الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

يغزو أحلامي
The Yuletide Engagement

الكاتبة : كارول مورتيمر
-------------------
الملخص
------------
لا الألم ولا القلب المحطم هما ما منعا فير فاكس من دعوة باتريك ماك غراث لمرافقتها إلى الحفل السنوي الذي يقيمه مديرها .فباتريك هو من فرض نفسه عليها بالقوة برغم كل احتجاجاتها في تلك الليلة .. كان يعتقد أن إيليا ما تزال متعلقة بصديقها القديم فبتلك الليلة أرادت أن تؤكد له أنه كل ما تتمناه . لكن هل يصمد حب إيليا اليافع أمام رياح الماضي وأسراره!
----------------------------------
الفصل الأول : سندريلا و الحفل
----------------------------------
أعلن توبي وهو يقف في باب المطبخ وقد علت وجهه الصبياني الجميل نظرة انتصار : «سندريلا» ستذهب إلى الحفل! وأول من سينعتني بالجنية العرابة سيتلقى صفعة على وجهه!» . رفعت إيليا نظرها عن الصحيفة التي كانت تقرأها وهي تجلس إلى طاولة المطبخ وقد ضاقت عيناها الزرقاوان لرؤية علامات الرضا الممتزجة بحمرة الخجل على وجه أخيها. وقالت مشككة : «توبي، ما الذي تتحدث عنه؟» . بدت عيناه شديدتي اللمعان ولم يكن لحديثه أي معنى! قال ضاحكاً وهو يدخل المطبخ تاركاً الباب مفتوحاً على الرغم من البرد القارس: «أهكذا تكافئينني على إخراجك من وضعك الصعب؟» .
ارتعشت إيليا رغماً عنها عند دخول الهواء البارد من باب المطبخ. ونظرت إليه بحنان بالغ قائلة: «أغلق الباب وراءك على الأقل يا توبي، أنت . . . . . رفعها بسهولة ودار بها في أرجاء المطبخ الضيق قائلاً: «ألم تسمعينني؟» . هزت رأسها وقد شعرت بدوار . أتراها الحماسة المعدية؟ قالت بضعف: «شيء ما حول سندريلا والحفل، لكن هلا توقفت من فضلك؟» .
كف عن الدوران وثبتها إذ بدأت تترنح وقال بنبرة امتزج فيها الفرح بالانتصار: «طلبت منه مرافقتك ووافق. ألم أخبرك أنه أحد الشبان الصالحين، حتى أنه سيمر بنا في وقت لاحق من هذا المساء لنتكلم في التفاصيل. أليس هذا . . . ؟» . قاطعته بنفاد صبر: «توبي هلا تمهلت وأخبرتني بهدوء ممن طلبت أن يفعل ماذا ؟ » . لكن إحساساً بالتشاؤم بدأ يسيطر عليها إذ خطر لها ما الذي يمكن لتوبي أن يكون قد فعله. لا لم يفعل ذلك حقاً ولم يفعل؟ لا بد أنه يمزح . رفع توبي يديه عنها وأطلق ضحكة انتصار ثم تناول تفاحة من الوعاء وسط طاولة المطبخ وبدأ يقضمها بشهية ومتعة تامتين . سألته بلهجة محذرة: «توبي هلا أخبرتني ما الذي فعلته بالضبط؟» .
مع أن إحساسها أنبأها بالجواب الأكيد. واجه توبي نظراتها بعينين زرقاوين بريئتين وقال برضى عارم: «طلبت من باتريك مرافقتك إلى حفل العشاء الذي تقيمه الشركة» . أتي صوتها يردد كلامه : «باتريك . . ؟» . اتسعت عيناي توبي وهو يقول: «أجل باتريك ماك غراث، رئيسي في العمل. كنا نناقش المسألة في عطلة نهاية الاسبوع وقلت إنك بحاجة لشخص ذي نفوذ مثل باتريك لمرافقتك إلى الحفل. وهكذا . . . . قاطعته وهي تنهار على أحد كراسي المطبخ محدقة فيه غير مصدقة : الم أكن جادة في هذا الخصوص توبي!) . كانت تكبره بعام واحد فقط لكنها تشعر أحياناً أنه يصغرها بعشر سنوات!
سرعان ما سيحل موعد حفل عشاء عيد الميلاد الذي تقيمه الشركة هذه السنة. ولكن الأمر تحول إلى ما يشبه المأساة بعد انفصالها حديثاً عن غاريث المحامي، الشريك الشاب الذي كانت تعمل معه في الشركة. عدم ذهابها إلى الحفل سيوحي بأنها جبانة جداً بحيث لا تستطيع أن تواجه غاريث وصديقته الجديدة. لكن ذهابها وحيدة سيجعلها تبدو وكأنها لا تزال شديدة التعلق به، وهذا ما لم تكن تشعر به حتماً! وهكذا، وفي عطلة نهاية الاسبوع المنصرم وخلال تناولها العشاء مع توبي أشارت إلى أنها تحتاج لشخص مثل باتريك ماك غراث، رجل الأعمال الغني ورئيس توبي كي يرافقها إلى العشاء. لن يخطر لأحد وهي بصحبة هذا الرجل أنها لا تزال تهتم لأمر غاريث . باتريك ماك غراث، الشاب الوسيم الطويل والناجح هو الرجل المثالي لمحو أي شكوك قد تساور أحدهم بشأن مشاعرها نحو غاريث . لكنها اعتقدت أن توبي أدرك أنها لم تكن تعني ما قالته! أغمضت عينيها متألمة غير مصدقة وسألت بيأس: «أرجوك توبي، أرجوك قل لي إنك لم تطلب من باتريك ماك غ3اث الخروج معي الاسبوع المقبل .
أخذ توبي وقته في قضم التفاحة مجدداً وقال بنبرة غير أكيدة وقد خـبـت نـظـرة الانـتـصـار بـعـد أن لاحظ أخيراً عـدم حمـاسـة إيليا الواضحة : «لم افعل؟» . وكررت بحزم: «لم تفعل أم فعلت!؟» . لم تلتقي رئيس توبي سوى مرة واحدة منذ خمسة أشهر. وما من شك أن باتريك ماك غراث كان فاحش الثراء عالي الثقة بالنفس وأهلا للاحترام! لكنه آخر من تتمنى إيليا أن يطلب منها الخروج! بدت الحيرة على وجه توبي وهو يقول: «لكنك عشية الأحد،
قلت ..... وقفت إيليا وشرعت تذرع المطبخ الضيق قائلة: «لم أكن واعية تماماً لما أقول توبي، كما لم أكن جادة. لم أعن حقاً ما قلته . فكرت وحسب بآخر الأشخاص الذي يمكن أن يرافقني. . . . . أنهى توبي حديثها : «وبأن باتريك ماك غراث سيكون الأفضل لمرافقتك إلى حفل العشاء الجمعة .
انقبضت فجأة وقد تذكرت أنه يردد كلماتها تماماً. لكن الوضع يتطلب حلاً جذرياً لظروف غير عادية. رأت أن باتريك ماك غراث هو الرفيق الأفضل، لكن هذا هو الحل الأكثر تطرفاً. ولم تتوقع بالطبع أن يتصرف توبي كما فعل! قالت بنبرة ضعيفة : «أرجوك يا توبي، قل لي إنك لم . . . . . أجابها بنفاد صبر: «بل فعلت . طلبت منه مرافقتك ولا أفهم ما المشكلة طالما أنه وافق!» . لا يفهم . . . ! المشكلة أن إيليا شعرت بأنها تافهة وذليلة يكن لديها أي نية في .... حدقت بسخط في أخيها وقالت : «توبي، يمكنك أن تتصل بالرجل حالاً وتخبره بألا يأتي إلى هنا هذا المساء وأنك اقترفت خطأ وأن أختك لا تحتاج لمن يرافقها يوم الجمعة المقبل أو في أي يوم آخر وأنها حين تحتاج أحداً فستجده بنفسها . أشكرك كثيراً . تماماً
اشتعلت عيناها غضباً لمجرد التفكير في مدى الإذلال الذي ستشعر به إذا التقت باتريك مجدداً .
شعرت وكأن شعرها الداكن المسترسل على كتفيها يتكسر من قوة غضبها وأن السخط أخذ كل مأخذ منها - ولكن. .. كررت قولها ببرودة غاضبة: «اتصل به توبي. اتصل بباتريك ماك
غراث فوراً وأخبره!» . أجاب صوت من ورائها باستمتاع كسول: «أعتقد أن ما يحاول أخوك أن يقوله لك هو أن ما من حاجة للاتصال بي لأني أقف هنا» . استدارت إيليا في مكانها واضطرت لرفع رأسها للنظر في ملامح وجه باتريك ماك غراث الواثقة. ولم ترغب قط في أن تبتلعها الأرض كما أرادت الآن! إنه باتريك ماك غراث نفسه!
طويل، وغامض بشعره القصير، ووسيم بعينيه الرماديتين وأنفه الملتوي تكبراً وشفتيه المبتسمتين. كانت بشرته برونزية رغم أن الفصل هو الشتاء، حتى ملابسه غير الرسمية التي ارتداها لهذا المساء وهي عبارة عن سروال جينز وسترة سوداء حريرية حملت اسم مصمم شهير فيما انتعل حذاء جلدياً صنع يدوياً من دون أدنى شك. قال بنبرة ناعمة : «إيليا ، ماذا أردت من توبي أن يخبرني؟» . حاولت أن تتكلم، كانت تود حقاً أن تقول شيئاً لكن بدا أن الكلمات ترفض الخروج من حنجرتها ! وتبرع باتريك بالإجابة فقال: «ربما تفاصيل سهرة يوم الجمعة المقبل؟» .
ما زال توبي لا يملك أدنى فكرة عما حصل لها بعد أن التقت هذا الرجل مرة واحدة، ولم تخبره إيليا. ومع مرور الأيام والأسابيع من دون أن يذكر توبي شيئاً عن اللقاء، اقتنعت بأن باتريك ماك غراث لن يخبر أخاها بكافة تفاصيل اللقاء أيضاً. لكن إيليا لم تكن لتنسى تلك التفاصيل! كان فصل الصيف حاراً بشكل غير اعتيادي تلك السنة، فارتدى الجميع أقل ما يمكن من الملابس. وقررت إيليا تمضية بعد ظهر يوم
السبت في حديقة المنزل الخلفية المعزولة حيث تأخذ حمام شمس . أتى لها أن تعرف أن باتريك ماك غراث يتصل منذ أكثر من ساعة محاولاً التحدث إلى توبي؟ وأنه سيأتي إلى المنزل شخصياً حين لم يتلق أي جواب أو أنه سيخرج إلى الحديقة بعد أن وجد المنزل مفتوحاً والمنزل خال؟ تعثرت إيليا كالمجنونة وهي تحاول الوصول إلى المنشفة لتلف بها جسمها بعد أن أدركت أنها لم تعد وحيدة لكنها لم تكن سريعة بما يكفي لمنعه تأملها بتمعن. من وعلى الرغم مما قالته ليلة الأحد، كان باتريك ماك غراث آخر رجل تود مرافقته إلى أي مكان! أخذت نفساً عميقاً قبل أن تقول: «توبي كان . . . ارتكب توبي خطأ عندما طلب منك . . . أنا آسفة لإزعاجك سيد ماك غراث» . كانت تتكلم بشكل متقطع وهي تنظر إلى الزر الثاني من قميصه الحريري الأسود وأضافت: «لم أقصد أبدأ أن . . . . . توجه باتريك ماك غراث إلى الشاب الأصغر سناً قائلاً : «توبي لم لا تعد لنا بعض القهوة؟» .
ثم أضاف متوجهاً إليها بتهكم: «بينما نناقش أنا وإيليا ما اذا كانت تريد مرافقتي يوم الجمعة» . أسرع توبي ليحضر القهوة فيما رمقت إيليا باتريك ماك غراث بنظرات معنفة. لعله يجد الأمر مضحكاً لكنها لا تجده كذلك أبداً . وكأن ثمة امرأة في الـكـون بأسره يمكـن أن تـطـيـق هـذا الرجل أو تتحمله ! لكنهما بحاجة لتوضيح الأمور وتود أن تفعل ذلك على مسمع أخيها الأصغر سناً، صاحب النوايا الطيبة الذي لا يستعمل دماغه . قالت برشاقة وقد استعادت بعضاً من الثقة بالنفس: «لنذهب إلى
غرفة الجلوس سيد ماك غراث» . كانت في السابعة والعشرين من عمرها وهي ترعى توبي منذ قتل والداها في حادث سيارة قبل ثماني سنوات، وتدير شؤون المنزل والعائلة وتعمل كسكرتيرة في إحدى شركات المحاماة بدوام كامل . كانت أكثر من ناضجة لتتعامل مع الوضع . حسناً . . . من الطبيعي مبدئياً أن تتمكن من معالجة الوضع . اعترفت بذلك بينما وقف باتريك ماك غراث وسط غرفة الجلوس ينظر إليها بعينين قاسيتين ضاحكتين . كيف يمكـن لـتـوبي أن يعمل مع هذا الرجل؟ كان يملك من الحضور والثقة بالنفس ما يجعل التواجد معه في الغرفة ذاتها قاهراً ، لكنها تعلم أن توبي يرى هذا الرجل رائعاً ويستمتع تماماً بالعمل معه كمساعده الخاص. لعل النساء فقط يجدنه قاهراً! حسناً . . . امرأة واحدة على الأقل تجده كذلك. لو لم يرها هذا الرجل تتشمس . . إن كان عليها توضيح الأمور فيجب أن تضع تلك الذكرى المحرجة جانباً، وقد يساعدها إن فعل باتريك ماك غراث الأمر نفسه حداً لهذه الافكار يا إيليا ! لكن الكلمات التي تلفظ بها أظهرت أنه لا ينوي ذلك . قال بنعومة : «أعتقد أننا لم نتعرف إلى بعضنا بشكل رسمي .
وبدا لإيليا أنه شدد على عبارة «بشكل رسمي». أتى لها أن تعرف عن نفسها بشكل رسمي وهي تبحث عن منشفة تلف بها جسمها؟ أجابت بسرعة : «ربما، لكني واثقة من أنك تعلم أني أدعى إيليا فيرفاكس، وأنا شقيقة توبي الكبرى. عرفت أنك باتريك

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع