخادم أن يحضر لهما قدحيين آخريين من القهوة.بعد هذه المناقشة المفجعة أيضا خشيت أن تفسد السهرة تماما.لكن آدم بدا محبوبا وساحرا باستمرار. كان العشاء رائعا فالمشهيات لذيدة والحساء مدهش والخضراوات طازجة والحلو لذيذ.تطرق الاثنان في أثناء محادثتهما الى موضوعات شتى.ثم دعاها الى الرقص عندما هناها على موهبتها أوضحت له انها تواصل تلقي حصص الرقص. قالت - أعشق الرقص - وأختك؟ ان العداوة التي ظهرت بينه وبين شدو منذ لقائهما الأول في محلها استيقظت مرة أخرى عندما رآها آدم مرة أخرى هذا المساء.على الرغم من التحية المؤذبة التي تبادلاها فان نفور كل منهما من الآخر كا ن واضحا. - شدو لاتحب الرقص.انها تفضل الرياضة - أجزم انها تحب رياضة كرة القدم والتزحلق على الجليد؟ قهقهت اليزابيث - غير مضبوط تماما.انها تفضل التنس والعاب القوى.يمكنك ان تقول عنها انها ولد غير مكتمل تمتم بصوت منخفض - انني متأكد من ذلك لما انتهت من قهوتها تسائلت عن الطريقة التي ستنتهي بها هذه السهرة الظريفة.ليس أمامها وقت طويل للانتظار.بينما ذهب أحدهم للبحث عن السيارة أمسكها آدم من ذراعها - هل أنت متعجلة للعودة الى منزلك؟ لما كانت منتشية من الشراب الفاخر والوجبة اللذيذة أحست اليزابيث بحواسها ترتعد مثل أوتار الكمان تحت أصابع المايسترو الموهوب.كان رفيقها وسيما مثل نجوم السينما وأحست بالسعادة وأن قلبها طائر.انها ترغب بان تكون غير مبالية ولو لمرة واحدة. - لا..لماذا يا آدم؟ - هل زرت شقة عازب من قبل؟هل يروق لك الذهاب الى هناك؟
الفصل الثامن
- شكرا مرة أخرى يا آدم لقد قضيت سهرة ممتعة. - كل السعادة لي.طابت ليلتك ياليزابيث الى الملتقى القريب قبّل آدم جبهتها دخلت المنزل وهي تبتسم.كان الصالون مظلما.تقدمت ببطىء نحو مفتاح الاضاءة لكم قبل أن تصل اليه دوى صوت راندولف في الظلام - أتيت اذن؟ - يالهي لقد أخفتني أضائت النور ورأته مستلقيا على الأريكة وقدماه عاريتان.كانت سترته الرياضية موضوعة على جانب الكرسي وقميصه مفتوح حتى خصره. كرر وفكه مشدود. - أتيت اذن؟ لم يكن سؤاله تابعا للفضول أو الاهتمام المؤذب.كان صوته أقرب الى التذمر.لما رأته على هذه الحالة شعرت اليزابيث بالضيق.ان حياتها الخاصة لاتعنيه في شيىء. أجابته بابتسامة مشرقة صاحبتها رجفة بسيطة ولذيذة - قضيت سهرة مدهشة.ماذا تفعل في هذا الظلام؟ - هل هذا محظور؟ - لا.لكن لماذا لاتشاهد التلفزيون؟ - لا أرغب في مشاهدته كان موقفه لايعجبها لاوقفته خائر القوى ولاقميصه المفتوح وكأس الشراب التي تراها - هل شربتما؟ - لا - ألايضايقك أنني قدمت شرابا لنفسي؟ بلى.لقد تضايقت ليس لأنه شرب لكن لأنه ليس في حالته الطبيعية.لمايبدو عبوسا أيضا؟هل نذم لأنه رافق الطفلين؟ أسوأ ما في الأمر أن راندولف بدا-رغم فظاظته-جذابا وربما أكثر من ذلك. - كلا لم أتضايق لكن هل أصيب الطفلين بسوء؟ - لا أبدا.هل اصابك كافنوخ بسوء؟ حملقت اليه بنظرات تنم عن سخطها - لا أحب لهجتك ياراندولف أعتدل على الأريكة ووضع قدحه على المائدة المنخفضة.أضهر قميصه المفتوح صدره القوي الذي حاولت أن تبعد عينيها عنه.- انها خسارة حقيقية يا اليزابيث لأن هذه اللهجة هي التي سأستخدمها هذا المساء. - غير معقول لن أنصت اليك.شكرا على رعايتك للطفلين لآن يجدر بك أن تنصرف. اتجهت نحو الباب لتفته على مصراعيه عندما قفز من الأريكة بمرونة شديدة.أمسكها من ذراعها وجعلها تنظر اليه - أتعرفين كم الساعة الآن؟ أدهشتها فظاظته الى درجة أنها لم تفهم السؤال على الفور. أجابته برقة - لم تصل الى الواحدة والنصف.لماذا؟هل كسرت ساعتك؟ ارتعدت عضلة فكه بعصبية - لماذا عدت متأخرة؟ - كنت أتناول العشاء؟ - خلال ست ساعات؟ - صه ستوقظ الطفلين كرر كلامه بلهجة أقل حدة مع صفير اتهام - لم أكن لأعرف أن تناول وجبة يستغرق ست ساعات - ذهبنا للرقص كانت اليزابيث تريد ان يتخيلها راندولف مع ىدم في أرقى صالات المدينة - رقصت؟ - نعم،أنا وآدم نعشق الرقص - وبعد ذلك ماذا فعلتما؟أين ذهبتما؟ خفضت عيونها عن عمد لكي تبدو غير مكترثة بسؤاله قال مصرا - ذهبت معه الى حجرته اليس كذلك؟ - حجرته؟آه انها ليست الكلمة المناسبة التي سأستخدمها لوصف شقته بالطابق الأخير بفندق كافنوخ بدت نظراته ساخطة من شدة غيرته قال هامسا - نمت معه خلصت ذراعه الممسكة بها - انك جاري ياراندولف وحتى الآن أعتبرك صديقا.لم تكن أبدا مرشدي ثم أنهت حديثها بتنهيدة مرتجفة - والآن يمكنك أن ترحل من هنا. دون أن تراه يغادر المنزل أدارت له ضهرها وصعدت السلم.دخلت الى حجرة كل من طفليها بخطوات حذرة وتأكدت من ان المواجهة بينها وبين راندولف لم توقظهما. رات صورتها في مرآة حجرتها ولاحظت تورد خديها.انه ليس بسبب صحة اتهام راندولف لكن- على العكس- بسبب عدم صحته. بعد ان خلعت ثيابها ووضعت الانسامبل الذي استعارته من أختها في الدولاب ارتدت اليزابيث قميص نومها ونظرت من جديد الى نفسها في المرآة. - انك تشبهين جنية البحر ياليزابيث بركلي. كان قميص نومها القطني يناسبها تماما.انه ايضا من طراز آخر مع ياقته المستديرة وكميه المشدودين حتى معصميها.انه لايتناسب مع الموضة وقديم جدا...مثلها حيث يعتقد الناس انها لاتسايرالموضة. مع ابتسامة مقتضبة أخدت فرشاة الشعر وبدأت تدمر هده التسريحة التي لاتناسبها.بدأت- في نفس الوقت-تضحك لما تدكر حالتها النفسية التي كانت عليها عندما خرجت من المصعد الخاص المؤدي الى الشقة. أخيرا عاشت أحد خيالاتها المبدعة.كان جون بركلي هو الرجل الوحيد الذي لم تشعر معه بطعم الحب.لقد اصبحت هذه الليلة كسائر الناس دون ان تفكر في النتائج.فقط من أجل السعادة التي حرمت منها.بدت اليزابيث مستعدة لأن تتصرف بطريقة خاطئة ولو مرة واحدة.لكن كان هذا مثيرا للضيق.انها تبيع-كل يوم سلع مرتبطة بحياة الآخرين العاطفية لاتمت بأي صلة الى حياتها. اللحظة الوحيدة التي أطلقت فيها مكبوتاتها واندفاعاتها عن الأخلاق التي كانت في أحلامها الخيالية.وكانت النتيجة أن السنين تمر عليها وتتوالى.رأت نفسها عجوزا تائهة في عالمها الخيالي دون ان يكون لها ذكريات حلوة أو مرة عن حب مضى.حتى عندما اصطحبها آدم عنده أحست باستعدادها لأن تتذوق ثمار الحب المتدلية. لكن المزاح تحول ضدها. صحيح أن آدم بدا مغرما.مغرما بشدة...ولكن بالفندق الجديد الذي شيده بـ"شيكاغو".كانت عيناه تبرقان بالوعود عندما دعاها الى غرفته...ليريها نمودخ مصغر للفندق الجديد.أصبح الصوت المرتعد من الرغبة لـ...لرؤية هذا النمودج المصغرحقيقة.انه كان يريد ان يعرف ماذا تعني هذه المؤسسة الجديدة بالنسبة لأعماله.ثم تناقشا عن محلها وهما يتناولان القهوة. لما كانت تفكر في سداجتها وضعت اليزابيث فرشاة شعرها وابتعدت عن المرآة.في هذه اللحظة كان هناك من يطرق الباب قالت: - أدخل ياعزيزي بعد ان عبر عتبة الحجرة أغلق راندولف تاد الباب وراءه ثم أغلقه بالمزلاج.لما كانت دهشة حملقت اليزابيث فيه: - من كنت تتوقعين "كافنوخ"؟ تلعثمت بعد أن أفاقت من تأثير الصدمة بسرعة. - أعتقدت أن من يطرق الباب أحد أبنيّ.لم أظنك وقحا لهذه الدرجة حتى تتسكع في منزلي في منتصف الليل خصوصا أني طلبت منك أن ترحل. - لم أقل ما أريد قوله. - أما أنا فسمعت ما أريد سماعه. - انك تصرفت كأنك غير مسؤولة؟كنت اتوقع من امرأة مثلك ان تتصلرف أحسن من ذلك - ماذا؟وماذا تقصد بامرأة مثلي؟مالذي يميزني عن بقية النساء؟ - تحشمك،حياؤك .ذكائك،تعرفين جيدا أن آدم كافنوخ زير نساء ليس لديك ماتفعلينه مع رجل مثله. كان صوته منخفضا لكنها أحست أن هذا فقط بسبب الطفلين عندما تقدم منها شمت رائحة الشراب - خطأ..انه يتمتع باللياقة بمعنى الكلمة. - اذا كان سلوكه يتسم باللياقة فهذا لأنه يعلم انها الطريقة الوحيدة ليغرر بك في حجرته.لكن الشيىء الوحيد الذي يمييزه عن القوادين هو ثمن بدلته.ربما يكون ماله هو الذي سحرك؟ - بالطبع لها انني أقدره.انه مدهش و... أدركت فجأة أنها ليست مضطرة للتبرير ان سهرة قضياها معا في حفلة المدرسة لاتكفي لأن تعترف له بخصوصياتها. سألته وهي تعقد ذراعيها على صدرها - من أعطاك الحق باستجوابي ياسيد تاد؟ ثم اتخدت هيئة متدللة وأمالت رأسها وخفضت رموشها. - هل أنت قلق على فضيلتي؟هل تعلمني الأخلاق من أجل صالحي؟ ان الاهانة الفظة التي تفوه بها أضرمت أدنيها وخصوصا أذنها القريبة منه.لما كانت كالمشلولة من الدهشة تعلقت بكتفيه. - تبا لك ياليزابيث.اك لاتعرفين صالحك عندما...و...ثم.صه. وضع فمه على فمها في قبلة وحشية أثارتها.رفعت يديها أمام جذعه ودفعته . عندما نزعت شفتيها من شفتيه وأدارت رأسها وضع راندولف يده في شعرها واحتفض بها أسيرة. قال آمرا - قبليني جذبها نحوه بشدة.وجدت نفسها هائمة.اجتاحها احساس مضطلرم من منبث رأسها حتى أخمص قدميها.قاومت رد فعلها اللاارادي. - توقف ياراندولف. رفعها بذراعيه-كرد عليها-وألقى بها على السرير دون أي مقدمات.هذا التصرف المخالف لشخصيته اللطيفة أدهشها حتى بقيت ساكنة.رأته غير مصدقة-يخلع قميصه. - ماذا تفعل؟ - هذا يبدو لي واضحا. ما ان تقدم نحوها حتى احتمت اليزابيث برأس السرير.أمسكها من معصميها وابتسامة نصر تعلو شفتيه. همس وهو يوقفها على قدميها بحركة عنيفة. - اليزابيث نزل فمه على فمها وتأوهت المرأة قبل أن تستسلم لمداعبة فمه. رفعها من جديد بين ذراعيه لكنه وضعها على السرير هذه المرة برفق ونظراته تضطرم من العاصفة وليس من الغضب ووجهه باش من الرغبة وليس العدوانية. أمسك يدها وقبل راحتها - اليزابيث لدي حق المعرفة. هل حدث شيىء بينك وبين آدم كافنوخ؟ - لا.لم يحدث أي شيىء بالتأكيد. مرت ثوان ودقائق وربما أطول على مداعباتهما.كان راندولف أول من تحرك.نظر اليها وهو يستند الى مرفقه. - انك جميلة - صحيح؟ همس وهو يهز رأسه - نعم صحيح داعب بأصبعه ذقنها وحلقها ثم كتفيها. قالت له مذكرة بنبرة اعتبار - أصبحت أمّا مرتين. لم تشعر اليزابيث مع زوجها الراحل بمثل ماتشعر به الآن بين ذراعي راندولف.انها تشعر بأحاسيس جديدة لم تنتبها من قبل.هذه الأحاسيس قد أسعدتها كثيرا. بعد لحظة من الصمت قال برقة -لقد اشتريت قميص النوم من أجلك. فتحت اليزابيث عينيها من فرط الدهشة. - هذا صحيح من أجلك لاتوجد أي امرأة في حياتي الآن.عندما عدت من فيتنام تركتني خطيبتي من أجل شخص آخر.من وقتها لم تكن لي الا علاقات بسيطة مع النساء أنا لست قديسا. ثم استطرد وهو يهز كتفيه - نعم عؤفت نساءا كثيرات لكن علاقتي بهن لاتستمر طويلا.أحببت أن أكون بمفردي.ربما خشيت أن أقع في شباك الحب مرة ثانية ثم أنخدع من جديد.ثم استقررت هنا.كان طفلاك ظريفين حتى بدأت أفكر في أسلوب حياتي.أحسست بالرغبة من وقت لآخر لأن يكون لدي أطفال أيضا. تنهد بعمق - كنت المحك من خلال الأشجار عندما أسمع صوت سيارتك.عندما ذهبت الى الحوش اختلقت أسبابا لكي أخرج وأعرف اذا كنت جميلة أيضا عن قرب مثلما أنت كذلك عن بعد.لكنك لم تبدئي أي حوار أبدا ومن وقتها وقعت في حبك.شكرت العناية الالهية للاقتراب منك. في اللحظة التي رأيتك فيها أصبحت مجنونا.وكل مرة أراك فيها منذ ذلك الحين كنت أرغب في ممارسة الحب معك. اتخد صوته نبرة جذابة - كدت في الليلة التي قابلتك فيها بالقرب من صنبور المياه أن أمارس الحب معك بجانب الحائط - لماذا لم تفعل؟ قال دهشا - هل كنت ستتركينني أفعل؟ - لا أعرف صراحة.لماذا لم تحاول على الأقل؟ تحولت نظراته عنها كما لو كان مترددا في التحدث اليها صراحة ثم قال في النهاية - لأنني اعتقد أنني أرغب جسدك فقط لكنك في الحقيقة تستحقين أكثر من هذا سألته وقد أصابتها الحيرة من صراحته - لماذا أتيت اذن الى المحل في اليوم التالي؟ - لم أستطع البعد عنك.أردت رؤيتك في وضح النهار لكي أثبت لنفسي انك موجودة وقد كنت. مال عليها وطبع قبلة ملتهبة على فمها. وستكونين دائما استطرد بعد قبلة جديدة - دخلت محللك متيقنا من حبي لك لكنني كنت غير أكيد من مشاعرك نحوي.قررت أن أغتبرك بمحاولة اثارة غيرتك - لكن هذه خسة. قال بابتسامة ماكرة - لكنها فكرة جيدة أليس كذلك؟ رفضت أن تجيبه وقد مطت شفتيها - آه.أحسست بأنني تافه عندما عدت من سهرتك مع كافنوخ.نحن متعادلان الآن بشأن ما يتعلق بالغيرة. - اتفقنا.اعتبرتك سمجا أن تأتي الى محلي لتشتري ملبسا داخليا لمحظيتك. قهقه راندولف لهذا التصريح - محظيتي؟يمكنك المجيىء وقتما تشائين لتقيسيه بنفسك.انه مازال في حقيبته. - يالك من رجل ماكر. قبل خديها ثم شفتيها تداعى جسد المرأة لهذه القبلات المنهمرة عليها همس - جميلة جدا..لطيفة جدا..مدهشة جدا. ولم تكن هذه الا البداية.
* * *
- مالذي دار برأسك ...عندما وضعت ...السرير المعلق هنا؟ - أتعرفين استخدام له أفضل؟ تنهدت - كلا كان راندولف قد طلب منها منذ ساعة أن يصطحبها الى الخارج.بما أنها رأت أن الليلة أوشكت على الانتهاء وافقت على طلبه. ارتديا ملابسهما ودلفا خارج المنزل من الباب الخلفي حتى لايوقظا الطفلين. مثل مراهقين وطئا بأقدامهما العشب البارد والمبلل.توقفا أكثر من مرة ليتعانقا ويتبادلان القبل.لما وصلا أمام السرير المعلق اقترح راندولف تجربته. تمددا عليه مسترخيين وهما لايشعران بالبرد.على الرغم من ان قميص نومها كان مثينا عند الخصر الا انها لم ترتجف فقد كان راندولف يحيطها بذراعيه. - منذ أن أطبقت يداي على خصرك عند مساعدتك على النزول من الشجرة حلمت كثيرا بهذه اللحظة. - فقدت في هذا اليوم أيضا التحكم في نفسي بالرغم من أنك عاملتني باحترام راجع لكوني امرأة.لكن هذا لايمت بصلة الى هذا الشخص الساخط الذي أساء اليّ - تقريبا- في هذه الليلة. - كنت غاضبا وأعترف بذلك.لكنني لم أؤدك على الأقل ايه؟ أجابته وهي متأثرة باضطرابها - نعم لكن لم أكن أعرف أنك عدواني أيضا. - فقط عندما يثيرني أحد وعندما أتناول الشراب - لماذا ثرت؟ولماذا شربت؟ - لأنني لم أتحمل فكرة خروجك مع كافنوخ أو مع أي شخص آخر غيري. أصابتها صراحته بالحيرة - هل أنت صريح دائما هكذا؟ - صريح جدا - انني سعيدة لهذا.تعجبني صراحتك قال وعيناه مليئتان بالحب - صحيح؟ - نعم نزلا من على السرير المعلق.مال راندولف عليها ليمنحها قبلة أخيرة محتدمة - اذن كان فقط يمكنني البقاء معك... - لا أريد أن يراك الجيران تخرج من منزلي في الفجر أو أن يجدك طفلاي هنا في الصباح - أفهم هذا أمسك يدها وقبلها - لكنني دعوت نفسي على الفطور.في أي ساعة يتحتم علي أن آتي؟ الفصل التاسع والأخير جلسا أمام قدحي القهوة وتصنعا البراءة عندما دخل "مارك" وماجي" الى المطبخ وعيونهما يملؤها النوم.- هل نام راندولف هنا؟ انفجر الاثنان في الضحك عندما طرح مارك مارك هذا السؤال عليهما. - لا لم أنم هنا حتى لو أحسست بذلك.دعتني أمك الى تناول الفطور. لاحقته اليزابيث بالكلام من جانبي شفتيها وهي تنهض لتصب الى الطفلين عصير البرتقال المعتامدين تناوله. - هذا غريب.كنت أعتقد أنه أنت من دعى نفسه. سألت ماجي - هل حدثك راندولف عن حمام بابي؟ بما أن أمها أجابتها بالنفي واصلت ابنتها الصغرى حديثها. - أتعرفين ان القطط لاتحب الماء؟لقد أعطيناها حماما ووضعنا الماء على جسمها تقريبا. قال مارك مكملا حديث أخته. - ثم ساعدنا راندولف بعد ذلك على تنظيفه.هل حكى لك ذلك ياأمي؟ قالت وهي تلقي نظرة على الرجل الجالس في مكانه الى المائدة - لا لقد نسي. همس راندولف وهو يلقي نظرة ذات مغزى على اليزابيث جعلتها ترتجف - أعتقد أن لدينا أشياء أخرى نقولها لبعضنا البعض انتهت وجبة الفطور وتوجه الطفلان نحو التلفزيون لكن راندولف ذكرهما بالنظام.أفرغا طبقيهما مثلما كانا يفعلان -كعادتهما- مع أمهما.لكي يكافئهما منحهما راندولف علكا لايحتوي على سكر. اعترضت اليزابيث - ومانصيب الطباخة؟ - الطباخة لها الحق في قبلة. استدار مارك وماجي ليشاهدا راندولف ممسكا بخصر أمهما.أمال رأسه جانبا وقبلها. تعجبت ماجي - انه يقبل أمي صاح مارك هو الآخر - عظيم أحاط الصغيران أمهما وراندولف بصيحات حماس والاعجاب.لما كانا سعيدين من رد فعل الطفلين انفجر راندولف واليزابيث في الضحك. كما هي عادته بالغ مارك في صياحه.وكلما ضحك الموجودون على حركاته المضحكة زاد هو منها.وفجأة سقط أمام دولاب الأطباق .ارتطمت كل الأطباق ببعضها البعض.سقط الطبق الخشيي المليىء بالفاكهة وقح التفاح والبرتقال في كل اتجاه تبعثرت الطماطم على الأرض.تطايرت بعض الأوراق مثل الريش قبل أن تسقط الأوراق مثل الريش ورقة تلو الأخرى. نظر مارك الى أمه بقلق شديد - لقد فعلتها عمدا. سقط على ركبتيه ولملم الورق المتناثر ومد يده اليها به كفارة عما فعله. - أمسكي يا أمي أوراقك لم تتسخ.لقد وضعها راندولف على الدولاب حتى لايلمسها أحد في أثناء تناولنا الطعام أمس قال انها ربما تكون مهمة زحف الصبي على قدميه ويديه يلملم الفاكهة. - أتركها يا مارك سأعتني أنا بها.أصعدا لترتيب سريريكما... كان صوت اليزابيث ممطوطا مثل الحبل الممدود على آخره.شعر الطفلان أن المزاج العام انقلب رأسا على عقب لكن هذا ليس بسبب مارك.هناك شيىء ماغير وجه أمهما الوردي والمبتسم الى وجه شاحب وممتقع.خرجا من الغرفة بهدوء شديد للغاية نظمت اليزابيث -بدقة متناهية- الأوراق على حساب ترقيمها كانت تعلم أنها حكت بالتأكيد.لقد كتبتها كلها وهي تأخد حمامخا.ان كل جملة مألوفة بالنسبة لها. كان القرصان الضخم الخطير موجودا بها وكذلك سجينته المرتعدة المرتدية قميص نومها. وضعت الصفحات على المنضدة وعقدت ذراعيها. - لقد قرأتها أليس كذلك؟ - اسمعي ياليزابيث،أنا... قاطعته - قرأتها؟ قال متنهدا - نعم. سالت الدموع من عينيها.أدارت اليزابيث ظهرها اليه بعد أن غطت شفتيها الشاحبتين بيدها المرتعدة.كان يستحيل عليها أن تنظر الى وجهه بسبب ضيقها من نفسها وخداعه لها. - لم أفهم في البداية حقيقة هذه الأوراق ظننت أنه خطاب لم تنته من كتابته. ثم استطرد بصوت هادىء يشبه صوت الطبيب الذي يعلن الى الأسرة أخبارا سيئة. - ثم قفزت بضع كلمات الى عيني. - قفزت الى عينيك؟أليس لديك أفضل من هذه الكلمات لتخبرني بها؟ - ألم يحدث لك هذا أبدا عندما تتصفحين كتابا أن تقف عيناك عند بعض الكلمات وتدفعك عيناك لقراءة عدة مقاطع؟وخصوصا اذا كانت فقرة مثيرة فانك تستمرين وتلتهمين خمس أو ست صفحات في وقت بسيط جدا.انك غير طبيعية اذا لم يكن قد حدث لك هذا من قبل. - نحن لانتحدث عن نفسي نحن نتحدث عن شخص استخدمني بطريقة تثير الاشمئزاز.تفهمني بالطبع. - لم أفعل شيىء ضد رغبتك. أغمضت جفنيها وقبضت كفيها. - كنت أعرف أن شييئا فضيعا سينتج عن كتابة هذه القصص.كان ينبغي علي ألا أسمع الى شدو - هل شدو هي التي أثارت خيالاتك؟ - هي التي جعلتني أكتبها وأرسلها الى الناشر. - لما اذن تشعرين بالخجل؟قرأت القصة ووجدتها جيدة. فتحت عينيها وهي تشعر بالسخط.
-نعم قرأتها وأخرجتها لصالحك كان يجب أن أفهم هذا عندما فعلت معي مافعله القرصان مع الفتاة التي أختطفها.انك لست من نوعية هذا القرصان.-------------------------------------------------------------------------------- فتحت عينيها وهي تشعر بالسخط. - نعم قرأتها وأخرجتها لصالحك كان يجب أن أفهم هذا عندما فعلت معي ما فعله القرصان مع الفتاة التي اختطفها.انك لست من نوعية هذا القرصان قال متحديا - كيف عرفت هذا؟نحن لم نمارس الحب من قبل وكنت غيورا حتى انك أغظتني. تقدم راندولف خطوة نحوها وأصبح صوته أجش - وكنت سعيدة جدا تراجعت الى الوراء كما لو كانت ثائرة - قلت لي في هذه الليلة انني أستحق أكثر من... لما كانت عاجزة عن نطق هذه الكلمات توقفت اليزابيث - من الواضح أنك غيرت رأيك بعد قراءة قصتي.لابد أنك اعتقدت أنني أتوق الى ممارسة الحب أليس كذلك؟ - كلا.لم أفكر في هذا على الاطلاق.لم أفكر في هذه القصة الجهنمية عندما دخلت الى حجرتك قالت متذمرة - أوه أرجوك لقد قرأتها كلمة كلمة. - ربما بلا وعي مني.انه رد فعل رجل ساخط غيور على المرأة التي يحبها أكثر من أي شيىء.قراءة قصتك جعلتني مجنونا لأنني رأيت كافنوخ يمثل القرصان.تخيلت كل ما كتبته وهو يوشك أن يحذث لكن مع كافنوخ. - انه غير مخادع ولا كذاب و... خطرت فكرة جديدة وفظيعة في بالها - هل هذه القصة الوحيدة التي قرأتها؟ أخد نفسا طويلا حتى يكذب ولكنه صمت - أه لقد قرأتها جميعا..فصة الطيار والفلاحة أليس كذلك؟ولهذا عندما وجدتك مريضا... طارت يداه الى خديها المضطرمين.توافق الاهتمام الذي يوليها اياه مع اللحظة التي بدأت تكتب فيها قصصها.كانت تلقي مسوداتها دوما في القمامة - هل كنت تفتش كل صباح في صندوق القمامة بحثا عن المادة الأولى؟ كم مرة تنعم وتشعر بلذة قراءة المقاطع المثيرة التي كانت تكتبها؟ - أصابتني الدهشة من فكرة السرير المعلق التي خطرت ببالك لم أكتب أي شيىء بخصوص هذا السرير. وقف راندولف واضعا يديه في خصره واتخد وقفة متعاظمة وساخطة جعلتها تشعر بالقشعريرة لأنها أدركت الى أي درجة كانت غبية وبلهاء. - ليس لدي أدنى فكرة عما تقصدين بكلامك.طيار؟اصابتي بالانفلونزا؟أتعتقدين أن درجة حرارتي التي وصلت أربعين كانت خدعة. - انني أتوقع أي شىء منك ثم أضافت بمنتهى الفظاظة التي تحسها نحوه. - والآن أخرج من هنا. - لن أخرج مادمت غاضبة ومادام الأمر لم ينته. - لقد انتهى الأمر.لا أرغب في رؤيتك مرة أخرى.أبدا انني غير متأكدة أنني سأتحمل أن تكون جاري. قال وهو يفرقع أصابعه - كيف هذا؟ بعد هذه الليلة؟ - لا شيىء مما حدث حقيقي. قال وهو يبتسم ابتسامة قصيرة - آه بل انه حقيقي ثم استطرد - اسمعي يا اليزابيث انني لا ألومك على غضبك.انني لن ألومك أيضا على استنتاجاتك الخاطئة.لقد قرأت شيئا ماكان يجب علي قرائته.هذا أمر خاص بك وأنا انتهكت حرمة أمورك الشخصية بقرائتي ماكتبته.لكن...التغيير الوحيد الذي نتج عن ذلك هو انك بدوت فاتنة أكثر من ذي قبل. أشارت الى الأوراق باصبعها - لم أعد الأسيرة ولا أنت القبطان.كل هذا من وحي خيالي وليس المقصود به شخصا بعينه. فند كلامها باشارة من رأسه - انها انت.هذه المرأة تجسد ماتشعرين به اتجاه الحب.انها تجسد الخيالات العاطفية التي لم تجرئي أبدا الاعتراف بها.نحن مثل القمر لدينا وجه خفي.ذلك الوجه الذي لايراه أحد.لكن ليس به مايدعو للخزي. أنكرت اليزابيث كلامه باصرار - لست هكذا. - لست هكذا بالنسبة للشكل الخارجي.انك لاتفهمين اذن ما يجعلك ساحرة..مايجعلك فاتنة؟. بدت نبرة صوته لطيفة - اليزابيث لماذا تعتقدين أنني أردت ممارسة الحب معك في هذه الليلة؟ قالت وهي غير قادرة على الثقة به - لتستمر في خداعي حتى أفهم. مال ناحيتها بهدوء - انك لست غاضبة لأنني قرأت ما كتبته انك تكتبين ليتم قراءة ماتكتبينه.ان مايضايقك هو انني معروف وأنت غير معروفة.عرفت سرك.الآن عرفت أن تحت ممظهرك البارد و المتصنع توجد نار حقيقية ومضطرمة. سقط كلامه عليها مثل قطرات الماء على الحديد الصلب المنصهر. أنزلت اليزابيث يدها على خده في لطمة قوية. تملكت نفس الدهشة منهما لما فعلته اليزابيث.ضاقت عينا راندولف وابتعد عنها.الشخصية العدوانية دائما في أسرتها كانت شدو.لكن اليزابيث النحيفة هي التي صفعت رجلا يزيد وزنه عنها بثلاثين كيلوجراما. رأته ينصرف وهي صامتة وألقت بنفسها على أقرب كرسي.وضعت رأسها على المائدة ثم انتحبت بشدة.
* * *
لم يطرأ أي تحسن على الأمور بمرور الوقت. كان مزاجها عكرا حتى انها كانت تثور في وجه الطفلين اذا ارتكبا أي خطأ محتمل.عندما فاجأتهما وهما يوشكان أن يلعبا بالسرير المعلق أمرتهما بالرجوع في اللحظة داتها. اتصلت شدو بها لتستعلم عن أخبارسهرتها مع آدم كافنوخ لما كانت تعتبرها مسؤولة عن كل آلامها كانت اليزابيث شبه مؤذبة ووضعت السماعة دون ان تواصل الحذيث مع أختها. ابتعد الجميع عنها.كانت تفضل في البداية أن تكون بمفردها لكنها أحست تدريجيا بالوحدة.كانت سعيدة بزيارة آدم لها في المحل.انها لم تره منذ سهرتهما معا انه ليس مستفيدا من النساء مثل البعض لقد عاملها راندولف كرجل مهذب سألها آدم - هل نتناول الغداء معا؟ - آه لاشكرا يا آدم لايوجد هنا من يدير المحل اذا خرجت معك انني أتنزه هنا عموما. - أرجوك ياليزابيث اغلقي المحل مدة ساعة لابد ان أحدتك عن شيىء مهم. بعد نصف ساعة كان الاثنان جالسين الى منضدة صغيرة اختارت اليزابيث سلطة قال - مارأيك؟ - لا أعلم يا آدم لم أفكر أبدا بفتح فرع آخر لمحلي هذا يتطلب مزيدا من الوقت والطاقة - فكرت في الأمر أشك في أن كونك أرملة وأما لطفلين ليس النموذج المثالي الادارة أعمال في العديد من المدن في وقت واحد.لكنك ستتمكننين من ذلك. راقت فكرة فتح محل جديد لاليزابيث - محلك يحقق مبيعات مدهشة عن كل المحال الآخرى هذا أدهشني وأنت تدهشينني.الناس تدفع السعر المناسب للسلع ذوات الجودة. - لكنني... قاطعها باشارة من يده - أريد ان أحجز لك مكانا في فندق كافنوخ الجديد بـ "شيكاغو" انني أنوي فتح فروع أخرى في مدن أخرى. استمر آدم المتحمس في تنمية مشروعاته حتى طلبت منه المرأة مهلة للتفكير - آمل ألا تنتظر مني ردا اليوم. - لا ليس فورا هكذا.كلما فكرت أغرتك الفكرة عامل الوقت في صالحي. استطرد وهو يقف على باب محلها - سأرسل لك اقتراحا مكتوبا أدرسيه وسأتص بك في خلال أسبوع.اتصلي بي عند الحاجة الي في أثناء هذه الفترة. تركها آدم-كما هي العادة- منهكة.اذا كان فقط يمكنها أن تدرك الاتجاه الصحيح لقراراتها. لكن ماذا تعرف أرملة معها طفلان وقلب محطم عن المشروعات؟ توقفت أفكارها فجأة اتخذت هذه الكلمات سبيلها الى ذهنها.قلبي محطم.انني أحب راندولف. كيف يمكنها اتفكير في توسيع أعمالها بينما هي عاجزة عن تبيين مشاعرها بوضوح؟ تمنت لو أصبحت مشاعرها بيضاء أو سوداء بدلا من هذا اللون الرمادي غير المحتمل.انها لاتعرف أيضا متى تحول غضبها الى احباط.
* * *
لما عادت الى منزلهات كان مزاجها قد تحسن بعض الشيىء كانت سيارة شدو مركونة في الممر.عندما دخلت اليزابيث كانت أختها تصب كأسين من الجيلاتين الى الطفلين. قالت متضايقة: - قبل العشاء؟ قالت شدو دهشة: - كنت أسأل نفسي دائما عن سبب تشدد أمي بشأن تناول الجيلاتي ما الفرق بين تناول الحلوى قبل الوجبة أو بعدها؟ أجابتها اليزابيث وهي شبه مبتسمة : - انك ماكرة. - هذه الابتسامة الغامضة تعني أنك سامحتني على الخطأ الذي لا أعرف أنني ارتكبته؟ احتضنتها أختها.كيف تضايقت منها؟ - شكرا لله.لقد دعوت الطفلين على العشاء في المطعم.لابد أن الأمر انتهى حتى لو لم تحدثيني عنه ماذا فعلت؟ - لا شيىء على الاطلاق لكن ماسبب هذه الدعوة؟ قالت وهي تشير الى ظرف لم تلاحظه اليزابيث - هذا تلعثمت وهي ترى العنوان - انه...انه...لا. - في هذا الضرف الذي أذنت لنفسي بفتحه توجد موافقتهم على نشر قصتين والشيك مرفق به أيضا.أليس هذا رائعا؟ تعجبت - انه مدهش بمجرد أن فرغ الطفلام من تناول الجيلاتي صعدا ليتأهبا للخروج. - سنحتفل بهذا بعد أن ينام الطفلان لقد أعددت شرابا. - رائع تفرست فيها شدو عن قرب كان منظرها يكذب كلامها - ألا تريدين محادتتي عما حدث؟ - عم تتحدثين؟ - عما تسبب في هذه الهالات السوداء الموجودة حول عينيك وذقنك المنخفض حكت اليزابيث لها عن غدائها مع آدم واقتراحه بشأن محلها - هذا مدهش يا ليزي أين العقدة اذن؟ - هناك الكثير.أولا لدي مسؤولياتي هنا اتجاه الطفلين بالاضافة الى انشغالي المتوقع بالفروع الجديدة. - قلت لي : ان آدم عرض عليك قرضا.لقد دهشت أنك لم تتمسكي بالفرصة بكلتا يديك - لا أدري يا شدو هل هذه الحيرة لها صلة بجار معين. جحظت عينا اليزابيث - لا أعرف عم تتحدثين. - ليزي حدثني الطفلان عن اوراقك التي تطايرت في كل مكان أخبراني أنك كنت غاضبة عندما علمت أن راندولف قرأها.على ما أعتقد انه قرأ احدى قصصك.أليس كذلك؟ قالت وهي حزينة - بالضبط - وأحسست بالضيق - لقد رعبت - وحينذاك تجنبته - مثل الطاعون لم يعد في امكاني رؤيته - فقط لأنه قرأ قصصك؟هذا عبث. ظهرت أفكار اليزابيث على وجهها استطردت شدو - أووه.ليس فقط بسبب هذا انه قرأها وطبقها.هل أنا مخطئة؟ - الى حد ما - يالحظك دهشت اليزابيث من رد فعل أختها - حظانني أهنت ياشدو.ألا تدركين ذلك؟لقد مثل القصة علي لأنه اعتقد أنني أرغبها. - أنا مستعدة لأن أدفع حياتي مقابل معرفة التفاصيل التي كتبتها لكنني أشك في أنك لن تحكي لي شيئا.كل ما يمكنني قوله هو: انني اذا أحببت-وأعتقد أن هذا ما تشعرين به- فانني سأشتري كل الكتب الخاصة بعلاقات الحب.سأضع علامات على كل الفقر المدهشة وأعطي خطيبي اياها وأقول له 'اسمع انني خجولة جدا لأخبرك برغباتي الكامنة ولهذا أعطيك هذه الصفحات لتحيط علما بما يسعدني.اذا كان راندولف قد استمال قلبك وروحك وجسدك فانه شخصية من ذهب.انني لم أر رجل مغرم بامرأة مثله. نظرت اليزابيث اليها وهي لا تطلب الاأن يتم اقناعها - كيف عرفت ذلك؟ - الأمر بسيط للغاية.لقد رأيت مدى غيرته من آدم في تلك الأمسية الماضية.كان هذا واضحا ولايحتاج لدليل.اسمعي سأدهب للعناية بالطفلين.في هذه الأثناء فكري بما تريدين فعله بحياتك.عرض أدم يشبه الحلم الذي سيتحقق من ناحية أخرى فان السيد تاد ليس سيئا لهذه الدرجة.وهو قريب جدا من منزلك. تسائلت لما أصبحت بمفردها .عم ترغبه أكثر؟ الاجابة كانت واضحة انها تريد راندولف لقد أحست - بالتأكيد - بالضيق لأنها عرفت أنه قرأ القصة. لكنها لم تشك في أنه كان يبحث في صندوق قمامتها عن قصاصات أوراقها لقد كان صادقا في هذا. من ناحية أخرى كم عدد الرجال الذين يحبون امرأة لكي يحققوا لها أحلامها؟ ان الرجال الحساسين أيضا نادرون.كان لابد أن تشكره بدلا من أن تصفعه على خده. نزل مارك وماجي مع خالتهما.- أيضايقك يا شدو ألا أصطحبكم؟ قال مارك بضيق - أوه نريد الذهاب الى المطعم يا أمي أسرعت اليزابيث بطمأنة الصغيرين - ستصطحبكما خالتكما بدوني اذا وافقت - نعم.اذا تعذر مجيئك معنا من أجل سبب معقول. قالت اليزابيث وعيناها تبرقان - انه هكدا بالفعل - اذن هيا بنا يا طفلاي خوفا من أن يغير الصغيران رأيهما اجتاز الثلاثة الباب وهم يجرون. - شدو ...لم أعد أكتب خيالاتي.انها أنانية.لقد حان الوقت لأتوقف عن الأحلام. لما كانت غير مقتنعة تماما مطت شدو شفتيها. - استمتعي بوقتك معه يا ليزي.انني متفائلة ثم أضافت وهي تبتعد نحو السيارة - لقد دعوت الطفلين بقضاء الليلة بمنزلي بعد عشرين دقيقة أخدت اليزابيث حماما وفتحت الدولاب لتتأمل محتوياته.ثم أخدت زجاجة الشراب من المطبخ وخرجت من الباب الخلفي. كان راندولف يشاهد التلفاز في الشرفة.عندما طرقت الباب دهش لرؤيتها وفتح لها دون أن ينبس ببنت شفة. - هل يمكنني الدخول؟ ابتعد عن الباب ليدخلها - متأسفة على أنني صفعتك،لم أتحكم بنفسي ولو كنت مسيطرة على نفسي لما فعلت مثل هذه الفعلة. لم تكن اليزابيث تلقائية مثل أختها.توقفت لكي تتنفس بعمق. - أعلم أنني تافهة ارتبت في أنك فتشت في صندوق قمامتي و... - اليزابيث ماذا تفعلين هنا؟ ثم استطرد ببرود: - هل أتيت لتشبعي أحد أحلامك الخيالية؟ همست : - بل أتيت لأشبع أحلامك. هنا استدار نحوها وقال : - الآن أنا مقتنع بذلك مال عليه ليقبلها: - انك جميلة جدا رفضت قبلته المحتدمة التي كان ينوي طبعها على شفتيها. كان هناك أشياء لابد أن تقال قبل أن يمارسا الحب من جديد - راندولف؟ - نعم - هل ستتزوجني؟ رفع رأسه وحملق في وجهها القلق: - لست متأكدا من هذا؟هل انت طباخة ماهرة؟ بما أنها قرصته قهقه الرجل - آه اتفقنا سأتزوجك.بما انني أعرف قوة خيالك لن أتركك تنتقلين هكدا بين الجنس البشري. - اذا لم أكن قد أحببتك بشدة هكدا فانني لم أكن لأستطيع أن أفعل معك ما فعلته في ليلتنا السابقة. أثرت فيه الجدية التي نطقت بها كلامها. قال وهو يداعب خدها - تعلمين أنك اذا كنت لم تتخدي المبادرة فانني كنت سآتي اليك.كنت سأتغاضى عن عضبي وكبريائي وآتي اليك.انني أحبك. نظر في عينيها وأكمل حديثه - أحتاجك في حياتي ياليزابيث - ومارك وماجي؟ - انني أحتاجكم جميعكم. - انك لم تعتد على ضجتهما.لا تعرف.. قاطعها - سأتعلم كيف أصبح أبا..أريد ان أكون أبا طيبا.أصمتي الآن وأتركيني أخبرك مدى حبي. أذعنت في صمت - أحبك يا اليزابيث لقد أحببتك منذ اول مرة رأيتك فيها أريد ان أكون بداخلك وقلبك.لم أكن لأومن بالمشاعر لكن منذ اليوم الذي أنزلتك فيه من على الشجرة أصبحت شارد الفكر. - أما أنا فكنت أؤمن بالمشاعر لكنني لم أعرف أنني عثرت عليها في الحديقة.الآن لم أعد في احتياج توسيع أعمالي.ان حبك كل يوم... - عم تتحدثين؟ - لا شيىء..لم يعد له أهمية. دعاني آدم على الغداء وعرض علي اقتراحا. - أي اقتراح؟ شرحت عرضه في بضع كلمات موجزة. - لكنني سأرفض بالتأكيد. - لماذا؟ - لأنه لا يمكنني أن أكون زوجة وأما وأدير سلسلة محال. استند على مرفقه : - انني أيضا سأكون زوجا وأبا وأدير مشروعي.لدي مهنة فلما لا تكون لديك مهنة؟اذا كنت ترغبين في هذا الاقتراح فلا تمانعي في قبوله. - انها فرصة مدهشة. ثم أكدت بابتسامة تنم عن خجلها : - فرصة من الفرص النادرة التي نقابلها مرة واحدة في حياتنا. - اذن أقبليها. - سأفكر فيها لكن الفكرة تغريني جدا. نظرت اليه عبر رموشها التي أسدلتها. - وآدم سأقضي وقتا طويلا معه.ألست غيورا؟ - نعم.لست غيورا.انك لن تجلسي فوق ركبتيه ولن تطبقي فمك الرقيق على... قهقهت وهي تضع يدها على شفتيه : - كفى. ابتسم ثم استطرد: - علاوة على أنني لا يمكنني الحقد عليه. كل طوبة في فندق كافنوخ سيدمرها مشروع تاد.ألا تعرفينه؟لكن بالعودة الى سؤالك فانني لم أعد أشعر بالغيرة منه.لايمكنني لومه على انجذابه نحوك. تورد خدا اليزابيث من الفرحة: - لم يكن هناك أي انجذاب عاطفي بيننا.اننا مجرد صديقين.لايمكنني أن أقع في حب رجل مثله.ان الطموح هو الذي يقوده. اقترب راندولف منها بشدة: - أي نوع من الرجال يمكنك أن تقعي في شباك حبه؟ كان زهوه وكبرياؤه مدهشين وضعت شفتيها على شفتيه وهمست : - لا أقع الا في حب رجل مثلك من وحي خيالي.
تمت

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا