دواء العازب

رواية دواء العازب_ بيبر ادامس__1119 دار النحاس
كلاي كوسات بطل بلدة هادئه متشوق للمغامرات والابحار في كل مرفء... الدكتوره مولي فاكس اتت لزيارة عائلتها ولكن بصورة غير متوقعه اعجبت بالبلدة الصغيرة.... وبكلاي الذي كان اسوء كابوس في حياتها. النتيجة كان كلاي شابا مناسبا ولكن رفضت مولي ان تكون مجرد فتاة في مذكرة رحلته ماذا يمكنها ان تصف من دواء لعازب متجول كي يصبح رجلا متزوجا سعيدا؟
*****************
الفصل الأول
انسكبت القهوة على الطاولة فهز كلاي كوساك رأسه منزعجا لا بد أن هذه الموسيقى المزعجة ستدوم طوال السهرة كان يعتقد أنه سيمضي سهرة جميلة منذ ساعة تقريبا لكنه فقد كل حماس للاحتفال. عكست المرآة الكبيرة التي تغطي الحائط في جناح الفندق تجهمه و لاحظ خيوطا رفيعة تتجمع حول زوايا عينيه و يعود هذا إلى قضاء وقت كثير تحت أشعة شمس فلوريدا الحارة. لم تكن تلك الخطوط واضحة عندما يضحك و هذا ما جعله يشعر بأنه أفضل نظر إلى نفسه منتقدا على الأقل لم يتغير لون شعره بعد أو أنه كذلك؟ لا إنه لا يزال بني فاتح و هذه الخصلات الشقراء تعود إلى حرارة الشمس و ليس للتقدم في العمر. أراد أن يؤكد ثقته بنفسه أم ملامحه قوية و منسجمة الشكل و ليست سيئة لرجل يمضي خمسة أيام و نصف في الإسبوع في صيدلية مسؤولا عنها بالطبع ما تبقى من اليوم و من كل أيام العطل كان يمضيها في الإبحار أو القيام برياضة السباحة. أدار ظهره إلى المرآة ماذا حدث له؟ لم يشعر يوما بالأسى أو الحزن على نفسه فهو ليس من النوع الذي يأسف على نفسه ربما سبب ذلك المناسبة بحد ذاتها لقد سمع من أشخاص يصابون بالتشائم في ذكرى مولدهم الثلاثين. الثلاثون انه لا يبدو عجوزا بالنسبة إلى بعض الناس لكن كلاي توقف عندها فلقد فاجأته مرحلة النضوج و هو الآن يعيشها بغموض ما انه يخشى انه يفتقد لأي شيء في حياته. ما كان يدري ما الذي سيفقده و بعد كل شيء فحياته تسير بشكل جيد انه على طريق الاكتفاء المادي و هذا ماسيسمح له بالابتعاد عن بلدته مورغانز بوينت مؤخرا أصبح يشعر أن هناك أشياء في العالم أكثر مما تقدمه هذه البلدة الصغيرة و ما أن اقترب من الثلاثين حتى أصبح أكثر رغبة في التغير. لمدة خمس سنوات كان يشعر بالرضى في عمله الذي اشتراه بعد مدة قصيرة من تخرجه من معهد الصيدلة و الآن يتساءل أن كان استقر بعمله بسرعة ربما يعيش بكل أمان من غير أن يقدم على أي مخاطر قد تجلب له الإثارة و الحماس في حياته. أساسا لقد اشترى الصيدلية لأنها كانت معروضة للبيع و هو حائز على الشهادة و لقد ورث بعض المال و أعجبته الفكرة أن يكون مسؤولا عن عمله و الحقيقة إن هذا المكان في بلد أمه و أصدقائه كانت ربحا إضافيا لا يقاوم. انه رجل أعمال بكل الأحوال فلقد طور كلاي المتجر بإضافة المياه المعدنية و عدة مستحضرات للتداوي في المنزل و عندما أصبحت أرباحه واضحة وضع خطة مالية لخمس سنوات كانت مشاريعه تقليدية كاستثمار ارض زراعية صغيرة بعدها التقى بامرأة قوية وحدث إن لديها خبرة كافية في هذه الأعمال فشاركته و لقد تعلم منها الكثير . حتى الآن فهو يشعر بأنه رجل محظوظ لقد مر عام واحد على ذلك و هو يشعر بأنه يحقق برنامجه بشكل جيد لكن عليه التركيز دائما على عمله أحيانا ينشغل كثيرا بمشاكل و حياة زبائنه حتى انه ينسى كم انه غير راض عن حياته لكن هناك دائما أوقات كهذه لتذكره بذلك. عليه أن يعتاد على ذلك الآن مع أن لديه الكثير من الأصدقاء لكنه اختار أن لا يحتفل بذكرى مولده مع احد لماذا يعطيهم إحساس التدخل في حياته و هو لا نية له بان يسمح لأي شخص بمشاركته فيها؟ انه سعيد بمجرى الأمور و هو يشعر بالرضى بالقيام بما يحبه عندما يريد ذلك طموحه الأكبر أن يصبح عجوزا مسنا عازبا فظا يتسكع في منطقته و يتصيد طوال النهار هذا هو يريد العيش متجولا في قارب كبير. هذا كل ما يخطط له في حياته و أن عاش ببساطة و استثمر معظم مدخوله سينجح الأمر إلا إذا فقد متجره عندها يستطيع التقاعد و هو شاب و لا يزال يستمتع بحياته. لن يسمح لنفسه أن يعيش مثل والده الذي عمل بجهد طوال حياته من غير أن يأخذ أي وقت ليستمتع بعائلته أو بأي شيء أخر منتظرا سن التقاعد عندما يصل إلى الخامسة و الستين بعد العمل لمدة أربعين عاما في ذات الشركة عندها فقط سيتسنى له الوقت ليفعل كل ما يريده لكن الحظ لم يحالفه فقد توفي والتر كوساك في الرابعة و الستين قبل ثلاثة أشهر فقط في يوم أحلامه و تعيش أرملته الآن من تقاعده الكبير. ذكرى حياة والده جعلت كلاي اشد تصميما على تنفيذ مخطط حياته انه ليس من النوع المدمن على الأعمال حتى انه لا يشعر بتحقيق أي طوح كبير لكنه حي الضمير و هو يستمتع بالحرية التي يقدمها المال لقد قرر منذ فترة طويلة انه من الأفضل القيام بالأشياء بدلا من تكديسها. حياته المرحة جعلته مقربا من الكثيرين الم يقل احد ما أن الأصدقاء هم جائزة الحياة الطويلة ؟ و كلاي يحب الجميع و الجميع يحبونه. عندما اتكأ على مقعده الوثير انعكست صورته في المرآة و كأنها تسخر منه فرفع حاجبه مستفهما اعترف قائلا:"حسنا ربما ليس كل شخص فليس هناك أي ود بيني و بين مولي فوكس ". و ابتسم انه أمر جيد أن يتذكر ذلك الكره بينه و بين مولي شقيقة راشال زميلته في المدرسة. بعدها قال بصوت قلق :" آه مولي أنت الفتاة الوحيدة التي تكرهني". ثم ابتسم و هو يستعيد بفرح سبب قدومه إلى ميامي. آه كان هناك اجتماع للصيادلة و محاضرة قيمة عند الصباح لا يريد أن يخسرها لكن السبب الحقيقي للقيام بهذه المرحلة هو انه لدية فرصة لرؤية قارب كبير و حسب كلام صديقة القديم يحتاج المالك لبيعه و انه بحالة جيدة مع انه لن يتسنى له الحصول عليه حالا لكن لا يمانع لرؤيته. لم يكن هناك من وقت إلا لا لقاء نظرة سريعة على القارب فعليه اللحاق بالطائرة للعودة إلى جاكسنوفيل و يسرع من هناك بالرجوع إلى مورغان بوينت . لقد وعد صديقته راشال بأنه سيعود في الوقت المحدد لاستقبال شقيقتها مولي . عادة هو يحب الحفلات و لكن هذه يفضل عدم الذهاب إليها اخذ يفكر بلقائه بمولي لقد أصبحت طبيبة و ماهرة جدا لم يرها منذ حفلة تخرجه بالمرحلة الثانوية فلقد ذهبت بعد ذلك إلى كلية الطب لقد كانت دائما تسبب له المشاكل في حياته ربما لأنها لم تعطه أي انتباه كان يعتقد انه يستحقه و مهما حاول القيام به ليلفت انتباهها كانت تتجاهله و لم تضحك يوما على مزاحه المشهور و في الحقيقة كانت تعالمه ببرودة و تجاهل لا يستحقه كل الذي يأمله أن تكون طباعها قد تحسنت مع السنين. الكره الذي كانا يعيشانه كان من جانبها و لم يستطع كلاي أن يفهم سبب ذلك كان يفخر بنفسه لقدرته على التعامل بود مع أي كان لكن طبيعته تلك كانت دائما تواجه برفض مولي اللامنطقي . و طالما هي اكبر منه و من راشال بأربع سنوات كان يعتقد أن إعجابه بها بسبب الأهمية التي تعطيها لنفسها كمراهقة حسنا لم يعودا مراهقين الآن. فتح كلاي حقيبته الصغيرة و اخرج منها دفتر ملاحظاته الجلدي حيث يسجل معلومات خاصة عن وضعه الاقتصادي كان قد رسم و خطط لليوم الذي سيترك فيه عمله و يذهب للإبحار في غروب الشمس وحيدا . أعاد تصوراته و شعر بالرضى لكل ما يقوم به لقد استرجع كل طبعه المرح فلديه خطة واضحة و لا شيء سيمنعه عن تحقيقها الآن حتى و لا مولي فوكس التي ستصل قريبا و سيقام احتفال كبير لاستقبالها. وضعت الأضواء و المصابيح في أماكن متعددة و وضعت الزينة على الجدران و غطت الطاولات بالأغطية الملونة بينما تكومت الصحون على طاولة الطعام كان مقهى المدرسة مزدان بطاولة كبيرة تغطي جزء من الحائط و قد وضع عليها لافته كتبت بخط عريض و بأحرف زرقاء اللون " أهلا و سهلا دكتورة مولي". تأثرت مولي لان سكان بلدة مورغان بوينت قد قاموا بكل هذا لاستقبالها . و كانت تشعر بالأسى قليلا لأنها لن تتمكن بجدية من الاستجابة لطلبهم بالبقاء و إنشاء عائلة لها في العيادة الجديدة عليها أن تخبرهم بذلك على الفور لكن كل شخص يبدو سعيدا جدا و كريما مما جعلها تشعر أنها لا تستطيع القيام بذلك و عندما أعلن مستشار البلدة الطلب بطريقة لبقة و ودودة جدا وعدتهم جميعا أنها ستفكر بالأمر. ما أن تقدم الوقت حتى بدأت مولي تشك بان تكون السبب الوحيد لهذا الاحتفال فمن الواضح أن سكان مورغان بوينت سعداء لوجود فكرة الاحتفال و هم يتمتعون جدا بوقتهم ففي بلدة بهذا الحجم يبذلون كل ما يستطيعونه لأي مناسبة اجتماعية. خلال الأمسية تعرفت مولي على عدد من الرجال ، النساء و الأطفال حتى أنها تخلت عن فكرة تذكر الأسماء و الوجوه . و يبدو أن كل شخص في البلدة قد أقدم على تقديم احترامه لابنة ليديا و شقيقة راشال الكبرى .كانت سعيدة و تشعر بشيء من الغيرة لترى عائلتها و قد وجدت هذا المكان الجميل لتعيش فيه كبلدها . سألت راشال عبر الطاولة التي تجمعوا حولها ليأكلوا :" أما زلت تشعرين بالندم؟". أجابت مولي و هي تبتسم:" لا هل هذا هو سبب هذا الاحتفال الضخم؟". ضحكت أمها ليديا بتوتر و غيرت الموضوع :" إنني سعيدة جدا لوجودنا نحن الثلاثة معا ثانية لقد كانت أربع سنوات طويلة أليست هذه حفلة جميلة؟". استدارت مولي نحو شقيقتها و قالت :" بالأكيد اعلم انك عانيت الكثير من المشاكل راشال و أنا اقدر لك ذلك لم يكن من السهل العمل و أنت تعانين من عوارض صحية عند الصباح". ابتسمت راشال لزوجها و قالت :" ما كنت لا ستطيع القيام بذلك من دون مساعدة جو". ضحك جو مورغان رئيس بلدية مورغان بوينت و هو ينظر إلى راشال قائلا:" قامت النساء بمعظم الأعمال و قدم كلاي كوساك المال للزينة و لأشياء أخرى". ابتسمت راشال لزوجها و قالت :" أين هو ذلك المحتال؟ لقد وعد بان يكون هنا". قالت مولي :" لا تغضبي بسببي". و لقد تفاجأت قليلا عندما علمت أن كلاي قد ساهم بالتحضيرات ما هذه المبادرة الغريبة لا يبدو مثل كلاي الذي تتذكره. انه يشبه ضفدعة في وعاء كما تتذكر تابعت:" كلاي لم يكن يوما من الأشخاص الذين يعجبونني". قالت ليديا :" مولي ! ما هذا الكلام المريع فكلاي ولد رائع و كان دائما صديق جيد لهذه العائلة أليس كذلك أرني؟" سألته بمحاولة منها كي تشرك زوجها الجديد بالحديث. هز أرني رأسه موافقا فهو رجل قليل الكلام. قالت مولي :" ولد هي الكلمة الصحيحة مثل بيتر بان ف كلاي كوساك لن يكبر يوما على ما اعتقد إني متفاجئة انه حاول أن يبدو ناضجا في الثلاثين. كنت فضلت عدم قدومه بكل الحيل المزعجة التي كان يقوم بها." ضحكت راشال :" هل تتذكرين عندما وضع في قبعة سترتك خرزات مليئة بالزيت؟". مجرد تذكر ذلك جعلها تضحك :" و عندما جلست في المدرسة و أسندت ظهري انجرت تلك الخرزات و بدوت كالحمقاء في ثيابي المبللة انه عمل بدون شفقة لفتاة مراهقة". أضافت راشال :" خاصة مع فتاة مهتمة بنفسها مثلك". قال جو المعتدل دائما :" لقد حدث هذا منذ وقت طويل مولي كان كلاي في التاسعة من عمره فقط من المؤكد انك لا تضمرين الحقد على أعماله الطفوليه؟". قالت راشال :" بلى مازالت تفعل فانا أحبه كأخ لي لكم مولي كانت دائما تعتبره كتوأم للشر نفسه". ابتسمت ليديا :" الشر؟ ذلك الولد ؟ لماذا ! فلديه وجه مليء بالخير كيف يمكنك وصفه بذلك؟". أضافت راشال :" سأقول انه كان يحاول إثارة المشاكل بيننا و بعدها تركني و ما يقلل من جرمه انه لم يكذب علي". هزت ليديا رأسها في لم تأخذ تصرف كلاي يوما بجدية قالت:" انه مجرد ولد يحاول إثارة انتباهنا". تعلم مولي أمها جيدا فهي دائما لديها نقطة ضعف نحو كلاي فلقد كانت بمثابة أم ثانية له عندما كانوا يعيشون كجيران في جاكسنوفيل . بطريقة ما استبدلته بالولد الذي فقدته و هو صغير. سالت مولي:" ألا يزال يبحث عن الاهتمام؟".ضحكت راشال و قالت:" معظم الأوقات". استدارت مولي نحو صهرها و قالت:" عليك أن تنتبه جو فلقد اعتاد كلاي على وجود راشال إلى جانبه منذ الصف الثالث و الآن بعدما أصبحتما متزوجين لا بد انه يخطط للتخلص منك". هز جو رأسه :" أنا لا اشعر بالقلق مطلقا فانا و كلاي نفهم بعضنا جيدا". قبل أن تتمكن مولي من سؤاله ثانية ضجيج في أول الغرفة شد انتباههم كان هناك بعض من الرجال يبعدون الطاولات و رجال غيرهم يقربون البيانو. استندت راشال وقال:" هاهما التوأم دودلي مشهوران بعزفهما و الآنسة واتكنز التي تشاركهما العزف على البيانو و ياللعجب فهم رائعون معا". برهن الثلاثة عن ذلك بحيث عزفت موسيقى ناعمة بينما اخذ الأطفال الصغار يصفقون و يرقصون لم تتخيل مولي يوما أنها ستجد كل هذا الحنان و الدفء و الصداقة في مكان واحد علمت أنها بذلك تعطي نفسها الفرصة لتكون جزء من هذا المحيط ، لكنها ليست متأكدة أنها ستنضم إلى هذا المكان بسهولة كما فعلت أمها و أختها. تغيرت الموسيقى إلى أنغام والتز فاعتذر جو و راشال كي يتمكنا من القيام بالترحيب بالضيوف. امسك أرني بيد ليديا و قال:" أتريدين أن نرحب بالضيوف نحن أيضا؟". تحركت ليديا كي تقف لكنها أدركت أنها بذلك ستترك مولي وحيدة على الطاولة فعادت للجلوس و هي تقول " ليس الآن". قالت مولي بإصرار :" هيا أمي أنا لا أمانع سأجلس و أستمتع بالموسيقى". و أخذت تراقب أمها بنظرة طبية و هي تسير نحو باقي الضيوف كانت تسير بقوة كما كانت تفعل دائما لقد مرت سنة على تعرضها لحادث سير و قالت ليديا إنها قد شفيت تماما و هذا ما تبدو عليه. ما أن أخذت مولي تتمتم بالأغنية القديمة حتى أجفلت و هي تسمع صوتا مليئا بالمرح يقول:" ما الأمر دكتورة؟". قالت معترضة "توقف" و استدارت لتنظر إلى من اجفلها و لتقول ما تفكر به :" آه هذا أنت !". انحنى كلاي كوساك بسخرية أمامها ابتسامته ذاتها لكن وجهه أزداد نضجا :" بلحمه و دمه". لكنه لم يكن ذات الشكل الذي تتذكره مولي كان كلاي أكثر شخص تكرهه و لقد شعرت بالغضب لأنه أصبح وسيما هكذا. قالت بحزم:" لا أرغب في الضحك الآن". ضحك باستحسان و قال :" مازالت باردة الأعصاب بعد كل تلك السنوات؟". تابع قائلا:" هل تعلمين لقد بدأ الجميع يحدق بنا و إن لم ترحبي بي و أنت تبتسمين سيحظون بفرصة الثرثرة علينا". علمت مولي انه على حق فهي تستطيع الشعور بالاهتمام حولهما استجمعت شجاعتها و قالت :" نعم شكرا لك كلاي كيف حالك؟". تفاجأ كلاي عندما لمح مولي فوكس لأول نظرة في الغرفة فمولي التي يتذكرها كانت دائما تحشر أنفها في الكتاب عندما لا تكون تعاقبه هو و راشال على عمل طفولي و كان على هاتين العينين الخضراوين أن يحتجبا وراء عدسات سميكة من شدة القراءة. و على العكس فهما الآن يشعان بالحيوية و الذكاء و قد ازدادت جمالا بحيث السنوات أضافت النضج على ملامحها. كان من الصعب عليه أن يصدق أنها مولي القديمة نفسها نقمة طفولته و مفسدة الأوقات الجيدة لكن ذلك كان في الماضي و هي لا تزال تستطيع أن تجعله يشعر بأنه ولد تماما كأخر مرة رآها فيها. قالت بينما كان يتكلم بمرح واضح :" أتمنى أن تكون راضيا كوساك فالجميع هنا يراقبنا ". ابتسم لها و قال:" جيد انه لأمر مريح أن اعرف انك مازلت تستطيعين تجميد حدود الاسيكيمو بنظرتك الباردة تلك هل تتمكنين من شفاء مرضاك بتلك نظرة دكتورة؟". " لا لكنها مشهورة بالتمكن من إيقاف القطارات كذلك لا تشجع من يحاول الاقتراب مني بشكل مدروس." " هذا ما اعتقدته". قال ذلك و عيناه مليئتان بعدم الرضى . الذي تتذكره جيدا من أيام طفولتهما كان دائما يبدو هكذا قبل أن تجد حية مطاطية في حقيبة كتبها أو أن تجد ورقة ممزقة من دفتر يومياتها تمنت لو أنها تشعر بنصف هذا الاهتمام الذي تبديه لقد غير الوقت كلاي لكن إلى الأفضل و حاولت مولي أن تستعيد الصورة الأخيرة له و هو يقفز بفخر مرتديا روب التخرج و القبعة في يوم تخرجه مع راشال . لقد أصبح رجلا واعيا و ناضجا الآن حاولت أن تذكر نفسها أنه مجرد كلاي كوساك الجار المزعج و سبب عذاب شبابها لكنها لم تكن مقنعة جدا و لم يخفف ذلك من عصبيتها. " لا تقلقي هكذا مولي أعدك أنني لا أحمل ضفدعة معي في جيبي الليلة". حاولت مولي أن تقنع نفسها إن هذا الرجل مختلف جدا عن ذلك الولد الهزيل الذي تتذكره انه يبدو مختلف جدا و هي تشعر به مختلف. قال بسخرية:" ارتاحي مولي فقط الليلة لننسى مشاكلنا القديمة و لنتظاهر أننا أصدقاء قدامى". إذا فكرت بالتأثير المدهش الذي تشعر به من وجوده. لتمكنت بسهولة أن تنسى ذلك الماضي حاولت أن تسيطر على أفكارها أو على الأقل أن تفكر بمنطق لكنها لم تستطع. ظلت أفكارها تتراوح حوله بينما كادت تنتهي السهرة و بدأ الضيوف بالمغادرة .ثم لاحظت راشال و جو يلوحان لها و هما يغادران قالت و هي تنهض عن كرسيها:" شكرا على مشاركتك في تحضير الزينة كلاي". " أسعدني ذلك". استدارت و نظرت من وراء كتفها و قالت:" يبدو أن مرافقي جاهزين للمغادرة". التقطت حقيبتها و وضعت الشريط على كتفها إعتذرت عن مغادرتها هكذا كي لا يعتقد أنه أثر بها و هذا ما فعله قالت:" أكره أن أدع راشال و جو ينتظران ". أجاب :" لن تفعلي ذلك". سألت :" لن أفعل ماذا ". و أسرعت الخطى حتى أصبحا في الخارج. قال و هو يشير نحو الموقف :" يمكنك أن تسيري ببطء فهما لا ينتظران كانت راشال تشعر بالدوار لذلك قلت لهما أنني سأقلك إلى المنزل". توقفت مولي عن السير و تنهدت بغضب قائلة :" لماذا؟". رفع كلاي كتفيه و قال :" لقد أكثرت من أكل الحلوى التي أعدتها السيدة برنفلز على ما أعتقد لقد أكلت ثلاث قطع قال جو أنها تلتهم الحلوى التهاما منذ أسبوعين تقريبا أتيا إلى منزلي عند منتصف الليل و جعلاني أفتح المتجر لأن راشال لم تتمكن من النوم قبل أن تشرب شراب غازي على طعم الكرز". قالت مولي و هي تزفر: " كلاي لما تطوعت بأن تأخذني إلى المنزل؟". " مازلت كما كنت سابقا لا تحاولين المبارزة أليس كذلك مولي؟". قالت:" و أنت مازلت لا تأخذ أي أمر جدي في حياتك أليس كذلك ؟ لما عرضت لتقلني إلى المنزل". لقد كاد أن ينسى كم هو مسل إغضاب مولي في الأيام الماضية بعض الأشياء لا تتغير فقال:" لقد أشتقت إلى سماع سخريتك و إستهزائك بنا". ضحكت مولي بقلق و قاطعته قائلة:" مازلت ذلك الكوميدي السابق أليس كذلك؟". كان جادا لكنه يعرف أن مولي تريد التصديق أنه يمزح علم من تجاربه السابقة أنه سيهدر وقته إن حاول أن يناقش معها هذا الموضوع لكنه لن يكذب ليتمكن من الفوز عليها لتصدق ما تريده. قال بجدية :" أردت أن أخذك إلى المنزل لأنه مضى إثني عشر سنة و لم نر بعضنا لذلك فكرت أن نستعيد الماضي و لأنني أشعر بإنجذاب غريب نحوك". بدا له الإعتراف سخيفا فرفع حاجبيه إليها و أضاف مقترحا:" كنت أتمنى أن أعاود أساليبي الشريرة معك". رفعت يديها بإستسلام و قالت:" حسنا ، حسنا". منذ بدأت عملها كطبيبة و هي تركز كل طاقتها على عملها و على حساب حياتها الشخصية كانت تتجنب إقامة الصدقات عبر السنين من خلال إعطاء كل من تقابلهم برودة جادة بوجه كاذب يخبئ بغرابة كل ذلك الحنان و الدفء اللذين تحيط بهما المرضى و عائلاتهم. كانت تشعر بالخطر حيث لم يكن هناك و المشكلة أن مولي تجاهلت كل حياتها لفترة طويلة و يبدو أن ساعة إحساسها بالعاطفة قد حانت. حسنا و ماذا إن كانت قد شعرت بإنجذاب نحو كلاي شخص كانت تكرهه في السابق؟ و هذا لا يعني شيئا فهي ليست بحاجة للخوف من رجل يصغرها بأربع سنوات . لقد مسحت أنفه عندما كان مجرد طفل مزعج في المنزل المجاور و صديق الطفولة لأختها الصغيرة إنه لا يشكل أي تهديد بالنسبة إليها. عندما وصلا إلى السيارة إبتسمت مولي له وقالت:" حسنا إذا أنت تقدم خدمة لصديقة أنسى أنني عملت مشكلة بسبب ذلك سأذهب معك بكل هدوء". قال يمازحها و هو يضحك:"لا تستسلمي بهذه السهولة فلن يعود هناك أي مرح بالذهاب".
الفصل الثاني
كانت سيارة كلاي زرقاء صغيرة و على الزجاج الأمامي ألصقت ورقة كتب عليها صيدلية كوساك . أدار المحرك بمهارة و أصبحا على طريق العودة قبل أن يقول:" إذا كيف رأيت مورغان بوينت؟". " تبدو جميلة و الناس هنا كلهم رائعون و ما كان عليهم الإهتمام هكذا بتنظيم هذا الإحتفال". قال وهو ينظر إلى الطريق أمامه :" نحن نحاول أن نؤثر بك بترحيبنا الحار هل حصل ذلك؟". هزت رأسها . " إذا ستبقين معنا دكتورة ؟". أجابت بصدق :" لم أعرف بعد فمورغان بوينت بلدة صغيرة رائعة و الناس هنا أصدقاء لبعضهم كما أ، عائلتي هنا ..." . قاطعها :" لكن...". " لكنني لست متأكدة أين سأستقر". " نحن بحاجة إلى طبيب مولي أعتقد أن راشال و جو شرحا لك كيف بنينا العيادة ؟". "نعم فعلا " لقد سمعت كل القصة شقيقتها و صهرها عملا بجهد ليؤمنا الأموال اللازمة من خلال برنامج واضح للحكومة لكن أن لم يحصلا على أتفاق ثابت من أي طبيب قريبا سيسحب الصندوق الفدرالي أمواله و حسب ما قالت راشال إن حدث ذلك سيدمر البنك الوحيد في البلدة لأنه عمل على صرف الأموال. قرر الطبيب المسن كولي التخلي عن تقاعده و الإنضمام إليهم للمساعدة لكنه توفي مؤخرا و لم يبق سوى هي الخيار الوحيد لديهم .. قال كلاي بتعابير جدية :" لا أريد أن أضغط عليك لكن لنقل الأمر ببساطة سنحصل على كثير من الفائدة ببقائك كل شيء من المنظمة الصحية إلى التأمين الصحي للبلدة ". ضحكت مولي بقلق :" شكرا لك على عدم الإلحاح علي فأنا مازلت أفكر بعرض المستشار في البلدة". " يسعدني سماع ذلك". " ويسعدني أننا حظينا بهذه الفرصة لنتكلم كلاي علي الإعتراف أنني كنت مترددة قليلا لأراك ثانية". " لماذا". " لم أعرف يوما كيف أستطيع العامل معك فأنت دائما تثير أعصابي و تفقدني توازني لقد كنت مزعجا بما فيه الكفاية على ما أتذكر كنت أكبر مزعج عرفته". إستدار إليها و قال:" هل حقا كنت بهذا السوء؟". تظاهرت و كأنها تفكر بالأمر:" فقط دنيس المخادع يمكنه أن يضاهيك بالأعمال الطائشة". قال معترضا :" غير صحيح". قالت تذكره :" كان علي أن أعلم أنني دائما محور تصرفاتك الخرقاء". قال متجهما :" مزق ورقة تافهة من يوميات سرية لفتاة و لن تدعك تنسى ذلك مطلقا". " و كنت أيضا مسؤولا عن كل المعارك التي كانت تحدث بيني و بين راشال كنت دائما تملك التـأثير عليها لتجاريك في تصرفاتك الغريبة و هي من أعطتك دفتر يومياتي". " إنني مذنب و لو أنني متهم لكن كان هناك ظروف مسببة كنت في الحادية عشرة من عمري و أجبرت على القيام بذلك لن يساعدني أي شيء إن قلت أنني كنت أعاني من إنبهار سري بك". " لا لم تكن كذلك". نظرت إليه و دهشت ثانية كم يبدو وسيما فمع السنين فالولد الذي يسكن بجوار منزلها إنقلب إلى رجل مميز لكن عينيه ما تزالان تلمعان بمكر كما تتذكره. قال بعناد :" نعم كنت". قالت بانتقاد :" في الحادية عشر ؟ كنت لا تزال تقوم بالحيل و المكر في كل شيء". " طالما كنت تظهرين لي كل الاهتمام الذي تبديه لحشرة و كان علي القيام بكل ما أستطيعه لألفت إنتباهك". لم تحاول مولي العودة إلى تلك الأيام لكنا تساءلت إن كان لا يزال يمازحها و ما أن وصلا إلى الساحة أمام منزل والدتها حتى شعرت بالحرج من تضخيمها للأمور من أجل مرافقتها حتى منزل والدتها و التي لم تستغرق أكثر من خمس دقائق قررت أن تصلح الأمر. " مازالت الأنوار مضاءة و لا بد أن أمي و أرني بإنتظاري هل تريد الدخول لتشرب فنجان قهوة؟". " بالطبع" و سأل عندما وصلا إلى الدرج :" أتساءل إن كانت ليديا قد أعدت بعض الحلوى؟". هزت مولي رأسها و قالت:" لقد أحضرت البعض منها البارحة عندما ذكرتها راشال أنك خارج البلدة فبدأت بإحضار الكعك بكل الأحوال أليست تصنع لك الحلوى دائما في ذكرى مولدك؟". سأل :" أنت تتذكرين ذكرى مولدي؟ إنني سعيد جدا ". " لا ،لا أتذكر لكن تماما كما في الأيام الماضية فأنا أجبر على تنظيف كل شيء عندما تنتهي". فتحت مولي الباب و تفاجأت عندما وجدت غرفة الجلوس فارغة قالت " إنني آسفة لا بد أنهما ذهبا للنوم و تركا الأنوار مضاءة لي". بدا على وجه كلاي خيبة الأمل و قال:" هل هذا يعني أنني لن أحصل على الحلوى؟". إبتسمت مولي و رمت حقيبتها على المقعد قالت و هي تسير نحو المطبخ :" تعال ، كوساك سأعد لك القهوة". قال كلاي و هو يفتح خزانة المطبخ ليحضر كوبا " أفضل الحليب مع الحلوى و أنت؟" " أفضل القهوة لكنني سأشرب معك الحليب". فتحت مولي علبة الحلوى بينما أعطاها كلاي صحنا. رتبت قطع الحلوى فيه و قالت:"لقد أصبح لي هنا ثلاثة أيام و أنا لا أستطيع إيجاد أي شيء بينما أنت أحضرت الصحن من مكانه بسرعة". رفع كتفيه و قال:" ساعدت ليديا بعد تعرضها للحادث و أمي تتذمر دائما أنني أمضي هنا أوقاتا أكثر بكثير من بيتها" فتح باب المطبخ الموصل إلى الحديقة و تابع :"هل تريدين الخروج إلى الحديقة؟". خرجت مولي و هي تقول:" إسمع كلاي هناك شيء أريد أن أوضحه كنت حضرت على الفور لو علمت أن أمي مصابة بشكل سيء قالت لي أن قدمها مجروحة و عندما سألت راشال أكدت ذلك". " تلك كانت الحقيقة". " لقد كان الأمر أسوأ من ذلك بكثير و أنت تعلم ذلك لقد عانت من إصابة في الدماغ و إحتاجت إلى وقت طويل لتشفى منت تمكنت من مساعدتها لو عرفت مازلت أشعر بتأنيب الضمير لأني لم أكن بقربها ". جلست على مقعد و جلس كلاي أيضا و سلمها كوب الحليب قال:"في الوقت الذي تمكنا فيه من الإتصال بك كانت ليديا قد إستعادت وعيها و كانت حاسمة بألا تخبرك بأن جروحها قوية و أن إصابتها خطرة لم ترد أن تبتعدي عن مرضاك أعتقدت أنهم بحاجة إليك أكثر منها". " تمنيت لو أستطعت الحضور في فرصة الأعياد لأتمكن من المشاركة بإحتفال زواجها هي كذلك راشال لكن تأخر إستبدالي و لم أتمكن من المغادرة إلا الأسبوع الماضي ". "يفهم الجميع ذلك مولي و ليس هناك من حاجة للإعتذار خاصة لي". " تحصل أمي دائما على ماتريده خاصة بالنسبة لك و لراشال". وافقها كلاي :"نعم و هذه المرة كانت تريد أن تبعد عنك القلق بشأنها" " و هكذا أنت و راشال قررتما أن لا دخل لكما بهذا" قال يذكرها:"ذلك كان قرار ليديا و في الحقيقة نعلم أنا و راشال أنك تنفعلين بسهولة مثل المرة الذي سكبت علينا وعاء الصلصة المليء فقط من أجل أخذ بعض قطع الحلوى و أجبرتنا على مسح أرض المطبخ"." قد أكون أسقطت بعض النقاط عليكما.." " نقاط؟ كان الوعاء مليئا". " لم يكن كذلك أنا أكبر منك و أتذكر ذلك بوضوح". شك كلاي أن حقيقة أختلافهما بالعمر قد تزعج مولي فقال:" لا بد أن ذاكرتك أصبحت تخونك لكنني أسمع أن سبب ذلك هو التقدم في العمر و لا بد أنك نسيت كل شيء فعلته بنا أليس كذلك؟". قالت متحدية:"و ما الذي فعلته؟ فقط قل لي أمر واحدا"."لنغير الموضوع". "لأنك لا تستطيع أن تجد أية حادثة؟". ضحك كلاي و قدم لها قطعة حلوى :"ربما خذي واحدة من هذه مولي فقد تحلي موقفك". لمحت النظرة المجاملة في عينيه و قبلت قطعة الحلوى. إنتظر أن تقدم أي إعتراض لكنها لم تفعل كان كلاي دائما يؤثر على أعصابها و يبدو أن إسلوبه هذا قد تطور مع تقدمه في السن عندما كانت مراهقة كانت تبعده كولد مزعج لا يمكنها القيام بذلك الآن فلم يعد كلاي كوساك ولد. تنهد بمرح و قال:" لدقيقة مضت إعتقدت أنه يمكننا أن نصبح أصدقاء و تمنيت لو أنك تنسين الماضي و لو قليلا".حاولت كثيرا أن لا تبتسم فعندما يبدو هكذا كان من الصعب عليها أن تتذكر أنها إعتبرته مرة مثل الدجاج و تظاهرت بأنها منشغلة بالحلوى كي تبعد النقاش عن ما تشعر به و الذي لا تفهمه حقا ، سألت :" كيف حال أمك؟". قال:"متقاعدة جدا" نظرت إليه و قالت:"و ماذا يعني هذا؟" " على ما أعتقده أنها تشعر بالملل كانت دائما تعمل و الآن لا شيء يملأ وقتها يبدو أنها تفكر بالحصول على عدة أحفاد كي تخفف عن نفسها أثر الوحدة". قالت مولي قبل أن تفكر:" لا أتخيل أمك تريد أحفادا أنا أسفه لا أقصد ذلك بطريقة سيئة" ضحك و قال:"لا مشكلة فأنا ذلك الولد الذي أنتظر في ملعب كرة القدم لأنها إنشغلت و نستني بعد الإنتهاء من عملها" تذكرت مولي ذلك اليوم:" عندما ذكرتها أمي إنزعجت نورما و خرجت بسيارتها و كأنها مشتركة في سباق للسيارات". ضحك كلاي و قال:" لم تكن منزعجة فهي تقود دائما هكذا حتى أنها أصبحت الآن تقود بكل أسرع و أذا كنت تقدرين الحياة فلا تصعدي بسيارة تقودها نورما كوساك". شربت رشفة من كوب الحليب و قالت:" شكرا سأتذكر ذلك أعتقد أنك مرشح لتؤمن لها هؤلاء الأحفاد". " بما أنني ولدها الوحيد فهي تعمل على ذلك منذ سنتين و هي تحاول أن تزوجني من إحدى بنات أو حفيدات صديقاتها". قالت" ماذا ؟ و لم تجد بعد من تتزوجك؟ ربما عليها أن تعرض مبلغا إضافيا للتشجيع". " سأقول لها أنك إقترحت ذلك لكن عندها قد تصبحين الفتاة المناسبة". " إنني كبيرة جدا عليك". " ليس هناك أي مشكلة فما زلت عزباء". ضحكت مولي بصوت عال شيء لم تفعله من قبل من الواضح أن تصرفها هذا لتخفف من إرتباكها قالت:"أنت تبالغ". " مطلقا فالأمهات تنتقد كثيرا لكن عندما تصل إلى "يجب أن أصبح جدة" أية إمرأة تنفع". " أنت مغفل" هز برأسه و قال:"إنتظري حتى تمكثي في مورغان بوينت لفترة عندها ستبدأ ليديا معك". " قد لا أستقر هنا كلاي". "أعتقد أن لديك أسبابك" " لا أريد أن أكون الطبيبة الوحيدة في البلدة ثانية علمتني السنوات الأربع الماضية ذلك". لقد أمضت تلك السنوات في خدمة الطب العام في مجمع هندي في مونتانا و أستغرقت تلك الفترة لتتمكن من دفع المال للحكومة من أجل مصاريف تعليمها في جامعة الطب كانت الطبيبة الوحيدة لمدة أربع سنوات في مساحة لا تقل عن خمسة و سبعين ميلا كشعاع لها يوم بعد يوم تعاملت مع مشاكل كان بالإمكان أن تسيطر عليها لكن بطريقة ما لم يحدث شيء و هذا ما كان يعذبها. قالت:" لأكون صادقة معك كلاي لا أعلم إن كنت أستطيع المقاومة ضد معركة الألم بمفردي أريد العمل في مستشفى في المدينة يديره عدد من الأطباء الإختصاصيين إنه لأمر مرهق أن تحاكم نفسك بإستمرار و أن تكون مسؤولا عن صحة أشخاص كثيرين". لاحظ كلاي لهجة الإحباط و القلق في صوتها . لقد شعر بذلك بنفسه فمجال عمله و كأنه طبيب هو الأخر في بلدة صغيرة فالمطلوب منه القيام بأمور و خدمات ليست من نطاق عمله فالجميع يعلم أن الارتباط المهني لا يتعلق بأي أمور شخصية لكن زبائنه يعتقدون أن لا شيء يمنعهم من الإتصال به في يوم عطلته في حال أحتاجوا إلى دواء إنتهى عندهم. و البقاء على إتصال دائم يعيق تقدمك من الواضح أن السنين الأربع الماضية كانت صعبة على مولي و يعلم كلاي أن مخاوفها طبيعية عندما كان يشعر بالإحباط كان يفكر في مخططه و بحريته المترقبة حتى تهون عليه الأمور. قال:" لن تكوني معزولة هنا فلا تبعد مورغان بوينت عن جاكسنوفيل أكثر من نصف ساعة فليست هي في الجهة الثانية من الأرض". إعترفت قائلة:"أعتقد أنني لا أعرف كيف سأمضي ما تبقى من حياتي " قال:"هذه مشكلتك" سألت بمرح:"الملاحظات الذكية هي سمتك الدائمة أليس كذلك؟". رفع كتفيه و قال:"صعب علي جدا أن أسديك نصيحة في عملك لكن يبدو لي أنك تعرفين حقا كيف تريدين أن تمضي حياتك فأنت طبيبة متفانية و مشكلتك الحالية هي أن تقرري أين ستعملين و عندما تتخذين هذا القرار فقط تذكري أن الشخص الوحيد الذي عليك إسعاده هو أنت". سألت بسخرية غير مصدقة:"هل تنصحني بالأنانية؟". "إعملي عندي". " هذا كلام من شخص ينهض في منتصف الليل ليفتح متجره و يعطي الدواء لإمرأة حامل". أجاب بخشونة:" مساعدة النساء إن كن حوامل أم لا هي مكافأة بحد ذاتها". تنهدت مولي:" فقط عندما أفكر أننا سنجري نقاشا مفيدا تبدأ بإلقاء الفكاهات". "هاي لقد أبقاني هذا بعيدا عن المشاكل لسنين". قالت محذرة:"عليك بالإنتباه أو أنني سأبدأ بالتفكير أنك سخيف". " لا عادة تعرفني الناس بصورة أفضل قبل أن يدركوا كم أنا سخيف". إنه كثير المعارضة و هذا ما جعلها تتساءل إن كان تصرفه هذا مجرد وسيلة كي لا يتورط بعلاقة لا يمكن أن يكون عديم المسؤولية كما يريدها أن تصدق و أن كان كذلك ما كان ليحظى بإحترام و إعجاب كل الناس هنا في مورغان بوينت. تابعت مولي في ذات الموضوع:" كنت ولدا صغيرا غريبا و لم أفكر أبدا أنك ستمتهن مهنة جدية كالصيدلي تخيلت أنك ستعمل بأمور أكثر مرحا كترويض الأسود في السيرك و كالبهلوان". ضحك وقال:" في الحقيقة أفكر دائما بأعمال مرحة كالإبحار حول سواحل الكينز بتكاسل و القيام بلا شيء إلا صيد السمك و التمدد طوال النهار". نظرت إليه عن كثب و قالت :" لكن هذا ممل". قال موافقا عن نفسه:" حسنا ليس كل شخص لديه طموح كبير مثل عائلة فوكس". " ما هذا الكلام البال". "بال لكنه حقيقي و سأعترف لك أنني أكره أن أعيش فقيرا لذلك وضعت خطة و هكذا أحصل على دخل دائم بدون عمل". ضحكت مولي فهذا يبدو شبيها جدا بكلاي الذي تعرفه قالت:"عمل جيد إذا تمكنت من القيام به" أنهى عنها:"و يمكنك القيام به إذا حاولت" غيرت مولي الموضوع :" ما هو رأيك بزوج راشال ؟" " جو رائع لها أعلم أن ذلك يبدو كلاما سخيفا لكنهما ملائمان لبعضهما البعض" " هذا ما فكرت به عندما رأيتهما معا أتمنى أنك لا تعيش قريبا منهما منتظرا ليحدث أي سوء بينهما كي تستعيد الماضي". ضحك كلاي و قال:" أنني ممتن أن كان لديها الإدراك الجيد كي ترفضني نحن نحترم بعضنا حقا و سنبقى أصدقاء أبدا". نظر إلى السماء و تابع:" حقا إن القمر جميل الليلة". " نعم إنه كذلك". أدار رأسه نحوها قائلا:"هل تحبين أن تبحري؟" إعترفت قائلة:"لم أفعل ذلك منذ كنت في الجامعة" " إذا لقد حان الوقت للقيام بذلك ثانية لدي قارب صغير في بحيرة سامبسون لنذهب في رحلة بالبحيرة". نظرت مولي إليه لتتأكد إن كان جادا:" في هذه الساعة". " لما لا ؟ فالمياه هادئة و القمر بدر قد يكون الأمر جميل و مريح". لم تكن مولي متأكدة أنها تريد أن تذهب مع كلاي فقالت:" لا أعتقد ذلك".تجهم و جهه و قال :" أين هو إحساسك و حبك للمغامرة؟ لا تفكري بالأمر فقط قومي به". " أحب أن أخطط لمثل هذه الأمور فالذهاب في قارب في مثل هذا الوقت لا يبدو لي أمر ذكيا". " لكنه مسل جدا و لقد فكرت بالأمر أليس كذلك؟ و لو للحظة؟". سمعت مولي صوت أمها من مكان ما داخل المنزل نظرت مولي إلى البعيد و قالت :" ربما عليك الذهاب كلاي". قال :" أريد البقاء". " لا فقط إذهب". قال و هو يقفز عن الحافة :" سأذهب لكنني لن أبتعد كثيرا" تفاجأ من كلامه انزعج من نفسه لقيامه بما يشبه الوعد عليه أن يكون حذرا فامرأة مثل مولي قد تشكل تهديدا حقيقيا لمخططاته هذا إن لم يتحدث عن مبادئه بالبقاء عازبا طوال عمره. سارت مولي بمواجهته حول المنزل وراقبته و هو يصعد إلى مقعد السائق في سيارته أغلق الباب و أنزل النافذة و ما أن قاد بعيدا سمعته يغني أغنية قديمة.عليها أن تشعر بالإحراج لكن كل الذي فعلته إبتسمت لتلك الأشعار الرومانسية فكلاي كوساك رجل جذاب جدا إحساسه الكبير بالمرح و نظرته باستخفاف للأمور الصعبة في الحياة تزيد من شعبيته لكنها ستكون مغفلة أن سمحت له بالوصول إليها. اندهشت عندما سمعت أمها تقول و هي تقف وراءها:" هل ذهب كلاي؟" تظاهرت أنها تبحث حولها حتى تحت وسائد المقعد و قالت:" لا بد أنه كذلك". قالت ليديا :" لا تغضبي عزيزتي " و مررت بيدها فوق البطة التي تحملها على ذراعها و جلست بالقرب من إبنتها و تابعت :" لما لم تذهبي معه في تلك النزهة البحرية ؟". " أماه ! هل كنت تتنصتين على كل كلمة ؟". " في سني هذا ؟ سأكون محظوظة إن سمعت نصف الكلام الدائر من تلك المسافة " و أشارت بيدها نحو نافذة غرفتها . قالت مولي و هي تبتسم :" ربما قد تحتاجين لآلة للسمع و ما بها السيدة البطة؟". " لا شيء أدخلها أرني لبضع دقائق إلى المنزل و كنا على وشك أن نعيدها إلى الخارج عندما وصلت أنت و كلاي فقررت الخروج بمفردي". مررت مولي يدها لتداعب البطة لكنها أعادت يدها عندما رفعت البطة جناحيها" أتساءل لما لم تخرج من المنزل أفترض أنها عدائية". " لا إنها ليست عدائية لكنها لم تتعرف عليك جيدا بعد و الآن توقفي عن المحاولة بتغيير الموضوع و أجيبي عن سؤالي. لما لم تذهبي مع كلاي؟". رفعت مولي كتفيها و قالت :" لم يبد الأمر لي كفكرة جيدة". قالت أمها :" الأمر غريب جدا عليك؟". " أعطني فرصة لاعتماد على التفكير به فلقد كان كلاي كوساك كشوكة في خاصرتي طوال فترة طفولتي و فترة المراهقة لقد أمضيت سنوات و أنا أحاول تجنبه من الصعب علي أن أختار رفقته" . قالت ليديا بفخر:" كلاي رجل لطيف جدا". " و أنا أكبر منه بأربع سنوات فلا تنسي ذلك؟". قفزت البطة على الأرض و حدقت بالمرأتين قائلة:" كواك !كواك!". قالت ليديا و هي تضحك:"أنا أوافق كلام البطة". "حسنا ما الذي قالته؟". " حسنا كانت تقول هذا كلام سخيف و لا معنى له". إبتسمت مولي . يبدو أن أمها أصبحت مختلفة منذ تعرضها للحادث أصبحت أكثر إنفتاحا و أقل حذرا . أحبت مولي هذا التغيير فيها لكن عليهما أخذ بعض الوقت للتعود على ذلك قالت :" لم أسمعك أبدا تستعملين مثل هذا الكلام". " عليك إلقاء اللوم على البطة". حدقت البطة فيهما و كأنها تتهما بعدها سارت في طريقها. تابعت ليديا:" أربع سنوات أمر مهم عندما تكونين في السادسة عشر و هو في الثانية عشر لكن ليس الأمر كذلك الآن و يبدو أن الأمر لم يؤثر في كلاي الليلة". " أفترض أنك تقصدين بذلك دعوته لي للإبحار؟". " نعم و لنقل أنني لم أرب إبنتاي على القيام بأي شيء بصورة عابثة". بالكاد إستطاعت أن تخفي مولي ضحكتها . فأمها لم تبحث هذه الأمور معها من قبل قالت:" فهمت يبدو أن كلاي محق عن رغبة الأم بإيجاد الشريك الأخر لأولادها". سألت ليديا:" ماذا تقصدين بكلامك؟" و هي تشعر بالإرباك حقا. " لا يهم هل لدى كلاي امرأة معينة أم أنه ينتظر نورما لتجد له المرأة المناسبة؟". " لا يوجد أي واحدة بالتحديد و هو يعتقد أنه سيبقى عازبا يقول أيضا أنه سيصبح رجلا عجوزا مسنا شريرا و بالطبع أنا لا أصدق أي كلمة من هذه". " و لما لا؟". "يقول الرجال هذا الكلام حتى يقابلوا المرأة المناسبة كان جو يفكر بذات الطريقة و أنت ترين كيف سارت الأمور". تنهدت مولي :" لم أرى في حياتي شخصين مناسبين لبعضهما مثل راشال و جو و أنا أشعر بالحسد من شقيقتي أليس ذلك معيب؟". ربتت ليديا على يد إبنتها و قالت:" كلا أنهما متفاهمان فراشال تملك عملا مهما و هي تستطيع العمل عندما تتحسن حالتها الصحية و هما ينتظران طفلا بعد عدة شهور". قالت مولي بنعومة:" نعم راشال تملك كل شيء". " و كل الذي كانت تملكه عندما وصلت إلى مورغان بوينت هو عملها". كانت مولي تعاني من الضياع من كل ما تطلبه في الحياة . تابعت الأم :" لدى مدينة مورغان بوينت الكثير لتقدمه لأي شخص كان ، إن كان يرغب في إستغلال الفرص". قالت مولي بنعومة :" آه أرجوك لا تدعي الآمال تسيطر عليك فأنا حقا غير متأكدة أين سأمضي حياتي لكن قد لا يكون هنا". قبلت ليديا خد إبنتها و قالت:" فقط سننتظر و نرى ما الذي سيحدث أعتقد أن علي العودة إلى الداخل". " لا أريدك أن تشعري بالألم إن قررت الرحيل". " لا عزيزتي لن يحدث هذا". وقفت أمها و مدت ذراعيها إلى الأمام و هي تتابع :" لكنني قد أتفاجأ بذلك".
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث:
" يجب أن تلقي اللوم على نفسك راشال "، قالت مولي هذا وهي تمسح البطاطا بالحامض و تابعت :" لو أنك قلت الحقيقة منذ البداية لما وقعت في هذا المأزق". قالت:" لقد فعلت" و أفرغت راشال الفاصوليا في وعاء أصغر من الكمية فانسكبت بعض الصلصة على الطاولة :" إنظري الآن ماذا جعلتني أفعل " و أسرعت لالتقاط ورقة و هي تقول :" أليس هذا جرس الباب؟ من الأفضل أن أذهب و أرى من القادم". قالت مولي و هي تقدم لها وعاء أكبر :" أه لن تفعلي إن عملنا هو تحضير الغداء نهار الأحد و أنت لن تذهبي إلى أي مكان أنت تحاولين الهروب قبل أن أسألك لماذا فعلت ذلك". سألت أختها :" فعلت ماذا؟". زفرت مولي قبل أن تقول :" أستطيع القول من تصرف الناس معي في الإحتفال ليلة البارحة أنك وعدتهم أنني أتيت إلى هنا لأصبح طبيبة لهم". " هذه ليست الحقيقة قلت لهم أنك لم تقرري بعد و ستفعلين عندما تصلين و هل أستطيع التأكد أنهم إفترضوا أنك ستبقين؟". قبل أن تتمكن مولي من الإجابة دخلت ليديا المطبخ مع كلاي و هي تقول:" ضعي صحنا أخر راشال فلقد تمكن كلاي من الحضور بعد كل شيء". قالت راشال و هي تضحك:" و كأنه يفوت وجبة مجانية". و ألتقطت منشفة الصحون التي رماها بها . قالت ليديا و هي تتفحص اللحم في الفرن :" لا تهتم لما تقوله كلاي فأنت تعلم أنه مرحب بك دائما هنا". " لا أريد البقاء أحتاج إلى بعض الكتب من الخزن ". قالت ليديا :" كلام لا معنى له ستبقى تلك الكتب في مكانها إلى أن تتناول طعامك". إتكأ كلاي على الطاولة و نظر إلى مولي و هو يقول :" حسنا إن كنت تصرين". كانت مولي تشغل نفسها كي لا تنظر إليه و قد وضعت منشفة المطبخ خول خصرها تماما كما رآها في حلمه الغريب ليلة البارحة و كانت تخبز له الحلوى. عادة هو لا يتذكر الأحلام و هي غير متأكدة أن لديه أحلام . أما هذا الصباح فالأمر نختلف عندما إستيقظ شعر أن لديه حرقة من كثرة ما أكل من الحلوى لا يدري ما سبب ذلك الحلم لكنه متأكد أنه لا يعتمد على الواقع . فمولي امرأة عملية و لديها الكثير لتقوم به و لا وقت لديها لتخبز الحلوى مما لا شك فيه أن حلمه يحتوي تحذير له من المستقبل. يمكنه أن ينتبه لتلك الملاحظة و في هذا الصباح أتخذ قراره سيتجاهل الأحلام السخيفة و سيبقى بعيدا عن المرأة التي سببتها . سألت ليديا و هي تسير معه خارج الغرفة :" هل إنتهى إجتماعك كلاي؟". لقد قرر إجتماع طارئ لأعضاء اللجنة المالية في محاولة منهم لتقديم عرض لمولي لا تستطيع رفضه. عندما خرجت ليديا و كلاي من المطبخ رمت مولي آلة هرس البطاطا في المغسلة بشكل أن الصابون وصل إلى الطاولة و هي تقول :" أحتاج للتكلم مع أمي قريبا. وضعت راشال البطاطا المهروسة في وعاء خاص و قالت :" عن ماذا؟". " عن إقحام نفسها للجمع بيني و بين كلاي فأنا لن أتحمل ذلك". " تحاول أمي و نورما كوساك تزوجيه منذ عدة سنوات و لقد أصبحت عادة لديهما" . " حسنا إنها عادة عليها أن تتخلى عنها إذا توقعت أن أبقى هنا " علمت مولي أنها تعترض كثيرا و نظرة أختها الماكرة أكدت لها ذلك. إلتقطت راشال حبة فاصوليا و أكلتها قبل أن تقول:" هل أنت مهتمة لكلاي؟". حاولت مولي أن تبدو طبيعية و هي تقول :" بالطبع لا". " لا أعتقد ذلك كما و أن عمره أصغر من عمرك". قالت متجهمة الوجه:" فقط يصغرني بأربع سنوات". لقد إنزعجت من ملاحظة شقيقتها ألم تستعمل ذات العبارة نفسها؟. ضحكت راشال و قالت :" أه، أه ، يبدو أنني أصبت قلب الموضوع أخبريني ما الذي حدث عندما أوصلك كلاي إلى المنزل ليلة البارحة؟". " لا شيء". " لا يمكنك أن تكذبي أبدا مولي و لقد أحمر وجهك بشكل مريع و أنا أرى من الإحراج الواضح على وجهك أن شيئا ما قد حصل". إعترفت مولي :" لا شيء يذكر". هزت راشال رأسها:" أعرف أن كلاي مندفع جدا لكنني لم أتوقع كل هذه السرعة أخبريني سأنهار إن لم أعرف". حاولت أن تقول ذلك بطريقة عادية:" دعاني لنزهة في القارب و أنا رفضت ". إبتسمت راشال :"هذا رائع ، أه؟ لديك أكثر الوجوه تعبيرا مولي لكن لماذا رفضت؟". علمت مولي أن أختها قد أمسكت بها و تجاهل الأمر سيجعل راشال أكثر إصرارا فأسرعت بتقديم أي عذر:" لقد أجهدت نفسي في العمل مؤخرا". " أه ، قولي ما شئت مولي فليس هناك من خجل أنت تخافين أن تبقي عانس". " هذا سخيف و كلام مهين أيضا". " لا لا مجال للاهانة هنا عندما يصل الرجل إلى سن معين و لم يتزوج بعد يصبح عازبا و عندما تصل المرأة إلى ذلك السن القانون يسميها عانس فليس هناك من إهانة و ماذا تفضلين أن أدعوك عزباء؟". " أنت تعلمين تمام أن المجتمع يضع حدا فاصلا بين العازب و العانس فكون الرجل عازبا هذا يعني أن هذا الرجل إختار نمط حياة خاص لحياته أما كونك عانسا فهذا يعني أنك تفضلين أن تكوني متزوجة لكن لم يتقدم لك أحد". وضعت مولي يديها على خصرها و قالت:" قد يفاجئك الأمر أختي الصغرى لكن هناك العديد من المعارف في مونتانا". " و هل كان لديك صديق ما هناك" " لا". " إذا الذي أقوله صحيح أربع سنوات " هزت رأسها متعجبة و هي تتابع:" لا عجب أن كلاي يبدو لك جيدا". قالت مولي بغضب :" كلاي يبدو جيدا لمعظم الناس". " أعتقد أنني أوافقك الرأي و أنا لست متأكدة لما نتحدث بهذا الموضوع". أخرجت راشال اللحم من الفرن و قالت:" لأنك أعطيتني موضوعا جديدا أفكر به لم أتصورك أبدا أنت و كلاي معا كنتما دائما نقيضين كالطبشور و الماء". " هذا صحيح". " لكن أنت تعلمين ماذا يقال عن جمع المتعارضين ربما قد ينجح الأمر" . نظرت الشقيقتان إلى بعضهما و إنفجرتا بالضحك و قالتا معا:" لا ! ". شعرت مولي بالفرح إنها لم تشجع راشال لكنها كانت تشعر بالألم لأنها تستطيع أن تفعل ذلك بسهولة. تابعتا الحديث معا و هما تحضران الغداء أخيرا قالت مولي:" لن ينجح الأمر عندما أحب أريد كل شيء الزوج و الأطفال و عملي بينما كلاي كوساك خطط للذهاب في رحلة بحرية بعد عدة سنوات". " عدة سنوات قد تعطيك الفرصة لتغيري رأيه أن أردت ذلك". هزت مولي رأسها و قالت بحزم:" إنه مصمم على أن يبقى عازبا هذا خياره". التهمت راشال حبة الفاصوليا ثانية و هي تفكر بالأمر بعدها قالت:" ربما قد يكون مصمما لكنه ليس حازقا إنهم من أنجح الأزواج عندما يدركون أنهم لا يستطيعون العيش من دون عائلة". إبتسمت مولي لشقيقتها كيف أصبحت أليفة و قالت:" تتكلمين و كأنك زوجة راضية". " راضية ؟ لا ، ليس بعد الأن الرضى هو ما تحصلين عليه عندما لا تعرفين شيئا أفضل كنت راضية بحياتي كما كانت لأنني كنت منشغلة بالعمل و بتسلق سلم النجاح بعدها أتى جو ليملأ كل الأماكن الفارغة". قال جو من على الباب:" تتحدثين عن الأماكن الفارغة تعتقد مولي أن رأسي قد قطع و أننا نتضور جوعا هنا". رفعت راشال وعاء مليئا بالطعام وقالت:" كنت أحاول أن أشرح لشقيقتي أن العمل لا يكفيها في الحياة". أجاب جو و هو يحمل بيده وعائين من الطعام:" على عكس ما يشاع دائما لا يستطيع الرجل متابعة حياته بالحب فقط يمكنك التحدث عن الزواج و نحن نتناول طعامنا". قالت مولي بسرعة:" لا ، لا نتستطيع عداني أنكما لن تتحدثا بهذا الموضوع أمام كلاي ". صرحت راشال و هي تخفي إبتسامتها :" إنه وعد صعب لكن علينا القيام به". قالت مولي محذرة:" راشال". " حسنا ، حسنا". قلقت مولي طوال العشاء عما قد تقوله شقيقتها لكنها وفت بوعدها دار حديث عادي أثناء تناول الطعام تاركا لها الخيار أن تنظم إليهم أو أن تأكل بسلام و لقد إختارت الخيار الأخير و عندما كانت تنظر حولها كانت تجد كلاي يراقبها. و ما أن قدمت الحلوى حتى اقتنعت مولي نفسها أنها لم تعن شيئا لكلاي و كان من الصعب عليها أن تقنع نفسها أنها لا تهتم. قدمت ليديا لها قطعة كبيرة من فطيرة الفاكهة و هي تقول:" لقد صنعت هذه خصيصا لك مولي لقد كانت الحلوى المفضلة لديك". " شكرا أمي ". و أشتمت رائحتها الشهية و هي تقطع قطعة صغيرة بشوكتها لقد مرت سنوات و لم تتذوق طعام أمها الشهي. تبع كلاي بنظره كيف قطعت مولي قطعة الحلوى فقال :" تبدو شهية" بعدها من دون أن يدري أتته فكرة أنها ليست كمولي . علم أن جزء من إهتمامه بها مرتبط بالحقيقة أنها كانت دائما حازمة و غير مهتمة به . فلماذا إذا لديه هذه الأحلام الجنونية عن إمرأة هو متأكد أنها ستعمل على تغييره؟ فمولي من النوع التي تطلب كل شيء و هي لن ترضى بقليل من الإهتمام إعتاد على تقديمه إذا فما هي مشكلته؟ كان كلاي منهمكا في تلك الأسئلة عندما ذكرته راشال أن هناك أشخاص غيره في الغرفة قائلة:"إذا و كيف كان إجتماع اللجنة المالية كلاي؟". قال :" آه جيد ". كانت الأعمال أخر ما يفكر به أجبر نفسه على التركيز على صحن الحلوى متمنيا أن طعمه الحلو يخفف من ضياعه فمع كل هذا الإنتباه كل ما يفكر به كم تبدو مولي مختلفة. تخلى عن تلك الأفكار وضع جانبا شوكته و نظر إلى راشال قائلا:" أعلم أنك و جو مهتمان و لهذا أتيت إلى هنا". قال جو بحماس:" هيا أخبرنا إلى أين وصلوا". تردد كلاي قبل أن يقول:" لم يتم التصويت على الأمر بعد". سألت ليديا :" أليس أريل بوتز و التوأم دودلي في اللجنة المالية؟". و عندما هز كلاي رأسه موافقا أضافت :" إذا ستصبح الأخبار في كل البلدة عند الصباح بكل الأحوال أريل بوتز أكبر ثرثار و هو يثير المشاكل أكثر من برتي كولدول". قالت راشال بصراحة:" أعتقد أن الإقتراح و العرض سيعلنان فالوقت النهائي أصبح قريبا جدا". قال جو :" نحن جميعا في الهيئة الإستشارية ما عدا مولي و طالما هي الشخص التي ستتلقى العرض فبإستطاعتها سماع ذلك الآن". إستدار كلاي نحوها و قال:"هل أنت مهتمة بسماع الإقتراح؟". أرادت مولي أن تسمع إقتراحا من كلاي لكم ليس الموضوع الذي يتكلمون عنه هل هي مخطئة بتصرفها و أنانية إن رغبت في أن تهتم بنفسها و لو لمرة واحدة؟ تمنت لو أن عائلتها تمضي يوما واحدا من دون التكلم عن الأعمال لكنها مع ذلك لا تزال تفهم إهتمامهم بالبلدة لم تشأ أن يعاني أحد من إستهتارها بالموضوع. كان هناك خوف في صميم قلبها أن تقلق على حاجة مرضاها لها و أن تتجاهل حاجاتها لقد جعلت إهتمامها العملي و عملها هو كل حياتها لقد حدث ذلك في مونتانا و قد يحدث أيضا في مورغان بوينت . قالت راشال :" هيا مولي لن تشعري بالأذى إن أكتشفت ما هو إقتراحهم أليس كذلك؟". فكرت مولي قد يحدث العكس لأنها ستوافق بسهولة من خلال حماسهم الواضح. قد يقنعوها بالبقاء لم يمضي على وجودها أسبوع واحد و هي تشعر بحب كبير لهذه البلدة و لسكانها الطيبين و عائلتها هنا و أيضا كلاي لكن هل هذا عامل إيجابي أم سلبي؟ نظرت حولها إلى الوجوه المنتظرة و قالت:" أنا أصغي". كان العرض الذي قدمته اللجنة المالية أكثر من مغر إذا صوت المستشار على هذا الإقتراح و إذا وافقت مولي ستأخذ ربحا إضافيا ليساعدها على تطوير تعليمها و جزء من أرباحها سيأخذ لمصلحة العيادة كتجهيزات و غيرها كرواتب لمن سيساعدها لكن إن وافقت على البقاء لمدة عشر سنوات ستصبح مالكة لخمسين بالمئة من العيادة. قال زوج ليديا :" هذا عرض كريم جدا". و ظهرت الدموع في عيني ليديا :" إنه حقا كذلك أرني و يمكنها العيش هنا معنا و هل هناك من شيء أفضل". و قبل أن تشعر مولي أنها وقعت في الفخ تابع كلاي:" هناك شيء أخر عندما توفي الطبيب كولي قدم كل ما يملك و بيته أيضا إلى مورغان بوينت لأنه هجر عائلته كلها أقترح أريل أن نقدم المنزل إلى مولي إذا وافقت كعنصر مساعد جديد". قال جو بحماس:" هذه فكرة جيدة ". ضحكت ليديا :ط بالنسبة إلى أريل خاصة أن هذا الرجل لا يفعل شيئا سوى الجلوس أمام مخازن و البيوت هاردواير طوال النهار لكن يبدو أن لديه بعض الأفكار الجيدة أحيانا". إبتسم لها أرني و قال:" نحن نفعل أكثر من الجلوس و الثرثرة أحيانا نحاول أن نحل مشاكل العالم بأسره". قالت ليديا تمازحه:" و هذا يفسر لما العالم هو هكذا". قاطعتهما راشال قائلة:" ليس المنزل بحالة سيئة لكنه قديم و جميل سأذهب إلى هناك بعد ظهر هذا اليوم لأرى إن كان بحاجة إلى أي تصليح". سألت ليديا :" ألم يغير الدكتور الأسلاك الكهربائية بعد الحريق الذي تعرض له جيمسون جاره منذ سنتين؟". أضاف أرني:" و التمديدات الصحية أيضا لقد قمت بالتقاعد مع العمال لأجله و وفرت عليه الكثير من المال". قال كلاي :" ليس هناك أي مفروشات لقد بعناها كلها لكي ندفع للضابط هايكر ". قالت راشال بحماس:" أستطيع المساعدة هنا فقط سأجري بعض الاتصالات و أعرف بعض مهندسي الديكور الذين يعملون بأجر زهيد". كانت الطاولة تعج بالاقتراحات بما هو الأفضل لترتيب منزل مولي و تنظيم ما تبقى من حياتها و لم يتوقف أحد ليسألها بما تفكر و بعد الإصغاء إلى تلك المطالب التي تصدر من كل الإتجاهات شعرت مولي و كأنها مشاهدة في مباراة تنس دعتهم يتابعون و هي حذرة بأن لا تشارك أبدا. على الرغم من حماسهم المفرط لن تسمح لهم أن يخططوا لها حياته يمكنهم أن يمضوا النهار كله و هم يختارون المفروشات و التصاميم لكنها رفضت أن تأخذ أي قرار من دون أن تفكر مليا بالأمر. نظرت حولها و التقت عيناها بعيني كلاي سأل بنعومة:" ما رأيك بكل هذا مولي؟". لم تكن متعاونة قالت:" كما أشارت أمي إنه عرض كريم جدا و كأنه تصرف يائس في الحقيقة". قالت راشال:" لم نترك ذلك سرا على أحد و أنت تعلمين أننا محاصرين ليس فقط مورغان بوينت و لكن كل المنطقة المحيطة التي قد تستعين بالعيادة". قال جو:" في الحقيقة ، لا نريد أن نضغط عليك". إبتسمت مولي لعائلتها و قالت:" بالطبع لا". هم يقصدون ذلك لكنهم بدأت تشعر و كأنها مفخخة. كان كلاي ممزقا بين ما يعرفه أنه الأفضل لبلدته و بالتحديد و جود مولي بشكل دائم كطبيبة لهم و ما يراه مناسبا له إذا بقيت عليه أن يكون حذرا بشكل دائم كي لا تقحم نفسها في حياته ، و من خلال ما يشعر به عندما ينظر إليها يعلم أن ذلك إحتمال مؤكد. فقط هذا الصباح كانت لديه تصاميم مؤكدة بالنسبة إلى مولي . فهو سيتجاهلها ببساطة و سيتجاهل كل الأحاسيس التي يشعر بها تجاهها. سألها:" ألا تشعرين بأن العرض مناسب؟". نظرته الثابتة جعلتها تعطي الكلام معنى خاص لم يلاحظه أحد من الموجودين. همست:"نعم". للعرضين معا لذلك الذي قدمته البلدة بأسرها . تماما كالثاني الذي يدعوها إليه كلما نظر إليها هل هي الوحيدة على هذه الطاولة التي تشعر بإهتمامه؟ من المؤكد أنها لم تكن وحيدة لدرجة أنها تسيء فهم كلامه. كان كلاي كوساك رجلا خطرا و قلبها لن يشعر بالأمان بقربه. إذا قررت البقاء ، فلا بد أن مخططاته ستأخذه بعيدا عن مورغان بوينت . لقد أسرع بإخبارها ذلك من الواضح أنه لا يريدها و لا يريد أي إمرأة في حياته لم تشعر مولي يوما بالحب طوال تلك السنوات. و الأن عليها أن تتغير لكنها لا تعرف كيف ، فليس لديها أي تجارب و هذه الحياة كلغز غامض بالنسبة إليها. قالت ليديا مقاطعة إنغماسها في التفكير:" مولي عزيزتي" " ما الأمر أمي؟". " تعتقد راشال أن عليك الإستعانة بمصمم ديكور لكن أنا أفكر أن عليك إختيار ما ترغبين به.." لقد حان الوقت لتضع حدا لكل هذا قالت:" أعتقد أنكم تفتقرون إلى النتائج فالمستشار لم يقل كلمته بعد و أنا أيضا لم أقل الكلمة المميزة لحل اللغز". قالت ليديا بإحترام :" آه نعم أعتقد أنني بالغت كثيرا بأحلامي إنني أسفة عزيزتي". أضافت راشال :" و أنا أيضا و لن نتكلم عن الموضوع ثانية". قالت مولي:" شكرا لك سأقدر ذلك". لكنها علمت أنهم سيعاودون الكرة إن بقيت بالقرب منهم طوال النهار فتابعت:" و الأن إذا كنتم تعذروني أعتقد أنني سأذهب بالسيارة إلى بحيرة سامبسون لفترة". شجعتها ليديا قائلة:" هذا رائع عزيزتي و ستحظين بفرصة لتفكري بكل الأمور". سأل كلاي:" أتريدين رفقة؟". قالت لتتهرب :" أعتقد أن لديك أعمال مكتبية". رفع كتفيه بإستخفاف قائلا:" لا تفعل عمل اليوم و تستطيع تأجيله للغد". قالت:" حسنا لنذهب". قال كلاي و هو يقفز عن كرسيه:" أمهليني بعض الوقت سأعود قبل مرور عشر دقائق". مرت نصف ساعة و لم يظهر كلاي بعد. قررت عدم الإنتظار خرجت من المنزل و صعدت في سيارتها ما أن أدارت المحرك حتى أوقف كلاي سيارته بقربها ، ثم جلس كلاي في المقعد إلى جانبها " أسف إنني تأخرت " . قال و هما ينطلقان خارج ساحة المنزل:" عادة لا أترك أحدا ينتظرني لكن لدي عذر أتريدين سماعه؟". فقالت:" ليس بالتحديد كنت أفكر بعدم الذهاب معك أيضا". " ليس هذا سبب تأخري لقد أعطاني الملازم هايكر ضبط للسرعة و بدأ بإعطائي النصائح لمدة عشرين دقيقة و هذا ما يحبه في عمله لقد رسم صورة مخيفة لما يحدث بالتحديد لعظام الإنسان عندما يصاب بحادث". ضحكت مولي بالرغم عنها قالت:" حذرتني راشال منه قالت أنه أعطاها إسبوعا بأكمله من الملاحقة عندما وصلت إلى البلدة". "إنه رجل طيب و هو يأخذ عمله بمحمل الجد كثيرا و أنا أحترم هذا لكن لننسى أمره و كل الأشياء الجدية". " حسنا". "لنترك أنفسنا لسعادة هذا اليوم" قالت مولي بالتحديد:" و ماذا يعني هذا؟". قال ببرأة:" لا شيء فقط إنه يوم ربيع جميل علينا التمتع به هذا كل شيء هل كنت تفكرين بمشاريع أخرى؟". " لا، لم أكن إنه أمر رائع أن أرتاح لم أفعل ذلك منذ وقت طويل". " كانت الحياة صعبة عليك في مونتانا أليس كذلك؟"." لما تسألني؟". دلها على الطريق التي توصل إلى البحيرة قبل أن يجيب " أتصور أن العمل صعب كونك مسؤولة عن صحة كل تلك الناس". "أصعب ما واجهته هو معرفة ما لا أستطيع القيام به فهناك الكثير من المعتقدات الخاطئة لكن أخذت كثيرا من الوقت قبل أن أدرك أنني لن أتمكن من تغير أي شيء، كل الذي كنت أقوم به هو التأكد من إعطاء اللقاح لكل الأطفال و إسداء النصح للنساء الحوامل كنت أعطي بعض الأدوية و أقطب بعض الجروح لكنني لم أحدث أي تغيير جذري فسكان أمريكا الأصليين لديهم ثقافة خاصة و جميلة و الفقر و الإحباط جزء من تاريخهم. قال :" لم تسمحي لهذه الأمور أن تسيطر عليك". " بالكاد" و رأت البحيرة فاستدارت و سارت على طريق ضيقة إلى أخر المنعطف . تابعت:" صدقني كان هناك العديد من المرات كنت أجد مشاكل العالم كثيرة جدا على مولي فوكس". " لا تخففي من قوتك على عمل الخير مولي أي شخص يهتم مثلك لديه الإمكانية على إيجاد فرق في حياة الناس الذين يعرفهم". شعرت مولي بتأثير كبير من لهجته الجادة و قالت:" شكرا لك كلاي و بما أنك لا تعرفني جيدا سأعتبر كلامك مديحا آه، أعتقد أنني أعرفك أكثر مما تدركين".
الفصل الرابع
كانت البحيرة المحاطة بأشجار الصنوبر ، هادئة في فترة الظهر من ذلك النهار الحار. أخذ كلاي مولي إلى ناحية القوارب حيث يحتفظ بقاربه الشراعي، و ما هي إلا دقائق حتى أصبحا في داخله كان هناك عدد من الصيادين و قال كلاي أنه يفضل هذا المكان من البحيرة بسبب الهدوء المسيطر. أبحر من دون هدف لمدة من الوقت بمساعدة رياح خفيفة ، بعدها راقبت مولي كيف أنزل كلاي الشراع المثلث الضخم بمهارة واضحة كان يتحرك بمهارة و إتقان كان يشعر بالألفة في الماء و يبدو سعيدا و مرتاحا و هو يحرك القارب بالمجذاف. قطع كلاي الصمت قائلا:"لقد إختفت الرياح نهائيا و لن يكون هناك أي سباق اليوم في البحيرة". سألت :" و هل خاب أملك؟". قال بتكاسل:" لا ، فأنا أشعر دائما بالهدوء و أنا في الماء". " قرأت هذا الصباح في الجريدة عن السباق الكبير في الرابع من تموز ( يوليو) . هل تشترك فيه؟". "لا، فأنا لست من النوع التنافسي أترك السباق للذين يريدون أن يبرهنوا شيئا ما لقد قيل لي أن هذا عيب مهم في شخصيتي". " من قال لك ذلك؟". " الدكتور في الجامعة لقد أتصل بي و طلب مني أن أشرح له ما بي ذلك إن ضاعفت جهودي و حسنت علاماتي فإنني أستطيع التخرج بمعدل الأول أو الثاني في صفي ". " و هل فعلت ذلك؟". " لقد كنت بين العشرة الأوائل و كل هذا الدرس الإضافي أعاق عطلاتي و إبحاري في نهاية كل إسبوع " إبتسم و تابع:" ما هو رأيك بذلك؟". " أعتقد أنك فضلت الإبحار". " لما أشعر و كأنك توافقين على ما إخترته؟". نكرت ذلك و قالت:" أنا لا أفعل، ليس في الحقيقة فقط أتساءل كيف؟". " لقد دخلت الجامعة بمنحة كاملة و تمكنت من الحصول على عمل إضافي من أجل تأمين مصروفي كان الأسبوع مليئا بالعمل و الدرس معا و كانت نهاية الأسبوع هي مكافأتي على تحصيلي الجيد فلما علي أن أعاقب نفسي بالتخلي عنها أيضا؟". " لكن ألم تكن فضولي لتعرف إن كنت تستطيع القيام بذلك؟"." إني متأكد أنني أستطيع لكن لماذا على التنافس مع شخص لا هدف أخر لديه؟". ضحكت مولي و قالت:" أرى أنك ليس فقط غير مسؤول بل أيضا متفاخر". سأل بجدية:" هل تعتقدين ذلك؟ أنا فقط أعرف قدراتي و حدودي فأنا لا أريد أن أبرهن أي شيء لأي كان " " هذه ليست فلسفة سيئة". دار كلاي بالقارب و قال:" شكرا".
*******
في صباح اليوم التالي شعرت مولي بألم خفيف في حلقها ، ما أن حان وقت الإفطار حتى أصيبت بالزكام شربت عصير الليمون الذي أعدته لها ليديا و عادت إلى سريرها من دون أي كلام. بعد مرور عدة ساعات أدخلت ليديا رأسها من الباب ، و قالت:" جيد أنك مستيقظة أحضرت لك هاتي بانسون حساء الدجاج و قد صنعته بنفسها قالت إنه الدواء الشافي للتعرض للبرد هل تريدين أن أحضر لك قليلا منه؟". " لا سأنهض بنفسي إنني جائعة و أشعر أنني أفضل بكثير" دخلت مولي المطبخ و جلست إلى الطاولة الخشبية ، قالت :" من هاتي بانسون و كيف عرفت أنني تعرضت للبرد؟". قال أرني:" إنها مسؤولة عن قسم المأكولات في الخزن لكنني مع ذلك ما زلت لا أعرف كيف علمت بمرضك". ضحكت ليديا و قالت:" هل ذكرت ذلك أمام أريل بوتز عندما ذهبت إلى وليبرت هارواير هذا الصباح؟" قال أرني:" قد أكون هل أنت جاهزة للذهاب؟ فالمباراة ستبدأ بعد ثلاثين دقيقة". قالت ليديا:" أذهب بدوني سأبقى مع مولي ". " أمي لا تبالغي لقد أنتظرت أنت و أرني هذه المباراة منذ عدة أيام فأنا بخير". " حسنا لا بأس فبعد كل شيء أنت الطبيبة لكن إن إحتجت إلي إتصلي بي فالرقم مدون على الدفتر بجانب هاتف المطبخ". إحتست مولي الحساء الشهي ، بعد أن غادرت أمها و أرني و كانت ستقطع لنفسها قطعة من فطيرة الحلوى عندما قرع الباب و عندما أجابت وجدت الآنسة واتكنز المعلمة تقف في الردهة. أعطت مولي قالت حلوى على شوكولا و قالت:" سمعت أنك تعرضت لوعكة خفيفة بسبب الطقس عزيزتي لذلك صنعت لك هذا فالحلوى دائما تفيد أليس كذلك؟". فكرت مولي لم يكن هناك من وصفة طبية بقالب الحلوى لكنها شكرت الأنسة واتكنز كثيرا و قالت:" ألا تريدين الدخول؟"."آه لا أستطيع البقاء كما و أنك بحاجة للراحة ، الراحة هي أساس الشفاء لكن من المحتمل أنك تعرفين ذلك فأنت طبيبة ، لكن كما يقال الراحة تخفف الحرارة و تقضي على البرد ، أليس كذلك؟". سألت من دون أن تعطي مولي فرصة للإجابة و تابعت:" أتمنى أن تعجبك الحلوى و أن تصبحي أفضل قريبا ". " شكرا لك ثانية أنسة واتكنز ، لكن ما كان عليك القيام بذلك". " آه ليس هناك من مشكلة نحن فقط جيران و أنا أحب صناعة الحلوى، و الناس هنا في مورغان بوينت يهتمون ببعضهم البعض". عادت مولي إلى المطبخ عندما وصل التوأم دودلي ليقدما لها لعبة ورقية ، وهما يقولان أن هذه اللعبة لن تجعلها تسأم بسبب بقائها بمفردها دعتهما لتناول الحلوى ، لكنهما إعتذرا بخجل قالا لها أن عليها أن ترتاح. كانت مولي تتناول قطعة ثانية من الحلوى عندما مرت بها السيدة بركينز و قد أحضرت لها وعاء من البوظة صنعته بنفسها و قالت أنها شهية جدا مع قالب الحلوى على شوكولا. كانت زائرتها التالية و الغير متوقعة بارتي كالادول، امرأة بسيطة و قد دعتها مولي للدخول. أحضرت معها رزمة صغيرة ملفوفة و أصرت عليها أن تفتحها على الفور، و تقول:" إنها هدية مفيدة لا شيء مميز إن كنت لا تمانعين أنا أحاول أن أقدم دائما أشياء مفيدة و أطرزهم بنفسي فلا تكثر الأشغال اليدوية على النساء". قالت مولي للسيدة التي غادرت على الفور :" شكرا لك أنسة كالادول". عادت إلى المطبخ ، و ملأت إبريق الشاي بالماء و وضعته على النار. وجدت صندوق لأكياس الشاي في الخزانة . و بينما كانت تنتظر الإبريق كي يصفر أخذت تفكر بمورغان بوينت .إنهم أصدقاء محبين و كرماء لن تقوم بعمل سيء و تبتعد عن هذا المكان. أخذت فنجان الشاي و خرجت إلى الشرفة الأمامية ، جلست هناك و هي تفكر أنها ستعرض نفسها لأشعة الشمس لبعض الوقت. سمعت أصوات قوية من وراء المنزل فإستدارت لترى ماذا هناك. رأت أولادا يغسلون سيارتها بخرطوم الماء و يصدر عنهم أصوات مرتفعة. نادت مولي ليتمكنوا من سماعها :" مرحبا". تقدمت منها فتاة في الخامسة عشر من عمرها و قالت:" هاي إسمي هيثر بانسون ، أمي تعمل في المخزن لا بد أنك الطبيبة الجديدة". صححت لها مولي:" إنني طبيبة". أشارت الفتاة إلى الولدين قائلة:" هذان مايك و لاري هايكر". رفعا مايك و لاري أيديهما و كأنهما يعرفانها و عادا لعصر الصابون على السيارة . و إندلق الماء ليصل إلى الطريق العام. قالت هيثر هامسة:" إنهما أحفاد الشرطي هايكر من لايك ستي ، وهما يمضيان الصيف هنا لأن والديهما يعملان على الطلاق". قالت مولي:" فهمت". لكنها لم تفهم شيئا. تابعت هيثر بثقة :"أنت تعلمين كيف هم الصبيان ، و أعتقدت أنني بذلك أبقيهما بعيدين عن المشاكل و أجعلهما سعداء قليلا و هما يغسلان سيارتك". قالت مولي موافقة:" إنهما بالتأكيد أكثر سعادة الأن". كان الولدان قد أدارا خرطوم المياه و بدآ بغسل السيارة المليئة بالصابون. " تقول أمي دائما الأيدي الكسولة عمل للشر أو شيء من هذا القبيل . و أفضل شيء تقومين به عندما تشعرين بالأسى على نفسك أن تقومي بشيء جيد لشخص أقل حظ منك". ضحكت مولي و قالت:" اقل حظ؟". " حسنا أنت مريضة و نحن لا ، و هذا يجعلك أقل حظ منا صح؟". " لكنني لست مريضة لقد تعرضت لبعض الزكام عند الصباح و أنا بخير الأن". رفعت هيثر حاجبيها مفكرة و قالت:" نستطيع غسل سيارتك بكل الأحوال هذان الولدان بحاجة إلى شيء يفعلانه و أحب أن أمضي الوقت معهما". " بالطبع لكنها بحاجة لتنظيف جيد بسبب سفري عبر البلاد سأدفع لكم إن قمتم بعمل جيد". " آه ، لا لا يمكنك أن تدفعي لنا لا تسير الأمور على هذا النحو هنا". و أخذت هيثر تشرح لها بصبر:" كل الذي عليك القيام به هو أن تشكريننا و بعدها ستقدمين لنا خدمة عندما تستطيعين". قالت مولي :" فهمت شكرا لك". "أنت على الرحب دائما دكتورة هناك أمر واحد إضافي عليك أن تقومي به و هو أن تجلسي على الشرفة ، و ربما تحاولين أن تظهري أنك مريضة قليلا فهذا سيجعل الصبيان سعيدين أكثر بعملهما". " لك ما تشائين". إستدارت مولي خلف المنزل و هي تبتسم من ذكاء تلك الفتاة عادت لتجلس على مقعدها و تشرب كوب الشاي . أصيبت بصدمة عندما توقفت أمام منزلها عربة شحن لأزهار مدينة جاكسنوفيل. خرج منها رجل متوسط العمر و سار نحو المنزل و هو يحمل باقة أزهار ربيعية كبيرة ، قال:" مولي فوكس؟". قالت :" نعم". و هي تتساءل أي مواطن من هذه البلدة قد تحمل كل تلك المشقة و المصروف ، كل هذا بسبب أنه سمع بالثرثرة أن الطبيبة فوكس تعاني من برد. " إذا هذه لك". وضع الزهور على الطاولة و سلمها بطاقة و غادر بسرعة تماما كما حضر نظرت مولي إلى الباقة الكبيرة و خالجها شعور قوي من هو المرسل إرتجفت يدها و هي تفتح المغلف. قرأت : في المرة القادمة عندما نقرر الذهاب في نزهة في البحيرة ، أقسم لك أن الطقس سيكون أفضل أتحمل المسؤولية كاملة عن مرضك و أعدك أن أعوض عن ذلك. هيثر ، مايك و لاري داروا من وراء المنزل و اقتربوا منها ، قالت الفتاة:" أتتك الأزهار من جاكسنوفيل، أليس كذلك؟". وضعت مولي البطاقة في جيبها فإذا أراد كلاي أن يتحمل كل هذه المشقة ليرسل لها الزهور من خارج البلدة فهو يريد أن يبعد الثرثرة عنهما، قالت:" نعم أليست جميلة؟". هز الولدان كتفيهما، قالت هيثر متأكدة:" صديقك؟". قالت مولي:" بل صديق للعائلة". قالت هيثر للصبيين:" آه إنها إذا من كلاي". قال مايك:" إنه رائع لكن لماذا يرسل لك الأزهار أن لم تكوني صديقته؟". غيرت مولي الموضوع:" هل تعلمان إذا جف الصابون على السيارة سيعلق و ستجبران على العمل من جديد". إبتسمت مولي عندما أسرع الولدان بالعودة إلى عملهما حملت الزهور إلى الداخل و وضعتها على الطاولة بجانب سريرها قبل أن تتصل بكلاي". " مرحبا أنا مولي". " مرحبا كيف تشعرين؟". قالت:" بخير و الزهور جميلة شكرا لك". " أنت أكثر من مرحب بك دائما ، أشعر أنه من واجبي بعد أن أخذتك إلى البحيرة ما كان علي القيام بذلك". "أسعدني ذلك ، لقد أمضيت وقتا سعيدا . و هذه هي المرة لأولى التي أشعر فيها بكل هذا المرح و أنا مريضة"." قد لا تكون مرة وحيدة بالنسبة لنا". صمتت مولي للحظة، بعدها بدأت تخبره عن كل الأشياء الجميلة التي قاموا بها سكان البلدة من أجلها في هذا اليوم. قال :" نعم نحن شعب محب لبعضنا في مورغان بوينت". " خاصة إذا كنتم تريدون شيئا ما". قال و بصوته رنة من البرودة القاسية :" إنظري إلى الزهور ثانية ،مولي ستلاحظين أنها زهور بلا أشواك". " جيد لأنهم ليسوا كذلك مهما يكن ، لا أستطيع القول أنني مثلهم". " آه ؟ " . "كنت أتمنى أن تجعلك الزهور تدركين كم أنا شاب لطيف". " و ؟ " . " و أن كنت تشعرين أنك بصحة جيدة ، ربما تقبلين بتناول العشاء معي هذه الليلة، أستطيع أن أخذك في جولة في البلدة ، الجولة الكبرى". سألت :" و كم يلزمنا من الوقت لذلك؟". " همم ، ربما خمس عشرة دقيقة أو عشرين دقيقة ، إذا أخذتك لرؤية الشجرة المشهورة". " لديكم شجرة مشهورة هنا ؟". " آه ، نعم , من المؤسف أنك لم تريها بعد". " في هذه الحالة ، لا أستطيع أن أرفض أبدا".
الفصل الخامس
إصطحب كلاي مولي على العشاء إلى مطعم يقدم مأكولات بحرية و يقع على الطريق العام . ميزة ذلك المكان أنك تأكل ما تشاء من القريدس المقلي مقدم مع البطاطا المقلية و الخضار الطازجة ، و معهم صلصة بالكريما. لوح له الزبائن الباقين مرسلين لهما التحية. أجلستهما فتاة في المرحلة الثانوية تعمل هناك ، و شكرته لأنه إكتشف الخطأ في وصفة والدها لمرض القلب. بعد أن طلبا ما يريدانه . سألته النادلة المتوسطة العمر أن يمر لزيارتها لرؤية إبنها ، لأنه مازال في الفراش ، بسبب تعرضه لبرد الربيع. أخيرا ، أتى الطاهي و هو يحمل معه صحنا من القريدس و سأل كلاي كيف يمكنه الإعتناء بحرق تعرض له من السمن الحار. قال كلاي:" ربما من الأفضل لك أن تسأل السيدة ، رالف إنها الطبيبة". مع أنها لا تبدو كطبيبة في تلك الليلة. سأل الرجل البدين المرتدي مريولا أبيض بعد أن نظر إليها:" هل أنت طبيبة ؟". " نعم سيدي أنا كذلك". " أمر جيد ماذا علي القيام بشأن هذا الحريق؟". و مد يده المصابة باتجاهها . نظرت مولي جيدا إلى المكان المحترق حيث رأت بعض التشققات ، قالت:" ضع عليها الماء البارد حتى يتوقف إحساسك بالحريق". سألها:" هل أضع عليها بعض الزبدة؟ " . " لا ، هذا مجرد فخ لعدم الإحساس بالحريق لكنه يجعل الإصابة خطرة . لفها بمنشفة جافة و نظيفة و لا تضع لها شيئا لمدة أربع و عشرين ساعة . بعدها يمكن أن تضع عليها مرهم مضاد للحريق إذا أردت". " شكرا دكتورة" بدا الرجل مقتنعا برأيها و رجع إلى مطبخه. سألت كلاي:" هل الأمر دائما هكذا؟". سأل ببراءة:" أي أمر؟". " أنت تعلم ما أقصد". " إذا قررت البقاء هنا ، عليك أن تعتادي على الأمر لا يمكنك أن تمارسي وظيفتك لأنك لست بدوام العمل". " أنا أعلم ذلك ، فالناس لا تمرض عادة بين الساعة الثامنة قبل الظهر و الخامسة بعد الظهر" سكبت مولي لنفسها المزيد من القريدس . عادة تحاول أن تضع حدا للمواد الدهنية التي تأكلها ، لكنها الليلة تضع قواعد جديدة. قال:" هل تعتبرين أنني غير ناضج إذا سألتك أن إتخذت قرارا بالبقاء بمورغان بوينت؟". التهمت مولي قطعة قريدس و قالت:" لا ، مازلت أفكر بالأمر ما الذي قادك إلى هنا ؟". إنتظر حتى ملأت النادلة كوبيهما بالشاي المثلج للمرة الثانية قبل أن يجيب عادة لا يهتم كلاي بإعطاء حقائق عن نفسه . لكنه مرتاح بالمشاركة مع مولي تفاصيل حياته الشخصية ربما السبب يعود إلى معرفتهما السابقة. قال :" عندما أنهيت دراستي بمعهد الصيدلة ، إنتقلت أمي إلى هنا لتبقى بقرب ليديا . و بينما كنت أزورها سمعت أن مخزن الأدوية معروضا للبيع فذهبت لرؤيته. كنت قد ورثت بعض المال و أعجبتني فكرة أن أكون سيد نفسي . قدمت عرضا لسيد ثريدول فوافق عليه. كان العمل منهارا لفترة طويلة ، فقررت أن أحظى بفرصة كي أعيد إستثماره". " هكذا قمت بالأمر ، هل كل شيء تلمسه يتحول إلى ذهب؟". ضحك محاولا التخلص من إطرائها، قال:" هذا أمر صعب ، لكن يحصد الإنسان نتيجة أعماله الجيدة في المدى الطويل . كان الأمر سهلا بإعطاء الزبائن ما يحتاجون إليه و هكذا لا يذهبون إلى مكان أخر". " أعتقد أنه في بلدة كهذه أنه لمن الضروري أن يتقبل السكان الدخيل لديهم هل كانت هذه مشكلة بالنسبة إليك ؟". " في الحقيقة لا . مهدت أمك الطريق لي ، فالجميع هنا يحب ليديا ، و إن قالت أنني جيد فهذا يعني أنني مناسب للجميع". " الجميع يعاملني بطريقة جيدة منذ وصولي". " إنهم حقا بحاجة إليك هنا مولي لكنهم يحبونك أيضا لن تصادفي أي مشكلة بالإستقرار هنا". تقلبت مولي مديحه و لاحظت أنه جاد أكثر من العادة و هذا ما جعلها تشعر بالقلق عما قد تحمله لها السهرة. بعد أن تناولا قدر ما يشاءان من القريدس إقترح كلاي أن يعودا إلى مورغان بوينت سيرا على الأقدام، لأنه ممنوع على السيارات التجول في الساحة الرئيسية ، و لقد أوقف شاحنته في شارع جانبي. قالت مولي :" و كأنها قفزت في الزمن إلى الوراء". و سارا عبر الشوارع العريضة يتفرجان على المتاجر كمحلات هوبي هورس و توبي شوبي و ستاليس بونيك. قال كلاي لها:" يريد الناس هنا الإحتفاظ بها على هذا المنوال". " لقد سمعت بذلك". " إن جو رئيس البلدية متحفظ جدا أعتقد أنك تعرفين كل شيء عن خلافهما القوي هو و راشال بسبب ذلك". ضحكت قائلة:" نعم أخبرتني أمي أن راشال كانت تريد أن تطور البلدة بالمستثمرين من أي صوب و عارضها جو بذلك". " هذا ليس تصويرا حقيقيا للوضع لقد حاربها جو بكل ما يستطيع و كان صراعهما يحق أن يشاهد لحسن الحظ أن راشال رأت الحقيقة في النهاية". " هذا يسعدني ليس هناك أماكن كثيرة مثل مورغان بوينت في هذا البلد و من العار أن نغيرها". وصلا إلى بائع زهور في زاوية أحد الشوارع كان هناك رجل عجوز يرتدي قبعة من القش و يجلس على كرسي صغير بجانب عربته المليئة بالأزهار الملونة. سأل كلاي:" كيف الأعمال جون؟". " ليست سيئة سيد كلاي بل هي جيدة لأن الربيع أتى باكرا لمصلحة الأزهار". شمت مولي الروائح العطرة و إختار كلاي رزمة من الزهور البيضاء و قدمها إليها. قال الرجل و هو يبتسم عندما إستلم المال من كلاي :" زهور جميلة لامرأة أجمل لقد قمت بإختيار جيد سيد كلاي". " المرأة ؟ أم الزهور؟". " الإثنان معا" . " شكرا لك جون". " شكرا لك أتمنى لكما أمسية رائعة". و رفع قبعته بإحترام لهما. شمت مولي الأزهار و قالت:" لا أعتقد أنني تلقيت مرتين الأزهار في ذات اليوم من قبل". ستتمتع بذكرى هذه الأمسية تماما كما إستمتعت بالأزهار الجميلة التي وصلتها عند الصباح لن تعترف بذلك لكن قد مر وقت طويل منذ أن أرسل لها أحد زهورا " يبدو أن جون يستطيع إستغلال عمله". قال كلاي ذلك ليخفف من قيمة عمله. و الحقيقة أنه لم يقدم أبدا الزهور مرتين لذات المرأة في ذات اليوم من قبل و هو أيضا لكنه كان يحب أن يسعد مولي و سعادتها هو كل ما يطلبه. عندما حل الظلام أنيرت الشوارع ذات الطابع الفيكتوري و رأت مولي البناء الفريد في تلك المنطقة من البلدة. شرح لها كلاي :" كان المستقرون الجدد يرغبون بإنشاء إنكلترا الجديدة و أعتقد أن سكان أورغان الأصليين هم من نيو هامشير لقد بنوا بلدتهم تشبه تلك التي غادروها". هزت رأسها بإستحسان:" أنه تغير جميل مختلف عن التأثير الأسباني لكل المناطق الساحلية". سمعا صوت موسيقى غير متوقعة من منتزه وسط الساحة فتقدما نحو مصدر الصوت. قالت متسائلة:" فرقة موسيقية على الطريق لم أكن أعلم أن هذه الأشياء لا تزال موجودة". " إنهم فرقة مشهورة جدا و هي تعمل طوال الصيف و ليس فقط لتقدم الألحان المشهورة فكثير من الناس يأتون إلى هنا و عدد منهم يقيمون حفلات زفافهم هنا". كانت الأبنية كلها مغطاة باللون الأبيض و كان هناك فريق من خمسة أفراد يتمرنون على الآتهم تحت قناطير جميلة جدا. قال كلاي للرجل الذي يعزف على البانجو :" مرحبا هيو ! ما لأمر ؟". " نحن نتمرن فقط من أجل إحتفال الزهور الشهر المقبل إجلسا و إستمعا إلينا قليلا". قالت مولي لكلاي:" أنا حقا أشعر و كأنني عدت في الزمن إلى الوراء إنه زمن أعرف القليل عنه لأنني لم أعشه هكذا". قال " و هذا ما أحبه في مورغان بوينت فالحياة هنا بسيطة على طبيعتها و هذا ما يجعلك تنسين أن ما تبقى من العالم في خضم هائل و أنت محاطة بكل هذا الهدوء". نظرت مولي حولها و إبتسمت إلى الناس المحبين الذين كانوا يلوحون و يهتفون إستحسانا كانت متطلبات المدينة بعيدة عنهم يمكنها أن تجد هنا السلام و الأمان الذي كانت تفتقدهما في عملها السابق. همس كلاي قائلا:" لنذهب سنتوقف عند بركنز لنتناول المثلجات قبل أن نذهب إلى شجرة تريدز". سألت :ط كيف يمكن لشجرة أن تكون مشهورة ؟". قاد كلاي السيارة خارج البلدة بعد أن إشترى المثلجات و أشار بيده إلى شجرة السنديان الطويلة مسافة واضحة عن الصنوبريات بجانبها. قال ليبعد إنتباهه عن مولي :" كانت الرؤية الأولى في المنطقة التي شاهدوها القادمون الجدد أحد أسلاف جو عاد إلى فلوريدا في بداية عام 1880 و أعتقد أن إسمه ميكاجا مورغان ، لكن يستطيع جو إخبارك المزيد عن ذلك أكثر مني". " إنه يشعر بفخر كبير بأهله و حقيقة أن أسلافه هم الأوائل الذين إستقروا في هذه المنطقة أليس كذلك؟". هز كلاي رأسه:" يكن جو تقديرا كبيرا لذلك و خاصة للجزء الذي قامت بع عائلته إن هذا الميراث سيبقى لأولاده من راشال". فكرت مولي بالطفل الذي ستنجبه شقيقتها كم سيكون محظوظا أن يكون لديه والد مرتبط بالدم بأرضه سيكون للولد جذور سيشعر بالإنتماء و لن يبحث عن أي مكان له في هذا العالم. لقد شعرت بالراحة و الأمل معا قالت:" لنخرج من الشاحنة". إتكأ على جانب الشاحنة و أصغيا إلى الحشرات الصغيرة التي تعزف موسيقى خاصة بها. قالت مولي و هي تتنهد و تنظر إلى غابة الصنوبر :" إنه رائع هذا المكان هادىء جدا". " نعم إنه كذلك عمل جو كثيرا ليجعل سايبرس نول يعلن هذه الأرض كمحمية و هي الأن تحت رعاية الدولة في الشهر القادم سيتم إنشاء مخيم هنا للتجول في الغابة و هكذا سيتمكن العديد من الناس القدوم و التمتع بجمال طبيعة هذا المكان". قالت مولي:" أخبرتني راشال أنها كادت أن ترتكب أكبر غلطة في حياتها". عاد كلاي يقوم بدور المرشد السياحي هل ستعتاد يوما على تقلبات مزاجه السريعة؟ قال:" الأخوة مارغولان" و لم يحاول أن يضيف شيئا عن محاولتهم الجشعة بتغيير المكان نعم ، قالت راشال إن مفهومهم للتغير هو بتدمير كل شيء حي رصف الأرض جيدا و بناء مراكز تسوق كبيرة". " هذا ما لن يحدث هنا أبدا مع قليل من الحظ و محاولات جو الدائمة ستبقى مورغان بوينت دائما قديمة الطراز و وراء الزمن كما هي الأن". شعرت مولي بالسعادة أن البلدة ستبقى كما هي لكنها كانت تشعر بالأسى نحو نفسها كانت تفكر بموقف كلاي المتغير. قالت :" يبدو أنك مولع جدا بالبلدة و بالسكان هنا". نظر إليها مستغربا و قال:" أنا فعلا كذلك". "إذا لماذا تريد الرحيل؟". أجاب بتوتر:" هناك عدد من السنين قبل أن أفعل ذلك". " لكنك ستذهب مع كل هذا". "نعم". لكنه لم يكن متأكدا كما كان من قلب منذ أن قابل مولي ، و هو يسأل نفسه مالحكمة من ترك عمل ناجح و عائلته و أصدقائه، و عمر متقدم مريح إلى الضياع في المجهول على شواطئ الكينز ربما لهذا يبدو عليه كل هذا الارتباك. قالت له:" كنت دائما طفلا يحب المغامرات ربما نضجت و إستقريت باكرا جدا قبل أن تتمكن من التخلص من ذلك الإحساس المسيطر عليك." " ربما الأمر كما تقولين كل الذي أعرفه أنني لا أريد أن أنتهي مثل أبي". كانت مولي تعرف والتر كوساك و قد مات بصورة غير متوقعة تماما كما حدث لوالدها كان هذا قاسم مشترك بينهما سألته" بأي طريقة؟". " عمل لمدة أربعين سنة لذات الشركة و تخلى عن أي عطلة حتى عطل نهايات الإسبوع ، و ذلك لكي يجمع ما يكفي من المال لتقاعده كنت الطفل الوحيد لديه و قد ولدت متأخرا في حياتهما معا و عندما كنت طفلا كنت أسأله كي يلعب معي بالكرة أو يذهب معي لصيد السمك". "و ؟ ". " كان مشغولا و يقول أنه سيحظى بفرصة لكل هذا عندما يتقاعد و قد أجل كل أنواع التسلية في حياته و بعدها لم يتمكن أبدا من التمتع بالتقاعد الذي وفره". " أنا أسفة ،كلاي". " لقد فقدت والدك أيضا". " نعم لكنني كنت منشغلة جدا بمعهد الطب حتى أنه مر عدة سنوات قبل أن أفقده حقا أتمنى الأن لو أستطيع العودة إلى الوراء لأتمكن من إعادة ذلك الوقت ثانية". " لكن لا يمكننا القيام بذلك أليس كذلك؟ لا نحظى بفرصة ثانية في الحياة و لهذا لا أريد البقاء في مورغان بوينت و أبقى حائرا ما الذي كان سيحدث معي أريد أن أختطف كل فرصة ممكنة للحياة". قالت:" و عليك أن تبحر على ظهر قارب لتفعل ذلك؟". حاولت مولي أن لا تفكر ما الذي سيحدث إن قررت البقاء في مورغان بوينت و سمحت لنفسها أن تتعلق بكلاي ستشعر بالألم عندما يرحل و هذا أمر أكيد لكن الذي لا تعرفه ماذا عليها القيام به لمنع ذلك. هل عليها التوقف عن رؤيته كطريقة إحترازية ضد الأم المستقبل؟ أم أن عليها أن تقنعه ليغير رأيه؟ قالت :" لقد تأخر الوقت ربما علينا العودة " لكنها لم تتحرك لتصعد إلى الشاحنة و تابعت تحديقها بالنجوم المنتشرة في السماء. قال كلاي :" كنت أفكر مثلك تماما" قالت بصورة غير متوقعة :" هل تؤمن بالقدر؟". " بالطبع". بدأت أفكر أنه مقدر لي القدوم إلى مورغان بوينت من كل الأماكن في العالم التي أستطيع الذهاب إليها لقد إنتهيت هنا إنني طبيبة و كل سكان البلدة بحاجة إلى طبيب بحالة يائسة هذا ليس مجرد صدفة عادية أليس كذلك؟". بدا عليه و كأنه يفكر بما قالته:" قد يكون ذلك لكن إن كان الأمر هكذا هذه الصدفة تدعى راشال و ليديا ". ضحكت و قالت:" أعتقد أنك محق لقد دبرتا كل هذا الأمر". إستدار كلاي نحوها ، و قال:" هناك شيء واحد مهم ستعرفينه إن بقيت هنا في مورغان بوينت ، دكتورة". أحست بضيق في تنفسها لكنها تمكنت من القول:" و ما هو ؟". " أنني دائما على حق". " هكذا إذا ؟". " كنت تقفين هنا لمدة عشر دقائق الأخيرة تنظرين إلى النجوم و تتحدثين عن القدر لكن كل الذي كنت تفكرين به هو أنا". شعرت مولي بالإحراج لكنها قالت:" إذا أنت أيضا تقرأ الأفكار؟". " لا ، لكنني على حق، أليس كذلك؟". " هذا ما فكرت به". ضحكت مولي وقالت:" لو أن أحدا أخبرني منذ عشرين سنة أنني سأقف و أتبادل الكلام بهدوء و إحساس مع كلاي كوساك ، لكنت لكمته على وجهه". قال بإقتناع :" ليس أنا " . " حقا ؟ " . " لقد قلت لك كنت دائما أشعر بالعاطفة تجاهك مولي . لما كنت تعتقدين أنني كنت أحاول أن أجعل حياتك تعيسة كل تلك السنوات ؟ لقد كانت الطريقة الوحيدة لألفت إنتباهك لي ". لم تعلم كيف سترد عليه لكنها قالت :" لكنك بلا شك حصلت على إنتباهي الأن".قالت ذلك و هي تشعر بالإحراج. " ربما علي أن أعيدك إلى المنزل". " ستكون هذه فكرة جيدة". عادا إلى البلدة بصمت كامل و عندما أوقف كلاي شاحنته أمام منزل والدتها إستدارت مولي نحوه و قالت:" أنا لا أفهم ما أشعر به تجاهك كلاي لكن كما يقال في الأفلام القديمة لقد حدث الأمر بسرعة لكن بالنسبة إلى مشاريعك المستقبلية و لشخصيتي غير المستقرة ربما من الأفضل أن لا نسمح للأمور أن تسيطر علينا ربما علينا عدم مشاهدة بعضنا كثيرا". صمت لفترة قصيرة و الصوت الوحيد الذي كان يسمع هو طرق أصابعه على المقود لم ينظر إليها عندما قال :" لا ". " لا ؟ ". " لا هذا غير مقبول أنا لا أريد التوقف عن رؤيتك أنا لا أفهم عواطفي مثلك مولي لكنني لا أريد الهروب منها". قالت تحاربه:"إنها ليست مسألة هروب منها إنها فقط أن نكون حذرين". قال يتهمها:" أنت من تحدث عن الأقدار في الدرجة الأولى ربما قدر لنا أن نمضي بعض الوقت مع بعضنا من نحن لنتحدى القدر؟". نظرت إليه :" أنت تمزح أليس كذلك ؟". " أنا أمزح ؟". " هذا ما أتمناه ". أدار محرك السيارة و قال :" سأتصل بك غدا" .قالت :" جيد". ووضعت يدها على باب الشاحنة فهي لا تشعر بأنها ذكية كفاية عندما يتعلق الأمر بكلاي . قال:" أحلام سعيدة ". " عمت مساء" و خرجت من الشاحنة وهي تشعر بالإحباط فهي متأكدة أن أحلامها ستكون متناقضة
الفصل السادس
قالت راشال تجادلها :" هيا ، مولي لقد وصلت المؤنة و المعدات إلى العيادة و أنا و جو نحتاج مساعدتك". رفعت مولي نظرها عن المجلة الطبية التي كانت تحاول قراءتها كانت خرجت إلى الشرفة لتستمتع بصباح ربيع مشرق ، و لتهرب من أختها التي أتت إليها كزائرة لكنها لا تنفك تكلمها و تطلب منها رأيها، قالت:" لماذا أنت تحتاجين إلي ؟". إقتربت راشال من الكرسي الذي تجلس عليه مولي و إختطفت المجلة منها و أغلقتها :" نريد خبرتك العملية لتساعدينا كي نجهز العيادة". " و ممن كنت ستطلبين المساعدة لو لم أكن هنا ؟". علمت مولي أنه قد تم السيطرة عليها لكن الحقيقة لم يكن ذلك يزعجها فبعد أن أمضت كل هذا الوقت مع أمها ، شقيقتها و صهرها و سكان مورغان بوينت أصبحت معتادة على ذلك . تنهدت راشال بطريقة مسرحية:" آه ، في تلك الحال سنجبر على القيام بذلك بمفردنا بطريقة سيئة ". لكن أشرق وجهها و هي تتابع:" و لحسن الحظ لسنا مجبرين على القيام بذلك نحن محظوظون جدا بوجودك بيننا". قالت مولي تذكرها بقسوة:" لم تحصلوا بعد علي". كان مستشار البلدة صبورا معها لكن عليها بالإجابة عليهم قريبا و عادة هي متأكدة من نفسها و عقلانية لكن يبدو أنها لن تحزم أمرها بالنسبة إلى مورغان بوينت و مع مرور ثلاثة أسابيع هنا أصبحت مغرمة بهذه البلدة الصغيرة و بسكانها المحبين. برغم تحفظاتها إستقبلوها بالترحاب و قدموا لها ثقتهم و إحترمهم لقد عاملوها و كأنها مميزة بينهم إنه لشعور جيد للمرء أن يكون مهما لمن يعيش بينهم. إذا لماذا لم تقرر بعد ؟ أنها تحب فكرة أن تكون قريبة من عائلتها و أن تحضر ولادة شقيقتها عندما يحين الوقت هناك مكافأة خاصة بأن تكون ضمن علاقات محدودة تجعلها تقوم بفرق واضح في حياتهم و مع ذلك هي تريد أن تفكر بالعرض الخارجي عرض لم تذكره بعد لأحد. إذا أرادت أن تضع قائمة بالإيجابيات و السلبيات بالنسبة مورغان بوينت ستحظى بدون شك بلائحة طويلة من الإيجابيات و كل ما يمكنها قوله عن السلبيات أنه يوجد عامل سلبي واحد إسمه كلاي. و على الرغم من كل جهودها لتتجنب إحساسها به كانت تقع في حبه لقد خرجا معا عدة مرات خلال الإسبوعين الماضيين ذهبا للإبحار مرتين و خرجا للعشاء مرات عدة كما و أنهما ذهبا إلى جاكسنوفيل ليحضرا مسرحية. و مهما حاولت أن تقول لنفسها أنهما مجرد صديقين و أنها تتمتع برفقته ببساطة لكنها كانت تعلم أن ما تقوله غير الحقيقة فهي تهتم بكلاي كوساك بطريقة لم تهتم بها مطلقا لأي إنسان و في يوم قريب سيترك مورغان بوينت و عندها ماذا سيحل بها ؟. لقد أصبحت في الخامسة و الثلاثين من عمرها و هي ترغب في الإستقرار تريد منزلا لها و عائلة و أطفال و أخر ما تريده في هذه المرحلة من حياتها أن يتحطم قلبها مع عازب أكثر ما يؤمن به كحياة أليفة هي العيش على متن قارب. قاطعت راشال أفكار مولي بمعانقتها و هي تقول:" أتنمى أن تسرعي بإتخاذ قرارك إن كنت ستبقين أليس كذلك؟ لم أدرك كم كنت أفتقدك حتى عدت و سيكون الأمر جيدا لأمي إن كنت قريبة منها هي لم تقل شيئا لكنها إفتقدتك كثيرا هي أيضا إنها سعيدة جدا منذ قدومك إلينا". " أعتقد أن حقيقة أن لديها زوج جديد و أنها ستصبح جدة للمرة الأولى هي سبب سعادتها و لا دخل لي بالأمر". رفعت راشال كتفيها و قالت:" ربما لكنها بحجة إلينا مولي و أنها تتقدم في العمر". ضحكت مولي :" أرجوك". منذ أن شفيت ليديا من الحادث الذي تعرضت له و هي ربما أفضل الأمهات صحة و حيوية اللواتي تعرفهن مولي. قالت راشال و كأنها تتهمها:" لقد غبت لوقت طويل جدا..." فتحت مولي المجلة وضعتها أمام وجهها كي تخفي إبتسامتها و قالت:" لا تحاولي أن تضعي علي المزيد من الإحساس بالذنب شقيقتي الصغرى لن ينجح هذا". سألت راشال بحدة:" إنه كلاي أليس كذلك ؟ ". تظاهرت مولي أنها لم تفهم قالت :" ماذا به كلاي ؟". و قد شعرت بالإنهيار من ملاحظة أختها القوية. " إنه السبب الذي يجعلك تترددين بالقبول". و أخذت تسير بخطى واسعة على الشرفة و يستطيع من ينظر إليها أن يراها تتمزق بين إحترامها لكلاي و حبها لأختها و بين إهتمامها الشخصي. قالت مولي:" لا علاقة لكلاي بهذا ". تضايقت أنها غير صادقة لكنها غير مستعدة لتبحث و تناقش إحساسها نحو كلاي كوساك حتى و لا مع راشال فهي لا تفهم نفسها حتى تابعت:" إنه قرار كبير و مهم .. قرار سيؤثر بما تبقى من حياتي و أريد فقط أن أتأكد أنني أقوم بالعمل الصائب". جلست راشال على المقعد الصخري الخاص بزوج أمها و قالت:" لا داعي للكذب مولي لنتحدث بصراحة كلاي رجل رائع و أنا أحبه كأخ لكن خذي بنصيحتي أختاه لا تعلقي أية أمال عليه". " أنا لا أفعل ذلك". " خبر جيد هل تعلمين لو حدث ذلك منذ سنتين أو ثلاث كان لديك الفرصة بالسيطرة عليه إقناعه كان أكثر إستقرارا من الأن لكنه تغير إنه ليس كلاي القديم نفسه الذي كنت أعرفه دائما". " ربما أنت من تغير راشال". " لا بل هو لقد ملأ قلبه بذلك الحلم"القارب المنقذ" و هو عنيد بما فيه الكفاية ليجعل الأمر ناجحا إنه أكثر الناس إلحاحا من بين كل الذين أعرفهم و الشيء الوحيد الغريب أنه أتى إلى هنا أولا". " ماذا تقصدين بكلامك ؟". كانت مولي ترغب في إستغلال أي فرصة تسمح لها بمعرفة المزيد عن كلاي . " عندما كنا أطفالا كان دائما يتكلم كيف سيسافر ليكتشف العالم عندما يكبر". قالت مولي و هي تبتسم:" أتذكر ذلك و كنت دائما تناديه قبطان المغامرات". " لأسباب قوية". " أعتقد حتى أن الفراشات تحب أن تستقر في مكان ما". فسرت راشال لها:" مورغان بوينت هي المكان الذي تنتهين فيه عندما تنتهي مغامراتك بعد أن تنتهي من كل ما يدور في العالم إنها ليست مكانا لنبدأ منه". " أعتقد أن شراءه للصيدلية و القيام بعمل ناجح فيها كان أمرا مثيرا لكلاي في البداية و الأن لا يجد العمل هكذا نوع من التحدي فهو يفقد الإهتمام بعمله". تساءلت مولي إن كان سيفقد الإهتمام بها أيضا هذا إن سمحت له أن يعرف كم هو مهم لها. " قد يكون هذا جزء من المشكلة لكن أعتقد أن الأمر أنه أصبح في الثلاثين من عمره و هذه نقطة تحول كبيرة في حياة الرجل ربما قرر أنه حان الوقت للقيام بكل تلك الأشياء التي كان يتحدث عنها و من الأفضل له أن يبدأ بذلك". " ربما أنت على حق فأنت تعرفينه أكثر من أي شخص أخر". شكت مولي إن كانت ستتمكن من فهمه يوما. " هذا صحيح فأنا أفهمه كثيرا و أعلم أنه ليس عليك ربط مصيرك برجل لا يملك الإدراك الجيد ليدرك كم سيخسر عندما يرحل إجعلي قرارك مرتكزا على العمل الأفضل لك مولي و لا تحاولي أن تركزي على كلاي كوساك أنه عنصر متغير". أظهرت مولي بعض الحماس و هي تقول :" سأفكر بذلك مليا حسنا هيا علينا التحرك إذا كنا نريد أن نفرغ كل الصناديق اليوم". قفزت راشال و هي تضحك بثقة:" أنت تقصدين أنك ستساعديننا". " و هل شككت بالأمر؟". " في الحقيقة لا". " لم أعتقد ذلك لكن يجب أن تدركي أنني لا أستطيع مقاومة تجهيز عيادة جديدة ". " كنت أعتمد على ذلك بكل الأحوال". قابلتا جو في العيادة و مضى الثلاثة ما تبقى من النهار و هم يفرغون الصناديق. تأثرت مولي كثيرا بالكمية و النوعية التي طلبوها لتجهيز العيادة و بينما كانت تضع المواد الطبية في أماكنها لم تستطع التوقف عن التفكير عن إستعمالها في تخفيف الآلام و إنقاذ حياة الناس في عيادتها الخاصة. قالت :"لقد قمت بإختيار ممتاز جو كيف عرفت ماذا ستطلب؟". " لم أفعل هذا أرسل لي كلاي بائعا إختصاصه تأمين العيادات بالمعدات اللازمة و قد حصل على الإمتياز ". قاطعته راشال :" و حصل أيضا على الحسومات ". قالت مولي و هي تنظر إلى المعقم للآلات:" هذا آخر موديل بهذا الخصوص". قال جو يذكرها:" لقد أخبرتك بذلك من قبل إنها ستكون عيادة من الدرجة الأولى و لهذا نريدك أنت" . وضعت صندوقا في الخزانة و إستدارت نحو أختها و صهرها قائلة:" هناك شيئا أريدكما أن تعرفانه". تنهدت راشال و قالت:"و أخيرا ! أعتقدت أنك لن تقبلي مطلقا". قال جو :" هل قررت البقاء معنا؟". لم تكن مولي متأكدة كيف ستنقل لهما الخبر لقد أحتفظت به لنفسها لمدة ثلاثة أيام متمنية أن يسهل عليها الأمر لتزفه لهما لكن لم يحدث هذا. قالت :" ليس هذا ما أريد قوله بالتحديد". " إذا ماذا هناك أختاه؟". " لقد تلقيت إتصالا هاتفيا من باربرا جيمس صديقة لي من أيام الدراسة و هي تؤسس مركزا طبيا للعائلات في بالم بيتش الأن". لهجة الشك التي رمتها بها راشال و هي تقول :" و ؟ ". جعلت الأمور أكثر صعوبة على مولي. " إنها ناجحة جدا في الحقيقة و هي تطور نوع عملها". أتى دور جو الأن ليشك بالأمر :" و ؟ ". " و عندما علمت أنني عدت إلى فلوريدا إتصلت بي ". قالت أختها بحزم:" لقد قلت ذلك من قبل ". " تريد التحدث معي عن نوع من الشراكة ". كانت خيبة أمل راشال واضحة و هي تقول :" مولي ! أتمنى أن تكوني قد قلت لها أن تنسى الأمر ". " في الحقيقة قلت لها أنني سأذهب إلى بالم بيتش لأرى ما هو عرضها". أخذت راشال تسير بالغرفة غاضبة قبل أن تبدأ بالصراخ على أختها:" آه مولي لن تفعلي ذلك أنا لا أصدق أنك ستذهبين من وراء ظهرنا". إعترضت مولي قائلة :" أنا لا أذهب من وراء ظهرك فأنا أخبركم بالأمر الأن حتى قبل أن أذهب". " لكن لتوافقي على عرض آخر ! لا أستطيع التصديق أنك عديمة الشفقة ". " لم أوافق على أي شيء بعد أعتقد أنني بحاجة لأكون متأكدة تماما قبل أن أقرر". إمتلأت عينا راشال بالدموع و قالت:" كنت أعتقد أنك متأكدة فكرت أخيرا أن العائلة قد تعني لك شيئا و أعتقد أنني كنت مخطئة" و سارت نحو الباب. " راشال إنتظري دقيقة ألا يمكننا التحدث بالأمر ؟". شعرت مولي أنها يائسة من تعابير الغضب على وجه أختها. " لا جو أريد العودة إلى المنزل ". لم تغلق الباب بقوة وراءها لكن الصمت السائد كان له ذات الوضع. إستدارت مولي نحو جو و قالت:" إنني أسفة لم أقصد أن أسبب لها كل هذا الإزعاج ". حاول أن يخفف عنها قائلا:ط لا تقلقي بشأن راشال ففترة الحمل هذه جعلتها عاطفية جدا ستتمكن من تفهم ما يحصل". " أتمنى ذلك". " بالطبع سنصاب كلنا بخيبة أمل إن قررت الإنتقال إلى مكان آخر لكننا سنحاول أن نتفهم أرادتك". نظر جو حوله بندم و تابع بإقتناع مع قليل من الحظ:" سنتمكن من إيجاد طبيب بديل قبل الموعد النهائي للحكومة". " و أنت أيضا قاسي ". " ماذا ؟ ". " إذا كنت تحاول أن تجعلني أشعر و كأنني إنسانة فاسدة لأنني أحاول أن أرى إحتمالات أخرى فلقد نجحت بذلك". أكد لها جو :" لا أريدك أن تشعري بالسؤ مولي لكن لا أريد أن أخسرك في بالم بيتش أيضا إذا كان الأمر يتعلق بالمال فقد أستطيع أن أضيف لك بعض المنافع بإتفاق مع المستشار ". " لا جو العرض الذي قدمتموه كريم بما فيه الكفاية " بطريقة ما شعرت و كأنها خانت ثقتهم لكنها تعلم أنها تقوم بالخيار الصحيح. " كيف لي أن أعرف أن مورغان بوينت هي المكان الأنسب لي إذا لم أعرف ماذا يمكن أن تقدم لي الأماكن الأخرى ؟". " أنت على حق بالطبع " ناولها المفتاح و تابع:" علي الذهاب وراء راشال هل يمكنك أن تقفلي العيادة عندما تغادرين ؟". " بالتأكيد " و راقبته مولي يغادر توقف عندما وصل إلى الباب و قال:" أعلم أنك ستقومين بالخيار الصحيح في النهاية ، مولي". إبتسمت له و هي تشعر بالثقة بالنفس لكنها كانت لا تشعر حقا بنصف ما تظهره من شجاعة. عادت إلى عملها أخذت ترتب المواد الموجودة كي تبعد تفكيرها عن رد فعل أختها و هذا أيضا ساعدها على أن لا تقلق لأنها لم ترفض عرض باربرا على الفور. ما أن تنقلت في العيادة حتى تخيلت مولي أن العيادة مليئة بفريق العمل و بالتجهيزات الكاملة هي تعلم كيف تستطيع أن تؤمن العمل داخل هذه العيادة إلى الدرجة القصوى و هذا ما تعلمته في عملها السابق و بمساعدة إداري مختص و ممرضين متفانين ستصبح مورغان بوينت مثل يحتذى عن الإعتناء الكامل بالصحة و بما أنها الطبيبة الوحيدة هنا ستؤمن خدمات أساسية للسكان الذين كانوا يذهبون إلى جاكسنوفيل للحصول عليها. قال بإصرار :" حسنا ماذا ستقولين ؟". " إذا كنت تريد أن تعرف سأذهب لرؤية صديقة قديمة لي في بالم بيتش أبدت باربرا جيمس إهتماما في أن أنضم إليها في عملها الجديد إنتهت القصة و هي ليست مأساوية على الإطلاق و لا أدري سبب كل هذا الشجار لم أقل نعم لأحد بعد ". " لكنك لم تقولي أيضا لا و قد يفسر البعض أن هناك إحتمال بالقبول ". " و إن يكن ؟". تعبت مولي من شرح رأيها طوال الوقت و توترها كان واضحا بإجابتها المقتضبة . " أرأيت ، المشكلة أنك أيضا قلت لنا ربما و هذا كنوع من تعطي موعدين لحفلتين مختلفتين مولي". " هل لي أن أفترض من سؤالك أنك موافق مع راشال و جو؟". " نعم لقد خاب أملي أنك ستفكرين بعرض جديد". " و لما تهتم؟ فأنت لن تكون هنا لفترة طويلة". " هذا صحيح لكن عائلتي و أصدقائي هنا سأرتاح أكثر إن عرفت أنهم يحظون بعناية طبية جيدة ". تابعت كلامها و كأنه لم يقاطعها :" بينما أنت تتجول في أرجاء العالم متجنبا أي مسؤولية". صحح لها و هو يضحك :" بينما أنا أقوم بملاحقة السعادة و حسب المعطيات يحق لي القيام بذلك". قالت :" و أنا لا يحق لي بذلك". أدار بعينيه و عندما تكلم قال كلماته بعناية و بصوت ناعم و كأنه شخص عاقل جدا و يتحدث مع آخر لا منطق لديه:" ستكونين هنا أكثر سعادة من وجودك في بالم بيتش كل شخص يعرف ذلك كما و أن هذه هي الحياة لديك واجب تقومين به". قالت بإصرار :" الناس هنا ليسوا تحت مسؤوليتي ليس حتى الآن فأنا لم أعد أحدا بالبقاء و حتى أفعل..". قاطعها قائلا:" آه لكنك بقيت هنا لثلاثة أسابيع طويلة و إذا كان لا يعجبك المكان كان عليك قول ذلك و المغادرة منذ وقت طويل". إعترضت بضعف:" كنت أقوم بزيارة". قال :" بل كنت تتلاعبين بنا دكتورة و لقد إستغليت حاجتنا إليك". " لا لم أفعل". " كنت تتسلين بنا طوال الوقت بينما كان لديك عرض آخر على الطريق". قالت و هي متأثرة:" لا لقد تحدثت مع باربرا منذ ثلاثة أيام فقط". "إذا ماذا تنتظرين؟". " كلاي ألا يمكنك أن تكون جادا لمدة خمس دقائق؟". " آه هل تعلمين أتيت كي أتوسل أن تبقي هنا و هذا يضعني في موقف ضعيف". إبتعدت عنه و هي تضحك قالت:" لا بد أنك مجنون و لو لم تكن ذكيا جدا لما سمحت أن أتحدث معك يوما و الأن أذهب من هنا فلدي عملي يجب إنهاءه". " أسمعي مولي أفهم لما عليك التأكد من إمكانية نجاحك في بالم بيتش أنا حقا أفهم و بصراحة لا ألومك أنت تدينين بذلك لنفسك كي تكتشفي كل فرصة ممكنة". " شكرا لك رأيك يعني لي الكثير". " لكن بينما تكونين هناك تتحدثين عن الفوائد المالية و حسابك المصرفي تذكري أن المال لا يصنع السعادة". قالت:" إلا إذا كان لديك الكثير منه و صرفته كله على نفسك". " أعرفك أكثر من هذا أنت لم تدخلي مجال الطب من أجل المال أنت تهتمين للناس و ربما تهتمين كثيرا و قد تكون هذه مشكلتك". قالت:" المشكلة أن البلدة كلها تعتقد أنها تعرف ما هو الأفضل لمولي فوكس و أنت واحد منهم". في تلك اللحظة و لثانية واحدة عرف كلاي ماذا يريد أن يكون ليس واحدا من الناس الذين يحبون مولي بل من يحبها بقدر الجميع و فكرة الرحيل أصبحت فجأة من أسخف الأفكار حتى أنه لا يتذكر لما خطط له عليه أن يذكر نفسه بالحرية و الإستقلال و العيش براحة إلى الأبد. قال هامسا :" إكتشفي ما هو عرض صديقتك و لا تنسي ماذا يمكن قد تحصلين عليه هنا". شعرت و كأن قلبها قد تقلص هل سيكون لديه دائما هذا التأثير عليها قالت:" هل تعلم كلاي عندما تتوقف عن إلقاء النكات و المزاح تستطيع إسداء نصائح جيدة". " حقا أفعل ذلك؟". قالت:" نعم عليك أن تحاول القيام بذلك أحيانا".
الفصل السابع
بعد مرور يومين تركت مولي سيارتها البلايزر في مطار جاكسنوفيل و إستقلت الطائرة إلى بالم بيتش إستقبلتها باربرا جيمس ، قررتا زيارة العيادة بعد دوام العمل و تجولت في أرجاء المدينة الواسعة و عرفتها على شريكيها الباقيين زوج شاب و زوجته. قالت باربرا :" عملنا هو الإهتمام بالمرضى من لحظة ولادتهم حتى الموت . روب هو طبيب أطفال و كاثرين تعمل في علم الشيخوخة و أنا أهتم بكل الحالات بين المرحلتين و نحن حقا لدينا أعمال كثيرة في الواقع لا أحد منا يتقبل أي مريض جديد الآن و هنا يأتي دورك". أنهت كلامها و هي تبتسم. سألت مولي :" و ماذا عن المراجعات الطبية؟". قالت باربرا متضايقة:"لسنا بحاجة إلى تلك المراجعات في هذه الأيام لكن لدينا علاقات جيدة مع الأقسام الأخرى في المبنى جميعنا نعترف بفائدة المستشفيات المحلية و نحن نحاول أن نحتفظ بمستوى معين من المرض نحن ندير مؤسسة موكلة بهذا الخصوص". كانت مولي معتادة أن لا تتحدث عن الأعمال و هي تتناول طعامها لكن من الواضح أن الأطباء الباقون لا يتبعون عادتها أخذوا يقدمون الوقائع و التصورات راغبين في التأثير بها من خلال الربح المادي الوفير. حاولت أن تتمتع بالعشاء الشهي لكن بدا لها أن الأطباء الثلاثة الباقون مهتمون بالربح الإضافي و الكلفة المضافة على التأمين الكامل و الذين يحاولون تأمينها من خلال إقامة مختبر. إعتقدت أن وجود مختبر بالعيادة قد يجعل الأطباء يطلبون فحوصات مكلفة و غير ضرورية قالت لها باربرا أن عليها أن تعتاد على طلب هذه الفحوصات لتتأكد أن لا مجال للإدعاء. قال روب:" نحن لا نستقبل مرضى فقراء و نجد أن العمل معهم صعب". سألت مولي:" و ماذا عن الإهتمام بصحتهم؟". " آه هناك أطباء كثر في المدينة يهتمون بهم أو أنهم يذهبون إلى المستشفيات العامة". تابعت باربرا:" كل شريك منا عليه أن يتوقع أن يزيد نسبة أرباحه كل شهر و كل منا يناله أكثر من راتبه هو ربح إضافي له". قالت كاثرين:" و إذا كنت مدمنة أعمال مثل صديقتك سيكون هذا العمل مربحا جدا لك". قالت مولي:" هناك عدة ساعات للعمل في النهار فقط". قال روب:"لدينا موظفين أكفاء حيث يهتمون جيدا بمواعيدنا و حتى لو تم إلغاء موعد أو إثنين يمكنهم إيجاد البديل على الفور". قالت:" أنا لا أحب أبدا المواعيد الكثيرة فعلى المرضى أن ينتظروا بهذه الحالة و هذا غير مناسب لهم". نظر الأطباء الثلاثة إلى مولي و كأنها قالت كلام لا يتم إلى الموضوع بصلة. قالت باربرا ببرودة:" ما يناسب المرضى خارج إهتماماتنا". سألت مولي:" و ماذا عن نوعية الإهتمام؟ كم من الوقت تمضون مع كل مريض؟". ضحك روب لم يكن من السهل عليه الإجابة :" أقل ما يمكن". هناك أسئلة مهمة عليها أن تسألها قالت:" و كيف تبدأون التحدث مع المريض؟" . سألت باربرا:" ماذا تقصدين؟". " هل تمضون بضع دقائق تتحدثون معهم عن حياتهم الخاصة أم أنكم تبدأون على الفور بالمعاينة؟". نظر الأطباء الثلاثة إلى بعضهم و هم يتساءلون أن كان هذا السؤال يحمل خدعة ما. قالت كاثرين:" عادة أسأل المريض كيف يمكنني أن أساعده و أين الخطأ بذلك؟". تابعت مولي بإصرار:" ماذا تفعلون إذا قدم المريض معلومات قد تغير أو تؤثر على تشخيصكم للمرض؟". بدا على الثلاثة الإرتباك قالت باربرا:" أعتقد أننا خرجنا عن الموضوع". و سحبت ملفا من حقيبتها و وضعته على الطاولة تابعت:" هذا ما نستطيع تقديمه لك مولي لنبحث بعض التطورات و أعتقد أننا نتفق جميعا أننا لم نمض إثني عشرة سنة في التدريب و التحصيل العلمي لنصبح محسنين". في الوقت الذي إنتهى فيه موعد العشاء كانت مولي قد إتخذت قرارها ليس فقط من أجل بالم بيتش بل أيضا بشأن مورغان بونيت كان عرض باربرا جيد جدا لكنها تعلم أنها لا تستطيع ممارسة هذا النوع من العمل مرة إعتقدت أن هذا ما تريده لكنها الأن تعرف أكثر من هذا. مع أنها كانت دائما تعترض على كل ما يعيق راحتها و كانت تشك أنها ستكون سعيدة من دون كل التسهيلات التي تقدمها المدن الكبرى الوقوع بفخ النجاح قد يجعل أي طبيب شاب ينسى لما دخل هذا المجال منذ البداية و مع أنها لا تستاء من باربرا و صديقيها لكن ببساطة ليست هذه طريقتها في العمل و هذا ماقالته لصديقتها بأبسط كلمات أستطاعت أن تجدها. مرحبا قالت لها باربرا و هي تعيدها إلى منزلها لتحضر مولي حقائبها قبل أن تعود إلى المطار:" أعتقد أنك تقومين بغلطة كبرى". كانت مولي قد قررت إمضاء عطلة الأسبوع هناك لكن يبدو أنها أصبحت جاهزة للعودة إلى بيتها ؟ هل أصبحت مورغان بوينت تمثل لها البيت و الأمان في فكرها ؟ بعد مرور ثلاثة أسابيع فقط؟ فجأة أحست و كأن قلبها قد أصبح أخف وزنا منذ زمن طويل لقد شعرت و كأنها قامت بالأختيار الصحيح. قالت لصديقتها:" لا باربرا أحترم ما تفعلينه هنا و أنت و الأطباء الآخرين لكن هذا العمل ليس لي أنا لا أنظر للمريض و ألمح من خلاله أوراقا مالية". ضحكت باربرا:" من المفترض أن أدافع عن هذه الملاحظة لكنني لن أفعل فنحن صديقتان منذ زمن طويل". "شكرا لتفهمك" " إذا أخبريني عن مورغان بوينت" . و هذا ما فعلته مولي بطريقة مطولة و محببة أخبرتها عن الناس و عن السنديانة المشهورة و عن المحلات في الساحة أخبرتها كم تشعر بالرضى بأن تعيش في بلدة تعرف كل من فيها . قالت و هي تضحك:" أريد أن أصبح عجوزا هناك باربرا أن أصبح الدكتورة مولي العجوزة عانسا تعرف كل الأسرار الخفية لكل شخص في البلدة". رافقتها باربرا إلى بوابة المطار و قالت لها و هي تودعها:" قد تصبحين عجوزا مولي فوكس لكنني أشعر بأنك لن تكوني سريعة الغضب أو حتى عانس".
****
كانت مولي لا تزال نائمة عند الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي لوصولها في ساعة متأخرة من ليلة أمس . إستيقظت لتسمع أحد ما يدق بعنف على باب منزلها تذكرت أن والدتها و زوج أمها قد غادرا لزيارة شقيقة أرني في أورلندو فنهضت مسرعة لتفتح الباب. رأت رجلا متأثرا جدا يقف هناك :" آه أنت هنا دكتورة أنا راي جونسون لقد تعرض إبني للدغة نحلة و هو مريض جدا". تنبهت مولي للخطر على الفور و قالت:" منذ متى؟". " منذ أقل من ساعة تقريبا لم نهتم بالأمر أقصد يتعرض الأطفال دائما للدغ من قبل أنواع كثيرة من الحشرات". قالت و هي تعود إلى غرفتها:" لحظة و سأعود إليك كم هو عمر إبنك؟" " ثلاث سنوات". شعرت مولي بإحساس غريب و هي تسرع بالعودة إلى غرفة الجلوس قبل مرور ثلاث دقائق قالت:" هل لديه أي عوارض حساسية من قبل؟". قال الوالد المسكين و هو يكاد يبكي :" لم يحدث له ذلك من قبل إنه يعاني من مشاكل في التنفس". " أين هو الأن؟". " أنه في السيارة مع باتسي كنا سنذهب إلى غرفة الطوارئ في جاكسنوفيل عندما رأيت سيارتك البلايزر من حظنا أنك هنا". حملت مولي حقيبتها الطبية و أسرعت بالخروج لتصعد إلى المقعد الخلفي حيث وجدت إمرأة شابة تحمل ولدها الصغير بين ذراعيها كان الولد قد بدأ يفقد وعيه و الإصابة في ذراعة قد تورمت و تحولت إلى لون أحمر داكن. قالت مولي:" خذنا إلى العيادة بأسرع ما يمكنك". أسرع راي بالقيادة بأقصى سرعة أخذت مولي الطفل من أمه و مددته على ظهره و رفعت ساقيه ليتمكن الدم من التدفق إلى قلبه و رأسه. قالت باتسي و هي تبكي:" ماذا به تيمي؟ كيف يمكن لنحلة أن تصيبه بكل هذا السؤ ؟". قالت مولي:" لدى تيمي حساسية ضد لسعة الحشرات و هذا ما سبب له هذا الضيق في التنفس هذا النوع من الحساسية نادر لكنه قد يكون خطرا". " هل سيكون بخير؟". سألت الأم ذلك و هي تبكي بهستيريا عجيبة. " ما أن نصل إلى العيادة حتى أعطيه حقنة ضد الحساسية في معظم الحالات هذا يكفي لتوقف الإصابة". كانت باتسي لا تزال تبكي عندما وصلوا إلى العيادة أسرعت مولي بفتح الباب و تجهيز المواد اللازمة التي ستحتاجها أسرع راي إلى غرفة المعاينة و هو يحمل تيمي بين ذراعيه لحقت بهما باتسي و هي تبكي بصوت عال. قال راي و صوته مليء بالرعب:" أعتقد أنه لم يعد يستطيع التنفس دكتورة". صرخت باتسي :"آه أرجوك ! إفعلي له أي شيء !". في لحظات جهزت مولي إسعافات للقلب و للوريد الرئوي لم تذكر لهما كم أن الحياة مهددة بالنسبة لطفل بعمر تيمي لأنها لم ترد إخافة والديه البائسين أكثر مما هما خائفين لكنها كانت تعلم أنها تفقد القليل من الأمل المتبقي لها فركزت على عملها مبعدة كل الأفكار السيئة و أخذت تعمل بإيمان و هدؤ لإنقاذ حياة ذلك الطفل الصغير. ما أن إستعاد تيمي تنفسه و دقة قلبه المنتظمة حتى جهزت حقنة ضد الحساسية بعد مرور دقائق على ذلك إستعاد الطفل لونه و كان يتنفس بسهولة واضحة. للمرة الأولى رفعت مولي نظرها عن مريضها قالت تؤكد لوالديه:" إنه سيصبح بخير الأن لقد كانت إصابة قوية لكن تمكنا من إحضاره إلى هنا في الوقت المناسب". قال راي و الدموع تنهمر على وجهه :" شكرا لله دكتورة شكرا لك لإنقاذ حياة ولدي". ضمتها باتسي إليها و قالت:" لم يكن ليعيش حتى نصل إلى جاكسنوفيل أليس كذلك دكتورة؟". علمت مولي أن عليها أن تكون صادقة مع الوالدين حتى و لو كانت الحقيقة مؤلمة :" ربما لا كان لديه حساسية قوية و لقد قمتما بالعمل الصائب بإحضاره إلي". و هي أيضا قامت بالخيار الصحيح عندما تركت بالم بيتش باكرا و عادت إلى هنا قبل الموعد المحدد لقد ساعدها القدر على إنقاذ حياة هذا الصبي الصغير ليؤكد لها أنها في المكان المناسب في الوقت المناسب. قال راي:" إنني سعيد جدا أنه أصبح لدينا طبيبة في مورغان بوينت الأن سنشعر بالراحة أكثر و نحن نعلم أنك هنا". سألت باتسي متأملة:"إذا ستبقين معنا دكتورة فوكس ؟". إبتسمت مولي و هي تداعب رأس مريضها الصغير كان قد إستعاد وعيه و عيناه السوداوان تنظران إليها مستفهمة لم يفهم ماذا حدث له لكنه يبدوا أنه يعلم أنه بين يدين جيدتين لأنه إبتسم لها كانت إبتسامة ضعيفة لكنها حملت معاني العالم كله لمولي شعرت و كأنها قد أعطيت هدية رائعة. قالت لعائلة جونسون بحماس :"آه نعم لن تتمكن الخيول البرية من جري من هنا الأن". أبقت تيمي في العيادة لعدة ساعات لتراقبه و بعدها أرسلته إلى المنزل مع والديه أعطتهم حقنة ضد الحساسية و علمتهم طريقة إستعمالها في حالة تعرض تيمي لأي لسعة مرة ثانية. و طالبت منهما أن يأخذا الطفل إلى طبيب أخصائي في الحساسية في المدينة حيث يساعدهما ليفهما مشكلة تيمي و يعلمهما كيف يتعاملان معها.
--------------------------------------------------------------------------------
بعد ان غادرت عائلة جونسون جلست مولي على مقعدها الكبير والمريح وراء المكتب الذي سيصبح عما قريب مكتبها وقبل ان تتمكن من الاتصال بجو لتعلمه بقرارها فتح باب العيادة واسرع كلاي بالدخول وقال "لقد سمعت للتو عن تيمثي جونسون" هزت راسها وقالت"لن اعتاد كيف تنتقل الاخبار بسرعه في هذه البلدة" قال بقلق واضح "لقد ساعدت في انقاذ حياته" "انني طبيبة كلاي وهذه هي مهنتي" "ربما ماكان ليعيش مدة دقيقة ليصل الى ماكسوتفيل كان قد مات لو لم تساعديه " نظرت الية ولاول مرة منذ بداية هذا الصباح امتلات الدموع في عينيها "نعم اعتقد ان هذا ماكان حدث كانت نتيجة اللسعه سيئة جدا" اسرع كلاي بالقول "شكرا لله انك عدت مولي" سكتت مولي ولم تدرك كم كانت متوترة حتى الان قال بصوت هامس "من المؤكد انك ادركت الان كم هم بحاجة اليك سكان مورغان بوينت" انها تدرك تماما فالبلدة بحاجه اليها كما هي تحتاج مورغان بوينت انها بحاجة الى مكان يصبح بيتها مكان تنتمي اليه ارادت ان ترى تيمي جونسون ينمو ويكبر علمت الان انها تستطيع التخلي عن مهنتها نهائيا على ان تكون جزء من عمل في هذه البلدة قال "انتظرت قليلا اعتقدت انك ستمضين اجازة الاسبوع في بالم بيتش لما عدت باكرا" قالت بتواضع "القدر" صمتت للحظة بعدها قال "انت ستبقين هنا اليس كذلك؟" "وكيف لي ان لاافعل" "وما الذي جعلك تقررين؟" قالت بمرح "ادركت بعد التحدث الى باربرا وشريكيها انني لم اخلق لامارس النوع من العمل انهم يريدون مؤسسة للعلاج" "وهذا حملك للعوده باكرا" قالت ببساطة"اردت العودة الى دياري" "لقد قمت بالعمل الصواب مولي ولن تندمي ابدا على خيارك بالبقاء" "اعلم " وتمنت انة لن ياسف ابدا لانة اختار الرحيل فهي تعلم انها تستطيع ان تحقق كل احلامها العملية في مورغان بوينت وهي تشعر بالسلام والرضى لذلك ليست متاكدة من حياتها العاطفية كيف ستكون حياتها بدون كلاي ؟ انه لا يفهم انة قد يكون مهما لشخص كما قد يكون شخص واحد مهم لبلدة اردت ان تخبرة ذلك لكن لن يكون عملها هذا امرا عادلا لقد كان واضحا منذ البداية انة سيترك البلدة يوما ما ومهما سيؤلمها ذلك عليها ان تدعه يرحل لانها تحبه حقا فهي لا تريدة ان يقدم أي تضحيات من اجلها قد يندمان عليها لاحقا ولانها تحبه ستجعل الامور اكثر سهوله عليه ليرحل سارت نحو مكتبها وقالت "اعتقد ان علي الاتصال بجو لازف اليه الاخبار الجيدة" "من المحتمل انه عرف الان لكن اتصلي بة بكل الاحوال ستجعلين اختك سعيدة وهكذا لن تستمر بالذهاب الي في منتصف الليل لتطلب الشراب الفوار لتهدئة الامها" ضحكت مولي لكنا لم تكن سعيدة ابدا كما كان يبدو عليها "شكرا لكل انك صديقي كلاي" جلس على زاوية المكتب وقال "اه هل انا كذلك؟" "اتمنى ان نكون اصدقاء دائما يمكننا التنزه احيانا لكن علينا ان نذكر انفسنا انة لا يجب ان نسمح لقلبينا ان يرتبطا ببعضهما" توتر كلاي هل اخطاء بقراءة تصرفاتها كليا؟ قال"انا لا افهم مولي" "لا تدع التلاعب كلاي بعد ان اتخذت قراري الان علينا مواجه الحقائق سابقى في البلدة لفترة طويلة وانت لاتستطيع الانتظار كي ترحل وما ان تؤمن حياتك في قارب سترحل الى الابد" "و؟" "واعتقد انة من الحماقة لكلينا ان نفكر ببعضنا بعمق " قال ببرود "اكثر مما نحن علية الان" "لااعتقد انني استطيع ا ناحب واتخلى عمن احب بسهوله وبساطة" لم يكن كلاي متاكد الى اين سيوصل هذا النقاش فقال "اذا متى استطيع ان اراك ثانية؟" "كلاي الم تسمع ولا كلمة مما قلته؟" "مارايك بتناول العشاء معا الليلة؟" " انا اسفه لا استطيع" "مساء غد؟" "كلاي اعطني بعض الوقت اتفقنا؟" وافق على مضض "حسنا لكن لا تدعي ذلك الوقت يطول"
**********
بعد مرور عدة ايام استمرت مولي بمعاملة كلاي بتباعد واضح كانت عائلتها سعيدةجدا بقرارها ومستشار البلدة مبتهجا بقبولها عرضهم وضعت الخطط لتصبح مالكة منزل الطبيب كولي وهكذا طلبت كل مايلزم من تصليح واعادة طلاء وانغمست مولي كليا بعملها وعلى عجلة استخدمت ممرضه وعاملين للمكتب وقبل ان يمضي شهر واحد استخدمت هيثر كعامله لتجيب على الاتصالات الهاتفية وما ان اشتهرت قدرتها كطبيبة ماهرة وخاصة من خلا ل والدي تيمي جونسون اصبحت منهمكة جدا بعملها كانت تعمل بشكل لا يعطيها أي وقت في النهار لتفكر بكلاي وعندما كانت تفعل كانت تشعر بالاسى لن يعرف حقا اهمية الحب لكليهما كانت تصل الى العيادة كل يوم عند الساعة السابعه لتراجع ملفات المرضى قبل ان تعاين اول مريض لها عند الساعه الثامنة خلال الاسبوعين الاولين كانت الحساسية والنزلات الصدرية الام الاذن وكل الالام العادية كما طلب منها ان تذهب لتقطب ساق مزارع ولتجبر ذراع ولد اقترحت ماري ممرضتها الجديدة ان تضع ملصقلت بشان الصحة المدرسية الابتدائيه وهذا المشروع قادها لتؤسس عيادة للاطفال عن التلقيح والحضانه الاطفال ولقد شعرت بالامتنان من التجاوب السريع والايجابي من البلدة وما ان اشتهر الحديث عن الطبيبة الجديدة حتى توافد الناس البها من القرى المجاورة والمناطق البعيدة وخلال اسابيع قليلة اصبح جدول مواعيدها مليء جدا لكنها اعلمت فريق عملها انها لن ترد احد يريد معاينه طبية وستطيل ساعات العمل ان اجبرت لكنها سترى كل من هو بحاجة ولان الاعمال مازالت مستمرة في منزلها كانت مولي منهكة في غرفتها في منزل امها بعد يوم عمل شاق كانت متعبه لكن راضيه انها تؤمن لسكانها بلدتها ما يحتاجونة من خدماتها لم تعد تقلق كيف ستكمل حياتعا فسكان البلدة استقبلوها بايدي مفتوحه وقوالب حلوى وماكولات كلها من صنع ايديهم المنفعه الوحيدة من كثرت انشغالها هي انه كان من الصعب عليها ان تتجنب رؤية كلاي من دون كل هذا العمل اعطت التعليمات لموضفيها ان يقولون انها مشغوله عندما يتصل بها الا اذا كان سبب الاتصال توضيح لطلبها كانت تتكلم معه ببساطه وهي تطلب تغيير وصفه لم يجدها مريضها واحيانا قليلة كانت تتصل بة لتستعلم عن التاثير المضادة لدواء معين لكنها لم تدع ولا مرة الحديث يتعدى ذلك كان الامر مختلفا في المساء كان يمر دائما على منزلها الجديد ويساعد في الاعمال المتداولة كانت دائما منتبهة لمساعدته والتظاهر المستمر بانها لاتندم على تغير علاقتهم وعملها الدائم في العيادة جعلها مرهقة وحزينة كانت متعبة ومنشغلة دائما حتى كاادتان تقنع نفسها انها لاتشعر بالوحدة لكن الحقيقة كانت تفتقده مع انها كانت تراه دائما كان من المؤلم ان تهتم لاحد ماعليها ان تعاملة كصديق عادي كانت لاتزال تضحك من مزاحة وتبادلة الكلام المضحك المسلي لكنها في الوقت نفسة تفتقد لحنانه ولتفهمه عليه ان يعلم ماذا تفعل لكنه كان عنيدا جدا ليعترف بالحقيقه انها كانت تغلق الابواب بينهما ولذلك كانت بالامتنان فهي لاتملك القوة لتقول لة ذلك وجها لوجه وهي سعيده انه لم يسالها عندما كان ياتي ليساعدها في الطلاء او في تشذيب الحديقه كان يتصرف وكانه شيئا لم يتغير بينهما لكنه لم يعد ها بشيء ولم يقل لها انه يحبها وقد قالت لها اختها ان لا تعلق اية امال عليه ومع ذلك كانت تشعر بالالم فهي تريده في حياتها اكثر من أي شيء اخر لكنها تعلم انها لاتستطيع ان تدعه يبقى الاهم في حياتها ولذلك بعناية ودرايه مهدت الطريق عن بعضهما وهذا سيسهل عليها الامر عندما يحين وقت رحيلة والمثل القديم الذي يقول من الافضل ان تحب وتخسر من تحبه افضل لك من ان لا تحب على الاطلاق قول غير صحيح فهي لاتريد ان تعرف ماذا ستخسر عندما يرحل كلاي فتخيل ذلك مؤلم بما فيه الكفايه
الفصل الثامن
اتصل كلاي بالعيادة هاتفيا وتفاجا عندما اجابت مولي بنفسها "حسنا على الاقل ستخبريني بنفسك كم انت مشغوله دكتورة لامزيد من دفع هذا العمل على المسكينه هيثر "كانت مولي قد استخدمت الفتاة لتعمل عندها لوقت محدد في مكتب العيادة ولقد تحدث معها كثيرا خلال اسبوعين ماضيين "نحن نقفل عند الظهر نهار الثلاثاء الا تذكر؟ وكل شخص اخر قد غادر " قال كلاي"الجميع ماعدا الطبيبة المهمة" "في الحقيقه كنت ساقفل فراشال وجو بانتظاري لانهما سيذهبان معي الى جاكسونفل للغداء ولشراء اشياء احتاجها للمنزل؟" قالت مولي كلماتها بحذر ودقه كي لايدرك كلاي انها سعيدة بسماع صوته سال بلهجة ساخرة" هل تقصدين انك ستعطينا هذه الليله عطلة" فخلال الاسبوعين الماضيين كل العائلات والاصدقاء قد قدموا ليعملوا في تجهيز منزل مولي ولقد عمل هناك كمتطوع وليس رغبة منة في العمل بل لرؤية موليي عرف بعض الوقت انها تحاول ان تتجنبة لكن كبرياءه منعته من الاعتراف لها بذلك اذا ارادت ان تجعل الامور بينهما عاديه وهادئه فعليه ان يحترم رغبتها لكن ليس عليها ان يحب ذلك "يبدو وكان كل شيء قد اكتمل تقريبا ورق الجدران الطلاء والتصليح يبدو وكان كل شيء قد انتهى " قال بصراحة"وهكذا لم يعد هناك من حاجة لخدماتي "متمنيا لو انه من ضمن مخططها لتمضية النهار قالت معتذرة" لم اقصد ذلك فانا اقدر كل ما قمت به للمساعدة عليك الخروج للترويح عن نفسك وامضاء وقت سعيد" "كالذهاب الى المسرح او المطعم" اجابت مترددة"نعم" "معك " " مع من تحب ان تمضي وقتك اني متاكدة ان هناك عدد كبير من الاصدقاء يرغبون في رفقتك" صمت لفترة طويلة من الواضح ان تصرفها الاخير لاعلاقة له البته بكثرة انشغالها كيف امكنه ان يخطىء قراءة تصرفها بالكامل ؟ لقد افترض انهما اصبحا يعنيان لبعضهما البعض والان يبدو انها تريد التخلص منه نهائيا قال بلهجة هادئه كي يخفي خيبة امله "معك حق ابعدي صديقك القديم لتتمكني من العمل بمفردك على كل حال ان كانت خطتك تنظيف المنزل فساشعر اني مدعو" ادركت مولي انه يجاملها وقبل ان تتمكن من ان تمنع نفسها قالت "سنعود قبل ان تقفل الصيدليه" بدا الامر كملاحظة فاسرع كلاي لالتقاطها كي يمضي بعض الوقت معها من المؤكد انه لايملك أي كبرياء "رائع سنذهب الى السينما وساشتري لك الذرة" "هناك سينما واحدة في البلد ولقد شاهدنا الفيلم الاسبوع الماضي الاتذكر ؟لقد ذهبنا مع امي وارني" كان قد ضغط عليها حتى وافقت لكنها كانت ستاخذ معها مرافقين " اجل اعلم لكن هذه المرة سيكون الامر مختلفا" قالت بصوت ناعم " اسفه لكنني لااستطيع اليوم فستحضر السيدة واتكينز مع بعض السيدات اللواتي تتطوع للقدوم بعد العشاء للصق ماتبقى من ورق الجدران للمطبخ وانا علي ان انهي دهان الحمام في الطابق العلوي" تنهد وقال " ما علي اخبارك كم ابدو بلا اهميه على يديك لكي يسهل الامر علي معك ساتي واخبرك بالامر ونحن ندهن" " لا تعتقد انني لااقدر ذلك كلاي لكن ليس هناك من داع لتعطيني كل اوقات فراغك اني متاكدة ان لديك عملا اكثر اهمية لك من ذلك" شد على الهاتف بقوة لما يعرض نفسهدائما للرفض؟ قال باصرار: " ماهو لون الطلاء الذي تدهنين به الحمام ؟" " لماذا؟" قال مازحا" كونك امراة ذكية فلا بد ان هذا سؤال سخيف وهكذا اعرف أي لون من العصير اختار" ضحكت قائلة" انت مجنون كوساك" حسنا اذارفضت ان تخبريني ساحضر شراب الحامض وهذا يناسب كل الالوان"
********
لو انها ذهبت الى السبنما او المسرح ما كانت ستشعر بكل هذا المرح كان كلاي يقف على كرسي الحمام امسك بفرشاة الدهان وغمسها في الوعاء وبمهارة اخذ يدهن الجدار كانت مولي تجلس على الارض وتدهن وراء المغسلة نظرت اليهوقالت " كن حذرا هذه هي المرة الثانية التي تسقط فيها الطلاء على ثيابي" "اسف وعاد بالفرشاة الى الوعاء" تبدين جميلة بهذا اللون عليك ان ترتدي ثيابا منه اكثر الاحيان" وضعت فرشاتها ووقفت لتتكىء على المغسلة حدقت برعب باللون الاخضر ظهر كلاي في المراة خلفها قالت " انظر فقط لما فعلته" قال "انه حقا كلون عينيك الخضراوين اليس كذلك ؟" وقبل ان تتمكن من الاجابة سمعت صوت الانسة واتكنينز يصلها عبر الدرج " مولي " " نعم " اجابت الانسة واتكنيز : " لقد انتهينا هنا وانتما اين اصبحتما؟" اجابت:" سننتهي قريبا " عند الساعه التاسعه اعجب الجميع بورق الجدران الملصق بعنايه وغادر كلاي ليوصل بسيارته السيدات الى بيوتهن انهت مولي الطلاء خلال خمس دقائق من مغادرتهم جمعت كل اغراض الدهان وحملتهم الى الكراج كي تغسلهم كان الليل مضاء بالقمر المشع وبما ان باب بيتها مفتوحا لم تحتاج لتنير الاضواء لم يكن هناك من داع لايقاظ الحشرات لتعلمهم بوصول مان وضعت الفرشاة في وعاء من الماء حتى اعتمتها انوار قوية اوقف كلاي السيارة بقربها ونزل منها ممسكا بيده زجاجة عصير الحامض سالت : " هل نسيت شيئا ؟" واخذت تجفف يديها وهي تسير باتجاهه قال " فقط شيء واحد " في تلك اللحظة علم كلاي ان علية ان يبتعد عن طريقها لان المنطق يذكرة بان عليه ايقاف هذا الجنون قبل ان يتمكن من الابتعاد عنها فليس من الذكاء ان يعلم انها ليست مثل باقي النساء انها مختلفه مختلفهبشكل خطر في هذا الوقت من حياته انها تهدد خطته للمستقبل لقد رسم حياته كلها وهو يقترب من هدفه بشكل واضح كل يوم تقريبا مؤخرا عندما ينظر الى عيني مولي كان يشعر وكانه وصل الى عقبه كبيرة في حياته يقع مستقبلة الذي خطط له وعمل لانجاح خطته تلك في اتجاه واحد اما في الاتجاه المواجه هناك مولي ان لم يكن حذرا ستجعلة يقول او يفعل اشياء تجعلة غبيا جدا ربما بعد عشر سنوات بعد ان يتخلص من فكرة الابحار في حياته لن يمانع لكن ليس الان كل هذا التوقيت خطا وعليه ان لايتعلق بها اكثر ربما يوما ما قال " من الافضل ان اذهب من هنا" توقعت انه شعر بالحاجه الماسة لانها علاقتهما مثلها لذلك بقيت صامتة قال "لقد تذكرت انني وعدت والدة هاني بانسون ان اسلمها الدواء" كان صحيحا لكنه لم يذكر لم يذكر انه وفى بوعده قبل ان ياتي اليها بعد الظهر واخيرا تمكنت من ان تتكلم قالت "اذا من الافضل ان تذهب" عاد الى سيارته وقد نسي زجاجة العصير بيده فناولها اياها وقال " احتفظي بها ربما قد نستعملها في وقت اخر" ربما" لكن فكرت مولي انهما لن يفعلا وقفت في وسط الكراج تحدق في الشارع بعد ان غابت سيارته وراء المنعطف لقد ذهب الان وهي مسرورة لذلك هذا ما قالته لنفسها انها حقا مسرورة
*********
عندما اوقف كلاي سيارته في موقف الخاص امام شقته الصغيرة كان لايزال يحلل شعورة الذي فاجاة تماما كان لديه احساس غامض ان سيئا ما في الشهر الماضي قد حدث وهذا مالا يعجبه على الاطلاق كان يعلم انه لمن الخطا منذ البدايه ان يراها مجدد من الصعب الابتعاد عنها من دون ان يشعر بانه فقد شيئا في حياته لكنه يعلم تماما أي اتجاه سيختار في النهاية هو دائما يعلم ذلك ولن يتغير خطته الان كيف يمكنه ذلك ؟ كانت شاحنة كلاي قديمه الطراز وشقته مع انها مريحه لكنها بسيطه وضيقه لقد ضحى بالكثير من التسهيلات في حياته ليحقق حلمه ولن يقدم على التخلي عنه الان ليستمر برؤية مولي امر غير عادل لكليهما لكن ماذا سيفعل بهذا الشوق اليها ليشعر باستمرار لاشيء لقد قرر لن يتصل بها ولن يذهب الى رؤيتها وخرج من السيلرة وببطء شديد دخل الشقة الفارغه واغتسل وجمع ثيابه المتسخه لياخذها الى المصبغة في الغد عندما اخذ يفرغ جيوب الثياب وجد ورقة فيها رقم هاتف في جاكسونفيل جانا؟ حاول ان لكنه لم يستطع ان يتذكر صاحبة الاسم فكر بمولي ورمى الورقه في سلة المهملات كانت الساعه قد تجاوزت العاشرة عندما اتصل بمنزل ليديا وشعر بالراحه عندما اجابت مولي اجابت بلهجه هادئه ورزينه " مرحبا هنا الطبيبة فوكس " متوقعه ان المتصل بحاجه الي عنايه طبية قال كلاي : " اسف انني اتصلت بك بهذه الساعه المتاخرة لكنني وصلت الان الى المنزل" قالت بنعومه: " لقد دخلت مثلك الان " ولم تخبره انها جلست على الشرفه الاماميه من منزلها الجديد لاكثر من ساعه متمنيه ان تراه " اعتقدت ا نامي وارني ملا انتظاري فذهبا للنوم" سال :" هل انتهيت من الاعمال ؟" " نعم انه جاهز للسجاد وللمفروشات" " من ساعدك لا اعتقد انك افتقديني " ما قاله مضحكا لقد امضت الوقت وهي تفكر اين يكون وماذا يفعل لكنها لن تعترف له بذلك قالت " قلت لجو ان يبقى راشل في المنزل كي لا تشم رائحة الطلاء اتت امي بصحبة ارني لكنني ارسلتهما الى المنزل باكرا واكملت العمل بنفسي " قال " وانا اخترت الليل هان اذهب الى جاكسونفيل اسف انني لم اكن هناك للمساعدة" سالت وهي خائفه من الاجابه " هل امضيت وقتا سعيدا؟" قال بصدق " لا فقط انتهيت بعض الامور العالقه" شعرت بالراحه وقالت " جيد "لكنها اضافت بسرعه اعني انني سعيده انك انهيت اعمالك " مهما كانت " كنت افضل ان امضي الوقت معك" قالت " سررت انك لم تفعل فانت لن تعرف ماذا فعلت " قال وهو يبتسم " من لهجتكل لا بد انه شيء غير عادي " جدا لديك تاثير سيء علي" " هل ستخبريني؟" " اتى جم بويد وافرغ حوض السباحه اليوم وعمل عل صيانته ثم ملاه ثانية " قال بلهجه مؤنبه:" جيم بويد متزوج ولديه طفل وعليك ان تخجلي من نفسك" "لقد غادر قبل ان اذهب الى هناك حتى انني لم اره ايها الغبي " " انت متحفظة جدا" قالت تجادلة " انني حذررة انت فقط متهور جدا " لم اعد كذلك اعتقد ان لديك تاثير سيء علي ايضا" ضحكت مولي " حسنا من الافضل ان اذهب الى النوم فيومي يبدا باكرا جدا " لم يرد كلاي ان ينهي الحديث فقط ليلة البارحة قرر انة من الافضل ان يبتعد كليهما لكن ما يشعربه يتعارض جدا وهما امران مختلفان ..
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل التاسع
كان اليوم التالي نهار الخميس حيث قررت شركة السجاد ان تفرش بيت مولي وبعد يوم عادي في العيادة توفقت لترى ماذا فعلوا لم يمض علىوصولها اكثرمن عشردقائق حتى وصل كلاي وهو يحمل اكياس ورقيهفي يديه قال " اعتفدت انعلينا الاحتفال بانتهاء منزلك الجديد ولقد احضرت العشاء " كانت مولي سعيدة لرؤيته ولكنا كانت تشعر بالارتباك ايضا بالكاد تنجح بتجنبه قالت : " تنتظرني امي على العشاء في المنزل قريبا" "لا لن تفعل لقد اتصلت بها عندما كنت اشتري العشاء " ضحك متمنيا ان يخفف من الشك الذي ظهر في عينيها " ضحك متمنيا ان يخفف من الشك الذي ظهر في عينيها " قالت انهما لن ينتظراك " قالت تذكرة " لا املك مفروشات " " لامشكله سنذهب في نزهه " سلمها الاكياس وعاد الي سيلرته راقبته بينما كان يفتح الشاحنه امسك شيئا وعاد ضحكت عندما فرش غطاء فوق السجاد الرمادي في غرفة الجلوس "سال " ماذا ؟" عندما تنظر متعجبة قالت أي نوع من الرجال انت لتحمل مجموعة من الاغطيه في سيارتك"؟ " الرجل الذي لم يتسن له يوما الوقت ليرسل غسيله منذ ثلاثين يوما الى المصبغه لقد احظرت هذه اليوم لانني اتفقت مع ليلى دانوب ان تنظف شقتي غدا بعدما تنتهي مع ليلى دانوب ان تنظف شقتي تنتهي من منزل راشال وجو" كانت ليلى تنظف منزل جو لفترة طويله قبل زواجه ولم تر راشال أي سبب لتغير ذلك فشقيقتها لا تحب عمل المنزل وبكل الاحوال يحتاج زوج ليلى لعلاج دئم وهذا ما يجعله غير قادر على العمل لذلك فهما يحتاجان لدخل اضافي . سالت مولي " هل عاود هوارد دانوب الام الظهر ثانية ؟" هز كلاي راسه وقال " لقد انتهى الدواء لليلى اليوم فاقترحت عليها ان تحضرة اليك لتريه هل ذهبا اليك؟" " لا " " ربما لم يتمكنا من الحصول على موعد " " لم نكن مشغولين اليوم كما ان فريق العمل يحاول دائما الا يبعد أي مريض " هز كلاي كتفيه " لابد انهما قررا ان يذهبا اليك في يوم اخر فهما يعيشان على مقربة منك " مزق الكيس الورقي ووضع الطعام علية قائلا " وهكذا لا ترمي شيئا على الغطاء لا اريدها ان تعتقد انني اعيش كالحيوان" وبينما كانا ياكلان الدجاج ويشربان العصير اخبرته مولي كيف تجري الامور في العياده قالت "لقد راجعت الدفاتر هذا الصباح ويسعدني ان اخبر كان هناك ارباحا اكيده هذا الشهر " " هذا خبر رائع المشروع الاساسي يعطيك فرصه ثلاثة اشهر للربح اذا هل تعتقدين انك ستؤمنين حياة مرفهه بالعيش هنا؟" قالت " نعم لكن الربح المادي ليس هو المهم بل التقدير والامتنان من سكان البلدة وعملهم لتامين منزل لي لا استطيع ان اتخيل انه بامكاني العيش في مكان اخر" قال كلاي موافقا " انها بلدة رائعه ليستقر فيها الانسان " وافكارة التي تدفغه ليرحل عن مورغان بينت الى الابحار تقوده الى الجنون لكنه لايزال يحلم بالرحيل بمفردة لم يعد ذلك الاحساس العارم بالفرح متى يحين الوقت هل سيتمكن عن الابتعاد عن مولي وبعد المعاملة التى يتلقاها مؤخرا انه يقلق ان لا تفتقده حتى . قالت " نعم " وذكرت نفسها ان كلاي لن يستقر في البلدة فتابعت " اعتقد ساكون سعيده هنا واحب هذا المنزل هل الكبيب كولي هو من طلب انشاء حوض السباحه؟" هز كلاي راسه "لم يشيد الطبيب هذا الحوض الا من سنتين ادعى انه انه لايحضى بالتمارين الكافيه لكن جيم بويد كان لايزال في بدايه مهنته وكان على خلاف دائم مع زوجته لي وان بسبب المدخول المادي اعتقد ان الطبيب اراد مساعدتهما" ابتسمت مولي سيكون من الصعب عليها ان تحل مكان رجل مثل الطبيب كولي لكنها ترغب في المحاوله قالت "مع انني اكرر ماقلته فانا احب هذه البلدة" انتهيا من تناول الطعام وبهدوء وضعا الفضلات في كيس اخر اخذة كلاي اللى سلة المهملات في الخارج وعندما عاد كانت مولي تجلس على حافة المدفاة وتضع في حضنها مجموعة من الاوراق وقف كلاي امامها وسال "ماذا تفعلين بهذه؟" "هذه صور المفروشات التي طلبتها واحاول ان اقرر اين اضع بترتيب كل شيء" قال وهو ينظر الى المجموعه في غرفة الجلوس " همم اعجبني هذه الكنبة انها تبدو جميله" لم تدرك مولي انها وبدون وعي منها قد اختارت جميع مفروشاتها وهي تفكر بكلاي لقد اختارت الاثاث حسب مايناسبه فجاة شعرت بالخوف ان تريه ماتبقى من الصور لن يناسبه ان يدرك ان فرشت بيتها بطريقه تناسبه قال وهو ياخذ الصور من يدها " دعيني اراها " وتابع " انا لست مهندس ديكور لكنني اعتقد انه سيكون الغرفه اكثر جمالا اذا وضعت هذه الكنبه مواجهه للمدفاة فالنظر الى النار مريح ودافي في امسيات الشتاء الطوله " هذا مافكرت به مولي عندما طلبت هذه الكنبه كان هذا قبل ان تاخذ قرارها بابعاد كلاي عنها وضحكت بعصبيه وقالت " كم هو جميل النظر الى مدفاة بالاضواء فقط" " انها في متناول يدك" قال ذلك وانار الاضواء التي صممت بعنايه لتعطي انوار نار متعدده مكانها فجاة سمعا صوتا فقالت مولي " ماهذا الذي اسمعه ؟" قال وهو يضحك " لم اكن متاكد لكنني متاكد الان اعتقد ان لدينا رفقه " سارت مولي نحو الباب وقالت " مرحبا ياولاد " وقف مايك هاكر وخلفه وقف شقيقه لاري وهو يحمل رزمه بين ذراعيه قال نحن اسفان لاننا نزعجك دكتورة فوكس لكن لدينا مشكله وكنا نتمنى ان تساعدينا " سافعل مابوسعي لما لاتدخلان وتخبراني عن الامر " اشار مايك نحو الرزمه وقال "من الافضل ان نبقى في الخارج لقد وجدنا هرة مريضه وعمي واين خرج في دوريته هل توصلينا الى منزل تايلور؟" قالت مولي مولي بالطبع شعرت بالراح هان هذه الحاله الطارئه ليست من اختراعها كانت عائلة تايلور تدير مستشفى للطب البيطري وهذا لاتبعد عن منزلهم الا مسافه اميال خارج البلدة تبعها كلاي الى الباب المنزل وقال" ساذهب معكم " " جيد " هكذا انت تقودلانني تعرفتعلى بيل ومادسون لقد احضر دايفي والصغيرة سارة الى العيادة ليتلحقا لكنني لست متاكد انني استطيع ان اعرف اين منزلهم في الظلام " بعد وقت قصير فتح بيل تايلور الباب ودعاهم القى نظره واحده على الهرة وحملها الى العياده واعد ا ان يعاينها ويعود اليهم باسرع مايمكن قدمت ماديسون الليموناضه والحلوى الى الضيوف غير المنتظرين اسرع ديفي ابنهما الصغير الى غرفته وعاد حاملا بيده اللعاب صغيرة وقدمها الى مايك ولاري سالت ماديسون هل الهرة لك مولي ؟" قالت مولي "لا مايك وجدها وانا وكلاي فقط احضرناها الى هنا" اضاف كلاي "الضابط هايكر في دوريته المعتادة"" قالت مادسون "حسنا لايسعدني ان تلك الهرة المسينه مريضه لكنني بوجدكم لقد حاولت ان اتصل بكما هذا المساء لادعوكما الى العشاء مساء السبت سيحضر وراشال ايضا " قال كلاي هذا رائع لم يزعج نفسه بان يسال مولي وعندما تذكر استدار نحو وتابع "لقد اتفقنا على الذهاب الى السينما لكن يمكننا الذاهب في أي وقت اخر اليس كذلك دكتورة؟" " بالطبع " وحاولت مولي ان تبتسم على الرغم من ترددها بيدو ان بيل وماديسون كذلك معضم سكان البلده يعتبر انها وكلاي كخطيبين لن تعاني فقط من تحطم قلبها عندما يغادر بل ايضا كل شخص في البلدة سيعرف بذلك عاد بيل الغرفه بمفرده وقال "ستصبح الهرة بخير لكنهالا تعاني من أي مشاكل اخرى عندما تصبح افضل ساعلمكما" قال مايك" شكرا لك دكتور تايلور" "ساتصل بكما بكما غدا لاعلمككما متى تستطيعان ان تحضرا وتاخذانها " نظر الولدان الى بعضهما واختير مايك ليتكلم للمرة الثانيه " لا نستطيع ان نحفظ بها لانها لاتتفق مع كلب عمي واين الضخم وصلت الى البارحه بعد ظهر هذا اليوم وبدت مريضه ولم ندر ماذا نفعل بها غير احضارها الى هنا" وفقه لاري قائلا نعم كلنا نامل ان تتمكن من ايجاد بيت لها" قالت مولي "سانتقل الى منزلي نهار الاحد ويمكنني ان اخذها لم يكن لدي هرة منذ فترة طويله عندما كنت صغيره" قال كلاي اتذكر لولو هرتك الشرسه كانت تكرهني بشكل لايصدق" قالت مولي ماكان عليك رشها بخلرطوم الحديقه لولو لطيفه وناعمه لكنها كانت تكرة الحمام كثيرا" قال كلاي كانت تهاجمني وكان الخرطوم الشيء الوحيد امامي لادافع عن نفسي كنت فقط في الخامسه من عمري " ضحك بيل ثم قال لم اكن اعلم انكما تعرفان بعضكما منذ ذلك الوقت ابتسم كلاي وهو ينظر الى مولي ويقول منذ زمن بعيد وظهرت على وجهه اثار الذكريات الجميل بينهما لقد نسي عبر تلك السنين كم كانت مهمه في حياته لقد بقيت جزء من حياته لفترة طويله وتلك السنوات الاثني عشر التي كانا مبتعدين فيها عن بعض لاتقارن بتلك التي امضاها معا وفكرة خسارتها ثانيه تخيفه .. بعد مغادرتهم لمنزل تايلور واعاد كلاي الولدين الى منزلهما واوصل مولي الى بيتها لتاخذ سيارتها حين خرجت من السيارة اتكا على المقعد المجاور وقال مولي؟ استدارت ووضعت يدها على باب الشاحنه ماذا؟ رغب في البوح لها بما يختلج في قلبه لكنه لم يجد الكلام المناسب قال اتريدين ان نذهب الى مكان لنشرب القهوة؟" اجابت عندي يوم عمل شاق غدا اعتذر الافضل ل كان تذهب الى منزلك لترتيبه فانت كرجل لايقوم بالاعمال المنزليه" ضحك كلاي رغما عنه علم انها عادت تتجنبه ثانية قال لكن يجب ان اعلمك انني ارتب سريري وانظف الصحون كل صباح بما انني طفل لامراة عاملة تعلمت باكرا ان ارتب ثيابي واهتم بشؤوني ليس كل الرجال بدون ترتيب كما تعلمين " قالت تمازحه اذا انت لست عازب مثالي؟" لا انا لست كذلك " لو انها سالته هذا السؤال منذ عدة اسابيع لاجابها على الفور وبثقه كامله نعم لكن ليس الان فالعازب المثالي لايلغي مشاريعه المستقبليه من اجل امراة قطع افكارة صوت الشرطي واين قائلا " ان سيارتك متوقفه في الجانب الخطاء من الطريق لكنني لن اعطيك ضبط مخالفه لانك توصل السيدة فقط فسادع الامر يمر ببساطة" قال كلاي بفرح " اقدر لك ذلك والان هل يمكنك ان تدير هذا الضوء"؟ قال الشرطي هاكر "بالطبع اذا اردت ان تمكث بعض الوقت عليك ايقاف السيارة من الجهه المقابله عمت مساء كلاي " قال كلاي بعد رحيله " عمت مساء وشكرا من اجل لاشيء" ضحكت مولي وقالت وهي تبتعد "كم هو جيد ان تراقبك الشرطة" " نعم الى اين تذهبين ؟" قالت "الى المنزل قبل ان يعود ستصدر جريدة الاسبوع غدا وانا اتوقع ان ارى قصتنا بكاملها على عنوان الجريده " قال مازحا " اتمنى ان يكتبوا اسماءنا بطريقة صحيحه وفكري بالامر وكانه دعايه مجانيه اتصلي بي غدا عندما تحظين بوقت فراغ " قالت حسنا لكنها لم تكن تعلم ان كانت ستفعل ام لا سيمنعها المنطق من القيام بذلك عمت مساء كلاي اجاب عمت مساء
***************************
بعد ظهر اليوم التالي تلقى كلاي مفاجاة من مستشارته المالية اصغى بهدوء وهي تشرح له كيف ان توقعاته قد رجعت علية بفائدة كبيرة لقد وافقت على عملها معه لانه كان يثق بقدرتها ولانه لايخاف من المخاطره لكنه لم يتوقع ان تجارته ستعود عليه بكل الارباح هذه في الوقت الذي قطع فيه الاتصال الهاتفي علم ان يوم مغامرته اصبح قريبا وهو بحاجه للاحتفال بهذا الحدث اتصل بصيدلي متقاعد كان يحل مكانه وسال هان كان يستطيع العمل مكانه اليوم وما ان تمكن من المغادرة حتى ذهب كلاي الى الشقه ليبدل ثيابه وياخذ البراد الصغير ويسرع بالذهاب الى البحيرة سامبسون والى الوحدة التي ينشدها ليتمكن من استيعاب المعلومات التي تلقاها وقبل أي شي قاد القارب الى وسط البحيرة وعندما وجد مكان يعجبه اخفض الاشرعه وفتح البراد واخذ زجاجة شاي بارد وفتحها ليشرب " لقد فعلتها " كان كلامه كسؤال اكثر من انه يخبر نفسه مازال لايصدق حظه الكبير والعجيب لا احد يحصل على مايريد بهذه السهولة شرب الشاي المثلج براحه وهو يفكر ان النهار حار جدا انهى الزجاجة الاولى واعادها الى البراد لياخذ واحدة ثانيه وضع شريطا مسيقيا ناعما في المسجله التي يحملها واتكا على الوسائد المريحه على ظهر المركب ليصغي بفرح على مهل على صفحة الماء قال يخاطب نفسه كانت مولي ستتمتع بهذه الجلسه فالمكان هاديء جدا في هذ الوقت من النهار خلال الاسبوع وهذا ما فكر به وهو يصغي الى صوت الماء يضرب برفق حافة القارب لو انه انتظر ساعتين او اكثر ربما كانت تجد الوقت لتاتي وتشاركه في هذا الاحتفال تنهد كلاي قائلا مولي اغمض عينيه ووضع الزجاجة الباردة على جبهته لم يجد الاحتفال بمفردة ممتعا كما كان يشعر بة من قبل بعد ان تناول الزجاجة الثالثة قال مخاطبا المياه " لقد كنت مكان رائعا عوضا عن المحيط ايتها البحيرة سامسون لكن لست مجبرا للبقاء ضمن حدودك الضيقه بعد اليوم " تابع وهو يبتسم " استطيع شراء قارب يجعل هذا القارب يبدو كدميه للاطفال ولم يعد هناك من حاجة للانتظار استطيع ان اغادر مورغان بينت في أي وقت اختارة!" لكن هل يستطيع ؟ لما يبدو اليه ترك مورغان بينت محزنا وغامض؟ هناك كلمة واحدة تجيب عن كل الاسئلة مولي خلال السنتين الماضيه كان يعمل وليس هناك غير هدف واحد امام عينيه والا ن حان الوقت ليدرك الامر لقد كان مليئا بالشك نحو ما يشعر به اتجاه مولي فعواطفه نحوها بقيت ثابته لقد ادرك انه يشعر بها تماما وهكذا منذ عشرين عاما بطريقة ما احلامه تغيرت من دون ان يدرك ذلك انها تشمل مولي الان وان رضيت بذلك ام لا حتى لو انه تمكن من اقناعها بالرحيل معه وهذا مايشك به فالقارب ليس المكان المناسب لتربية الاطفال الاطفال ؟ من اين اتت هذه الفكرة فالعازب المثالي لا يدخل في مخططه الزواج والاطفال اليس كذلك اذا ربما لم يكن عازبا مثاليا او حتى بحارا ماذا اذا لم يتمكن من مغادرة حدود بحيرة سامسون على الاطلاق؟ فهي بحيرة جميلة جدا بالنهاية بينما جلس كلاي تحت اشعة الشمس والقارب يتهادى بنعومه حتى ادرك انه يريد مولي فوكس وباي ثمن ففي السنوات الماضية استمر بتتبع اخبارها من خلال ليديا وراشال لم يكن ليعترف بذلك من قبل لكنه كان كان يصاب بخوف شديد عندما يعلم من عائلتها ان احدا جاء ليخطبها لقد احبها منذ كان طفلا وسيحبها عندما يصبح عجوزا في التسعين من عمره يالهول لما لم يخبرها بذلك ! اعاد الشراع الى مكانه وابحر نحو الميناء ونحو الهاتف عليه ان يعرف اذا كانت مولي تقبل به قبل ان يضع أي خطط جديدة فهي لاتعلم بذلك لكن اليوم الوقت ليعرف اتصل كلاي برقم هاتف العيادة وطلب التحدث الى مولي انتظر قليلا قبل ان يسمع صوتا موحبا قالت الطبيبه مولي فوكس قال مرحبا انا كلاي اهلا كلاي مولي لنذهب الى العشاء الليله علينا ان نتكلم ياللهول تبدو جديا بشكل مخيف قال من انا متهربا من الكلام لن يعبر عن افكارة على الهاتف واذا كان سيتقدم طالبا يدها فانه بحاجه الى الهدوء والمنطق سيحتاج الى كل ما يحتاجه الرجل ليتمكن من اقناع المراة التي يريده بالقبول .
الفصل العاشر
وافقت مولي على رؤية كلاي لكن ما ان اعادت الهاتف الى مكانه حتى اعادت التفكير بموافقتها لقد طلب منها ان ترتدي ثيابا رسميه لانهما سيذهبان الى مكان مميز كانت علاقتهما تنذر بعلاقه حب اسابيع هل اصبح محبطا من الوضع مثلها ؟ هل عليها ان تتخلص من حذرها ام انها تعلم انه لن يقدم لها الارتباط الذي تنشده؟ في يوم ما من الايام المقبله سيرحل كلاي بعيدا ويتركها وحيدة فلديه برنامج شخصي واضح وهذا لا يتضمن ان يقدم علاقه دائمه تحتاجها ولولا ذلك العيب الوحيد لكان مناسبا فهو محب وذكي مليء بالمرح لكنه يفقدها صوابها وتلك هي المشكله لقد سمعت دائما لكنها لم تصدق ابدا ان الحب يجعل كل شيء ممكن اما الان فهي تريد ان ترى ذلك حقبقه امام عينيها وخوفها الوحيد انها تهتم كثيرا عندما تفكر بالمستقبل من دونه تعد نفسها بانها سترضى بكل ما سيعرضه عليها وتلركت العياده وهي متشوقه لرؤيته وتوقفت عند راشال قليلا بعدها اسرعت الى منزل امها لتحضر نفسها وبعد نصف ساعه كانت تقف امام النافذة تنتظر وصول كلاي عندما سمعت صوت السيارةتتوقف قرب منزل والدتها اسرعت الى الباب وفتحته احساس من الشك سيطر عليها فابطات بحركتها تنفست بعمق وسارت عبر الشرفه لتلقاه نسيت كل شكوكها عندما صعد كلاي الدرج اليها راته يبدو اكثر سعادة مماتعرفه منذ زمن طويل قالت مرحبا هيا بنا تراجعت مولي الى الوراء مدركه ان الجيران قد وقفوا عند النوافذ كي يراقبوهما قالت يبدو انك ازددت اسمرارا اليوم قال وهو يصعد الى الشاحنه ذهبت في نزهه على القارب بعد ظهر اليوم عاودتها الشكوك يقوة لما لا تتخذ قرارا بشان كلاي وتلتزم به؟ فما الذي تريده ؟ تريد ان تبقى معه ولا تتركه ابدا تريد الزواج وال استقرار معه وتريد ان تناقشة بشان اشياء يختلف بشانها المتزوجون تريد ان تصبح عجوزا بقربه في مورغان بوينت وتذهب معه الى نادي المتقاعدين هل هذا كثير ما تطلبه ؟ام هو قليل جدا؟ ربما ليس من العدل ان تطلب من كلاي ان يستقر من اجل حياة روتينية بينما قلبه هائم بحب البحار وعاد النطق يحاورها فادركت انها متجهة الى ماساة ان لم تتمكن من تهدئة الاوضاع بينهما قبل فوات الاوان يقع المطعم الذي اخذها اليه كلاي على منتصف الطريق بين البلدة والبلدة الاخرى وسينولا انه يلفت انتباه السواح والعائلات المتجهون الى ديزني لاند فالديكور انيق جدا ويوحي بالهدوء وضوء الشموع والزهور يعطي كل طاولة لمسة خاصه انه بالتحديد المكان المثالي الذي كانت تحلم به بالذهاب مع كلاي والذي تخافه كثيرا اوصلهما النادله الى طاوله منعزله ليجلسا اقترب منهما نادل يحمل بيده لائحة الطعام فطلب كلاي شراب الورد نظرت مولي اليه قائله هل نحتفل؟ نعم انت المراة الاولى التي اردت يوما ان اتشارك معها بالاحتفال " سيطر ارتباك غير متوقع عليه فتمنى الا يظهر عليه ذلك الارتباك قالت " من المؤكد انك في مزاج سيء فانا لم اسمع منك نكته هذه الليله كلاي" قال عندما ابتعد النادل " اعتقد انني متوتر قليلا ولا ادري من اين ابدا " وفكر لقد دخلت المراة الى عقلي وانا لااستطيع التوقف عن التفكير بها ولا اريد ان افعل حدقت في عينيه اربكها توترة قال تجعليني انسى ان هناك نساء غيرك في العالم مولي """ قالت وكانها تعترف " انا اشعر مثلك تماما ولقد تعلمت منك ان علي الا نسان ان يعيش ليومه " قال " هذا شيء اخر احبه فيك فانك لاتعجزين مطلقا عن مفاجاتي " اخر يحبه فيها تمسكت مولي بهذه الكلمات وكانها شيء مادي تستطيع التعلق بها ووضعها قرب قلبها قال " لدي اخبار جيده اريد ان اخيرك بها" وقبل ان يتمكن من متابعة كلامه اقترب النادل منهما ليسال ان كانا جاهزين لطلب الطعام قال كلاي ليس بعد سنعلمك عندما نريد ذلك"" سالت "ماالامر ؟" فهذا ليس كلاي الذي تعرفه فهو لايتشلجر مع احد " اتصلت بي اليوم مستشارتي الماليه " "هذا هي الاخبار الجيدة؟" ابتسم وقال " لنجعل القصة الغريبه والطويله قصيره اصبحت فجاة رجلا ثريا وقررت ....." قاطعته مولي بفرح مصطنع " هذا اخبار رائعة" تفاجات انها لم تبدو كاذبه وباحساس كان قلبها يغوص في صدرها ادركت تماما ماذا فعلت بنفسها عندما احبته تابعت " والا ن يمكنك ان تشتري القارب الذي تريد وتسرع بتعيين موعد رحلك" نظر كلاي اليها بتمعن شعر بالالم انها ستدعه يرحل بكل سهولة وقال : " وهذا لا يزعجك ؟" يزعجها ؟ ان هذا يقتلها لكنها تظاهرت بسعادة لا تشعر بها لن تفسد عليه هذا اللحظه لقد قال لها منذ زمن بعيد" كلا " تجهم وجه كلاي لم تكن الامور تسير كما تخيلها شربت مولي كوب ماء متمنيه ان تتمكن من القضاء على الغصه في صدرها قالت " اذا متى سترحل ؟" قال وهو يضحك بتوتر " يبدو انك مشتاقه للتخلص مني " لقد فكر بسناريو اكثر من لهذه الليلة سيطلب يدها وستوافق لن يتمكن من القيام بذلك ولن يطلب يدها ابدا . لكنه ابدا لم يفكر انها قد لاتهتم ان اغادرها ورحل وقد تكون سعيده بان تراة يرحل تابعت مولي بصدق " بالطبع لا لكنني اعلم ان هذا ماتريدة وهذا ماكنت تسعى اليه دائما " قال " بحذر "ليس منذ وقت الذي اتيت فيه الى هنا" قالت " هذا لطف منك كلاي لكنه غير ظروري" " لم اقصد بان اكون لطيفا لكنني لا اريد الا بتعاد عنك مولي " لم تدري مولي من اين وجدت الشجاعه لتستمر بما تقوله " هذا رائع كلاي لكن واقعيا نحن نريد اشيا مختلفه من الحياة لذلك ليس هناك من سبب حقيقي يدفعك لتغير خطتك اذهب وافعل كل ما كنت ترغب القيام به" نظر اليها بحدة وقال "كل الذي احتاجه وكل الذي اريدة هو انت لاشيء اخر يهم " حاربت مولي الدموع التي تجمعت في عينيها كانت تشعر بالالم وبالحب يتصارعان في قلبها قالت " ربما من الجيد ان لانحصل على كل ما نريدة" قال بصوت مليء بالالم والاتهام " انت لا تريدينني " قالت هامسه " بلى اريدك " ارادت ان تقول له ان يبقى لكنها كانت تعلم ان عليها القيام بذلك من اجل مصلحتهما معا والا سياتي يوم يجعلهما يندمان هما الاثنين قال " هناك شيء رائع يجمعنا ولقد بدات افهم الان بعد ان كنت حذرا من ذلك من الاحساس لقد اتخذت قراري سابقى هنا " " لكم من الوقت؟" تجهم وجهه فهو لايدرك عما تساله لم تفهم ترددة لكنها تمنت ان يبقى مسيطرة على اعصابها كي تتمكن من معالجة الامر قالت " اعترف اننا كنا على عتبة شيء ما ربما حب او ربما اكثر لكن من المؤكد انه لامر جيد ان لاشيء من هذا حصل " قال غاضبا " لا اعلم عما تتكلمين " " بالطبع تعلم وهكذا سيكون من السهل علينا ان نفترق وليس عليك ان تقلق بشان الرحيل ان بقيت لفترة اطول او رحلت قريبا فليس هناك من احساس بالندم او الاسى بين بعضنا " رفع عينيه نحو الاعلى ليتمكن من السيطرة على غضبه الكبير لكته لم يتمكن قال " اريد ان نمضي المزيد من الوقت مع بعض" تنهدت قائلة " انت تريد ! وماذا عني ماذا اريد انا ؟" لم يجد كلاي اجابه على سؤالها فلدى مولي عملها وعائلتها ومنزلها الجديد كما ان لديها الان هرة وربما ليست بحاجه اليه لتكون سعيده قال " ان حياتك مليئه تماما حتى من المحتمل انك لن تفتقديني " قالت بصدق " لن اقول هذا " رافضه ان تعترف كم تشعر بالام من فكرة رحيله تابعت "هل فكرت متى ستقرر الرحيل ؟" " انا لم اقرر انني سارحل بعد تبا للامر مولي كيف لي ان اوضح ذلك ؟ كم علي ان اعيد ما قلته ؟ انا لا اريد قاربا لا اريد ان ارحل الى شواطيء الكينز ولا اريد ان اتركك" اعترضت بسرعه " لكن عليك ان تفعل " متعمدة اخفاء كل الحب الذي تشعر نحوه بالم لكن بطريقه ما عليها ان تفكر بالكلام الصحيح فهي لاتريدةة ان يضحي من اجلها قالت " الا تري كلاي؟ اذا لم تذهب الان ستتخلى عن حلم كبير ومهم في حياتك واستستقر من اجل شيء اخر واذا سمحت للظروف ان تعترض طريقك ستندم على ذلك طوال حياتك " قال بغضب وهو يلوح بيده " لما لا تصغين الي ؟" اتخذ النادل من الاشارة علامة اليه فعاد الى الطاولة وقال " هل انتما جاهزان الان لطلب ماتريدانه "؟ هز كلاي راسه قائلا " لا استجد شيء ما ونحن مغادران هل اعطيتني الحساب من فضلك"؟ ومن دون ان ينظر اليه وقف ووضع بعض الاوراق النقديه على الطاوله وخرج تبعته مولي صامته وهي تخرج من المطعم بدات لها رحلة الى المنزل ستدوم الى الابد وشعرت بانا ستضعف اكثر من مرة ارادت ان تتوسل اليه كي يبقى وان تعترف له كل ما قالته كذب فهي ليست كريمه ومتفهمة انها انانيه وتفضل سعادتها على كل ما في الكون. لكنها لم تفعل فهي تحب كلاي كثيرا ولاتريد ان تبعده عن حلمه وهي تعلم في اعماق قلبها انها تقوم بالعمل الصحيح عليه ان يذهب ويتخلص من حبه العميق للابحار عندها قد يصبح جاهزا للاستقرار والعيش بسلام ولتخفف من التوتر السائد بينهما وكي لا تبكي قالت " غلي الذهاب لاحضار وينكم غدا" سالها " وينكم؟" " هرتي الجديدة لقد ذهبت الى تايلور اليوم خلال فترة الغداء انها ذكيه جدا بقيت تغمز لي لذلك سميتها وينكم الغمازة" هز راسه باسى وينكم لقد اختارت مولي رفقة لها تابعت : " لقد اتصلوا بي اليوم وسيتم تسليم المفروشات جميعها غدا لذلك سانتقل الى منزلي صباح الغد" كانت تثرثر لكن عليها الاستمرار في الكلام فالصمت محتاج للمنطق قال " هل ستنتهين في الوقت الذي سنذهب فيه الى الموعد مساء ؟" قالت متفاجئه " أي موعد ؟" " اليس من المفترض ان نذهب الى عائلة تايلور للعشاء في الحديقة الا تذكرين؟" "لا استطيع الذهاب كلاي انا اسفه " لا تستطيع ان تمضي الامسيه معه لقد حان الوقت لتوقف الجميع عن التفكير بها وبي كلاي كخطيبين تابعت " سيكون يوما طويلا شاقا نها الغد وساحظر وينكم من المستشفى لا اعتقد انني استطيع ان اتركها " وصل الى منزل امها واوقف السيارة قال " يبدو وكانه تم استبدالي بسرعه " وضرب المقود براحة يده وهويتابع " وبواسطة هرة " قالت بحرارة "هذا كلام غير منطقي وانت تعرف ذلك " فتحت الباب وترجلت من الشاحنه واغلقته بقوة اغلق كلاي بابه ايضا وركض امامها الى الردهه وصل قبلها ووقف عند الباب كي يمنعها من الهرب قال وهو يضرب على صدرة " انا هو من تخلى عنه وانا من عليه ان يكون غاضبا" انكرت قوله: " لم يتخلى عنك احد احاول فقط ان اجعل الامور اكثر سهوله عليك لنذهب وراء ماتريد ه" برم كلاي راسه غير مصدق : " انك بحاجه كي تفحصي اذنيك دكتورة لااريد ان اذهب !" " لكنك قلت ....." " هناك شيء لم اقله بعد " ونظر في عينيها ليجد أي تشجيع فيهما لكن دون جدوى لكنه قال : " احبك مولي اريد الزواج منك" هزت راسها وقالت " انت تجعل الامر اكثر تعقيدا " كانت تقاوم بشده كي لاتبكي لكنها لم تعد تستطيع فانهمرت دموعها قالت بصوت مخنوق " لاتفعل هذا كلاي ليس الان " قال "اذا لم يكن الان فمتى ؟" " لااعرف ..... اذهب ياقبطان المغامرات عش حريتك وعندما تكتفي منها عد الينا " ارباك وغضب كبير ظهر على ملا محه فصرخ قائلا :" لاشيء سيجعلك تغيرين رايك اليس كذلك ؟" صرخت والدموع تنهمر على وجهها " لا تصرخ بي ولا اريد ان اقلق طوال حياتي انك ستندم لانك تخليت عنه لاجلي " صرخ قائلا :" هذا سخيف ما سمعت مثله " " هذا ما اشعر به احبك كثيرا ولن اسمح ل كان تكرهني فيما بعد" " انت تحبينني ؟" وتحول غضبه الى ابتسامه كبيرة " انت حقا تحبينني انا اسف لاني صرخت بوجهك لا اريد ابدا ان تبكي مولي " تنهدت بقوة وقالت " اذهب كلاي " " لما تحاولين دائما ابعادي عنك ..." قاطعته قائلة بتوسل " ارجوك اذهب " قال اخيرا وبلهجه محذرة " انني ذاهب لكنني ساعود"
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الحادي عشر
دخلتالى منزل امها واصغت لكن مر اكثر من عدة دقائق قبل ان يحرك كلاي سيارته ويقود مبتعدا اتكات على الباب حتى اختفى محرك سيارته ساد الصمت حولها فجلست على الارض الان تعرف تماما ما معتى الحزن والاسى مرهقه من قرارها بكت حتى انفطر قلبها انتهت من كل دموعها وعواطفها لكنها لم تنتهي من حبها لكلاي كان التخلص مما حصل معها البارحه نهار السبت عقبه اضافيه فالنهوض وارتداء ملابسها طلبا منها ارادة لم تعلم انها تملكها شعرت انها فقدت قوتها وبدا الانتقال الى منزلها عمل مستحيل عليها وعلى عكسها تماما كانتا راشال وليديا مليئتان بالحيويه والطاقه وما ان اصبحت المفروشاتفي امكنتها حتى ارسلت ليديا جو وارني الى منزل تايلور لاحضار وينكم دخلت الفتاتان الى المطبخ لترتيب الصحون بينما اخذت والدتها تعمل في خزانة الحمام بعد قليل توقفت راشال عن ترتيب الاكواب على الرف واستدارت نحو اختها قائله " مولي مابالك ؟" قالت بصدق " انني متعبه فالبكاء معظم الليل يرهق الانسان " " قالت امي انك نهضت محمرة العينين ومتورمة الوجه هذا الصباح هل اختلفتما انت كلاي ؟" "لا في الواقع " اخبرت مولي راشال عن موعدها اليائس ليلة البارحة وانهت قائله " لقد اتفقنا ان عليه مغادرة مورغان بينت " تجهمت راشال وقالت لا استطيع ان اصدق انه لا يزال يرغب في المغادرة لقد بدا انه متعلق بك مؤخرا اعتقدت ان هذا سيوصلكما الى الزواج " دخات ليديا الغرفه قائله " الى اين سيذهب كلاي ؟" " انت تجيدين الاصغاء من وراء الابواب امي " لكن مولي ادركت انها لن ترتاح قبل ان تشرح لهما كل شيء فاخبرتهما ما حدث جلست ليديا الى الطاوله ووضعت راسها بين يديها بعدها رفعت نظرها وقالت " لا ادري كيف تمكنت من تربية ابنتين ذكيتين لكنهما بكل هذا الغباء " صرخت راشال " الان امي هذا ليس عدلا انا لم اسمح لجو ان يرحل " قالت ليديا بعناد " لا انت كنت من سيغادر راشال وجو هو الذي منعك من الرحيل لكن مولي انت تستحقين الجائزة الكبرى فانت من يرسل كلاي بعيدا " اضافت راشال " وهو لا يريد الرحيل " قالت ليديا وهي تفكر " يحتاج احد ما للتحدث مع ذلك الولد " جلست مولي الى الجهه المقابله من الطاولة وقالت " امي راشال ارجوكما اصغيا الي اريدكما ان تتراجعا فكلاي ليس ولد انه رجل ناضج وانا ايضارعلينا اتخاذ قرارنا بانفسنا ان كان صح ام خطا انه رجل يحب المغامرات وقد عاش في بلدة صغيرة لكن الان اتيحت له الفرصه وعليه ان يذهب الا تفهمان الامر؟" قالت ليديا " لا! قلت انه قال لك انه يريد اليقاء اخبرك انه يحبك حتى انه طلب يدك " نتهدت قبل ان تتابع " انني اسفه لكن هذا لايبدو لي مطلقا انه رجل لايفكر الا بالهرب والرحيل " هزت راشال راسها مواقفه وقالت " علي ان اتفق مع امي في هذا النقطة مولي عندما بدا هذا الانجذاب بينكما لقد حذرتك عن عدم قدرته بالقيام باي ارتباط لكنني لاحظت انه متغير في المدة الاخيرة واعتقد انني كنت مخطئه" بدات مولي " راشال.........." لكن راشال قاطعتها قائلة:"دعيني انهي كلامي فقط لااذكر مرة ان كلاي قد كذب اذا قال انه يحبك ويريد البقاء اذا من المحتمل انه يريدك " قالت مولي بلهجه حازمة " او يعتقد انه يريد ذلك قد لايندم على تغير مجرى حياته كلها في البدايه عندما يكون حبنا جديد لكن سيحصل بهد ذلك ؟ ماذا سيحصل عندما تتعب اعصابه من الاولاد؟ او عندما تتعطل سيارته او عندما تطوف مجاري المنزل ؟ هذه الحياة قد تجعل الرومانسيه فكرة سيئه وسيسال نفسه ماذا كان سيحدث له لو لم يتزوج وحقق حلمه بالابحار بعيدا" ابتسمت كل من راشال وليديا الى بعضهما البعض وهزتا راسيهما نظرت اليهما مولي غاضبه وقالت " ما المضحك في ذلك ؟" هزت ليديا كتفيها لكن راشال كانت معتادة على ضيق اعصاب شقيقتها " عندما تتعب اعصابه من الاولاد يمكنك ارسالهم الى ا والى امي يمكنك شراء سيارة جدية او اصلاح تلك السيارة المعطل هاما اذا طافت مجاري المنزل عليك الاتصال فقط بعامل الصيانه تعمل الناس ذلك كل يوم في كافة انحاء الارض وبالكاد ان يتعلق ذلك بامر مهم كالحب الحقيقي" امسكت راشال يد اختها وشدت عليها " هذه هي اعذار مولي وليست اسباب انت فقط خائف هوانا اتفهمك " قالت ليديا بنعومه " اذا كنت تحبين كلاي عليك التفكير بذلك اكثر من هذه بقليل " ووضعت يديها فوق يدي ابنتيها قالت مولي " لقد فعلت لم افكر بشيء اخر منذ ان افترقنا ليله البارحه" ربتت ليديا على كتف ابنتها ونهضت وهي تقول " سيستمر الامور كما هو مقدر لها لنعد الى اعمالنا وننهي من كل هذا " ما ان عادا جو وارني بصحبة الهرة حتى كان الانتقال الى المنزل قد انتهى تماما ذهب جو وراشال الى منزلهما ليتحضرا الى الذهاب لعائلة تايلور عند الساعه السابعه حاولت ليديا اقناع ابنتها لتاتي معهما للعشاء عندها قالت " لا استطيع قلت لعائلة تايلور انني بحاجة للبقاء في المنزل الليلة من اجل وينكم ولا اريدهما ان يعلما انني ذهبت الى مكان اخر" بعد ان غادر الجميع تجولت مولي في غرفة الجلوس واغلقت الباب الامامي تاركه النوافذ مفتوحه جلست على الكنبه التي تواجه المدفاة بالشكل فقط تماما كما اقترح كلاي وهي تشعر ان منزلها مليء بالذكريات معه حملت وينكم وهي تشعر بحاجه للمواساة بقيت الهرة بقربها للحظات لكنها بحاجه الى الحريه فتلركتها مولي فحب شيء ما او احد ما بشكل كبير هو سيء تماما كعدم حبه تجولت وينكم في المكان تنظر الى كل شيء وعندما انتهت جلست ونظرت الى مولي وكان هناك شيئا تفتقده اخذت تغمز بعينها اليسرى فابتسمت مولي اخبرها بيل تايلور ان الهرة لا تغمز لكنها تقوم بهذه الحركه من جراء معاملة سيئه تلقتها بدات الهرة بالمواء فقالت مولي " لا تبداي الان واينكم اعلم ان عليه ان يكون هنا وقد كان ليفعل لو لم ابعده عني " عادت الهرة تغمز بعينيها سالت مولي " اذا تعتقدين ان علي الاتصال به هاه؟ حسنا لن افعل لا يهم كم اشعر انني بحاجه لرؤيته فقد يفكر انني غيرت راي " اصدرت واينكم صوتا وكانه تعبير عن اسى وتعاطف فقالت مولي بسرعه " لا احبه كثيرا ولا استطيع ان اتحمل ان يتغير حبه لي الى كره بعد عدة سنوات " حفت واينكم راساها يقدم مولي فحملتها ثانيه بقيت هادئه لا تتحرك عندما اخذت مولي تبكي امضت نها الاحد في منزلها ولم تخرج ابدا حتى انها رفضت الذهاب لتناول العشاء عند امها كان النهار طويلا ومملا وما كانت لتتحمل تلك الوحدة السخيفه لولا وينكم لكنها كانت تعلم ان عليها ان تستجمع قوتها كي تذهب الى العيادة نهار الاثنين وهي مشرقه ومتيقظه كالعادة وضعت ابتسامه مشرقه على وحهها ووجدت عشرات الامنيات والاعذار عن حسن حظ كلاي كوساك لكن تلك التمثيليه ارهقتها وما ان حل المساء حتى اصبحت مرهقه وبالكاد استطاعت ان تتناول العشاء في وتطهم هرتها وتركت الصحون في المغسله لليوم التالي ما ان جلست على الكنبه وهي تحمل بيدها جريدة الصباح حتى قرع الجرس..... تمرنت على الابتسام طوال الطريق الى الباب لانها لاتريد ان تمنح زائرها غير المتوقع واي كان أي ملاحظه عن حزنها الداخلي عندما فتحت الباب وجدت كلاي واقفا هناك متجهم الوجه سالت " هل هناك امر ما ؟" قال " ليس اكثر من العادة هل احتاج الى حالة طارئه لاتمكن من دخول منزلك ؟" " لا بالطبع لا لكنك تبدو مخيفا " تراجعت الى الوراء وتابعت " ادخل كلاي " اذا هذا ما يبدو انني مستاء جدا لكن هذا ما اشعر به هذه الايام " سالت " هل ترغب بفنجان قهوية؟" قال بصراحه " لا لااستطيع البقاء طائرتي ستقلع بعد ساعه " قالت بفرح مصطنع متمنيه ان تخفي كل الامها " اه يسعدني ان ارى انك لاتضيع الوقت " لم يعرف كلاي ماذا يفعل فهي جاهزة لتوديعه وهو لا يفكر الا بالبقاء معها وضع يديه في جيبه وقال :" انني مسافر الى سانت اوغستين برحلة عمل ارادتك ان تعلمي انني وضعت بديلا عني في الصيدليه لعدة ايام " " شكرا لك اقدر حضورك لاعلامي " انحنت ورفعت هرتها التي كانت تدور حولها ترددت قبل ان تنظر اليه ثانية متمنيه ان ترى ابتسامته المعتادة لكنها عندما نظرت اليه لم يكن يبتسم قالت " هذه وينكم " اقترب كلاي وداعب الهرة وهو يقول " كيف حلك وينمكم " اخفضت الهرة راسها واخذت تصدر صوتا ناعما قالت مولي " انها تحبك " وضمت وينك ماليها وهي تفكر وانا احبك ايضا وقد اغير راي بالسماح لك بالرحيل اذا قلت ثانية انك تريد البقاء فقط قل ذلك مرة ثانيه شعركلاي بالحسد والغيره وهو يراقب الهرة قال " حسنا من الافضل ان اذهب " ووضع يده في جيبة ليسحب ورقه منها وهو يتابع " هذا هو رقم هاتفي حيث سامكث اذا احتاج لي احد " او اذا هناك امراة غيرت رايها وادركت انها ترمي فرصه رائعه للحصول على السعاده الحقيقية واضاف ذلك بصمت .... اخذت مولي الورقة ووضعتها في جيبها من دون ان تنظر اليها توسلت بصمت لاتذهب لكنها قالت " اتمنى لك رحلة سعيدة " هز كلاي راسه وخرج من غير ان يضيف أي كلمه اغلقت مولي الباب وصعدت لتنام حزينه .
*******************
صباح نهار الثلاثاء احضرت ليلى دانلوب زوجها الى العياده قالت " لقد انتهى الدواء المسكين لدي هوارد وقال كلاي انه لايستطيع اعطاءه المزيد من دون وصفه جديده اتصلت بك لكن قالت الموظفه لديك ان عليه القدوم كي تعاينيه بنفسك لذلك نحن هنا " بعد ان عاينته مولي قالت له " لديك التهاب في المفاصل سيد دانلوب وربما هذا يعود الى جرح قديم " قال هوارد " ساخرا " نحن نعلم ذلك والذي نريدة منك هو اعطائنا وصفه تساعدني لاتمكن من تحمل الالم كي اتمكن من العوده الى العمل " قالت مولي بحزم " لا اعتقد ان هذا الجواب لحالتك هكذا سنكون نعالج العوارض وليس المرض بحد ذاته " قالت ليلى " قال الطبيب كولي ذات الكلام لكن تلك الادويه غاليه الثمن وكانت كمن ياخذ كوبا من الماء لذلك قررنا ان لا نضيع اموالنا على ادويه لا فائدة منها " تمن مولي ان تتمكن من تغيير رايهما تفصحت ملف هوارد وقالت " ارى ان الطبيب كولي قد طلب منك القيام بتمارين رياضيه دائمه هل كنت تمشي لمدة نصف ساعه كل يوم هوارد؟" قال متلعثما " ليس مع كل هذا الالم " "لكن ذلك سيساعد هناك ادويه جديدة مهمه الان وسنتمكن من ايجاد دواء مفيد لك اتى البارحه بائع ادويه وترك لي بعض العينات ساحضرها لك اذا وعدتني ان تجربها " تجهم وجهه لكن اجايته كانت مشجعه عادت مولي الى مكتبها واتصلت بالصيدليه طلبت الدواء وارسلت هيثر لتحضره بسرعه ومن خلال حديثها القليل مع الرجل قال ان كلاي ذهب الى سانت اوغستين لشراء قارب كمدون ادراك اعادت الهاتف الىمكانه ووضعت يدها على خدها اذا لهذا كان مسرعا بالرحيللقد فعل تماما ما شجعته عليه والذي بؤلمها حقا انه لم يهتم لشعورها كي يخبرها بنفسه على الاقل عرفت الان ان قصتها معه انتهت بعمل كلاي على تحقيق اهدافه وقررت ان تدفن نفسها في العمل في الماضي نجحت مولي بالسماح لحاجات مرضاها ان تغطي على حاجاتها ويمكن ان تفعل ذلك الان مسحت عينيها وهي تعاهد نفسها انها لن تذرف دمعه اخرى عليه بعد مرور عدة دقائق دخلت هيثر الى الغرفه هذ هو الدواء الذي طلبت لكن ماذا تعني كلمة ستات "؟ " انها تعني اريدة على جناح السرعه شكرا لك " هاي دكتورة مولي كنت تبكين؟" اخذت محرمه ورقيه ومسحت انفها " كان هناك غبار في عيني " قالت هيثر " نعم معك حق كلاي كوساك هو احمق " قالت بنعومه:" لا هو ليس كذلك انه رجل طيب لكنه مولع بالسفر " لكنه تخلى عنك " " لا لم يفعل لم تصل الامور بيننا الى هذه المرحله " اعترضت الفتاة قائله " حسنا لكنه حطم قلبك " " لا لم يحطم قلبي بل متاثر قليلا انا فعلت ذلك بنفسي بالطلب لكثير من الامور " رفعت كتفيها وقالت محاولة ان تصدق ما تقوله " انا وكلاي صديقان منذ فترة طويله وسنبقى ذائما اصدقاء " نظرت هيثر الى مولي بنظرة الفتاة الخبيرة وقالت " اصدقاء نعم صحيح دكتورة لك ما تشائين " وضعت مولي الدواء في جيب معطفها الابيض وبدات تؤلف قصه تريد اخبارها لعائلة دانوب بعدها تنفست بعمق وشدت ظهرها الى اعلى وسارت نحو غرفة المعاينه يبدو انها خلقت لاجله الاهتمام بمشاكل الناس
الفصل الثاني عشر
لم يكن كلاي صادقا مع مولي عندما قال لها انه ذاهب الى سانت اوغستين ولو انها علمت فقط ما هو عملة هناك لربما كانت شعرت بحاجة ماسه لتحدث معه لاخراجة من كل ما يعانيه لقد عانى الكثير وهو بعيد وكان مشتاق للعودة الى ديارة وان يضع خطته الجديدة في طور التنفيذ والاخبار في البلدة تنتقل بسرعه كان جو الوحيد الذي يعلم سبب سفر كلاي ولقد اقسم على كتمان السر اتصل كلاي بمكتب جو للقانون ليخبرة انه في طريق عودته اراد كلاي ان يعرف " كيف حال مولي ؟" " لقد بقيت بمفردها نهاية الاسبوع الماضي رافضه الدعوات والاتصالات الهاتفيه لكن بعد ان سمعت انك ذاهب لشراء قارب ....." قاطعه كىي " لما اخبرتها بذلك ؟" قال جو مدافعا عن نفسه " هاي لم اكن انا من اخبرها وكل الذي استطيع قوله ان الاخبار اتت من الذي يعمل كبديل لك في الصيدليه " تمتم كلاي ثانيه " وماذا حدث بعد ذلك " قالت مولي لراشال انها لن تحزن على شيء لم يكن من مجال لحدوثه وانه حان الوقت لتعيشحياتها مثلك وهي تمضي الكثير من الوقت في العمل وتقسم راشال انها تقود سيارتها عبر القرى المجاورة لتبحث عن مرضى اخرين كي تبقى مشغوله شخصيا لا اعتقد انها وصلت الى هذه النقطه بعد " " لا اصدق ان بايرون خانني انتظر حتى اعود واراه " " طوال الاسبوع الماضي كل الناس في مورغان يتحدثون عنك بطريقه مماثلة " كل شخص هنا يفكر لماذا اردت ابقاء مهمتك سريه ويبدو انهم جميعا استنتجوا حتى راشال لا تطيق سماع اسمك لانك تخليت عن اختها " " هاي انا لم اتخلى عن احد " قال جو بمرح واضح " ليس هذا ما يشاع في البلدة " فال كلاي بغضب " حسنا اتمنى انك اوضحت لهم الامور لقد دافعت عني اليس كذلك ؟" " مطلقا لقد اعطيتك كلمتي انني لن اخبر احدا باي شيء حتى زوجتي وستجبرني راشال ان اختبىء عندما تكتشف انني لم اعلمها بالامر " سيتخلص الجميع من هذه الفكرة عندما نصبح انا ومولي معا " " اذا كيف يتم العمل بمشروعك الجديد؟" " انني في طريق العودة كما تكلمنا في السابق واعتقد انني ساكون هناك بعد ساعه الرابعه فمعضم المرضى يكونون قد غادروا العيادة كذلك تلك الممرضة المشاكسة" قال جو مؤكدا " من الافضل ل كان تنتبه الى ما حولك فراشال حقا غاضبه ولو اننا عدنا الى اسلافي ستبارزك وهي تحمل مسدسا لقتلك وكل هذا التوتر لا يناسب امراة حامل كما تعلم " قال كلاي متذمرا " ولا اعتقد ان هذا الامر جيد لك ايضا " قهقه جو عاليا قال كلاي " لاارى مضحكا فانا لم اضحك عندما اتيت تطلب نصيحتي كيف ستتمكن من تسويه الامر مع راشال اليس كذلك ؟" " انت لم تضحك لكن اعتقد انك قهقهت عاليا قليلا هل هناك شيء استطيع القيام به من اجلك ؟" " نعم ابعد زوجتك الغاضبه عن العيادة حتى احظى بفرصه كي اتكلم مع مولي من دون مبارزة " اجاب جو بمرح " اعتقد انني استطيع تدبر ذلك "كانت الساعه قد تجاوزت الرابعه عندما توقفت شاحنة كبيرة امام العيادة اصدرت الفرامل صوتا مزعجا فتح كلاي الباب وترجل من الشاحنه قال للسائق وهو يغلق الباب " ابق في مكانك هنا ولا تتحرك " تجهم وجه الرجل وصرخ فيه "هذه الشاحنه تقطع الطريق وقد تسبب ثقل كبير على الطريق وهكذا سيتم عرقلة السير" قال كلاي " لاتقلق بشان ذلك فليس هناك عرقلة سير في مورغان بوينت لاتتحرك " هز السائق كتفيه " انت السيد هنا " واعاد كرسيه الى الوراء ليتمكن من النوم قليلا" شعركلاي بالراحه عندما لم يجد ممرضة مولي في أي مكان لكن كانت هيثر هناك وعندما سمعته يقترب اغلقت الكتاب الذي كانت تقرأ فيه ووضعته في الجارور بعد ها رات من يكون فرفعت راسها عاليا وقالت " ماذا تريد ؟" " مساء سعيد لك ايضا هيثر احب كثيرا ان ارى مولي اذا كان يمكنك اعلامها بذلك " نظرت الفتاة الى كتابها وقالت ببرود " يبدو ان الكتولرة لا ترغب برؤيتك" سئم كلاي من الاستمرار بمتابعة الحديث " هيا هيثر اعطيني فرصه فانا احبها " " نعم صحيح ولهذا تخليت عنها" " اتمنى لو ان الناس تتوقف عن قول هذا الكلام فانا لم اتخلى عنها هيثر" لم يدر لما شعر كلاي انه مجبر على تفسير الامور للفتاة فتابع " بالكاد ذهبت الى سانت اوغستين للقيام بعمل ما " " عمل القرود اذا سالتني عنه " وامسكت بقلم واخذت ترسم على ورقه امامها " لم يسالك احد هيثر " " لكن الجميع يعرف انك ذهبت الى هناك لشراء قارب كنت تتحدث عنه دائما فقط لترحل بالافق وتترك الطبيبه " كاد كلاي ان يفقد الصبر القليل منه مازال يحتفظ به " لست ذاهبا الى أي مكان بستثناء شهر العسل " ادارت راسها بسرعه وقالت " ماذا ؟" قال " لاوقت لدي لاشرح لك الامر هيثر كما وانت لست كبيرة لتفهمي ذلك " من الواضح انه يثر شعرت بالراحه عندما علمت ان غايته شريفه فقالت " لقد فهمت فانا اقرا الكثير كما تعلم الدكتورة في مكتبها تتفحص الملفات وانت تريدني ان اخبرها بانك هنا ؟" "سادخل الى غرفة المعاينه واريدك ان تقولي لها ان هناك مريض ينتظرها هل ستفعلين ذلك ؟" هزت هيثر راسها موافقه وسارت نحو القاعه وتوقفت فجاة وهي تنظر الى الارض " سيد كوساك انا لم افكر حقا انك احمق " " شكرا لك هيثر استطيع ام اموت الان وانا رجل سعيد اه هيثر " " ماذا ؟" " لاتقولي لها انني انا " رفعت عينيها الى السقف وقالت " وكانني لا اعرف كيف احتفظ بالسر او ماشابه ذلك " جلست مولي الى مكتبها تحاول ان تكتب ملاحظاتها جديدة لكنها كانت قد فقدت التركيز على عملها لم تستطع منع نفسها عن التفكير بكلاي كانت متاكدة انها قامت بالعمل الصحيح بان اعطته الحق بالرحيل لكنها الان اصبحت تشك انها قامت باكبر غلطة في حياتها كم سيمر عليها من الوقت لتتمكن من التخلص من تاثيرة عليها دقت هثير على الباب مرة واحدة وفتحت الباب ادخلت راسها وقالت " لديك مريض دكتورة انه في غرفة المعاينه رقم واحد " سالت مولي " من يكون ؟" رفعت هيثر كتفيها وقالت " على الذهاب دكتورة ارالك لاحقا " نهضت مولي متمنيه ان لاتبدو حزينه كما تشعر فهناك رجل مريض بانتضارها وعليها ان تضع مشاكلها الخاصه جانبا وعندما لم تجد ملفا على المكتب خارج غرفة المعاينه فتحت الباب وتوقفت عن الحركه تماما لم ترى في حياتها مريضا بصحه كامله هكذا تجمدت يدها على مسكة الباب قالت كلاي ؟" كانت سعيدة جدا برويته لكنها تمكنت من السيطرة على تاثرها " احب كثيرا ان اتحدث معك عن رحلتك لكن لدي مريض ينتظرني " قلت كلامها بدقه عمليه لكنها شعرت بقلبها يغوص عندما علمت من تعابير وجهه انه هو المريض قال " ذالك المريض انا " كانت تعلم ان عليها مواجهته في احد الايام لكنها لم تكن تدرك انها ستواجهه قريبا وستشعر بكل هذه الصعوبه ... سالها " هل ابتعدت بما فيه الكفايه ؟"وجلس على طاولة المعاينه التي كانت مغلفه باوراق خاصه فكرت فترة طويله جدا قالت " ما الذي تفعله هنا ؟" " انت طبيبه وانت مجبرة ادبيا بتخليصي من الامي اليس كذلك ؟" " شيء من هذا القبيل " " انني في حاله سيئه جدا دكتورة " " لاارى انك مريض " قال بلهجه منطقيه:" كيف ان تعلمي ذلك من دون معاينتي؟"اليس عليك ان تقدمي وصفا طبيا لتقرري بما اشعر به ؟" نظرت اليه مولي وقالت " ما الذي يجري كلاي ؟" قال بصدق "بي شيء ما جدي وسيء جدا " بدا لها مصمما فجارته بلعبته وقالت " حسنا ماهي العوارض التي تشكو منها ؟" فكر قليلا بعدها قرر ان يذكر العوارض الحقيقيه التي يعيشها "لقد عانيت مؤخرا من فقدان كامل للشهيه " عقدت مولي يديها وفكرت مررت بذلك العوارض قالت " ربما يعود ذلك الى الارهاق الشد يد" راى كلاي ان عليه ان يقدم لها اكثر من ذلك فتابع " لا استطيع النوم " " تذمر مشترك اعتقد ان الارهاق وفكرة مغادرتك لمكان اقامتك هي السبب "كانت تنتظر عوارض تستحق اضاعة وقتها لم يحصل منها على تعاطف قال وهو يشير الى قلبه " لدي الم غريب هنا" تجربة مولي وعملها الدقيق ساعداها كي لا تظهر أي قلق على وجهها قالت كم هو قاسي هذا الالم ؟" حاول ان يحصل على شفقه منها قال " قاسي جدا " لكن لم يستطع ان يمنع نفسه من الابتسام " اعتقد علي الاتصال بالشرطي هايكر لاطلب منه ان يلاحقك بتهمة الازعاج " " هل هناك قانون ضد الحصول على الانتباه من طبيبة ؟" " ستكتشف ذلك اليس كذلك؟" " ماذا تعتقدين ا نبي بكل الاحوال؟" " لا شيء بك سيءبك واذا كنت ترغب استطيع ان اطلب لك صورة اشعه غدا لتتاكد " قال " اسمعي ثانبه دكتورة لا بد انك اخطات بالتشخيص فيما يصيبني عندما اكون بقربك لقد اصبح صعبا جدا الان ولا احد غيرك يستطيع شفائي منه " قالت معترضه " كلاي " كانت مولي سعيدة بكلامه لكنه حان الوقت ليتوقف عن اللعب قال امرا " اسمعي " اصغت مولي ضد ارادتها وهي تقول " كلاي ما جدوى كل ما تقوم به ؟" " المشكله هي دكتورة انني اعللم انني اعاني من حالة متقدمه من مرض العزوبيه " " ماذا " " لقد سمعتني والدواء الوحيد لحالتي كي اشفى هي الزواج ولهذا اتيت انت الى هنا فانا غير مستعد للزواج من احد غيرك لذا هل تحبينني كفايه لتخرجيني من هذه الحاله البائسه ؟" اصبحت مولي هي من تعاني من مشاكل الان قالت "اذا قلت لك نعم فقد تتعرض الى ازمه قلبيه " قالوهو يضحك " جربي واذا تعرضت لازمه يمكنك ان تعالجيني " قالت مولي قبل ان تقدم على عمل تندم عليه كان تقبل بعرضه قبل ان تغير رايه " انت لاتريد الزواج انك بحاجه الى حريتك " سئم كلاي من كل هذا " من اعطاك الحق بمعرفة ماذا اريد او احتاج " رفع صوته واخذ يضرب على صدره وهويتابع " انا كلاي كوساك اريد ان اتزوجك مولي فانا لااستطيع العيش من دونك " صرخت به " واذا كنت تريد الزواج كما تقول ايها المغمر الاحمق لما ذهبت الى سانت اوغستين واشتريت قاربا " قال مجادلا " اشتريته لنا " سالته ساخرة " وهكذا تتناول حلوة الزفاف فيه ؟ الان فهمت ماذا يدور في فكرك " " وماذا تعنين بقولك ؟" اذا كنت تعتقد انني ساتزوجك منك وادعك تتجول حول العالم لدة لا اعرفها او تعود الى المنزل عندما تشتاق الى فانتم خطى تماما " " هذا اغرب كلام سمعته في حياتي " "واين الغرابه فيه ؟" لقد كانت تفكر في تقديم هذا العرض له بنفسها قال " اسمعي اذا عدت الى المنزل كلما اشتقت اليك فلن استطيع الابتعاد حتى بحيرة سامسون ايضا " لم تدر ماذا تقول فتابع " مولي احبك كثيرا " " احبك انا ايضا كلاي " تشجع من اعتلرافها قال " اريد ان نتزوج " " وانا ايضا اريد الزواج منك ربما نستطيع تسويه الامور سنحصل على بعضنا ويمكنك الحصول على المغامرة التي كنت تحلم بها " لم يصدق انها لم تفهمه بعد قال " مولي احبك وهو اكبر مغامرة لي في حياتي انا لا اقدم أي تضحيه بالبقاء هنا في البلدة وتلك الخطه التي وضعتها للرحيل بمفردي كانت تهربا من الاحساس بالوحده في الليله التي سهرنا معا عند عودتك ادركت انني ما احببت غيرك في حياتي ومنذ تلك اللحظ هوانا لاافكر بشيء اخر الا انت لقد اعطيت لحياتي معنى جديد وكل احلامي اصبحت مختلفه الان " " سالته " هل انت متاكد ؟ متاكد تماما تماما " " اكثر من متاكد " رات مولي الجديه في عينيه هذا الرجل لن يكذب عليها مطلقا فقالت " من الافضل ل كان تكون كذلك والا انا والاطفال سنلحق بك في كل مرة تحاول الرحيل فيها " ضحك كلاي " مولي اذا انت واولادنا لن تذهبوا فانا لن اذهب ايضا " سمعا صوت بوق الشاحنه عليا ومزعجا قال كلاي " تعالي الى الخارج لدي مفاجاءة لك " كانا في الطريق عندما سمعا صوت صفارة الشرطي هايكر توفقت مولي عن السير عندما رات مفاجاة كلاي ففي منتصف الشارع معرقل السير من كافة الاتجاهات رات الشاحنه تحمل القارب صيد كبير جدا وقد طبع على جانبه باحرف كبيرة اسم " دواء العزب " اوقف الشؤطي التصفير وحاول اقناع الناس بالعودة الى سياراتهم ليرحلوا لكن لم يتحرك احد من مكانه كانوا متفقين مع راي ايرل بوتن الذي قال " انسى الامر واين لن نتمكن كل يوم من مشاهدة قارب كبير في وسط الشارع " " شخص مافي ورطة كبيرة هناك قوانين صارمة ضد عرقلة السير" قال الشرطي هايكر ذلك وحاول جاهدا ان يفرق الناس الذين بداوا يتوافدون من المحلات والمخازن ليروا ما كل هذه الفوضى سالت مولي كلاي " ما هذا ؟" " انه قارب " " استطيع ان ارى ذلك لكن ماذا يفعل هنا ؟" " انه في طريقه الى طريقه مكانه الدائم في بحيرة سامبسون وارتك ان تريه فيه غرفه مثاليه لامضاء عطله نهايه الاسبوع لاثنين اوثلاثه اواربعه او اكثر عندما تصبح عائلتنا اكبر " تسلق السلم المصنوع من حبال على جانب القارب وقال " اصعدي الى هنا لاريك اياه " صعدت مولي الى القارب وما ان وصلت حتى هتف لهما كل سكان البلدة اقترب الشرطي من السلم وقال هذا القارب لك كوساك ؟" ضحك كلاي لرجل القانون وقال مصححا " لي وللسيدة كوساك المستقبليه " اسرعت ليديا الى الشارع لتسمع اعلان كلاي قالت لهما " هذه اخبار رائعه كنت دائما اعلم ان كلاي سيصبح ولدي في يوم من الايام " وانهمرت دموعها قالت مولي " شكرا امي " ونظرت حولها الى الجيران وراتهم جميعا يرفعون ايديهم لها علامة النصر ويتمنون لها اطيب الامنيات لم تفكر ابدا بحياتها ان خطبتها ستصبح حدثا عاما اضاف كلاي " نعم شكرا امي " اسرعت راشال الى الطريق هل الخبر صحيح ؟" قالت مولي وما هو الخبر ؟" انت وكلاي ستزوجان ؟" تبادلت مولي وكلاي النظرات فرحه وقالت مولي كيف سمعت بهذه السرعه فانا علمت بذلك منذ دقبقه فقط " حسنا اتصلت دوني بهاتي بانسون وكانت ليلى في المتجر فاتصلت بجو لكنه كان متعبا من بقائي منشغله لذلك ...." قالت مولي وكلاي معا " لا باس راشال نحن نعلم " اخرج سائق الشاحنه راسه وقال هاي ايها الشباب هل نستطيع المغادرة الان لدي برنامج عمل محدد" قال كلاي بالتاكيد لنذهب " ادار السائق المحرك وبصوت عال جدا بينما سار ببطء واضح يبدو ان الشرطي هايكر تذكر عمله فاسرع وراءه "كلاي من الافضل ل كان تنزل من هناك فانا بحاجه للتكلم معك اعلم ان هناك الكثير من العقوبات المفروضه عليك لكن هذا سيدفعني للعوده الى المكتب للحصول عليها وهذا بحاجه الى بعض الوقت " قال كلاي " اسف ايها الضابط انني منشغل الان الا تستطيع الانتظار ؟" اسرعت الشاحنه اكثر فاجبر الشرطي ان يضاعف خطواته ليبقى قريبا منهم " كلا لا يمكنك التهرب الان كلاي انت تخالف القانون " لوح كلاي بيده بطريقه ساخرة من دون ان يجيب اصبح الشرطي يركض الان وهو يتنفس بصعوبه " من سيوقع على المخالفات ؟" ضحك كلاي ومولي فسعادتهم كامله الان ولا شيء سيغير ها كتهديد بسيط لمخالفة قواعد السير صرخ كلاي وقد ازداد ت سرعة الشاحنه " سلذهب الى مكتبك لدفعها عند الصباح الغد " وتركا الرجل المسكين وسط الشاع يصرخ غاضبا جلسا على ظهر القارب من اجل سلا متهما سالته " الان هل يمكنك ان تشرح لي كل هذا ؟" " علمت انه سيكون رساله رائعه لاقناعك انني لااقوم باي تضحيات لكنني احصل على حياة جديدة " نظر حوله الى القارب وتابع " هل هو كبير ومقنع كفايه ؟" " انها مبادرة رائعه ولقد احببتها " فبشرائه لقارب صيد بدلا من يخت اقنعها كلاي انه سعيد وراض بالبقاء قريبا للمنزل قال مستنكر " لم اصدق انك تريدين ابعادي " "انا لم ادرك ذلك اردت فقط ان تكون سعيدا هذا ما كنت اصدق به من الاقوال القديمه في انك ان احببت شيئا ما كثيرا فعليك ان تتركه حرا " " انني حر حر ان اختار كيف سامضي ما تبقى من حياتي لقد اخترتك انت مولي فوكس هل تقبلين بالزواج بي ؟" قالت بسعاده " نعم ساقبل " وهي تعلم ان حياتهما ستكون اكثر سعادة لان الرجل الذي اختارته سيجعلها تضحك دائما ونظرت حولها الى الاراضي الخضراء الممتدة امامهما وقالت " ماذا سنفعل اليوم في بحيرة سامبسون ؟" قال متظاهرا بخيبة امل " اعتقد انه يمكننا اصطياد السمك " " حسنا لكن هناك سيئا ما يجب ان تعرفه عني قد يجعلك تغير رايك بالكامل " " لا شيء سيجعلني افعل ذلك " قالت وهي تبتسم " انا لا انظف السمك"
تمــــــــــت

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا