الصبي و النهر

الكاتب : هنري بوسكو
الملخص
كثيرًا ما نشعر بأننا نشتاق إلى أيام الطفولة، حيث كانت المخاطر قليلة، والمتعة كثيرة وحاضرة، فترة الطفولة مليئة بالذكريات التي نحن ونشتاق إليها، وربما نتمنى لو يعود بنا الزمان إلى تلك المحطة الملهمة، التي مرّت ولم ندرك طعمها ولا قيمتها إلا حينما تقدم بنا الزمان، وعرفنا المسؤوليات ومخاطر الحياة.. إذا كنت تتمنى أن تعود يومًا إلى مرحلة الطفولة، فهذه الرواية مقدمة لك. إنها رواية بسيطة في أحدثها وشخصياتها، ولكنها جديرة بأن تترك أثرًا كبيرًا في نفوس القراء.. هي عبارة عن رحلة نخوضها مع صبي صغير، نشاركه الكثير من مغامراته على النهر، ويجيد المؤلف رسم الأماكن ووصفها، فتشعر بالألفة الكبيرة تجاه كل شيء.. ألفة المكان والزمان والمرحلة العمرية، ويقدم لنا الكثير من الحكايات التي تذكرنا بأيام الصبا، وما عشناه من مغامرات لذيذة في الأدغال والأحراش والقرى والحقول وعلى النهر.. وفي كل مرة ستشعر أن المكان أليف ويمكنه أن يحتضنك برفق.. ثم تتقدم بنا الأيام ويكبر الصبي لنرى ألوانا مختلفة من الحياة، تبدأ باللون الوردي الفاتح وتصل في النهاية إلى أعمق درجات السواد، ويبدو أننا جميعًا تذوقنا طعم هذه الألوان خلال مراحل حياتنا المختلفة.. إنها رواية إنسانية حالمة في المقام الأول، ولكنها ستعيدك إلى أيام تشتاق إليها. "إن القوى الكامة في ذلك الطعام تمنح من يأكله ملكات خارقة. إذ توحّد بين حياته وبين الطبيعة، لذلك انعقد على الفور بيننا وبين عناصر الطبيعة اتصال عجيب، انكشف لنا الماء والتراب والنار والهواء. الماء الذي صار لنا أرضًا طبيعية، إذ كنا نسكن على الماء، ومنه كنا نستمد العيش. والتراب الذي كان شبه خفيّ، لكنه كان يشد الماء بيديه القويتين، والهواء الذي منه تأتي الرياح، والطيور، والحشرات. الهواء الذي فيه تجول السحب وئيدة، الهواء الهادئ والعاصف، الهواء الذي فيه ينتشر النور والظل، الهواء الذي فيه تتشكل الرياح الطوالع. ثم النار التي لولاها ما اتخذ الطعام طبعه البشري، النار التي تدفئ وتبعث السكينة، النار التي هي أساس التخييم، إذ بدون النار تنقص المخيم ركيزة من ركائزه، يفقد معناه، يفقد جاذبيته، لا يظل مخيما بالمعنى الفعلي للكلمة، أي بما ينطوي عليه المخيم من طعام ساخن وأحاديث وتسلية بين مرحلتين، وأحلام ونوم هانئ

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا