الكاتبة : رينيه روزيل
-------------------
الملخص
------------
وجدت هانا نفسها خلال عطلتها في مواجهة مع رئيسها في العمل.قد يكون روث جيرك أكثر الرجال وسامة، لكن بما أنه رئسها السابق فهو آخر رجل ترغب في رؤيته.ولم يستطع أن يفهم لماذا يتشاجران باستمرار بما أنهما لم بعودا يعملان معاً الآن. لم يكن لديه رغبة في إقامة علاقة عاطفية مع أي امرأة، لكن مهما حاول، فهو لا يستطيع تجاهل هانا أو تجاهل العواطف التي تنمو داخله تجاهها
---------------------
الفصل الأول : لعبة القدر
---------------------
وجدت هانا نفسها تبتسم لأول مرة منذ أسابيع .رفعت رأسها وحدقت بالقمر إنه معلق في السماء ,وقد أطل من نافذة نصف دائرية من آخر جدار صامد لخرائب معبد حجري قديم .جلست على مقعد حجري في الحديقة ,محدقة باندهاش بتوهج الفلك الواضح ,من خلال فتحة في ذلك الزجاج الملون. بدا المنظر فريداً ,فهذا هو اليوم الثاني لاكتمال القمر في هذا الشهر .همست :"قمر أزرق !". تساءلت كم من الأشخاص شاهدوا هذا المشهد الرائع ,وشعروا بالرهبة من الجمال الساحر .إنها سعيدة لأن مالكة الفندق اقترحت عليها الخروج إلى هنا .
في هذه اللحظات ,شعرت كأن همومها تلاشت بما يكفي كي تسمح لها بأن تشعر بالثقة بنفسها ولو لفترة قصيرة . على الأقل هي ليست مشوشة الذهن كما باتت تشعر بالفعل منذ أن قدمت استقالتها من عملها منذ شهر مضى .تنهدت وهي تتذكر الحزن الواضح الذي سمعته في نبرة صوتها في ذلك اليوم . لكن كيف تراها ستشعر بعد اكتشافها أنها مجرد فتاة ساذجة ؟ كيف سمحت لميلو بريكسو أن يحولها إلى دمية بين يديه ؟افتتانها بالمحامي المتملق جعلها تقع في شباكه من دون تفكير . سمحت له أن يقنعها بأن تغير لون شعرها الأشقر الجميل إلى لون بلاتيني ,وأن تلغي تموجه الطبيعي ليصبح شعراً أملس على الطراز الحديث ,وهكذا باتت تحتاج كل صباح إلى ساعة كاملة لتتمكن من تصفيفه .هذا بدون ذكر إقناعها بالتخلي عن زي المكتب العادي ,حيث سمحت له أن يختار لها ثياباً عصرية قصيرة .شعرت بإحساس من إدانة الذات .كيف أمكنها أن تضعف أمام رجل ,وتسمح له بأن يسيطر عليها؟ منذ سنتين ,وبعد طلاق والديها ,عاهدت هانا نفسها على أن تكون امرأة مستقلة ,فلا تعتمد مطلقاً على أي رجل سواء من الناحية المادية أم العاطفية . انفصال والديها مؤلم علمها ألا تسمح لأي رجل أن يسبب لها دماراً كذلك الدمار الذي أصاب أمها عندما تعرض والدها لأزمة منتصف العمر ,فجرى لاهئاً ورارء امرأة أخرى.أصبحت دورثي هودسون وحيدة ,محبطة ,واضطرت للعمل في أحد مطاعم الوجبات السريعة لتكسب عيشها .
صممت هانا ألا تصبح مطلقاً مثل دورثي , لهذا ضاعفت جهودها في بناء عمل ثابت لها .لكن ,منذ أربعة أشهر , وقعت بقوة في غرام ميلو بريكسو .تمتمت "الأحمق المتفاخر !". أصابتها الصدمة الأولى بقسوة عندما سمعته يتبجح في المكتب ببراعته وقدرته في التأثير عليها متحدثاً عن التغير الذي طرأ عليها. غطت هانا أذنيها متمنية أن تمحو نبرة صوته من ذاكرتها ,لكنها علمت أنها لن تتمكن مطلقاً من حجب السخرية الواضحة في نبرة صوته عندما قال متفاخراً :"أنا وروث ضحكنا كثيراً من التحول الذي طرأ على المساعدة الإدارية الساذجة ,فقد تحولت إلى دمية متحركة بالفعل ".