الوجه الآخر للحب
The Millionaires Virgin Mistress

الكاتبة : روبين دونالد
-----------------------
الملخص
------------
لطالما شعرت بايج هاورد بانجذاب خفي نحو المليونير النيوزيلاندي مارك كوربيت وذلك منذ لقائهما الاول يوم تزوج مارك بصديقتها الحميمة .بعد مرور ست سنوات بقيت مشاعر بايج على حالها.. ولم يتحرك قلبها تجته أي شخص آخر وعندما عاد مارك لينفذ وصية زوجته المتوفاة التقيا مجددا ووقعا مرة أخرى في فخ الانجذاب القوي المتبادل بينهما .لكن بايج كانت تعرف أن مارك هو من تسبب بوفاة زوجته أعز صديقاتها.فهل ستلاقي نفس المصير؟
-------------------------
الفصل الأول : أين والده
-------------------------
- مارك! هل تعتقد أنها واحدة من راقصات النادي، أم. . . ؟ توقفت المرأة قليلاً عن إتمام جملتها . تبع ذلك ضحكة صغيرة ثم تابعت تقول : «... أم أنهم يستعرضونها كمثال سيء عما قد يحدث إن لم تكن حذراً؟» .
لذعت الحرارة المرتفعة بشرة بايج هوارد، رغم أنها برأت المتحدثة من الفظاظة. لم تعلم تلك المرأة أن تعليقاً كهذا قد ينتقل بهذا الوضوح عبر ردهة الفندق القديم نحو الدرج .
بدت الملصقات الإعلانية عن عروض الرقص والتدليك واضحة جداً، بحيث لا يمكن لأحد تفويتها وعدم الانتباه لها، لذلك بدا خطأ المرأة مبرراً لافتراضها أن بايج هي إحدى هؤلاء النساء اللواتي يعرضن خدماتهن مقابل المال .
لم تخبرها بايج أنها لم تر في حياتها نادياً للرقص! لديها أمور أكثر أهمية لتقلق بشأنها بدلاً من الشعور بالإذلال المؤقت . عبست وحدقت بالطفل الملقى فوق ذراعها، وهي تشعر بالقلق بسبب وجهه المتوهج باللون الأحمر.
تلك المرأة ومارك الذي يرافقها هما على الأرجح سائحان متجهان نحو مجموعة مباني نابير التي تم بناؤها بعد هزة أرضية مدمرة منذ سبعين عاماً .
المدينة الصغيرة التي تمتد على طول خليج نيوزيلاندا أصبحت الآن مقصداً للسياح الذين يستمتعون بفن العمارة والطعام الشهي في المنطقة .
علمت بايج أنها لن ترى هذين الشخصين مرة أخرى، وهي لا تبالي إطلاقاً بما يفكران به حتى لو ظنا أنها تساوي فقط خمسة دولارات . رغم أن الدولارات الخمسة قد تأتي في وقتها الآن، كما فكرت مكشرة. منذ أسابيع قليلة كسبت مبالغ لا بأس بها ، لكن مدخراتها تكاد تختفي الآن .
حين وصلت حرارة الطفل برودي إلى درجة مقلقة جدا، أصبح عليها أن تكسر قواعد النادي وتتكلم مع والدته التي تعمل هناك. وضعت المال من أجل الطبيب في يد بايج، وعادت لترقص والدموع تملأ عينيها .
قطبت بايج حاجبيها وهي تسوي الوشاح حول وجه برودي الحار، فيما أخذ الخوف يعشعش في ضلوعها . بقع كامدة اللون أخذت تظهر حول عينيه، وراح يلهث من بين شفتين شاحبتين جافتين. كان الطفل بحالة ممتازة منذ ساعة فقط، فما الذي جعل حالته تتدهور بهذا الشكل السريع؟
ارتجف الطفل في تلك اللحظة بين ذراعيها ووجهه يظهر مدى ألمه، لكنه لم يصدر أي صوت . حثت بايج الخطى أكثر وهي تنزل الدرج، فيما راحت تتحدث إليه بصوت خفيف ولطيف .
- لا بأس عزيزي . . لا بأس أيها البطل الصغير . . . نحن في طريقنا إلى الطبيب ، ستشعر بحال أفضل قريباً .
ما إن وصلت إلى آخر الدرج حتى التفت شخصان نحوها بعد إبداء إعجابهما بقاعة الاستقبال. من دون قصد نظرت بايج نحوهما ، فاصطدمت نظراتها المذهولة بعينين زرقاوين داكنتين ووجه أرستقراطي متعجرف . عينان أخذنا تلتمعان من بعيد عبر المسافة الموجودة بينهما .
فكرت بتعب : إذاً، إنه مارك! مارك كوربيت . - بایج! سبب لها الذعر تقلصاً في معدتها، حتى إنها لم تر الدرجة الأخيرة فهوت إلى الأمام. لفت ذراعيها حول الطفل جيداً كي لا يرتطم بالأرض الرخامية، وسرعان ما امتدت يدان قويتان كي تمسكا بها من خصرها
تمنعانها من السقوط. بقي الجسد القوي يساندها إلى أن تمكنت من القول: «أنا بخير!» قطع عويل برودي المرتفع إجابة مارك كوربيت، لكنها تمكنت من سماع صوته العميق يخرج من صدره للحظة . . . للحظة قصيرة، تذكرت الشعور بهاتين الذراعين فيما الموسيقى تدمدم حولهما وهما يرقصان معا...
تركها من بين يديه، وسألها بقسوة: «ما الذي تفعلينه هنا، بحق السماء؟ .
أخذ برودي يبكي ويشهق، فيما راح جسده يرتجف من جديد، وقد بدأت ذراعاه وساقاه تتحرك كأنها تضرب بالسوط . ارتفع صوت مارك كالطاحونة وهو يسأل : (ما بال هذا الطفل؟) . سيطر الرعب على بايج حين التفتت نحو برودي فرأت عينيه مغمضتين
وقد غدا لون شفتيه أرجوانياً داكناً . - آه، يا إلهي! إنه مريض جدا . همست بذلك وهي تلمس جبهته، فألهبت البشرة الناعمة يدها . اشتد
ذعرها ، فشدت ذراعيها حوله أكثر، ومشت بسرعة نحو الباب . قالت المرأة التي ترافق مارك باهتمام: «أعتقد أنه يعاني من تشنج قوي ..
أمسك مارك بايج من ذراعها متجاهلاً مقاومتها له قائلاً وهو يلحق بها في الشارع: «أين يمكننا أن نجد أقرب طبيب؟ ادخلي إلى سيارتي) . أشار إلى سيارة بي أم دابليو متوقفة على بعد أمتار قليلة من الرصيف، وهي تبدو متألقة تماماً كالمباني المحيطة بها . صعدت بايج إلى المقعد المجاور
للسائق، ووجهت نظراتها نحو مارك، وبالكاد لاحظت وجود المرأة التي صعدت في الخلف . حدق إليها مارك من فوق كتفه قبل أن يقود السيارة نحو زحمة السير

تحميل الرواية من هنا