الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

وداعا يا ملاكي
The Italian Millionaire’s Virgin Wife

الكاتبة : ديانا هاملتون
------------------------
الملخص
------------
حظيت ميرسي هاورد بتربية محافظة، لذا فإن عملها كمدبرة منزل لدى رجل الأعمال الإيطالي أندريو باسكالي، المفعم بالرجولة والحيوية، أمر يعني أن عليها التكيّف مع نمط حياة جديدة تماماً.أدركت ميرسي خلال إقامتها لدى أندريو أنه ينبغي عليها تغيير مظهرها الخجول المهمل، أما أندريو فقد أدرك أن مدبرة منزله لم تعد تلك الفأرة المسكينة بل أصبحت ثعلباً ماكراً. وذلك بعد التعديلات على مظهرها وتسريحة شعرها.فكر أندريو أنه يسهل عليه إضافتها إلى قائمة غزواته النسائية إضافة إلى المهمات التي تؤديها في المنزل. ولكن ميرسي ليست من الصنف الذي يرضى بعلاقات غرامية من دون زواج
--------------------------
الفصل الأول : فرصة من ذهب
--------------------------
لعن أندريو باسكالي اليوم الذي اضطرت فيه كنوكس إلى ترك وظيفتها لديه . فقد استقالت مديرة منزله لتستقر في كنت مع شقيقتها التي ترملت منذ فترة غير طويلة . رفع أندريو الورقة الأخيرة بنفاد الصبر . تفحصها بدقة في أقل من ثانية، ثم رماها جانباً بنفاد صبر أكبر من السابق علق بإيجاز : «لا تفاصيل» . ألقي نظرة عدم رضی باتجاه صديقته الحالية، فيما ضاق فمه الواسع المكتنز مظهراً انزعاجه .
في الواقع ، صديقته «الحالية» هي على وشك أن تصبح «السابقة»، فتريشا أصبحت شديدة التطلب وشديدة التعلق به ، وهذا حتماً يتعارض مع الشروط الأساسية التي وضعها أندريو بكل تشديد وتأكيد. عاد مساء الأمس بالذات من الوكالة، وهو مصمم على فكرة ما لعمل دعائي تلفزيوني، هو يريد فكرة خلاقة محركة للعواطف، تستحق أن تحمل توقيع باسكالي الأصيل، بحيث تتحلى بالتميز وتحقق النجاح في المبيعات ، حتى لو كان الأمر يتعلق بمنتوج غير ملهم على الإطلاق، كماركة وجبات طعام جاهزة. عندما وصل وجد أن تريشا دخلت إلى منزله بنفسها ، وهي تنتظره برفقة وجبة طعام صينية
جاهزة ورديئة، بعد أن سرحت شعرها بتلك الطريقة التي تجعله منتفخاً جدا، وبالغت في وضع أحمر الشفاه على شفتيها، وهو أمر كان فيما مضى مثيراً وممتعاً، لكنه أضحى الآن مملاً تماماً . قالت له وهي تبدو مفرطة في الجدية : «إن ما تحتاجه فعلاً يا نور حياتي هو زوجة ، عندئذ لن تضطر إلى إجراء هذه المقابلات الكئيبة، ولن تضيع وقتك الثمين سدى» .
ازداد تجهم أندريو ، وهو مؤشر على ارتفاع درجة انزعاجه . تريشا تعرف حق المعرفة أنه ليس بحاجة إلى زوجة، كما أنه لا يريد واحدة . جل ما يرغب به الآن، هو مدبرة منزل غير فضولية أو متطفلة . لكن إن سارت الأمور على هذا المعدل، يبدو أنه لن يحظى بواحدة! رد بكلمات لاذعة : «بدت لي الفتاتان الأخيرتان جيدتين تماماً، على الرغم من أنني أقر لك بأن المرشحة الأولى كانت كابوساً فعلياً» .
تلك المرشحة هي امرأة تناهز الثمانين من عمرها ، بالرغم من أنها كتبت في الطلب الذي قدمته أنها في الخمسين فقط . طلب أندريو من تريشا إعداد فنجان شاي لتلك المرأة، ثم أوصلها بنفسه إلى سيارة الأجرة. بعدئذ أعطت المرأة السائق عنوان دار للعجزة، ثم لوحت له بهوس فيما أقلتها السيارة. كرر أندريو كلامه قائلاً : «أما الأخيرتان فلم يكن هنالك من خطب بهما» .
ثم وقف على قدميه بعد أن كبح طاقته الحيوية لفترة طويلة، فأخذ يسير بخطوات واسعة داخل غرفة المكتب . تابع مذكراً تريشا وهو يعض على شفتيه : «مؤهلات جيدة، مراجع ممتازة» . هدأته تريشا بابتسامة منافقة متملقة : «عزيزي! لا تبدأ بالعبوس والاعتراض الآن. أنا عرضت عليك مساعدتي ونصيحتي عندما قلت إنك لا تجيد القيام بالأعمال المنزلية . أما نصيحتي فهي أن أيا من هاتين الفتاتين لن تبقى لمدة تزيد عن بضعة أسابيع ، إنهما تملكان إطلالة مشرقة وجمالاً مقبولاً ، لذا فهما سترحلان لتتزوجا بعد وقت قصير ، أنت بحاجة إلى امرأة في متوسط العمر. أما هذه الأخيرة فلم تعط أية تفاصيل لأنها لم تقم بإرسال طلب توظيف . كل ما قامت به هو أنها ببساطة اتصلت هاتفياً بعد ظهر يوم أمس، وطلبت إجراء مقابلة عمل» . بدا ذلك نوعاً من التحكم، وأندريو لا يجد مسألة التحكم به أمراً مثيراً على الإطلاق . أما المرأتان السابقتان . . . رأت تريشا ميرسي هاورد، ما إن دخلت إلى منزل أندريو، ورأتها مجدداً وهي تغادره بعد إجراء المقابلة. وعلى الفور فكرت تريشا أن ميرسي ستؤدي الدور المطلوب بشكل جيد. إنها في الثانية
والعشرين من عمرها ، ومع أنها ليست في متوسط العمر، لكنها بسيطة المظهر وعادية جداً . قررت تريشا أنها لا تشكل منافسة بالنسبة إليها ، فهي مهملة غير مهتمة بمظهرها . بدأت تريشا نفسها تشعر أن علاقتها بأندريو لم تعد ثابتة كالسابق ، لذا فهي لا ترغب بالحصول على تعقيدات إضافية، كوجود منافسة لها على مدار الساعة . أندريو لم يفكر أبدأ بالزواج، وقد صرح لها قبل أن تبدأ علاقتهما بأنه لا يحبذ العلاقات الطويلة الأمد. أما هي فقد جارت الأمر حينها ، إذ بدا لهـا مـن الغباء أن تـضـع الـعـصي في الدواليب في تلك المـرحـلـة مـن علاقتهما . أما بعد ذلك فأصبح هدفها الوحيد هو حمله على تغيير رأيه بالأمر، لكي يقرر الزواج منها، ويسمح لها بالتالي بحياة من الرخاء، ويدخلها إلى عالم من الثراء الفاحش .
آه، کلا ! لم تولد بعد المرأة التي تظن أن من حقها الحصول على أندريو باسكالي، ذي البنية القوية والجسد الطويل المتناسق والمظهر اللاتيني الجذاب. هذا من غير أن نذكر حسابه المصرفي المثير للاهتمام . قالت تريشا مناغية وهي تمرر أناملها من خلال شعره الأسود كالليل : «يمكنك أن تقابلها ما دامت هنا . ما أدراك؟ ربما تكون هذه المرأة ما نبحث نحن عنه تماماً. . لم يعجب أندريو بكلمة «نحن» التملكية ، كما لم يعجبه ذاك الانطباع بأنه يتم استخدامه كهدف . أرجع رأسه بخفة إلى الوراء، وتصلبت كتفاه العريضتان ، فيما عاد ليجلس من جديد خلف مكتبه . ظهر على وجهه عبوس كبير، جعل حاجبيه يندفعان نزولاً كما لو أنهما قضيبان سوادوان مستويان . من المؤكد أن وقت تريشا قد انتهى . غداً صباحاً سوف يطلب من أحد موظفيه في الشركة أن يختار قطعة مجوهرات مناسبة غالية الثمن، ثم يقوم بإيصالها إلى شقة تريشا مع الملاحظة التي يدونها عادة، والتي تقول : «الوداع من غير ندم». في تلك اللحظة قرر أن الوظيفة ستكون من حظ المتقدمة الرابعة إلا إذا كانت تتجاوز الثمانين من عمرها أو خرقاء كئيبة تماماً . أما هو، فلديه
عمل أكثر أهمية يتطلب منه الإبداع والتركيز، ويجب أن يتولى أمره . بدأت ميرسي تشعر بغثيان رهيب حالما وجدت العنوان الذي كانت تبحث عنه . إن أحد المباني الواقعة في إحدى المناطق العصرية إلى جانب نهر التايمز، بالكاد يلائم فتاة قروية متواضعة مثلها . لطالما أغاظتها كارلي قائلة لها : «عليك أن تتأقلمي مع حياة المدينة يا فتاة» . وذلك حينما كانت ميرسي تعترف لها بفزعها وحيرتها ومخاوفها المتعلقة بالحياة المتسارعة في هذه المدينة العالمية المتطورة . بالرغم من أنها تعيش في لندن منذ سنتين، إلا أن ميرسي ما تزال فتاة ريفية قديمة الطراز، فهي ما زالت ابنة القس في قلبها وتفكيرها، وهي تؤمن بقيم باتت قديمة الطراز، وتتوق إلى الحياة البطيئة الخطى التي هي معتادة عليها : لكنها فتاة تتحلى بالعزم والتصميم، لذا تقدمت صعودا نحو الباب الخشبي
الأملس، وهي تمسك بشدة حقيبة يدها الواسعة الرثة، ثم ضغطت على زر الجرس. فاجأها الـصـوت القادم من علبة معدنية صغيرة، فأطاعت التعليمات التي أعطيت لها، فأبلغت عن اسمها وعملها . فتح الباب في نهاية الأمر ، كما لو أن الأمر تم بفعل السحر . وجدت ميرسي نفسها تدخل إلى ردهة ضخمة جداً ، ذات سقف يرتفع حوالي الثلاثة طوابق، وينتهي بمطلع درج محاط بسياج يلتف صعوداً ، ويؤدي إلى الطوابق العليا . قابلتها امرأة ذات شعر أشقر منفوش ، وجسد فاتن رشيق . ترتدي سروالاً زهرياً، مع قميص تبهر الأبصار بلونها اللامع، تبدو ملتصقة تماماً بجسدها . شعرت ميرسي على الفور أنها أشبه بفأرة رمادية صغيرة سمينة، حيث بدا لها كأن طولها البالغ خمسة أقدام وثلاثة إنشات يتقلص إلى مجرد إنش أو اثنين أعلنت المرأة الشقراء بعد أن رجعت إلى قائمة مثبتة بمشبك: «لا بد أنك الآنسة هاورد» .
أتبعت إعلانها هذا بابتسامة عريضة كشفت عن أسنان بيضاء، وبعد دقيقة من الفحص والتدقيق في بذلة ميرسي الرمادية غير المتكلفة وغير الجديرة بالإطراء، والتي تشبه الصندوق، ثم في حذائها الكبير وفي حقيبة يدها
القديمة الطراز، قالت المرأة الشقراء: «أنا صديقة السنيور باسكالي» . فيما قوست بخجل أحد حاجبيها المرسومين باللون الأسود بمهارة، مشددة على كلمة «صديقة» بصوت أبح. أتبعت ذلك بابتسامة مصطنعة ذات معنى، ثم قالت : «إنه يقوم بمقابلة إحداهن في هذه اللحظة، لذا إذا رغبت بالجلوس، أنا متأكدة من أنه لن يدعك تنتظرين طويلاً» .
بدا المقعد المصنوع من الجلد والكروم الذي اختارت ميرسي الجلوس عليه مريحاً، وقد وضعت إلى جانبه طاولة ذات سطح زجاجي . لكن ميرسي لم تكن قادرة على الاسترخاء، على الرغم من أنها وضعت قدميها إلى جانب بعضهما ، واحتضنت حقيبة يدها القديمة المريحة في حضنها . فالغثيان قد بدأ ينتابها منذ الصباح الباكر عندما أخذت كارلي تعلمها بفرح عن كامل هوية الرجل الذي تأمل ميرسي بأن يصبح رب عملها في المستقبل .
- سهرت معظم الليل وأنا أبحث عن معلومات عن الرجل على شبكة الإنترنت. إنه أسطورة حية، وهو في الحادية والثلاثين من عمره فقط! إنه صاحب وكالة باسكالي للإعلان، وهو نابغة بالمعنى الحرفي للكلمة. فهو من ابتكر مجمل أعمال الشركة. إنه يساوي الملايين بمفرده، من غير أن نحسب مجموعة كبيرة من الممتلكات المتوارثة عائلياً. يقع منزله الأساسي هنا في لندن حيث يفترض بك أن تعملي وتقيمي. بالإضافة إلى ذلك فهو يمتلك فيلا بالقرب من أمالفي وشقة في روما . إنه يهتم بالفن المعاصر، وليس لديه زوجة ولا أولاد، لذا لن يكون هنالك الكثير من الأعمال المنزلية لتقومي بها ، باستثناء تمرير ممسحة الغبار على لوحات بيكاسو وهوكني التي يملكها .
هزت كارلي كتفيها وارتدت سترة البذلة الكحلية التي تحمل على طية ياقتها علامة تجارية مطرزة، تخص شركة مستحضرات التجميل العالمية التي تعمل لديها . أما قماش البذلة ذو اللون الغامق فيلفت الانتباه إلى شعرها الأشقر الرمادي الأملس الذي يصل طوله حتى ذقنها ، وهو شعر تحسد عليه . نفخت كارلي قبلة باتجاه ميرسي، قائلة : «علي أن أنطلق الآن ، قبل أن أتأخر مجدداً. أتمنى لك الحظ الجيد، وتذكري أن ابتسامتك جميلة

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع