لعنة أوكيغاهارا


صعدت إلى الطابق التاسع أو الحادي عشر، لا يهم. صعدت لألقي نظرة على المدينة. كم تبدو صغيرة، صغيرة جدا. حفنة متناثرة من البنايات يسبقها إلى السماء برج كيوتو الأحمر... أين البشر وسط هذا المشهد الجاف؟ ثم أين البشر وسط كون جاف؟؟... عندما أتذكر صغر حجمي أمام الفلك الواسع، و أدرك أن شأني كشأن أي كائن كان، عندما تتبخر تفاصيل حياة الأفراد داخل نقطة باهتة في الفضاء، حينها ألمس القسوة، و ينتابني حزن عميق ليست الدموع بقادرة على مواساته. و هل أبكي الكون؟ هل أبكي لغز الوجود؟... جفت الدموع وسط كون جاف
***
لا شيء أغلى مما أُعطي لنا..فعلًا ، نحن ندخل في دوامة حزننا الكبيرة وكأن ما يحصل لنا " نهاية العالم" لكننا ما إن نظرنا لمصائب غيرنا تهون مصائبنا علينا.. قصة قصيرة تسرد حكاية شاب ياباني يُدعى هيساو قد يأس من عمله لأنه مديره مرتش ومن الحياة بشكل عام ربما لأنه يعتقد بأنها غير عادلة، فكر وقرر الانتحار اكثر من مرة وفشل وعلى الرغم من معرفته وتأكده من حب عائلته له إلا أنه قرر أن يستقر على ما يريد.. تتخبط به الاحلام ربما ليرى واقعًا مغايرًا تجعله يغير رأيه ويصبح مُحبًا للحياة وفي آخر صفحة يصدمنا الواقع بأنها حقيقة. القصة غير مرتبة على نحو جيد، الحبكة غير متزنة، السرد جيّد. بسيطة وتُقرأ في أقل من ساعة
***
"أتدرون شعور التجاهل؟... هذا الكون يتجاهلنا" "لا شفاء من الوجود... لا شفاء" أسعد دائمًا عندما أقرأ لأشخاص يفكرون مثلي ويمثلون فكري في مؤلفاتهم. تعجبني هذة الفكرة لأنها تهون عليّ غرابة الكون وغرابة نفسي .. ولكنها سرعان ما تزيدني تشاؤمًا ويأسًا حينما يترائي ليَ أنني لست الا نسخة مكررةً لا تمتاز شيئًا عن كثير من النسخ البشرية. الرواية رائعة في تصويرها للصراع النفسي والمعاناة التي تسببها الحياة لمن يتجرأ محاولًا أن يفهمها، لكنها سيئة للغاية في احتقار هذا الصراع وانهاءه علي أنه أفكار طفولية لا تستحق الإهتمام

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا