ألف ليلة في الجحيم


في جزيرةٍ نائيةٍ على الأرضِ وفوق أحد محيطاتها، أرضٌ لم تطأها أقدام البشر، ولم تحلق فوقها طائراتهم، ولم ترسو عليها سفنهم... جزيرةٌ يلفّها الضباب، تضربها الأمطار بقوة، وترتطم الأمواجُ بصخورها المتناثرة بأشكالها الغريبة التي تشبه أغلبها رؤوس الحيوانات والوحوش البرية، صوت الرعد الذي يهدر بغضبٍ متواطئ مع طبيعة الجزيرة التي يلفها الغموض بكل تفاصيلها يصمّ الآذان البشرية لو سمعتها... وسط الفراغ الأسود والظواهر الطبيعية الغاضبة، خيطٌ أحمر رفيعٌ يخترق الأجواء هابطا بسرعةٍ شديدة كأنّه نيزكٌ يغيرُ مساره قبل اصطدامه بالمحيط، بنفس السرعة التي لم تتغير ينطلق في خطٍ مستقيم، يمرّ فوق الماء ويتخطاها متجها نحو أحد الكهوف المنتشرة في الجزيرة، ويشق طريقه داخله دون أن يهدئ من سرعته الكبيرة وفي أقل من ثانية يتوقف عند بقعة داخل أعماق الكهف، ويهبط عموديا ليخترق أرضية الكهف كخط ليزر يشقّ جلدا بشريّا... ظل يهبط ويشق أعماق الأرض ذلك الشعاع المتوهج، يمر بوديان وجبال وبراكين وعيون مياه في أعماق الأرض لم تستطع عين آدميّ أو آلة من صنعه أن تصل إلى هذا العمق لترى الهياكل العظمية بين جدران كهوفها... أنهارٌ تمرّ كومضات ، نيرانٌ وحممٌ تنفجرُ من العدم، لفحات ساخنة تزداد كلما هبط الخيط أكثر، ومازال لم يصل إلى قاعها، بعد لحظات قليلة يتوقف الخيط قبل أن يصطدم بقاع أرض تحمل الرقم سبعة... أرضٌ سابعة، سمع عنها البشر لكن لم يروا شيئا *** بعد قرون عديدة على طردها من مملكة الجحيم، تعود الشيطانة "ليليث" مقيدة إلى المملكة وتقع في الأسر، ليحتفظ بها ملك الجحيم "لوسفير" في جناحه الملكي لتبقى تحت مراقبته... يبقيها على قيد الحياة؛ ألف ليلة لكن من ليالي البشر، لا تتعدى بضع ليالٍ بمقاييس مخلوقات النار... تعود لمملكة الجحيم، لتلقي بحبال فتنتها بين الجميع وأولهم ملك الجحيم "لوسفير" تسرد حكاياتها من عالم البشر، قصص يعرفها الشيطان الأعظم، لكن ربما فاتته بعض التفاصيل الصغيرة التي تلعب عليها ليليث للإيقاع بينه وبين جحافله وأمرائه من أبناء السلالة النقية للشياطين؛ فتبدأ بحكايات تثيرها عنهم وعن خيانتهم له في المهام التي كان يأمرهم بها لفعلها في حياة البشر ومصائرهم؛ لتظهر له ضعفهم وتحكم أهواءهم بهم كما يفعل بنو آدم ... بين عالمين نتنقل؛ الأرضي البشري، والعالم السفلي الشيطاني... الصراعات الأزلية بين الخير والشر، بين النور والظلام.. بين أبناء التراب وأبناء النار ... البشر و الشياطين فهل استعذت بالله منهم ؟ نعم إنّها الشياطين التي تراك الآن، وتسمعك ولا تراها؛ تنتظرك وتتربص بك... تنتظر لحظات ضعفك واحتياجك لسبيل نجاة ... تلك الشياطين التي تخافها وتخشاها؛ سنتعرف على بعضها معا تابعناها في عالمها الخفي الغامض ... ولا تسل كيف ننقل لك هذه الأحداث .. فنحن لا نريد أن نؤذي من ساعدنا في نقل الأحداث... لا هدف لنا ولا غاية سوى إمتاعك .. و لا تقلق لبعض الرعب؛ إن خفت فأغمض عينيك قليلا؛ فنحن أيضا لا نقصد إخافتك... كل ما عليك معرفته أنها معركة؛ معركة خفية، تحاكُ منذ بدأ الخلق إلى يومنا هذا... وقد اقتربت النهاية

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا