الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

و انكسر الليل
A Pretend Engagement

الكاتبة : جيسيكا ستيل
-------------------
الملخص
------------
أجفلت فارني ساتون عندما عادت الى بيتها لتجد رجلا في غرفة نومها والاسوأ من ذلك انها اكتشفت ان هذا الرجل هو ليون بومونت رئيس أخيها في العمل كان ليون يستعمل منزل فارني للاختباء من الصحافة ووجدت فارني نفسها مجبرة على اتخاذ قرار صعب فوظيفة اخيها في خطر اذا هي لم تسمح له بالبقاء لكن الامور ازدادت تعقيدا عندما انتشر في الصفحات الاولى لكل الصحف أن خطبتهما تمت لتوها
--------------------------
الفصل الأول : يا للرجال
--------------------------
خطرت لها افكار كثيرة ومتنوعة اثناء تلك الرحلة الطويلة بالسيارة من مطار هيثرو الى شمال " ويلز " . لكنها لم تكن افكارها سعيدة . ولم يجلب البهجة الى نفسها تكاثف الضباب الذى زاد هذه الليلة من تشرين ، ظلمة ورطوبة وتعاسة . كانت ليلة تماثل مزاجها حقا
املت ان تنتهى الرحلة الى الى " الدوين هاول " ، فى " دينيغشاير" فى وقت قياسى ، لكن الرؤية السيئة جعلت السرعة ضربا من الجنون
ولا يعنى هذا انها كانت تنوى الذهاب الى ويلز ، عندما غادرت المطار . اول ما فكرت فيه ، غريزيا ، هو ان تعود الى بيتها قرب " تشيلتنهام " . على اى حال ، بعد ان قادت السيارة لساعة تذكرت ما عاناه والداها مؤخرا من اوقات عصيبة بسبب العمل ، واخر ما تريد ان تفعله الان بعد ان تقاعدا ، هو ان تسبب لهما القلق مرة اخرى ، خصوصا عليها
لديهما ما يكفى من اسباب القلق ، اولها اخوها جونى الذى حطم سيارته ..... كالعادة ، ثم ارتفاع ضغط الدم لدى والدها . كما ان الفندق الذى يملكانه بدا يخسر ما جعلهما يفكران فى بيعه ، وجاءت وفاة الجد ساتون لتزيد التوتر
لكن الناحية الاكثر اشراقا هى ان الفندق بيع اخيرا ، واستقر جونى اخيرا ، وهو فى الخامسة والعشرين ، فى وظيفة يحبها . اذن ، يمكن لوالديها الان ان يتطلعا الى حياة خالية من الهموم والتوتر وهما يستحقان ذلك بكل تاكيد
وهكذا ، ادركت فارنى ان لا سبيل لها للعودة الى بيتها لمعالجة جراحها . فهى تدرك تماما انها لن تتمكن من اخفاء التعاسة التى تشعر بها . وبعد طول تفكير ، ادركت ان لا حاجة بها الى العودة الى البيت بما ان والديها لا يتوقعان رؤيتها قبل اسبوعين !
غيرت فارنى اتجاهها شاعرة بما يشبه المرض وهى تفكر فى والديها وكيف وقفا هذا الصباح مبتسمين . وكانت هى تبتسم ايضا بانفعال وسعادة لانها ستشارك حبيبها مارتن عطلة اسبوعين كاملين فى سويسرا
كانت الاجازات نادرة بالنسبة الى مارتن لانه يعمل بجهد بالغ ، وقد تمكن من القيام بهذه الرحلة لانه سيقوم خلالها ببعض الاعمال . عندما لا يعمل ، سوف يكونان معا ما سوف يمكنهما من معرفة بعضهما البعض بشكل افضل ..... كما ظنت لم تكن فارنى تبتسم الان وهى تتجه الى ويلز ، وقد فارقتها السعادة . وكانت ، لحسن الحظ ، قد وضعت مفاتيح بيتها " الدوين هاوس " ، فى سيارتها بعد زيارتها الاخيرة اليه
آه .... كم كانت غبية وحمقاء ! كيف امكنها .... يا للسموات ! لو ان القلق لم يتملكها عندما تاخر مارتن عن موعدهما فى المطار ، لكانت معه الان على متن الطائرة المتجهة الى سويسرا !
بما انه جزئيا فى عطلة ، تجرات على ان تخرق القاعدة التى فرضها عليها وهى الا تتصل به فى المكتب لانهم لن يعثروا عليه ابدا ! لكن هاتفه الخليوى كان خارج الخدمة
عادت تتململ حاملة امتعتها . واخيرا ، وكيلا تبقى نظراتها مسمرة على المدخل ، اشترت صحيفة ، وعندما فتحتها وقع بصرها على ما صرف ذهنها عن مارتن للحظة قصيرة . كانت الصورة على الصفحة الاولى لرجل يضرب رجلا اخر .... بينما العنوان فى اعلى الصفحة يشير الى ان احد الرجلين ليس سوى رئيس اخيها الجديد فى العمل ، ليون بومونت . التقطت هذه الصورة بعد ان لكم الرجل ملقيا به الى الارض . يا للسماء !
وقرات التعليق بسرعة . يبدو ان ليون بومونت كان على علاقة غرامية قصيرة مع احدى موظفاته فعلم زوجها بذلك . ونشرت الصحيفة صورة لامرأة سمراء فى الثلاثينات من العمر انيقة وجذابة للغاية
اما لماذا كان الزوج هو الملقى على الارض ، ويده على فكه الذى تلقى اللكمة لتوه ، فهذا ما لم تذكره الصحيفة . لكن ليون بومونت كان من الغضب بحيث بدا مستعدا كى يلكم الرجل مرة اخرى حالما يتمكن هذا من الوقوف على قدميه
وآه ، اين هو مارتن ؟ اذا ل يصل بسرعة .... ونظرت الى ساعتها مرات لا تحصى . اذا ارادت ان تتصل بمكتبه فعليها ان تفعل ذلك الان لان الشركة ستقفل ابوابها بعد عشر دقائق
يكفيها انتظارا وقلقا ، كما يفترض انه فى اجازة ولم يعد مسؤولا فى المكتب . سرها ان يكون رقم هاتف مارتن فى المكتب وهو رقم لم تستعمله قط من قبل . كان مارتن قد اتخذ سكرتيرة جديدة ، فاملت فارنى الا تكون من النساء اللاتى يخرجن مساء الجمعة مبكرات
وسرعان ما حولتها اليها الموظفة . قالت لها فارنى بمرح وهى تتذكر اسم السكرتيرة : هل انت بيكى ؟ فاجابها صوت حلو : نعم ، هذه انا -هل مارتن فى المكتب ؟ -لا ، فقد غادر منذ مدة طويلة !
تملك فارنى الارتياح ، لكن قبل ان تشكرها وتقفل الخط ، سالتها بيكى بحماسة : هل وصلت انت والاولاد بخير الى " كينيلوورث " ، يا سيدة ووكر ؟
-انا لست .... السيدة ووكر ! اتراها امه ؟ الاولاد ؟ وطرحت فارنى سؤالها باتزان : السيدة ووكر ؟ علمتها سنوات العمل فى الفندق ان تخفى مشاعرها مهما حصل 0 وقالت بيكى على الفور : اسفة . انت لست السيدة ووكر ، اليس كذلك ؟ كل ما فى الامر ان ميلانى ، اعنى السيدة ووكر ، والاولاد كانوا هنا بعد الغداء . وكانت هى والصغار متوجهين للاقامة مع امها اثناء غياب زوجها فى رحلة عمل ملكت فارنى رجفة وصلت حتى اعماقها .... وصمتت غير مصدقة ما تسمع ! ثم سالت ، واثقة من انها لم تفهم ما سمعت : لكن ... هل مارتن متزوج من ميلانى ؟ فاجابت بيكى بسرور : نعم . ويا لهما من زوجين سعيدين معا ! لقد كره مارتن ان يتركها ، لكن العمل هو العمل ، كما ان .....
انهت فارنى الاتصال فجاة ثم جلست مذهولة . ثمة خطا ما ! هذا مؤكد لقد صرح لها بحبه وقال ان هذه الرحلة فرصتهما كى يصبحا متقاربين بشكل حقيقى . اثارتها هذه الفكرة فمارتن منشغل دوما بحيث ان الاوقات الوحيدة التى اعتادا ان يمضياها مع بعضهما البعض هى عندما يكون فى عمل فى تشيلتنهام ، ، حيث يمكث فى فندق والديها
من العجيب ان والديها احباه ! وتمنيا لها الخير عندما قالت لهما ان هذه الرحلة مع مارتن هى للتعويض عن كل العطلات التى انشغل فيها عن رؤيتها . سحبت حقيبة ملابسها تقربها منها ثم حاولت ان تفكر فى عطلة واحدة امضتها مع مارتن ، لكنها لم تتذكر ولو واحدة !
واخذ معنى هذا بعد ما سمعته من سكرتيرته يتبلور فى داخلها . احقا كان مارتن مشغولا دوما ام ان عليه ان يمضيها مع زوجته واولاده ؟ اولاده ! ولم تستطع ان تفكر فى المسالة وهى جالسة ، فوقفت فجاة . كانت فارنى قد سارت خطوتين عندما رات مارتن الذى ارتسمت على وجهه ابتسامة مشرقة وهو يندفع نحوها : اسف حبيبتى . كانت زحمة السير .... وسكت فجاة حين راى مظهر فارنى الاقرب الى البرودة -ما الذى .... ؟ قاطعته قائله : اخبرنى صراحة . هل انت متزوج ؟ فابتدا يقول ساخطا : انا ....
كانت قد توقعت منه انكار فوريا كاملا لكنه قال بعد ان تمالك نفسه : هيه .... ما هذا ؟ واشرق وجهه بابتسامته الصبيانية الواسعة وهو يحاول ان يمسك ذراعها بالفته المعتادة -هل انت متزوج ؟ اصرت على هذا السؤال وهى تشعر بانها تكره نفسها لعلمها انها ستصدقه اذا ما انكر وعادت تكرر : هل انت متزوج ؟
-حسنا .... نحن منفصلان . سنتطلق . لم ارها منذ دهور ، لكننى اخطط لاجعل المحامى حالما تعود الى .... تحولت فارنى الى كتلة من الثلج وانحنت تلتقط حقيبة ملابسها : وداعا يا مارتن . . وادركت ان ملامحها اخبرته انها لم تعد تهتم به او باكاذيبه لذا لم يحاول ان يمنعها من الذهاب شعرت بالتعاسة ... بالغثيان . وصعب عليها ان تصدق سهولة انخداعها ومدى سذاجتها لكنه خدع ايضا والديها ، رغم خبرتهم فى الحياة
ذهبت فارنى تبحث عن سيارتها وذهنها منشغل انه متزوج ! مارتن ووكر رجل متزوج يعيش مع زوجته . كما ان لديه ... لديهما اطفال ! وهى ... كان يخرج معها ! صحيح ان مواعيدهما لم تكن سوى لحظات خاطفة عندما يتواجد فى منطقة تشيلتنهام ، لكنها كانت سترافقه . شعرت فى داخلها ببرودة كالثلج ، وبطعم الخيانة المر . لقد خدعها كما خدع والديها
عادت بها افكارها الى حين حين عرفت مارتن لاول مرة . كان قد امضى ليلة فى فندقهم الانيق المتواضع فى آن معا . اخذا يتحدثان معا واخبرها انه فى الرابعة والثلاثين وانه يعمل بجد محاولا التقدم فى عمله الخاص . واعتاد مارتن قضاء ليلة من حين الى اخر فى فندقهم ، وبدا يهتم بفارنى . واعجبت به هى ايضا وهكذا اصبحا صديقين حميمين . كان يتصل بها يوميا .... قرابة الثالثة بعد الظهر ، حين تكون فى المكتب ، فحرصت فارنى على التواجد فى المكتب فى ذلك الوقت يوميا
وبما ان عمليهما لم يكونا فى مكان واحد بقيت صداقتهما عند هذا الجد . لكن عندما توفى الجد ساتون الذى تحبه كثيرا والذى اعتادت قضاء عطلاتها المدرسية معه كان مارتن ووكر فى الفندق فاخذها بين ذراعيه واخبرها انه يحبها . حينذاك فكرت فى انها هى ايضا تحبه ، وركزت ذهنها على هذه الفكرة التى اعتبرتها الان ذكرى زائفة نبذتها من ذهنها لتركز على امر اخر .... على ماذا ؟ جونى ؟
جونى ، اخوها الذكى غير الشقيق ، صاحب الدماغ الممتاز ، لكنه لا يثبت فى عمل اذ سرعان ما يتملكه الملل
آه ، جونى .... جونى .... اخذت تفكر فيه بشغف بينما الضباب يزداد كثافة . بدا لها انها ووالديها امضوا معظم سنوات حياتهم والقلق يتملكهك على جونى . كان لديه قدرة غريبة على تحقيق ما لا يستطيع تحقيقه رجال فى عمره
احيانا يشعرون وكانه من كوكب اخر وباستثناء وفاة جدها ، اخذت الامور تزدهر .... فبيع الفندق واشترى والداها منزلا اخر . وعندما تحسن الوضع المالى واستقر ، اجرى جونى ترتيبات سفره الى استراليا حيث يمضى شهرا مع اصدقاء له
وبعد وقت قصير ، وجد العمل الذى كان يتطلع اليه طوال حياته : انه العمل الذى كنت احلم به يا فارنى !
وكان من الحماسة بحيث خطر لفارنى ان تربطه الى الكرسى . سيعمل كمساعد لشخص يدعى ليون بومونت ، ويبدو ان هذا الرجل الكبير الشان يبقى دوما خارج مكتبه فيسافر اما فى انحاء بريطانيا واما الى خارجها .... حرص جونى ، ان لم تقل لهفته للحصول على هذا العمل ، جعله مستعدا لالغاء اجازته فى استراليا ، لكن مع هذا بدا ليون بومونت مستعدا لان يحترم ترتيبات اجازته ، لان هذه الترتيبات تتلاءم مع اجازة كان هو نفسه يفكر فى اخذها
فى الواقع ، بدات رحلة جونى الى استراليا هذا الصباح . فارنى لم تشا التفكير فى المطار بل اخذت تفكر فى والدها ، او بالاحرى زوج امها ، الذى اراد ان يمنحها مبلغا كبيرا هى ايضا ، لكنها رفضت بعد ان علمت ان جدها ساتون اوصى لها بمنزله " الدوين هاوس "
ورغم انها لن تتمكن من صيانة مثل هذا المنزل القديم الكبير ، وانها ستعرضه للبيع رغما عنها ، الا انها ستحصل من جراء بيعه على مبلغ كبير ولهذا لم تستطع ان تقبل هدية زوج امها السخية
شعرت بسرور بالغ لانها دفعت ثمن تذكرة سفرها الى سويسرا بنفسها ، رغم انه كان على مارتن ووكر ان يدفع ثمنها لو سمحت له بذلك . وعندما فكرت فى الامر ، لم تتذكر انه عرض عليها ان يدفع ثمن التذكرة . مرافقته كانت خطوة كبيرة منها ، اذ لم يسبق لها ان اقدمت على عمل من هذا النوع . لكن ، بعد صدمة فقدان جدها ، تلهفت الى شئ ما يلهيها
لكنها كانت تحب مارتن . ( كانت ) ؟ هذه الكلمة جعلتها تتوقف فجاة . اتراها احبت مارتن ووكر ؟ يا للكارثة ... لابد ان هذا حدث فعلا ! الم تفكر فى ان تجد عملا ما فى لندن ، لتكون اقرب الى مارتن فيتمكنان من رؤية بعضهما البعض اكثر ؟ لم تتحسن حالة الجو ، وازداد الظلام كثافة فاضطرت الى التمهل فى القيادة
ما هو شعورها الحقيقى الان ؟ الغضب ، بشكل رئيسى . الغضب لانها شعرت بانها مغفلة .... كما شعرت بتنمل فى جسدها . وتساءلت ان كان هذا التنمل مؤشرا على ما ستشعر به من الم لاحقا
وادركت اخيرا انها كانت على صواب فى عدم الذهاب الى البيت ، فهى ليست قادرة على مواجهة قلق ابويها عليها ، كما لا تريدهما ان يقلقا
لقد نالا ما يكفى من القلق فى حياتهما . ربما يمكنها ان تمضى هذين الاسبوعين فى بيتها اى فى بيت جدها حيث تسعى الى تمالك نفسها
ارادت ان يمضى والداها وقتا هادئا معا ..... ان يمضيا وقتا معا من دون القلق على الفندق .... وقتا هادئا ساكنا بينما ولداهما فى الخارج سعيدان ، وبعيدان عن اى احداث مؤلمة
شعرت فارنى بما يشبه الرمال فى عينيها . وعندما سنحت لها الفرصة ، اوقفت سيارتها وخرجت منها تبحث عن فنجان قهوة لتكتشف ان الكل خطرت له الفكرة نفسها
وعندما وصلت القهوة اخيرا ، ووجدت طاولة خالية ، قررت ان تبقى لبعض الوقت . لم تشا القيادة على الطرقات الجبلية المتعرجة لاسيما وان الضباب يشكل ستارا فوق الريف باكمله
لكنها اخيرا خرجت لتجلس فى سيارتها وسرها ان تشعر مرة اخرى بالغضب لانها ، ومن دون ان ترتكب اى ذنب باستثناء سذاجتها وثقتها العمياء ، وجدت نفسها هنا بدلا من ان تكون فى بيتها آمنة فى سريرها
وتنهدت .... يا للرجال !

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع