ضاع قلبها
Accidental Bride

الكاتبة : دارسي ماغوير
-----------------------
الملخص
------------
خلاصة رائعة تستحق أن يموت المرء لأجلها !لم يستطع مارك كينغ أن يشيح ببصره عن الفتاة راح يراقب الرجال الذين يحومون حولها منجذبين إليها انجذاب الفراشة إلى النار كأنهم يجهلون ما يجري حقا أما مارك فعرف أنها خطيرة وراح قلبه يخفق بقوة فهذه الفتاة رمز للتحدي لم تتوقع كلير أن يجذب مظهرها كل هذا الاهتمام لكن الأمر ناسبها تماما فالانتباه الذي يوليه الجميع لها سيحفز مارك كينغ فيقوده مباشرة إلى الفخ الذي نصبته له في البداية . سوف ترضي غروره لتعود وتضربه في الصميم بقوة . إلى حد أنه لن يعرف ما الذي أصابه. هذا أقل ما يستحقه بعد الذي قام به!
-----------------------------
الفصل الأول : امرأة خارقة
-----------------------------
خلابة ، رائعة ، تستحق ان يموت المرء من اجلها! لم يستطع مارك كينج ان يشيح ببصره عن الفتاة ، راح يجول بنظره بسرعة ، فينظر تارة الى حلبة الرقص ، وطورا يراقب الرجال الذين يحومون حولها. ذلك ان هؤلاء ، كبارا كانوا ام فتيانا ، بدوا منجذبين اليها انجذاب الفراشة الى النار.
كانهم يجهلون ما الذى يجرى حقا! اما مارك ، فعرف انها خطيرة . راح قلبه يخفق بقوة وشعر بالغليان فى دمه . فهذه الفتاة رمز للتحدى . نظر اليها بجراة متفحصا كل جسمها.
وقفت الفتاة فاذا بقامتها المديدة تضاهى قامات الرجال الذين يحومون حولها ، اما اناقتها ومظهرها فهما يفوقانهم باشواط ، انعكست انوار سرايا قاعة الرقص فى الفندق عليها ، مظهرة خصلا حمراء فى شعرها الاسود ، ذلك الشعر الذى شدته الى الوراء عند مؤخرة عنقها ، وقد هربت منه بعض خصلات صغيرة فانسابت حول وجهها العاجى اللون . تدلى حبتا لؤلؤ من اذنيها ، فيما طوق عقد من الؤلؤ عنقها منحدرا نحو صدرها . اغمض مارك عينيه يتخيلها بين يديه . قاد رفيقته باتجاه الغريبة ، وهو يتحرك ببطء وانسياب مع الموسيقى ، فيما كانت عيناه مسمرتين على الفستان الاسود الطويل الذى يبرز مفاتن هذه المراة ورشاقتها.
راى مارك رجلا ملتحيا بقربها ، كان الرجل يقترب منها بحميمية ، لا بتملك ، واوشكت بذلته ان تلامس كتفيها ،احس بانقباض فى معدته ، واسدل نظره الى يديها ، فلم يرى اى خاتم فى اصابعها ، فتنفس الصعداء من دون ان يعى ان انفاسه كانت محبوسة . ترى من هى ؟ - مارك! شق صوت ساشا طريقه بصعوبة الى خياله . - اذا لم تكن لديك رغبة فى الرقص ، فما عليك الا ان تعلمنى بذلك . فانا ارتدى حذاءا جديدا. نظر مارك الى الاسفل ، فاذا بقدميه تدوسان على حذاء ساشا الاحمر اللماع. - اسف . تراجع الى الوراء مدركا فى اللحظة نفسها انا ايقاع الموسيقي قد تغير بل ان المعزوفة بكاملها اصبحت مختلفة ايضا ، وعزم على الهاء تفكيره بشئ اخر بعيدا عن تلك المراة الغريبة الجذابة . كانت الاعمال محور تفكيره الاساسي فهو يسعى دوما الى ايجاد تحديات جديدة ، فاذا به ينقب عن نقاط الضعف فى شركة ما فيسعى لامتلاكها ، ويعتريه الحماس بعد الحصول عليها ، ليقوم بعد ذلك بتجديدها وتقويتها وبيعها بطرءقة تجعله يكسب ثلاث اضعاف ما انفقه . ما العمل الذى تقوم به الانسة القاتلة ؟ اهى عارضة ام مصممة ؟ او لعلها تقتات من تحطيم قلوب الرجال ، فتنتقل من علاقة الى اخرى ، مستنفذة قلب الرجل الذى يقع فى شباكها بالاضافة الى حسابه المصرفة ؟
اعترته رغبة ملحة بتوظيفها فى شركته ، اذ سيتمكن عندها من رؤيتها من وقت الى اخر ، لا غالبا ، بل دائما ... - عذرا . جاءت الكلمة بصوت ناعمةحريري ، فيما ربتت اصابع ذات اظافر مطلية بعناية على كتف ساشا .
نظر مارك مباشرة الى العينين الزرقاوين اللتين لم تخشيا مبادلته النظر ، وعلقت انفاسه فى حنجرته . ذلك السحر الذى يشع من هذه الغريبة وتلك الثقة الكبيرة بالنفس ، جعلاه ينكمشى ، واشعلا فى نفسه نارا متقدة . عجز مارك عن الاشاحة بنظره عنها . بدا وجهها العاجى متالقا كما لو ان فنانا نحت ملامحها الدقيقة من الرخام ثم اضاف اللون الى خديها . بدت شفتاها الورديتا اللون ممتلئتين ومثيرتين ، اما عيناها الزرقاوان فقد اشعلتا فى نفسه رغبة جياشة .
ولولا ذلك الجرح الصغير الذى بدا فوق احد حاجبيها المقوسين ، لظن المرء انها لوحة فنية متقنة للغاية لا بشرا عاديا من لحم ودم . افلتت ساشا يد مارك واستدارت بتجهم لمواجهة المتطفلة: "نعم ؟" . - اسفة للمقاطعة . بدا صوت الغريبة قويا امرا لا اثر فيه للتردد . امسكت المراة يد مارك ثم تابطت ذراعيه: " انت لا تمانع ، اليس كذلك ؟" .
حاول مارك اخفاء دهشته لكنه لم يمانع البتة ، شبكت اصابعه باصابعها وقادها بخفة على حلبة الرقص . اجتاحته رعشة حماسة عندما لمست يدها بنعومة كتفه ، بدا سحرها قاتلا ،ادهشته الاحاسيس الرائعة التى تشع من يدها الدافئة . كما شعر بملمس بشرتها المخملية ناعما وطريا تحت يديه تماما كما تخليه من قبل . اخذ مارك نفسا عميقا ، فملا رئتيه من عبير الورود الزكى الذى احاط بالغريبة .
لم يستطع ان يفهم لماذا تثير فيه هذه المراة رد فعل مختلفة ، فقد سبق له ان راى نساء جميلات من قبل ، حتى ان بعضهن قد رمين بانفسهن عليه . الا ان هذه المراة مختلفة والحت عليه رغبة جامحة لمعرفة المزيد عن هذه المراة . - لم حظيت بهذا الشرف ؟
لم يلاحظ مارك كينج دخول كلير الملفت للقاعة ، ما جعلها تشعر بالانزعاج . الا ان رؤيته يحدق بها منحتها جرعة الشجاعة التى تحتاجها للقيام بالمبادرة ، والتحدث اليه ، هاهى قد وضعته الان فى الموقف الذى خططت له . - شعرت بالضجر . رفعت احدى كتفيها وهزتها بلا مبالاة ، ها قد تمكنت من جذبه الى الفخ ، وكل ما بقى عليها هو جعله يبتلع الطعم حتى يطبق الفخ عليه .
فمن السهل جدا اثارة انتباه الرجال . - شعرت بالضجر؟ بدا ان تعليقها قد اثار دهشته . - اه ، نعم .
تنهدت بنعومة وهى تنظر الى جمهورها . لم تتوقع كلير ان يجذب مظهرها هذا القدر من الاهتمام ، لكن الامر ناسبها تماما . فالانتباه الذى يوليه الجميع لها سيحفز كينغ ويتغلب على غروره ، فيقوده مباشرة الى الفخ الذى نصبته له . فى البداية ، سوف ترضى غروره هذا وتعظم شانه لتعود وتضربه فى الصميم بقوة ، الى انه لن يعرف ما الذى اصابه ... هذا اقل ما يستحقه بعد الذى قام به . وفكرت بجنون: سيبدو مارك رائعا اذا ما حولته الى ملصق على حائط شقتها ، سيتناسب شعره الاسود الداكن وبشرته السمراء مع ديكور شقتها تماما . فالنظر الى فكه القوى ، ووجهه العريض الجميل ، وفمه المثير ، اثناء تناولها كوب الشاى فى الصباح ، افضل بكثير من النظر الى لوحة " سيزان " المسماة " وتبقى الحياة" . - لم تشعر امراة بجمالك بالضجر؟
احدثت رنة صوته وخزا فى عمودها الفقرى . هزت كتفيها وسمحت لشبه ابتسامة بالظهور على شفتيها: " الا تشعر ابدا ان الحياة لا تحمل احيانا اى تحديات ؟" اضاءت عينا كينج الرماديتان بنظرة عبث: " اعلم تماما ما تعنينه" فكرت كلير انهما يليقان تماما ببعضهما البعض ، لكنها ما لبثت ان ابعدت هذه الفكرة الخائنة عن راسها بسرعة .
لن تسمح لنفسها بالتفكير بالعدو بهذه الطريقة ، وكينج هو العدو. فالعمل الذى اقدم عليه لا يغتفر ، لقد سئمت الرجال والاعيبهم، ستكون هذه الحلقة الاخيرة من سلسلة الاحزان التى المت بها وقد حان وقت الانتقام منذ فترة . دلت خطواته الرشيقة على خبرة واضحة ، فراح يقودها معه لتدرو حوله بانسجام تام . بدا مرتاحا على حلبة الرقص تماما كما يكون فى مجلس ادارة الشركة.
وفكرت كلير انه ربما يخال نفسه هبة من الله للنساء ، كان يسمك بها بحزم ، فجعلها دفء عناقه الرجولى تشعر بالاثارة ، ما سبب لها النزعاج . فوجئت تماما بشخصية كينج هذه ، فقد توقعت ان يكون شخصا باردا لا رجلا جذابا الى هذا الحد يمكنه اثارة احاسيسها كما فعل ، لا عجب ان النساء يستسلمن بسهولة لسحره . الا ان كلير لن تسمح له بان يفقدها تكيزها ، لقد تلقت عددا كافيا من الصفعات فى حياتها ما جعلها تعرف الرجال على حقيقتهم ، فجميعهم كذابون . لذا . وبالرغم من الشعور الذى يثيره فيها والسحر الذى يلقيه عليها ، ستبقى ثابتة على عزيمتها ولن تستسلم
الحزن الذى سببه لها صديقها السابق جوش عندما هجرها، شفاها من الرومانسية التى كانت غارقة فيها . هذه الذكريات جعلتها تشعر بالالم فعضت شفتها ، وشعرت بالاشمئزاز من نفسها لانها امنت بالحب ذات يوم .
كانت ماخوذة حينذاك بسهرات العشاء الهادئة ، بالنزهات على الشاطئ ... وبعد ذلك تلقت الصفعة ، وانتهى كل شئ . ولم تكن لديها فكرة عن وجود خطب ما فى علاقتهما الى ان فوجئت بجوش يحزم امتعته.
لم كانت عمياء الى هذا الحد؟ فقد بدا جوش يفلت منها ليلجا الى صدر حنون اخر ، لكنها كانت مشغولة الى حد لم تلحظ ذلك. لو انها ادركت ما يجرى ، لربما امكنها القيام بشئ ما لاستعادته .
انه متزوج الان ، من تلك المراة... توترت عضلات عنقها وفكرت انها لن تشعر بعد اليوم بدفء عناقه الخائن. تصرفت فيما مضى بحماقة بالغة ، اما هذه المرة ، فلقد استعدت جيدا لمواجهة الموقف . سرها انها تستطيع النظر الى عينى هذا الرجل الطويل ، الاسمر ، الخطر ، مباشرة بفضل كعب حذائها العالى .
توقفت الموسيقى ، فابتعدا عن بعضهما البعض ، وصفقا للفرقة الموسيقية مع باقى الحضور . عليها ان تعترف ان قاعة فندق "اكسيلسيور" الخاصة بالحفلات هى الصالة المناسبة للعشاء الخيرى الذى يقيمه كينج . فالارضية الخشبية اللماعة، والثريات المدهشة المصنوعة من الكريستال المستورد، والفرقة الموسيقية المؤلفة من عشرين عازفا، تخدم جميعها قضية كينج .
وتساعده فى الحصول على اموال ضيوفه. وكل ذلك فى جو من الدفء والرومنسية. انحنت كلير نحو كينج، وقربت شفتيها من وجنته الدافئة ثم همست "اانت مستعد لواحد اخر؟"
رمقها بنظرة مخيفة: "ماذا تعنين؟"
ردت كلير باستخفاف: " تح جديد! " واستدارت لتسير بعيدا عنه، وهى على يقين بانه يلاحقها.
ارغمت نفسها على التنفس فقد كانت تشعر بانقباض حاد فى معدتها جراء التوتر. ها قد انتهت الخطوة الاولى، وبدا تنفيذ الخطة، بقى عليها ان تقفل عليه الشرك، ولن يثنيها احد عن مخططها، وخصوصا مارك كينج!

تحميل الرواية من هنا