فرســـان و كهنـــة


يُدخل الطبيب الجراح منذر القباني التاريخ إلى غرفة عملياته , ويعمل فيه تشريحاً وتفكيكاً بمبضع فلسفة ومشرط فقه وتصوف وخيال جامح , ليفاجئك ويستفزك! ماكنت تظنه كبد الحقيقة قد يصبح ورماً عليك أن تزيله! و ما اعتقده الناس قلب المسألة قد يصبح خلية دم واحدة تدفق مع آلاف الخلايا في سريان عجيب في شرايين الحياة وأسرارها! فرسان وكهنة سياحة تاريخية ممتعة,فيها مزج بين الماضي و الحاضر . فيها إثارة و تشويق , وأسئلة من دون أجوبة, وخيال من دون حدود, وإسقاطات متعددة, و استفزازات متكررة .... إني أخشى على القائ منها!!"
***
"بعد أن أسرنا في حكومة الظل ثم أوثق إسارنا في عودة الغائب, هاهو الدكتور منذر القباني يطلقنا الآن في فرسان وكهنة ويسرح بنا عبر الجغرافيا و التاريخ, يستمع لأمتنا تتحدث بعفوية وكأنها في عيادة نفسية تهذي بكل مايختلج في نفسها, ثم يترك لك أيها القارئ مغامرة أن توصل الكلمات المتقاطعة. هذه الرواية أكثر من أي رواية أخرى كتبت بين السطور وليس من خلال السطور, إنها رواية "ديجافو" لكثير من مشكلاتنا, و أصولها من تاريخنا, يقترب فيها المؤلف دونما حذر من قضايا كبيرة كالعقيدة و التاريخ و الحقيقة و التغيير! ستدعك هذه الرواية تفكر من خلال الدوار ,وستصيبك بشيء من الصدمة ... اربط الحزام!"
***
عندما تقرأ هكذا كتاب أنت لا تتهرب من الحياة أبداً بل يزداد تورطك فيها ! الدكتور منذر يبدو أنه قرر عندما أمسك قلمه ليبدأ بكتابة هذا الكنز الأدبي التاريخي أن يغزو عقل القارئ ويعيد نبشه وزراعته من جديد ، هو يأسرك حتى آخر سطر فيها ، لا تعقيدات لغوية وسلاسة واضح ، هو فقط يمسكك ويدير وجهة تفكيرك لأمور لم تعتد أبدا أنت تعرفها بهذا الشكل ، نظرة جريئة جدا على حقية تاريخية جدلية كالمغول والدولة الخوارزمية بإسقطات فلسفية ترقى لمستوى العقل البشري الباحث ! ولا تملك وأنت تقرأ الرواية إلّا أن يكون "جوجل" مسانداً لك ، فالكثير من الأسماء يقتلك الفضول لتعرف عنها أكثر! فمن حقك أن تقرأ عن جميع وجهات النظر فما يخص تلك الحقبة فهي بالنهاية تاريخك وثقافتك وجزء من هويتك يبدو أن الدكتور منذر يهوى فكرة التنقل بين الماضي والحاضر والخلط بينهما بصور إبداعية ربما بإيصال رسالة مفادتها بأنه ما تعيشه الآن هو استمرار لما كان في الماضي .. وما سيكون في المستقبل هو نتيجة لما يصير الآن ! لكن الجميل بالدكتور هذه المرة أنّه تحرر من عباءة "دان براون" وأسلوبه الروائي ، لينشأ لنفسه أسلوباَ خاصاً جداَ ، أعتقد أنه أفضل بكثير من سابقه "حكومة الظل وعودة الغائب" .ستصيبك الصدمة وأنت تقرأ .. ستضيع .. ستشعر بالصداع من هول الأحداث ، ومن الأسئلة ، من الخيال ، ومن الاستفزازات ، لكن لا بأس ما دام الموضوع هو بحث عن حقيقة فضريبة من إرهاق للعقل لا بد منها ! أعجب جدا بالدكتور منذر لأنه يهوى التمرّد ، ولا يقبل بإجابات سهلة ، أو تلقين منمهج ، حتى أن الحقائق بالنسبة له هو أكثر ما يكون عرضة للجدل والشك ، ودائما أرى من المتمردين صنّاعا للتغيير يوما ما ! أغلقتها وكلّي شوق بانتظار الجزئين القادمين لها ، وأمل بأن يظل القباني محتفظا بهذا الرقي بالكتابة والبحث

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا