أكواريل

عندما جاء الظلام وعندما انتصر الأسود العظيم على سائر الألوان، وعندما أعلنت العاصفة عن مجدها القادم. . عندها أغلق جيروم ماكبرايد النوافذ. طبعا أخذ شهيقا عميقا قبل كل شيء، ثم أغلق النوافذ. عاد إلى غرفة المكتب حيث كانت أماندا جالسة ملتفة بذلك الشال الصوفي ذي الشراشيب. . شعرها الأشیب وشفتاها المزمومتان النحيلتان الشبيهتان بكيس مصرور .. شفتان تشيان بربو طويل الأمد .. نظرات كئيبة من عينين رماديتين غلفت سحابتان قرنيتيهما. كل هذا يجعلها أقرب إلى ساحرة هندية عجوز تجلس أمام النار، منها زوجة لمحاسب من أدنبره. . الحقيقة أنها كانت كذلك. . . شاحرة هندية عجوزا. على الأقل نفسيا. . كان الجو يقعقع بالانتشاء. . الكهرباء الاستاتيكية المصاحبة للعواصف لها قدرة السحر. . أن تسمع شعيرات عنقك وهي تنتصب أو ترى ذرات الأكسجين تصطدم بذرات النتروجين في الهواء الخارج من صدرك. . يشعل ماکبرايد المدفأة. اللهب يتوهج

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا