ديفالو

الكاتب : محمد طارق
-----------------------
الملخص
------------
على هذه الأرض بـ إمكان كل شخصٍ أن ينهب ، يسرق، يقتل ، ويوسوس حتى يصبح أشد خبثًا ودهاءً من مكر الشيطان ، على هذه الأرض بـ إمكان كل شخصٍ أن يُظهر الوجه الآخر منه . أنت لم تصوب مسدسك تجاه أحدٍ لأن الحياة لم تضعك في موقفٍ يستدعي منك القتال ، وأنت لم تسرق لأن الحياة لم تُجبرك على السرقة ، وأنت لم تسرق أحلام غيرك لأنها لا تناسبك ، وأنت لم تؤذِ أحدًا لأنك لم تتأذّ بـ شكلٍ كافٍ أو لأن الحياة لم تُعطِ لك فرصةً لـ الإنتقام !!
------------
الفصل الأول
------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في ليلة مقمرة كهذه تحييكم سيداتي آنساتي سادتي من مسرح الأزبكية.. لتكمل ضیاء هذه الليلة السيدة أم كلثوم بطلتها الآخذة للأنفاس، والقلوب المعتادة والمنتظرة كل ليلة كهذه من جمهورها العزيز.. وليس فقط المصطف أمامكم في المسرح، ولكن في كل بيت مصري وعربي..
------------
في كل شرفة وشارع؛ ينتظرها الآباء والأبناء.. العاشقين والمتألمين حبا.. الأسياد والفقراء.. لتصدح أنغامها بين الشوارع وجدران المنازل، ليصعد صوتها بالأرواح والقلوب لأعلى درجات النشوة الروحية، فيتمايل على إثرها كل قلب ليس بكلماتها وألحان أغانيها.
------------
وهنا من مسرح الأزبكية ننقل لكم صورة حية من أزواج يصطحبون زوجاتهم.. ينتظرون أن تتوج ليلتهم معا بظهور السيدة أم كلثوم، ليحكوا يوما لأحفادهم عن هذه الليلة المتميزة، حيث ستطرب آذاننا الليلة أغنية «فكروني»، كلمات الشاعر عبد الوهاب محمد، وتلحين الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، ولن تكون تلك المرة الأولى التي تلقي على مسامع سيادتكم، ولكن ينتظر القلب متلهفا بالرغم من ذلك أن ينكوي بنيران الذكريات مجددا، ليتذكر مع كل جملة للسيدة أم كلثوم قائلة: «كلموني تاني عنك فكروني.. صحوا نار الشوق في قلبي وفي عيوني»، وتأخذه في رحلة على شواطئ الذكريات، تتلاطم به كلمات الأغنية هنا وهناك، ليرسی ويعترف بالنهاية كل عاشق يتلوى من الفقد أنه لم ينس، ليردد وراء السيدة أم كلثوم بنيران الاشتياق: «فكروني ازاي هو انا نسيتك؟» .
------------
والآن وبعد طول شوق وانتظار يرفع الستار سیداتي آنساتي سادتي وتطل من خلفه السيدة أم كلثوم. نترككم الآن مع الفرقة الموسيقية، وبداية عزف المقدمة الموسيقية.. نتمنى لكم ليلة سعيدة بمزيج من الذكريات والحب. سهرة ممتعة».
------------------------------------
القاهرة/ الثانية صباحا/حي الزمالك
------------------------------------
مع آخر كلمات مقدمة الحفل، وقبل أن تشرع أم كلثوم في الغناء، أغلقت «داليدا» الراديو، واتجهت للشرفة، اختلست سيجارة من علبتها، وبدأت في متابعة المارة في الخلاء، الأجواء الهادئة بعد منتصف الليل تثير رغبتها في الحديث مع نفسها.
------------
«الوحدة أن تقضي حياتك وسط الحشود بينما لا تملك شخصا واحدا تخبره أنك لست على ما يرام، أن تكون في حاجة لمن يشاركك مأساتك وحزنك

تحميل الرواية من هنا