الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

ستندمين
An Enigmatic Man

الكاتبة : كارول مورتيمر
------------
الملخص
------------
حلت ضيفة غير متوقعة في منزل سام بارتون الذي يقع في داخل إحدى الغابات . ومنذ لحظة وصولها أدركت ما أراد سام توضيحه .فقد ظهر بوضوح ان لا مكان في حياته للاتزامات العاطفية ولكن.. إنها لم تأت الى منزله لتتزوج به .. لقد قدمت لقضاء ليلتين فقط! تشبثت كريس بكل ما تملكه من قوة كي تواجه قسوة ذلك الرجل وغطرسته .لكنها اصيبت بالصدمة حين اكتشفت ما يخفيه سام خلف مظهره القاسي. فهل تستطيع الاستمرار في المقاومة؟
-----------------------------
الفصل الأول : هي و دراكولا
-----------------------------
إنه قصر دراكولا !
لا... ! فكرت كريس مجدداً أنها تظلم دراكولا بهذا التشبيه ! أوقفت السيارة عند مدخل الطريق المؤدية إلى المنزل، بعد أن أمضت ساعات طويلة في القيادة قبل أن تصل أخيراً إلى هنا. تمنت أن تكون قد وصلت فعلاً إلى المكان الصحيح، رغم الضباب الذي يتكاثف بسرعة .
لكن كل تساؤلاتها تلاشت حالما رأت اسم المنزل محفوراً على لوحة حجرية وضعت بجانب البوابة المتداعية. حدقت بذهول نحو المنزل الضخم الكائن في آخر الممر الواسع. إنه مبني على الطراز الفيكتوري الذي يعود للقرن الثاني عشر، فكل جزء منه يدل على ذلك . بدا تصميم ذلك القصر الضخم مغايراً تماماً لذوق كريس .
لا يعقل أن يكون هذا هو المنزل الذي تقصده، لا يعقل أن يكون هذا منزل يوركشاير الذي يقطنه شقيق صديقتها مولي. إنها تعرف جيداً أن مولي غريبة الأطوار، لكن كريس لم تتوقع أن تكون عائلتها بأكملها ذات أطوار غريبة أيضاً. حدقت مجدداً بتلك اللوحة الحجرية . رغم وجود الطحلب فوقها ، إلا أن اسم منزل فالكون ما زال واضحاً. أمسكت كريس الرسالة التي
وصلتها من مولي منذ بضعة أيام، وقرأت مضمونها بسرعة حتى وصلت إلى المقطع الذي تصف لها فيه التعليمات لتصل إلى منزل سام بارتون. برز اسم منزل فالكون بوضوح بين بقية الكلمات . لم يبد لها هذا المكان كمنزل مطلقاً. إنه قصر كبير مع أبراج وحصون
مرتفعة، حتى إنه محاط بخندق مائي يلتف حول الجدران الخارجية كلها . ربما يقع منزل سام خلف هذا المبنى العملاق! ألم تخبرها مولي مرة أنه يهتم بهذا المكان من أجل صديق له؟ بعد أن رأت كريس منزل فالكون بأم عينيها، لن تُفاجأ أبداً إذا كان المالك يبقى متغيباً عنه معظم الوقت . فهذا المبنى القديم المتهدم يجلب الكوابيس بالتأكيد لمن يسكن فيه .
نعم . . . لا بد أنها محقة. إذا تابعت التقدم بسيارتها عبر الممر فوق ذلك الجسر المتحرك المتزعزع، فستجد في الخلف بالتأكيد مبنى صغيراً ومريحاً أكثر من هذا القصر المخيف . قادت كريس سيارتها ببطء عبر الطريق الضيقة الصعبة، ووصلت إلى مدخل قصر محاط بخندق فارغ من الماء مليء بالنفايات ذي رائحة نتنة . ما هي إلا بضع دقائق حتى اكتشفت أن ما خلف القصر ليس سوى قطعة
أرض صغيرة مهملة. على الأرجح أنها كانت حديقة جميلة، لكنها الآن مغطاة بالعليق والأشجار الضخمة، وهي تبدو كغابة مخيفة ! أوقفت كريس سيارتها ، ونزلت منها لتقف فوق الأرض المرصوفة بالحصى، والتي نمت فوقها الطحالب. حركت أطرافها المتعبة وهي تحدق مجدداً نحو القصر المتداعي. رأت أنابيب صدئة تتدلى فوق جدران المنزل
وقطعاً من أحجار القرميد التي يفترض أن تغطي السطح منتشرة على الأرض بعد أن سقطت من الأعلى . لم يبد المكان مرحباً أبداً، وأصبحت كريس متأكدة أن لا أحد يعيش هنا . إنه . .
لكنها سمعت صوتاً ما! صوت غير واضح وخفيف جداً. لكنها متأكدة أنها سمعت صوتاً ما. بدا الصوت آتياً من أحد جوانب المنزل . ابتلعت ريقها بصعوبة، وشعرت بالتردد. هل تقترب من المكان أكثر لتستكشف مصدر الصوت؟ الله وحده يعلم ما قد تجد هناك! أم تعود ببساطة إلى سيارتها وتقود مسرعة إلى الخارج؟
أعجبها الخيار الثاني أكثر . لكن . . . ألم تمض العام الفائت هاربة من أمر إلى آخر؟ ألم يحن الوقت بعد كي تقف بقوة وتواجه الأمور مهما تطلب ذلك منها؟ لماذا قبلت دعوة مولي لقضاء بضعة أيام معها في منزل شقيقها في يوركشاير إن لم تكن مقتنعة بالتغيير؟ هل هذا حقاً الوقت المناسب كي تبدأ بمواجهة العالم من جديد؟
إنها خطوة كبيرة منها أن تقبل دعوة مولي، وتقوم بهذه الرحلة الطويلة المرهقة من لندن إلى يوركشاير. والآن عليها أن تواجه . هذا الموقف . التفتت كريس نحو الطريق المؤدية إلى القصر القديم. وقد أضافت كثافة الضباب غموضاً إلى جو المكان، ما زاد من توترها . بدا القصر مهجوراً لولا الصوت الإيقاعي المستمر الذي سمعته آنياً من خلف المنزل .
حاولت أن تهون الأمر على نفسها ؛ عليها فقط أن تذهب لتتحقق من الأمر. إن وجدت أن الهواء يلعب بغصن إحدى الأشجار فيضربه على النوافذ، فلا بأس بالأمر. وإن وجدت شخصاً ما، فستسأله ببساطة عن
الاتجاه الصحيح للوصول إلى منزل سام بارتون وتتابع طريقها . ما إن مرت كريس تحت القنطرة المؤدية إلى القلعة حتى اكتشفت أنها أخطأت في تقدير الأمور، إذ وجدت نفسها تواجه كلباً كبيراً لم تر بحجمه في حياتها من قبل! أطلقت شهقة تنم عن الخوف، وتسمرت بشكل مفاجيء مكانها .
كثر الكلب عن أنيابه، وأصدر صوتاً كالهدير من حنجرته، وتحفز استعداداً ليقفز عليها جف حلقها فجأة، وشعرت بكل عظمة وعضلة في جسمها تتوتر بسبب تلك المواجهة العنيفة . تجمدت مكانها تنظر بعينين واسعتين كأنها تحت تأثير التنويم المغناطيسي لعيني ذلك الكلب .
مر بعض الوقت والكلب لا يزال يصدر صوت همهمة أشبه بصوت الرعد المخيف، ثم سمعت صوتاً منقذاً يقول: «ما المشكلة، ميرلن؟». من أين أتى ذلك الصوت. لم تر أحداً في الضباب سوى ذلك الكلب
المخيف. بالتأكيد سمعت صوتاً . . . إنه على الأرجح صوت رجل . . لكنها لم تتأكد من ذلك، لأن الصوت بدا ضعيفاً وبعيداً . راحت تكلم نفسها بقلة صبر قائلة: «تماسكي، كريس) . ربما يبدو الوضع غريباً ومرهباً بسبب الضباب والأبراج الضخمة وراءها وذلك الوحش الكاسر الذي يقف أمامها، قاطعاً الطريق . لكن هذا ليس سبباً كي تشعر بالذعر وتركض هاربة!
بل هو سبب كاف! ففي أي لحظة سيمـل الـوحـش الـضـخـم مـن الهمهمة، ويهجم عليها بفكه الواسع ليمزق جلدها الناعم . سمعت الصوت المنقذ مجدداً عبر الضباب: «أنا أحذرك ميرلن، إن تبعت الأرانب مجدداً إلى جحورها لن أذهب لأنقذك.. إنه صوت رجل! وهو قريب جداً. أصبحت كريس متأكدة من ذلك الآن. إنه قريب بما يكفي لإنقاذها من هذا الكلب المفترس. هذا ما تأملته على الأقل!
- ساعدني! بدا صراخها مرتفعاً أكثر هذه المرة. تمنت أن يسمعها از يا للروعة! بدت شفتاها مخدرتين وبالكاد شمعت صرختها كصرير خفيف . لكن صوتها كان كافياً لجعل همهمة ذلك الكلب تنقلب إلى نباح مرتفع ومحذر . بدا واضحاً أنه يتهيأ ليقفز عليها .
- ساعدني! بدأت تفقد الأمل ببقاء الكلب هادئاً أو بعيداً عنها لفترة أطول! - نادي الرجل الكلب بنفاد صبر : «نبأ لك ميرلن، أنا . . . ما بك بحق السماء . . . ؟ هيا اجلس!» .
قاطعت كريس بصرختها الملاحظات التي بدأ الرجل يوجهها لكلبه وفجأة رأت شخصاً يخرج من حفرة في الأرض على بعد عشرة أقدام منها . ظهر رأس ذو شعر داكن أشعث ولحية نابتة لم تحلق منذ عدة عدة أيام . لم يلطف مظهر ذلك الرأس سوى عينين خضراوين ثاقبتي النظرات ،
تلتمعان ببريق حاد عبر الضباب الكثيف . آه! على الأقل رضخ الكلب لأوامر صاحبه ، فجلس بهدوء وتوقف حتى عن الهمهمة. لكن نظراته بقيت مثبتة على كريس بانتظار حركة خفيفة منها . إنه بدون شك ما زال ينتظر أمراً من صاحبه كي يهاجمها ! لكن كريس لا تملك أية نية بالتحرك. وهي لم تعد قادرة على القيام بأية حركة عدا التحديق بذلك الجسم الذي بدأ يخرج من الأرض.
اتسعت عيناها أكثر عندما رأت الرجل يستخدم رفشاً ليساعد نفسه على الخروج من تلك الحفرة. إنها حفرة بطول ست أقدام وعرض ثلاث، وهي لا تملك أدنى فكرة عن عمقها ...! _ انتقلت نظراتها نحو قدمي الرجل وهو يحاول الوقوف، ثم رفعت بصرها صعوداً. كان يرتدي بنطلوناً من الكتان الأسود وسترة عمل سوداء، أبرزت كتفيه العريضتين وعضلات ذراعيه القويتين . أما شعره
فهو طويل أسود متموج يصل حتى كتفيه . ولم يظهر من معالم وجهه الذي حجبته الحية كثة سوى عينيه الخضراوين الثاقبتين . بدا الرجل ضخماً، يزيد طوله بضعة إنشات عن الستة أقدام، وقد اشتدت عضلات جسمه بسبب العمل تماماً كما بدت أعصاب كلبه مشدودة منذ ثوان . بللت شفتيها الجافتين، آملة أن تتمكن من الحفاظ على هدوئها .
استطاعت أن تتمتم بصوت متردد : «مرحباً!» . التوى فمها المشدود بسبب الفظاظة التي أجابها بها الرجل وهو يجيبها بنبرة قاسية : «مرحباً؟!» . كانت كريس لا تزال ترتجف، أولاً بسبب المواجهة العنيفة مع الكلب، وثانياً بسبب ظهور الرجل المفاجيء من تحت الأرض. لكن
ذلك لا يعني أنها مرتعبة إلى حد الجنون! أشارت نحو الحفرة وسألته : «ما الذي تفعله هناك؟» . إنه شهر كانون الثاني، وهذا ليس الوقت المناسب لنكش الحديقة

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع