الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

وردة ضاعت منه
Project Parenthood

الكاتبة : تريش وايلي
-------------------
الملخص
------------
اختبأت من الحب لكنه وجدها !أقنعت تيجان ديلاني نفسها انها منشغلة جدا ولا وقت لديها للحب لكن عندما اجبرت على القيام بدور الام لأطفال اختها .احتاجت الى مساعدة جارها الوسيم براندن وفجأة بدأت القواعد التي وضعتها لنفسها لتنهار .برهن براندن أنه أفضل أب يمكن الحصول عليه وخير صديق يمكن اللجوء اليه ولكن هذا لم يكن كافيا ليمنع تيجان من الهرب عند أول خفقة قلب فهل يهزمها الحب !
------
تمهيد
------
- تبدين رائعة الجمال . كأنك أميرة حقيقية!
ابتسمت تيجان ديلاني لأختها الصغرى التي شهقت معجبة بجمال أختها، تقف متكئة على إطار باب غرفة النوم. قالت لها : «آه ! وهي الفضل يعود إليك . يمكنك أن تجترحي معجزة عندما تعملين لمدة ثلاث ساعات كاملة. النتيجة مذهلة! هل حضرت العشاء لوالدي؟» . هزت إيمير رأسها بالموافقة فاهتز شعرها الذي عقدته كذيل الفرس قبل أن ترتمي على سرير تيجان. قالت: «أجل. آه . . . ! سأقوم بمراجعة بعض الدروس في غرفتي حتى عودتك إلى المنزل» . - يمكنك مشاهدة التلفزيون في الطابق الأرضي مع أبي عندما ترغبين في الاستراحة. أنا متأكدة أنه لن يمانع .
رفعت إيمير عينين خضراوين تشبهان تماماً عينيها نحو السقف بضيق ، وقالت : «سأنتظرك في غرفتي، وعندما تأتين ستخبرينني بكل شيء . أسندت رأسها على يدها وتابعت: «عـديـني أنك ستوقظينني إن وجدتني نائمة» . - يمكنني أن أخبرك عند الصباح . قطبت إيمير جبينها وقالت: «لن أنام حتى أسمع كل شيء الليلة» . رفعت تیجان حاجبها وسألتها : «ألم تقولي للتو إنك تريدينني أن أوقظك؟» . عبست إيمير قبل أن تؤكد: «حسناً! لن أنام قبل أن تأتي وتخبريني. لم أتمكن من الذهاب إلى حفلة أنيقة ومترفة من قبل» .
استدارت تيجان إلى المرآة ونظرت إلى انعكاس صورتها. إنها رائعة الجمال حقاً، والفضل يعود لإيمير . لولا حس الأناقة لدى أختها لما بدت بهذا الـتـألـق . لو رجع الأمر لها لارتدت سروال جينز جميل، فذلك سيناسب تيجان التي تبدو دائماً كالصبية. لكن إيمير أكثر طموحاً، وها هي النتيجة رائعة. توقفت لتضم أختها إليها إظهاراً لامتنانها لها ، ثم غادرت الغرفة. شعرت بدقات قلبها تتسارع قليلاً في صدرها لمجرد التفكير بما سيعتقده الناس بشأن هذا التغيير. ليذهب الجميع إلى الجحيم! هناك شخص واحد ترغب بلفت انتباهه . . . شخص واحد يهمها رأيه : إنه براندن مكنامارا الذي انفصل عن صديقته في بداية العام الجامعي الجديد .
حملت تيجان معطفها وسارت نحو الدرج . مشت بحذر وهي تحاول أن تحافظ على توازنها فوق حذاء ذي كعبين عاليين. عادت أفكارها تدور حول الرجل الذي يجلس في غرفة الجلوس وصينية العشاء أمامه، وهو يشاهد أحد الأفلام الوثائقية على شاشة التلفزيون. من المؤكد أنه سيلاحظ تألقها وسيعطيها بعضاً من وقته ليقول لها إنها تبدو جميلة. أملت أن ينظر إليها ويلاحظ أنها أصبحت امرأة الآن، ولم تعد تلك الفتاة التي ترتدي ثياب الصبية وتلعب مثلهم . بضع كلمات من الحب أو حتى عناق صغير هما أكبر من توقعاتها، لكن كلمة صغيرة ستبدو كافية. لكنه لم يرفع نظره عن طعامه عندما دخلت إلى الغرفة . ب عند الساعة الثانية عشرة إن " - أنا ذاهبة الآن، أبي . - حسناً!
- أبي، إنها حفلة راقصة. ولن أعود قبل الساعة الواحدة . حاولت أن تبقي صوتها هادئاً وواثقاً وهي تتابع : «لكنني سأعود مباشرة إلى المنزل. أعدك» . - حسناً . انتظرت آملة أن ينظر إليها ولو للحظة، لكنه استمر في تناول طعامه ثم
قال: «ألديك ما يكفي من المال؟» . - أجل . - لا تنفقيه كله . - لن أفعل . تنهدت تيجان ونظرت بتجهم إلى الأرض واستدارت لتغادر الغرفة قائلة : «أراك في الصباح، أبي» . - لا أريد نخالة لا فائدة منها على الفطور . - حسناً! ابتلعت غصة في حلقها، واستدارت لتسير مبتعدة عنه. كان عليها أن تعرفه أكثر، وما كان عليها أن تتمنى. أليس كذلك؟ سنوات من خيبات أكثر من كافية لتعلمها أنها لن تجد أي دعم أو حنان لدى الأمل هي والدها، تماماً كما كان الأمر مع أمها المتوفية . عار عليها ألا تكون قوية وصلبة كما يفترض بها أن تكون نظراً لسنوات العذاب التي عاشتها . والحمد لله إن لديها صديقاً مثل براندن لتتمكن من مواجهة هذا العالم بے خلال ساعات قليلة أعاد براندن البسمة إلى وجهها بمزاحه اللطيف رائع، وهي تجد السعادة وكلماته المرحة وثقته الواضحة بنفسه. إنه حقاً بقربه. على الرغم من أن الواقع يبقى ماثلاً في ذهنها ليذكرها بأن الحياة ليست مكاناً للسعادة والبهجة . التقت براندن عندما تشاركا السكن في شقة في حرم الجامعة، ما جعل التعرف عليه واعتباره صديقاً أمراً سهلاً . لم تشكل لها صداقته أي خطر لأن الفتيات الثلاث اللواتي تشاركن معه في الشقة تطعن عهداً على أنفسهن بعدم التودد إلى الشبان أو التقرب منهم . هذا لا يعني أن تيجان فكرت بذلك، إذ إن لديها أهدافاً كبيرة أكثر أهمية من التعلق بذراع شاب
ما . لكنهما أصبحا صديقين عندما كانت شانون تتأخر في عملها وعندما تمضي الكثير من الوقت وهي تستعد للخروج لقضاء أمسية ما . تعرف تيجان أن براندن مكنامارا يعمل بتصميم وإرادة للحصول على مايريده في الحياة، وأنه في أحد الأيام سيمتلك منزلاً يضم زوجة وعائلة . فهو حنون، منفتح، متحمس للحياة ومتفائل، كما أنه ناجح في كل ما يقوم به. بالإضافة إلى ذلك فإنه وسيم بشكل ملفت للنظر . إنه حقا رائع ، حتى يمكن أن يقال عنه إنه مثالي! مع ذلك فهو ليس الشخص الذي قد تسمح تيجان لنفسها في الوقوع بغرامه لأنه يريد الارتباط والالتزام لمدى العمر، أما هي فلا رغبة لديها
فلا رغبة لديها مطلقاً في البحث عن شخص يملك هذه الصفة. إنها لا تريد شخصاً يؤمن بالسعادة الأبدية، فقد رأت عن قرب ما الذي يفعله الزواج بالناس، لا سيما إذا أنجب الزوجان أطفالاً ثم اكتشفا أنهما غير مناسبين لبعضهما . عندئذ تصبح حياتهما مليئة بالندبات والجراح، والأطفال وحدهم يدفعون الثمن . اقسمت تيجان إنها لن تسمح مطلقاً بحدوث ذلك لها ، فهي لا تريد لأي طفل أن يعاني ما عانته . صداقتها مع براندن هي بالطبع الخيار الأكثر أماناً. صداقتهما تعني لها الكثير، لأنها تثق به وتشعر أنه يعرفها بما فيه الكفاية كي لا يتقرب منها أو يتودد إليها . لكن الغريب في الأمر، أنها أثناء وجودها مع براندن تنسى الكثير من الأشياء التي ارتكزت عليها حياتها ، فهو يجعلها تتمنى لو أنها تستطيع أن تؤمن بالسعادة الأبدية. أما الآن، ولليلة واحدة فقط لنفسها بالعيش في قصة خيالية. فهي ترتدي كأميرة، وترقص مع أمير وسيم في حفلة عيد الميلاد . - هل أنت سعيدة؟ ابتسمت له وقالت : «أجل ، لا أعتقد أنني شعرت بمثل هذه السعادة يوماً» . ابتسم لها براندن ابتسامة جعلت عينيه الزرقاوين تلمعان بشدة ،
وقال: «أنت فعلاً بحاجة إلى الخروج أكثر، فكثرة الدرس تجعل من تيجان فتاة مملة) . - آه! هيا تابع . زدني من هذه الاطراءات، أستطيع تحمل ذلك . - قلت لك مرتين إنك تبدين رائعة الجمال الليلة . دار بها دورة جعلت تنورتها الطويلة تتمايل حولها وتابع قائلاً: «لا أريدك أن تصابي بالغرور» . شعرت تيجان بالتوهج في داخلها بسبب مديحه الخفي، فعندما وقعت عيناه عليها للمرة الأولى الليلة أعلنت ملامح وجهه أكثر من إطراء لها . نظر براندن إلى وجهها، وضحك بصوت منخفض وهما يتمايلان معاً في باحة الرقص. قال بعد قليل: «أعلم أنك تعتبرينني مجرد صديق» . نعم، إنه كذلك! للحظة قصيرة سمحت تيجان لنفسها بالتساؤل عن تلك الفتاة المحظوظة التي ستتمكن من الاحتفاظ به. شعرت بألم حاد من الغيرة يمزقها، ما جعل قدميها تهتزان للحظة . فكرت وهي تشعر بالرعب، آه، لا! إنه صديق، ولا يمكن أن يكون إلا كذلك . - انتبهي إلى أصابع قدمي عزيزتي .
- بالطبع، لأن من الصعب ألا ألاحظهما . تابعت تقول وعيناها تلمعان : «أتعلم ماذا يقال عن الرجال أصحاب الأقدام الكبيرة؟» . اتسعت عينا براندن قليلاً، ثم مال برأسه نحوها أكثر، وأخفض صوته لتستطيع وحدها أن تسمعه : «يملكون أحذية كبيرة؟» . ضحكا معاً، وتمايلا ليتحركا باتجاه الناحية الأخرى من حلبة الرقص. ما إن توقفت الموسيقى حتى التمع شيء ما في عيني براندن . نظر إلى وجهها للحظة معبرة كما لو أنه يحاول حفظ ملامح وجهها في ذاكرته إلى الأبد قبل أن يتابع قائلاً بالنبرة نفسها : «أنت حقاً تبدين رائعة الجمال الليلة، تيجان» .
في الواقع، تعرف تيجان ما الذي يمكن أن يحدث في مثل تلك اللحظات التي لا رجوع عنها. شعرت بصوت داخلي يحذرها من خطر قادم إليها. إنه صوت في مؤخرة دماغها راح يصرخ بها : آه، لا ! هذه لحظة المشاكل. أدركت ذلك بعد فوات الأوان . راح براندن ينظر إليها ، فيما غمرها الدفء والحنان اللذان ينضحان من عينيه الزرقاوين. نسيت في تلك اللحظة كل الأهداف التي وضعتها لنفسها والعهد الذي قطعته لذاتها بأن تتجنب الشبان أمثاله، خشية أن يمتلك أحدهم قلبها الذي لم يتأثر بمشاعر الحب من قبل. الخطأ الوحيد الذي اقترفته هو أنها سمحت لنفسها بأن تستسلم لسحر تلك اللحظة . . . ما إن ابتسم براندن وهو ينظر إليها وكل ما فيه يتوهج من السحر وشدة الجاذبية، ثم رفع نظره ليدلها على النجمة التي تدلت من إطار الباب فوقهما حتى نسيت تيجان أن تتنفس. كان يجدر بها أن تطلق نكتة ما أو أن تبتعد عنه لا أن تقف مسمرة في مكانها لتراقبه وهويميل برأسه نحوها . أدركت أنها ارتكبت خطأ كبيراً في اللحظة التي ضمتها ذراعاه إليه ليعانقها، آه، لا !
ما إن لامستها بشرته حتى شعرت كأن شيئاً لم تكن تعلم بوجوده يتفتح في داخلها . بدأ الأمر بإحساس من الدفء، ثم تحول ذلك الدفء ليغمرها فيسبب لها تقطعاً في أنفاسها وتسارعاً في دقات قلبها . شعرت بإحساس غريب ممتع يجتاحها ويسيطر على كل ذرة في كيانها . ذلك كله حصل من خلال عناق واحد، وفي وقت لا يتعدى اللحظات . . . دب الرعب في أوصالها، فهي لن تسمح مطلقاً بحدوث ذلك . للحظات قليلة فقدت السيطرة على زمام الأمور فشعرت أنها تخطو نحو الهاوية، لكن خلافاً للكثير من الناس الذين لا يملكون فكرة عما يمكن أن يجدوه في قعر الهاوية، تيجان تعرف جيداً ما الذي ينتظرها هناك؛ معاناة تحطم القلوب، عذاب مدمر، عدم الثقة بالنفس، تضحية دائمة وألم لا نهاية له .
إنها في الحادية والعشرين من عمرها ولم تخض بعد تجربة من هذا النوع، فهي لم تشعر يوماً بالانجذاب إلى أي رجل. لكنها تعرف جيداً مدى الألم الذي يسببه التورط العاطفي.. وهي لن تسمح بحدوث ذلك لها . - لا! خرجت الكلمات من فمها بنبرة هامسة مليئة بالعذاب: «ما كان عليك أن تفعل ذلك، نحن لا نستطيع . . . . - بلی، نستطيع . اشتد ضغط ذراعيه على خصرها، وتابع: «كان عليك أن تعلمي أن ذلك ما سيحدث . دفعت ذراعيه عنها بقوة لتبتعد عنه، وقالت: «لم أتوقع ذلك مطلقاً! من المفترض أننا صديقان» . - حسناً! إنها بداية جيدة. أليس كذلك؟ - لا! لا فكرة لديك مطلقاً عما أقحمت نفسك فيه .
بدا من الواضح أن لا فكرة لديه مطلقاً عما تقصده تيجان. نظرة عينيه أخبرتها بذلك. في تلك اللحظة علمت أنها على صواب. إنه لا يعرفها جيداً كما يخيل إليه وتلك ليست غلطته، فمن يعيش حياة مرحة وساحرة مثل حياته يعتقد ببساطة أن حياة الآخرين بسيطة وسهلة أيضاً . على الرغم من شعورها بالألم لأنها رفضته، إلا أن هذا يبرهن لها أنها على حق بما تفعله. إن تمادت بعلاقتها معه أكثر فإنها لن تستطيع تحمل الخسارة في ما بعد، وقد تنتهي بها الحال تماماً مثل والديها . أخيراً تمكنت من الابتعاد عنه، وعيناها تلمعان بشدة بسبب محاولتها منع دموعها من التساقط. قالت: «لا أصدق أنك فعلت ذلك. لقد دمرت كل شيء . - أتقولين هذا لأنني عانقتك؟ كيف تراني دمرت كل شيء؟ هز براندن رأسه وتقدم نحوها من جديد. جال بعينيه في الغرفة ليرى
إن كان هناك من يسترق السمع إليهما قبل أن يتابع: «أنت تتصرفين كفتاة مصابة بالهستيريا تيجان. توقفي عن ذلك» . تحدث إليها بنبرة رقيقة وكأنه يتنازل للتحدث معها بلطف وكياسة ، نبدا ذلك كصفعة على وجهها، قالت: «كيف تجرؤ على التحدث إلي هكذا؟» . أصبحت نبرته أكثر تحذيراً : «تيجان . . . !» . - لا تنادني هكذا! ابحث لك عن فتاة ترغب بأن تعانقها ، براندن . هناك عدد من النساء هنا يرغبن في عناقك، لكنني لست واحدة منهن . رفعت ذقنها عالياً لتظهر عناداً واضحاً، ثم حدقت به بغضب وأضافت: «تمالك نفسك!» . من دون أن تنتظر أي إجابة استدارت، ومثل سندريلا التي هربت من الحفلة الراقصة، سارعت بمغادرة الغرفة واسمها يتردد وراءها من خلال صدى صوته العميق .
أقسمت حينها إنها لن تراه ثانية أبداً. قد يعتقد أن تصرفها صبياني . في الحقيقة يستطيع أن يفكر كما يشاء فليذهب إلى الجحيم! لأحد أن يتقرب منها مجدداً كما سمحت له ، ستعمد فقط إلى الاهتمام بنفسها وبمفردها. هكذا . . . بوضوح وبساطة .

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع